67884 / _1 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «لَمَّا بَعَثَ اَللَّهُ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إِلَى فِرْعَوْنَ أَتَى بَابَهُ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ، فَضَرَبَ بِعَصَاهُ اَلْبَابَ، فَاصْطَكَّتِ اَلْأَبْوَابُ فَفُتِحَتْ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى فِرْعَوْنَ ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَسُولُ اَللَّهِ، وَ سَأَلَهُ أَنْ يُرْسِلَ مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ . فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ ، كَمَا حَكَى اَللَّهُ: أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِينٰا وَلِيداً وَ لَبِثْتَ فِينٰا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ*`وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ أَيْ قَتَلْتَ اَلرَّجُلَ وَ أَنْتَ مِنَ اَلْكٰافِرِينَ يَعْنِي كَفَرْتَ نِعْمَتِي. قَالَ 32مُوسَى ، كَمَا حَكَى اَللَّهُ: فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ*`فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّٰا خِفْتُكُمْ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرٰائِيلَ فَ قٰالَ فِرْعَوْنُ وَ مٰا رَبُّ اَلْعٰالَمِينَ ؟ وَ إِنَّمَا سَأَلَهُ عَنْ كَيْفِيَّةِ اَللَّهِ، فَقَالَ 32مُوسَى : رَبُّ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ مُتَعَجِّباً لِأَصْحَابِهِ: أَ لاٰ تَسْتَمِعُونَ أَسْأَلُهُ عَنِ اَلْكَيْفِيَّةِ، فَيُجِيبُنِي عَنِ اَلصِّفَاتِ؟! فَقَالَ 32مُوسَى : رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبٰائِكُمُ اَلْأَوَّلِينَ قَالَ فِرْعَوْنُ لِأَصْحَابِهِ: اِسْمَعُوا، قَالَ: رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبَائِكُمُ اَلْأَوَّلِينَ ! ثُمَّ قَالَ 32لِمُوسَى : لَئِنِ اِتَّخَذْتَ إِلٰهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ اَلْمَسْجُونِينَ قَالَ 32مُوسَى : أَ وَ لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ . قَالَ فِرْعَوْنُ : فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ اَلصّٰادِقِينَ*`فَأَلْقىٰ عَصٰاهُ فَإِذٰا هِيَ ثُعْبٰانٌ مُبِينٌ فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْ جُلَسَاءِ فِرْعَوْنَ إِلاَّ هَرَبَ، وَ دَخَلَ فِرْعَوْنَ مِنَ اَلرُّعْبِ مَا لَمْ يَمْلِكْ بِهِ نَفْسَهُ فَقَالَ فِرْعَوْنُ : نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ، وَ بِالرَّضَاعِ، إِلاَّ مَا كَفَفْتَهَا عَنِّي، فَكَفَّهَا، ثُمَّ نَزَعَ يَدَهُ، فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ، فَلَمَّا أَخَذَ 32مُوسَى اَلْعَصَا رَجَعَتْ إِلَى فِرْعَوْنَ نَفْسُهُ، وَ هَمَّ بِتَصْدِيقِهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ هَامَانُ ، فَقَالَ لَهُ: بَيْنَمَا أَنْتَ إِلَهٌ تُعْبَدُ، إِذْ صِرْتَ تَابِعاً لِعَبْدٍ! ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِلْمَلَأِ اَلَّذِينَ حَوْلَهُ: إِنَّ هٰذٰا لَسٰاحِرٌ عَلِيمٌ*`يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمٰا ذٰا تَأْمُرُونَ إِلَى قَوْلِهِ: لِمِيقٰاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ . وَ كَانَ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ قَدْ تَعَلَّمَا اَلسِّحْرَ، وَ إِنَّمَا غَلَبَا اَلنَّاسَ بِالسِّحْرِ، وَ اِدَّعَى فِرْعَوْنُ اَلرُّبُوبِيَّةَ بِالسِّحْرِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ بَعَثَ فِي اَلْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ، مَدَائِنَ مِصْرَ كُلِّهَا، وَ جَمَعُوا أَلْفَ سَاحِرٍ، وَ اِخْتَارُوا مِنَ اَلْأَلْفِ مِائَةً، وَ مِنَ اَلْمِائَةِ ثَمَانِينَ، فَقَالَ اَلسَّحَرَةُ لِفِرْعَوْنَ : قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي اَلدُّنْيَا أَسْحَرَ مِنَّا، فَإِنْ غَلَبْنَا 32مُوسَى فَمَا يَكُونُ لَنَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: إِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ اَلْمُقَرَّبِينَ عِنْدِي، أُشَارِكُكُمْ فِي مِلْكِي. قَالُوا: فَإِنْ غَلَبَنَا 32مُوسَى ، وَ أَبْطَلَ سِحْرَنَا، عَلِمْنَا أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ لَيْسَ مِنْ قِبَلِ اَلسَّحَرِ، وَ لاَ مِنْ قِبَلِ اَلْحِيلَةِ، وَ آمَنَّا بِهِ، وَ صَدَّقْنَاهُ. فَقَالَ فِرْعَوْنُ : إِنْ غَلَبَكُمْ 32مُوسَى ، صَدَّقْتُهُ أَنَا أَيْضاً مَعَكُمْ، وَ لَكِنْ أَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ، أَيْ حِيلَتَكُمْ». قَالَ: «وَ كَانَ مَوْعِدُهُمْ يَوْمَ عِيدٍ لَهُمْ، فَلَمَّا اِرْتَفَعَ اَلنَّهَارُ مِنْ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ، جَمَعَ فِرْعَوْنُ اَلْخَلْقَ، وَ اَلسَّحَرَةَ، وَ كَانَتْ لَهُ قُبَّةٌ طُولُهَا فِي اَلسَّمَاءِ ثَمَانُونَ ذِرَاعاً، وَ قَدْ كَانَتْ كُسِيتُ بِالْحَدِيدِ وَ اَلْفَوْلاُذِ اَلْمَصْقُولِ، فَكَانَتْ إِذَا وَقَعَتِ اَلشَّمْسُ عَلَيْهَا، لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا، مِنْ لَمَعِ اَلْحَدِيدِ، وَ وَهَجِ اَلشَّمْسِ، وَ جَاءَ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ ، وَ قَعَدَا عَلَيْهَا يَنْظُرَانِ، وَ أَقْبَلَ 32مُوسَى يَنْظُرُ إِلَى اَلسَّمَاءِ، فَقَالَتِ اَلسَّحَرَةُ لِفِرْعَوْنَ : إِنَّا نَرَى رَجُلاً يَنْظُرُ إِلَى اَلسَّمَاءِ، وَ لَنْ يَبْلُغَ سِحْرُنَا إِلَى اَلسَّمَاءِ، وَ ضُمِّنَتِ اَلسَّحَرَةُ مَنْ فِي اَلْأَرْضِ. فَقَالُوا 32لِمُوسَى : إِمّٰا أَنْ تُلْقِيَ وَ إِمّٰا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ اَلْمُلْقِينَ قَالَ لَهُمْ 32مُوسَى : أَلْقُوا مٰا أَنْتُمْ مُلْقُونَ*`فَأَلْقَوْا حِبٰالَهُمْ وَ عِصِيَّهُمْ فَأَقْبَلْتُ تَضْطَرِبُ، وَ صَالَتْ مِثْلَ اَلْحَيَّاتِ، وَ هَاجَتْ، فَقَالُوا: بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنّٰا لَنَحْنُ اَلْغٰالِبُونَ . فَهَالَ اَلنَّاسَ ذَلِكَ، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً 32مُوسَى ، فَنُودِيَ: لاٰ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ اَلْأَعْلىٰ*`وَ أَلْقِ مٰا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مٰا صَنَعُوا إِنَّمٰا صَنَعُوا كَيْدُ سٰاحِرٍ وَ لاٰ يُفْلِحُ اَلسّٰاحِرُ حَيْثُ أَتىٰ . فَأَلْقَى 32مُوسَى عَصَاهُ، فَذَابَتْ فِي اَلْأَرْضِ مِثْلَ اَلرَّصَاصِ، ثُمَّ طَلَّعَ رَأْسَهَا، وَ فَتَحَتْ فَاهَا، وَ وَضَعَتْ شِدْقَهَا اَلْأَعْلَى عَلَى رَأْسِ قُبَّةِ فِرْعَوْنَ ، ثُمَّ دَارَتْ، وَ أَرْخَتْ شَفَتَهَا اَلسُّفْلَى، وَ اِلْتَقَمَتْ عِصِيَّ اَلسَّحَرَةِ، وَ حِبَالَهَا، وَ غَلَبَ كُلَّهُمْ، وَ اِنْهَزَمَ اَلنَّاسُ حِينَ رَأَوْهَا، وَ عِظَمَهَا، وَ هَوْلَهَا، مِمَّا لَمْ تَرَ اَلْعَيْنُ، وَ لاَ وَصَفَ اَلْوَاصِفُونَ مِثْلَهُ قَبْلُ، فَقُتِلَ فِي اَلْهَزِيمَةِ، مِنْ وَطْءِ اَلنَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، عَشَرَةُ آلاَفِ رَجُلٍ وَ اِمْرَأَةٍ وَ صَبِيٍّ، وَ دَارَتْ عَلَى قُبَّةِ فِرْعَوْنَ قَالَ فَأَحْدَثَ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ فِي ثِيَابِهِمَا، وَ شَابَ رَأْسُهُمَا، وَ غُشِيَ عَلَيْهِمَا مِنَ اَلْفَزَعِ. وَ مَرَّ 32مُوسَى فِي اَلْهَزِيمَةِ مَعَ اَلنَّاسِ، فَنَادَاهُ اَللَّهُ: خُذْهٰا وَ لاٰ تَخَفْ سَنُعِيدُهٰا سِيرَتَهَا اَلْأُولىٰ ، فَرَجَعَ 32مُوسَى ، وَ لَفَّ عَلَى يَدِهِ عَبَاءَةً كَانَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي فِيهَا، فَإِذَا هِيَ عَصَا كَمَا كَانَتْ، فَكَانَ كَمَا قَالَ اَللَّهُ: فَأُلْقِيَ اَلسَّحَرَةُ سٰاجِدِينَ لَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ، وَ قٰالُوا آمَنّٰا بِرَبِّ اَلْعٰالَمِينَ*`رَبِّ 32مُوسىٰ وَ 33هٰارُونَ ، فَغَضِبَ فِرْعَوْنُ عِنْدَ ذَلِكَ غَضَباً شَدِيداً، وَ قَالَ: آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ يَعْنِي 32مُوسَى اَلَّذِي عَلَّمَكُمُ اَلسِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلاٰفٍ وَ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ فَقَالُوا، كَمَا حَكَى اَللَّهُ: لاٰ ضَيْرَ إِنّٰا إِلىٰ رَبِّنٰا مُنْقَلِبُونَ*`إِنّٰا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنٰا رَبُّنٰا خَطٰايٰانٰا أَنْ كُنّٰا أَوَّلَ اَلْمُؤْمِنِينَ . فَحَبَسَ فِرْعَوْنُ مَنْ آمَنَ 32بِمُوسَى فِي اَلسِّجْنِ، حَتَّى أَنْزَلَ اَللَّهُ عَلَيْهِمُ اَلطُّوفَانَ، وَ اَلْجَرَادَ، وَ اَلْقُمَّلَ، وَ اَلضَّفَادِعَ، وَ اَلدَّمَ، فَأَطْلَقَ فِرْعَوْنُ عَنْهُمْ فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَى 32مُوسَى : أَنْ أَسْرِ بِعِبٰادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ، فَخَرَجَ 32مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ ، لِيَقْطَعَ بِهِمُ اَلْبَحْرَ، وَ جَمَعَ فِرْعَوْنُ أَصْحَابَهُ، وَ بَعَثَ فِي اَلْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ، وَ حُشِرَ اَلنَّاسَ، وَ قَدَّمَ مُقَدِّمَتَهُ فِي سِتَّ مِائَةِ أَلْفٍ، وَ رَكِبَ هُوَ فِي أَلْفٍ أَلْفٍ، وَ خَرَجَ كَمَا حَكَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَأَخْرَجْنٰاهُمْ مِنْ جَنّٰاتٍ وَ عُيُونٍ* `وَ كُنُوزٍ وَ مَقٰامٍ كَرِيمٍ*`كَذٰلِكَ وَ أَوْرَثْنٰاهٰا بَنِي إِسْرٰائِيلَ *`فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ ، فَلَمَّا قَرُبَ 32مُوسَى مِنَ اَلْبَحْرِ، وَ قَرُبَ فِرْعَوْنُ مِنْ 32مُوسَى ، قَالَ أَصْحَابُ 32مُوسَى : إِنّٰا لَمُدْرَكُونَ ، قَالَ 32مُوسَى : كَلاّٰ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ أَيْ سَيُنْجِينِي: فَدَنَا 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مِنَ اَلْبَحْرِ، فَقَالَ لَهُ: اِنْفَلِقْ، فَقَالَ اَلْبَحْرُ لَهُ: اِسْتَكْبَرْتَ يَا 32مُوسَى أَنْ تَقُولَ لِي أَنْفَلِقُ لَكَ، وَ لَمْ أَعْصِ اَللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَ قَدْ كَانَ فِيكُمُ اَلْمَعَاصِي؟ فَقَالَ لَهُ 32مُوسَى : فَاحْذَرْ أَنْ تَعْصِيَ اَللَّهَ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ 18آدَمَ أُخْرِجَ مِنَ اَلْجَنَّةِ بِمَعْصِيَتِهِ، وَ إِنَّمَا 1إِبْلِيسُ لُعِنَ بِمَعْصِيَتِهِ، فَقَالَ اَلْبَحْرُ: رَبِّي عَظِيمٌ، مُطَاعٌ أَمْرُهُ، وَ لاَ يَنْبَغِي لِشَيْءٍ أَنْ يَعْصِيَهُ. فَقَامَ 34يُوشَعُ بْنُ نُونٍ ، فَقَالَ 32لِمُوسَى : يَا رَسُولَ اَللَّهِ، مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: بِعُبُورِ اَلْبَحْرِ. فَاقْتَحَمَ 34يُوشَعُ فَرَسُهُ فِي اَلْمَاءِ، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَى 32مُوسَى : أَنِ اِضْرِبْ بِعَصٰاكَ اَلْبَحْرَ ، فَضَرَبَهُ فَانْفَلَقَ فَكٰانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ اَلْعَظِيمِ ، أَيْ كَالْجَبَلِ اَلْعَظِيمِ، فَضَرَبَ لَهُ فِي اَلْبَحْرِ اِثْنَيْ عَشَرَ طَرِيقاً، فَأَخَذَ كُلُّ سِبْطٍ مِنْهُمْ فِي طَرِيقٍ، فَكَانَ اَلْمَاءُ قَدِ اِرْتَفَعَ، وَ بَقِيَتِ اَلْأَرْضُ يَابِسَةً، طَلَعَتْ فِيهَا اَلشَّمْسُ، فَيَبِسَتْ، كَمَا حَكَى اَللَّهُ: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي اَلْبَحْرِ يَبَساً لاٰ تَخٰافُ دَرَكاً وَ لاٰ تَخْشىٰ . وَ دَخَلَ 32مُوسَى وَ أَصْحَابُهُ اَلْبَحْرَ، وَ كَانَ أَصْحَابُهُ اِثْنَيْ عَشَرَ سِبْطاً، فَضَرَبَ اَللَّهُ لَهُمْ فِي اَلْبَحْرِ اِثْنَيْ عَشَرَ طَرِيقاً، فَأَخَذَ كُلُّ سِبْطٍ فِي طَرِيقٍ، وَ كَانَ اَلْمَاءُ قَدِ اِرْتَفَعَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ مِثْلَ اَلْجِبَالِ، فَجَزِعَتِ اَلْفِرْقَةُ اَلَّتِي كَانَتْ مَعَ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي طَرِيقِهِ، فَقَالُوا: يَا 32مُوسَى أَيْنَ إِخْوَانُنَا؟ فَقَالَ لَهُمْ: مَعَكُمْ فِي اَلْبَحْرِ. فَلَمْ يُصَدِّقُوهُ، فَأَمَرَ اَللَّهُ اَلْبَحْرَ، فَصَارَتْ طَاقَاتٍ، حَتَّى كَانَ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَ يَتَحَدَّثُونَ. وَ أَقْبَلَ فِرْعَوْنُ وَ جُنُودُهُ، فَلَمَّا اِنْتَهَى إِلَى اَلْبَحْرِ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: أَ لاَ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَبَّكُمْ اَلْأَعْلَى؟ قَدْ فُرِّجَ لِي اَلْبَحْرُ. فَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ اَلْبَحْرَ، وَ اِمْتَنَعَتِ اَلْخَيْلُ مِنْهُ لِهَوْلِ اَلْمَاءِ، فَتَقَدَّمَ فِرْعَوْنُ ، حَتَّى جَاءَ إِلَى سَاحِلِ اَلْبَحْرِ، فَقَالَ لَهُ مُنَجِّمُهُ: لاَ تَدْخُلِ اَلْبَحْرَ. وَ عَارَضَهُ فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ، وَ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ حَصَانٍ، فَامْتَنَعَ اَلْحَصَانُ أَنْ يَدْخُلَ اَلْمَاءَ، فَعَطَفَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ، وَ هُوَ عَلَى مَادِيَانَةٍ ، فَتَقَدَّمَهُ وَ دَخَلَ، فَنَظَرَ اَلْفَرَسُ إِلَى اَلرَّمَكَةِ فَطَلَبَهَا، وَ دَخَلَ اَلْبَحْرَ، وَ اِقْتَحَمَ أَصْحَابُهُ خَلْفَهُ. فَلَمَّا دَخَلُوا كُلُّهُمْ، حَتَّى كَانَ آخِرُ مَنْ دَخَلَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَ آخِرُ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَصْحَابِ 32مُوسَى ، أَمَرَ اَللَّهُ اَلرِّيَاحَ، فَضَرَبَتِ اَلْبَحْرَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَأَقْبَلَ اَلْمَاءُ يَقَعُ عَلَيْهِمْ مِثْلَ اَلْجِبَالِ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ عِنْدَ ذَلِكَ: آمَنْتُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرٰائِيلَ وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ فَأَخَذَ جَبْرَئِيلُ كَفّاً مِنْ حَمَأٍ، فَدَسَّهَا فِي فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ » .
87889 / _6 اِبْنُ بَابَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ تَمِيمٍ اَلْقُرَشِيُّ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلنَّيْسَابُورِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْجَهْمِ، قَالَ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ اَلْمَأْمُونِ، وَ ذَكَرَ اَلْحَدِيثَ فِي عِصْمَةِ اَلْأَنْبِيَاءِ، مِنْ سُؤَالِ اَلْمَأْمُونِ لِلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ: فَمَا مَعْنَى قَوْلِ مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لِفِرْعَوْنَ: فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ ؟ قَالَ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «إِنَّ فِرْعَوْنَ قَالَ لِمُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لَمَّا أَتَاهُ: وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ وَ أَنْتَ مِنَ اَلْكٰافِرِينَ بِي قَالَ مُوسَى: فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ عَنِ اَلطَّرِيقِ، بِوُقُوعِي إِلَى مَدِينَةٍ مِنْ مَدَائِنِكَ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّٰا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَ جَعَلَنِي مِنَ اَلْمُرْسَلِينَ وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوىٰ . يَقُولُ أَ لَمْ يَجِدْكَ وَحِيداً فَآوَى إِلَيْكَ اَلنَّاسَ؟ وَ وَجَدَكَ ضَالاًّ يَعْنِي عِنْدَ قَوْمِكَ. فَهَدىٰ أَيْ هَدَاهُمْ إِلَى مَعْرِفَتِكَ. وَ وَجَدَكَ عٰائِلاً فَأَغْنىٰ يَقُولُ: أَغْنَاكَ بِأَنْ جَعَلَ دُعَاءَكَ مُسْتَجَاباً» فَقَالَ اَلْمَأْمُونُ: بَارَكَ اَللَّهُ فِيكَ، يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ.
و أخرج الفريابي و ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وَ لَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ قال قتل النفس التي قتل فيهم و في قوله وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ قال قتل النفس أيضا و في قوله فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ قال من الجاهلين
و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وَ لَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ قال قتل النفس و في قوله أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِينٰا وَلِيداً قال التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ قال قتلت النفس التي قتلت وَ أَنْتَ مِنَ اَلْكٰافِرِينَ قال فتبرأ من ذلك نبى الله قٰالَ فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ قال من الجاهلين قال و هي في بعض القراءة اذن و أنا من الجاهلين فإنما هو شي جهله و لم يتعمده
و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قٰالَ فِرْعَوْنُ وَ مٰا رَبُّ اَلْعٰالَمِينَ إلى قوله إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ قال فلم يزده الا رغما
و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه وَ تِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهٰا عَلَيَّ قال يقول موسى لفرعون أ تمن على يا فرعون بان اتخذت بنى إسرائيل عبيدا و كانوا أحرارا فقهرتهم و اتخذتهم عبيدا
و أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فَأَلْقىٰ عَصٰاهُ فَإِذٰا هِيَ ثُعْبٰانٌ مُبِينٌ يقول مبين له خلق حية وَ نَزَعَ يَدَهُ يقول و اخرج موسى يده من جيبه فَإِذٰا هِيَ بَيْضٰاءُ تلمع لِلنّٰاظِرِينَ ينظر اليها و يراها
و أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال أقبل موسى باهله فسار بهم نحو مصر حتى أتاها ليلا فتضيف على أمه و هو لا يعرفهم في ليلة كانوا يأكلون منها 7 الطقشيل فنزل في جانب الدار فجاء هرون فلما أبصر ضيفه سال عنه أمه فأخبرته انه ضيف فدعاه فأكل معه فلما قعدا فتحدثا فسأله هرون من أنت قال أنا موسى فقام كل واحد منهما إلى صاحبه فاعتنقه فلما أن تعارفا قال له موسى يا هرون انطلق بى إلى فرعون فان الله قد أرسلنا اليه قال هرون سمعا و طاعة فقامت أمهما فصاحت و قالت أنشدكما بالله ان لا تذهبا إلى فرعون فيقتلكما فأبيا فانطلقا اليه ليلا فأتيا الباب فضرباه ففزع فرعون و فزع البواب فقال فرعون من هذا الذي يضرب ببابي هذه الساعة فأشرف عليهما البواب فكلمهما فقال له موسى إِنّٰا رَسُولُ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ ففزع البواب فاتى فرعون فأخبره فقال ان هاهنا إنسانا مجنونا يزعم انه رسول رب العالمين فقال أدخله فدخل فقال انه رسول رب العالمين قٰالَ فِرْعَوْنُ وَ مٰا رَبُّ اَلْعٰالَمِينَ قال رَبُّنَا اَلَّذِي أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدىٰ قال ان كنت جئت بآية فائت بها إِنْ كُنْتَ مِنَ اَلصّٰادِقِينَ `فَأَلْقىٰ عَصٰاهُ فَإِذٰا هِيَ ثُعْبٰانٌ مُبِينٌ و الثعبان الذكر من الحيات فاتحة فمها لحيها الأسفل في الأرض و الأعلى على سور القصر ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر منها و وثب فأحدث و لم يكن يحدث قبل ذلك و صاح يا موسى خذها و أنا أومن بك و أرسل معك بنى إسرائيل فأخذها موسى فصارت عصا فقالت السحرة في نجواهم ان هذين لَسٰاحِرٰانِ يُرِيدٰانِ أَنْ يُخْرِجٰاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمٰا فالتقى موسى و أمير السحرة فقال له موسى أ رأيت ان غلبتك غدا أ تؤمن بى و تشهد ان ما جئت به حق قال الساحر لآتين غدا بسحر لا يغلبه شي فو الله لئن غلبتني لاومنن بك و لاشهدن انك حق و فرعون ينظر إليهما
و أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ وَ أَنْتَ مِنَ اَلْكٰافِرِينَ قال من فرعون على موسى حين رباه يقول كفرت نعمتي
و أخرج الفريابي و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه وَ تِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهٰا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرٰائِيلَ قال قهرتهم و استعملتهم
و أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ وَ أَنْتَ مِنَ اَلْكٰافِرِينَ قال للنعمة ان فرعون لم يكن يعلم ما الكفر و في قوله قٰالَ فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ قال من الجاهلين
و أخرج أبو عبيد و ابن جرير و ابن المنذر عن ابن جريج قال في قراءة ابن مسعود فعلتها اذن و انا من الجاهلين
و أخرج عبد بن حميد و ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وَ قٰالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنّٰا لَنَحْنُ اَلْغٰالِبُونَ قال فوجدوا الله أعز منه
و أخرج ابن أبى حاتم عن بشر بن منصور قال بلغني انه لما تكلم ببعض هذا وَ قٰالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ قالت الملائكة قصمه و رب الكعبة فقال الله تالون على قد أمهلته أربعين عاما
و أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله لاٰ ضَيْرَ قال يقولون لا يضرنا الذي تقول و ان صنعت بنا و صلبتنا إِنّٰا إِلىٰ رَبِّنٰا مُنْقَلِبُونَ يقول انا إلى ربنا راجعون و هو مجازينا بصبرنا على عقوبتك إيانا و ثباتنا على توحيده و البراءة من الكفر به و في قوله أَنْ كُنّٰا أَوَّلَ اَلْمُؤْمِنِينَ قال كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين رآها
و أخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وَ قِيلَ لِلنّٰاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ قال كانوا بالإسكندرية قال و يقال بلغ ذنب الحية من وراء البحيرة يومئذ قال و هزموا و سلم فرعون وهمت به فقال خذها يا موسى و كان مما بلى الناس به منه انه كان لا يضع على الأرض شيا فأحدث يومئذ تحته و كان إرساله الحية في القبة الخضراء
1) على بن ابراهيم از پدرش،از حسن بن على بن فضال،از ابان بن عثمان،از امام جعفر صادق عليه السّلام روايت مىكند:هنگامى كه خداوند،موسى عليه السّلام را نزد فرعون فرستاد،به در قصر او رفت و از او اجازه ورود خواست،اما فرعون اجازه نداد،موسى با عصايش به در كوبيد و درها به هم خوردند و بازشدند ؛سپس همانطور كه خداوند نقل كرده،نزد فرعون رفت: «أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِينٰا وَلِيداً وَ لَبِثْتَ فِينٰا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ* وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ» [(فرعون)گفت: آيا تو را از كودكى در ميان خود...
6)ابن بابويه از تميم بن عبد اللّه بن تميم قرشى،از پدرش،از حمدان بن سليمان نيشابورى،از على بن محمد بن جهم روايت مىكند كه وارد مجلس مأمون شدم و بحث در مورد عصمت پيامبران بود.از جمله پرسشهايى كه مأمون از امام رضا عليه السّلام نمود،اين بود:معناى اين سخن موسى عليه السّلام به فرعون چيست: «فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ» امام رضا عليه السّلام فرمودند:هنگامى كه موسى نزد فرعون آمد،فرعون به او گفت: «وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ وَ أَنْتَ مِنَ اَلْكٰافِرِينَ» يعنى تو از جمله...
وَ إِذْ نٰادىٰ رَبُّكَ مُوسىٰ أَنِ اِئْتِ اَلْقَوْمَ اَلظّٰالِمِينَ أبان بن عثمان روايت كرد از امام صادق عليه السّلام كه فرمود:هنگامىكه خداوند موسى عليه السّلام را به سوى فرعون فرستاد موسى به در كاخ فرعون آمد و اجازۀ ورود خواست ولى به او اجازۀ ورود ندادند. پس موسى عصايش را به در كاخ زد كه همۀ درها باز شدند و موسى عليه السّلام به نزد فرعون رفت و به او فرمود كه خداوند جهانيان من را به سوى تو فرستاده است و از او خواست كه بنى اسرائيل را آزاد كرده با او همراه نمايد.
8 و في العيون عن الرضا عليه السلام: انّه سئل عن ذلك مع انّ الأنبياء معصومون فقال قال وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ عن الطريق بوقوعي الى مدينة من مداينك.
32,6 وَ قَوْلُهُ «وَ إِذْ نٰادىٰ رَبُّكَ 32مُوسىٰ أَنِ اِئْتِ اَلْقَوْمَ اَلظّٰالِمِينَ» فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ اَللَّهُ 32مُوسَى إِلَى فِرْعَوْنَ أَتَى بَابَهُ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَضَرَبَ بِعَصَاهُ اَلْبَابَ فَاصْطَكَّتِ اَلْأَبْوَابُ فَفُتِحَتْ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى فِرْعَوْنَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ وَ سَأَلَهُ أَنْ يُرْسِلَ مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ كَمَا حَكَى اَللَّهُ «أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِينٰا وَلِيداً وَ لَبِثْتَ فِينٰا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ `وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ» أَيْ قَتَلْتَ اَلرَّجُلَ «وَ أَنْتَ مِنَ اَلْكٰافِرِينَ» يَعْنِي كَفَرْتَ نِعْمَتِي قَالَ 32مُوسَى كَمَا حَكَى اَللَّهُ «فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ `فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّٰا خِفْتُكُمْ» إِلَى قَوْلِهِ «أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرٰائِيلَ » فَ «قٰالَ فِرْعَوْنُ وَ مٰا رَبُّ اَلْعٰالَمِينَ» وَ إِنَّمَا سَأَلَهُ عَنْ كَيْفِيَّةِ اَللَّهِ فَقَالَ 32مُوسَى «رَبُّ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ» فَقَالَ فِرْعَوْنُ مُتَعَجِّباً لِأَصْحَابِهِ: «أَ لاٰ تَسْتَمِعُونَ» أَسْأَلُهُ عَنِ اَلْكَيْفِيَّةِ فَيُجِيبُنِي عَنِ اَلصِّفَاتِ فَقَالَ 32مُوسَى «رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبٰائِكُمُ اَلْأَوَّلِينَ» ثُمَّ قَالَ 32لِمُوسَى : «لَئِنِ اِتَّخَذْتَ إِلٰهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ اَلْمَسْجُونِينَ `قٰالَ» 32مُوسَى : «أَ وَ لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ `قٰالَ» فِرْعَوْنُ «فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ اَلصّٰادِقِينَ `فَأَلْقىٰ عَصٰاهُ فَإِذٰا هِيَ ثُعْبٰانٌ مُبِينٌ» فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْ جُلَسَاءِ فِرْعَوْنَ إِلاَّ هَرَبَ وَ دَخَلَ فِرْعَوْنَ مِنَ اَلرُّعْبِ مَا لَمْ يَمْلِكْ بِهِ نَفْسَهُ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ وَ بِالرَّضَاعِ إِلاَّ مَا كَفَفْتَهَا عَنِّي فَكَفَّهَا ثُمَّ «نَزَعَ يَدَهُ فَإِذٰا هِيَ بَيْضٰاءُ لِلنّٰاظِرِينَ» فَلَمَّا أَخَذَ 32مُوسَى اَلْعَصَا رَجَعَتْ إِلَى فِرْعَوْنَ نَفْسُهُ وَ هَمَّ بِتَصْدِيقِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ هَامَانُ فَقَالَ لَهُ: بَيْنَمَا أَنْتَ إِلَهٌ تُعْبَدُ إِذْ صِرْتَ تَابِعاً لِعَبْدٍ ثُمَّ «قٰالَ» فِرْعَوْنُ «لِلْمَلَإِ» اَلَّذِينَ «حَوْلَهُ إِنَّ هٰذٰا لَسٰاحِرٌ عَلِيمٌ `يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمٰا ذٰا تَأْمُرُونَ» إِلَى قَوْلِهِ «لِمِيقٰاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ» وَ كَانَ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ قَدْ تَعَلَّمَا اَلسِّحْرَ وَ إِنَّمَا غَلَبَا اَلنَّاسَ بِالسِّحْرِ وَ اِدَّعَى فِرْعَوْنُ اَلرُّبُوبِيَّةَ بِالسِّحْرِ فَلَمَّا أَصْبَحَ بَعَثَ فِي اَلْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ مَدَائِنِ مِصْرَ كُلِّهَا وَ جَمَعُوا أَلْفَ سَاحِرٍ وَ اِخْتَارُوا مِنَ اَلْأَلْفِ مِائَةً وَ مِنَ اَلْمِائَةِ ثَمَانِينَ، فَقَالَ اَلسَّحَرَةُ لِفِرْعَوْنَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي اَلدُّنْيَا أَسْحَرَ مِنَّا فَإِنْ غَلَبْنَا 32مُوسَى فَمَا يَكُونُ لَنَا عِنْدَكَ قَالَ: «إِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ اَلْمُقَرَّبِينَ» عِنْدِي أُشَارِكُكُمْ فِي مُلْكِي، قَالُوا: فَإِنْ غَلَبَنَا 32مُوسَى وَ أَبْطَلَ سِحْرَنَا عَلِمْنَا أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ لَيْسَ مِنْ قِبَلِ اَلسِّحْرِ وَ لاَ مِنْ قِبَلِ اَلْحِيلَةِ وَ آمَنَّا بِهِ وَ صَدَّقْنَاهُ فَقَالَ فِرْعَوْنُ إِنْ غَلَبَكُمْ 32مُوسَى صَدَّقْتُهُ أَنَا أَيْضاً مَعَكُمْ، وَ لَكِنْ أَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ أَيْ حِيلَتَكُمْ، قَالَ وَ كَانَ مَوْعِدُهُمْ يَوْمَ عِيدٍ لَهُمْ فَلَمَّا اِرْتَفَعَ اَلنَّهَارُ مِنْ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ جَمَعَ فِرْعَوْنُ اَلنَّاسَ وَ اَلسَّحَرَةَ وَ كَانَتْ لَهُ قُبَّةٌ طُولُهَا فِي اَلسَّمَاءِ ثَمَانُونَ ذِرَاعاً وَ قَدْ كَانَ كُسِيَتْ بِالْحَدِيدِ وَ اَلْفُولاَذِ اَلْمَصْقُولِ فَكَانَتْ إِذَا وَقَعَتِ اَلشَّمْسُ عَلَيْهَا لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا مِنْ لُمَعِ اَلْحَدِيدِ وَ وَهَجِ اَلشَّمْسِ وَ جَاءَ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ وَ قَعَدَا عَلَيْهَا يَنْظُرَانِ وَ أَقْبَلَ 32مُوسَى يَنْظُرُ إِلَى اَلسَّمَاءِ، فَقَالَتِ اَلسَّحَرَةُ لِفِرْعَوْنَ : إِنَّا نَرَى رَجُلاً يَنْظُرُ إِلَى اَلسَّمَاءِ وَ لَنْ يَبْلُغَ سِحْرُنَا إِلَى اَلسَّمَاءِ وَ ضَمِنَتِ اَلسَّحَرَةُ مَنْ فِي اَلْأَرْضِ فَقَالُوا 32لِمُوسَى «إِمّٰا أَنْ تُلْقِيَ وَ إِمّٰا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ اَلْمُلْقِينَ» «قٰالَ لَهُمْ 32مُوسىٰ أَلْقُوا مٰا أَنْتُمْ مُلْقُونَ `فَأَلْقَوْا حِبٰالَهُمْ وَ عِصِيَّهُمْ» فَأَقْبَلَتْ تَضْطَرِبُ وَ صَارَتْ مِثْلَ اَلْحَيَّاتِ «قٰالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنّٰا لَنَحْنُ اَلْغٰالِبُونَ» «فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً 32مُوسىٰ » فَنُودِيَ «لاٰ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ اَلْأَعْلىٰ `وَ أَلْقِ مٰا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مٰا صَنَعُوا إِنَّمٰا صَنَعُوا كَيْدُ سٰاحِرٍ وَ لاٰ يُفْلِحُ اَلسّٰاحِرُ حَيْثُ أَتىٰ» . فَأَلْقَى 32مُوسَى اَلْعَصَا فَذَابَتْ فِي اَلْأَرْضِ مِثْلَ اَلرَّصَاصِ ثُمَّ طَلَعَ رَأْسُهَا وَ فَتَحَتْ فَاهَا وَ وَضَعَتْ شِدْقَهَا اَلْعُلْيَا عَلَى رَأْسِ قُبَّةِ فِرْعَوْنَ ثُمَّ دَارَتْ وَ أَرْخَتْ شَفَتَهَا اَلسُّفْلَى وَ اِلْتَقَمَتْ عِصِيَّ اَلسَّحَرَةِ وَ حِبَالَهَا وَ غَلَبَ كُلَّهُمْ وَ اِنْهَزَمَ اَلنَّاسُ حِينَ رَأَوْهَا وَ عِظَمَهَا وَ هَوْلَهَا مِمَّا لَمْ تَرَ اَلْعَيْنُ وَ لاَ وَصَفَ اَلْوَاصِفُونَ مِثْلَهُ فَقُتِلَ فِي اَلْهَزِيمَةِ مِنْ وَطْيِ اَلنَّاسِ عَشَرَةُ آلاَفِ رَجُلٍ وَ اِمْرَأَةٍ وَ صَبِيٍّ وَ دَارَتْ عَلَى قُبَّةِ فِرْعَوْنَ قَالَ فَأَحْدَثَ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ فِي ثِيَابِهِمَا وَ شَابَ رَأْسُهُمَا وَ غُشِيَ عَلَيْهِمَا مِنَ اَلْفَزَعِ وَ مَرَّ 32مُوسَى فِي اَلْهَزِيمَةِ مَعَ اَلنَّاسِ، فَنَادَاهُ اَللَّهُ «خُذْهٰا وَ لاٰ تَخَفْ سَنُعِيدُهٰا سِيرَتَهَا اَلْأُولىٰ» فَرَجَعَ 32مُوسَى وَ لَفَّ عَلَى يَدِهِ عَبَاءً كَانَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي فَمِهَا فَإِذَا هِيَ عَصَا كَمَا كَانَتْ وَ كَانَ كَمَا قَالَ اَللَّهُ «فَأُلْقِيَ اَلسَّحَرَةُ سٰاجِدِينَ» لَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ «قٰالُوا آمَنّٰا بِرَبِّ اَلْعٰالَمِينَ `رَبِّ 32مُوسىٰ وَ 33هٰارُونَ » فَغَضِبَ فِرْعَوْنُ عِنْدَ ذَلِكَ غَضَباً شَدِيداً وَ «قٰالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ» يَعْنِي 32مُوسَى «اَلَّذِي عَلَّمَكُمُ اَلسِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلاٰفٍ وَ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ» فَقَالُوا لَهُ كَمَا حَكَى اَللَّهُ «لاٰ ضَيْرَ إِنّٰا إِلىٰ رَبِّنٰا مُنْقَلِبُونَ `إِنّٰا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنٰا رَبُّنٰا خَطٰايٰانٰا أَنْ كُنّٰا أَوَّلَ اَلْمُؤْمِنِينَ» فَحَبَسَ فِرْعَوْنُ مَنْ آمَنَ 32بِمُوسَى حَتَّى أَنْزَلَ اَللَّهُ «عَلَيْهِمُ اَلطُّوفٰانَ وَ اَلْجَرٰادَ وَ اَلْقُمَّلَ وَ اَلضَّفٰادِعَ وَ اَلدَّمَ» فَأَطْلَقَ فِرْعَوْنُ عَنْهُمْ فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَى 32مُوسَى «أَنْ أَسْرِ بِعِبٰادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ» فَخَرَجَ 32مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَقْطَعَ بِهِمُ اَلْبَحْرَ. وَ جَمَعَ فِرْعَوْنُ أَصْحَابَهُ وَ بَعَثَ فِي اَلْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ وَ حَشَرَ اَلنَّاسَ وَ قَدَّمَ مُقَدِّمَتَهُ فِي سِتِّمِائَةِ أَلْفٍ وَ رَكِبَ هُوَ فِي أَلْفِ أَلْفٍ وَ خَرَجَ كَمَا حَكَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «فَأَخْرَجْنٰاهُمْ مِنْ جَنّٰاتٍ وَ عُيُونٍ `وَ كُنُوزٍ وَ مَقٰامٍ كَرِيمٍ `كَذٰلِكَ وَ أَوْرَثْنٰاهٰا بَنِي إِسْرٰائِيلَ `فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ» فَلَمَّا قَرُبَ 32مُوسَى اَلْبَحْرَ وَ قَرُبَ فِرْعَوْنُ مِنْ 32مُوسَى «قٰالَ أَصْحٰابُ 32مُوسىٰ إِنّٰا لَمُدْرَكُونَ `قٰالَ» 32مُوسَى «كَلاّٰ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ» أَيْ سَيُنْجِينِي. فَدَنَا 32مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنَ اَلْبَحْرِ فَقَالَ لَهُ اِنْفَلِقْ، فَقَالَ اَلْبَحْرُ لَهُ: اِسْتَكْبَرْتَ يَا 32مُوسَى أَنْ تَقُولَ لِي أَنْفَلِقُ لَكَ وَ لَمْ أَعْصِ اَللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَ قَدْ كَانَ فِيكُمُ اَلْمَعَاصِي، فَقَالَ لَهُ 32مُوسَى فَاحْذَرْ أَنْ تَعْصِيَ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ 18آدَمَ أُخْرِجَ مِنَ اَلْجَنَّةِ بِمَعْصِيَتِهِ وَ إِنَّمَا 1إِبْلِيسُ لُعِنَ بِمَعْصِيَتِهِ فَقَالَ اَلْبَحْرُ رَبِّي عَظِيمٌ مُطَاعٌ أَمْرُهُ وَ لاَ يَنْبَغِي لِشَيْءٍ أَنْ يَعْصِيَهُ فَقَامَ 34يُوشَعُ بْنُ نُونٍ فَقَالَ 32لِمُوسَى : يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ فَقَالَ: بِعُبُورِ اَلْبَحْرِ، فَاقْتَحَمَ 34يُوشَعُ فَرَسَهُ فِي اَلْمَاءِ وَ أَوْحَى اَللَّهُ إِلَى 32مُوسَى «أَنِ اِضْرِبْ بِعَصٰاكَ اَلْبَحْرَ» فَضَرَبَهُ «فَانْفَلَقَ فَكٰانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ اَلْعَظِيمِ» أَيْ كَالْجَبَلِ اَلْعَظِيمِ فَضَرَبَ لَهُ فِي اَلْبَحْرِ اِثْنَيْ عَشَرَ طَرِيقاً فَأَخَذَ كُلُّ سِبْطٍ مِنْهُمْ فِي طَرِيقٍ فَكَانَ اَلْمَاءُ قَدِ اِرْتَفَعَ وَ بَقِيَتِ اَلْأَرْضُ يَابِسَةً طَلَعَتْ فِيهِ اَلشَّمْسُ فَيَبِسَتْ كَمَا حَكَى اَللَّهُ «فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي اَلْبَحْرِ يَبَساً لاٰ تَخٰافُ دَرَكاً وَ لاٰ تَخْشىٰ» وَ دَخَلَ 32مُوسَى اَلْبَحْرَ وَ كَانَ أَصْحَابُهُ اِثْنَيْ عَشَرَ سِبْطاً فَضَرَبَ اَللَّهُ لَهُمْ فِي اَلْبَحْرِ اِثْنَيْ عَشَرَ طَرِيقاً فَأَخَذَ كُلُّ سِبْطٍ فِي طَرِيقٍ وَ كَانَ اَلْمَاءُ قَدِ اِرْتَفَعَ عَلَى رُءُوسِهِمْ مِثْلَ اَلْجِبَالِ فَجَزِعَتِ اَلْفِرْقَةُ اَلَّتِي كَانَتْ مَعَ 32مُوسَى فِي طَرِيقِهِ فَقَالُوا يَا 32مُوسَى أَيْنَ إِخْوَانُنَا فَقَالَ لَهُمْ 32مُوسَى مَعَكُمْ فِي اَلْبَحْرِ، فَلَمْ يُصَدِّقُوهُ فَأَمَرَ اَللَّهُ اَلْبَحْرَ فَصَارَتْ طَاقَاتٍ حَتَّى كَانَ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَ يَتَحَدَّثُونَ وَ أَقْبَلَ فِرْعَوْنُ وَ جُنُودُهُ فَلَمَّا اِنْتَهَى إِلَى اَلْبَحْرِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ أَ لاَ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَبُّكُمُ اَلْأَعْلَى قَدْ فُرِّجَ لِيَ اَلْبَحْرُ فَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ اَلْبَحْرَ وَ اِمْتَنَعَتِ اَلْخَيْلُ مِنْهُ لِهَوْلِ اَلْمَاءِ فَتَقَدَّمَ فِرْعَوْنُ حَتَّى جَاءَ إِلَى سَاحِلِ اَلْبَحْرِ فَقَالَ لَهُ مُنَجِّمُهُ لاَ تَدْخُلِ اَلْبَحْرَ وَ عَارَضَهُ فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ وَ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ حِصَانٍ فَامْتَنَعَ اَلْحِصَانُ أَنْ يَدْخُلَ اَلْمَاءَ فَعَطَفَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ وَ هُوَ عَلَى مَادِيَانَةٍ فَتَقَدَّمَهُ وَ دَخَلَ فَنَظَرَ اَلْفَرَسُ إِلَى اَلرَّمَكَةِ فَطَلَبَهَا وَ دَخَلَ اَلْبَحْرَ وَ اِقْتَحَمَ أَصْحَابُهُ خَلْفَهُ فَلَمَّا دَخَلُوا كُلُّهُمْ حَتَّى كَانَ آخِرُ مَنْ دَخَلَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ آخِرُ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَصْحَابِ 32مُوسَى أَمَرَ اَللَّهُ اَلرِّيَاحَ فَضَرَبَتِ اَلْبَحْرَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ فَأَقْبَلَ اَلْمَاءُ يَقَعُ عَلَيْهِمْ مِثْلَ اَلْجِبَالِ فَقَالَ فِرْعَوْنُ عِنْدَ ذَلِكَ «آمَنْتُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرٰائِيلَ وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ» فَأَخَذَ جَبْرَئِيلُ كَفّاً مِنْ حَمْأَةٍ فَدَسَّهَا فِي فِيهِ ثُمَّ قَالَ «آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ» .
8 و في عيون الأخبار ، في باب ذكر مجلس آخر للرّضا عليه السّلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم السّلام بإسناده إلى عليّ بن محمّد بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون، و عنده الرّضا عليه السّلام. فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه، أليس من قولك إنّ الأنبياء معصومون؟ قال: بلى. قال: فما معنى قول موسى لفرعون: فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ ؟ قال الرّضا عليه السّلام: إن فرعون قال لموسى لمّا أتاه: وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ وَ أَنْتَ مِنَ اَلْكٰافِرِينَ بى. قال موسى: فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ عن الطّريق بوقوعي [إلى مدينة من مدائنك] . فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّٰا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَ جَعَلَنِي مِنَ اَلْمُرْسَلِينَ . و قد قال اللّه تعالى لنبيّه محمّد صلّى اللّه عليه و آله: أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوىٰ يقول: ألم يجدك وحيدا، فآوى إليك النّاس؟ وَ وَجَدَكَ ضَالاًّ ، يعني: عند قومك. فَهَدىٰ ، أي: فهداهم إلى معرفتك. وَ وَجَدَكَ عٰائِلاً فَأَغْنىٰ . يقول: أغناك بأن جعل دعاك مستجابا. قال المأمون: بارك اللّه فيك يا ابن رسول اللّه!
8 16 فِي عُيُونِ اَلْأَخْبَارِ فِي بَابِ ذِكْرِ مَجْلِسٍ آخَرَ لِلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عِنْدَ اَلْمَأْمُونِ فِي عِصْمَةِ اَلْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْجَهْمِ قَالَ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ اَلْمَأْمُونِ وَ عِنْدَهُ اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ اَلْمَأْمُونُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَ لَيْسَ مِنْ قَوْلِكَ أَنَّ اَلْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ قَالَ: بَلَى قَالَ: فَمَا مَعْنَى قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى أَنْ قَالَ: فَمَا مَعْنَى قَوْلِ مُوسَى لِفِرْعَوْنَ: فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ ؟ قَالَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: إِنَّ فِرْعَوْنَ قَالَ لِمُوسَى لَمَّا أَتَاهُ: وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ وَ أَنْتَ مِنَ اَلْكٰافِرِينَ قَالَ مُوسَى فَعَلْتُهَا وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ عَنِ اَلطَّرِيقِ بِوُقُوعِي إِلَى مَدِينَةٍ مِنْ مَدَائِنِكَ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّٰا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَ جَعَلَنِي مِنَ اَلْمُرْسَلِينَ وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ «أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوىٰ» يَقُولُ: أَ لَمْ يَجِدْكَ وَحِيداً فَآوَى إِلَيْكَ اَلنَّاسَ «وَ وَجَدَكَ ضٰالاًّ» يَعْنِي عِنْدَ قَوْمِكَ «فَهَدَى» أَيْ فَهَدَاهُمْ إِلَى مَعْرِفَتِكَ «وَ وَجَدَكَ عٰائِلاً فَأَغْنىٰ» يَقُولُ: أَغْنَاكَ بَأَنْ جَعَلَ دُعَاكَ مُسْتَجَاباً قَالَ اَلْمَأْمُونُ: بَارَكَ اَللَّهُ فِيكَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ.
و انا من الضالین قال من الجاهلین
و انا من الضالین قال من الجاهلین
فی قوله و انت من الکافرین فقال موسی لم اکفر و لکن فعلتها و انا من الضالین و فی حرف ابن مسعود فعلتها اذا و انا من الجاهلین
فی قوله قال فعلتها اذا و انا من الضالین قبل ان یاتینی من الله شیء کان قتلی ایاه ضلاله خطا قال و الضلاله هاهنا الخطا لم یقل ضلاله فیما بینه و بین الله
قال فعلتها اذا و انا من الضالین یقول و انا من الجاهلین