5361 / _2 تَفْسِيرُ اَلْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيِّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «قَالَ اَلْبَاقِرُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فَلَمَّا قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ ذَكَرَ اَلذُّبَابَ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبٰاباً وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ 2 «3» اَلْآيَةَ، وَ لَمَّا قَالَ: مَثَلُ اَلَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اَللّٰهِ أَوْلِيٰاءَ كَمَثَلِ اَلْعَنْكَبُوتِ اِتَّخَذَتْ بَيْتاً وَ إِنَّ أَوْهَنَ اَلْبُيُوتِ لَبَيْتُ اَلْعَنْكَبُوتِ لَوْ كٰانُوا يَعْلَمُونَ وَ ضَرَبَ اَلْمَثَلَ فِي هَذِهِ اَلسُّورَةِ بِالَّذِي اِسْتَوْقَدَ نَاراً، وَ بِالصَّيِّبِ مِنَ اَلسَّمَاءِ. قَالَتِ اَلْكُفَّارُ وَ اَلنَّوَاصِبُ : وَ مَا هَذَا مِنَ اَلْأَمْثَالِ فَيُضْرَبَ؟! يُرِيدُونَ بِهِ اَلطَّعْنَ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) . فَقَالَ اَللَّهُ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يَسْتَحْيِي لاَ يَتْرُكُ حَيَاءً أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً لِلْحَقِّ ، يُوضِحُهُ بِهِ عِنْدَ عِبَادِهِ اَلْمُؤْمِنِينَ مٰا بَعُوضَةً أَيْ مَا هُوَ بَعُوضَةُ اَلْمَثَلِ فَمٰا فَوْقَهٰا فَوْقَ اَلْبَعُوضَةِ وَ هُوَ اَلذُّبَابُ، يَضْرِبُ بِهِ اَلْمَثَلَ إِذَا عَلِمَ أَنَّ فِيهِ صَلاَحَ عِبَادِهِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ نَفْعَهُمْ. فَأَمَّا اَلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ بِوَلاَيَةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ عَلِيٍّ وَ آلِهِمَا اَلطَّيِّبِينَ، وَ سَلَّمَ لِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ اَلْأَئِمَّةِ أَحْكَامَهُمْ وَ أَخْبَارَهُمْ وَ أَحْوَالَهُمْ وَ لَمْ يُقَابِلْهُمْ فِي أُمُورِهِمْ، وَ لَمْ يَتَعَاطَ اَلدُّخُولَ فِي أَسْرَارِهِمْ، وَ لَمْ يُفْشِ شَيْئاً مِمَّا يَقِفُ عَلَيْهِ مِنْهَا إِلاَّ بِإِذْنِهِمْ فَيَعْلَمُونَ يَعْلَمُ هَؤُلاَءِ اَلْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ هَذِهِ صِفَتُهُمْ أَنَّهُ اَلْمَثَلُ اَلْمَضْرُوبُ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ أَرَادَ بِهِ اَلْحَقَّ وَ إِبَانَتَهُ، وَ اَلْكَشْفَ عَنْهُ وَ إِيضَاحَهُ. وَ أَمَّا اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِمُعَارَضَتِهِمْ فِي عَلِيٍّ بِ (لِمَ وَ كَيْفَ) وَ تَرْكِهِمُ اَلاِنْقِيَادَ فِي سَائِرِ مَا أَمَرَ بِهِ فَيَقُولُونَ مٰا ذٰا أَرٰادَ اَللّٰهُ بِهٰذٰا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً يَقُولُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا: إِنَّ اَللَّهَ يُضِلُّ بِهَذَا اَلْمَثَلِ كَثِيراً، وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً، فَلاَ مَعْنَى لِلْمَثَلِ، لِأَنَّهُ وَ إِنْ نَفَعَ بِهِ مَنْ يَهْدِيهِ فَهُوَ يُضِرُّ بِهِ مَنْ يُضِلُّهُ بِهِ. فَرَدَّ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ قِيلَهُمْ، فَقَالَ: وَ مٰا يُضِلُّ بِهِ يَعْنِي مَا يُضِلُّ اَللَّهُ بِالْمَثَلِ إِلاَّ اَلْفٰاسِقِينَ اَلْجَانِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِتَرْكِ تَأَمُّلِهِ، وَ بِوَضْعِهِ عَلَى خِلاَفِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ بِوَضْعِهِ عَلَيْهِ. ثُمَّ وَصَفَ هَؤُلاَءِ اَلْفَاسِقِينَ اَلْخَارِجِينَ عَنْ دِينِ اَللَّهِ وَ طَاعَتِهِ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: اَلَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اَللّٰهِ اَلْمَأْخُوذَ عَلَيْهِمْ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَ لِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِالنُّبُوَّةِ، وَ لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بِالْإِمَامَةِ، وَ لِشِيعَتِهِمَا بِالْمَحَبَّةِ وَ اَلْكَرَامَةِ مِنْ بَعْدِ مِيثٰاقِهِ إِحْكَامِهِ وَ تَغْلِيظِهِ وَ يَقْطَعُونَ مٰا أَمَرَ اَللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ مِنَ اَلْأَرْحَامِ وَ اَلْقَرَابَاتِ أَنْ يَتَعَاهَدُوهُمْ وَ يَقْضُوا حُقُوقَهُمْ. وَ أَفْضَلُ رَحِمٍ وَ أَوْجَبُهُ حَقّاً رَحِمُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَإِنَّ حَقَّهُمْ بِمُحَمَّدٍ كَمَا أَنَّ حَقَّ قَرَابَاتِ اَلْإِنْسَانِ بِأَبِيهِ وَ أُمِّهِ، وَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَعْظَمُ حَقّاً مِنْ أَبَوَيْهِ، كَذَلِكَ حَقُّ رَحِمِهِ أَعْظَمُ، وَ قَطِيعَتُهُ أَفْظَعُ وَ أَفْضَحُ. وَ يُفْسِدُونَ فِي اَلْأَرْضِ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ فَرَضَ اَللَّهُ إِمَامَتَهُ، وَ اِعْتِقَادَ إِمَامَةِ مَنْ قَدْ فَرَضَ اَللَّهُ مُخَالَفَتَهُ أُولٰئِكَ أَهْلُ هَذِهِ اَلصِّفَةِ هُمُ اَلْخٰاسِرُونَ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ لَمَّا صَارُوا إِلَى اَلنِّيرَانِ، وَ حُرِمُوا اَلْجِنَانَ، فَيَا لَهَا مِنْ خَسَارَةٍ أَلْزَمَتْهُمْ عَذَابَ اَلْأَبَدِ، وَ حَرَمَتْهُمْ نَعِيمَ اَلْأَبَدِ».
177419 / _2 و قال عليّ بن إبراهيم: ثم احتج اللّه عزّ و جلّ على قريش، و الملحدين الذين يعبدون غير اللّه، فقال: يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ يعني الأصنام لَنْ يَخْلُقُوا ذُبٰاباً وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ اَلذُّبٰابُ شَيْئاً لاٰ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ اَلطّٰالِبُ وَ اَلْمَطْلُوبُ يعني الذباب.
67420 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ اَلْغُمْشَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ اَلْأَشَلِّ بَيَّاعِ اَلْأَنْمَاطِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «كَانَتْ قُرَيْشٌ تُلَطِّخُ اَلْأَصْنَامَ اَلَّتِي كَانَتْ حَوْلَ اَلْكَعْبَةِ بِالْمِسْكِ وَ اَلْعَنْبَرِ، وَ كَانَ يَغُوثُ قِبَالَ اَلْبَابِ ، وَ كَانَ يَعُوقُ عَنْ يَمِينِ اَلْكَعْبَةِ ، وَ كَانَ نَسْرٌ عَنْ يَسَارِهَا، وَ كَانُوا إِذَا دَخَلُوا، خَرُّوا سُجَّداً لِيَغُوثَ، وَ لاَ يَنْحَنُونَ، ثُمَّ يَسْتَدِيرُونَ بِحِيَالِهِمْ إِلَى يَعُوقَ، ثُمَّ يَسْتَدِيرُونَ بِحِيَالِهِمْ إِلَى نَسْرٍ، ثُمَّ يُلَبُّونَ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ اَللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، إِلاَّ شَرِيكٌ هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَ مَا مَلَكَ». قَالَ: «فَبَعَثَ اَللَّهُ ذُبَاباً أَخْضَرَ، لَهُ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ، فَلَمْ يُبْقِ مِنْ ذَلِكَ اَلْمِسْكِ وَ اَلْعَنْبَرِ شَيْئاً إِلاَّ أَكَلَهُ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبٰاباً وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ اَلذُّبٰابُ شَيْئاً لاٰ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ اَلطّٰالِبُ وَ اَلْمَطْلُوبُ ».
611109 / _3 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَحْمَدَ اِبْنِ رِزْقٍ اَلْغُمْشَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ اَلْأَشَلِّ بَيَّاعِ اَلْأَنْمَاطِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «كَانَتْ قُرَيْشٌ تُلَطِّخُ اَلْأَصْنَامَ اَلَّتِي كَانَتْ حَوْلَ اَلْكَعْبَةِ بِالْمِسْكِ وَ اَلْعَنْبَرِ، وَ كَانَ يَغُوثُ قِبَالَ اَلْبَابِ ، وَ كَانَ يَعُوقُ عَنْ يَمِينِ اَلْكَعْبَةِ ، وَ كَانَ نَسْرٌ عَنْ يَسَارِهَا، وَ كَانُوا إِذَا دَخَلُوا خَرُّوا سُجَّداً لِيَغُوثَ وَ لاَ يَنْحَنُونَ، ثُمَّ يَسْتَدْبِرُونَ بِحِيَالِهِمْ إِلَى يَعُوقَ، ثُمَّ يَسْتَدْبِرُونَ بِحِيَالِهِمْ إِلَى نَسْرٍ، ثُمَّ يُلَبُّونَ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ اَللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ إِلاَّ شَرِيكٌ هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَ مَا مَلَكَ، قَالَ: فَبَعَثَ اَللَّهُ ذُبَاباً أَخْضَرَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْ ذَلِكَ اَلْمِسْكِ وَ اَلْعَنْبَرِ شَيْئاً إِلاَّ أَكَلَهُ، وَ أَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبٰاباً وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ اَلذُّبٰابُ شَيْئاً لاٰ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ اَلطّٰالِبُ وَ اَلْمَطْلُوبُ ».
595 [قَالَ اَلْإِمَامُ] عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : قَالَ اَلْبَاقِرُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : فَلَمَّا قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: « يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ » وَ ذَكَرَ اَلذُّبَابَ فِي قَوْلِهِ: « إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبٰاباً » اَلْآيَةَ وَ لَمَّا قَالَ« مَثَلُ اَلَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اَللّٰهِ أَوْلِيٰاءَ كَمَثَلِ اَلْعَنْكَبُوتِ اِتَّخَذَتْ بَيْتاً وَ إِنَّ أَوْهَنَ اَلْبُيُوتِ لَبَيْتُ اَلْعَنْكَبُوتِ لَوْ كٰانُوا يَعْلَمُونَ » وَ ضَرَبَ اَلْمَثَلَ فِي هَذِهِ اَلسُّورَةِ بِالَّذِي اِسْتَوْقَدَ نَاراً، وَ بِالصَّيِّبِ مِنَ اَلسَّمَاءِ. قَالَتِ اَلْكُفَّارُ وَ اَلنَّوَاصِبُ : وَ مَا هَذَا مِنَ اَلْأَمْثَالِ فَيُضْرَبَ! يُرِيدُونَ بِهِ اَلطَّعْنَ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ . فَقَالَ اَللَّهُ: يَا مُحَمَّدُ « إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يَسْتَحْيِي » لاَ يَتْرُكُ حَيَاءً « أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً » لِلْحَقِّ وَ يُوضِحَهُ بِهِ عِنْدَ عِبَادِهِ اَلْمُؤْمِنِينَ « مٰا بَعُوضَةً » [أَيْ] مَا هُوَ بَعُوضَةُ اَلْمَثَلِ « فَمٰا فَوْقَهٰا » فَوْقَ اَلْبَعُوضَةِ وَ هُوَ اَلذُّبَابُ، يَضْرِبُ بِهِ اَلْمَثَلَ إِذَا عَلِمَ أَنَّ فِيهِ صَلاَحَ عِبَادِهِ وَ نَفْعَهُمْ. « فَأَمَّا اَلَّذِينَ آمَنُوا » بِاللَّهِ وَ بِوَلاَيَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلِيٍّ وَ آلِهِمَا اَلطَّيِّبِينَ، وَ سَلَّمَ لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ لِلْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ أَحْكَامِهِمْ وَ أَخْبَارِهِمْ وَ أَحْوَالِهِمْ [وَ] لَمْ يُقَابِلْهُمْ فِي أُمُورِهِمْ، وَ لَمْ يَتَعَاطَ اَلدُّخُولَ فِي أَسْرَارِهِمْ، وَ لَمْ يُفْشِ شَيْئاً مِمَّا يَقِفُ عَلَيْهِ مِنْهَا إِلاَّ بِإِذْنِهِمْ « فَيَعْلَمُونَ » يَعْلَمُ هَؤُلاَءِ اَلْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ هَذِهِ صِفَتُهُمْ « أَنَّهُ » اَلْمَثَلُ اَلْمَضْرُوبُ « اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ » أَرَادَ بِهِ اَلْحَقَّ وَ إِبَانَتَهُ، وَ اَلْكَشْفَ عَنْهُ وَ إِيضَاحَهُ. « وَ أَمَّا اَلَّذِينَ كَفَرُوا » بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِمُعَارَضَتِهِمْ [لَهُ] فِي عَلِيٍّ بِلِمَ وَ كَيْفَ وَ تَرْكِهِمُ اَلاِنْقِيَادَ لَهُ فِي سَائِرِ مَا أَمَرَ بِهِ « فَيَقُولُونَ مٰا ذٰا أَرٰادَ اَللّٰهُ بِهٰذٰا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً » يَقُولُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا: إِنَّ اَللَّهَ يُضِلُّ بِهَذَا اَلْمَثَلِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً [أَيْ] فَلاَ مَعْنَى لِلْمَثَلِ، لِأَنَّهُ وَ إِنْ نَفَعَ بِهِ مَنْ يَهْدِيهِ فَهُوَ يَضُرُّ بِهِ مَنْ يَضِلُّ [يُضِلُّهُ] بِهِ. فَرَدَّ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ قِيلَهُمْ، فَقَالَ « وَ مٰا يُضِلُّ بِهِ » يَعْنِي مَا يُضِلُّ اَللَّهُ بِالْمَثَلِ « إِلاَّ اَلْفٰاسِقِينَ » اَلْجَانِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِتَرْكِ تَأَمُّلِهِ، وَ بِوَضْعِهِ عَلَى خِلاَفِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ بِوَضْعِهِ عَلَيْهِ .
و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ إلى قوله لاٰ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ قال الأصنام ذلك الشيء من الذباب
و أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله لَنْ يَخْلُقُوا ذُبٰاباً يعنى الصنم لا يخلق ذبابا وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ اَلذُّبٰابُ شَيْئاً يقول يجعل للأصنام طعام فيقع عليه الذباب فيأكل منه فلا يستطيع ان يستنقذه منه ثم رجع إلى الناس والى الأصنام ضَعُفَ اَلطّٰالِبُ الذي يطالب إلى هذا الصنم الذي لا يخلق ذبابا و لا يستطيع ان يستنقذ ما سلب منه وَ ضعف اَلْمَطْلُوبُ اليه الذي لا يخلق ذباب و لا يستنقذ ما سلب منه
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنه ضَعُفَ اَلطّٰالِبُ آلهتكم وَ اَلْمَطْلُوبُ الذباب
و اخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ قال نزلت في صنم
2)تفسير حضرت امام حسن عسكرى عليه السّلام:حضرت امام محمد باقر عليه السّلام فرمود:هنگامى كه خداى متعال فرمود: «يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ» [اى مردم،مثلى زده شد پس بدان گوش فرادهيد ]1و در كلام خود از مگس ياد كرد «إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبٰاباً وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ» [كسانى را كه جز خدا مىخوانيد هرگز(حتى)مگسى نمىآفرينند هرچند براى (آفريدن)آن اجتماع كنند]2و هنگامى كه فرمود «مَثَلُ اَلَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ...
2)محمد بن يعقوب از محمد بن يحيى،از يكى از اصحابش،از عباس بن عامر،از احمد بن رزق غمشانى،از عبد الرحمن بن اشل بيّاع انماط روايت كرده است كه امام صادق عليه السّلام فرمود:قريش بر بتهاى خود در اطراف كعبه مشك و عنبر مىماليدند.يغوث روبروى درب كعبه قرار داشت و يعوق در سمت راست كعبه بود و نسر هم در سمت چپ كعبه.هرگاه كه قريش وارد مىشدند،در مقابل يغوث به علامت سجده به خاك مىافتادند و خم نمىشدند و بعد روى خود را بهطرف يعوق نموده و بعد هم به روى خود را بهطرف نسر مىكردند و آنگاه اين شعار را سر...
1) على بن ابراهيم گويد:خداوند براى قريش و ملحدينى كه چيزى غير از خدا را پرستش مىكنند،دليل مىآورد و مىفرمايد: «يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ» يعنى بتها را لَنْ يَخْلُقُوا ذُبٰاباً وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ اَلذُّبٰابُ شَيْئاً لاٰ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ اَلطّٰالِبُ وَ اَلْمَطْلُوبُ يعنى مگس1.
3)محمد بن يعقوب:از محمد بن يحيى،از يكى از يارانش،از عباس بن عامر،از احمد بن رزق غمشانى،از عبد الرحمن بن اشلّ بيّاع انماط(فروشنده زيرانداز)،از امام جعفر صادق عليه السّلام روايت كرده است كه:قريش بتهايى را كه در اطراف كعبه بود با مشك و عنبر مىاندود و آغشته مىكرد.يغوث مقابل در بود و يعوق در سمت راست كعبه و نسر در سمت چپ كعبه بود.لذا هنگامى كه وارد مىشدند،در برابر يغوث سجده مىكردند و به خاك مىافتادند و خم نمىشدند. سپس رو بهسوى يعوق مىكردند و پس از آن به نسر روى مىآوردند و آنگاه لبيك...
6 في الكافي عن الصادق عليه السلام قال: كانت قريش تلطخ الأصنام التي كانت حول الكعبة بالمسْك و العنبر و كان يغوث قبال الباب و يعوق عن يمين الكعبة و نسر عن يسارها و كانوا إذا دخلوا خرّوا سجّداً ليغوث و لا ينحتون ثمّ يستديرون بحيالهم الى يعوق ثمّ يستديرون عن يسارها بحيالهم الى نسر ثمّ يلبّون فيقولون لبّيك اللّهم لبّيك لبّيك لا شريك لك الاّ شريك هو لك تملكه و ما ملك قال فبعث اللّٰه ذباباً اخضر له أربعة أجنحة فَلمْ يبق من ذلك المسْك و العنبر شيئاً الاّ اكله فأنزل اللّٰه عزّ و جلّ يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ الآية.
6 قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ عُمَرَ اَلزُّهْرِيُّ] مُعَنْعَناً عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : [فِي قَوْلِهِ فِي قَوْلِ اَللَّهِ تَعَالَى] « يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ » [قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ] « إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبٰاباً » .
6 و في الكافي : محمّد بن يحيى ، عن بعض أصحابه ، عن العبّاس بن عامر ، عن أحمد بن رزق القسمانيّ ، عن عبد الرّحمن بن الأشلّ بيّاع الأنماط ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: كانت قريش تلطّخ الأصنام الّتي كانت حول الكعبة بالمسك و العنبر. و كان يغوث قبال الباب . و [كان] يعوق عن يمين الكعبة . و كان نسر عن يسارها. و كانوا إذا دخلوا، خرّوا سجّدا ليغوث، و لا ينحنون. ثمّ يستديرون بحيالهم إلى يعوق. ثمّ يستديرون عن يسارها بحيالهم إلى نسر. ثمّ يلبّون فيقولون: لبّيك اللّهمّ لبّيك! لبّيك لا شريك لك [إلاّ شريك هو لك] تملكه و ما ملك. قال: فبعث اللّه ذبابا أخضر له أربعة أجنحة. فلم يبق من ذلك المسك و العنبر شيئا إلاّ أكله. و أنزل اللّه عزّ و جلّ: يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبٰاباً وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ اَلذُّبٰابُ شَيْئاً لاٰ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ اَلطّٰالِبُ وَ اَلْمَطْلُوبُ .
6 215 فِي اَلْكَافِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنِ اَلْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ اَلْغُمْشَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ اَلْأَشَلِّ بَيَّاعِ اَلْأَنْمَاطِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: كَانَتْ قُرَيْشٌ يُلَطِّخُ اَلْأَصْنَامَ اَلَّتِي كَانَتْ حَوْلَ اَلْكَعْبَةِ بِالْمِسْكِ وَ اَلْعَنْبَرِ، وَ كَانَ يَغُوثُ قِبَالَ اَلْبَابِ وَ يَعُوقُ عَنْ يَمِينِ اَلْكَعْبَةِ ، وَ كَانَ نَسْرٌ عَنْ يَسَارِهَا، وَ كَانُوا إِذَا دَخَلُوا خَرُّوا سُجَّداً لِيَغُوثَ وَ لاَ يَنْحَنُونَ ثُمَّ يَسْتَدْبِرُونَ بِحِيَالِهِمْ إِلَى يَعُوقَ، ثُمَّ يَسْتَدْبِرُونَ عَنْ يَسَارِهَا بِحِيَالِهِمْ إِلَى نَسْرٍ، ثُمَّ يُلَبُّونَ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ اَللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ إِلاَّ شَرِيكٌ هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَ مَا مَلَكَ، قَالَ: فَبَعَثَ اَللَّهُ ذُبَاباً أَخْضَرَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ، فَلَمْ يُبْقِ مِنْ ذَلِكَ اَلْمِسْكِ وَ اَلْعَنْبَرِ شَيْئاً إِلاَّ أَكَلَهُ، وَ أَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبٰاباً وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ اَلذُّبٰابُ شَيْئاً لاٰ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ اَلطّٰالِبُ وَ اَلْمَطْلُوبُ .
فی قوله ضعف الطالب قال الهتهم و المطلوب الذباب