67155 / _1 و قال عليّ بن إبراهيم: ثم حكى اللّه عزّ و جلّ قول إبراهيم لقومه و أبيه فقال: وَ لَقَدْ آتَيْنٰا إِبْرٰاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ إلى قوله تعالى بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ . قال: فلما نهاهم إبراهيم (عليه السلام)، و احتج عليهم في عبادتهم الأصنام فلم ينتهوا، فحضر عيد لهم، فخرج نمرود، و جميع أهل مملكته إلى عيدهم، و كره أن يخرج معه إبراهيم، فوكله ببيت الأصنام فلما ذهبوا، عمد إبراهيم إلى طعام فأدخله بيت الأصنام، فكان يدنو من صنم صنم، و يقول له: كل، و تكلم؛ فإذا لم يجبه أخذ القدوم فكسر يده و رجله، حتى فعل ذلك بجميع الأصنام، ثمّ علق القدوم في عنق الكبير منهم، الذي كان في الصدر. فلما رجع الملك و من معه من العيد نظروا إلى الأصنام مكسرة، فقالوا: مَنْ فَعَلَ هٰذٰا بِآلِهَتِنٰا إِنَّهُ لَمِنَ اَلظّٰالِمِينَ*`قٰالُوا سَمِعْنٰا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقٰالُ لَهُ إِبْرٰاهِيمُ ، و هو ابن آزر، فجاءوا به إلى نمرود، فقال نمرود لآزر خنتني، و كتمت هذا الولد عني؟ فقال: أيها الملك، هذا عمل أمه، و ذكرت أنّها تقوم بحجته. فدعا نمرود أم إبراهيم، فقال لها: ما حملك على أن كتمتني أمر هذا الغلام حتّى فعل بآلهتنا ما فعل؟ فقالت: أيها الملك، نظرا مني لرعيتك. قال: و كيف ذلك؟ قالت: رأيتك تقتل أولاد رعيتك، فكان يذهب النسل، فقلت: إن كان هذا الذي يطلبه دفعته إليه ليقتله، و يكف عن قتل أولاد الناس، و إن لم يكن ذلك بقي لنا ولدنا، و قد ظفرت به، فشأنك، و كف عن أولاد الناس، فصوب رأيها، ثمّ قال لإبراهيم (عليه السلام): مَنْ فَعَلَ هٰذٰا بِآلِهَتِنٰا يا إبراهيم؟ قال (عليه السلام): فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ . قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ اَللَّهِ مَا فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ، وَ مَا كَذَبَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا قَالَ: فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا إِنْ نَطَقَ، وَ إِنْ لَمْ يَنْطِقْ فَلَمْ يَفْعَلْ كَبِيرُهُمْ هَذَا شَيْئاً». فاستشار نمرود قومه في إبراهيم (عليه السلام)، فقالوا له حَرِّقُوهُ وَ اُنْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فٰاعِلِينَ فَقَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «كَانَ فِرْعَوْنُ إِبْرَاهِيمَ وَ أَصْحَابُهُ لِغَيْرِ رِشْدَةٍ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا لِنُمْرُودَ: حَرِّقُوهُ وَ اُنْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فٰاعِلِينَ وَ كَانَ فِرْعَوْنُ مُوسَى وَ أَصْحَابُهُ لِرِشْدَةٍ، فَإِنَّهُ لَمَّا اِسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ فِي مُوسَى قَالُوا: أَرْجِهْ وَ أَخٰاهُ وَ اِبْعَثْ فِي اَلْمَدٰائِنِ حٰاشِرِينَ*`يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحّٰارٍ عَلِيمٍ ». فحبس إبراهيم (عليه السلام)، و جمع له الحطب، حتى إذا كان اليوم الذي ألقى فيه نمرود إبراهيم (عليه السلام) في النار. برز نمرود و جنوده و قد كان بني لنمرود بناء ينظر منه إلى إبراهيم (عليه السلام) كيف تأخذه النار فجاء إبليس و اتخذ لهم المنجنيق، لأنّه لم يقدر أحد أن يقرب من تلك النار، و كان الطائر إذا مر في الهواء يحترق، فوضع إبراهيم (عليه السلام) في المنجنيق، و جاء أبوه فلطمه لطمة، و قال له: ارجع عما أنت عليه. و أنزل الرب ملائكة إلى السماء الدنيا، و لم يبق شيء إلاّ طلب إلى ربّه، و قالت الأرض: يا ربّ ليس على ظهري أحد يعبدك غيره، فيحرق؟ و قالت الملائكة: يا ربّ خليلك إبراهيم يحرق؟ فقال اللّه عزّ و جلّ: أما إنّه إن دعاني كفيته. و قال جبرئيل (عليه السلام): يا ربّ، خليلك إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره، فسلطت عليه عدوه يحرقه بالنار؟ فقال: اسكت، إنّما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت، و هو عبدي آخذه إن شئت، فإذا دعاني أجبته. فدعا إبراهيم (عليه السلام) ربه بسورة الإخلاص: «يا اللّه، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد، نجني من النار برحمتك». قال: فالتقى جبرئيل معه في الهواء و قد وضع في المنجنيق، فقال: يا إبراهيم، هل لك إلي من حاجة؟ فقال إبراهيم (عليه السلام) أما إليك فلا، و أمّا إلى ربّ العالمين فنعم. فدفع إليه خاتما مكتوبا عليه: «لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، ألجأت ظهري إلى اللّه، و أسندت أمري إلى اللّه، و فوضت أمري إلى اللّه». فأوحى اللّه إلى النار: كُونِي بَرْداً فاضطربت أسنان إبراهيم (عليه السلام) من البرد حتّى قال: وَ سَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ . و انحط جبرئيل، و جلس معه يحدثه في النار ، فنظر إليه نمرود، فقال: من اتخذ إلها فليتخذ مثل إله إبراهيم. فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود: إني عزمت على النار أن لا تحرقه. فخرج عمود من النار و نحو الرجل فأحرقه، فآمن له لوط و خرج معه مهاجرا إلى الشام، و نظر نمرود إلى إبراهيم (عليه السلام) في روضة خضراء في النار، و معه شيخ يحدثه، فقال لآزر: ما أكرم ابنك على ربّه! قال: و كان الوزغ ينفخ في نار إبراهيم، و كان الضفدع يذهب بالماء ليطفئ به النار. قال: و لما قال اللّه للنار: كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً لم تعمل النار في الدنيا ثلاثة أيام، ثمّ قال اللّه عزّ و جلّ: وَ أَرٰادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنٰاهُمُ اَلْأَخْسَرِينَ ، و قال اللّه عزّ و جلّ: وَ نَجَّيْنٰاهُ وَ لُوطاً إِلَى اَلْأَرْضِ اَلَّتِي بٰارَكْنٰا فِيهٰا لِلْعٰالَمِينَ يعني الشام، و سواد الكوفة، و كوثى ربا .
24,13,5,67156 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ حُجْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «خَالَفَ 24إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَوْمَهُ، وَ عَابَ آلِهَتَهُمْ حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نُمْرُودَ، فَخَاصَمَهُ، فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) . رَبِّيَ اَلَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ . قَالَ: أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ قَالَ: 24إِبْرَاهِيمُ : فَإِنَّ اَللّٰهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ اَلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهٰا مِنَ اَلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ اَلَّذِي كَفَرَ وَ اَللّٰهُ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظّٰالِمِينَ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : عَابَ آلِهَتَهُمْ: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي اَلنُّجُومِ*`فَقٰالَ إِنِّي سَقِيمٌ ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : وَ اَللَّهِ مَا كَانَ سَقِيماً، وَ مَا كَذَبَ. فَلَمَّا تَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ، دَخَلَ 24إِبْرَاهِيمُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى آلِهَتِهِمْ بِقَدُومٍ، فَكَسَرَهَا إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ، وَ وَضَعَ اَلْقَدُومَ فِي عُنُقِهِ، فَرَجَعُوا إِلَى آلِهَتِهِمْ، فَنَظَرُوا إِلَى مَا صُنِعَ بِهَا، فَقَالُوا: لاَ وَ اَللَّهِ، مَا اِجْتَرَأَ عَلَيْهَا، وَ لاَ كَسَرَهَا إِلاَّ اَلْفَتَى اَلَّذِي كَانَ يَعِيبُهَا وَ يَبْرَأُ مِنْهَا. فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ قِتْلَةً أَعْظَمَ مِنَ اَلنَّارِ، فَجُمِعَ لَهُ اَلْحَطَبُ وَ اِسْتَجَادُوهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ اَلْيَوْمُ اَلَّذِي يُحْرَقُ فِيهِ، بَرَزَ لَهُ نُمْرُودُ وَ جُنُودُهُ، وَ قَدْ بُنِيَ لَهُ بِنَاءٌ لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ كَيْفَ تَأْخُذُهُ اَلنَّارُ، وَ وُضِعَ 24إِبْرَاهِيمُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ) فِي مَنْجَنِيقٍ، وَ قَالَتِ اَلْأَرْضُ: يَا رَبِّ، لَيْسَ عَلَى ظَهْرِي أَحَدٌ يَعْبُدُكَ غَيْرُهُ، يُحْرَقُ بِالنَّارِ؟ فَقَالَ اَلرَّبُّ: إِذَا دَعَانِي كَفَيْتُهُ».
67160 / _6 وَ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ اَلدَّقَّاقُ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْعَلَوِيُّ اَلْعَبَّاسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ اَلْكُوفِيُّ اَلْفَزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ اَلزَّيَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ اَلْأَزْدِيُّ، عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): فِي حَدِيثٍ يَذْكُرُ فِيهِ مَا اِبْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ: «وَ مِنْهَا اَلشَّجَاعَةُ، وَ قَدْ كَشَفَتِ اَلْأَيَّامُ عَنْهُ، بِدَلاَلَةِ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: إِذْ قٰالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ مٰا هٰذِهِ اَلتَّمٰاثِيلُ اَلَّتِي أَنْتُمْ لَهٰا عٰاكِفُونَ*`قٰالُوا وَجَدْنٰا آبٰاءَنٰا لَهٰا عٰابِدِينَ* `قٰالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَ آبٰاؤُكُمْ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ*`قٰالُوا أَ جِئْتَنٰا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اَللاّٰعِبِينَ*`قٰالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ اَلَّذِي فَطَرَهُنَّ وَ أَنَا عَلىٰ ذٰلِكُمْ مِنَ اَلشّٰاهِدِينَ*`وَ تَاللّٰهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنٰامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ *`فَجَعَلَهُمْ جُذٰاذاً إِلاّٰ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ وَ مُقَاوَمَةُ اَلرَّجُلِ اَلْوَاحِدِ أُلُوفاً مِنْ أَعْدَاءِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ تَمَامُ اَلشَّجَاعَةِ».
24,13,5,69006 / _2 وَ عَنْهُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ حُجْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «خَالَفَ 24إِبْرَاهِيمُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ) قَوْمَهُ، وَ عَابَ آلِهَتَهُمْ حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نُمْرُودَ ، فَخَاصَمَهُ. فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ) رَبِّيَ اَلَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ قٰالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ قٰالَ 24إِبْرٰاهِيمُ فَإِنَّ اَللّٰهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ اَلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهٰا مِنَ اَلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ اَلَّذِي كَفَرَ وَ اَللّٰهُ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظّٰالِمِينَ . وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : عَابَ آلِهَتَهُمْ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي اَلنُّجُومِ، فَقَالَ: إِنِّي سَقِيمٌ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : وَ اَللَّهِ مَا كَانَ سَقِيماً، وَ مَا كَذَبَ. فَلَمَّا تَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ دَخَلَ 24إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إِلَى آلِهَتِهِمْ بِقَدُومٍ فَكَسَرَهَا، إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ، وَ وَضَعَ اَلْقَدُومَ فِي عُنُقِهِ، فَرَجَعُوا إِلَى آلِهَتِهِمْ، فَنَظَرُوا إِلَى مَا صُنِعَ بِهَا، فَقَالُوا: لاَ وَ اَللَّهِ، مَا اِجْتَرَأَ عَلَيْهَا وَ لاَ كَسَرَهَا إِلاَّ اَلْفَتَى اَلَّذِي كَانَ يَعِيبُهَا وَ يَبْرَأُ مِنْهَا. فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ قِتْلَةً أَعْظَمَ مِنَ اَلنَّارِ، فَجَمَعُوا لَهُ اَلْحَطَبَ، وَ اِسْتَجَادُوهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ اَلْيَوْمُ اَلَّذِي يُحْرَقُ فِيهِ بَرَزَ لَهُ نُمْرُودُ وَ جُنُودُهُ، وَ قَدْ بُنِيَ لَهُ بِنَاءٌ لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ كَيْفَ تَأْخُذُهُ اَلنَّارُ، وَ وُضِعَ 24إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي مَنْجَنِيقٍ، وَ قَالَتِ اَلْأَرْضُ: يَا رَبِّ، لَيْسَ عَلَى ظَهْرِي أَحَدٌ يَعْبُدُكَ غَيْرُهُ، يُحْرَقُ بِالنَّارِ! فَقَالَ اَلرَّبُّ: إِنْ دَعَانِي كَفَيْتُهُ». فَذَكَرَ أَبَانٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «أَنَّ دُعَاءَ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَوْمَئِذٍ كَانَ: يَا أَحَدُ، يَا أَحَدُ، يَا صَمَدُ، يَا صَمَدُ، يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. ثُمَّ قَالَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اَللَّهِ. فَقَالَ اَلرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: كُفِيتَ. فَقَالَ لِلنَّارِ: كُونِي بَرْداً . قَالَ: فَاضْطَرَبَتْ أَسْنَانُ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مِنَ اَلْبَرْدِ حَتَّى قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ سَلاٰماً عَلىٰ 24إِبْرٰاهِيمَ وَ اِنْحَطَّ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ 24إِبْرَاهِيمَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ) يُحَدِّثُهُ فِي اَلنَّارِ، قَالَ نُمْرُودُ : مَنِ اِتَّخَذَ إِلَهاً فَلْيَتَّخِذْ مِثْلَ إِلَهِ 24إِبْرَاهِيمَ . قَالَ: فَقَالَ عَظِيمٌ مِنْ عُظَمَائِهِمْ: إِنِّي عَزَمْتُ عَلَى اَلنَّارِ أَنْ لاَ تُحْرِقَهُ، فَأَخَذَ عُنُقٌ مِنَ اَلنَّارِ نَحْوَهُ حَتَّى أَحْرَقَهُ» قَالَ: «فَآمَنَ لَهُ 25لُوطٌ ، وَ خَرَجَ مُهَاجِراً إِلَى اَلشَّامِ ، هُوَ وَ سَارَةُ وَ 25لُوطٌ ».
1)على ابن ابراهيم مىگويد كه خداوند در ادامه آيات،سخن ابراهيم و پدرش را حكايت مىكند و مىگويد: «وَ لَقَدْ آتَيْنٰا إِبْرٰاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ» تا به آنجا كه مىگويد: «بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ». او مىگويد،ابراهيم آنان را از بتپرستى نهى نمود و به خاطر اين كار به آنان اعتراض كرد و آنان نيز از آن دست نكشيدند،تا اينكه يكى از اعياد آنان فرارسيد و نمرود و تمامى مردم سرزمينش به عيدگاهشان رفتند اما ابراهيم دوست نداشت كه به همراه آنان خارج شود و به همين خاطر مسئوليت بتخانه را بدو...
2)محمد بن يعقوب از على بن ابراهيم،از پدرش،از احمد بن محمد ابن ابى نصر،از ابان بن عثمان،از حجر،از امام جعفر صادق عليه السّلام روايت مىكند كه ايشان فرمودند:ابراهيم با قومش مخالفت كرد و الههاى آنان را مورد سرزنش قرار داد تا اينكه نزد فرعون رفت و با او مجادله نمود و گفت: «رَبِّيَ اَلَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ1» [پروردگار من همان كسى است كه زنده مىكند و مىميراند].نمرود گفت: «أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ» 2[من(هم)زنده مىكنم و(هم)مىميرانم].ابراهيم گفت: «فَإِنَّ اَللّٰهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ...
6)ابن بابويه از على بن احمد بن محمد بن عمران دقاق كه خدا از او خشنود باد،از حمزه بن قاسم علوى عباسى،از جعفر بن محمد ابن مالك كوفى فزارى،از محمد بن حسين بن زيد زيات،از محمد بن زياد ازدى،از مفضل بن عمر،از امام جعفر صادق عليه السّلام در حديثى كه در آن از آزمايشهايى كه خداوند با كلماتى بر ابراهيم اجرا نمود و او آن را انجام داد،ياد كرده است،روايت مىكند:و از جمله اين آزمايشها شجاعت است كه روزگار با اين آيه پرده از آن برداشت إِذْ قٰالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ مٰا هٰذِهِ اَلتَّمٰاثِيلُ اَلَّتِي...
2)و از وى،از على بن ابراهيم،از پدرش،از احمد بن محمّد بن ابى نصر،از ابان بن عثمان،از حجر،از حضرت امام جعفر صادق عليه السلام روايت شده است كه ايشان فرمود:ابراهيم عليه السلام با قوم خود ناسازگارى كرد و خدايانشان را نكوهيد،تا اينكه بر نمرود وارد شد و با او به دشمنى برخاست و فرمود: «رَبِّيَ اَلَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ قٰالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ فَإِنَّ اَللّٰهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ اَلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهٰا مِنَ اَلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ اَلَّذِي كَفَرَ وَ اَللّٰهُ لاٰ...
وَ لَقَدْ آتَيْنٰا إِبْرٰاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ تا بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ مىفرمايد:حضرت ابراهيم مدتى آزر و قوم خود را از بتپرستى نهى نمود و مؤثر واقع نشد و حجتها و دلائل او را تكذيب كردند.روز عيدى بود كه نمرود و تمام مردم شهر به عيدگاه رفتند و ابراهيم را نگهبان بتخانه كرده بودند ابراهيم طعامى فراهم ساخته و به درون بتكده رفت و از طعام مزبور به هريك از بتها مىداد و مىگفت:بخوريد و با من سخن بگوئيد.البته جوابى از ايشان نشنيد لاجرم تيشهاى بدست آورده و دست و پاى تمام بتها را...
24,6 القمّيّ قال: فلمّا نهاهم 24إبراهيم (عليه السلام) و احتج عليهم في عبادتهم الأصنام فلم ينتهوا فحضر عيد لهم فخرج نمرود و جميع أهل مملكته الى عيد لهم و كره ان يخرج 24إبراهيم (عليه السلام) معه فوكّله ببيت الأصنام فلمّا ذهبوا عمد 24إبراهيم عليه السلام الى طعام فأدخله ببيت أصنامهم فكان يدنو من صنم صنم فيقول له كل و تكلّم فإذا لم يجبه أخذ القدوم فكسر يده و رجله حتّى فعل ذلك بجميع الأصنام ثمّ علّق القدّوم في عنق الكبير منهم الّذي كان في الصَّدر فلما رجع الملك و من معه من العيد نظروا الى الأصنام مكسّرة فقالوا مَنْ فَعَلَ هٰذٰا بِآلِهَتِنٰا إِنَّهُ لَمِنَ اَلظّٰالِمِينَ `قٰالُوا سَمِعْنٰا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقٰالُ لَهُ 24إِبْرٰاهِيمُ و هو ابن آزر فجاءوا به الى نمرود فقال نمرود لآزر خنتني و كتمت هذا الولد عنّي فقال أيّها الملك هذا عمل أمّه و ذكر انّها تقوم بحجبه فدعا نمرود أم 24إبراهيم (عليه السلام) فقال لها مٰا حملك على أن كتمتني أمر هذا الغلام حتّى فعل بآلهتنا ما فعل فقالت أيّها الملك نظراً منّي لرعيّتك قال و كيف ذلك قالت رأيتك تقتل أولاد رعيّتك فكان هذا يذهب النسل فقلت إن كان هذا الّذي يطلبه دفعته إليه ليقتله و يكفّ عن قتل أولاد الناس و إن لم يكن ذلك فبقي لنا ولدنا و قد ظفرت به فشأنك و كفّ عن أولاد النّاس و صوّب رأيها ثمّ قال 24لإبراهيم (عليه السلام) مَنْ فَعَلَ هٰذٰا بِآلِهَتِنٰا يا 24إبراهيم قال 24إبراهيم فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ .
فقال الصادق عليه السلام : و اللّٰه ما فعل كبيرهم و ما كذب 24إبراهيم فقيل فكيف ذلك فقال إنّما قال فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا ان نطق و ان لم ينطق فلم يفعل كبيرهم هٰذا شيئاً فاستشار نمرود قومه في 24إبراهيم (عليه السلام) ف قٰالُوا حَرِّقُوهُ وَ اُنْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فٰاعِلِينَ .
فقال الصادق عليه السلام كان فرعون 24إبراهيم (عليه السلام) و أصحابه لغير رشدة فانّهم قالوا لنمرود حَرِّقُوهُ وَ اُنْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فٰاعِلِينَ و كان فرعون 32موسى و أصحابه لرشدة فانّه لمّا استشار أصحابه في 32موسى قٰالُوا أَرْجِهْ وَ أَخٰاهُ وَ أَرْسِلْ فِي اَلْمَدٰائِنِ حٰاشِرِينَ `يَأْتُوكَ بِكُلِّ سٰاحِرٍ عَلِيمٍ فحبس 24إبراهيم (عليه السلام) و جمع له الحطب حتّى إذا كان اليوم الّذي القى فيه نمرود 24إبراهيم (عليه السلام) في النار بَرز نمرود و جنوده و قد كان بُنى لنمرود بناء ينظر منه الى 24إبراهيم (عليه السلام) كيف يأخذه النّار فجاء 1إبليس و اتّخذ لهم المنجنيق لأنّه لم يقدر أحد أن يتقارب من النّار و كان الطّائر إذا مرّ في الهواء يحترق فوضع 24إبراهيم عليه السلام في المنجنيق فجاء أبوه فلطمه لطمة و قال له ارجع عمّا أنت عليه و انزل الربّ ملائكة إلى السماء الدنيا و لم يبق شيء الاّ طلب الى ربّه و قالت الأرض يا ربّ ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيحرق و قالت الملائكة يا ربّ خليلك 24إبراهيم (عليه السلام) يحرق فقال اللّٰه عزّ و جلّ أما انّه ان دعاني كفيته و قال جبرائيل (عليه السلام) يا ربّ خليلك 24إبراهيم (عليه السلام) يحرق ليس في الأرض أحد يعبدك غيره سلّطت عليه عدوّه يحرق بالنار قال اسكت انّما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت هو عبدي آخذه إذا شئت فان دعاني أجبته فدعا 24إبراهيم (عليه السلام) ربّه 112بسورة الإخلاص يا اللّٰه يٰا واحد يٰا اَحد يٰا صَمد يا من لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ `وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ نجّني من النّار برحمتك قال فالتقى معه جبرائيل في الهواء و قد وضع في المنجنيق فقال يا 24إبراهيم هل لك إليّ من حاجة فقال 24إبراهيم امّا إليك فلا و امّا الى ربّ العٰالمين فنعم فدفع إليه خاتماً عليه مكتوب لاٰ اله إلاّ اللّٰه محمّد رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله الجأت ظهري إلى اللّٰه و أسندت امرى إلى اللّٰه و فوّضت أمري إلى اللّٰه فأوحى اللّٰه إلى النّار كُونِي بَرْداً فاضطربت أسنان 24إبراهيم من البرد حتّى قال سَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ (عليه السلام) و انحطّ جبرئيل و جلس معه يحدّثه في النّار و نظر إليه نمرود فقال من اتّخذ إلٰهاً فليتّخذ مثل إلٰه 24إبراهيم فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود انّي عزمت على النّار ان لاٰ تحرقه فخرج عمود من النّار نحو الرّجل فأحرقه فآمن له 25لوط فخرج مهاجراً إلى الشام فنظر نمرود الى 24إبراهيم (عليه السلام) في روضة خضراء في النّار مع شيخ يحدّثه فقال لآزر يٰا آزر مٰا أكرم ابنك على ربّه؟ قال و كان الوزغ ينفخ في نار 24إبراهيم (عليه السلام) و كان الضّفدع يذهب بالماء ليطفي به النّار، قال و لمّا قال اللّٰه تعالى للنّار كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً لم تعمل النّار في الدّنيا ثلاثة أيّام ثمّ قال اللّه تبارك و تعالى وَ أَرٰادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنٰاهُمُ اَلْأَخْسَرِينَ فَقال اللّٰه وَ نَجَّيْنٰاهُ وَ 25لُوطاً إِلَى اَلْأَرْضِ اَلَّتِي بٰارَكْنٰا فِيهٰا لِلْعٰالَمِينَ إلى الشام و سواد الكوفة .
6 «وَ لَقَدْ آتَيْنٰا 24إِبْرٰاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ» إِلَى قَوْلِهِ «بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ» قَالَ: فَلَمَّا نَهَاهُمْ 24إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ اِحْتَجَّ عَلَيْهِمْ فِي عِبَادَتِهِمُ اَلْأَصْنَامَ فَلَمْ يَنْتَهُوا فَحَضَرَ عِيدٌ لَهُمْ فَخَرَجَ نُمْرُودُ وَ جَمِيعُ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ وَ كَرِهَ أَنْ يَخْرُجَ 24إِبْرَاهِيمُ مَعَهُ فَوَكَلَهُ بِبَيْتِ اَلْأَصْنَامِ فَلَمَّا ذَهَبُوا عَمَدَ 24إِبْرَاهِيمُ إِلَى طَعَامٍ فَأَدْخَلَهُ بَيْتَ أَصْنَامِهِمْ فَكَانَ يَدْنُو مِنْ صَنَمٍ صَنَمٍ وَ يَقُولُ لَهُ كُلْ وَ تَكَلَّمْ فَإِذَا لَمْ يُجِبْهُ أَخَذَ اَلْقَدُومَ فَكَسَرَ يَدَهُ وَ رِجْلَهُ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ بِجَمِيعِ اَلْأَصْنَامِ ثُمَّ عَلَّقَ اَلْقَدُومَ فِي عُنُقِ اَلْكَبِيرِ مِنْهُمُ اَلَّذِي كَانَ فِي اَلصَّدْرِ فَلَمَّا رَجَعَ اَلْمَلِكُ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ اَلْعِيدِ نَظَرُوا إِلَى اَلْأَصْنَامِ مُكَسَّرَةً فَقَالُوا: «مَنْ فَعَلَ هٰذٰا بِآلِهَتِنٰا إِنَّهُ لَمِنَ اَلظّٰالِمِينَ `قٰالُوا سَمِعْنٰا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقٰالُ لَهُ 24إِبْرٰاهِيمُ » وَ هُوَ اِبْنُ آزَرَ فَجَاءُوا بِهِ إِلَى نُمْرُودَ فَقَالَ نُمْرُودُ لِآزَرَ خُنْتَنِي وَ كَتَمْتَ هَذَا اَلْوَلَدَ عَنِّي فَقَالَ أَيُّهَا اَلْمَلِكُ هَذَا عَمَلُ أُمِّهِ وَ ذَكَرَتْ أَنِّي أَتَقَوَّمُ بِحُجَّتِهِ فَدَعَا نُمْرُودُ أُمَّ 24إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ مَا حَمَلَكِ عَلَى أَنْ كَتَمْتِنِي أَمْرَ هَذَا اَلْغُلاَمِ حَتَّى فَعَلَ بِآلِهَتِنَا مَا فَعَلَ فَقَالَتْ أَيُّهَا اَلْمَلِكُ نَظَراً مِنِّي لِرَعِيَّتِكَ قَالَ وَ كَيْفَ ذَلِكَ قَالَتْ رَأَيْتُكَ تَقْتُلُ أَوْلاَدَ رَعِيَّتِكَ فَكَانَ يَذْهَبُ اَلنَّسْلُ فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ هَذَا اَلَّذِي تَطْلُبُهُ دَفَعْتُهُ إِلَيْكَ لِتَقْتُلَهُ وَ تَكُفَّ عَنْ قَتْلِ أَوْلاَدِ اَلنَّاسِ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بَقِيَ لَنَا وَلَدُنَا وَ قَدْ ظَفِرْتَ بِهِ فَشَأْنَكَ فَكُفَّ عَنْ أَوْلاَدِ اَلنَّاسِ فَصَوَّبَ رَأْيَهَا ثُمَّ قَالَ 24لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا 24إِبْرَاهِيمُ قَالَ 24إِبْرَاهِيمُ «فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ» فَقَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : وَ اَللَّهِ مَا فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ وَ مَا كَذَبَ 24إِبْرَاهِيمُ فَقِيلَ وَ كَيْفَ ذَلِكَ قَالَ إِنَّمَا قَالَ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا إِنْ نَطَقَ وَ إِنْ لَمْ يَنْطِقْ فَلَمْ يَفْعَلْ كَبِيرُهُمْ هَذَا شَيْئاً، فَاسْتَشَارَ نُمْرُودُ قَوْمَهُ فِي 24إِبْرَاهِيمَ فَ «قٰالُوا حَرِّقُوهُ وَ اُنْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فٰاعِلِينَ» فَقَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : كَانَ فِرْعَوْنُ 24إِبْرَاهِيمَ لِغَيْرِ رُشْدٍ وَ أَصْحَابُهُ لِغَيْرِ رُشْدٍ [فِرْعَوْنُ 24إِبْرَاهِيمَ لِغَيْرِ رُشْدِهِ وَ أَصْحَابُهُ لِغَيْرِ رُشْدِهِمْ] فَإِنَّهُمْ قَالُوا لِنُمْرُودَ : «حَرِّقُوهُ وَ اُنْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فٰاعِلِينَ» وَ كَانَ 32مُوسَى وَ أَصْحَابُهُ رِشْدَةً فَإِنَّهُ لَمَّا اِسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ فِي 32مُوسَى قَالُوا «أَرْجِهْ وَ أَخٰاهُ وَ أَرْسِلْ فِي اَلْمَدٰائِنِ حٰاشِرِينَ `يَأْتُوكَ بِكُلِّ سٰاحِرٍ عَلِيمٍ» ، فَحَبَسَ 24إِبْرَاهِيمَ وَ جَمَعَ لَهُ اَلْحَطَبَ حَتَّى إِذَا كَانَ اَلْيَوْمُ اَلَّذِي أَلْقَى فِيهِ نُمْرُودُ 24إِبْرَاهِيمَ فِي اَلنَّارِ، بَرَزَ نُمْرُودُ وَ جُنُودُهُ وَ قَدْ كَانَ بُنِيَ لِنُمْرُودَ بِنَاءٌ لِيَنْظُرَ مِنْهُ إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ كَيْفَ تَأْخُذُهُ اَلنَّارُ فَجَاءَ 1إِبْلِيسُ وَ اِتَّخَذَ لَهُمُ اَلْمَنْجَنِيقَ لِأَنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ وَاحِدٌ أَنْ يَقْرُبَ مِنْ تِلْكَ اَلنَّارِ عَنْ غُلْوَةِ سَهْمٍ وَ كُلُّ اَلطَّائِرِ مِنْ مَسِيرَةِ فَرْسَخٍ يَرْجِعُ عَنْهَا أَنْ يَتَقَارَبَ مِنَ اَلنَّارِ وَ كَانَ اَلطَّائِرُ إِذَا مَرَّ فِي اَلْهَوَاءِ يَحْتَرِقُ فَوُضِعَ 24إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي اَلْمَنْجَنِيقِ وَ جَاءَ أَبُوهُ فَلَطَمَهُ لَطْمَةً وَ قَالَ لَهُ اِرْجِعْ عَمَّا أَنْتَ عَلَيْهِ. وَ أَنْزَلَ اَلرَّبُّ مَلاَئِكَتَهُ إِلَى اَلسَّمَاءِ اَلدُّنْيَا وَ لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ إِلاَّ طَلَبَ إِلَى رَبِّهِ وَ قَالَتِ اَلْأَرْضُ يَا رَبِّ لَيْسَ عَلَى ظَهْرِي أَحَدٌ يَعْبُدُكَ غَيْرُهُ فَيُحْرَقُ وَ قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ يَا رَبِّ خَلِيلُكَ 24إِبْرَاهِيمُ يُحْرَقُ، فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: أَمَا إِنَّهُ إِنْ دَعَانِي كَفَيْتُهُ وَ قَالَ جَبْرَئِيلُ : يَا رَبِّ خَلِيلُكَ 24إِبْرَاهِيمُ لَيْسَ فِي اَلْأَرْضِ أَحَدٌ يَعْبُدُكَ غَيْرُهُ سَلَّطْتَ عَلَيْهِ عَدُوَّهُ يُحْرِقُهُ بِالنَّارِ فَقَالَ اُسْكُتْ إِنَّمَا يَقُولُ هَذَا عَبْدٌ مِثْلُكَ يَخَافُ اَلْفَوْتَ هُوَ عَبْدِي آخُذُهُ إِذَا شِئْتُ فَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ فَدَعَا 24إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَبَّهُ 112بِسُورَةِ اَلْإِخْلاَصِ «يَا اَللَّهُ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا مَنْ «لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ `وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» نَجِّنِي مِنَ اَلنَّارِ بِرَحْمَتِكَ فَالْتَقَى مَعَهُ جَبْرَئِيلُ فِي اَلْهَوَاءِ وَ قَدْ وُضِعَ فِي اَلْمَنْجَنِيقِ فَقَالَ: يَا 24إِبْرَاهِيمُ هَلْ لَكَ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ : أَمَّا إِلَيْكَ فَلاَ وَ أَمَّا إِلَى رَبِّ اَلْعَالَمِينَ فَنَعَمْ فَدَفَعَ إِلَيْهِ خَاتَماً عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَى اَللَّهِ أَسْنَدْتُ أَمْرِي إِلَى [قُوَّةِ] اَللَّهِ وَ فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى اَللَّهِ ، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَى اَلنَّارِ «كُونِي بَرْداً» فَاضْطَرَبَتْ أَسْنَانُ 24إِبْرَاهِيمَ مِنَ اَلْبَرْدِ حَتَّى قَالَ «وَ سَلاٰماً عَلىٰ 24إِبْرٰاهِيمَ » وَ اِنْحَطَّ جَبْرَئِيلُ وَ جَلَسَ مَعَهُ يُحَدِّثُهُ فِي اَلنَّارِ وَ نَظَرَ إِلَيْهِ نُمْرُودُ فَقَالَ مَنِ اِتَّخَذَ إِلَهاً فَلْيَتَّخِذْ مِثْلَ إِلَهِ 24إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ عَظِيمٌ مِنْ عُظَمَاءِ أَصْحَابِ نُمْرُودَ إِنِّي عَزَمْتُ عَلَى اَلنَّارِ أَنْ لاَ تُحْرِقَهُ فَخَرَجَ عَمُودٌ مِنَ اَلنَّارِ نَحْوَ اَلرَّجُلِ فَأَحْرَقَتْهُ «فَآمَنَ لَهُ 25لُوطٌ » وَ خَرَجَ مُهَاجِراً إِلَى اَلشَّامِ وَ نَظَرَ نُمْرُودُ إِلَى 24إِبْرَاهِيمَ فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِي اَلنَّارِ وَ مَعَهُ شَيْخٌ يُحَدِّثُهُ فَقَالَ لِآزَرَ مَا أَكْرَمَ اِبْنَكَ عَلَى رَبِّهِ قَالَ وَ كَانَ اَلْوَزَغُ يَنْفُخُ فِي نَارِ 24إِبْرَاهِيمَ وَ كَانَ اَلضِّفْدِعُ يَذْهَبُ بِالْمَاءِ لِيُطْفِئَ بِهِ اَلنَّارَ قَالَ وَ لَمَّا قَالَ اَللَّهُ لِلنَّارِ «كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً» لَمْ تَعْمَلِ اَلنَّارُ فِي اَلدُّنْيَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ أَرٰادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنٰاهُمُ اَلْأَخْسَرِينَ» فَقَالَ اَللَّهُ «وَ نَجَّيْنٰاهُ وَ 25لُوطاً إِلَى اَلْأَرْضِ اَلَّتِي بٰارَكْنٰا فِيهٰا لِلْعٰالَمِينَ» يَعْنِي إِلَى اَلشَّامِ وَ سَوَادِ اَلْكُوفَةِ وَ كُوثَى رُبَى .
1,7 و في كتاب الاحتجاج للطّبرسيّ رحمه اللّه روي عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ عليهم السّلام قال: إنّ يهوديّا من يهود الشّام و أحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السّلام: فإنّ هذا إبراهيم جذّ أصنام قومه غضبا للّه عزّ و جلّ. قال له عليّ عليه السّلام: لقد كان كذلك. و محمّد صلّى اللّه عليه و آله قد نكّس عن الكعبة ثلاثمائة و ستّين صنما. و نفاها من جزيرة العرب. و أذلّ من عبدها بالسّيف. و الحديث طويل. أخذت موضع الحاجة .
24,13,6 و في روضة الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن حجر ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: خالف 24إبراهيم صلّى اللّه عليه قومه، و عاب آلهتهم إلى قوله: فلمّا تولّوا عنه مدبرين إلى عيد لهم، دخل 24إبراهيم صلّى اللّه عليه إلى آلهتهم بقدّوم. فكسرها إلاّ كبيرا لهم، و وضع القدّوم في عنقه. فرجعوا إلى آلهتهم، فنظروا إلى ما صنع بها. فقالوا: و اللّه، ما اجترأ عليها، و لا كسرها، إلاّ الفتى الّذي [كان يعيبها و يبرأ منها. فلم يجدوا له قتلة أعظم من النّار. فجمع له الحطب، و استجادوه. حتّى إذا كان اليوم الّذي] يحرق فيه، برز له نمرود و جنوده، و قد بني له بناء لينظر إليه كيف تأخذه النّار. و وضع 24إبراهيم عليه السّلام في منجنيق. و قالت الأرض: يا ربّ، ليس على ظهري أحد يعبدك غيره. يحرق بالنّار!؟ قال الرّبّ: إن دعاني، كفيته.
24,6 و في الحديث السّابق المنقول عن تفسير عليّ بن إبراهيم متّصلا بقوله: و إن ينطق و لم يفعل كبيرهم هذا شيئا: فاستشار [نمرود] قومه في 24إبراهيم . فقالوا: حَرِّقُوهُ وَ اُنْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فٰاعِلِينَ . فقال الصّادق عليه السّلام : كان فرعون 24إبراهيم لغير رشده، و أصحابه لغير رشدهم. فإنّهم قالوا لنمرود . حَرِّقُوهُ وَ اُنْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فٰاعِلِينَ . و كان فرعون 32موسى و أصحابه لرشدهم . فإنّه فمّا استشار أصحابه في 32موسى عليه السّلام قالوا: أَرْجِهْ وَ أَخٰاهُ وَ أَرْسِلْ فِي اَلْمَدٰائِنِ حٰاشِرِينَ `يَأْتُوكَ بِكُلِّ سٰاحِرٍ عَلِيمٍ . فجلس 24إبراهيم عليه السّلام و جمع له الحطب. حتّى إذا كان اليوم الّذي ألقى فيه نمرود 24إبراهيم في النّار، برز نمرود و جنوده، و قد كان بني لنمرود بناء ينظر منه إلى 24إبراهيم عليه السّلام كيف تأخذه النّار. فجاء 1إبليس ، و اتّخذ لهم المنجنيق. لأنّه لم يقدر أحد أن يتقارب من تلك النّار [عن غلوه سهم و كان الطائر من مسيرة فرسخ يرجع عنها أن يتقارب من النار] و كان الطّائر إذا مرّ في الهواء يحترق. فوضع 24إبراهيم عليه السّلام في المنجنيق. و جاء أبوه، فلطمه لطمة و قال له: ارجع عمّا أنت عليه! و أنزل الرّبّ تبارك و تعالى ملائكة إلى السّماء الدّنيا. و لم يبق شيء إلاّ طلب إلى ربّه. و قالت الأرض: يا ربّ، ليس على ظهري يعبدك غير، فيحرق! و قالت الملائكة: [يا ربّ] خليلك 24إبراهيم يحرق! فقال اللّه عزّ و جلّ: أما إنّه إن دعاني، كفيته. و قال جبرئيل عليه السّلام: يا ربّ، خليلك 24إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره، سلّطت عليه عدوّه يحرقه بالنّار! فقال: اسكت! إنّما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت. هو عبدي، آخذه إذا شئت. فإن دعاني، أجبته. فدعا 24إبراهيم عليه السّلام ربّه بسورة الإخلاص: يا اللّه، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد، نجنّي من النّار برحمتك. قال: فالتقى معه جبرئيل عليه السّلام في الهواء و قد وضع في المنجنيق فقال: يا 24إبراهيم ، هل لك إليّ من حاجة؟ فقال 24إبراهيم عليه السّلام: أمّا إليك، فلا! و أمّا إلى ربّ العالمين، فنعم. فدفع إليه خاتما عليه مكتوب: «لا إله إلاّ اللّه. محمّد رسول اللّه. لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه . فوّضت أمري إلى اللّه [أسندت ظهري إلى اللّه. حسبي اللّه] . فأوحى اللّه عزّ و جلّ إلى النّار: كُونِي بَرْداً . فاضطربت أسنان 24إبراهيم عليه السّلام من البرد. حتّى قال: وَ سَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ . و انحطّ جبرئيل عليه السّلام. و جلس معه يحدّثه في النّار. و نظر نمرود فقال: من اتّخذ إلها، فليتّخذ مثل إله 24إبراهيم . فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود : إنّي عزمت على النّار أن لا تحرقه. فخرج عمود من النّار نحو الرّجل، فأحرقه . فآمن له 25لوط . فخرج مهاجرا إلى الشّام . و نظر نمرود إلى 24إبراهيم عليه السّلام في روضة خضراء في النّار، و معه شيخ يحدّثه . فقال لآزر : [يا آزر ] ما أكرم ابنك على ربّه. قال: و كان الوزغ ينفخ في نار 24إبراهيم . و كان الضّفدع يذهب بالماء ليطفئ به النّار. قال: و لمّا قال اللّه عزّ و جلّ للنّار: كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً لم تعمل النّار في الدّنيا ثلاثة أيّام. ثمّ قال اللّه عزّ و جلّ: وَ أَرٰادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنٰاهُمُ اَلْأَخْسَرِينَ . فقال اللّه عزّ و جلّ: وَ نَجَّيْنٰاهُ وَ لُوطاً إِلَى اَلْأَرْضِ اَلَّتِي بٰارَكْنٰا فِيهٰا لِلْعٰالَمِينَ . [يعني:] إلى الشّام و سواد الكوفة .
24,5 و قال أبو جعفر عليه السّلام : عاب آلهتهم. فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي اَلنُّجُومِ `فَقٰالَ إِنِّي سَقِيمٌ . قال أبو جعفر عليه السّلام: و اللّه، ما كان سقيما، و ما كذب. فلمّا تولوا عَنْهُ مُدْبِرِينَ إلى عيد لهم، دخل إبراهيم عليه السّلام إلى آلهتهم بقدوم فكسرها إلاّ كبيرا لهم، و وضع القدوم في عنقه. فرجعوا إلى آلهتهم، فنظروا إلى ما صنع بها. فقالوا: لا و اللّه! ما اجترأ عليها، و لا كسرها، إلاّ الفتى الّذي كان يعيبها و يبرأ منها. فلم يجدوا له قتلة أعظم من النّار. فجمع له الحطب، و استجادوه حتّى إذا كان اليوم الّذي يحرق فيه، برز له نمرود و جنوده، و قد بني له بناء لينظر إليه كيف تأخذه النّار. و وضع إبراهيم عليه السّلام في منجنيق. و قالت الأرض: يا ربّ، ليس على ظهري أحد يعبدك غير إبراهيم، يحرق بالنّار! قال الرّبّ: إن دعاني كفيته.
1,7 82 فِي كِتَابِ اَلْإِحْتِجَاجِ لِلطَّبْرِسِيِّ رَحِمَهُ اَللَّهُ رَوَى عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ يَهُودِيّاً مِنْ يَهُودِ اَلشَّامِ وَ أَحْبَارِهِمْ قَالَ لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ: فَإِنَّ هَذَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّ أَصْنَامَ قَوْمِهِ غَضَباً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: لَقَدْ كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَدْ نَكَسَ عَنِ اَلْكَعْبَةِ ثَلاَثَمِائَةٍ وَ سِتِّينَ صَنَماً، وَ نَفَاهَا مِنْ جَزِيرَةِ اَلْعَرَبِ، وَ أَذَلَّ مَنْ عَبَدَهَا بِالسَّيْفِ، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
24,13,5,6 102 فِي رَوْضَةِ اَلْكَافِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حُجْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: خَالَفَ 24إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ قَوْمَهُ وَ عَابَ آلِهَتَهُمْ، إِلَى قَوْلِهِ: فَلَمَّا تَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ، دَخَلَ 24إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ الى آلِهَتِهِمْ بِقَدُومٍ فَكَسَرَهَا إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ، وَ وَضَعَ اَلْقَدُومَ فِي عُنُقِهِ، فَرَجَعُوا إِلَى آلِهَتِهِمْ فَنَظَرُوا إِلَى مَا صَنَعَ بِهَا، فَقَالُوا: لاَ وَ اَللَّهِ مَا اِجْتَرَى عَلَيْهَا وَ لاَ كَسَرَهَا إِلاَّ اَلْفَتَى اَلَّذِي كان يعيبها و يبرأ منها، فلم يجدوا له قتلة أعظم من النار، فجمع له الحطب و استجادوه حتى إذا كان اليوم الذي يحرق فيه برز له نمرود و جنوده و قد بنى له بناء لينظر إليه كيف تأخذه النار. و وضع 24إبراهيم عليه السلام في منجنيق و قالت الأرض: يا ربّ ليس على ظهري أحد يعبدك غيره يحرق بالنار؟ قال الرب: ان دعاني كفيته. فذكر أبان عن محمّد بن مروان عمن رواه عن أبي جعفر عليه السلام أن دعاء 24إبراهيم صلّى اللّه عليه يومئذ كان: يا أحد يا أحد يا صمد يا صمد، يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد ثمّ قال: توكلت على اللّه، فقال الرب تبارك و تعالى: كفيت، فقال للنار: «كُونِي بَرْداً» قال: فاضطربت أسنان 24إبراهيم صلّى اللّه عليه من البرد حتّى قال اللّه عزّ و جلّ: «وَ سَلاٰماً عَلىٰ 24إِبْرٰاهِيمَ » و انحط جبرئيل عليه السلام فإذا هو جالس مع 24إبراهيم يحدثه في النار، قال نمرود : من اتخذ إلها فليتخذ مثل اله 24إبراهيم ، قال: فقال عظيم من عظمائهم: انى عزمت على النار ان لا تحرقه، فأخذ عنق من النار نحوه حتى أحرقه، قال: فآمن له 25لوط فخرج مهاجرا إلى الشام هو و سارة و 25لوط .
24,13,5,6 61 فِي رَوْضَةِ اَلْكَافِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حُجْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: خَالَفَ 24إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَوْمَهُ وَ عَابَ آلِهَتَهُمْ حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نُمْرُودَ فَخَاصَمَهُمْ، فَقَالَ 24إِبْرَاهِيمُ : «رَبِّيَ اَلَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ قٰالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ قٰالَ 24إِبْرٰاهِيمُ فَإِنَّ اَللّٰهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ اَلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهٰا مِنَ اَلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ اَلَّذِي كَفَرَ وَ اَللّٰهُ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظّٰالِمِينَ» وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : عَابَ آلِهَتَهُمْ «فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي اَلنُّجُومِ `فَقٰالَ إِنِّي سَقِيمٌ» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ اَللَّهِ مَا كَانَ سَقِيماً وَ مَا كَذَبَ فَلَمَّا تَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ دَخَلَ 24إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ إِلَى آلِهَتِهِمْ بِقَدُومٍ فَكَسَرَهَا إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ وَ وَضَعَ اَلْقَدُومَ فِي عُنُقِهِ فَرَجَعُوا إِلَى آلِهَتِهِمْ فَنَظَرُوا إِلَى مَا صُنِعَ بِهَا فَقَالُوا: لاَ وَ اَللَّهِ مَا اِجْتَرَى عَلَيْهَا وَ لاَ كَسَرَهَا إِلاَّ اَلْفَتَى اَلَّذِي كَانَ يَعِيبُهَا وَ يَبْرَأُ مِنْهَا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ قِتْلَةً أَعْظَمَ مِنَ اَلنَّارِ فَجُمِعَ لَهُ اَلْحَطَبُ وَ اِسْتَجَادُوهُ حَتَّى إِذَا كَانَ اَلْيَوْمُ اَلَّذِي يُحْرَقُ فِيهِ بَرَزَ لَهُ نُمْرُودُ وَ جُنُودُهُ وَ قَدْ بُنِيَ لَهُ بِنَاءٌ لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ كَيْفَ تَأْخُذُهُ اَلنَّارُ، وَ وُضِعَ 24إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فِي مَنْجَنِيقٍ وَ قَالَتِ اَلْأَرْضُ: يَا رَبِّ لَيْسَ عَلَى ظَهْرِي أَحَدٌ يَعْبُدُكَ غَيْرُهُ يُحْرَقُ بِالنَّارِ؟ قَالَ اَلرَّبُّ: إِنْ دَعَانِي كَفَيْتُهُ فَذَكَرَ أَبَانٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَنَّ دُعَاءَ 24إِبْرَاهِيمَ يَوْمَئِذٍ كَانَ: يَا أَحَدُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا صَمَدُ يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اَللَّهِ، فَقَالَ اَلرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: كَفَيْتُ فَقَالَ لِلنَّارِ: «كُونِي بَرْداً» قَالَ: فَاضْطَرَبَتْ أَسْنَانُ إِبْرَاهِيمَ مِنَ اَلْبَرْدِ حَتَّى قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «وَ سَلاٰماً عَلىٰ 24إِبْرٰاهِيمَ » وَ اِنْحَطَّ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَإِذَا هُوَ يُجَالِسُ مَعَ 24إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يُحَدِّثُهُ فِي اَلنَّارِ قَالَ نُمْرُودُ : مَنِ اِتَّخَذَ إِلَهاً فَلْيَتَّخِذِ مِثْلَ إِلَهِ 24إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: فَقَالَ عَظِيمٌ مِنْ عُظَمَائِهِمْ: إِنِّي عَزَمْتُ عَلَى اَلنَّارِ أَنْ لاَ تُحْرِقَهُ، فَأَخَذَ عُنُقٌ مِنَ اَلنَّارِ نَحْوَهُ حَتَّى أَحْرَقَهُ، قَالَ: فَآمَنَ لَهُ 25لُوطٌ ، فَخَرَجَ مُهَاجِراً إِلَى اَلشَّامِ هُوَ وَ سَارَةُ وَ 25لُوطٌ .
قوله فجعلهم جذاذا یقول حطاما
قوله فجعلهم جذاذا ای قطعا
ان ابراهیم قال له ابوه یا ابراهیم ان لنا عیدا لو قد خرجت معنا الیه قد اعجبک دیننا فلما کان یوم العید فخرجوا الیه خرج معهم ابراهیم فلما کان ببعض الطریق القی نفسه و قال انی سقیم یقول اشتکی رجلی فتواطیوا رجلیه و هو صریع فلما مضوا نادی فی اخرهم و قد بقی ضعفی الناس و تالله لاکیدن اصنامکم بعد ان تولوا مدبرین فسمعوها منه ثم رجع ابراهیم الی بیت الالهه فاذا هن فی بهو عظیم مستقبل باب البهو صنم عظیم الی جنبه اصغر منه بعضها الی بعض کل صنم یلیه اصغر منه حتی بلغوا باب البهو و اذا هم قد جعلوا طعاما فوضعوه بین...
الا کبیرا لهم قال قال ابن عباس الا عظیما لهم عظیم الهتهم
و جعل ابراهیم الفاس التی اهلک بها اصنامهم مسنده الی صدر کبیرهم الذی ترک
جعل ابراهیم الفاس التی اهلک بها اصنامهم مسنده الی صدر کبیرهم الذی ترک
اقبل علیهن کما قال الله تبارک و تعالی ضربا بالیمین ثم جعل یکسرهن بفاس فی یده حتی اذا بقی اعظم صنم منها ربط الفاس بیده ثم ترکهن فلما رجع قومه راوا ما صنع باصنامهم فراعهم ذلک و اعظموه و قالوا من فعل هذا بالهتنا انه لمن الظالمین
لعلهم الیه یرجعون قال کادهم بذلک لعلهم یتذکرون او یبصرون