14,2,11563 / _1 قَالَ اَلْإِمَامُ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «قَالَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ): إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى لَمَّا وَبَّخَ هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودَ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ قَطَعَ مَعَاذِيرَهُمْ، وَ أَقَامَ عَلَيْهِمُ اَلْحُجَجَ اَلْوَاضِحَةَ بِأَنَّ مُحَمَّداً سَيِّدُ اَلنَّبِيِّينَ ، وَ خَيْرُ اَلْخَلاَئِقِ أَجْمَعِينَ، وَ أَنَّ عَلِيّاً سَيِّدُ اَلْوَصِيِّينَ، وَ خَيْرُ مَنْ يَخْلُفُهُ بَعْدَهُ فِي اَلْمُسْلِمِينَ وَ أَنَّ اَلطَّيِّبِينَ مِنْ آلِهِ هُمُ اَلْقُوَّامُ بِدِينِ اَللَّهِ، وَ اَلْأَئِمَّةُ لِعِبَادِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ اِنْقَطَعَتْ مَعَاذِيرُهُمْ، وَ هُمْ لاَ يُمْكِنُهُمْ إِيرَادُ حُجَّةٍ وَ لاَ شُبْهَةٍ، فَجَاءُوا إِلَى أَنْ تَكَاثَرُوا ؛ فَقَالُوا: مَا نَدْرِي مَا نَقُولُ، وَ لَكِنَّا نَقُولُ: إِنَّ اَلْجَنَّةَ خَالِصَةٌ لَنَا مِنْ دُونِكَ يَا مُحَمَّدُ وَ دُونَ عَلِيٍّ، وَ دُونَ أَهْلِ دِينِكَ وَ أُمَّتِكَ، وَ إِنَّا بِكُمْ مُبْتَلَوْنَ مُمْتَحَنُونَ، وَ نَحْنُ أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ اَلْمُخْلِصُونَ، وَ عِبَادُهُ اَلْخَيِّرُونَ، وَ مُسْتَجَابٌ دُعَاؤُنَا، غَيْرُ مَرْدُودٍ عَلَيْنَا شَيْءٌ مِنْ سُؤَالِنَا رَبَّنَا. فَلَمَّا قَالُوا ذَلِكَ، قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قُلْ: يَا مُحَمَّدُ، لِهَؤُلاَءِ اَلْيَهُودِ: إِنْ كٰانَتْ لَكُمُ اَلدّٰارُ اَلْآخِرَةُ اَلْجَنَّةُ وَ نَعِيمُهَا خٰالِصَةً مِنْ دُونِ اَلنّٰاسِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ اَلْأَئِمَّةِ، وَ سَائِرِ اَلْأَصْحَابِ وَ مُؤْمِنِي اَلْأُمَّةِ، وَ أَنَّكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ ذُرِّيَّتِهِ مُمْتَحَنُونَ، وَ أَنَّ دُعَاءَكُمْ مُسْتَجَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ فَتَمَنَّوُا اَلْمَوْتَ لِلْكَاذِبِينَ مِنْكُمْ وَ مِنْ مُخَالِفِيكُمْ. فَإِنَّ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ ذُرِّيَّتَهُمَا يَقُولُونَ: إِنَّهُمْ هُمْ أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ دُونِ اَلنَّاسِ اَلَّذِينَ يُخَالِفُونَهُمْ فِي دِينِهِمْ، وَ هُمُ اَلْمُجَابُ دُعَاؤُهُمْ؛ فَإِنْ كُنْتُمْ يَا مَعْشَرَ اَلْيَهُودِ كَمَا تَزْعُمُونَ ، فَتَمَنَّوُا اَلْمَوْتَ لِلْكَاذِبِينَ مِنْكُمْ وَ مِنْ مُخَالِفِيكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ بِأَنَّكُمْ أَنْتُمُ اَلْمُحِقُّونَ اَلْمُجَابُ دُعَاؤُكُمْ عَلَى مُخَالِفِيكُمْ، فَقُولُوا: اَللَّهُمَّ أَمِتِ اَلْكَاذِبَ مِنَّا وَ مِنْ مُخَالِفِينَا؛ لِيَسْتَرِيحَ مِنْهُ اَلصَّادِقُونَ، وَ لِتَزْدَادَ حُجَّتُكُمْ وُضُوحاً بَعْدَ أَنْ صَحَّتْ وَ وَجَبَتْ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بَعْدَ مَا عَرَضَ هَذَا عَلَيْهِمْ: لاَ يَقُولُهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلاَّ غَصَّ بِرِيقِهِ فَمَاتَ مَكَانَهُ؛ وَ كَانَتِ اَلْيَهُودُ عُلَمَاءَ بِأَنَّهُمْ هُمُ اَلْكَاذِبُونَ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ مُصَدِّقِيهِمَا هُمُ اَلصَّادِقُونَ، فَلَمْ يَجْسُرُوا أَنْ يَدْعُوا بِذَلِكَ، لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّهُمْ إِنْ دَعَوْا فَهُمُ اَلْمَيِّتُونَ. فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: وَ لَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمٰا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ يَعْنِي اَلْيَهُودَ، لَنْ يَتَمَنَّوُا اَلْمَوْتَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ مِنَ اَلْكُفْرِ بِاللَّهِ، وَ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَ نَبِيِّهِ وَ صَفِيِّهِ، وَ بِعَلِيٍّ أَخِي نَبِيِّهُ وَ وَصِيِّهِ، وَ بِالطَّاهِرِينَ مِنَ اَلْأَئِمَّةِ اَلْمُنْتَجَبِينَ.
1,14,2564 / _2 قَالَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «لَمَّا كَاعَتِ اَلْيَهُودُ عَنْ هَذَا اَلتَّمَنِّي، وَ قَطَعَ اَللَّهُ مَعَاذِيرَهُمْ، قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ، وَ هُمْ بِحَضْرَةِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ قَدْ كَاعُوا وَ عَجَزُوا: يَا مُحَمَّدُ ، فَأَنْتَ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ اَلْمُخْلِصُونَ لَكَ مُجَابٌ دُعَاؤُكُمْ، وَ عَلِيٌّ أَخُوكَ وَ وَصِيُّكَ أَفْضَلُهُمْ وَ سَيِّدُهُمْ؟ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : بَلَى. قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، فَإِنْ كَانَ هَذَا كَمَا زَعَمْتَ، فَقُلْ لِعَلِيٍّ يَدْعُو لاِبْنِ رَئِيسِنَا هَذَا، فَقَدْ كَانَ مِنَ اَلشَّبَابِ جَمِيلاً نَبِيلاً وَسِيماً قَسِيماً ، لَحِقَهُ بَرَصٌ وَ جُذَامٌ، وَ قَدْ صَارَ حِمًى لاَ يُقْرَبُ، وَ مَهْجُوراً لاَ يُعَاشَرُ، يَتَنَاوَلُ اَلْخُبْزَ عَلَى أَسِنَّةِ اَلرِّمَاحِ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : اِئْتُونِي بِهِ. فَأُتِيَ بِهِ، فَنَظَرَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَصْحَابُهُ مِنْهُ إِلَى مَنْظَرٍ فَظِيعٍ، سَمِجٍ ، قَبِيحٍ، كَرِيهٍ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : يَا أَبَا حَسَنٍ ، اُدْعُ اَللَّهَ لَهُ بِالْعَافِيَةِ، فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يُجِيبُكَ فِيهِ. فَدَعَا لَهُ. فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنْ دُعَائِهِ إِذَا اَلْفَتَى قَدْ زَالَ عَنْهُ كُلُّ مَكْرُوهٍ، وَ عَادَ إِلَى أَفْضَلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اَلنَّبْلِ وَ اَلْجَمَالِ وَ اَلْوِسَامَةِ وَ اَلْحُسْنِ فِي اَلْمَنْظَرِ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِلْفَتَى: يَا فَتَى آمِنْ بِالَّذِي أَغَاثَكَ مِنْ بَلاَئِكَ. قَالَ اَلْفَتَى: قَدْ آمَنْتُ، وَ حَسُنَ إِيمَانُهُ. فَقَالَ أَبُوهُ: يَا مُحَمَّدُ ، ظَلَمْتَنِي وَ ذَهَبْتَ مِنِّي بِابْنِي، لَيْتَهُ كَانَ أَجْذَمَ وَ أَبْرَصَ كَمَا كَانَ وَ لَمْ يَدْخُلْ فِي دِينِكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ. قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : لَكِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ خَلَّصَهُ مِنْ هَذِهِ اَلْآفَةِ، وَ أَوْجَبَ لَهُ نَعِيمَ اَلْجَنَّةِ . قَالَ أَبُوهُ: يَا مُحَمَّدُ ، مَا كَانَ هَذَا لَكَ وَ لاَ لِصَاحِبِكَ، إِنَّمَا جَاءَ وَقْتُ عَافَيْتِهِ فَعُوفِيَ، وَ إِنْ كَانَ صَاحِبُكَ هَذَا يَعْنِي عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مُجَاباً فِي اَلْخَيْرِ، فَهُوَ أَيْضاً مُجَابٌ فِي اَلشَّرِّ، فَقُلْ لَهُ يَدْعُو عَلَيَّ بِالْجُذَامِ وَ اَلْبَرَصِ، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُنِي، لِيَتَبَيَّنَ لِهَؤُلاَءِ اَلضُّعَفَاءِ اَلَّذِينَ قَدِ اِغْتَرُّوا بِكَ أَنَّ زَوَالَهُ عَنِ اِبْنِي لَمْ يَكُنْ بِدُعَائِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا يَهُودِيُّ ، اِتَّقِ اَللَّهَ، وَ تَهَنَّأْ بِعَافِيَةِ اَللَّهِ إِيَّاكَ، وَ لاَ تَتَعَرَّضْ لِلْبَلاَءِ وَ لِمَا لاَ تُطِيقُهُ، وَ قَابِلِ اَلنِّعْمَةَ بِالشُّكْرِ، فَإِنَّ مَنْ كَفَرَهَا سُلِبَهَا، وَ مَنْ شَكَرَهَا اِمْتَرَى مَزِيدَهَا. فَقَالَ اَلْيَهُودِيُّ : مِنْ شُكْرِ نِعَمِ اَللَّهِ تَكْذِيبُ عَدُوِّ اَللَّهِ اَلْمُفْتَرِي عَلَيْهِ، وَ إِنَّمَا أُرِيدُ بِهَذَا أَنْ أُعَرِّفَ وَلَدِي أَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا قُلْتَ لَهُ وَ اِدَّعَيْتَهُ قَلِيلٌ وَ لاَ كَثِيرٌ، وَ أَنَّ اَلَّذِي أَصَابَهُ مِنْ خَيْرٍ لَمْ يَكُنْ بِدُعَاءِ عَلِيٍّ صَاحِبِكَ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ قَالَ: يَا يَهُودِيُّ ، هَبْكَ قُلْتَ إِنَّ عَافِيَةَ اِبْنِكَ لَمْ تَكُنْ بِدُعَاءِ عَلِيٍّ، وَ إِنَّمَا صَادَفَ دُعَاؤُهُ وَقْتَ مَجِيءِ عَافِيَتِهِ، أَ رَأَيْتَ لَوْ دَعَا عَلَيْكَ عَلِيُّ بِهَذَا اَلْبَلاَءِ اَلَّذِي اِقْتَرَحْتَهُ فَأَصَابَكَ، أَ تَقُولُ: إِنَّ مَا أَصَابَنِي لَمْ يَكُنْ بِدُعَائِهِ، وَ لَكِنْ لِأَنَّهُ صَادَفَ دُعَاؤُهُ وَقْتَ بَلاَئِي؟ فَقَالَ: لاَ أَقُولُ هَذَا، لِأَنَّ هَذَا اِحْتِجَاجٌ مِنِّي عَلَى عَدُوِّ اَللَّهِ فِي دِينِ اَللَّهِ، وَ اِحْتِجَاجٌ مِنْهُ عَلَيَّ، وَ اَللَّهُ أَحْكَمُ مِنْ أَنْ يُجِيبَ إِلَى مِثْلِ هَذَا؛ فَيَكُونَ قَدْ فَتَنَ عِبَادَهُ، وَ دَعَاهُمْ إِلَى تَصْدِيقِ اَلْكَاذِبِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : فَهَذَا فِي دُعَاءِ عَلِيٍّ لاِبْنِكَ كَهُوَ فِي دُعَائِهِ عَلَيْكَ، لاَ يَفْعَلُ اَللَّهُ تَعَالَى مَا يَلْبَسُ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ دِينَهُ، وَ يُصَدِّقُ بِهِ اَلْكَاذِبَ عَلَيْهِ. فَتَحَيَّرَ اَلْيَهُودِيُّ لَمَّا أُبْطِلَتْ عَلَيْهِ شُبْهَتُهُ، وَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، لِيَفْعَلْ عَلِيٌّ هَذَا بِي إِنْ كُنْتَ صَادِقاً. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : يَا أَبَا اَلْحَسَنِ، قَدْ أَبَى اَلْكَافِرُ إِلاَّ عُتُوّاً وَ طُغْيَاناً وَ تَمَرُّداً، فَادْعُ عَلَيْهِ بِمَا اِقْتَرَحَ، وَ قُلْ: اَللَّهُمَّ اِبْتَلِهِ بِبَلاَءِ اِبْنِهِ مِنْ قَبْلُ. فَقَالَهَا، فَأَصَابَ اَلْيَهُودِيَّ دَاءُ ذَلِكَ اَلْغُلاَمِ، مِثْلُ مَا كَانَ فِيهِ اَلْغُلاَمُ مِنَ اَلْجُذَامِ وَ اَلْبَرَصِ، وَ اِسْتَوْلَى عَلَيْهِ اَلْأَلَمُ وَ اَلْبَلاَءُ، وَ جَعَلَ يَصْرَخُ وَ يَسْتَغِيثُ، وَ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ ، قَدْ عَرَفْتُ صِدْقَكَ فَأَقِلْنِي . فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : لَوْ عَلِمَ اَللَّهُ تَعَالَى صِدْقَكَ لَنَجَّاكَ، وَ لَكِنَّهُ عَالِمٌ بِأَنَّكَ لاَ تَخْرُجُ عَنْ هَذَا اَلْحَالِ إِلاَّ اِزْدَدْتَ كُفْراً، وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّهُ إِنْ نَجَّاكَ آمَنْتَ بِهِ لَجَادَ عَلَيْكَ بِالنَّجَاةِ، فَإِنَّهُ اَلْجَوَادُ اَلْكَرِيمُ». ثُمَّ قَالَ: «فَبَقِيَ اَلْيَهُودِيُّ فِي ذَلِكَ اَلدَّاءِ وَ اَلْبَرَصِ أَرْبَعِينَ سَنَةً آيَةً لِلنَّاظِرِينَ، وَ عِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِينَ ، وَ عَلاَمَةً وَ حُجَّةً بَيِّنَةً لِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بَاقِيَةً فِي اَلْغَابِرِينَ، وَ بَقِيَ اِبْنُهُ كَذَلِكَ مُعَافًى صَحِيحَ اَلْأَعْضَاءِ وَ اَلْجَوَارِحِ ثَمَانِينَ سَنَةً عِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِينَ، وَ تَرْغِيباً لِلْكَافِرِينَ فِي اَلْإِيمَانِ، وَ تَزْهِيداً لَهُمْ فِي اَلْكُفْرِ وَ اَلْعِصْيَانِ. وَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حِينَ حَلَّ ذَلِكَ اَلْبَلاَءُ بِالْيَهُودِيِّ بَعْدَ زَوَالِ اَلْبَلاَءِ عَنِ اِبْنِهِ: عِبَادَ اَللَّهِ، إِيَّاكُمْ وَ اَلْكُفْرَ بِنِعَمِ اَللَّهِ، فَإِنَّهُ مَشْئُومٌ عَلَى صَاحِبِهِ، أَلاَ وَ تَقَرَّبُوا إِلَى اَللَّهِ بِالطَّاعَاتِ يُجْزِلْ لَكُمُ اَلْمَثُوبَاتِ، وَ قَصِّرُوا أَعْمَارَكُمْ فِي اَلدُّنْيَا بِالتَّعَرُّضِ لِأَعْدَاءِ اَللَّهِ فِي اَلْجِهَادِ، لِتَنَالُوا طُولَ اَلْأَعْمَارِ فِي اَلْآخِرَةِ، فِي اَلنَّعِيمِ اَلدَّائِمِ اَلْخَالِدِ، وَ اُبْذُلُوا أَمْوَالَكُمْ فِي اَلْحُقُوقِ اَللاَّزِمَةِ لِيَطُولَ غِنَاكُمْ فِي اَلْجَنَّةِ . فَقَامَ أُنَاسٌ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، نَحْنُ ضُعَفَاءُ اَلْأَبْدَانِ، قَلِيلُو اَلْأَمْوَالِ، لاَ نَفِي بِمُجَاهَدَةِ اَلْأَعْدَاءِ، وَ لاَ تَفْضُلُ أَمْوَالُنَا عَنْ نَفَقَاتِ اَلْعِيَالاَتِ، فَمَا ذَا نَصْنَعُ؟ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : أَلاَ فَلْتَكُنْ صَدَقَاتُكُمْ مِنْ قُلُوبِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ. قَالُوا: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ، يَا رَسُولَ اَللَّهِ ؟ قَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَمَّا اَلْقُلُوبُ فَتَقْطَعُونَهَا عَلَى حُبِّ اَللَّهِ، وَ حُبِّ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ، وَ حُبِّ عَلِيٍّ وَلِيِّ اَللَّهِ وَ وَصِيِّ رَسُولِ اَللَّهِ ، وَ حُبِّ اَلْمُنْتَجَبِينَ لِلْقِيَامِ بِدِينِ اَللَّهِ، وَ حُبِّ شِيعَتِهِمْ وَ مُحِبِّيهِمْ، وَ حُبِّ إِخْوَانِكُمُ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَ اَلْكَفِّ عَنِ اِعْتِقَادَاتِ اَلْعَدَاوَةِ وَ اَلشَّحْنَاءِ وَ اَلْبَغْضَاءِ، وَ أَمَّا اَلْأَلْسِنَةُ فَتُطْلِقُونَهَا بِذِكْرِ اَللَّهِ تَعَالَى بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ، فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى بِذَلِكَ يُبْلِغُكُمْ أَفْضَلَ اَلدَّرَجَاتِ، وَ يُنِيلُكُمْ بِهِ اَلْمَرَاتِبَ اَلْعَالِيَاتِ».
قَالَ اَلْإِمَامُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : قَالَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى لَمَّا وَبَّخَ [هَؤُلاَءِ] اَلْيَهُودَ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَطَعَ مَعَاذِيرَهُمْ، وَ أَقَامَ عَلَيْهِمُ اَلْحُجَجَ اَلْوَاضِحَةَ بِأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سَيِّدُ اَلنَّبِيِّينَ وَ خَيْرُ اَلْخَلاَئِقِ أَجْمَعِينَ، وَ أَنَّ عَلِيّاً سَيِّدُ اَلْوَصِيِّينَ، وَ خَيْرُ مَنْ يَخْلُفُهُ بَعْدَهُ فِي اَلْمُسْلِمِينَ ، وَ أَنَّ اَلطَّيِّبِينَ مِنْ آلِهِ هُمُ اَلْقُوَّامُ بِدِينِ اَللَّهِ وَ اَلْأَئِمَّةُ لِعِبَادِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ اِنْقَطَعَتْ مَعَاذِيرُهُمْ وَ هُمْ لاَ يُمْكِنُهُمْ إِيرَادُ حُجَّةٍ وَ لاَ شُبْهَةٍ، فَجَاءُوا إِلَى أَنْ كَابَرُوا، فَقَالُوا: لاَ نَدْرِي مَا تَقُولُ، وَ لَكِنَّا نَقُولُ إِنَّ اَلْجَنَّةَ خَالِصَةٌ لَنَا مِنْ دُونِكَ يَا مُحَمَّدُ وَ دُونِ عَلِيٍّ وَ دُونِ أَهْلِ دِينِكَ وَ أُمَّتِكَ وَ إِنَّا بِكُمْ مُبْتَلَوْنَ [وَ] مُمْتَحَنُونَ، وَ نَحْنُ أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ اَلْمُخْلَصُونَ وَ عِبَادُهُ اَلْخَيِّرُونَ، وَ مُسْتَجَابٌ دُعَاؤُنَا، غَيْرُ مَرْدُودٍ عَلَيْنَا بِشَيْءٍ مِنْ سُؤَالِنَا رَبَّنَا. فَلَمَّا قَالُوا ذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : « قُلْ » يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلاَءِ اَلْيَهُودِ : « إِنْ كٰانَتْ لَكُمُ اَلدّٰارُ اَلْآخِرَةُ » اَلْجَنَّةُ وَ نَعِيمُهَا « خٰالِصَةً مِنْ دُونِ اَلنّٰاسِ » مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ اَلْأَئِمَّةِ ، وَ سَائِرِ اَلْأَصْحَابِ وَ مُؤْمِنِي اَلْأُمَّةِ، وَ أَنَّكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ ذُرِّيَّتِهِ مُمْتَحَنُونَ، وَ أَنَّ دُعَاءَكُمْ مُسْتَجَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ « فَتَمَنَّوُا اَلْمَوْتَ » لِلْكَاذِبِينَ مِنْكُمْ وَ مِنْ مُخَالِفِيكُمْ، فَإِنَّ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ ذَوِيهِمَا يَقُولُونَ: «إِنَّهُمْ هُمْ أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ دُونِ اَلنَّاسِ اَلَّذِينَ يُخَالِفُونَهُمْ فِي دِينِهِمْ، وَ هُمُ اَلْمُجَابُ دُعَاؤُهُمْ» فَإِنْ كُنْتُمْ مَعَاشِرَ اَلْيَهُودِ كَمَا تَدْعُونَ، فَتَمَنَّوُا اَلْمَوْتَ لِلْكَاذِبِينَ مِنْكُمْ وَ مِنْ مُخَالِفِيكُمْ. « إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ » بِأَنَّكُمْ أَنْتُمُ اَلْمُحِقُّونَ، اَلْمُجَابُ دُعَاؤُكُمْ عَلَى مُخَالِفِيكُمْ، فَقُولُوا: «اَللَّهُمَّ أَمِتِ اَلْكَاذِبَ مِنَّا وَ مِنْ مُخَالِفِينَا» لِيَسْتَرِيحَ مِنْهُ اَلصَّادِقُونَ، وَ لِتَزْدَادَ حُجَّتُكُمْ وُضُوحاً بَعْدَ أَنْ قَدْ صَحَّتْ وَ وَجَبَتْ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَعْدَ مَا عَرَضَ هَذَا عَلَيْهِمْ: لاَ يَقُولُهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلاَّ غُصَّ بِرِيقِهِ فَمَاتَ مَكَانَهُ. وَ كَانَتِ اَلْيَهُودُ عُلَمَاءَ بِأَنَّهُمْ هُمُ اَلْكَاذِبُونَ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ مُصَدِّقِيهِمَا هُمُ اَلصَّادِقُونَ، فَلَمْ يَجْسُرُوا أَنْ يَدْعُوا بِذَلِكَ لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّهُمْ إِنْ دَعَوْا فَهُمُ اَلْمَيِّتُونَ. فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: « وَ لَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمٰا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ » يَعْنِي اَلْيَهُودَ لَنْ يَتَمَنَّوُا اَلْمَوْتَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ مِنْ كُفْرِهِمْ بِاللَّهِ، وَ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ وَ نَبِيِّهِ وَ صَفِيِّهِ، وَ بِعَلِيٍّ أَخِي نَبِيِّهِ وَ وَصِيِّهِ وَ بِالطَّاهِرِينَ مِنَ اَلْأَئِمَّةِ اَلْمُنْتَجَبِينَ. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: « وَ اَللّٰهُ عَلِيمٌ بِالظّٰالِمِينَ » اَلْيَهُودِ إِنَّهُمْ لاَ يَجْسُرُونَ أَنْ يَتَمَنَّوُا اَلْمَوْتَ لِلْكَاذِبِ، لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّهُمْ هُمُ اَلْكَاذِبُونَ، وَ لِذَلِكَ آمُرُكَ أَنْ تُبْهِرَهُمْ بِحُجَّتِكَ وَ تَأْمُرَهُمْ أَنْ يَدْعُوا عَلَى اَلْكَاذِبِ، لِيَمْتَنِعُوا مِنَ اَلدُّعَاءِ، وَ يَتَبَيَّنَ لِلضُّعَفَاءِ أَنَّهُمْ هُمُ اَلْكَاذِبُونَ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ « وَ لَتَجِدَنَّهُمْ » يَعْنِي تَجِدَ هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودَ « أَحْرَصَ اَلنّٰاسِ عَلىٰ حَيٰاةٍ » وَ ذَلِكَ لِيَأْسِهِمْ مِنْ نَعِيمِ اَلْآخِرَةِ لاِنْهِمَاكِهِمْ فِي كُفْرِهِمُ اَلَّذِي يَعْلَمُونَ أَنَّهُ لاَ حَظَّ لَهُمْ مَعَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ خَيْرَاتِ اَلْجَنَّةِ . « وَ مِنَ اَلَّذِينَ أَشْرَكُوا » قَالَ [تَعَالَى]: هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودُ « أَحْرَصَ اَلنّٰاسِ عَلىٰ حَيٰاةٍ » وَ أَحْرَصُ « مِنَ اَلَّذِينَ أَشْرَكُوا » عَلَى حَيَاةٍ يَعْنِي اَلْمَجُوسَ لِأَنَّهُمْ لاَ يَرَوْنَ اَلنَّعِيمَ إِلاَّ فِي اَلدُّنْيَا، وَ لاَ يَأْمَلُونَ خَيْراً فِي اَلْآخِرَةِ، فَلِذَلِكَ هُمْ أَشَدُّ اَلنَّاسِ حِرْصاً عَلَى حَيَاةٍ. ثُمَّ وَصَفَ اَلْيَهُودَ فَقَالَ: « يَوَدُّ » يَتَمَنَّى « أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَ مٰا هُوَ » اَلتَّعْمِيرُ أَلْفَ سَنَةٍ « بِمُزَحْزِحِهِ » بِمُبَاعِدِهِ « مِنَ اَلْعَذٰابِ أَنْ يُعَمَّرَ » [تَعْمِيرُهُ] وَ إِنَّمَا قَالَ: « وَ مٰا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ [مِنَ اَلْعَذٰابِ] أَنْ يُعَمَّرَ » وَ لَمْ يَقُلْ وَ مَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ فَقَطْ لِأَنَّهُ لَوْ قَالَ وَ مَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ [مِنَ اَلْعَذَابِ] وَ اَللَّهُ بَصِيرٌ لَكَانَ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ « وَ مٰا هُوَ » يَعْنِي وُدَّهُ وَ تَمَنِّيَهُ « بِمُزَحْزِحِهِ » فَلَمَّا أَرَادَ: وَ مَا تَعْمِيرُهُ، قَالَ: « وَ مٰا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ » ... « أَنْ يُعَمَّرَ » . ثُمَّ قَالَ: « وَ اَللّٰهُ بَصِيرٌ بِمٰا يَعْمَلُونَ » فَعَلَى حَسَبِهِ يُجَازِيهِمْ وَ يَعْدِلُ عَلَيْهِمْ وَ لاَ يَظْلِمُهُمْ.» 295 قَالَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا كَاعَتِ اَلْيَهُودُ عَنْ هَذَا اَلتَّمَنِّي، وَ قَطَعَ اَللَّهُ مَعَاذِيرَهَا، قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ بِحَضْرَةِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَدْ كَاعُوا، وَ عَجَزُوا: يَا مُحَمَّدُ فَأَنْتَ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ اَلْمُخْلِصُونَ لَكَ مُجَابٌ دُعَاؤُكُمْ، وَ عَلِيٌّ أَخُوكَ وَ وَصِيُّكَ أَفْضَلُهُمْ وَ سَيِّدُهُمْ! قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : بَلَى. قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ فَإِنْ كَانَ هَذَا كَمَا زَعَمْتَ، فَقُلْ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَدْعُو اَللَّهَ لاِبْنِ رَئِيسِنَا هَذَا، فَقَدْ كَانَ مِنَ اَلشَّبَابِ جَمِيلاً نَبِيلاً وَسِيماً قَسِيماً، لَحِقَهُ بَرَصٌ وَ جُذَامٌ وَ قَدْ صَارَ حِمًى لاَ يُقْرَبُ، وَ مَهْجُوراً لاَ يُعَاشَرُ، يَتَنَاوَلُ اَلْخُبْزَ عَلَى أَسِنَّةِ اَلرِّمَاحِ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : اِئْتُونِي بِهِ. فَأُتِيَ بِهِ، وَ نَظَرَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَصْحَابُهُ [مِنْهُ] إِلَى مَنْظَرٍ فَظِيعِ، سَمِجٍ، قَبِيحٍ، كَرِيهٍ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا أَبَا حَسَنٍ اُدْعُ اَللَّهَ لَهُ بِالْعَافِيَةِ، فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يُجِيبُكَ فِيهِ. فَدَعَا لَهُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ دُعَائِهِ إِذِ اَلْفَتَى قَدْ زَالَ عَنْهُ كُلُّ مَكْرُوهٍ، وَ عَادَ إِلَى أَفْضَلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اَلنَّبْلِ وَ اَلْجَمَالِ وَ اَلْوَسَامَةِ وَ اَلْحُسْنِ فِي اَلْمَنْظَرِ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِلْفَتَى: [يَا فَتَى] آمِنْ بِالَّذِي أَغَاثَكَ مِنْ بَلاَئِكَ. قَالَ اَلْفَتَى: قَدْ آمَنْتُوَ حَسُنَ إِيمَانُهُ فَقَالَ أَبُوهُ: يَا مُحَمَّدُ ظَلَمْتَنِي وَ ذَهَبْتَ مِنِّي بِابْنِي، لَيْتَهُ كَانَ أَجْذَمَ وَ أَبْرَصَ كَمَا كَانَ وَ لَمْ يَدْخُلْ فِي دِينِكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ. قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : لَكِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ خَلَّصَهُ مِنْ هَذِهِ اَلْآفَةِ، وَ أَوْجَبَ لَهُ نَعِيْمَ اَلْجَنَّةِ . قَالَ أَبُوهُ: يَا مُحَمَّدُ مَا كَانَ هَذَا لَكَ وَ لاَ لِصَاحِبِكَ، إِنَّمَا جَاءَ وَقْتُ عَافِيَتِهِ فَعُوفِيَ وَ إِنْ كَانَ صَاحِبُكَ هَذَا يَعْنِي عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ مُجَاباً فِي اَلْخَيْرِ فَهُوَ أَيْضاً مُجَابٌ فِي اَلشَّرِّ فَقُلْ لَهُ يَدْعُو عَلَيَّ بِالْجُذَامِ وَ اَلْبَرَصِ، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُنِي، لِيَتَبَيَّنَ لِهَؤُلاَءِ اَلضُّعَفَاءِ اَلَّذِينَ قَدِ اِغْتَرُّوا بِكَ أَنَّ زَوَالَهُ عَنِ اِبْنِي لَمْ يَكُنْ بِدُعَائِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا يَهُودِيُّ اِتَّقِ اَللَّهَ، وَ تَهَنَّأْ بِعَافِيَةِ اَللَّهِ إِيَّاكَ، وَ لاَ تَتَعَرَّضْ لِلْبَلاَءِ وَ لِمَا لاَ تُطِيقُهُ، وَ قَابِلِ اَلنِّعْمَةَ بِالشُّكْرِ، فَإِنَّ مَنْ كَفَرَهَا سُلِبَهَا، وَ مَنْ شَكَرَهَا اِمْتَرَى مَزِيدَهَا. فَقَالَ اَلْيَهُودِيُّ : مِنْ شُكْرِ نِعَمِ اَللَّهِ تَكْذِيبُ عَدُوِّ اَللَّهِ اَلْمُفْتَرِي عَلَيْهِ، وَ إِنَّمَا أُرِيدُ بِهَذَا أَنْ أُعَرِّفَ وَلَدِي أَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا قُلْتَ [لَهُ] وَ اِدَّعَيْتَهُ قَلِيلٌ وَ لاَ كَثِيرٌ، وَ أَنَّ اَلَّذِي أَصَابَهُ مِنْ خَيْرٍ لَمْ يَكُنْ بِدُعَاءِ عَلِيٍّ صَاحِبِكَ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَالَ: يَا يَهُودِيُّ هَبْكَ قُلْتَ إِنَّ عَافِيَةَ اِبْنِكَ لَمْ تَكُنْ بِدُعَاءِ عَلِيٍِّّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وَ إِنَّمَا صَادَفَ دُعَاؤُهُ وَقْتَ مَجِيءِ عَافِيَتِهِ، أَ رَأَيْتَ لَوْ دَعَا عَلَيْكَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِهَذَا اَلْبَلاَءِ اَلَّذِي اِقْتَرَحْتَهُ فَأَصَابَكَ، أَ تَقُولُ إِنَّ مَا أَصَابَنِي لَمْ يَكُنْ بِدُعَائِهِ، وَ لَكِنْ لِأَنَّهُ صَادَفَ دُعَاؤُهُ وَقْتَ [مَجِيءِ] بَلاَئِي فَقَالَ: لاَ أَقُولُ هَذَا، لِأَنَّ هَذَا اِحْتِجَاجٌ مِنِّي عَلَى عَدُوِّ اَللَّهِ فِي دِينِ اَللَّهِ، وَ اِحْتِجَاجٌ مِنْهُ عَلَيَّ، وَ اَللَّهُ أَحْكَمُ مِنْ أَنْ يُجِيبَ إِلَى مِثْلِ هَذَا، فَيَكُونَ قَدْ فَتَنَ عِبَادَهُ، وَ دَعَاهُمْ إِلَى تَصْدِيقِ اَلْكَاذِبِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : فَهَذَا فِي دُعَاءِ عَلِيٍّ لاِبْنِكَ كَهُوَ فِي دُعَائِهِ عَلَيْكَ، لاَ يَفْعَلُ اَللَّهُ تَعَالَى مَا يَلْبِسُ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ دِينَهُ، وَ يُصَدِّقُ بِهِ اَلْكَاذِبَ عَلَيْهِ. فَتَحَيَّرَ اَلْيَهُودِيُّ لَمَّا أَبْطَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ شُبْهَتَهُ، وَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ! لِيَفْعَلْ عَلِيٌّ هَذَا بِي إِنْ كُنْتَ صَادِقاً. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : يَا أَبَا اَلْحَسَنِ قَدْ أَبَى اَلْكَافِرُ إِلاَّ عُتُوّاً وَ طُغْيَاناً وَ تَمَرُّداً، فَادْعُ عَلَيْهِ بِمَا اِقْتَرَحَ، وَ قُلِ: اَللَّهُمَّ اِبْتَلِهِ بِبَلاَءِ اِبْنِهِ مِنْ قَبْلُ. فَقَالَهَا، فَأَصَابَ اَلْيَهُودِيَّ دَاءُ ذَلِكَ اَلْغُلاَمِ مِثْلَ مَا كَانَ فِيهِ اَلْغُلاَمُ مِنَ اَلْجُذَامِ وَ اَلْبَرَصِ، وَ اِسْتَوْلَى عَلَيْهِ اَلْأَلَمُ وَ اَلْبَلاَءُ، وَ جَعَلَ يَصْرُخُ وَ يَسْتَغِيثُ وَ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ قَدْ عَرَفْتُ صِدْقَكَ فَأَقِلْنِي . فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : لَوْ عَلِمَ اَللَّهُ صِدْقَكَ لَنَجَّاكَ، وَ لَكِنَّهُ عَالِمٌ بِأَنَّكَ لاَ تَخْرُجُ عَنْ هَذَا اَلْحَالِ إِلاَّ اِزْدَدْتَ كُفْراً، وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّهُ إِنْ نَجَّاكَ آمَنْتَ بِهِ لَجَادَ عَلَيْكَ بِالنَّجَاةِ فَإِنَّهُ اَلْجَوَادُ اَلْكَرِيمُ. قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فَبَقِيَ اَلْيَهُودِيُّ فِي ذَلِكَ اَلدَّاءِ وَ اَلْبَرَصِ أَرْبَعِينَ سَنَةً آيَةً لِلنَّاظِرِينَ وَ عِبْرَةً لِلْمُتَفَكِّرِينَ وَ عَلاَمَةً وَ حُجَّةً بَيِّنَةً لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَاقِيَةً فِي اَلْغَابِرِينَ وَ بَقِيَ اِبْنُهُ كَذَلِكَ مُعَافًى صَحِيحَ اَلْأَعْضَاءِ وَ اَلْجَوَارِحِ ثَمَانِينَ سَنَةً عِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِينَ، وَ تَرْغِيباً لِلْكَافِرِينَ فِي اَلْإِيمَانِ، وَ تَزْهِيداً لَهُمْ فِي اَلْكُفْرِ وَ اَلْعِصْيَانِ. وَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حِينَ حَلَّ ذَلِكَ اَلْبَلاَءُ بِالْيَهُودِيِّ بَعْدَ زَوَالِ اَلْبَلاَءِ عَنِ اِبْنِهِ: عِبَادَ اَللَّهِ إِيَّاكُمْ وَ اَلْكُفْرَ لِنِعَمِ اَللَّهِ: فَإِنَّهُ مَشُومٌ عَلَى صَاحِبِهِ، أَلاَ وَ تَقَرَّبُوا إِلَى اَللَّهِ بِالطَّاعَاتِ يُجْزِلْ لَكُمُ اَلْمَثُوبَاتِ، وَ قَصِّرُوا أَعْمَارَكُمْ فِي اَلدُّنْيَا بِالتَّعَرُّضِ لِأَعْدَاءِ اَللَّهِ فِي اَلْجِهَادِ لِتَنَالُوا طُولَ أَعْمَارِ اَلْآخِرَةِ فِي اَلنَّعِيمِ اَلدَّائِمِ اَلْخَالِدِ، وَ اُبْذُلُوا أَمْوَالَكُمْ فِي اَلْحُقُوقِ اَللاَّزِمَةِ لِيَطُولَ غِنَاكُمْ فِي اَلْجَنَّةِ . فَقَامَ نَاسٌ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ نَحْنُ ضُعَفَاءُ اَلْأَبْدَانِ قَلِيلُو اَلْأَمْوَالِ لاَ نَفِي بِمُجَاهَدَةِ اَلْأَعْدَاءِ، وَ لاَ تَفْضُلُ أَمْوَالُنَا عَنْ نَفَقَاتِ اَلْعِيَالاَتِ، فَمَا ذَا نَصْنَعُ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : أَلاَ فَلْتَكُنْ صَدَقَاتُكُمْ مِنْ قُلُوبِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ. قَالُوا: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَمَّا اَلْقُلُوبُ فَتَقْطَعُونَهَا عَلَى حُبِّ اَللَّهِ، وَ حُبِّ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ، وَ حُبِّ عَلِيٍّ وَلِيِّ اَللَّهِ وَ وَصِيِّ رَسُولِ اَللَّهِ ، وَ حُبِّ اَلْمُنْتَجَبِينَ لِلْقِيَامِ بِدِينِ اَللَّهِ، وَ حُبِّ شِيعَتِهِمْ وَ مُحِبِّيهِمْ، وَ حُبِّ إِخْوَانِكُمُ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَ اَلْكَفِّ عَنِ اِعْتِقَادَاتِ اَلْعَدَاوَةِ وَ اَلشَّحْنَاءِ وَ اَلْبَغْضَاءِ. وَ أَمَّا اَلْأَلْسِنَةُ فَتُطْلِقُونَهَا بِذِكْرِ اَللَّهِ تَعَالَى بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ، فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى بِذَلِكَ يُبَلِّغُكُمْ أَفْضَلَ اَلدَّرَجَاتِ، وَ يُنِيلُكُمْ بِهِ اَلْمَرَاتِبَ اَلْعَالِيَاتِ .
أخرج ابن جرير عن أبى العالية قال قٰالُوا لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاّٰ مَنْ كٰانَ هُوداً أَوْ نَصٰارىٰ و قالوا نَحْنُ أَبْنٰاءُ اَللّٰهِ وَ أَحِبّٰاؤُهُ فانزل الله قُلْ إِنْ كٰانَتْ لَكُمُ اَلدّٰارُ اَلْآخِرَةُ عِنْدَ اَللّٰهِ خٰالِصَةً مِنْ دُونِ اَلنّٰاسِ فَتَمَنَّوُا اَلْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ فلم يفعلوا و أخرج ابن جرير عن قتادة مثله
1)حضرت امام حسن عسكرى عليه السّلام فرمود:حضرت امام حسن مجتبى عليه السّلام فرمود:وقتى خداوند متعال از زبان رسول خود محمّد صلّى اللّه عليه و آله،آن يهوديان را سرزنش كرد و بهانههايشان را برچيد و نشانههاى آشكار خود را بر آنها نمايان كرد تا بدانند محمّد سرور همه پيامبران و برگزيده تمامى بندگان است و على سرور همه اوصيا و بهترين كسى است كه پس از پيامبر به جاى او مىنشينند و پاكان خاندان او برپاكنندگان دين خدا،و امامان بندگان خداوند عز و جل مىباشند و اينگونه راه بهانههاى يهوديان بسته شد و ديگر...
2)حضرت امام حسن مجتبى عليه السّلام فرمود:وقتى يهوديان ترسيدند چنين آرزويى كنند و خداوند بهانههايشان را برچيد،گروهى از آنها ترسان و درمانده در حضور رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله عرض كردند:اى محمّد صلّى اللّه عليه و آله!آيا تو و مؤمنان مخلص تو كه برادرت على عليه السّلام سرور و مهتر ايشان است دعايتان مستجاب مىشود؟رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله فرمود:بله. عرض كردند:اى محمّد!اگر چنين است كه مىپندارى،به على بگو براى پسر رئيس ما دعا كند.او جوانى خوبرو و نجيب و برازنده و نيكاندام بود كه دچار پيسى و جذام...
11 قُلْ : يا محمّد لهؤلاء اليهود القائلين بأن الجنّة خالصة لنا من دونك و دون أهل بيتك و انا مبتلون بكم و ممتحنون و نحن أولياء اللّٰه المخلصون و عباد اللّٰه الخيرون و مستجاب دعاؤنا غير مردود علينا شيء من سؤالنا إِنْ كٰانَتْ لَكُمُ اَلدّٰارُ اَلْآخِرَةُ الجنة و نعيمها عِنْدَ اَللّٰهِ خٰالِصَةً مِنْ دُونِ اَلنّٰاسِ محمد و أهل بيته و مؤمني أمته فَتَمَنَّوُا اَلْمَوْتَ للكاذب منكم و من مخالفيكم فان محمّداً و علياً و ذريتهما يقولون انهم أولياء اللّٰه من دون الناس الذين هم يخالفونهم في دينهم و هو المجاب دعاؤهم فان كنتم معاشر اليهود تدّعون ذلك فقولوا اللّهم امت الكاذب منّا و من مخالفينا ليستريح منا الصادقون و ليزداد حجّتك وضوحاً بعد أن وضحت إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ إنّكم أنتم المحقون المجاب دعاؤكم على مخالفيكم ثمّ قال رسول اللّٰه بعد ما عرض هذا عليهم: لا يقولها أحد منكم الا غصّ بريقه فمات مكانه و كانت اليهود علماء بأنهم الكاذبون و ان محمّداً صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم و أصحابه هم الصادقون فلم يجسروا ان يدعوا به.
1 قال أمير المؤمنين عليه السلام: بما ذا أحببت لقاء ربك قال لما رأيته قد اختار لي دين ملائكته و رسله و أنبيائه علمت بأن الذي أكرمني بهذا ليس ينساني فأحببت لقائه.
16 فِي اَلتَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ، أَنَّ أَوْلِيَاءَ اَللَّهِ يَتَمَنَّوْنَ اَلْمَوْتَ وَ لاَ يُرْهِبُونَهُ.
1,6 [و في كتاب الخصال : عن أبي عبد اللّه عليه السّلام . قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيه عليهما السّلام : أنّ رجلا قام إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فقال: يا أمير المؤمنين ! بما عرفت ربّك؟ قال: بفسخ العزائم. إلى أن قال : فبما ذا أحببت لقاءه؟ قال لمّا رأيته قد اختار لي دين ملائكته و رسله و أنبيائه، علمت بأنّ الّذى أكرمني بهذا ليس ينساني، فأحببت لقاءه.
6,14 عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما السّلام. قال: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله رجل فقال له: مالي لا أحبّ الموت؟ فقال له: أ لك مال؟ قال: نعم. قال: فقدّمته؟ قال: لا. قال: فمن ثمّ لا تحبّ الموت.]
2,1 قال أمير المؤمنين و يعسوب الدّين ، و هو يطوف بين الصّفين في غلالة، فقال ابنه الحسن عليه السّلام : ما هذا بزيّ المحاربين؟ يا بنيّ! إنّ أباك لا يبالي وقع على الموت، أو وقع الموت عليه.
14 و أمّا ما روي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال : «لا يتمنّين أحدكم الموت لضرّ، نزل به. و لكن ليقل: اللّهمّ أحيني ما دامت الحيوة خيرا لي. و توفّني إذا كانت الوفاة، خيرا لي»
1,6 287 فِي كِتَابِ اَلْخِصَالِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : اَنَّ رَجُلاً قَامَ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ بِمَا عَرَفْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: بِفَسْخِ اَلْعَزَائِمِ «إِلَى أَنْ قَالَ» فَبِمَا ذَا أَحْبَبْتَ لِقَاءَهُ؟ قَالَ: لَمَّا رَأَيْتُهُ قَدِ اِخْتَارَ لِي دِينَ مَلاَئِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ أَنْبِيَائِهِ عَلِمْتُ بِأَنَّ اَلَّذِي أَكْرَمَنِي بِهَذَا لَيْسَ يَنْسَانِي فَأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ،
رُوِيَ عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ اَلْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، وَ لَكِنْ لِيَقُلِ اَللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا دَامَتِ اَلْحَيَوةُ خَيْراً لِي، وَ تَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ اَلْوَفَاةُ خَيْراً لِي.
2,1 289 فِي مَجْمَعِ اَلْبَيَانِ : قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ هُوَ يَطُوفُ بَيْنَ اَلصَّفَّيْنِ بِصِفِّينَ فِي غِلاَلَةٍ لَمَّا قَالَ لَهُ اَلْحَسَنُ اِبْنُهُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: مَا هَذَا زِيُّ اَلْحَرْبِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّ أَبَاكَ لاَ يُبَالِي وَقَعَ عَلَى اَلْمَوْتِ أَوْ وَقَعَ اَلْمَوْتُ عَلَيْهِ.
14,6 288 عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ قَالَ: أَتَى اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ مَا لِي لاَ أُحِبُّ اَلْمَوْتَ؟ فَقَالَ لَهُ: أَ لَكَ مَالٌ؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ فَقَدَّمْتَهُ، قَالَ: لاَ قَالَ فَمِنْ ثَمَّ لاَ تُحِبُّ اَلْمَوْتَ.
فی قوله فتمنوا الموت ان کنتم صادقین قال لو تمنوا الموت لشرق احدهم بریقه
فی قوله فتمنوا الموت ان کنتم صادقین قال قال ابن عباس لو تمنی الیهود الموت لماتوا
لو تمنوه یوم قال لهم ذلک ما بقی علی ظهر الارض یهودی الا مات
قال الله لنبیه صلی الله علیه و سلم قل ان کانت لکم الدار الاخره عند الله خالصه من دون الناس فتمنوا الموت ان کنتم صادقین ای ادعوا بالموت علی ای الفریقین اکذب
قوله قل ان کانت لکم الدار الاخره عند الله خالصه من دون الناس و ذلک انهم قالوا لن یدخل الجنه الا من کان هودا او نصاری و قالوا نحن ابناء الله و احباوه فقیل لهم فتمنوا الموت ان کنتم صادقین
قالت الیهود لن یدخل الجنه الا من کان هودا او نصاری و قالوا نحن ابناء الله و احباوه فقال الله قل ان کانت لکم الدار الاخره عند الله خالصه من دون الناس فتمنوا الموت ان کنتم صادقین فلم یفعلوا
قوله قل ان کانت لکم الدار الاخره عند الله خالصه الایه و ذلک بانهم قالوا لن یدخل الجنه الا من کان هودا او نصاری و قالوا نحن ابناء الله و احباوه
قل ان کانت لکم الدار الاخره قال قل یا محمد لهم یعنی الیهود ان کانت لکم الدار الاخره یعنی الخیر عند الله خالصه یقول خاصه لکم
من دون الناس یقول من دون محمد صلی الله علیه و سلم و اصحابه الذین استهزاتم بهم و زعمتم ان الحق فی ایدیکم و ان الدار الاخره لکم دونهم
فتمنوا الموت فسلوا الموت ان کنتم صادقین