سوره
نام سوره
کتاب0
قرن0
مذهب0
نوع0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓمٓ1
ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدࣰى لِّلۡمُتَّقِينَ2
ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ3
وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ4
أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدࣰى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ5
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ6
خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةࣱۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمࣱ7
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ8
يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ9
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ10
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ11
أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ12
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُۗ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَٰكِن لَّا يَعۡلَمُونَ13
وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ14
ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ15
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمۡ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ16
مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسۡتَوۡقَدَ نَارࣰا فَلَمَّآ أَضَآءَتۡ مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِي ظُلُمَٰتࣲ لَّا يُبۡصِرُونَ17
صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيࣱ فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ18
أَوۡ كَصَيِّبࣲ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَٰتࣱ وَرَعۡدࣱ وَبَرۡقࣱ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَٰعِقِ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ وَٱللَّهُ مُحِيطُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ19
يَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ يَخۡطَفُ أَبۡصَٰرَهُمۡۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ20
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ21
ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشࣰا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءࣰ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءࣰ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقࣰا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادࣰا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ22
وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبࣲ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةࣲ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ23
فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ24
وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةࣲ رِّزۡقࣰاۙ قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهࣰاۖ وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجࣱ مُّطَهَّرَةࣱۖ وَهُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ25
إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلࣰا مَّا بَعُوضَةࣰ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلࣰاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرࣰا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرࣰاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ26
ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ27
كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتࣰا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ28
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعࣰا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتࣲۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ29
وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلࣱ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةࣰۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ30
وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَـٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ31
قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ32
قَالَ يَـٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ33
وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ34
وَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ35
فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرࣱّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينࣲ36
فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتࣲ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ37
قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعࣰاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدࣰى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ38
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ39
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّـٰيَ فَٱرۡهَبُونِ40
وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنࣰا قَلِيلࣰا وَإِيَّـٰيَ فَٱتَّقُونِ41
وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ42
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّـٰكِعِينَ43
أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ44
وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ45
ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ46
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَنِّي فَضَّلۡتُكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ47
وَٱتَّقُواْ يَوۡمࣰا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسࣲ شَيۡـࣰٔا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةࣱ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلࣱ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ48
وَإِذۡ نَجَّيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمࣱ49
وَإِذۡ فَرَقۡنَا بِكُمُ ٱلۡبَحۡرَ فَأَنجَيۡنَٰكُمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ50
وَإِذۡ وَٰعَدۡنَا مُوسَىٰٓ أَرۡبَعِينَ لَيۡلَةࣰ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ51
ثُمَّ عَفَوۡنَا عَنكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ52
وَإِذۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡفُرۡقَانَ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ53
وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِنَّكُمۡ ظَلَمۡتُمۡ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلۡعِجۡلَ فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمۡ فَٱقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ عِندَ بَارِئِكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ54
وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةࣰ فَأَخَذَتۡكُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ55
ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ56
وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡغَمَامَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ57
وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُواْ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةَ فَكُلُواْ مِنۡهَا حَيۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدࣰا وَٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدࣰا وَقُولُواْ حِطَّةࣱ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَٰيَٰكُمۡۚ وَسَنَزِيدُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ58
فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ59
وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنࣰاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسࣲ مَّشۡرَبَهُمۡۖ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ60
وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامࣲ وَٰحِدࣲ فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَاۖ قَالَ أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيۡرٌۚ ٱهۡبِطُواْ مِصۡرࣰا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلۡتُمۡۗ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبࣲ مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ61
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحࣰا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ62
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱذۡكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ63
ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ64
وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعۡتَدَوۡاْ مِنكُمۡ فِي ٱلسَّبۡتِ فَقُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِـِٔينَ65
فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلࣰا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَةࣰ لِّلۡمُتَّقِينَ66
وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةࣰۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوࣰاۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ67
قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَۚ قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ لَّا فَارِضࣱ وَلَا بِكۡرٌ عَوَانُۢ بَيۡنَ ذَٰلِكَۖ فَٱفۡعَلُواْ مَا تُؤۡمَرُونَ68
قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوۡنُهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ صَفۡرَآءُ فَاقِعࣱ لَّوۡنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّـٰظِرِينَ69
قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيۡنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ70
قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ لَّا ذَلُولࣱ تُثِيرُ ٱلۡأَرۡضَ وَلَا تَسۡقِي ٱلۡحَرۡثَ مُسَلَّمَةࣱ لَّا شِيَةَ فِيهَاۚ قَالُواْ ٱلۡـَٰٔنَ جِئۡتَ بِٱلۡحَقِّۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ71
وَإِذۡ قَتَلۡتُمۡ نَفۡسࣰا فَٱدَّـٰرَٰٔتُمۡ فِيهَاۖ وَٱللَّهُ مُخۡرِجࣱ مَّا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ72
فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ كَذَٰلِكَ يُحۡيِ ٱللَّهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ73
ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةࣰۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ74
أَفَتَطۡمَعُونَ أَن يُؤۡمِنُواْ لَكُمۡ وَقَدۡ كَانَ فَرِيقࣱ مِّنۡهُمۡ يَسۡمَعُونَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُۥ مِنۢ بَعۡدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ75
وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ76
أَوَلَا يَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ77
وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ78
فَوَيۡلࣱ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنࣰا قَلِيلࣰاۖ فَوَيۡلࣱ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلࣱ لَّهُم مِّمَّا يَكۡسِبُونَ79
وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدࣰا فَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥٓۖ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ80
بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةࣰ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ81
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ82
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانࣰا وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنࣰا وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ83
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ لَا تَسۡفِكُونَ دِمَآءَكُمۡ وَلَا تُخۡرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ ثُمَّ أَقۡرَرۡتُمۡ وَأَنتُمۡ تَشۡهَدُونَ84
ثُمَّ أَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقࣰا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضࣲۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيࣱ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ85
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا بِٱلۡأٓخِرَةِۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ86
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَقَفَّيۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ بِٱلرُّسُلِۖ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقࣰا كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقࣰا تَقۡتُلُونَ87
وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِيلࣰا مَّا يُؤۡمِنُونَ88
وَلَمَّا جَآءَهُمۡ كِتَٰبࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ89
بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبࣲۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابࣱ مُّهِينࣱ90
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَهُمۡۗ قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ91
وَلَقَدۡ جَآءَكُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ92
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱسۡمَعُواْۖ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَأُشۡرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ قُلۡ بِئۡسَمَا يَأۡمُرُكُم بِهِۦٓ إِيمَٰنُكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ93
قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةࣰ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ94
وَلَن يَتَمَنَّوۡهُ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ95
وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةࣲ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةࣲ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن يُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ96
قُلۡ مَن كَانَ عَدُوࣰّا لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَهُدࣰى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ97
مَن كَانَ عَدُوࣰّا لِّلَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوࣱّ لِّلۡكَٰفِرِينَ98
وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتࣲۖ وَمَا يَكۡفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقُونَ99
أَوَكُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهۡدࣰا نَّبَذَهُۥ فَرِيقࣱ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ100
وَلَمَّا جَآءَهُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَهُمۡ نَبَذَ فَرِيقࣱ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ كَأَنَّهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ101
وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةࣱ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقࣲۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ102
وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرࣱۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ103
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقُولُواْ رَٰعِنَا وَقُولُواْ ٱنظُرۡنَا وَٱسۡمَعُواْۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمࣱ104
مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرࣲ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ105
مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرࣲ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرٌ106
أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرٍ107
أَمۡ تُرِيدُونَ أَن تَسۡـَٔلُواْ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ108
وَدَّ كَثِيرࣱ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدࣰا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ109
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرࣲ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرࣱ110
وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ111
بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ112
وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ لَيۡسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَيۡءࣲ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيۡسَتِ ٱلۡيَهُودُ عَلَىٰ شَيۡءࣲ وَهُمۡ يَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ فَٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ113
وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيࣱ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمࣱ114
وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ115
وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدࣰاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ بَل لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ كُلࣱّ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ116
بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرࣰا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ117
وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةࣱۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يُوقِنُونَ118
إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرࣰا وَنَذِيرࣰاۖ وَلَا تُسۡـَٔلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ119
وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِۙ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرٍ120
ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ121
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَنِّي فَضَّلۡتُكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ122
وَٱتَّقُواْ يَوۡمࣰا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسࣲ شَيۡـࣰٔا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلࣱ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةࣱ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ123
وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتࣲ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامࣰاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّـٰلِمِينَ124
وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَيۡتَ مَثَابَةࣰ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنࣰا وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِـۧمَ مُصَلࣰّىۖ وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ125
وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنࣰا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ مَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُم بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُۥ قَلِيلࣰا ثُمَّ أَضۡطَرُّهُۥٓ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ126
وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ127
رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةࣰ مُّسۡلِمَةࣰ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ128
رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ129
وَمَن يَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَٰهِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ130
إِذۡ قَالَ لَهُۥ رَبُّهُۥٓ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ131
وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِـۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ132
أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ حَضَرَ يَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِيۖ قَالُواْ نَعۡبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ إِلَٰهࣰا وَٰحِدࣰا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ133
تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ134
وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِـۧمَ حَنِيفࣰاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ135
قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدࣲ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ136
فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقࣲۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ137
صِبۡغَةَ ٱللَّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةࣰۖ وَنَحۡنُ لَهُۥ عَٰبِدُونَ138
قُلۡ أَتُحَآجُّونَنَا فِي ٱللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ وَلَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُخۡلِصُونَ139
أَمۡ تَقُولُونَ إِنَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ قُلۡ ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللَّهُۗ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ140
تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ141
سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ142
وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدࣰاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِيمࣱ143
قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ144
وَلَئِنۡ أَتَيۡتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةࣲ مَّا تَبِعُواْ قِبۡلَتَكَۚ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعࣲ قِبۡلَتَهُمۡۚ وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعࣲ قِبۡلَةَ بَعۡضࣲۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِۙ إِنَّكَ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ145
ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقࣰا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ146
ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ147
وَلِكُلࣲّ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَاۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ148
وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ وَإِنَّهُۥ لَلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ149
وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ150
كَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِيكُمۡ رَسُولࣰا مِّنكُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ151
فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ152
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ153
وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءࣱ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ154
وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ155
ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةࣱ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ156
أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةࣱۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ157
إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرࣰا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ158
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِۙ أُوْلَـٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ159
إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ160
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةُ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ161
خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ162
وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهࣱ وَٰحِدࣱۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ163
إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءࣲ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةࣲ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ يَعۡقِلُونَ164
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادࣰا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبࣰّا لِّلَّهِۗ وَلَوۡ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِذۡ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعࣰا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعَذَابِ165
إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ166
وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةࣰ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ167
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلࣰا طَيِّبࣰا وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِينٌ168
إِنَّمَا يَأۡمُرُكُم بِٱلسُّوٓءِ وَٱلۡفَحۡشَآءِ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ169
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡـࣰٔا وَلَا يَهۡتَدُونَ170
وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنۡعِقُ بِمَا لَا يَسۡمَعُ إِلَّا دُعَآءࣰ وَنِدَآءࣰۚ صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيࣱ فَهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ171
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ172
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغࣲ وَلَا عَادࣲ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمٌ173
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنࣰا قَلِيلًاۙ أُوْلَـٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ174
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَآ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ175
ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدࣲ176
لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّـٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ177
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰۚ فَمَنۡ عُفِيَ لَهُۥ مِنۡ أَخِيهِ شَيۡءࣱ فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيۡهِ بِإِحۡسَٰنࣲۗ ذَٰلِكَ تَخۡفِيفࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَةࣱۗ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِيمࣱ178
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةࣱ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ179
كُتِبَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ إِن تَرَكَ خَيۡرًا ٱلۡوَصِيَّةُ لِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ180
فَمَنۢ بَدَّلَهُۥ بَعۡدَ مَا سَمِعَهُۥ فَإِنَّمَآ إِثۡمُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ181
فَمَنۡ خَافَ مِن مُّوصࣲ جَنَفًا أَوۡ إِثۡمࣰا فَأَصۡلَحَ بَيۡنَهُمۡ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ182
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ183
أَيَّامࣰا مَّعۡدُودَٰتࣲۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةࣱ طَعَامُ مِسۡكِينࣲۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرࣰا فَهُوَ خَيۡرࣱ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ184
شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ185
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ186
أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسࣱ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسࣱ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ187
وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقࣰا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ188
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ189
وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ190
وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَيۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۚ وَلَا تُقَٰتِلُوهُمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِيهِۖ فَإِن قَٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ191
فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ192
وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةࣱ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَلَا عُدۡوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ193
ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصࣱۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ194
وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ195
وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذࣰى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةࣱ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكࣲۚ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامࣲ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةࣱ كَامِلَةࣱۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ196
ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرࣱ مَّعۡلُومَٰتࣱۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ197
لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلࣰا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتࣲ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ198
ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ199
فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرࣰاۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقࣲ200
وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةࣰ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةࣰ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ201
أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ نَصِيبࣱ مِّمَّا كَسَبُواْۚ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ202
وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامࣲ مَّعۡدُودَٰتࣲۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ203
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ204
وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ205
وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ206
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡرِي نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ207
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةࣰ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِينࣱ208
فَإِن زَلَلۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡكُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ209
هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلࣲ مِّنَ ٱلۡغَمَامِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ210
سَلۡ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۭ بَيِّنَةࣲۗ وَمَن يُبَدِّلۡ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ211
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَيَسۡخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۘ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابࣲ212
كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَٰحِدَةࣰ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمٍ213
أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبࣱ214
يَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرࣲ فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمࣱ215
كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـࣰٔا وَهُوَ خَيۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ216
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالࣲ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالࣱ فِيهِ كَبِيرࣱۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرࣱ فَأُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ217
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ218
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمࣱ كَبِيرࣱ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ219
فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡيَتَٰمَىٰۖ قُلۡ إِصۡلَاحࣱ لَّهُمۡ خَيۡرࣱۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعۡنَتَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ220
وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةࣱ مُّؤۡمِنَةٌ خَيۡرࣱ مِّن مُّشۡرِكَةࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ وَلَعَبۡدࣱ مُّؤۡمِنٌ خَيۡرࣱ مِّن مُّشۡرِكࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡۗ أُوْلَـٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ221
وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذࣰى فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّـٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ222
نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثࣱ لَّكُمۡ فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ وَقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُم مُّلَٰقُوهُۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ223
وَلَا تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةࣰ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ224
لَّا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمࣱ225
لِّلَّذِينَ يُؤۡلُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ تَرَبُّصُ أَرۡبَعَةِ أَشۡهُرࣲۖ فَإِن فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ226
وَإِنۡ عَزَمُواْ ٱلطَّلَٰقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ227
وَٱلۡمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَٰثَةَ قُرُوٓءࣲۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكۡتُمۡنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيٓ أَرۡحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤۡمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنۡ أَرَادُوٓاْ إِصۡلَٰحࣰاۚ وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيۡهِنَّ دَرَجَةࣱۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ228
ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِۖ فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنࣲۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمۡ أَن تَأۡخُذُواْ مِمَّآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ شَيۡـًٔا إِلَّآ أَن يَخَافَآ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَا فِيمَا ٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ229
فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوۡجًا غَيۡرَهُۥۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۗ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوۡمࣲ يَعۡلَمُونَ230
وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعۡرُوفࣲۚ وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارࣰا لِّتَعۡتَدُواْۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوࣰاۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡحِكۡمَةِ يَعِظُكُم بِهِۦۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ231
وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحۡنَ أَزۡوَٰجَهُنَّ إِذَا تَرَٰضَوۡاْ بَيۡنَهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ مِنكُمۡ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ ذَٰلِكُمۡ أَزۡكَىٰ لَكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ232
وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ وَعَلَى ٱلۡمَوۡلُودِ لَهُۥ رِزۡقُهُنَّ وَكِسۡوَتُهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ لَا تُكَلَّفُ نَفۡسٌ إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَا تُضَآرَّ وَٰلِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُودࣱ لَّهُۥ بِوَلَدِهِۦۚ وَعَلَى ٱلۡوَارِثِ مِثۡلُ ذَٰلِكَۗ فَإِنۡ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضࣲ مِّنۡهُمَا وَتَشَاوُرࣲ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَاۗ وَإِنۡ أَرَدتُّمۡ أَن تَسۡتَرۡضِعُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا سَلَّمۡتُم مَّآ ءَاتَيۡتُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرࣱ233
وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجࣰا يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرࣲ وَعَشۡرࣰاۖ فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرࣱ234
وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا عَرَّضۡتُم بِهِۦ مِنۡ خِطۡبَةِ ٱلنِّسَآءِ أَوۡ أَكۡنَنتُمۡ فِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ سَتَذۡكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّآ أَن تَقُولُواْ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰاۚ وَلَا تَعۡزِمُواْ عُقۡدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡكِتَٰبُ أَجَلَهُۥۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمࣱ235
لَّا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِن طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ مَا لَمۡ تَمَسُّوهُنَّ أَوۡ تَفۡرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةࣰۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ مَتَٰعَۢا بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ236
وَإِن طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدۡ فَرَضۡتُمۡ لَهُنَّ فَرِيضَةࣰ فَنِصۡفُ مَا فَرَضۡتُمۡ إِلَّآ أَن يَعۡفُونَ أَوۡ يَعۡفُوَاْ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ وَأَن تَعۡفُوٓاْ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۚ وَلَا تَنسَوُاْ ٱلۡفَضۡلَ بَيۡنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ237
حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ238
فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانࣰاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ239
وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجࣰا وَصِيَّةࣰ لِّأَزۡوَٰجِهِم مَّتَٰعًا إِلَى ٱلۡحَوۡلِ غَيۡرَ إِخۡرَاجࣲۚ فَإِنۡ خَرَجۡنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِي مَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعۡرُوفࣲۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ240
وَلِلۡمُطَلَّقَٰتِ مَتَٰعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ241
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ242
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَهُمۡ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحۡيَٰهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ243
وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ244
مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافࣰا كَثِيرَةࣰۚ وَٱللَّهُ يَقۡبِضُ وَيَبۡصُۜطُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ245
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰٓ إِذۡ قَالُواْ لِنَبِيࣲّ لَّهُمُ ٱبۡعَثۡ لَنَا مَلِكࣰا نُّقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ قَالَ هَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ أَلَّا تُقَٰتِلُواْۖ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدۡ أُخۡرِجۡنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبۡنَآئِنَاۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ تَوَلَّوۡاْ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ246
وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكࣰاۚ قَالُوٓاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَيۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَلَمۡ يُؤۡتَ سَعَةࣰ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ وَزَادَهُۥ بَسۡطَةࣰ فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُۥ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ247
وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ءَايَةَ مُلۡكِهِۦٓ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَبَقِيَّةࣱ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ248
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرࣲ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةࣲ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةࣰ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ249
وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرࣰا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ250
فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ251
تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ252
تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتࣲۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ253
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمࣱ لَّا بَيۡعࣱ فِيهِ وَلَا خُلَّةࣱ وَلَا شَفَٰعَةࣱۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ254
ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ255
لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ256
ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّـٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ257
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ فِي رَبِّهِۦٓ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡيِۦ وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ258
أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةࣲ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامࣲ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمࣲۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِاْئَةَ عَامࣲ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَايَةࣰ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَيۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمࣰاۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ259
وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِيۖ قَالَ فَخُذۡ أَرۡبَعَةࣰ مِّنَ ٱلطَّيۡرِ فَصُرۡهُنَّ إِلَيۡكَ ثُمَّ ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلࣲ مِّنۡهُنَّ جُزۡءࣰا ثُمَّ ٱدۡعُهُنَّ يَأۡتِينَكَ سَعۡيࣰاۚ وَٱعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ260
مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةࣲ مِّاْئَةُ حَبَّةࣲۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ261
ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنࣰّا وَلَآ أَذࣰىۙ لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ262
قَوۡلࣱ مَّعۡرُوفࣱ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرࣱ مِّن صَدَقَةࣲ يَتۡبَعُهَآ أَذࣰىۗ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمࣱ263
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابࣱ فَأَصَابَهُۥ وَابِلࣱ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدࣰاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءࣲ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ264
وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثۡبِيتࣰا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ كَمَثَلِ جَنَّةِۭ بِرَبۡوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلࣱ فَـَٔاتَتۡ أُكُلَهَا ضِعۡفَيۡنِ فَإِن لَّمۡ يُصِبۡهَا وَابِلࣱ فَطَلࣱّۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ265
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةࣱ مِّن نَّخِيلࣲ وَأَعۡنَابࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةࣱ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعۡصَارࣱ فِيهِ نَارࣱ فَٱحۡتَرَقَتۡۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ266
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغۡمِضُواْ فِيهِۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ267
ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغۡفِرَةࣰ مِّنۡهُ وَفَضۡلࣰاۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ268
يُؤۡتِي ٱلۡحِكۡمَةَ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرࣰا كَثِيرࣰاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ269
وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ270
إِن تُبۡدُواْ ٱلصَّدَقَٰتِ فَنِعِمَّا هِيَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيۡرࣱ لَّكُمۡۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّـَٔاتِكُمۡۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرࣱ271
لَّيۡسَ عَلَيۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ فَلِأَنفُسِكُمۡۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ ٱللَّهِۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ272
لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبࣰا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافࣰاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ273
ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ سِرࣰّا وَعَلَانِيَةࣰ فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ274
ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡبَيۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰاْۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ275
يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ276
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ277
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ278
فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ279
وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةࣲ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةࣲۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ280
وَٱتَّقُواْ يَوۡمࣰا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ281
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيۡنٍ إِلَىٰٓ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى فَٱكۡتُبُوهُۚ وَلۡيَكۡتُب بَّيۡنَكُمۡ كَاتِبُۢ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَلَا يَأۡبَ كَاتِبٌ أَن يَكۡتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُۚ فَلۡيَكۡتُبۡ وَلۡيُمۡلِلِ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥ وَلَا يَبۡخَسۡ مِنۡهُ شَيۡـࣰٔاۚ فَإِن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ سَفِيهًا أَوۡ ضَعِيفًا أَوۡ لَا يَسۡتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلۡيُمۡلِلۡ وَلِيُّهُۥ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَٱسۡتَشۡهِدُواْ شَهِيدَيۡنِ مِن رِّجَالِكُمۡۖ فَإِن لَّمۡ يَكُونَا رَجُلَيۡنِ فَرَجُلࣱ وَٱمۡرَأَتَانِ مِمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحۡدَىٰهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡدَىٰهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰۚ وَلَا يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْۚ وَلَا تَسۡـَٔمُوٓاْ أَن تَكۡتُبُوهُ صَغِيرًا أَوۡ كَبِيرًا إِلَىٰٓ أَجَلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقۡوَمُ لِلشَّهَٰدَةِ وَأَدۡنَىٰٓ أَلَّا تَرۡتَابُوٓاْ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً حَاضِرَةࣰ تُدِيرُونَهَا بَيۡنَكُمۡ فَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَلَّا تَكۡتُبُوهَاۗ وَأَشۡهِدُوٓاْ إِذَا تَبَايَعۡتُمۡۚ وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبࣱ وَلَا شَهِيدࣱۚ وَإِن تَفۡعَلُواْ فَإِنَّهُۥ فُسُوقُۢ بِكُمۡۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ282
وَإِن كُنتُمۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ وَلَمۡ تَجِدُواْ كَاتِبࣰا فَرِهَٰنࣱ مَّقۡبُوضَةࣱۖ فَإِنۡ أَمِنَ بَعۡضُكُم بَعۡضࣰا فَلۡيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤۡتُمِنَ أَمَٰنَتَهُۥ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥۗ وَلَا تَكۡتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَۚ وَمَن يَكۡتُمۡهَا فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمࣱ قَلۡبُهُۥۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمࣱ283
لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرٌ284
ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدࣲ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ285
لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرࣰا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ286
ترجمه
تفسیر
حدیث
واژه‌نامه
اعلام و اسما
موضوعات
اعراب قرآن
آیات مرتبط
آیات در کتب
فیلتر بر اساس کتاب
کتاب
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)17
تفسير نور الثقلين12
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور11
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب11
البرهان في تفسير القرآن9
ترجمه تفسیر روایی البرهان9
تفسير الصافي6
التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام4
تفسير العيّاشي1
قرن
قرن دوازدهم41
23
قرن دهم11
قرن سوم4
قرن چهارم1
مذهب
شيعه52
سني28
نوع حدیث
تفسیری79
اسباب نزول1
80 مورد یافت شد
البرهان في تفسير القرآن

24,37,6325 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ‌ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: قُلْتُ لَهُ‌: أَخْبِرْنِي عَنْ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ؟ قَالَ‌: «اَلْكُفْرُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ‌: فَمِنْهَا كُفْرُ اَلْجُحُودِ، وَ اَلْجُحُودُ عَلَى وَجْهَيْنِ‌، وَ اَلْكُفْرُ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ‌، وَ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ‌، وَ كُفْرُ اَلنِّعَمِ‌. فَأَمَّا كُفْرُ اَلْجُحُودِ، فَهُوَ اَلْجُحُودُ بِالرُّبُوبِيَّةِ‌، وَ هُوَ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ‌: لاَ رَبَّ وَ لاَ جَنَّةَ وَ لاَ نَارَ، وَ هُوَ قَوْلُ صِنْفَيْنِ مِنَ‌ اَلزَّنَادِقَةِ‌ يُقَالُ لَهُمُ‌: اَلدَّهْرِيَّةُ‌ ، وَ هُمُ اَلَّذِينَ يَقُولُونَ‌: وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ وَ هُوَ دِينٌ وَضَعُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ‌ بِالاِسْتِحْسَانِ عَلَى غَيْرِ تَثَبُّتٍ مِنْهُمْ‌، وَ لاَ تَحْقِيقٍ لِشَيْ‌ءٍ مِمَّا يَقُولُونَ‌، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ‌ إِنَّ‌ ذَلِكَ كَمَا يَقُولُونَ‌، وَ قَالَ‌: إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ‌ يَعْنِي بِتَوْحِيدِ اَللَّهِ‌ تَعَالَى، فَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ. وَ أَمَّا اَلْوَجْهُ اَلْآخَرُ مِنَ اَلْجُحُودِ عَلَى مَعْرِفَةٍ‌ ، وَ هُوَ أَنْ يَجْحَدَ اَلْجَاحِدُ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ‌، قَدِ اِسْتَقَرَّ عِنْدَهُ‌، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اِسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ‌ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ‌ فَهَذَا تَفْسِيرُ وَجْهَيِ‌ اَلْجُحُودِ. وَ اَلْوَجْهُ اَلثَّالِثُ مِنَ اَلْكُفْرِ كُفْرُ اَلنِّعَمِ‌، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى يَحْكِي قَوْلَ 37سُلَيْمَانَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ ): هٰذٰا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّمٰا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ‌ ، وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ‌: لَئِنْ‌ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذٰابِي لَشَدِيدٌ وَ قَالَ‌: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اُشْكُرُوا لِي وَ لاٰ تَكْفُرُونِ‌ . وَ اَلْوَجْهُ اَلرَّابِعُ مِنَ اَلْكُفْرِ تَرْكُ مَا أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ‌، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِيثٰاقَكُمْ لاٰ تَسْفِكُونَ‌ دِمٰاءَكُمْ وَ لاٰ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيٰارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ‌*`ثُمَّ أَنْتُمْ هٰؤُلاٰءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَ تُخْرِجُونَ‌ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيٰارِهِمْ تَظٰاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَ اَلْعُدْوٰانِ وَ إِنْ يَأْتُوكُمْ أُسٰارىٰ تُفٰادُوهُمْ وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ‌ إِخْرٰاجُهُمْ أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ اَلْكِتٰابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ‌ فَكَفَّرَهُمْ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ‌، وَ نَسَبَهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ وَ لَمْ يَقْبَلْهُ مِنْهُمْ‌، وَ لَمْ يَنْفَعْهُمْ عِنْدَهُ‌، فَقَالَ‌: فَمٰا جَزٰاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنْكُمْ إِلاّٰ خِزْيٌ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يُرَدُّونَ إِلىٰ أَشَدِّ اَلْعَذٰابِ وَ مَا اَللّٰهُ بِغٰافِلٍ عَمّٰا تَعْمَلُونَ‌ . وَ اَلْوَجْهُ اَلْخَامِسُ مِنَ اَلْكُفْرِ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ‌، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَحْكِي قَوْلَ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : كَفَرْنٰا بِكُمْ‌ وَ بَدٰا بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمُ اَلْعَدٰاوَةُ وَ اَلْبَغْضٰاءُ أَبَداً حَتّٰى تُؤْمِنُوا بِاللّٰهِ وَحْدَهُ‌ يَعْنِي تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ‌، وَ قَالَ يَذْكُرُ 1إِبْلِيسَ‌ وَ تَبَرُّءَهُ مِنْ أَوْلِيَائِهِ مِنَ اَلْإِنْسِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ : إِنِّي كَفَرْتُ بِمٰا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ‌ وَ قَالَ‌: إِنَّمَا اِتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ‌ اَللّٰهِ أَوْثٰاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا ثُمَّ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً يَعْنِي يَتَبَرَّأُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ‌».

البرهان في تفسير القرآن

32,14,1,11550 / _1 قَالَ اَلْإِمَامُ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «ذَمَّ اَللَّهُ اَلْيَهُودَ، فَقَالَ‌: وَ لَمّٰا جٰاءَهُمْ‌ يَعْنِي هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودَ اَلَّذِينَ‌ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ‌، وَ إِخْوَانُهُمْ مِنَ اَلْيَهُودِ، جَاءَهُمْ‌ كِتٰابٌ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ‌ اَلْقُرْآنُ‌ مُصَدِّقٌ‌ ذَلِكَ اَلْكِتَابُ‌ لِمٰا مَعَهُمْ‌ مِنَ اَلتَّوْرَاةِ اَلَّتِي بُيِّنَ فِيهَا أَنَّ مُحَمَّداً اَلْأُمِّيَّ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ‌، اَلْمُؤَيَّدَ بِخَيْرِ خَلْقِ اَللَّهِ بَعْدَهُ‌: عَلِيٍّ وَلِيِّ اَللَّهِ‌ وَ كٰانُوا يَعْنِي هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودَ مِنْ قَبْلُ‌ ظُهُورِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِالرِّسَالَةِ‌ يَسْتَفْتِحُونَ‌ يَسْأَلُونَ اَللَّهَ‌ اَلْفَتْحَ وَ اَلظَّفَرَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَ اَلْمُنَاوِئِينَ لَهُمْ‌، وَ كَانَ اَللَّهُ يَفْتَحُ لَهُمْ وَ يَنْصُرُهُمْ‌. قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ‌ جَاءَ هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودَ مٰا عَرَفُوا مِنْ نَعْتِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ صِفَتِهِ‌ كَفَرُوا بِهِ‌ جَحَدُوا نُبُوَّتَهُ حَسَداً لَهُ‌، وَ بَغْياً عَلَيْهِ‌، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ‌ . قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَ رَسُولَهُ بِمَا كَانَ مِنْ إِيمَانِ اَلْيَهُودِ بِمُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) قَبْلَ‌ ظُهُورِهِ‌، وَ مِنِ اِسْتِفْتَاحِهِمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ بِذِكْرِهِ‌، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ‌». قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ كَانَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ اَلْيَهُودَ فِي أَيَّامِ مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ بَعْدَهُ إِذَا دَهَمَهُمْ أَمْرٌ، أَوْ دَهَتْهُمْ دَاهِيَةٌ‌ أَنْ يَدْعُوَا اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ‌، وَ أَنْ يَسْتَنْصِرُوا بِهِمْ‌، وَ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ حَتَّى كَانَتِ اَلْيَهُودُ مِنْ أَهْلِ‌ اَلْمَدِينَةِ قَبْلَ ظُهُورِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِسِنِينَ كَثِيرَةٍ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ‌، فَيَكُفُّونَ اَلْبَلاَءَ وَ اَلدَّهْمَاءَ وَ اَلدَّاهِيَةَ‌. وَ كَانَتِ اَلْيَهُودُ قَبْلَ ظُهُورِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِعَشْرِ سِنِينَ تُعَادِيهِمْ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ قَوْمٌ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ وَ يَقْصِدُونَ أَذَاهُمْ‌، فَكَانُوا يَسْتَدْفِعُونَ شُرُورَهُمْ وَ بَلاَءَهُمْ بِسُؤَالِهِمْ رَبَّهُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ‌، حَتَّى قَصَدَهُمْ فِي بَعْضِ اَلْأَوْقَاتِ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ فِي ثَلاَثَةِ آلاَفِ فَارِسٍ إِلَى بَعْضِ قُرَى اَلْيَهُودِ حَوَالِيَ اَلْمَدِينَةِ‌، فَتَلَقَّاهُمُ اَلْيَهُودُ وَ هُمْ‌ ثَلاَثُمِائَةِ فَارِسٍ‌، وَ دَعَوُا اَللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَهَزَمُوهُمْ وَ قَطَعُوهُمْ‌. فَقَالَتْ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ بَعْضُهُمَا لِبَعْضِهِمْ‌: تَعَالَوْا نَسْتَعِينُ عَلَيْهِمْ بِسَائِرِ اَلقَبَائِلِ‌؛ فَاسْتَعَانُوا عَلَيْهِمْ بِالْقَبَائِلِ‌ وَ أَكْثَرُوا حَتَّى اِجْتَمَعُوا قَدْرَ ثَلاَثِينَ أَلْفاً، وَ قَصَدُوا هَؤُلاَءِ اَلثَّلاَثَمِائَةٍ فِي قَرْيَتِهِمْ‌، فَأَلْجَئُوهُمْ إِلَى بُيُوتِهَا، وَ قَطَعُوا عَنْهَا اَلْمِيَاهَ اَلْجَارِيَةَ اَلَّتِي كَانَتْ تَدْخُلُ إِلَى قُرَاهُمْ‌، وَ مَنَعُوا عَنْهُمُ اَلطَّعَامَ‌، وَ اِسْتَأْمَنَ اَلْيَهُودُ فَلَمْ يَأْمَنُوهُمْ‌، وَ قَالُوا: لاَ، إِلاَّ أَنْ‌ نَقْتُلَكُمْ وَ نَسْبِيَكُمْ وَ نَنْهَبَكُمْ‌. فَقَالَتِ اَلْيَهُودُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ‌: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ فَقَالَ لَهُمْ أَمَاثِلُهُمْ وَ ذَوُو اَلرَّأْيِ مِنْهُمْ‌: أَ مَا أَمَرَ مُوسَى أَسْلاَفَكُمْ وَ مَنْ‌ بَعْدَهُمْ بِالاِسْتِنْصَارِ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ؟ أَ مَا أَمَرَكُمْ بِالاِبْتِهَالِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ اَلشَّدَائِدِ بِهِمْ؟ قَالُوا: بَلَى؛ قَالُوا: فَافْعَلُوا. فَقَالُوا: اَللَّهُمَّ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ لَمَّا سَقَيْتَنَا، فَقَدْ قَطَعَتِ اَلظَّلَمَةُ عَنَّا اَلْمِيَاهَ حَتَّى ضَعُفَ شُبَّانُنَا، وَ تَمَاوَتَ‌ وِلْدَانُنَا، وَ أَشْرَفْنَا عَلَى اَلْهَلَكَةِ‌؛ فَبَعَثَ اَللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ وَابِلاً هَطْلاً سَحّاً ، مَلَأَ حِيَاضَهُمْ وَ آبَارَهُمْ وَ أَنْهَارَهُمْ وَ أَوْعِيَتَهُمْ‌ وَ ظُرُوفَهُمْ‌، فَقَالُوا: هَذِهِ إِحْدَى اَلْحُسْنَيَيْنِ‌؛ ثُمَّ أَشْرَفُوا مِنْ سُطُوحِهِمْ عَلَى اَلْعَسَاكِرِ اَلْمُحِيطَةِ بِهِمْ‌، فَإِذَا اَلْمَطَرُ قَدْ آذَاهُمْ‌ غَايَةَ اَلْأَذَى، وَ أَفْسَدَ أَمْتِعَتَهُمْ وَ أَسْلِحَتَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ‌، فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ لِذَلِكَ بَعْضُهُمْ‌، لِأَنَّ ذَلِكَ اَلْمَطَرَ أَتَاهُمْ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ‌، فِي حَمَارَّةِ اَلْقَيْظِ ، حِينَ لاَ يَكُونُ مَطَرٌ. فَقَالَ اَلْبَاقُونَ مِنَ اَلْعَسَاكِرِ: هَبْكُمْ سُقِيتُمْ‌، فَمِنْ أَيْنَ تَأْكُلُونَ؟ وَ لَئِنِ اِنْصَرَفَ عَنْكُمْ هَؤُلاَءِ‌، فَلَسْنَا نَنْصَرِفُ حَتَّى نَقْهَرَكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَ عِيَالاَتِكُمْ‌، وَ أَهَالِيكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ‌، وَ نَشْفِيَ غَيْظَنَا مِنْكُمْ‌. فَقَالَتِ اَلْيَهُودُ: إِنَّ اَلَّذِي سَقَانَا بِدُعَائِنَا بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُطْعِمَنَا، وَ إِنَّ اَلَّذِي صَرَفَ عَنَّا مَنْ صَرَفَهُ‌، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَصْرِفَ عَنَّا اَلْبَاقِينَ‌. ثُمَّ دَعَوُا اَللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَنْ يُطْعِمَهُمْ‌، فَجَاءَتْ قَافِلَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ قَوَافِلِ اَلطَّعَامِ قَدْرَ أَلْفَيْ جَمَلٍ وَ بَغْلٍ وَ حِمَارٍ مُوقَرَةٍ‌ حِنْطَةً وَ دَقِيقاً، وَ هُمْ لاَ يَشْعُرُونَ بِالْعَسَاكِرِ، فَانْتَهُوا إِلَيْهِمْ وَ هُمْ نِيَامٌ‌، وَ لَمْ يَشْعُرُوا بِهِمْ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى ثَقَّلَ‌ نَوْمَهُمْ حَتَّى دَخَلُوا اَلْقَرْيَةَ‌، وَ لَمْ يَمْنَعُوهُمْ‌، وَ طَرَحُوا أَمْتِعَتَهُمْ وَ بَاعُوهَا مِنْهُمْ فَانْصَرَفُوا وَ بَعُدُوا، وَ تَرَكُوا اَلْعَسَاكِرَ نَائِمَةً لَيْسَ فِي أَهْلِهَا عَيْنٌ تَطْرِفُ‌، فَلَمَّا بَعُدُوا اِنْتَبَهُوا، وَ نَابَذُوا اَلْيَهُودَ اَلْحَرْبَ‌، وَ جَعَلَ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‌: اَلْوَحَى اَلْوَحَى ، فَإِنَّ هَؤُلاَءِ اِشْتَدَّ بِهِمُ اَلْجُوعُ وَ سَيَذِلُّونَ لَنَا. قَالَ لَهُمُ اَلْيَهُودُ: هَيْهَاتَ‌، بَلْ قَدْ أَطْعَمَنَا رَبُّنَا وَ كُنْتُمْ نِيَاماً، جَاءَنَا مِنَ اَلطَّعَامِ كَذَا وَ كَذَا، وَ لَوْ أَرَدْنَا قِتَالَكُمْ‌ فِي حَالِ نَوْمِكُمْ لَتَهَيَّأَ لَنَا، وَ لَكِنَّا كَرِهْنَا اَلْبَغْيَ عَلَيْكُمْ‌، فَانْصَرِفُوا عَنَّا، وَ إِلاَّ دَعَوْنَا عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌، وَ اِسْتَنْصَرْنَا بِهِمْ أَنْ‌ يُخْزِيَكُمْ كَمَا قَدْ أَطْعَمَنَا وَ سَقَانَا؛ فَأَبَوْا إِلاَّ طُغْيَاناً، فَدَعَوُا اَللَّهَ تَعَالَى بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اِسْتَنْصَرُوا بِهِمْ‌، ثُمَّ بَرَزَ اَلثَّلاَثُمِائَةِ إِلَى ثَلاَثِينَ أَلْفاً ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ وَ أَسَرُوا وَ طَحْطَحُوهُمْ‌ ، وَ اِسْتَوْثَقُوا مِنْهُمْ بِأُسَرَائِهِمْ‌، فَكَانَ لاَ يَنَالُهُمْ‌ مَكْرُوهٌ مِنْ‌ جِهَتِهِمْ‌، لِخَوْفِهِمْ عَلَى مَنْ لَهُمْ فِي أَيْدِي اَلْيَهُودِ؛ فَلَمَّا ظَهَرَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حَسَدُوهُ‌، إِذْ كَانَ مِنَ اَلْعَرَبِ‌، فَكَذَّبُوهُ‌. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌): هَذِهِ نُصْرَةُ اَللَّهِ تَعَالَى لِلْيَهُودِ عَلَى اَلْمُشْرِكِينَ بِذِكْرِهِمْ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌، أَلاَ فَاذْكُرُوا يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مُحَمَّداً وَ آلَهُ عِنْدَ نَوَائِبِكُمْ وَ شَدَائِدِكُمْ‌، لِيَنْصُرَ اَللَّهُ بِهِ مَلاَئِكَتَكُمْ عَلَى اَلشَّيَاطِينِ اَلَّذِينَ يَقْصِدُونَكُمْ‌، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَعَهُ مَلَكٌ عَنْ يَمِينِهِ يَكْتُبُ حَسَنَاتِهِ‌، وَ مَلَكٌ عَنْ يَسَارِهِ يَكْتُبُ سَيِّئَاتِهِ‌، وَ مَعَهُ شَيْطَانَانِ مِنْ عِنْدِ إِبْلِيسَ يُغْوِيَانِهِ‌، فَإِذَا وَسْوَسَا فِي قَلْبِهِ‌، ذَكَرَا اَللَّهَ‌، وَ قَالَ‌: لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ‌، وَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ‌؛ خَنَسَ‌ اَلشَّيْطَانَانِ ثُمَّ صَارَا إِلَى إِبْلِيسَ فَشَكَوَاهُ‌، وَ قَالاَ لَهُ‌: قَدْ أَعْيَانَا أَمْرُهُ‌، فَأَمْدِدْنَا بِالْمَرَدَةِ‌؛ فَلاَ يَزَالُ يُمِدُّهُمَا حَتَّى يُمِدَّهُمَا بِأَلْفِ مَارِدٍ فَيَأْتُونَهُ‌، فَكُلَّمَا رَامُوهُ ذَكَرَ اَللَّهَ‌، وَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ لَمْ يَجِدُوا عَلَيْهِ طَرِيقاً وَ لاَ مَنْفَذاً. قَالُوا لِإِبْلِيسَ‌: لَيْسَ لَهُ غَيْرُكَ تُبَاشِرُهُ بِجُنُودِكَ فَتَغْلِبَهُ وَ تُغْوِيَهُ‌، فَيَقْصِدُهُ إِبْلِيسُ بِجُنُودِهِ‌، فَيَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ‌: هَذَا إِبْلِيسُ قَدْ قَصَدَ عَبْدِي فُلاَناً، أَوْ أَمَتِي فُلاَنَةَ بِجُنُودِهِ أَلاَ فَقَاتِلُوهُمْ‌؛ فَيُقَاتِلُهُمْ بِإِزَاءِ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ‌ مِنْهُمْ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ‌، وَ هُمْ عَلَى أَفْرَاسٍ مِنْ نَارٍ، بِأَيْدِيهِمْ سُيُوفٌ مِنْ نَارٍ وَ رِمَاحٌ مِنْ نَارٍ، وَ قِسِيٌّ‌ وَ نَشَاشِيبُ‌ وَ سَكَاكِينُ‌، وَ أَسْلِحَتُهُمْ مِنْ نَارٍ، فَلاَ يَزَالُونَ يُخْرِجُونَهُمْ وَ يَقْتُلُونَهُمْ بِهَا، وَ يَأْسِرُونَ إِبْلِيسَ‌، فَيَضَعُونَ عَلَيْهِ تِلْكَ‌ اَلْأَسْلِحَةَ‌، فَيَقُولُ‌: يَا رَبِّ‌، وَعْدَكَ وَعْدَكَ‌، قَدْ أَجَّلْتَنِي إِلَى يَوْمِ اَلْوَقْتِ اَلْمَعْلُومِ‌. فَيَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ‌: وَعَدْتُهُ أَنْ لاَ أُمِيتَهُ‌، وَ لَمْ أَعِدْهُ أَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِ اَلسِّلاَحَ وَ اَلْعَذَابَ وَ اَلْآلاَمَ‌، اِشْتَفُوا مِنْهُ ضَرْباً بِأَسْلِحَتِكُمْ فَإِنِّي لاَ أُمِيتُهُ‌، فَيُثْخِنُونَهُ بِالْجِرَاحَاتِ‌، ثُمَّ يَدْعُونَهُ‌، فَلاَ يَزَالُ سَخِينَ اَلْعَيْنِ عَلَى نَفْسِهِ وَ أَوْلاَدِهِ‌ اَلْمَقْتُولِينَ‌، وَ لاَ يَنْدَمِلُ شَيْ‌ءٌ مِنْ جِرَاحَاتِهِ إِلاَّ بِسَمَاعِهِ أَصْوَاتَ اَلْمُشْرِكِينَ‌، بِكُفْرِهِمْ‌. فَإِنْ بَقِيَ هَذَا اَلْمُؤْمِنُ عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ وَ ذِكْرِهِ وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌، بَقِيَ عَلَى إِبْلِيسَ تِلْكَ اَلْجِرَاحَاتُ‌، وَ إِنْ‌ زَالَ اَلْعَبْدُ عَنْ ذَلِكَ‌، وَ اِنْهَمَكَ فِي مُخَالَفَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَعَاصِيهِ‌، اِنْدَمَلَتْ جِرَاحَاتُ إِبْلِيسَ‌، ثُمَّ قَوِيَ عَلَى ذَلِكَ‌ اَلْعَبْدِ حَتَّى يُلْجِمَهُ وَ يُسْرِجَ عَلَى ظَهْرِهِ وَ يَرْكَبَهُ‌، ثُمَّ يَنْزِلُ عَنْهُ وَ يُرْكِبُ عَلَى ظَهْرِهِ شَيْطَاناً مِنْ شَيَاطِينِهِ‌، وَ يَقُولُ‌ لِأَصْحَابِهِ‌: أَ مَا تَذْكُرُونَ مَا أَصَابَنَا مِنْ شَأْنِ هَذَا؟ ذَلَّ وَ اِنْقَادَ لَنَا اَلْآنَ حَتَّى صَارَ يَرْكَبُهُ‌ هَذَا. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌): فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تُدِيمُوا عَلَى إِبْلِيسَ سَخِينَةَ‌ عَيْنِهِ وَ أَلَمَ جِرَاحَاتِهِ فَدُومُوا عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ وَ ذِكْرِهِ‌، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌، وَ إِنْ زِلْتُمْ عَنْ ذَلِكَ كُنْتُمْ أُسَرَاءَ إِبْلِيسَ فَيَرْكَبُ أَقْفِيَتَكُمْ بَعْضُ‌ مَرَدَتِهِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

6551 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ‌ . قَالَ‌: «كَانَتِ اَلْيَهُودُ تَجِدُ فِي كُتُبِهَا أَنَّ مُهَاجَرَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَ أُحُدٍ ، فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَ‌ اَلْمَوْضِعَ‌، فَمَرُّوا بِجَبَلٍ يُسَمَّى حَدَداً، فَقَالُوا: حَدَدٌ وَ أُحُدٌ سَوَاءٌ‌؛ فَتَفَرَّقُوا عِنْدَهُ فَنَزَلَ بَعْضُهُمْ بِتَيْمَاءَ‌ ، وَ بَعْضُهُمْ‌ بِفَدَكَ‌ ، وَ بَعْضُهُمْ بِخَيْبَرَ ، فَاشْتَاقَ اَلَّذِينَ بِتَيْمَاءَ‌ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِمْ‌، فَمَرَّ بِهِمْ أَعْرَابِيٌّ مِنْ قَيْسٍ‌ فَتَكَارَوْا مِنْهُ‌، وَ قَالَ‌ لَهُمْ‌: أَمُرُّ بِكُمْ مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَ أُحُدٍ ؟ فَقَالُوا لَهُ‌: إِذَا مَرَرْتَ بِهِمَا فَآذِنَّا بِهِمَا. فَلَمَّا تَوَسَّطَ بِهِمْ أَرْضَ اَلْمَدِينَةِ‌ ، قَالَ لَهُمْ‌: ذَاكَ‌ عَيْرٌ ، وَ هَذَا أُحُدٌ ؛ فَنَزَلُوا عَنْ ظَهْرِ إِبِلِهِ‌، وَ قَالُوا: قَدْ أَصَبْنَا بُغْيَتَنَا فَلاَ حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ‌، فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ‌. فَكَتَبُوا إِلَى إِخْوَانِهِمُ اَلَّذِينَ بِفَدَكَ‌ وَ خَيْبَرَ : أَنَّا قَدْ أَصَبْنَا اَلْمَوْضِعَ فَهَلُمُّوا إِلَيْنَا. فَكَتَبُوا إِلَيْهِمْ‌: أَنَّا قَدِ اِسْتَقَرَّتْ بِنَا اَلدَّارُ وَ اِتَّخَذْنَا اَلْأَمْوَالَ وَ مَا أَقْرَبَنَا مِنْكُمْ‌، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَمَا أَسْرَعَنَا إِلَيْكُمْ‌! فَاتَّخَذُوا بِأَرْضِ اَلْمَدِينَةِ‌ اَلْأَمْوَالَ‌، فَلَمَّا كَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ بَلَغَ تُبَّعَ‌ فَغَزَاهُمْ‌، فَتَحَصَّنُوا مِنْهُ فَحَاصَرَهُمْ‌، وَ كَانُوا يَرِقُّونَ لِضُعَفَاءِ أَصْحَابِ تُبَّعٍ‌ ، فَيُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِاللَّيْلِ‌ اَلتَّمْرَ وَ اَلشَّعِيرَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ تُبَّعَ‌ فَرَقَّ لَهُمْ وَ آمَنَهُمْ فَنَزَلُوا إِلَيْهِ‌، فَقَالَ لَهُمْ‌: إِنِّي قَدِ اِسْتَطَبْتُ بِلاَدَكُمْ‌، وَ لاَ أَرَانِي إِلاَّ مُقِيماً فِيكُمْ‌. فَقَالُوا: إِنَّهُ لَيْسَ ذَاكَ لَكَ‌، إِنَّهَا مُهَاجَرُ نَبِيٍّ‌، وَ لَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ‌. فَقَالَ لَهُمْ‌: إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمْ مِنْ أُسْرَتِي مَنْ إِذَا كَانَ ذَلِكَ يُسَاعِدُهُ وَ يَنْصُرُهُ‌ ؛ فَخَلَّفَ حَيَّيْنِ‌: اَلْأَوْسَ‌ ، وَ اَلْخَزْرَجَ‌ . فَلَمَّا كَثُرُوا بِهَا كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ أَمْوَالَ اَلْيَهُودِ ، وَ كَانَتِ اَلْيَهُودُ تَقُولُ لَهُمْ‌: أَمَا لَوْ قَدْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ لَنُخْرِجَنَّكُمْ‌ مِنْ دِيَارِنَا وَ أَمْوَالِنَا؛ فَلَمَّا بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) آمَنَتْ بِهِ اَلْأَنْصَارُ ، وَ كَفَرَتْ بِهِ اَلْيَهُودُ ، وَ هُوَ قَوْلُ‌ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ‌ .

البرهان في تفسير القرآن

6552 / _3 وَ عَنْهُ‌ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ‌: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَنْ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ‌ ؟ قَالَ‌: «كَانَ قَوْمٌ فِيمَا بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَ 44عِيسَى (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمَا)، كَانُوا يَتَوَعَّدُونَ أَهْلَ اَلْأَصْنَامِ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ يَقُولُونَ‌: لَيَخْرُجَنَّ نَبِيٌّ‌، وَ لَيَكْسِرَنَّ أَصْنَامَكُمْ‌، وَ لَيَفْعَلَنَّ بِكُمْ مَا يَفْعَلَنَّ‌؛ فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) كَفَرُوا بِهِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

5553 / _4 اَلْعَيَّاشِيُّ‌ : عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ‌: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَنْ هَذِهِ اَلْآيَةِ‌، عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ‌: فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ‌ . قَالَ‌: «تَفْسِيرُهَا فِي اَلْبَاطِنِ‌: لَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا فِي عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) كَفَرُوا بِهِ‌، فَقَالَ اَللَّهُ فِيهِمْ‌: فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ‌ فِي بَاطِنِ اَلْقُرْآنِ‌ ». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ‌ ، هُمُ اَلْكَافِرُونَ فِي بَاطِنِ اَلْقُرْآنِ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

6684 / _2 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ فِي اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّصَارَى ، يَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ‌ اَلْكِتٰابَ‌ يَعْنِي اَلتَّوْرَاةَ‌ وَ اَلْإِنْجِيلَ‌ يَعْرِفُونَهُ‌ يَعْنِي يَعْرِفُونَ رَسُولَ اَللَّهِ‌ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمْ‌ لِأَنَّ‌ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ فِي اَلتَّوْرَاةِ‌ وَ اَلْإِنْجِيلِ‌ وَ اَلزَّبُورِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ صِفَةَ أَصْحَابِهِ‌ وَ مُهَاجَرَتِهِ‌ ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ تَعَالَى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ‌ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ‌ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ‌ وَ هَذِهِ صِفَةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي اَلتَّوْرَاةِ‌ [وَ اَلْإِنْجِيلِ‌ ] وَ صِفَةُ أَصْحَابِهِ‌ ، فَلَمَّا بَعَثَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَفَهُ أَهْلُ‌ اَلْكِتَابِ‌ ، كَمَا قَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ‌: فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

63432 / _1 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ فِي اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّصَارَى ، يَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ اَلْكِتٰابَ‌ [يَعْنِي اَلتَّوْرَاةَ‌ وَ اَلْإِنْجِيلَ‌ ] يَعْرِفُونَهُ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمُ‌ يَعْنِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لِأَنَّ اَللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ قَدْ أَنْزَلَ‌ عَلَيْهِمْ فِي اَلتَّوْرَاةِ‌ وَ اَلْإِنْجِيلِ‌ وَ اَلزَّبُورِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ صِفَةَ أَصْحَابِهِ‌ وَ مَبْعَثَهُ وَ مُهَاجَرَهُ‌، وَ هُوَ قَوْلُهُ‌: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ‌ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ‌ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ‌ فَهَذِهِ صِفَةُ‌ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ صِفَةُ أَصْحَابِهِ‌ فِي اَلتَّوْرَاةِ‌ وَ اَلْإِنْجِيلِ‌ ، فَلَمَّا بَعَثَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَفَهُ أَهْلُ اَلْكِتَابِ‌ كَمَا قَالَ‌ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

67978 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ‌ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: قُلْتُ لَهُ‌: أَخْبِرْنِي عَنْ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌. قَالَ‌: «اَلْكُفْرُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ‌: فَمِنْهَا كُفْرُ اَلْجُحُودِ، وَ اَلْجُحُودُ عَلَى وَجْهَيْنِ‌، وَ اَلْكُفْرُ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ‌، وَ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ‌، وَ كُفْرُ اَلنِّعَمِ‌، فَأَمَّا كُفْرُ اَلْجُحُودِ: فَهُوَ اَلْجُحُودُ بِالرُّبُوبِيَّةِ‌، وَ هُوَ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ‌: لاَ رَبَّ‌، وَ لاَ جَنَّةَ‌ ، وَ لاَ نَارَ، وَ هُوَ قَوْلُ صِنْفَيْنِ مِنَ اَلزَّنَادِقَةِ‌ ، يُقَالُ لَهُمُ‌: اَلدَّهْرِيَّةُ‌ ، وَ هُمُ اَلَّذِينَ يَقُولُونَ‌: وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ ، وَ هُوَ دِينٌ وَضَعُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ‌، بِالاِسْتِحْسَانِ‌، عَلَى غَيْرِ تَثَبُّتٍ مِنْهُمْ وَ لاَ تَحْقِيقٍ لِشَيْ‌ءٍ مِمَّا يَقُولُونَ‌. قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ‌ 2 «3» ، إِنَّ ذَلِكَ كَمَا يَقُولُونَ‌، وَ قَالَ‌: إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ‌ ، يَعْنِي بِتَوْحِيدِ اَللَّهِ تَعَالَى، فَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ. وَ أَمَّا اَلْوَجْهُ اَلْآخَرُ مِنَ اَلْجُحُودِ عَلَى مَعْرِفَةٍ‌ ، وَ هُوَ أَنْ يَجْحَدَ اَلْجَاحِدُ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ قَدِ اِسْتَقَرَّ عِنْدَهُ‌، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اِسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا ، وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ‌ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ‌ ، فَهَذَا تَفْسِيرُ وَجْهَيِ‌ اَلْجُحُودِ».

البرهان في تفسير القرآن

69930 / _4 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ فِي اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّصَارَى ، يَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ اَلْكِتٰابَ‌ يَعْرِفُونَهُ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمْ‌ ، يَعْنِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ فِي اَلتَّوْرَاةِ‌ وَ اَلْإِنْجِيلِ‌ وَ اَلزَّبُورِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ صِفَةَ أَصْحَابِهِ‌ ، وَ مَبْعَثَهُ وَ مُهَاجَرَهُ‌، وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ‌ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ‌ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ‌ ، فَهَذِهِ صِفَةُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ صِفَةُ أَصْحَابِهِ‌ فِي اَلتَّوْرَاةِ‌ وَ اَلْإِنْجِيلِ‌ ، فَلَمَّا بَعَثَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌، عَرَفَهُ أَهْلُ اَلْكِتَابِ‌ ، كَمَا قَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ‌».

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

11268 قَالَ‌ اَلْإِمَامُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : ذَمَّ اَللَّهُ تَعَالَى اَلْيَهُودَ فَقَالَ‌: « وَ لَمّٰا جٰاءَهُمْ‌ » يَعْنِي هَؤُلاَءِ‌ اَلْيَهُودَ اَلَّذِينَ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ وَ إِخْوَانَهُمْ مِنَ‌ اَلْيَهُودِ ، جَاءَهُمْ‌ « كِتٰابٌ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ‌ » اَلْقُرْآنُ‌ « مُصَدِّقٌ‌ » ذَلِكَ اَلْكِتَابُ‌ « لِمٰا مَعَهُمْ‌ » مِنَ‌ اَلتَّوْرَاةِ‌ اَلَّتِي بُيِّنَ فِيهَا أَنَّ‌ مُحَمَّداً اَلْأُمِّيَّ‌ مِنْ وُلْدِ 26إِسْمَاعِيلَ‌ ، اَلْمُؤَيَّدُ بِخَيْرِ خَلْقِ اَللَّهِ بَعْدَهُ‌: عَلِيٍّ‌ وَلِيِّ اَللَّهِ‌. « وَ كٰانُوا » يَعْنِي هَؤُلاَءِ‌ اَلْيَهُودَ « مِنْ قَبْلُ‌ » ظُهُورِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِالرِّسَالَةِ‌ « يَسْتَفْتِحُونَ‌ » يَسْأَلُونَ اَللَّهَ اَلْفَتْحَ وَ اَلظَّفَرَ « عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا » مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَ اَلْمُنَاوِينَ‌ لَهُمْ‌، فَكَانَ اَللَّهُ يَفْتَحُ لَهُمْ وَ يَنْصُرُهُمْ‌. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: « فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ‌ » جَاءَ هَؤُلاَءِ‌ اَلْيَهُودَ « مٰا عَرَفُوا » مِنْ نَعْتِ‌ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ صِفَتِهِ‌ « كَفَرُوا بِهِ‌ » وَ جَحَدُوا نُبُوَّتَهُ حَسَداً لَهُ وَ بَغْياً عَلَيْهِ‌. قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: « فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ‌ » .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

269 قَالَ‌ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَ رَسُولَهُ‌ بِمَا كَانَ مِنْ إِيمَانِ‌ اَلْيَهُودِ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ قَبْلَ ظُهُورِهِ‌، وَ مِنِ اِسْتِفْتَاحِهِمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ بِذِكْرِهِ‌، وَ اَلصَّلاَةِ‌ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ‌ . قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌: وَ كَانَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ اَلْيَهُودَ فِي أَيَّامِ‌ 32مُوسَى وَ بَعْدَهُ إِذَا دَهَمَهُمْ أَمْرٌ، وَ دَهَتْهُمْ‌ دَاهِيَةٌ أَنْ يَدْعُوا اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ‌ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ اَلطَّيِّبِينَ‌، وَ أَنْ يَسْتَنْصِرُوا بِهِمْ‌، وَ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ حَتَّى كَانَتِ‌ اَلْيَهُودُ مِنْ‌ أَهْلِ‌ اَلْمَدِينَةِ‌ قَبْلَ‌ ظُهُورِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِسِنِينَ كَثِيرَةٍ‌ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ‌، فَيُكْفَوْنَ‌ اَلْبَلاَءَ وَ اَلدَّهْمَاءَ وَ اَلدَّاهِيَةَ‌. وَ كَانَتِ‌ اَلْيَهُودُ قَبْلَ‌ ظُهُورِ مُحَمَّدٍ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِعَشْرِ سِنِينَ‌ يُعَادِيهِمْ‌ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ قَوْمٌ مِنَ‌ اَلْمُشْرِكِينَ‌ وَ يَقْصِدُونَ أَذَاهُمْ‌، وَ كَانُوا يَسْتَدْفِعُونَ شُرُورَهُمْ وَ بَلاَءَهُمْ بِسُؤَالِهِمْ‌ رَبَّهُمْ‌ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ اَلطَّيِّبِينَ‌، حَتَّى قَصَدَهُمْ فِي بَعْضِ اَلْأَوْقَاتِ‌ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ‌ فِي ثَلاَثَةِ‌ آلاَفِ فَارِسٍ إِلَى بَعْضِ قُرَى اَلْيَهُودِ حَوَالَيِ‌ اَلْمَدِينَةِ‌ ، فَتَلَقَّاهُمُ‌ اَلْيَهُودُ وَ هُمْ ثَلاَثُمِائَةِ‌ فَارِسٍ‌، وَ دَعَوُا اَللَّهَ‌ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ اَلطَّيِّبِينَ اَلطَّاهِرِينَ فَهَزَمُوهُمْ وَ قَطَعُوهُمْ‌. فَقَالَ‌ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ‌: تَعَالَوْا نَسْتَعِينُ عَلَيْهِمْ بِسَائِرِ اَلقَبَائِلِ‌. فَاسْتَعَانُوا عَلَيْهِمْ بِالْقَبَائِلِ وَ أَكْثَرُوا حَتَّى اِجْتَمَعُوا قَدْرَ ثَلاَثِينَ أَلْفاً، وَ قَصَدُوا هَؤُلاَءِ اَلثَّلاَثَمِائَةٍ فِي قَرْيَتِهِمْ‌، فَأَلْجَئُوهُمْ إِلَى بُيُوتِهَا وَ قَطَعُوا عَنْهَا اَلْمِيَاهَ اَلْجَارِيَةَ اَلَّتِي كَانَتْ تَدْخُلُ إِلَى قُرَاهُمْ‌، وَ مَنَعُوا عَنْهُمُ اَلطَّعَامَ‌، وَ اِسْتَأْمَنَ‌ اَلْيَهُودُ مِنْهُمْ فَلَمْ يُؤْمِنُوهُمْ‌، وَ قَالُوا: لاَ، إِلاَّ أَنْ‌ نَقْتُلَكُمْ وَ نَسْبِيَكُمْ وَ نَنْهَبَكُمْ‌. فَقَالَتِ‌ اَلْيَهُودُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ‌: كَيْفَ نَصْنَعُ‌ فَقَالَ لَهُمْ أَمَاثِلُهُمْ وَ ذَوُو اَلرَّأْيِ مِنْهُمْ‌: أَ مَا أَمَرَ 32مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَسْلاَفَكُمْ وَ مَنْ بَعْدَهُمْ‌ بِالاِسْتِنْصَارِ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ أَ مَا أَمَرَكُمْ بِالاِبْتِهَالِ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ اَلشَّدَائِدِ بِهِمْ‌ قَالُوا: بَلَى. قَالُوا: فَافْعَلُوا. فَقَالُوا: اَللَّهُمَّ بِجَاهِ‌ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ اَلطَّيِّبِينَ لَمَّا سَقَيْتَنَا، فَقَدْ قَطَعَتِ اَلظَّلَمَةُ عَنَّا اَلْمِيَاهَ‌ حَتَّى ضَعُفَ شُبَّانُنَا، وَ تَمَاوَتَتْ‌ وِلْدَانُنَا، وَ أَشْرَفْنَا عَلَى اَلْهَلَكَةِ‌. فَبَعَثَ اَللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ وَابِلاً هَطْلاً سَحّاً أَمْلَأَ حِيَاضَهُمْ وَ آبَارَهُمْ وَ أَنْهَارَهُمْ‌ وَ أَوْعِيَتَهُمْ وَ ظُرُوفَهُمْ فَقَالُوا: هَذِهِ إِحْدَى اَلْحُسْنَيَيْنِ‌. ثُمَّ أَشْرَفُوا مِنْ سُطُوحِهِمْ عَلَى اَلْعَسَاكِرِ اَلْمُحِيطَةِ بِهِمْ‌، فَإِذَا اَلْمَطَرُ قَدْ آذَاهُمْ غَايَةَ اَلْأَذَى وَ أَفْسَدَ [عَلَيْهِمْ‌] أَمْتِعَتَهُمْ وَ أَسْلِحَتَهُمْ‌ وَ أَمْوَالَهُمْ‌. فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ لِذَلِكَ بَعْضُهُمْ‌، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَلْمَطَرَ أَتَاهُمْ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ فِي حَمَارَّةِ‌ اَلْقَيْظِ حِينَ لاَ يَكُونُ مَطَرٌ فَقَالَ اَلْبَاقُونَ مِنَ اَلْعَسَاكِرِ: هَبْكُمْ سُقِيتُمْ فَمِنْ أَيْنَ تَأْكُلُونَ‌ وَ لَئِنِ اِنْصَرَفَ عَنْكُمْ هَؤُلاَءِ فَلَسْنَا نَنْصَرِفُ حَتَّى نَقْهَرَكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَ عِيَالاَتِكُمْ‌ وَ أَهَالِيكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ‌، وَ نَشْفِي غَيْظَنَا مِنْكُمْ‌. فَقَالَتِ‌ اَلْيَهُودُ : إِنَّ اَلَّذِي سَقَانَا بِدُعَائِنَا بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُطْعِمَنَا، وَ إِنَّ‌ اَلَّذِي صَرَفَ عَنَّا مَنْ صَرَفَهُ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَصْرِفَ اَلْبَاقِينَ‌. ثُمَّ دَعَوُا اَللَّهَ‌ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ أَنْ يُطْعِمَهُمْ‌. فَجَاءَتْ قَافِلَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ قَوَافِلِ اَلطَّعَامِ قَدْرَ أَلْفَيْ جَمَلٍ وَ بَغْلٍ وَ حِمَارٍ مُوقَرَةٍ‌ حِنْطَةً‌ وَ دَقِيقاً، وَ هُمْ لاَ يَشْعُرُونَ بِالْعَسَاكِرِ فَانْتَهَوْا إِلَيْهِمْ وَ هُمْ نِيَامٌ‌، وَ لَمْ يَشْعُرُوا بِهِمْ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى ثَقَّلَ نَوْمَهُمْ حَتَّى دَخَلُوا اَلْقَرْيَةَ‌، وَ لَمْ يَمْنَعُوهُمْ‌، وَ طَرَحُوا فِيهَا أَمْتِعَتَهُمْ وَ بَاعُوهَا مِنْهُمْ‌ فَانْصَرَفُوا وَ أَبْعَدُوا، وَ تَرَكُوا اَلْعَسَاكِرَ نَائِمَةً لَيْسَ فِي أَهْلِهَا عَيْنٌ تَطْرِفُ‌، فَلَمَّا أَبْعَدُوا اِنْتَبَهُوا، وَ نَابَذُوا اَلْيَهُودَ اَلْحَرْبَ‌، وَ جَعَلَ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‌: اَلْوَحَا، اَلْوَحَا فَإِنَّ هَؤُلاَءِ اِشْتَدَّ بِهِمُ اَلْجُوعُ وَ سَيَذِلُّونَ لَنَا. قَالَ لَهُمُ‌ اَلْيَهُودُ : هَيْهَاتَ بَلْ قَدْ أَطْعَمَنَا رَبُّنَا وَ كُنْتُمْ نِيَاماً: جَاءَنَا مِنَ اَلطَّعَامِ كَذَا وَ كَذَا، وَ لَوْ أَرَدْنَا قِتَالَكُمْ‌ فِي حَالِ نَوْمِكُمْ لَتَهَيَّأَ لَنَا وَ لَكِنَّا كَرِهْنَا اَلْبَغْيَ عَلَيْكُمْ‌، فَانْصَرِفُوا عَنَّا وَ إِلاَّ دَعَوْنَا عَلَيْكُمْ‌ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ ، وَ اِسْتَنْصَرْنَا بِهِمْ أَنْ يُخْزِيَكُمْ‌ كَمَا قَدْ أَطْعَمَنَا وَ أَسْقَانَا. فَأَبَوْا إِلاَّ طُغْيَاناً فَدَعَوُا اَللَّهَ‌ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ وَ اِسْتَنْصَرُوا بِهِمْ‌. ثُمَّ بَرَزَ اَلثَّلاَثُمِائَةِ إِلَى (اَلنَّاسِ لِلِّقَاءِ‌) فَقَتَلُوا مِنْهُمْ وَ أَسَرُوا، وَ طَحْطَحُوهُمْ‌ وَ اِسْتَوْثَقُوا مِنْهُمْ بِأُسَرَائِهِمْ‌، فَكَانُوا لاَ يَنْدَاهُمْ‌ مَكْرُوهٌ مِنْ جِهَتِهِمْ لِخَوْفِهِمْ عَلَى مَنْ لَهُمْ‌ فِي أَيْدِي اَلْيَهُودِ . فَلَمَّا ظَهَرَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ حَسَدُوهُ‌، إِذْ كَانَ مِنَ‌ اَلْعَرَبِ‌ ، فَكَذَّبُوهُ‌. .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

14270 ثُمَّ قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ‌ : هَذِهِ نُصْرَةُ اَللَّهِ تَعَالَى لِلْيَهُودِ عَلَى اَلْمُشْرِكِينَ‌ بِذِكْرِهِمْ‌ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ . أَلاَ فَاذْكُرُوا يَا أُمَّةَ‌ مُحَمَّدٍ ، مُحَمَّداً وَ آلَهُ‌ عِنْدَ نَوَائِبِكُمْ وَ شَدَائِدِكُمْ لِيَنْصُرَ اَللَّهُ بِهِ‌ مَلاَئِكَتَكُمْ عَلَى اَلشَّيَاطِينِ اَلَّذِينَ يَقْصِدُونَكُمْ‌. فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَعَهُ مَلَكٌ عَنْ يَمِينِهِ يَكْتُبُ حَسَنَاتِهِ‌، وَ مَلَكٌ عَنْ يَسَارِهِ يَكْتُبُ‌ سَيِّئَاتِهِ‌، وَ مَعَهُ شَيْطَانَانِ مِنْ عِنْدِ 1إِبْلِيسَ‌ يُغْوِيَانِهِ‌، فَإِذَا وَسْوَسَا فِي قَلْبِهِ‌، ذَكَرَ اَللَّهَ وَ قَالَ‌: لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ‌، وَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ اَلطَّيِّبِينَ‌، خَنَسَ‌ اَلشَّيْطَانَانِ ثُمَّ صَارَا إِلَى 1إِبْلِيسَ‌ فَشَكَوَاهُ وَ قَالاَ لَهُ‌: قَدْ أَعْيَانَا أَمْرُهُ‌، فَأَمْدِدْنَا بِالْمَرَدَةِ‌. فَلاَ يَزَالُ يُمِدُّهُمَا حَتَّى يُمِدَّهُمَا بِأَلْفِ مَارِدٍ، فَيَأْتُونَهُ‌، فَكُلَّمَا رَامُوهُ ذَكَرَ اَللَّهَ‌، وَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ اَلطَّيِّبِينَ لَمْ يَجِدُوا عَلَيْهِ طَرِيقاً وَ لاَ مَنْفَذاً. قَالُوا 1لِإِبْلِيسَ‌ : لَيْسَ لَهُ غَيْرُكَ تُبَاشِرُهُ بِجُنُودِكَ فَتَغْلِبَهُ وَ تُغْوِيَهُ‌، فَيَقْصِدُهُ‌ 1إِبْلِيسُ‌ بِجُنُودِهِ‌. فَيَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ‌: «هَذَا 1إِبْلِيسُ‌ قَدْ قَصَدَ عَبْدِي فُلاَناً، أَوْ أَمَتِي فُلاَنَةَ بِجُنُودِهِ‌ أَلاَ فَقَاتِلُوهُمْ‌» فَيُقَاتِلُهُمْ بِإِزَاءِ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ مِنْهُمْ‌، مِائَةُ [أَلْفِ‌] مَلَكٍ‌، وَ هُمْ عَلَى أَفْرَاسٍ‌ مِنْ نَارٍ بِأَيْدِيهِمْ سُيُوفٌ مِنْ نَارٍ وَ رِمَاحٌ مِنْ نَارٍ، وَ قِسِيٌّ وَ نَشَاشِيبُ‌ وَ سَكَاكِينُ وَ أَسْلِحَتُهُمْ‌ مِنْ نَارٍ، فَلاَ يَزَالُونَ يُخْرِجُونَهُمْ وَ يَقْتُلُونَهُمْ بِهَا، وَ يَأْسِرُونَ‌ 1إِبْلِيسَ‌ ، فَيَضَعُونَ عَلَيْهِ تِلْكَ‌ اَلْأَسْلِحَةِ فَيَقُولُ‌: يَا رَبِّ وَعْدَكَ وَعْدَكَ‌، قَدْ أَجَّلْتَنِي إِلَى يَوْمِ اَلْوَقْتِ اَلْمَعْلُومِ‌ . فَيَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ‌: «وَعَدْتُهُ أَنْ لاَ أُمِيتَهُ‌، وَ لَمْ أَعِدْهُ أَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِ اَلسِّلاَحَ‌ وَ اَلْعَذَابَ وَ اَلْآلاَمَ‌، اِشْتَفُوا مِنْهُ ضَرْباً بِأَسْلِحَتِكُمْ فَإِنِّي لاَ أُمِيتُهُ‌» فَيُثْخِنُونَهُ بِالْجِرَاحَاتِ ثُمَّ يَدْعُونَهُ‌، فَلاَ يَزَالُ سَخِينَ اَلْعَيْنِ‌ عَلَى نَفْسِهِ وَ أَوْلاَدِهِ‌ اَلْمَقْتُولِينَ وَ لاَ يَنْدَمِلُ شَيْ‌ءٌ مِنْ جِرَاحَاتِهِ إِلاَّ بِسَمَاعِهِ أَصْوَاتَ‌ اَلْمُشْرِكِينَ‌ بِكُفْرِهِمْ‌. فَإِنْ بَقِيَ هَذَا اَلْمُؤْمِنُ عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ وَ ذِكْرِهِ‌، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ ، بَقِيَ عَلَى 1إِبْلِيسَ‌ تِلْكَ اَلْجِرَاحَاتُ‌، وَ إِنْ زَالَ اَلْعَبْدُ عَنْ ذَلِكَ‌، وَ اِنْهَمَكَ فِي مُخَالَفَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌ وَ مَعَاصِيهِ‌، اِنْدَمَلَتْ جِرَاحَاتُ‌ 1إِبْلِيسَ‌ ، ثُمَّ قَوِيَ عَلَى ذَلِكَ اَلْعَبْدِ حَتَّى يُلْجِمَهُ وَ يُسْرِجَ عَلَى ظَهْرِهِ وَ يَرْكَبَهُ‌، ثُمَّ يَنْزِلُ عَنْهُ وَ يُرْكِبُ عَلَى ظَهْرِهِ شَيْطَاناً مِنْ شَيَاطِينِهِ‌، وَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ‌: أَ مَا تَذْكُرُونَ مَا أَصَابَنَا مِنْ شَأْنِ هَذَا ذَلَّ وَ اِنْقَادَ لَنَا اَلْآنَ حَتَّى صَارَ يَرْكَبُهُ هَذَا. ثُمَّ قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تُدِيمُوا عَلَى 1إِبْلِيسَ‌ سُخْنَةَ عَيْنِهِ وَ أَلَمَ جِرَاحَاتِهِ‌ فَدَاوِمُوا عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ وَ ذِكْرِهِ‌، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ ، وَ إِنْ زِلْتُمْ عَنْ ذَلِكَ كُنْتُمْ‌ أُسَرَاءَ‌ 1إِبْلِيسَ‌ فَيَرْكَبُ أَقْفِيَتَكُمْ‌ بَعْضُ مَرَدَتِهِ‌ .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

271 وَ قَالَ‌ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : وَ كَانَ قَضَاءُ اَلْحَوَائِجِ وَ إِجَابَةُ اَلدُّعَاءِ‌، إِذَا سُئِلَ‌ اَللَّهُ‌ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ‌ وَ آلِهِمَا عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌ ، مَشْهُوراً فِي اَلزَّمَنِ اَلسَّالِفِ‌، حَتَّى إِنَّ مَنْ طَالَ بِهِ‌ اَلْبَلاَءُ قِيلَ‌: هَذَا طَالَ بَلاَؤُهُ‌، لِنِسْيَانِهِ اَلدُّعَاءَ لِلَّهِ‌ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ اَلطَّيِّبِينَ‌. وَ لَقَدْ كَانَ مِنْ عَجِيبِ اَلْفَرَجِ بِالدُّعَاءِ بِهِمْ‌: فَرَجُ ثَلاَثَةِ نَفَرٍ كَانُوا يَمْشُونَ فِي صَحْرَاءَ‌ إِلَى جَانِبِ جَبَلٍ‌، فَأَخَذَتْهُمُ اَلسَّمَاءُ‌ فَأَلْجَأَتْهُمْ إِلَى غَارٍ كَانُوا يَعْرِفُونَهُ‌، فَدَخَلُوهُ يَتَوَقَّوْنَ‌ بِهِ مِنَ اَلْمَطَرِ، وَ كَانَ فَوْقَ اَلْغَارِ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ تَحْتَهَا مَدَرَةٌ‌، هِيَ رَاكِبَتُهَا فَابْتَلَّتِ اَلْمَدَرَةُ‌ فَتَدَحْرَجَتِ اَلصَّخْرَةُ فَصَارَتْ فِي بَابِ اَلْغَارِ، فَسَدَّتْهُ وَ أَظْلَمَ عَلَيْهِمُ اَلْمَكَانُ‌. وَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‌: قَدْ عَفَا اَلْأَثَرُ وَ دَرَسَ اَلْخَبَرُ وَ لاَ يَعْلَمُ بِنَا أَهْلُونَا، وَ لَوْ عَلِمُوا لَمَا أَغْنَوْا عَنَّا شَيْئاً لِأَنَّهُ لاَ طَاقَةَ لِلْآدَمِيِّينَ بِقَلْبِ هَذِهِ اَلصَّخْرَةِ عَنْ هَذَا اَلْمَوْضِعِ‌، هَذَا وَ اَللَّهِ قَبْرُنَا اَلَّذِي فِيهِ نَمُوتُ‌، وَ مِنْهُ نُحْشَرُ. ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‌: أَ وَ لَيْسَ‌ 32مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ وَ مَنْ بَعْدَهُ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ أَمَرُوا أَنَّهُ إِذَا دَهَتْنَا دَاهِيَةٌ أَنْ نَدْعُوَ اَللَّهَ‌ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ‌ اَلطَّيِّبِينَ قَالُوا: بَلَى. قَالُوا: فَلاَ نَعْرِفُ دَاهِيَةً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ‌. فَقَالُوا: [تَعَالَوْا] نَدْعُوا اَللَّهَ‌ بِمُحَمَّدٍ اَلْأَشْرَفِ اَلْأَفْضَلِ وَ بِآلِهِ‌ اَلطَّيِّبِينَ وَ يَذْكُرُ كُلُّ‌ وَاحِدٍ مِنَّا حَسَنَةً مِنْ حَسَنَاتِهِ اَلَّتِي أَرَادَ اَللَّهَ بِهَا، فَلَعَلَّ اَللَّهَ أَنْ يُفَرِّجَ عَنَّا. فَقَالَ أَحَدُهُمْ‌: اَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ رَجُلاً كَثِيرَ اَلْمَالِ‌، حَسَنَ اَلْحَالِ أَبْنِي اَلْقُصُورَ، وَ اَلْمَسَاكِنَ وَ اَلدُّورَ، وَ كَانَ لِي أُجَرَاءُ‌، وَ كَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ يَعْمَلُ عَمَلَ رَجُلَيْنِ‌ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ اَلْمَسَاءِ عَرَضْتُ عَلَيْهِ أُجْرَةً وَاحِدَةً فَامْتَنَعَ‌، وَ قَالَ إِنَّمَا عَمِلْتُ عَمَلَ رَجُلَيْنِ‌ فَأَنَا أَبْتَغِي أُجْرَةَ رَجُلَيْنِ‌. فَقُلْتُ لَهُ‌: إِنَّمَا اِشْتَرَطْتُ‌ عَمَلَ رَجُلٍ‌، وَ اَلثَّانِي فَأَنْتَ بِهِ مُتَطَوِّعٌ لاَ أُجْرَةَ لَكَ‌. فَذَهَبَ وَ سَخِطَ ذَلِكَ‌، وَ تَرَكَهُ عَلَيَّ‌، فَاشْتَرَيْتُ بِتِلْكَ اَلْأُجْرَةِ حِنْطَةً‌، فَبَذَرْتُهَا، فَزَكَتْ‌ وَ نَمَتْ‌، ثُمَّ أَعَدْتُ مَا اِرْتَفَعَ فِي اَلْأَرْضِ فَعَظُمَ زَكَاؤُهَا وَ نَمَاؤُهَا، ثُمَّ أَعَدْتُ بَعْدَ مَا اِرْتَفَعَ‌ مِنَ اَلثَّانِي فِي اَلْأَرْضِ‌، فَعَظُمَ اَلنَّمَاءُ وَ اَلزَّكَاءُ‌، ثُمَّ مَا زِلْتُ هَكَذَا حَتَّى [إِنِّي] عَقَدْتُ بِهِ اَلضِّيَاعَ وَ اَلْقُصُورَ وَ اَلْقُرَى وَ اَلدُّورَ وَ اَلْمَنَازِلَ وَ اَلْمَسَاكِنَ‌، وَ قُطْعَانَ‌ اَلْإِبِلِ‌ وَ اَلْبَقَرِ وَ اَلْغَنَمِ وَ صُوَّارَ اَلْعِيرِ وَ اَلدَّوَابِّ‌، وَ اَلْأَثَاثَ وَ اَلْأَمْتِعَةَ‌، وَ اَلْعَبِيدَ وَ اَلْإِمَاءَ‌، وَ اَلْفُرُشَ‌ وَ اَلْآلاَتِ وَ اَلنِّعَمَ اَلْجَلِيلَةَ‌، وَ اَلدَّرَاهِمَ وَ اَلدَّنَانِيرَ اَلْكَثِيرَةَ‌. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سِنِينَ مَرَّ بِي ذَلِكَ اَلْأَجِيرُ، وَ قَدْ سَاءَتْ حَالُهُ وَ تَضَعْضَعَتْ‌، وَ اِسْتَوْلَى عَلَيْهِ اَلْفَقْرُ، وَ ضَعُفَ بَصَرُهُ‌، فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اَللَّهِ أَ مَا تَعْرِفُنِي أَنَا أَجِيرُكَ اَلَّذِي سَخِطْتُ أُجْرَةً وَاحِدَةً ذَلِكَ اَلْيَوْمَ‌، وَ تَرَكْتُهَا لِغِنَائِي عَنْهَا، وَ أَنَا اَلْيَوْمَ فَقِيرٌ [وَ قَدْ صِرْتُ كَمَا تَرَى] وَ قَدْ رَضِيتُ بِهَا، فَأَعْطِنِيهَا. فَقُلْتُ لَهُ‌: دُونَكَ هَذِهِ اَلضِّيَاعَ وَ اَلْقُرَى وَ اَلْقُصُورَ وَ اَلدُّورَ وَ اَلْمَنَازِلَ وَ اَلْمَسَاكِنَ‌ وَ قُطْعَانَ اَلْإِبِلِ وَ اَلْبَقَرِ وَ اَلْغَنَمِ وَ صُوَّارَ اَلْعِيرِ وَ اَلدَّوَابِّ‌، وَ اَلْأَثَاثَ وَ اَلْأَمْتِعَةَ‌، وَ اَلْعَبِيدَ وَ اَلْإِمَاءَ‌ وَ اَلْفُرُشَ وَ اَلْآلاَتِ وَ اَلنِّعَمَ اَلْجَلِيلَةَ‌، وَ اَلدَّرَاهِمَ وَ اَلدَّنَانِيرَ اَلْكَثِيرَةَ‌، فَتَنَاوَلْهَا إِلَيْكَ أَجْمَعَ‌ مُبَارَكاً، فَهِيَ لَكَ‌. فَبَكَى وَ قَالَ لِي: يَا عَبْدَ اَللَّهِ سَوَّفْتَ حَقِّي مَا سَوَّفْتَ‌، ثُمَّ أَنْتَ اَلْآنَ تَهْزَأُ بِي! فَقُلْتُ‌: «مَا أَهْزَأُ بِكَ‌، وَ مَا أَنَا إِلاَّ جَادٌّ مُجِدٌّ، هَذِهِ كُلُّهَا نَتَائِجُ أُجْرَتِكَ تِلْكَ‌، تَوَلَّدَتْ عَنْهَا فَالْأَصْلُ كَانَ لَكَ‌، فَهَذِهِ اَلْفُرُوعُ كُلُّهَا تَابِعَةٌ لِلْأَصْلِ فَهِيَ لَكَ‌» فَسَلَّمْتُهَا إِلَيْهِ أَجْمَعَ‌. اَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا رَجَاءَ ثَوَابِكَ وَ خَوْفَ عِقَابِكَ‌، فَافْرِجْ‌ عَنَّا بِمُحَمَّدٍ اَلْأَفْضَلِ اَلْأَكْرَمِ سَيِّدِ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ اَلَّذِي شَرَّفْتَهُ‌، وَ بِآلِه أَفْضَلِ آلِ‌ اَلنَّبِيِّينَ‌، وَ أَصْحَابِهِ أَكْرَمِ أَصْحَابِ اَلْمُرْسَلِينَ‌، وَ أُمَّتِهِ خَيْرِ اَلْأُمَمِ أَجْمَعِينَ‌. قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌: فَزَالَ ثُلُثُ اَلْحَجَرِ وَ دَخَلَ عَلَيْهِمُ اَلضَّوْءُ‌. وَ قَالَ اَلثَّانِي: اَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتْ لِي بَقَرَةٌ أَحْتَلِبُهَا، ثُمَّ أَرُوحُ بِلَبَنِهَا عَلَى أُمِّي، ثُمَّ أَرُوحُ بِسُؤْرِهَا عَلَى أَهْلِي وَ وُلْدِي، فَأَخَّرَنِي عَائِقٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ‌، فَصَادَفْتُ‌ أُمِّي نَائِمَةً‌، فَوَقَفْتُ عِنْدَ رَأْسِهَا لِتَنَبَّهَ‌ لاَ أُنَبِّهُهَا مِنْ طِيبِ وَسَنِهَا، وَ أَهْلِي وَ وُلْدِي يَتَضَاغَوْنَ‌ مِنَ اَلْجُوعِ وَ اَلْعَطَشِ‌، فَمَا زِلْتُ وَاقِفاً لاَ أَحْفِلُ بِأَهْلِي وَ وُلْدِي حَتَّى اِنْتَبَهَتْ‌ هِيَ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهَا، فَسَقَيْتُهَا حَتَّى رَوِيَتْ‌، ثُمَّ عَطَفْتُ بِسُؤْرِهَا عَلَى أَهْلِي وَ وُلْدِي. اَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ ثَوَابِكَ‌، وَ خَوْفَ عِقَابِكَ‌، فَافْرِجْ‌ عَنَّا بِحَقِّ‌ مُحَمَّدٍ اَلْأَفْضَلِ اَلْأَكْرَمِ سَيِّدِ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ‌، اَلَّذِي شَرَّفْتَهُ‌ بِآلِهِ‌ أَفْضَلِ‌ آلِ اَلنَّبِيِّينَ‌، وَ أَصْحَابِهِ أَكْرَمِ أَصْحَابِ اَلْمُرْسَلِينَ‌، وَ أُمَّتِهِ خَيْرِ اَلْأُمَمِ أَجْمَعِينَ‌. قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌: فَزَالَ ثُلُثٌ آخَرُ مِنَ اَلْحَجَرِ [وَ دَخَلَ عَلَيْهِمُ اَلضَّوْءُ‌] وَ قَوِيَ طَمَعُهُمْ‌ فِي اَلنَّجَاةِ‌. وَ قَالَ اَلثَّالِثُ‌: اَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي هَوِيتُ أَجْمَلَ اِمْرَأَةٍ مِنْ‌ بَنِي إِسْرَائِيلَ‌ فَرَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا، فَأَبَتْ عَلَيَّ إِلاَّ بِمِائَةِ دِينَارٍ، وَ لَمْ أَكُنْ أَمْلِكُ شَيْئاً، فَمَا زِلْتُ أَسْلُكُ‌ بَرّاً وَ بَحْراً وَ سَهْلاً وَ جَبَلاً، وَ أُبَاشِرُ اَلْأَخْطَارَ وَ أَسْلُكُ اَلْفَيَافِيَ وَ اَلْقِفَارَ، وَ أَتَعَرَّضُ لِلْمَهَالِكِ‌ وَ اَلْمَتَالِفِ أَرْبَعَ سِنِينَ حَتَّى جَمَعْتُهَا، وَ أَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، وَ مَكَّنَتْنِي مِنْ نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ‌ مِنْهَا مَقْعَدَ اَلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ‌، اِرْتَعَدَتْ فَرَائِصُهَا، وَ قَالَتْ لِي: «يَا عَبْدَ اَللَّهِ إِنِّي جَارِيَةٌ عَذْرَاءُ فَلاَ تَفُضَّ خَاتَمَ اَللَّهِ إِلاَّ بِأَمْرِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، فَإِنَّهُ إِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى أَنْ أُمَكِّنَكَ مِنْ نَفْسِيَ اَلْحَاجَةَ وَ اَلشِّدَّةَ‌» فَقُمْتُ عَنْهَا وَ تَرَكْتُهَا وَ تَرَكْتُ اَلْمِائَةَ دِينَارٍ عَلَيْهَا. اَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ ثَوَابِكَ‌، وَ خَوْفَ عِقَابِكَ‌، فَافْرِجْ‌ عَنَّا بِحَقِّ‌ مُحَمَّدٍ اَلْأَفْضَلِ اَلْأَكْرَمِ سَيِّدَ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ‌، اَلَّذِي شَرَّفْتَهُ‌ بِآلِهِ‌ أَفْضَلِ‌ آلِ اَلنَّبِيِّينَ وَ أَصْحَابِهِ أَكْرَمِ أَصْحَابِ اَلْمُرْسَلِينَ وَ أُمَّتِهِ خَيْرِ اَلْأُمَمِ أَجْمَعِينَ‌. قَالَ‌: فَزَالَ اَلْحَجَرُ كُلُّهُ‌، وَ تَدَحْرَجَ‌، وَ هُوَ يُنَادِي بِصَوْتٍ فَصِيحٍ بَيِّنٍ يَعْقِلُونَهُ‌ وَ يَفْهَمُونَهُ‌: بِحُسْنِ نِيَّاتِكُمْ نَجَوْتُمْ‌، وَ بِمُحَمَّدٍ اَلْأَفْضَلِ اَلْأَكْرَمِ سَيِّدِ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ‌ (اَلْمَخْصُوصِ بِآلِ أَفْضَلِ اَلنَّبِيِّينَ‌، وَ أَكْرَمِ أَصْحَابِ اَلْمُرْسَلِينَ‌) وَ بِخَيْرِ أُمَّةٍ سَعِدْتُمْ‌ وَ نِلْتُمْ أَفْضَلَ اَلدَّرَجَاتِ‌ .

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج البيهقي في الدلائل من طريق السدى عن أبى مالك و عن أبى صالح عن ابن عباس و عن مرة عن ابن مسعود و ناس من الصحابة في الآية قال كانت العرب تمر باليهود فيؤذونهم و كانوا يجدون محمدا في التوراة فيسألون الله ان يبعثه نبيا فيقاتلون معه العرب فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ‌ محمد كَفَرُوا بِهِ‌ حين لم يكن من بنى إسرائيل

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في قوله وَ لَمّٰا جٰاءَهُمْ كِتٰابٌ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ‌ قال هو القرآن مُصَدِّقٌ لِمٰا مَعَهُمْ‌ قال من التوراة و الإنجيل

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14أخرج ابن اسحق و ابن جرير و ابن المنذر و أبو نعيم و البيهقي كلاهما في الدلائل من طريق عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري حدثني أشياخ منا قالوا لم يكن أحد من العرب أعلم بشأن رسول الله صلى الله عليه و سلم منا كان معنا يهود و كانوا أهل كتاب و كنا أصحاب وثن و كنا إذا بلغنا منهم ما يكرهون قالوا ان نبيا يبعث ألان قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وارم فلما بعث الله رسوله اتبعناه و كفروا به ففينا و الله و فيهم أنزل الله وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا الآية كلها

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج الحاكم و البيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن ابن عباس قال كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فكلما التقوا هزمت يهود فعاذت بهذا الدعاء اللهم انا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا ان تخرجه لنا في آخر الزمان الا نصرتنا عليهم فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا فهزموا غطفان فلما بعث النبي صلى الله عليه و سلم كفروا به فانزل الله وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا يعنى و قد كانوا يستفتحون بك يا محمد إلى قوله فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن اسحق و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس ان يهود كانوا يستفتحون على الأوس و الخزرج برسول الله صلى الله عليه و سلم قبل مبعثه فلما بعثه الله من العرب كَفَرُوا بِهِ‌ و جحدوا ما كانوا يقولون فيه فقال لهم معاذ بن جبل و بشر ابن البراء و داود بن سلمة يا معشر يهود اتقوا الله و اسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد و نحن أهل شرك و تخبرونا بانه مبعوث و تصفونه بصفته فقال سلام بن مشكم أحد بنى النضير ما جاءنا بشيء نعرفه و ما هو بالذي كنا نذكر لكم فانزل الله وَ لَمّٰا جٰاءَهُمْ كِتٰابٌ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ‌ الآية

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج أحمد و ابن قانع و الطبراني و الحاكم و صححه و أبو نعيم و البيهقي كلاهما في الدلائل عن سلمة بن سلامة بن وقش و كان من أهل بدر قال كان لنا جار يهودي في بنى عبد الأشهل فخرج علينا يوما من بيته قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بيسير حتى وقف على مجلس بنى الأشهل قال سلمة و أنا يومئذ أحدث من فيه سنا على بردة مضطجعا فيها بفناء أهلي فذكر البعث و القيامة و الحساب و الميزان و الجنة و النار قال ذلك لأهل شرك أصحاب أوثان لا يرون ان بعثا كائنا بعد الموت فقالوا له ويحك يا فلان ترى هذا كائنا ان الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة و نار يجزون فيها بأعمالهم فقال نعم و الذي يحلف به يود ان له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدنيا يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطينونه عليه و ان ينجو من تلك النار غدا قالوا له ويحك و ما آية ذلك قال نبى يبعث من نحو هذه البلاد و أشار بيده نحو مكة و اليمن فقالوا و متى نراه قال فنظر إلى و أنا من أحدثهم سنا ان يستنفد هذا الغلام عمره يدركه قال سلمة فو الله ما ذهب الليل و النهار حتى بعث الله رسوله صلى الله عليه و سلم و هو بين أظهرنا فآمنا به و كفر به بغيا و حسدا فقلنا ويلك يا فلان ا لست بالذي قلت لنا قال بلى و ليس به

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن جرير عن ابن عباس وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ‌ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا يقول يستنصرون بخروج محمد على مشركي العرب يعنى بذلك أهل الكتاب فلما بعث الله محمدا وراؤه من غيرهم كَفَرُوا بِهِ‌ و حسدوه

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ‌ قال نزلت في اليهود عرفوا محمدا انه نبى و كفروا به

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء و الضحاك عن ابن عباس قال كانت يهود بنى قريظة و النضير من قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه و سلم يَسْتَفْتِحُونَ‌ الله يدعون عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا و يقولون اللهم انا نستنصرك بحق النبي الأمي الا نصرتنا عليهم فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا يريد محمدا و لم يشكوا فيه كفروا به

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال كان يهود أهل المدينة قبل قدوم النبي صلى الله عليه و سلم إذا قاتلوا من يليهم من مشركي العرب من أسد و غطفان و جهينة و عذرة يستفتحون عليهم و يستنصرون يدعون عليهم باسم نبى الله فيقولون اللهم ربنا انصرنا عليهم باسم نبيك و بكتابك الذي تنزل عليه الذي وعدتنا انك باعثه في آخر الزمان

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و أبو نعيم عن قتادة قال كانت اليهود تستفتح بمحمد على كفار العرب يقولون اللهم ابعث النبي الذي نجده في التوراة يعذبهم و يقتلهم فلما بعث الله محمدا كَفَرُوا بِهِ‌ حين رأوه بعث من غيرهم حسدا للعرب وهم يعلمون انه رسول الله

ترجمه تفسیر روایی البرهان

1)محمّد بن يعقوب،از على بن ابراهيم،از پدرش از بكر بن صالح،از قاسم بن يزيد،از ابو عمرو زبيرى،روايت كرده است كه وى گفت:به حضرت امام جعفر صادق عليه السّلام عرض كردم:مرا از گونه‌هاى كفر در كتاب خداوند عز و جل آگاه ساز.ايشان فرمود:كفر در كتاب خدا پنج گونه است:يكى كفر جحود كه خود دو گونه است و يكى كفر با ترك دستورات خداوند و يكى كفر برائت و ديگرى كفر نعمت. اما كفر جحود،يكى جحود و انكار ربوبيت خداست و اين سخن كسى است كه مى‌گويد:نه پروردگارى هست و نه بهشتى و نه جهنمى و اين سخن دو دسته از زنادقه است كه به آنها...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

1)حضرت امام حسن عسكرى عليه السّلام فرمود:خداوند يهوديان را نكوهش كرد و فرمود: «وَ لَمّٰا جٰاءَهُمْ‌» يعنى آن يهوديانى كه يادشان گذشت و نيز برادران هم‌كيش آنها «كِتٰابٌ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ‌» يعنى قرآن «مُصَدِّقٌ‌» آن كتاب «لِمٰا مَعَهُمْ‌» ازآنچه در تورات بيان شده،يعنى محمّد امّى،فرزندى از فرزندان اسماعيل توسط نيك‌ترين آفريدگان خدا،على عليه السّلام،ولى خدا تأييد مى‌شود. «وَ كٰانُوا» يعنى آن يهوديان «مِنْ قَبْلُ‌» رسالت محمّد صلّى اللّه عليه و آله «يَسْتَفْتِحُونَ‌» از خداوند پيروزى و كاميابى...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

2)محمّد بن يعقوب،از محمّد بن يحيى،از احمد بن محمّد بن عيسى،از حسين بن سعيد،از نضر بن سويد،از زرعة بن محمّد،از ابو بصير،از حضرت امام جعفر صادق عليه السّلام روايت كرد كه ايشان درباره آيه: «وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ‌ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ‌» فرمود:يهوديان،در كتابهاى دينى خود يافته بودند كه هجرتگاه پيامبر ميان دو كوه احد و عير2قرار دارد؛آنها در جستجوى آن جايگاه بيرون شدند.هنگامى كه از كوهى به نام حدد گذر كردند به خود گفتند:حدد3همان احد...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

3)و از وى،از على بن ابراهيم،از پدرش،از صفوان بن يحيى،از اسحاق بن عمار،روايت شده است كه او گفت:از حضرت امام جعفر صادق عليه السّلام درباره كلام خداوند متعال: «وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ‌ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ‌» پرسيدم،ايشان فرمود:در روزگار بين محمّد و عيسى،مردمى مى‌زيستند كه بت‌پرستان را از آمدن پيامبر بر حذر مى‌داشتند و مى‌گفتند:بدون شك،پيامبر ظهور مى‌كند و بت‌هايتان را درهم مى‌شكند و چنين‌وچنان...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

4)عياشى،از جابر روايت كرده است كه وى گفت:از حضرت امام محمّد باقر عليه السّلام درباره آيه‌ى: «فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ‌» پرسيدم،ايشان فرمود: تفسير باطنى آن چنين است:وقتى آنچه درباره على عليه السّلام مى‌دانستند برايشان آمد انكارش كردند،پس خداوند متعال درباره آنها فرمود: «فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ‌» اين تفسير باطنى آيه است.امام محمّد باقر عليه السّلام فرمود:يعنى در باطن قرآن كافران همان بنى اميه مى‌باشند.1

ترجمه تفسیر روایی البرهان

2)على بن ابراهيم،از پدرش،از ابن ابى عمير،از حماد،از حريز،از امام صادق عليه السّلام روايت مى‌كند كه فرمود:اين آيه در شأن يهوديان و مسيحيان نازل شده است.خداوند تبارك و تعالى مى‌فرمايد: «اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ اَلْكِتٰابَ‌» يعنى تورات و انجيل «يَعْرِفُونَهُ‌» يعنى رسول اللّه را مى‌شناسند «كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمْ‌»؛ زيرا خداوند عز و جل در تورات و انجيل و زبور،توصيف محمد صلّى اللّه عليه و آله و توصيف اصحاب او و هجرتش را بر آنان نازل كرده است و اشاره به اين موضوع در آيه: «مُحَمَّدٌ رَسُولُ...