24,37,6325 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟ قَالَ: «اَلْكُفْرُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ: فَمِنْهَا كُفْرُ اَلْجُحُودِ، وَ اَلْجُحُودُ عَلَى وَجْهَيْنِ، وَ اَلْكُفْرُ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ، وَ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ، وَ كُفْرُ اَلنِّعَمِ. فَأَمَّا كُفْرُ اَلْجُحُودِ، فَهُوَ اَلْجُحُودُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَ هُوَ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: لاَ رَبَّ وَ لاَ جَنَّةَ وَ لاَ نَارَ، وَ هُوَ قَوْلُ صِنْفَيْنِ مِنَ اَلزَّنَادِقَةِ يُقَالُ لَهُمُ: اَلدَّهْرِيَّةُ ، وَ هُمُ اَلَّذِينَ يَقُولُونَ: وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ وَ هُوَ دِينٌ وَضَعُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ بِالاِسْتِحْسَانِ عَلَى غَيْرِ تَثَبُّتٍ مِنْهُمْ، وَ لاَ تَحْقِيقٍ لِشَيْءٍ مِمَّا يَقُولُونَ، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ إِنَّ ذَلِكَ كَمَا يَقُولُونَ، وَ قَالَ: إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ يَعْنِي بِتَوْحِيدِ اَللَّهِ تَعَالَى، فَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ. وَ أَمَّا اَلْوَجْهُ اَلْآخَرُ مِنَ اَلْجُحُودِ عَلَى مَعْرِفَةٍ ، وَ هُوَ أَنْ يَجْحَدَ اَلْجَاحِدُ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ، قَدِ اِسْتَقَرَّ عِنْدَهُ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اِسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ فَهَذَا تَفْسِيرُ وَجْهَيِ اَلْجُحُودِ. وَ اَلْوَجْهُ اَلثَّالِثُ مِنَ اَلْكُفْرِ كُفْرُ اَلنِّعَمِ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى يَحْكِي قَوْلَ 37سُلَيْمَانَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ ): هٰذٰا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّمٰا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ، وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذٰابِي لَشَدِيدٌ وَ قَالَ: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اُشْكُرُوا لِي وَ لاٰ تَكْفُرُونِ . وَ اَلْوَجْهُ اَلرَّابِعُ مِنَ اَلْكُفْرِ تَرْكُ مَا أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِيثٰاقَكُمْ لاٰ تَسْفِكُونَ دِمٰاءَكُمْ وَ لاٰ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيٰارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ*`ثُمَّ أَنْتُمْ هٰؤُلاٰءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَ تُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيٰارِهِمْ تَظٰاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَ اَلْعُدْوٰانِ وَ إِنْ يَأْتُوكُمْ أُسٰارىٰ تُفٰادُوهُمْ وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرٰاجُهُمْ أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ اَلْكِتٰابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَكَفَّرَهُمْ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ، وَ نَسَبَهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ وَ لَمْ يَقْبَلْهُ مِنْهُمْ، وَ لَمْ يَنْفَعْهُمْ عِنْدَهُ، فَقَالَ: فَمٰا جَزٰاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنْكُمْ إِلاّٰ خِزْيٌ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يُرَدُّونَ إِلىٰ أَشَدِّ اَلْعَذٰابِ وَ مَا اَللّٰهُ بِغٰافِلٍ عَمّٰا تَعْمَلُونَ . وَ اَلْوَجْهُ اَلْخَامِسُ مِنَ اَلْكُفْرِ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَحْكِي قَوْلَ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : كَفَرْنٰا بِكُمْ وَ بَدٰا بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمُ اَلْعَدٰاوَةُ وَ اَلْبَغْضٰاءُ أَبَداً حَتّٰى تُؤْمِنُوا بِاللّٰهِ وَحْدَهُ يَعْنِي تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ، وَ قَالَ يَذْكُرُ 1إِبْلِيسَ وَ تَبَرُّءَهُ مِنْ أَوْلِيَائِهِ مِنَ اَلْإِنْسِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ : إِنِّي كَفَرْتُ بِمٰا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ وَ قَالَ: إِنَّمَا اِتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ أَوْثٰاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا ثُمَّ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً يَعْنِي يَتَبَرَّأُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ».
32,14,1,11550 / _1 قَالَ اَلْإِمَامُ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «ذَمَّ اَللَّهُ اَلْيَهُودَ، فَقَالَ: وَ لَمّٰا جٰاءَهُمْ يَعْنِي هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودَ اَلَّذِينَ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ، وَ إِخْوَانُهُمْ مِنَ اَلْيَهُودِ، جَاءَهُمْ كِتٰابٌ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ اَلْقُرْآنُ مُصَدِّقٌ ذَلِكَ اَلْكِتَابُ لِمٰا مَعَهُمْ مِنَ اَلتَّوْرَاةِ اَلَّتِي بُيِّنَ فِيهَا أَنَّ مُحَمَّداً اَلْأُمِّيَّ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ، اَلْمُؤَيَّدَ بِخَيْرِ خَلْقِ اَللَّهِ بَعْدَهُ: عَلِيٍّ وَلِيِّ اَللَّهِ وَ كٰانُوا يَعْنِي هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودَ مِنْ قَبْلُ ظُهُورِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِالرِّسَالَةِ يَسْتَفْتِحُونَ يَسْأَلُونَ اَللَّهَ اَلْفَتْحَ وَ اَلظَّفَرَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَ اَلْمُنَاوِئِينَ لَهُمْ، وَ كَانَ اَللَّهُ يَفْتَحُ لَهُمْ وَ يَنْصُرُهُمْ. قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ جَاءَ هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودَ مٰا عَرَفُوا مِنْ نَعْتِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ صِفَتِهِ كَفَرُوا بِهِ جَحَدُوا نُبُوَّتَهُ حَسَداً لَهُ، وَ بَغْياً عَلَيْهِ، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ . قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَ رَسُولَهُ بِمَا كَانَ مِنْ إِيمَانِ اَلْيَهُودِ بِمُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَبْلَ ظُهُورِهِ، وَ مِنِ اِسْتِفْتَاحِهِمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ بِذِكْرِهِ، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ». قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ كَانَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ اَلْيَهُودَ فِي أَيَّامِ مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ بَعْدَهُ إِذَا دَهَمَهُمْ أَمْرٌ، أَوْ دَهَتْهُمْ دَاهِيَةٌ أَنْ يَدْعُوَا اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ، وَ أَنْ يَسْتَنْصِرُوا بِهِمْ، وَ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ حَتَّى كَانَتِ اَلْيَهُودُ مِنْ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ قَبْلَ ظُهُورِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِسِنِينَ كَثِيرَةٍ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، فَيَكُفُّونَ اَلْبَلاَءَ وَ اَلدَّهْمَاءَ وَ اَلدَّاهِيَةَ. وَ كَانَتِ اَلْيَهُودُ قَبْلَ ظُهُورِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِعَشْرِ سِنِينَ تُعَادِيهِمْ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ قَوْمٌ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ وَ يَقْصِدُونَ أَذَاهُمْ، فَكَانُوا يَسْتَدْفِعُونَ شُرُورَهُمْ وَ بَلاَءَهُمْ بِسُؤَالِهِمْ رَبَّهُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ، حَتَّى قَصَدَهُمْ فِي بَعْضِ اَلْأَوْقَاتِ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ فِي ثَلاَثَةِ آلاَفِ فَارِسٍ إِلَى بَعْضِ قُرَى اَلْيَهُودِ حَوَالِيَ اَلْمَدِينَةِ، فَتَلَقَّاهُمُ اَلْيَهُودُ وَ هُمْ ثَلاَثُمِائَةِ فَارِسٍ، وَ دَعَوُا اَللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَهَزَمُوهُمْ وَ قَطَعُوهُمْ. فَقَالَتْ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ بَعْضُهُمَا لِبَعْضِهِمْ: تَعَالَوْا نَسْتَعِينُ عَلَيْهِمْ بِسَائِرِ اَلقَبَائِلِ؛ فَاسْتَعَانُوا عَلَيْهِمْ بِالْقَبَائِلِ وَ أَكْثَرُوا حَتَّى اِجْتَمَعُوا قَدْرَ ثَلاَثِينَ أَلْفاً، وَ قَصَدُوا هَؤُلاَءِ اَلثَّلاَثَمِائَةٍ فِي قَرْيَتِهِمْ، فَأَلْجَئُوهُمْ إِلَى بُيُوتِهَا، وَ قَطَعُوا عَنْهَا اَلْمِيَاهَ اَلْجَارِيَةَ اَلَّتِي كَانَتْ تَدْخُلُ إِلَى قُرَاهُمْ، وَ مَنَعُوا عَنْهُمُ اَلطَّعَامَ، وَ اِسْتَأْمَنَ اَلْيَهُودُ فَلَمْ يَأْمَنُوهُمْ، وَ قَالُوا: لاَ، إِلاَّ أَنْ نَقْتُلَكُمْ وَ نَسْبِيَكُمْ وَ نَنْهَبَكُمْ. فَقَالَتِ اَلْيَهُودُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ فَقَالَ لَهُمْ أَمَاثِلُهُمْ وَ ذَوُو اَلرَّأْيِ مِنْهُمْ: أَ مَا أَمَرَ مُوسَى أَسْلاَفَكُمْ وَ مَنْ بَعْدَهُمْ بِالاِسْتِنْصَارِ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ؟ أَ مَا أَمَرَكُمْ بِالاِبْتِهَالِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ اَلشَّدَائِدِ بِهِمْ؟ قَالُوا: بَلَى؛ قَالُوا: فَافْعَلُوا. فَقَالُوا: اَللَّهُمَّ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ لَمَّا سَقَيْتَنَا، فَقَدْ قَطَعَتِ اَلظَّلَمَةُ عَنَّا اَلْمِيَاهَ حَتَّى ضَعُفَ شُبَّانُنَا، وَ تَمَاوَتَ وِلْدَانُنَا، وَ أَشْرَفْنَا عَلَى اَلْهَلَكَةِ؛ فَبَعَثَ اَللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ وَابِلاً هَطْلاً سَحّاً ، مَلَأَ حِيَاضَهُمْ وَ آبَارَهُمْ وَ أَنْهَارَهُمْ وَ أَوْعِيَتَهُمْ وَ ظُرُوفَهُمْ، فَقَالُوا: هَذِهِ إِحْدَى اَلْحُسْنَيَيْنِ؛ ثُمَّ أَشْرَفُوا مِنْ سُطُوحِهِمْ عَلَى اَلْعَسَاكِرِ اَلْمُحِيطَةِ بِهِمْ، فَإِذَا اَلْمَطَرُ قَدْ آذَاهُمْ غَايَةَ اَلْأَذَى، وَ أَفْسَدَ أَمْتِعَتَهُمْ وَ أَسْلِحَتَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ، فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ لِذَلِكَ بَعْضُهُمْ، لِأَنَّ ذَلِكَ اَلْمَطَرَ أَتَاهُمْ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ، فِي حَمَارَّةِ اَلْقَيْظِ ، حِينَ لاَ يَكُونُ مَطَرٌ. فَقَالَ اَلْبَاقُونَ مِنَ اَلْعَسَاكِرِ: هَبْكُمْ سُقِيتُمْ، فَمِنْ أَيْنَ تَأْكُلُونَ؟ وَ لَئِنِ اِنْصَرَفَ عَنْكُمْ هَؤُلاَءِ، فَلَسْنَا نَنْصَرِفُ حَتَّى نَقْهَرَكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَ عِيَالاَتِكُمْ، وَ أَهَالِيكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ، وَ نَشْفِيَ غَيْظَنَا مِنْكُمْ. فَقَالَتِ اَلْيَهُودُ: إِنَّ اَلَّذِي سَقَانَا بِدُعَائِنَا بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُطْعِمَنَا، وَ إِنَّ اَلَّذِي صَرَفَ عَنَّا مَنْ صَرَفَهُ، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَصْرِفَ عَنَّا اَلْبَاقِينَ. ثُمَّ دَعَوُا اَللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَنْ يُطْعِمَهُمْ، فَجَاءَتْ قَافِلَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ قَوَافِلِ اَلطَّعَامِ قَدْرَ أَلْفَيْ جَمَلٍ وَ بَغْلٍ وَ حِمَارٍ مُوقَرَةٍ حِنْطَةً وَ دَقِيقاً، وَ هُمْ لاَ يَشْعُرُونَ بِالْعَسَاكِرِ، فَانْتَهُوا إِلَيْهِمْ وَ هُمْ نِيَامٌ، وَ لَمْ يَشْعُرُوا بِهِمْ، لِأَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى ثَقَّلَ نَوْمَهُمْ حَتَّى دَخَلُوا اَلْقَرْيَةَ، وَ لَمْ يَمْنَعُوهُمْ، وَ طَرَحُوا أَمْتِعَتَهُمْ وَ بَاعُوهَا مِنْهُمْ فَانْصَرَفُوا وَ بَعُدُوا، وَ تَرَكُوا اَلْعَسَاكِرَ نَائِمَةً لَيْسَ فِي أَهْلِهَا عَيْنٌ تَطْرِفُ، فَلَمَّا بَعُدُوا اِنْتَبَهُوا، وَ نَابَذُوا اَلْيَهُودَ اَلْحَرْبَ، وَ جَعَلَ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اَلْوَحَى اَلْوَحَى ، فَإِنَّ هَؤُلاَءِ اِشْتَدَّ بِهِمُ اَلْجُوعُ وَ سَيَذِلُّونَ لَنَا. قَالَ لَهُمُ اَلْيَهُودُ: هَيْهَاتَ، بَلْ قَدْ أَطْعَمَنَا رَبُّنَا وَ كُنْتُمْ نِيَاماً، جَاءَنَا مِنَ اَلطَّعَامِ كَذَا وَ كَذَا، وَ لَوْ أَرَدْنَا قِتَالَكُمْ فِي حَالِ نَوْمِكُمْ لَتَهَيَّأَ لَنَا، وَ لَكِنَّا كَرِهْنَا اَلْبَغْيَ عَلَيْكُمْ، فَانْصَرِفُوا عَنَّا، وَ إِلاَّ دَعَوْنَا عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ اِسْتَنْصَرْنَا بِهِمْ أَنْ يُخْزِيَكُمْ كَمَا قَدْ أَطْعَمَنَا وَ سَقَانَا؛ فَأَبَوْا إِلاَّ طُغْيَاناً، فَدَعَوُا اَللَّهَ تَعَالَى بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اِسْتَنْصَرُوا بِهِمْ، ثُمَّ بَرَزَ اَلثَّلاَثُمِائَةِ إِلَى ثَلاَثِينَ أَلْفاً ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ وَ أَسَرُوا وَ طَحْطَحُوهُمْ ، وَ اِسْتَوْثَقُوا مِنْهُمْ بِأُسَرَائِهِمْ، فَكَانَ لاَ يَنَالُهُمْ مَكْرُوهٌ مِنْ جِهَتِهِمْ، لِخَوْفِهِمْ عَلَى مَنْ لَهُمْ فِي أَيْدِي اَلْيَهُودِ؛ فَلَمَّا ظَهَرَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَسَدُوهُ، إِذْ كَانَ مِنَ اَلْعَرَبِ، فَكَذَّبُوهُ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): هَذِهِ نُصْرَةُ اَللَّهِ تَعَالَى لِلْيَهُودِ عَلَى اَلْمُشْرِكِينَ بِذِكْرِهِمْ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، أَلاَ فَاذْكُرُوا يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مُحَمَّداً وَ آلَهُ عِنْدَ نَوَائِبِكُمْ وَ شَدَائِدِكُمْ، لِيَنْصُرَ اَللَّهُ بِهِ مَلاَئِكَتَكُمْ عَلَى اَلشَّيَاطِينِ اَلَّذِينَ يَقْصِدُونَكُمْ، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَعَهُ مَلَكٌ عَنْ يَمِينِهِ يَكْتُبُ حَسَنَاتِهِ، وَ مَلَكٌ عَنْ يَسَارِهِ يَكْتُبُ سَيِّئَاتِهِ، وَ مَعَهُ شَيْطَانَانِ مِنْ عِنْدِ إِبْلِيسَ يُغْوِيَانِهِ، فَإِذَا وَسْوَسَا فِي قَلْبِهِ، ذَكَرَا اَللَّهَ، وَ قَالَ: لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ، وَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ؛ خَنَسَ اَلشَّيْطَانَانِ ثُمَّ صَارَا إِلَى إِبْلِيسَ فَشَكَوَاهُ، وَ قَالاَ لَهُ: قَدْ أَعْيَانَا أَمْرُهُ، فَأَمْدِدْنَا بِالْمَرَدَةِ؛ فَلاَ يَزَالُ يُمِدُّهُمَا حَتَّى يُمِدَّهُمَا بِأَلْفِ مَارِدٍ فَيَأْتُونَهُ، فَكُلَّمَا رَامُوهُ ذَكَرَ اَللَّهَ، وَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ لَمْ يَجِدُوا عَلَيْهِ طَرِيقاً وَ لاَ مَنْفَذاً. قَالُوا لِإِبْلِيسَ: لَيْسَ لَهُ غَيْرُكَ تُبَاشِرُهُ بِجُنُودِكَ فَتَغْلِبَهُ وَ تُغْوِيَهُ، فَيَقْصِدُهُ إِبْلِيسُ بِجُنُودِهِ، فَيَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ: هَذَا إِبْلِيسُ قَدْ قَصَدَ عَبْدِي فُلاَناً، أَوْ أَمَتِي فُلاَنَةَ بِجُنُودِهِ أَلاَ فَقَاتِلُوهُمْ؛ فَيُقَاتِلُهُمْ بِإِزَاءِ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ مِنْهُمْ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ، وَ هُمْ عَلَى أَفْرَاسٍ مِنْ نَارٍ، بِأَيْدِيهِمْ سُيُوفٌ مِنْ نَارٍ وَ رِمَاحٌ مِنْ نَارٍ، وَ قِسِيٌّ وَ نَشَاشِيبُ وَ سَكَاكِينُ، وَ أَسْلِحَتُهُمْ مِنْ نَارٍ، فَلاَ يَزَالُونَ يُخْرِجُونَهُمْ وَ يَقْتُلُونَهُمْ بِهَا، وَ يَأْسِرُونَ إِبْلِيسَ، فَيَضَعُونَ عَلَيْهِ تِلْكَ اَلْأَسْلِحَةَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَعْدَكَ وَعْدَكَ، قَدْ أَجَّلْتَنِي إِلَى يَوْمِ اَلْوَقْتِ اَلْمَعْلُومِ. فَيَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ: وَعَدْتُهُ أَنْ لاَ أُمِيتَهُ، وَ لَمْ أَعِدْهُ أَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِ اَلسِّلاَحَ وَ اَلْعَذَابَ وَ اَلْآلاَمَ، اِشْتَفُوا مِنْهُ ضَرْباً بِأَسْلِحَتِكُمْ فَإِنِّي لاَ أُمِيتُهُ، فَيُثْخِنُونَهُ بِالْجِرَاحَاتِ، ثُمَّ يَدْعُونَهُ، فَلاَ يَزَالُ سَخِينَ اَلْعَيْنِ عَلَى نَفْسِهِ وَ أَوْلاَدِهِ اَلْمَقْتُولِينَ، وَ لاَ يَنْدَمِلُ شَيْءٌ مِنْ جِرَاحَاتِهِ إِلاَّ بِسَمَاعِهِ أَصْوَاتَ اَلْمُشْرِكِينَ، بِكُفْرِهِمْ. فَإِنْ بَقِيَ هَذَا اَلْمُؤْمِنُ عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ وَ ذِكْرِهِ وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، بَقِيَ عَلَى إِبْلِيسَ تِلْكَ اَلْجِرَاحَاتُ، وَ إِنْ زَالَ اَلْعَبْدُ عَنْ ذَلِكَ، وَ اِنْهَمَكَ فِي مُخَالَفَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَعَاصِيهِ، اِنْدَمَلَتْ جِرَاحَاتُ إِبْلِيسَ، ثُمَّ قَوِيَ عَلَى ذَلِكَ اَلْعَبْدِ حَتَّى يُلْجِمَهُ وَ يُسْرِجَ عَلَى ظَهْرِهِ وَ يَرْكَبَهُ، ثُمَّ يَنْزِلُ عَنْهُ وَ يُرْكِبُ عَلَى ظَهْرِهِ شَيْطَاناً مِنْ شَيَاطِينِهِ، وَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: أَ مَا تَذْكُرُونَ مَا أَصَابَنَا مِنْ شَأْنِ هَذَا؟ ذَلَّ وَ اِنْقَادَ لَنَا اَلْآنَ حَتَّى صَارَ يَرْكَبُهُ هَذَا. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تُدِيمُوا عَلَى إِبْلِيسَ سَخِينَةَ عَيْنِهِ وَ أَلَمَ جِرَاحَاتِهِ فَدُومُوا عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ وَ ذِكْرِهِ، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ إِنْ زِلْتُمْ عَنْ ذَلِكَ كُنْتُمْ أُسَرَاءَ إِبْلِيسَ فَيَرْكَبُ أَقْفِيَتَكُمْ بَعْضُ مَرَدَتِهِ».
6551 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ اَلنَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ . قَالَ: «كَانَتِ اَلْيَهُودُ تَجِدُ فِي كُتُبِهَا أَنَّ مُهَاجَرَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَ أُحُدٍ ، فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَ اَلْمَوْضِعَ، فَمَرُّوا بِجَبَلٍ يُسَمَّى حَدَداً، فَقَالُوا: حَدَدٌ وَ أُحُدٌ سَوَاءٌ؛ فَتَفَرَّقُوا عِنْدَهُ فَنَزَلَ بَعْضُهُمْ بِتَيْمَاءَ ، وَ بَعْضُهُمْ بِفَدَكَ ، وَ بَعْضُهُمْ بِخَيْبَرَ ، فَاشْتَاقَ اَلَّذِينَ بِتَيْمَاءَ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِمْ، فَمَرَّ بِهِمْ أَعْرَابِيٌّ مِنْ قَيْسٍ فَتَكَارَوْا مِنْهُ، وَ قَالَ لَهُمْ: أَمُرُّ بِكُمْ مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَ أُحُدٍ ؟ فَقَالُوا لَهُ: إِذَا مَرَرْتَ بِهِمَا فَآذِنَّا بِهِمَا. فَلَمَّا تَوَسَّطَ بِهِمْ أَرْضَ اَلْمَدِينَةِ ، قَالَ لَهُمْ: ذَاكَ عَيْرٌ ، وَ هَذَا أُحُدٌ ؛ فَنَزَلُوا عَنْ ظَهْرِ إِبِلِهِ، وَ قَالُوا: قَدْ أَصَبْنَا بُغْيَتَنَا فَلاَ حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ، فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ. فَكَتَبُوا إِلَى إِخْوَانِهِمُ اَلَّذِينَ بِفَدَكَ وَ خَيْبَرَ : أَنَّا قَدْ أَصَبْنَا اَلْمَوْضِعَ فَهَلُمُّوا إِلَيْنَا. فَكَتَبُوا إِلَيْهِمْ: أَنَّا قَدِ اِسْتَقَرَّتْ بِنَا اَلدَّارُ وَ اِتَّخَذْنَا اَلْأَمْوَالَ وَ مَا أَقْرَبَنَا مِنْكُمْ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَمَا أَسْرَعَنَا إِلَيْكُمْ! فَاتَّخَذُوا بِأَرْضِ اَلْمَدِينَةِ اَلْأَمْوَالَ، فَلَمَّا كَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ بَلَغَ تُبَّعَ فَغَزَاهُمْ، فَتَحَصَّنُوا مِنْهُ فَحَاصَرَهُمْ، وَ كَانُوا يَرِقُّونَ لِضُعَفَاءِ أَصْحَابِ تُبَّعٍ ، فَيُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِاللَّيْلِ اَلتَّمْرَ وَ اَلشَّعِيرَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ تُبَّعَ فَرَقَّ لَهُمْ وَ آمَنَهُمْ فَنَزَلُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي قَدِ اِسْتَطَبْتُ بِلاَدَكُمْ، وَ لاَ أَرَانِي إِلاَّ مُقِيماً فِيكُمْ. فَقَالُوا: إِنَّهُ لَيْسَ ذَاكَ لَكَ، إِنَّهَا مُهَاجَرُ نَبِيٍّ، وَ لَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمْ مِنْ أُسْرَتِي مَنْ إِذَا كَانَ ذَلِكَ يُسَاعِدُهُ وَ يَنْصُرُهُ ؛ فَخَلَّفَ حَيَّيْنِ: اَلْأَوْسَ ، وَ اَلْخَزْرَجَ . فَلَمَّا كَثُرُوا بِهَا كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ أَمْوَالَ اَلْيَهُودِ ، وَ كَانَتِ اَلْيَهُودُ تَقُولُ لَهُمْ: أَمَا لَوْ قَدْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ دِيَارِنَا وَ أَمْوَالِنَا؛ فَلَمَّا بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) آمَنَتْ بِهِ اَلْأَنْصَارُ ، وَ كَفَرَتْ بِهِ اَلْيَهُودُ ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ .
6552 / _3 وَ عَنْهُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ ؟ قَالَ: «كَانَ قَوْمٌ فِيمَا بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَ 44عِيسَى (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمَا)، كَانُوا يَتَوَعَّدُونَ أَهْلَ اَلْأَصْنَامِ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ يَقُولُونَ: لَيَخْرُجَنَّ نَبِيٌّ، وَ لَيَكْسِرَنَّ أَصْنَامَكُمْ، وَ لَيَفْعَلَنَّ بِكُمْ مَا يَفْعَلَنَّ؛ فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) كَفَرُوا بِهِ».
5553 / _4 اَلْعَيَّاشِيُّ : عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ هَذِهِ اَلْآيَةِ، عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ: فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ . قَالَ: «تَفْسِيرُهَا فِي اَلْبَاطِنِ: لَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا فِي عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) كَفَرُوا بِهِ، فَقَالَ اَللَّهُ فِيهِمْ: فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ فِي بَاطِنِ اَلْقُرْآنِ ». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ ، هُمُ اَلْكَافِرُونَ فِي بَاطِنِ اَلْقُرْآنِ ».
6684 / _2 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ فِي اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّصَارَى ، يَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ اَلْكِتٰابَ يَعْنِي اَلتَّوْرَاةَ وَ اَلْإِنْجِيلَ يَعْرِفُونَهُ يَعْنِي يَعْرِفُونَ رَسُولَ اَللَّهِ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمْ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ فِي اَلتَّوْرَاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ وَ اَلزَّبُورِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ صِفَةَ أَصْحَابِهِ وَ مُهَاجَرَتِهِ ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ تَعَالَى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ وَ هَذِهِ صِفَةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي اَلتَّوْرَاةِ [وَ اَلْإِنْجِيلِ ] وَ صِفَةُ أَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا بَعَثَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَفَهُ أَهْلُ اَلْكِتَابِ ، كَمَا قَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ: فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ».
63432 / _1 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ فِي اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّصَارَى ، يَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ اَلْكِتٰابَ [يَعْنِي اَلتَّوْرَاةَ وَ اَلْإِنْجِيلَ ] يَعْرِفُونَهُ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمُ يَعْنِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِأَنَّ اَللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ قَدْ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ فِي اَلتَّوْرَاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ وَ اَلزَّبُورِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ صِفَةَ أَصْحَابِهِ وَ مَبْعَثَهُ وَ مُهَاجَرَهُ، وَ هُوَ قَوْلُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ فَهَذِهِ صِفَةُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ صِفَةُ أَصْحَابِهِ فِي اَلتَّوْرَاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ ، فَلَمَّا بَعَثَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَفَهُ أَهْلُ اَلْكِتَابِ كَمَا قَالَ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ».
67978 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. قَالَ: «اَلْكُفْرُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ: فَمِنْهَا كُفْرُ اَلْجُحُودِ، وَ اَلْجُحُودُ عَلَى وَجْهَيْنِ، وَ اَلْكُفْرُ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ، وَ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ، وَ كُفْرُ اَلنِّعَمِ، فَأَمَّا كُفْرُ اَلْجُحُودِ: فَهُوَ اَلْجُحُودُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَ هُوَ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: لاَ رَبَّ، وَ لاَ جَنَّةَ ، وَ لاَ نَارَ، وَ هُوَ قَوْلُ صِنْفَيْنِ مِنَ اَلزَّنَادِقَةِ ، يُقَالُ لَهُمُ: اَلدَّهْرِيَّةُ ، وَ هُمُ اَلَّذِينَ يَقُولُونَ: وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ ، وَ هُوَ دِينٌ وَضَعُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ، بِالاِسْتِحْسَانِ، عَلَى غَيْرِ تَثَبُّتٍ مِنْهُمْ وَ لاَ تَحْقِيقٍ لِشَيْءٍ مِمَّا يَقُولُونَ. قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ 2 «3» ، إِنَّ ذَلِكَ كَمَا يَقُولُونَ، وَ قَالَ: إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ ، يَعْنِي بِتَوْحِيدِ اَللَّهِ تَعَالَى، فَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ. وَ أَمَّا اَلْوَجْهُ اَلْآخَرُ مِنَ اَلْجُحُودِ عَلَى مَعْرِفَةٍ ، وَ هُوَ أَنْ يَجْحَدَ اَلْجَاحِدُ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ قَدِ اِسْتَقَرَّ عِنْدَهُ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اِسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا ، وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ ، فَهَذَا تَفْسِيرُ وَجْهَيِ اَلْجُحُودِ».
69930 / _4 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ فِي اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّصَارَى ، يَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ اَلْكِتٰابَ يَعْرِفُونَهُ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمْ ، يَعْنِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ فِي اَلتَّوْرَاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ وَ اَلزَّبُورِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ صِفَةَ أَصْحَابِهِ ، وَ مَبْعَثَهُ وَ مُهَاجَرَهُ، وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ ، فَهَذِهِ صِفَةُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ صِفَةُ أَصْحَابِهِ فِي اَلتَّوْرَاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ ، فَلَمَّا بَعَثَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، عَرَفَهُ أَهْلُ اَلْكِتَابِ ، كَمَا قَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ».
11268 قَالَ اَلْإِمَامُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : ذَمَّ اَللَّهُ تَعَالَى اَلْيَهُودَ فَقَالَ: « وَ لَمّٰا جٰاءَهُمْ » يَعْنِي هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودَ اَلَّذِينَ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ وَ إِخْوَانَهُمْ مِنَ اَلْيَهُودِ ، جَاءَهُمْ « كِتٰابٌ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ » اَلْقُرْآنُ « مُصَدِّقٌ » ذَلِكَ اَلْكِتَابُ « لِمٰا مَعَهُمْ » مِنَ اَلتَّوْرَاةِ اَلَّتِي بُيِّنَ فِيهَا أَنَّ مُحَمَّداً اَلْأُمِّيَّ مِنْ وُلْدِ 26إِسْمَاعِيلَ ، اَلْمُؤَيَّدُ بِخَيْرِ خَلْقِ اَللَّهِ بَعْدَهُ: عَلِيٍّ وَلِيِّ اَللَّهِ. « وَ كٰانُوا » يَعْنِي هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودَ « مِنْ قَبْلُ » ظُهُورِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِالرِّسَالَةِ « يَسْتَفْتِحُونَ » يَسْأَلُونَ اَللَّهَ اَلْفَتْحَ وَ اَلظَّفَرَ « عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا » مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَ اَلْمُنَاوِينَ لَهُمْ، فَكَانَ اَللَّهُ يَفْتَحُ لَهُمْ وَ يَنْصُرُهُمْ. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: « فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ » جَاءَ هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودَ « مٰا عَرَفُوا » مِنْ نَعْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ صِفَتِهِ « كَفَرُوا بِهِ » وَ جَحَدُوا نُبُوَّتَهُ حَسَداً لَهُ وَ بَغْياً عَلَيْهِ. قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: « فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ » .
269 قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَ رَسُولَهُ بِمَا كَانَ مِنْ إِيمَانِ اَلْيَهُودِ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَبْلَ ظُهُورِهِ، وَ مِنِ اِسْتِفْتَاحِهِمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ بِذِكْرِهِ، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ . قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: وَ كَانَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ اَلْيَهُودَ فِي أَيَّامِ 32مُوسَى وَ بَعْدَهُ إِذَا دَهَمَهُمْ أَمْرٌ، وَ دَهَتْهُمْ دَاهِيَةٌ أَنْ يَدْعُوا اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ، وَ أَنْ يَسْتَنْصِرُوا بِهِمْ، وَ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ حَتَّى كَانَتِ اَلْيَهُودُ مِنْ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ قَبْلَ ظُهُورِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِسِنِينَ كَثِيرَةٍ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، فَيُكْفَوْنَ اَلْبَلاَءَ وَ اَلدَّهْمَاءَ وَ اَلدَّاهِيَةَ. وَ كَانَتِ اَلْيَهُودُ قَبْلَ ظُهُورِ مُحَمَّدٍ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِعَشْرِ سِنِينَ يُعَادِيهِمْ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ قَوْمٌ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ وَ يَقْصِدُونَ أَذَاهُمْ، وَ كَانُوا يَسْتَدْفِعُونَ شُرُورَهُمْ وَ بَلاَءَهُمْ بِسُؤَالِهِمْ رَبَّهُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ، حَتَّى قَصَدَهُمْ فِي بَعْضِ اَلْأَوْقَاتِ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ فِي ثَلاَثَةِ آلاَفِ فَارِسٍ إِلَى بَعْضِ قُرَى اَلْيَهُودِ حَوَالَيِ اَلْمَدِينَةِ ، فَتَلَقَّاهُمُ اَلْيَهُودُ وَ هُمْ ثَلاَثُمِائَةِ فَارِسٍ، وَ دَعَوُا اَللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ اَلطَّاهِرِينَ فَهَزَمُوهُمْ وَ قَطَعُوهُمْ. فَقَالَ أَسَدٌ وَ غَطَفَانُ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: تَعَالَوْا نَسْتَعِينُ عَلَيْهِمْ بِسَائِرِ اَلقَبَائِلِ. فَاسْتَعَانُوا عَلَيْهِمْ بِالْقَبَائِلِ وَ أَكْثَرُوا حَتَّى اِجْتَمَعُوا قَدْرَ ثَلاَثِينَ أَلْفاً، وَ قَصَدُوا هَؤُلاَءِ اَلثَّلاَثَمِائَةٍ فِي قَرْيَتِهِمْ، فَأَلْجَئُوهُمْ إِلَى بُيُوتِهَا وَ قَطَعُوا عَنْهَا اَلْمِيَاهَ اَلْجَارِيَةَ اَلَّتِي كَانَتْ تَدْخُلُ إِلَى قُرَاهُمْ، وَ مَنَعُوا عَنْهُمُ اَلطَّعَامَ، وَ اِسْتَأْمَنَ اَلْيَهُودُ مِنْهُمْ فَلَمْ يُؤْمِنُوهُمْ، وَ قَالُوا: لاَ، إِلاَّ أَنْ نَقْتُلَكُمْ وَ نَسْبِيَكُمْ وَ نَنْهَبَكُمْ. فَقَالَتِ اَلْيَهُودُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ: كَيْفَ نَصْنَعُ فَقَالَ لَهُمْ أَمَاثِلُهُمْ وَ ذَوُو اَلرَّأْيِ مِنْهُمْ: أَ مَا أَمَرَ 32مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَسْلاَفَكُمْ وَ مَنْ بَعْدَهُمْ بِالاِسْتِنْصَارِ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَ مَا أَمَرَكُمْ بِالاِبْتِهَالِ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ اَلشَّدَائِدِ بِهِمْ قَالُوا: بَلَى. قَالُوا: فَافْعَلُوا. فَقَالُوا: اَللَّهُمَّ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ لَمَّا سَقَيْتَنَا، فَقَدْ قَطَعَتِ اَلظَّلَمَةُ عَنَّا اَلْمِيَاهَ حَتَّى ضَعُفَ شُبَّانُنَا، وَ تَمَاوَتَتْ وِلْدَانُنَا، وَ أَشْرَفْنَا عَلَى اَلْهَلَكَةِ. فَبَعَثَ اَللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ وَابِلاً هَطْلاً سَحّاً أَمْلَأَ حِيَاضَهُمْ وَ آبَارَهُمْ وَ أَنْهَارَهُمْ وَ أَوْعِيَتَهُمْ وَ ظُرُوفَهُمْ فَقَالُوا: هَذِهِ إِحْدَى اَلْحُسْنَيَيْنِ. ثُمَّ أَشْرَفُوا مِنْ سُطُوحِهِمْ عَلَى اَلْعَسَاكِرِ اَلْمُحِيطَةِ بِهِمْ، فَإِذَا اَلْمَطَرُ قَدْ آذَاهُمْ غَايَةَ اَلْأَذَى وَ أَفْسَدَ [عَلَيْهِمْ] أَمْتِعَتَهُمْ وَ أَسْلِحَتَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ. فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ لِذَلِكَ بَعْضُهُمْ، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَلْمَطَرَ أَتَاهُمْ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ فِي حَمَارَّةِ اَلْقَيْظِ حِينَ لاَ يَكُونُ مَطَرٌ فَقَالَ اَلْبَاقُونَ مِنَ اَلْعَسَاكِرِ: هَبْكُمْ سُقِيتُمْ فَمِنْ أَيْنَ تَأْكُلُونَ وَ لَئِنِ اِنْصَرَفَ عَنْكُمْ هَؤُلاَءِ فَلَسْنَا نَنْصَرِفُ حَتَّى نَقْهَرَكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَ عِيَالاَتِكُمْ وَ أَهَالِيكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ، وَ نَشْفِي غَيْظَنَا مِنْكُمْ. فَقَالَتِ اَلْيَهُودُ : إِنَّ اَلَّذِي سَقَانَا بِدُعَائِنَا بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُطْعِمَنَا، وَ إِنَّ اَلَّذِي صَرَفَ عَنَّا مَنْ صَرَفَهُ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَصْرِفَ اَلْبَاقِينَ. ثُمَّ دَعَوُا اَللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَنْ يُطْعِمَهُمْ. فَجَاءَتْ قَافِلَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ قَوَافِلِ اَلطَّعَامِ قَدْرَ أَلْفَيْ جَمَلٍ وَ بَغْلٍ وَ حِمَارٍ مُوقَرَةٍ حِنْطَةً وَ دَقِيقاً، وَ هُمْ لاَ يَشْعُرُونَ بِالْعَسَاكِرِ فَانْتَهَوْا إِلَيْهِمْ وَ هُمْ نِيَامٌ، وَ لَمْ يَشْعُرُوا بِهِمْ، لِأَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى ثَقَّلَ نَوْمَهُمْ حَتَّى دَخَلُوا اَلْقَرْيَةَ، وَ لَمْ يَمْنَعُوهُمْ، وَ طَرَحُوا فِيهَا أَمْتِعَتَهُمْ وَ بَاعُوهَا مِنْهُمْ فَانْصَرَفُوا وَ أَبْعَدُوا، وَ تَرَكُوا اَلْعَسَاكِرَ نَائِمَةً لَيْسَ فِي أَهْلِهَا عَيْنٌ تَطْرِفُ، فَلَمَّا أَبْعَدُوا اِنْتَبَهُوا، وَ نَابَذُوا اَلْيَهُودَ اَلْحَرْبَ، وَ جَعَلَ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اَلْوَحَا، اَلْوَحَا فَإِنَّ هَؤُلاَءِ اِشْتَدَّ بِهِمُ اَلْجُوعُ وَ سَيَذِلُّونَ لَنَا. قَالَ لَهُمُ اَلْيَهُودُ : هَيْهَاتَ بَلْ قَدْ أَطْعَمَنَا رَبُّنَا وَ كُنْتُمْ نِيَاماً: جَاءَنَا مِنَ اَلطَّعَامِ كَذَا وَ كَذَا، وَ لَوْ أَرَدْنَا قِتَالَكُمْ فِي حَالِ نَوْمِكُمْ لَتَهَيَّأَ لَنَا وَ لَكِنَّا كَرِهْنَا اَلْبَغْيَ عَلَيْكُمْ، فَانْصَرِفُوا عَنَّا وَ إِلاَّ دَعَوْنَا عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اِسْتَنْصَرْنَا بِهِمْ أَنْ يُخْزِيَكُمْ كَمَا قَدْ أَطْعَمَنَا وَ أَسْقَانَا. فَأَبَوْا إِلاَّ طُغْيَاناً فَدَعَوُا اَللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اِسْتَنْصَرُوا بِهِمْ. ثُمَّ بَرَزَ اَلثَّلاَثُمِائَةِ إِلَى (اَلنَّاسِ لِلِّقَاءِ) فَقَتَلُوا مِنْهُمْ وَ أَسَرُوا، وَ طَحْطَحُوهُمْ وَ اِسْتَوْثَقُوا مِنْهُمْ بِأُسَرَائِهِمْ، فَكَانُوا لاَ يَنْدَاهُمْ مَكْرُوهٌ مِنْ جِهَتِهِمْ لِخَوْفِهِمْ عَلَى مَنْ لَهُمْ فِي أَيْدِي اَلْيَهُودِ . فَلَمَّا ظَهَرَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَسَدُوهُ، إِذْ كَانَ مِنَ اَلْعَرَبِ ، فَكَذَّبُوهُ. .
14270 ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ : هَذِهِ نُصْرَةُ اَللَّهِ تَعَالَى لِلْيَهُودِ عَلَى اَلْمُشْرِكِينَ بِذِكْرِهِمْ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ . أَلاَ فَاذْكُرُوا يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، مُحَمَّداً وَ آلَهُ عِنْدَ نَوَائِبِكُمْ وَ شَدَائِدِكُمْ لِيَنْصُرَ اَللَّهُ بِهِ مَلاَئِكَتَكُمْ عَلَى اَلشَّيَاطِينِ اَلَّذِينَ يَقْصِدُونَكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَعَهُ مَلَكٌ عَنْ يَمِينِهِ يَكْتُبُ حَسَنَاتِهِ، وَ مَلَكٌ عَنْ يَسَارِهِ يَكْتُبُ سَيِّئَاتِهِ، وَ مَعَهُ شَيْطَانَانِ مِنْ عِنْدِ 1إِبْلِيسَ يُغْوِيَانِهِ، فَإِذَا وَسْوَسَا فِي قَلْبِهِ، ذَكَرَ اَللَّهَ وَ قَالَ: لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ، وَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ، خَنَسَ اَلشَّيْطَانَانِ ثُمَّ صَارَا إِلَى 1إِبْلِيسَ فَشَكَوَاهُ وَ قَالاَ لَهُ: قَدْ أَعْيَانَا أَمْرُهُ، فَأَمْدِدْنَا بِالْمَرَدَةِ. فَلاَ يَزَالُ يُمِدُّهُمَا حَتَّى يُمِدَّهُمَا بِأَلْفِ مَارِدٍ، فَيَأْتُونَهُ، فَكُلَّمَا رَامُوهُ ذَكَرَ اَللَّهَ، وَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ لَمْ يَجِدُوا عَلَيْهِ طَرِيقاً وَ لاَ مَنْفَذاً. قَالُوا 1لِإِبْلِيسَ : لَيْسَ لَهُ غَيْرُكَ تُبَاشِرُهُ بِجُنُودِكَ فَتَغْلِبَهُ وَ تُغْوِيَهُ، فَيَقْصِدُهُ 1إِبْلِيسُ بِجُنُودِهِ. فَيَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ: «هَذَا 1إِبْلِيسُ قَدْ قَصَدَ عَبْدِي فُلاَناً، أَوْ أَمَتِي فُلاَنَةَ بِجُنُودِهِ أَلاَ فَقَاتِلُوهُمْ» فَيُقَاتِلُهُمْ بِإِزَاءِ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ مِنْهُمْ، مِائَةُ [أَلْفِ] مَلَكٍ، وَ هُمْ عَلَى أَفْرَاسٍ مِنْ نَارٍ بِأَيْدِيهِمْ سُيُوفٌ مِنْ نَارٍ وَ رِمَاحٌ مِنْ نَارٍ، وَ قِسِيٌّ وَ نَشَاشِيبُ وَ سَكَاكِينُ وَ أَسْلِحَتُهُمْ مِنْ نَارٍ، فَلاَ يَزَالُونَ يُخْرِجُونَهُمْ وَ يَقْتُلُونَهُمْ بِهَا، وَ يَأْسِرُونَ 1إِبْلِيسَ ، فَيَضَعُونَ عَلَيْهِ تِلْكَ اَلْأَسْلِحَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَعْدَكَ وَعْدَكَ، قَدْ أَجَّلْتَنِي إِلَى يَوْمِ اَلْوَقْتِ اَلْمَعْلُومِ . فَيَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ: «وَعَدْتُهُ أَنْ لاَ أُمِيتَهُ، وَ لَمْ أَعِدْهُ أَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِ اَلسِّلاَحَ وَ اَلْعَذَابَ وَ اَلْآلاَمَ، اِشْتَفُوا مِنْهُ ضَرْباً بِأَسْلِحَتِكُمْ فَإِنِّي لاَ أُمِيتُهُ» فَيُثْخِنُونَهُ بِالْجِرَاحَاتِ ثُمَّ يَدْعُونَهُ، فَلاَ يَزَالُ سَخِينَ اَلْعَيْنِ عَلَى نَفْسِهِ وَ أَوْلاَدِهِ اَلْمَقْتُولِينَ وَ لاَ يَنْدَمِلُ شَيْءٌ مِنْ جِرَاحَاتِهِ إِلاَّ بِسَمَاعِهِ أَصْوَاتَ اَلْمُشْرِكِينَ بِكُفْرِهِمْ. فَإِنْ بَقِيَ هَذَا اَلْمُؤْمِنُ عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ وَ ذِكْرِهِ، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، بَقِيَ عَلَى 1إِبْلِيسَ تِلْكَ اَلْجِرَاحَاتُ، وَ إِنْ زَالَ اَلْعَبْدُ عَنْ ذَلِكَ، وَ اِنْهَمَكَ فِي مُخَالَفَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَعَاصِيهِ، اِنْدَمَلَتْ جِرَاحَاتُ 1إِبْلِيسَ ، ثُمَّ قَوِيَ عَلَى ذَلِكَ اَلْعَبْدِ حَتَّى يُلْجِمَهُ وَ يُسْرِجَ عَلَى ظَهْرِهِ وَ يَرْكَبَهُ، ثُمَّ يَنْزِلُ عَنْهُ وَ يُرْكِبُ عَلَى ظَهْرِهِ شَيْطَاناً مِنْ شَيَاطِينِهِ، وَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: أَ مَا تَذْكُرُونَ مَا أَصَابَنَا مِنْ شَأْنِ هَذَا ذَلَّ وَ اِنْقَادَ لَنَا اَلْآنَ حَتَّى صَارَ يَرْكَبُهُ هَذَا. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تُدِيمُوا عَلَى 1إِبْلِيسَ سُخْنَةَ عَيْنِهِ وَ أَلَمَ جِرَاحَاتِهِ فَدَاوِمُوا عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ وَ ذِكْرِهِ، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ إِنْ زِلْتُمْ عَنْ ذَلِكَ كُنْتُمْ أُسَرَاءَ 1إِبْلِيسَ فَيَرْكَبُ أَقْفِيَتَكُمْ بَعْضُ مَرَدَتِهِ .
271 وَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : وَ كَانَ قَضَاءُ اَلْحَوَائِجِ وَ إِجَابَةُ اَلدُّعَاءِ، إِذَا سُئِلَ اَللَّهُ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ آلِهِمَا عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ ، مَشْهُوراً فِي اَلزَّمَنِ اَلسَّالِفِ، حَتَّى إِنَّ مَنْ طَالَ بِهِ اَلْبَلاَءُ قِيلَ: هَذَا طَالَ بَلاَؤُهُ، لِنِسْيَانِهِ اَلدُّعَاءَ لِلَّهِ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ. وَ لَقَدْ كَانَ مِنْ عَجِيبِ اَلْفَرَجِ بِالدُّعَاءِ بِهِمْ: فَرَجُ ثَلاَثَةِ نَفَرٍ كَانُوا يَمْشُونَ فِي صَحْرَاءَ إِلَى جَانِبِ جَبَلٍ، فَأَخَذَتْهُمُ اَلسَّمَاءُ فَأَلْجَأَتْهُمْ إِلَى غَارٍ كَانُوا يَعْرِفُونَهُ، فَدَخَلُوهُ يَتَوَقَّوْنَ بِهِ مِنَ اَلْمَطَرِ، وَ كَانَ فَوْقَ اَلْغَارِ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ تَحْتَهَا مَدَرَةٌ، هِيَ رَاكِبَتُهَا فَابْتَلَّتِ اَلْمَدَرَةُ فَتَدَحْرَجَتِ اَلصَّخْرَةُ فَصَارَتْ فِي بَابِ اَلْغَارِ، فَسَدَّتْهُ وَ أَظْلَمَ عَلَيْهِمُ اَلْمَكَانُ. وَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ عَفَا اَلْأَثَرُ وَ دَرَسَ اَلْخَبَرُ وَ لاَ يَعْلَمُ بِنَا أَهْلُونَا، وَ لَوْ عَلِمُوا لَمَا أَغْنَوْا عَنَّا شَيْئاً لِأَنَّهُ لاَ طَاقَةَ لِلْآدَمِيِّينَ بِقَلْبِ هَذِهِ اَلصَّخْرَةِ عَنْ هَذَا اَلْمَوْضِعِ، هَذَا وَ اَللَّهِ قَبْرُنَا اَلَّذِي فِيهِ نَمُوتُ، وَ مِنْهُ نُحْشَرُ. ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَ وَ لَيْسَ 32مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ مَنْ بَعْدَهُ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ أَمَرُوا أَنَّهُ إِذَا دَهَتْنَا دَاهِيَةٌ أَنْ نَدْعُوَ اَللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ قَالُوا: بَلَى. قَالُوا: فَلاَ نَعْرِفُ دَاهِيَةً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ. فَقَالُوا: [تَعَالَوْا] نَدْعُوا اَللَّهَ بِمُحَمَّدٍ اَلْأَشْرَفِ اَلْأَفْضَلِ وَ بِآلِهِ اَلطَّيِّبِينَ وَ يَذْكُرُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا حَسَنَةً مِنْ حَسَنَاتِهِ اَلَّتِي أَرَادَ اَللَّهَ بِهَا، فَلَعَلَّ اَللَّهَ أَنْ يُفَرِّجَ عَنَّا. فَقَالَ أَحَدُهُمْ: اَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ رَجُلاً كَثِيرَ اَلْمَالِ، حَسَنَ اَلْحَالِ أَبْنِي اَلْقُصُورَ، وَ اَلْمَسَاكِنَ وَ اَلدُّورَ، وَ كَانَ لِي أُجَرَاءُ، وَ كَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ يَعْمَلُ عَمَلَ رَجُلَيْنِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ اَلْمَسَاءِ عَرَضْتُ عَلَيْهِ أُجْرَةً وَاحِدَةً فَامْتَنَعَ، وَ قَالَ إِنَّمَا عَمِلْتُ عَمَلَ رَجُلَيْنِ فَأَنَا أَبْتَغِي أُجْرَةَ رَجُلَيْنِ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا اِشْتَرَطْتُ عَمَلَ رَجُلٍ، وَ اَلثَّانِي فَأَنْتَ بِهِ مُتَطَوِّعٌ لاَ أُجْرَةَ لَكَ. فَذَهَبَ وَ سَخِطَ ذَلِكَ، وَ تَرَكَهُ عَلَيَّ، فَاشْتَرَيْتُ بِتِلْكَ اَلْأُجْرَةِ حِنْطَةً، فَبَذَرْتُهَا، فَزَكَتْ وَ نَمَتْ، ثُمَّ أَعَدْتُ مَا اِرْتَفَعَ فِي اَلْأَرْضِ فَعَظُمَ زَكَاؤُهَا وَ نَمَاؤُهَا، ثُمَّ أَعَدْتُ بَعْدَ مَا اِرْتَفَعَ مِنَ اَلثَّانِي فِي اَلْأَرْضِ، فَعَظُمَ اَلنَّمَاءُ وَ اَلزَّكَاءُ، ثُمَّ مَا زِلْتُ هَكَذَا حَتَّى [إِنِّي] عَقَدْتُ بِهِ اَلضِّيَاعَ وَ اَلْقُصُورَ وَ اَلْقُرَى وَ اَلدُّورَ وَ اَلْمَنَازِلَ وَ اَلْمَسَاكِنَ، وَ قُطْعَانَ اَلْإِبِلِ وَ اَلْبَقَرِ وَ اَلْغَنَمِ وَ صُوَّارَ اَلْعِيرِ وَ اَلدَّوَابِّ، وَ اَلْأَثَاثَ وَ اَلْأَمْتِعَةَ، وَ اَلْعَبِيدَ وَ اَلْإِمَاءَ، وَ اَلْفُرُشَ وَ اَلْآلاَتِ وَ اَلنِّعَمَ اَلْجَلِيلَةَ، وَ اَلدَّرَاهِمَ وَ اَلدَّنَانِيرَ اَلْكَثِيرَةَ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سِنِينَ مَرَّ بِي ذَلِكَ اَلْأَجِيرُ، وَ قَدْ سَاءَتْ حَالُهُ وَ تَضَعْضَعَتْ، وَ اِسْتَوْلَى عَلَيْهِ اَلْفَقْرُ، وَ ضَعُفَ بَصَرُهُ، فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اَللَّهِ أَ مَا تَعْرِفُنِي أَنَا أَجِيرُكَ اَلَّذِي سَخِطْتُ أُجْرَةً وَاحِدَةً ذَلِكَ اَلْيَوْمَ، وَ تَرَكْتُهَا لِغِنَائِي عَنْهَا، وَ أَنَا اَلْيَوْمَ فَقِيرٌ [وَ قَدْ صِرْتُ كَمَا تَرَى] وَ قَدْ رَضِيتُ بِهَا، فَأَعْطِنِيهَا. فَقُلْتُ لَهُ: دُونَكَ هَذِهِ اَلضِّيَاعَ وَ اَلْقُرَى وَ اَلْقُصُورَ وَ اَلدُّورَ وَ اَلْمَنَازِلَ وَ اَلْمَسَاكِنَ وَ قُطْعَانَ اَلْإِبِلِ وَ اَلْبَقَرِ وَ اَلْغَنَمِ وَ صُوَّارَ اَلْعِيرِ وَ اَلدَّوَابِّ، وَ اَلْأَثَاثَ وَ اَلْأَمْتِعَةَ، وَ اَلْعَبِيدَ وَ اَلْإِمَاءَ وَ اَلْفُرُشَ وَ اَلْآلاَتِ وَ اَلنِّعَمَ اَلْجَلِيلَةَ، وَ اَلدَّرَاهِمَ وَ اَلدَّنَانِيرَ اَلْكَثِيرَةَ، فَتَنَاوَلْهَا إِلَيْكَ أَجْمَعَ مُبَارَكاً، فَهِيَ لَكَ. فَبَكَى وَ قَالَ لِي: يَا عَبْدَ اَللَّهِ سَوَّفْتَ حَقِّي مَا سَوَّفْتَ، ثُمَّ أَنْتَ اَلْآنَ تَهْزَأُ بِي! فَقُلْتُ: «مَا أَهْزَأُ بِكَ، وَ مَا أَنَا إِلاَّ جَادٌّ مُجِدٌّ، هَذِهِ كُلُّهَا نَتَائِجُ أُجْرَتِكَ تِلْكَ، تَوَلَّدَتْ عَنْهَا فَالْأَصْلُ كَانَ لَكَ، فَهَذِهِ اَلْفُرُوعُ كُلُّهَا تَابِعَةٌ لِلْأَصْلِ فَهِيَ لَكَ» فَسَلَّمْتُهَا إِلَيْهِ أَجْمَعَ. اَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا رَجَاءَ ثَوَابِكَ وَ خَوْفَ عِقَابِكَ، فَافْرِجْ عَنَّا بِمُحَمَّدٍ اَلْأَفْضَلِ اَلْأَكْرَمِ سَيِّدِ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ اَلَّذِي شَرَّفْتَهُ، وَ بِآلِه أَفْضَلِ آلِ اَلنَّبِيِّينَ، وَ أَصْحَابِهِ أَكْرَمِ أَصْحَابِ اَلْمُرْسَلِينَ، وَ أُمَّتِهِ خَيْرِ اَلْأُمَمِ أَجْمَعِينَ. قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فَزَالَ ثُلُثُ اَلْحَجَرِ وَ دَخَلَ عَلَيْهِمُ اَلضَّوْءُ. وَ قَالَ اَلثَّانِي: اَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتْ لِي بَقَرَةٌ أَحْتَلِبُهَا، ثُمَّ أَرُوحُ بِلَبَنِهَا عَلَى أُمِّي، ثُمَّ أَرُوحُ بِسُؤْرِهَا عَلَى أَهْلِي وَ وُلْدِي، فَأَخَّرَنِي عَائِقٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَادَفْتُ أُمِّي نَائِمَةً، فَوَقَفْتُ عِنْدَ رَأْسِهَا لِتَنَبَّهَ لاَ أُنَبِّهُهَا مِنْ طِيبِ وَسَنِهَا، وَ أَهْلِي وَ وُلْدِي يَتَضَاغَوْنَ مِنَ اَلْجُوعِ وَ اَلْعَطَشِ، فَمَا زِلْتُ وَاقِفاً لاَ أَحْفِلُ بِأَهْلِي وَ وُلْدِي حَتَّى اِنْتَبَهَتْ هِيَ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهَا، فَسَقَيْتُهَا حَتَّى رَوِيَتْ، ثُمَّ عَطَفْتُ بِسُؤْرِهَا عَلَى أَهْلِي وَ وُلْدِي. اَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ ثَوَابِكَ، وَ خَوْفَ عِقَابِكَ، فَافْرِجْ عَنَّا بِحَقِّ مُحَمَّدٍ اَلْأَفْضَلِ اَلْأَكْرَمِ سَيِّدِ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ، اَلَّذِي شَرَّفْتَهُ بِآلِهِ أَفْضَلِ آلِ اَلنَّبِيِّينَ، وَ أَصْحَابِهِ أَكْرَمِ أَصْحَابِ اَلْمُرْسَلِينَ، وَ أُمَّتِهِ خَيْرِ اَلْأُمَمِ أَجْمَعِينَ. قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فَزَالَ ثُلُثٌ آخَرُ مِنَ اَلْحَجَرِ [وَ دَخَلَ عَلَيْهِمُ اَلضَّوْءُ] وَ قَوِيَ طَمَعُهُمْ فِي اَلنَّجَاةِ. وَ قَالَ اَلثَّالِثُ: اَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي هَوِيتُ أَجْمَلَ اِمْرَأَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَرَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا، فَأَبَتْ عَلَيَّ إِلاَّ بِمِائَةِ دِينَارٍ، وَ لَمْ أَكُنْ أَمْلِكُ شَيْئاً، فَمَا زِلْتُ أَسْلُكُ بَرّاً وَ بَحْراً وَ سَهْلاً وَ جَبَلاً، وَ أُبَاشِرُ اَلْأَخْطَارَ وَ أَسْلُكُ اَلْفَيَافِيَ وَ اَلْقِفَارَ، وَ أَتَعَرَّضُ لِلْمَهَالِكِ وَ اَلْمَتَالِفِ أَرْبَعَ سِنِينَ حَتَّى جَمَعْتُهَا، وَ أَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، وَ مَكَّنَتْنِي مِنْ نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ مِنْهَا مَقْعَدَ اَلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ، اِرْتَعَدَتْ فَرَائِصُهَا، وَ قَالَتْ لِي: «يَا عَبْدَ اَللَّهِ إِنِّي جَارِيَةٌ عَذْرَاءُ فَلاَ تَفُضَّ خَاتَمَ اَللَّهِ إِلاَّ بِأَمْرِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى أَنْ أُمَكِّنَكَ مِنْ نَفْسِيَ اَلْحَاجَةَ وَ اَلشِّدَّةَ» فَقُمْتُ عَنْهَا وَ تَرَكْتُهَا وَ تَرَكْتُ اَلْمِائَةَ دِينَارٍ عَلَيْهَا. اَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ ثَوَابِكَ، وَ خَوْفَ عِقَابِكَ، فَافْرِجْ عَنَّا بِحَقِّ مُحَمَّدٍ اَلْأَفْضَلِ اَلْأَكْرَمِ سَيِّدَ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ، اَلَّذِي شَرَّفْتَهُ بِآلِهِ أَفْضَلِ آلِ اَلنَّبِيِّينَ وَ أَصْحَابِهِ أَكْرَمِ أَصْحَابِ اَلْمُرْسَلِينَ وَ أُمَّتِهِ خَيْرِ اَلْأُمَمِ أَجْمَعِينَ. قَالَ: فَزَالَ اَلْحَجَرُ كُلُّهُ، وَ تَدَحْرَجَ، وَ هُوَ يُنَادِي بِصَوْتٍ فَصِيحٍ بَيِّنٍ يَعْقِلُونَهُ وَ يَفْهَمُونَهُ: بِحُسْنِ نِيَّاتِكُمْ نَجَوْتُمْ، وَ بِمُحَمَّدٍ اَلْأَفْضَلِ اَلْأَكْرَمِ سَيِّدِ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ (اَلْمَخْصُوصِ بِآلِ أَفْضَلِ اَلنَّبِيِّينَ، وَ أَكْرَمِ أَصْحَابِ اَلْمُرْسَلِينَ) وَ بِخَيْرِ أُمَّةٍ سَعِدْتُمْ وَ نِلْتُمْ أَفْضَلَ اَلدَّرَجَاتِ .
و أخرج البيهقي في الدلائل من طريق السدى عن أبى مالك و عن أبى صالح عن ابن عباس و عن مرة عن ابن مسعود و ناس من الصحابة في الآية قال كانت العرب تمر باليهود فيؤذونهم و كانوا يجدون محمدا في التوراة فيسألون الله ان يبعثه نبيا فيقاتلون معه العرب فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ محمد كَفَرُوا بِهِ حين لم يكن من بنى إسرائيل
أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في قوله وَ لَمّٰا جٰاءَهُمْ كِتٰابٌ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ قال هو القرآن مُصَدِّقٌ لِمٰا مَعَهُمْ قال من التوراة و الإنجيل
14أخرج ابن اسحق و ابن جرير و ابن المنذر و أبو نعيم و البيهقي كلاهما في الدلائل من طريق عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري حدثني أشياخ منا قالوا لم يكن أحد من العرب أعلم بشأن رسول الله صلى الله عليه و سلم منا كان معنا يهود و كانوا أهل كتاب و كنا أصحاب وثن و كنا إذا بلغنا منهم ما يكرهون قالوا ان نبيا يبعث ألان قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وارم فلما بعث الله رسوله اتبعناه و كفروا به ففينا و الله و فيهم أنزل الله وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا الآية كلها
14و أخرج الحاكم و البيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن ابن عباس قال كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فكلما التقوا هزمت يهود فعاذت بهذا الدعاء اللهم انا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا ان تخرجه لنا في آخر الزمان الا نصرتنا عليهم فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا فهزموا غطفان فلما بعث النبي صلى الله عليه و سلم كفروا به فانزل الله وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا يعنى و قد كانوا يستفتحون بك يا محمد إلى قوله فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ
14و أخرج ابن اسحق و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس ان يهود كانوا يستفتحون على الأوس و الخزرج برسول الله صلى الله عليه و سلم قبل مبعثه فلما بعثه الله من العرب كَفَرُوا بِهِ و جحدوا ما كانوا يقولون فيه فقال لهم معاذ بن جبل و بشر ابن البراء و داود بن سلمة يا معشر يهود اتقوا الله و اسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد و نحن أهل شرك و تخبرونا بانه مبعوث و تصفونه بصفته فقال سلام بن مشكم أحد بنى النضير ما جاءنا بشيء نعرفه و ما هو بالذي كنا نذكر لكم فانزل الله وَ لَمّٰا جٰاءَهُمْ كِتٰابٌ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ الآية
14و أخرج أحمد و ابن قانع و الطبراني و الحاكم و صححه و أبو نعيم و البيهقي كلاهما في الدلائل عن سلمة بن سلامة بن وقش و كان من أهل بدر قال كان لنا جار يهودي في بنى عبد الأشهل فخرج علينا يوما من بيته قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بيسير حتى وقف على مجلس بنى الأشهل قال سلمة و أنا يومئذ أحدث من فيه سنا على بردة مضطجعا فيها بفناء أهلي فذكر البعث و القيامة و الحساب و الميزان و الجنة و النار قال ذلك لأهل شرك أصحاب أوثان لا يرون ان بعثا كائنا بعد الموت فقالوا له ويحك يا فلان ترى هذا كائنا ان الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة و نار يجزون فيها بأعمالهم فقال نعم و الذي يحلف به يود ان له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدنيا يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطينونه عليه و ان ينجو من تلك النار غدا قالوا له ويحك و ما آية ذلك قال نبى يبعث من نحو هذه البلاد و أشار بيده نحو مكة و اليمن فقالوا و متى نراه قال فنظر إلى و أنا من أحدثهم سنا ان يستنفد هذا الغلام عمره يدركه قال سلمة فو الله ما ذهب الليل و النهار حتى بعث الله رسوله صلى الله عليه و سلم و هو بين أظهرنا فآمنا به و كفر به بغيا و حسدا فقلنا ويلك يا فلان ا لست بالذي قلت لنا قال بلى و ليس به
14و أخرج ابن جرير عن ابن عباس وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا يقول يستنصرون بخروج محمد على مشركي العرب يعنى بذلك أهل الكتاب فلما بعث الله محمدا وراؤه من غيرهم كَفَرُوا بِهِ و حسدوه
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ قال نزلت في اليهود عرفوا محمدا انه نبى و كفروا به
14و أخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء و الضحاك عن ابن عباس قال كانت يهود بنى قريظة و النضير من قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه و سلم يَسْتَفْتِحُونَ الله يدعون عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا و يقولون اللهم انا نستنصرك بحق النبي الأمي الا نصرتنا عليهم فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا يريد محمدا و لم يشكوا فيه كفروا به
14و أخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال كان يهود أهل المدينة قبل قدوم النبي صلى الله عليه و سلم إذا قاتلوا من يليهم من مشركي العرب من أسد و غطفان و جهينة و عذرة يستفتحون عليهم و يستنصرون يدعون عليهم باسم نبى الله فيقولون اللهم ربنا انصرنا عليهم باسم نبيك و بكتابك الذي تنزل عليه الذي وعدتنا انك باعثه في آخر الزمان
14و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و أبو نعيم عن قتادة قال كانت اليهود تستفتح بمحمد على كفار العرب يقولون اللهم ابعث النبي الذي نجده في التوراة يعذبهم و يقتلهم فلما بعث الله محمدا كَفَرُوا بِهِ حين رأوه بعث من غيرهم حسدا للعرب وهم يعلمون انه رسول الله
1)محمّد بن يعقوب،از على بن ابراهيم،از پدرش از بكر بن صالح،از قاسم بن يزيد،از ابو عمرو زبيرى،روايت كرده است كه وى گفت:به حضرت امام جعفر صادق عليه السّلام عرض كردم:مرا از گونههاى كفر در كتاب خداوند عز و جل آگاه ساز.ايشان فرمود:كفر در كتاب خدا پنج گونه است:يكى كفر جحود كه خود دو گونه است و يكى كفر با ترك دستورات خداوند و يكى كفر برائت و ديگرى كفر نعمت. اما كفر جحود،يكى جحود و انكار ربوبيت خداست و اين سخن كسى است كه مىگويد:نه پروردگارى هست و نه بهشتى و نه جهنمى و اين سخن دو دسته از زنادقه است كه به آنها...
1)حضرت امام حسن عسكرى عليه السّلام فرمود:خداوند يهوديان را نكوهش كرد و فرمود: «وَ لَمّٰا جٰاءَهُمْ» يعنى آن يهوديانى كه يادشان گذشت و نيز برادران همكيش آنها «كِتٰابٌ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ» يعنى قرآن «مُصَدِّقٌ» آن كتاب «لِمٰا مَعَهُمْ» ازآنچه در تورات بيان شده،يعنى محمّد امّى،فرزندى از فرزندان اسماعيل توسط نيكترين آفريدگان خدا،على عليه السّلام،ولى خدا تأييد مىشود. «وَ كٰانُوا» يعنى آن يهوديان «مِنْ قَبْلُ» رسالت محمّد صلّى اللّه عليه و آله «يَسْتَفْتِحُونَ» از خداوند پيروزى و كاميابى...
2)محمّد بن يعقوب،از محمّد بن يحيى،از احمد بن محمّد بن عيسى،از حسين بن سعيد،از نضر بن سويد،از زرعة بن محمّد،از ابو بصير،از حضرت امام جعفر صادق عليه السّلام روايت كرد كه ايشان درباره آيه: «وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ» فرمود:يهوديان،در كتابهاى دينى خود يافته بودند كه هجرتگاه پيامبر ميان دو كوه احد و عير2قرار دارد؛آنها در جستجوى آن جايگاه بيرون شدند.هنگامى كه از كوهى به نام حدد گذر كردند به خود گفتند:حدد3همان احد...
3)و از وى،از على بن ابراهيم،از پدرش،از صفوان بن يحيى،از اسحاق بن عمار،روايت شده است كه او گفت:از حضرت امام جعفر صادق عليه السّلام درباره كلام خداوند متعال: «وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ» پرسيدم،ايشان فرمود:در روزگار بين محمّد و عيسى،مردمى مىزيستند كه بتپرستان را از آمدن پيامبر بر حذر مىداشتند و مىگفتند:بدون شك،پيامبر ظهور مىكند و بتهايتان را درهم مىشكند و چنينوچنان...
4)عياشى،از جابر روايت كرده است كه وى گفت:از حضرت امام محمّد باقر عليه السّلام درباره آيهى: «فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ» پرسيدم،ايشان فرمود: تفسير باطنى آن چنين است:وقتى آنچه درباره على عليه السّلام مىدانستند برايشان آمد انكارش كردند،پس خداوند متعال درباره آنها فرمود: «فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ» اين تفسير باطنى آيه است.امام محمّد باقر عليه السّلام فرمود:يعنى در باطن قرآن كافران همان بنى اميه مىباشند.1
2)على بن ابراهيم،از پدرش،از ابن ابى عمير،از حماد،از حريز،از امام صادق عليه السّلام روايت مىكند كه فرمود:اين آيه در شأن يهوديان و مسيحيان نازل شده است.خداوند تبارك و تعالى مىفرمايد: «اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ اَلْكِتٰابَ» يعنى تورات و انجيل «يَعْرِفُونَهُ» يعنى رسول اللّه را مىشناسند «كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمْ»؛ زيرا خداوند عز و جل در تورات و انجيل و زبور،توصيف محمد صلّى اللّه عليه و آله و توصيف اصحاب او و هجرتش را بر آنان نازل كرده است و اشاره به اين موضوع در آيه: «مُحَمَّدٌ رَسُولُ...