24,37,6325 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟ قَالَ: «اَلْكُفْرُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ: فَمِنْهَا كُفْرُ اَلْجُحُودِ، وَ اَلْجُحُودُ عَلَى وَجْهَيْنِ، وَ اَلْكُفْرُ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ، وَ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ، وَ كُفْرُ اَلنِّعَمِ. فَأَمَّا كُفْرُ اَلْجُحُودِ، فَهُوَ اَلْجُحُودُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَ هُوَ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: لاَ رَبَّ وَ لاَ جَنَّةَ وَ لاَ نَارَ، وَ هُوَ قَوْلُ صِنْفَيْنِ مِنَ اَلزَّنَادِقَةِ يُقَالُ لَهُمُ: اَلدَّهْرِيَّةُ ، وَ هُمُ اَلَّذِينَ يَقُولُونَ: وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ وَ هُوَ دِينٌ وَضَعُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ بِالاِسْتِحْسَانِ عَلَى غَيْرِ تَثَبُّتٍ مِنْهُمْ، وَ لاَ تَحْقِيقٍ لِشَيْءٍ مِمَّا يَقُولُونَ، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ إِنَّ ذَلِكَ كَمَا يَقُولُونَ، وَ قَالَ: إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ يَعْنِي بِتَوْحِيدِ اَللَّهِ تَعَالَى، فَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ. وَ أَمَّا اَلْوَجْهُ اَلْآخَرُ مِنَ اَلْجُحُودِ عَلَى مَعْرِفَةٍ ، وَ هُوَ أَنْ يَجْحَدَ اَلْجَاحِدُ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ، قَدِ اِسْتَقَرَّ عِنْدَهُ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اِسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ فَهَذَا تَفْسِيرُ وَجْهَيِ اَلْجُحُودِ. وَ اَلْوَجْهُ اَلثَّالِثُ مِنَ اَلْكُفْرِ كُفْرُ اَلنِّعَمِ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى يَحْكِي قَوْلَ 37سُلَيْمَانَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ ): هٰذٰا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّمٰا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ، وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذٰابِي لَشَدِيدٌ وَ قَالَ: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اُشْكُرُوا لِي وَ لاٰ تَكْفُرُونِ . وَ اَلْوَجْهُ اَلرَّابِعُ مِنَ اَلْكُفْرِ تَرْكُ مَا أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِيثٰاقَكُمْ لاٰ تَسْفِكُونَ دِمٰاءَكُمْ وَ لاٰ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيٰارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ*`ثُمَّ أَنْتُمْ هٰؤُلاٰءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَ تُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيٰارِهِمْ تَظٰاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَ اَلْعُدْوٰانِ وَ إِنْ يَأْتُوكُمْ أُسٰارىٰ تُفٰادُوهُمْ وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرٰاجُهُمْ أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ اَلْكِتٰابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَكَفَّرَهُمْ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ، وَ نَسَبَهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ وَ لَمْ يَقْبَلْهُ مِنْهُمْ، وَ لَمْ يَنْفَعْهُمْ عِنْدَهُ، فَقَالَ: فَمٰا جَزٰاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنْكُمْ إِلاّٰ خِزْيٌ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يُرَدُّونَ إِلىٰ أَشَدِّ اَلْعَذٰابِ وَ مَا اَللّٰهُ بِغٰافِلٍ عَمّٰا تَعْمَلُونَ . وَ اَلْوَجْهُ اَلْخَامِسُ مِنَ اَلْكُفْرِ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَحْكِي قَوْلَ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : كَفَرْنٰا بِكُمْ وَ بَدٰا بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمُ اَلْعَدٰاوَةُ وَ اَلْبَغْضٰاءُ أَبَداً حَتّٰى تُؤْمِنُوا بِاللّٰهِ وَحْدَهُ يَعْنِي تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ، وَ قَالَ يَذْكُرُ 1إِبْلِيسَ وَ تَبَرُّءَهُ مِنْ أَوْلِيَائِهِ مِنَ اَلْإِنْسِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ : إِنِّي كَفَرْتُ بِمٰا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ وَ قَالَ: إِنَّمَا اِتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ أَوْثٰاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا ثُمَّ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً يَعْنِي يَتَبَرَّأُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ».
67978 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. قَالَ: «اَلْكُفْرُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ: فَمِنْهَا كُفْرُ اَلْجُحُودِ، وَ اَلْجُحُودُ عَلَى وَجْهَيْنِ، وَ اَلْكُفْرُ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ، وَ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ، وَ كُفْرُ اَلنِّعَمِ، فَأَمَّا كُفْرُ اَلْجُحُودِ: فَهُوَ اَلْجُحُودُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَ هُوَ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: لاَ رَبَّ، وَ لاَ جَنَّةَ ، وَ لاَ نَارَ، وَ هُوَ قَوْلُ صِنْفَيْنِ مِنَ اَلزَّنَادِقَةِ ، يُقَالُ لَهُمُ: اَلدَّهْرِيَّةُ ، وَ هُمُ اَلَّذِينَ يَقُولُونَ: وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ ، وَ هُوَ دِينٌ وَضَعُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ، بِالاِسْتِحْسَانِ، عَلَى غَيْرِ تَثَبُّتٍ مِنْهُمْ وَ لاَ تَحْقِيقٍ لِشَيْءٍ مِمَّا يَقُولُونَ. قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ 2 «3» ، إِنَّ ذَلِكَ كَمَا يَقُولُونَ، وَ قَالَ: إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ ، يَعْنِي بِتَوْحِيدِ اَللَّهِ تَعَالَى، فَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ. وَ أَمَّا اَلْوَجْهُ اَلْآخَرُ مِنَ اَلْجُحُودِ عَلَى مَعْرِفَةٍ ، وَ هُوَ أَنْ يَجْحَدَ اَلْجَاحِدُ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ قَدِ اِسْتَقَرَّ عِنْدَهُ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اِسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا ، وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ ، فَهَذَا تَفْسِيرُ وَجْهَيِ اَلْجُحُودِ».
1151 قَالَ اَلْإِمَامُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : [فَ] لَمَّا ذَكَرَ [اَللَّهُ] هَؤُلاَءِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ مَدَحَهُمْ، ذَكَرَ اَلْكَافِرِينَ اَلْمُخَالِفِينَ لَهُمْ فِي كُفْرِهِمْ، فَقَالَ: « إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا » بِاللَّهِ وَ بِمَا آمَنَ بِهِ هَؤُلاَءِ اَلْمُؤْمِنُونَ بِتَوْحِيدِ اَللَّهِ تَعَالَى، وَ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ بِوَصِيَّةِ عَلِيٍّ وَلِيِّ اَللَّهِ وَ وَصِيِّ رَسُولِ اَللَّهِ ، وَ بِالْأَئِمَّةِ اَلطَّاهِرِينَ اَلطَّيِّبِينَ خِيَارِ عِبَادِهِ اَلْمَيَامِينِ، اَلْقَوَّامِينَ بِمَصَالِحِ خَلْقِ اَللَّهِ تَعَالَى. « سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ » خَوَّفْتَهُمْ « أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ » لَمْ تُخَوِّفْهُمْ [فَهُمْ] « لاٰ يُؤْمِنُونَ » [أَخْبَرَ عَنْ عِلْمِهِ فِيهِمْ، وَ هُمُ اَلَّذِينَ قَدْ عَلِمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ] .
52 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَمَّا قَدِمَ اَلْمَدِينَةَ ، وَ ظَهَرَتْ آثَارُ صِدْقِهِ، وَ آيَاتُ حَقِّهِ، وَ بَيِّنَاتُ نُبُوَّتِهِ، كَادَتْهُ اَلْيَهُودُ أَشَدَّ كَيْدٍ، وَ قَصَدُوهُ أَقْبَحَ قَصْدٍ يَقْصِدُونَ أَنْوَارَهُ لِيَطْمِسُوهَا، وَ حُجَجَهُ لِيُبْطِلُوهَا. فَكَانَ مِمَّنْ قَصَدَهُ لِلرَّدِّ عَلَيْهِ وَ تَكْذِيبِهِ: مَالِكُ بْنُ اَلصَّيْفِ وَ كَعْبُ بْنُ اَلْأَشْرَفِ وَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ وَ جُدَيُّ بْنُ أَخْطَبَ ، [وَ أَبُو يَاسِرِ بْنِ أَخْطَبَ ] وَ أَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ اَلْمُنْذِرِ وَ شُعْبَةُ . فَقَالَ مَالِكٌ لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا مُحَمَّدُ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اَللَّهِ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : كَذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ خَالِقُ اَلْخَلْقِ أَجْمَعِينَ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ أَنَّكَ رَسُولُ اَللَّهِ حَتَّى يُؤْمِنَ لَكَ هَذَا اَلْبِسَاطُ اَلَّذِي تَحْتَنَا، وَ لَنْ نَشْهَدَ أَنَّكَ عَنِ اَللَّهِ جِئْتَنَا حَتَّى يَشْهَدَ لَكَ هَذَا اَلْبِسَاطُ. وَ قَالَ أَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ اَلْمُنْذِرِ : لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ يَا مُحَمَّدُ أَنَّكَ رَسُولُ اَللَّهِ، وَ لاَ نَشْهَدُ لَكَ بِهِ حَتَّى يُؤْمِنَ وَ يَشْهَدَ لَكَ هَذَا اَلسَّوْطُ اَلَّذِي فِي يَدِي. وَ قَالَ كَعْبُ بْنُ اَلْأَشْرَفِ : لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ أَنَّكَ رَسُولُ اَللَّهِ، وَ لَنْ نُصَدِّقَكَ بِهِ حَتَّى يُؤْمِنَ لَكَ هَذَا اَلْحِمَارُ (اَلَّذِي أَرْكَبُهُ) فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : إِنَّهُ لَيْسَ لِلْعِبَادِ اَلاِقْتِرَاحُ عَلَى اَللَّهِ تَعَالَى، بَلْ عَلَيْهِمُ اَلتَّسْلِيمُ لِلَّهِ وَ اَلاِنْقِيَادُ لِأَمْرِهِ وَ اَلاِكْتِفَاءُ بِمَا جَعَلَهُ كَافِياً. أَ مَا كَفَاكُمْ أَنْ أَنْطَقَ اَلتَّوْرَاةَ ، وَ اَلْإِنْجِيلَ ، وَ اَلزَّبُورَ ، وَ صُحُفَ 24إِبْرَاهِيمَ بِنُبُوَّتِي وَ دَلَّ عَلَى صِدْقِي، وَ بَيَّنَ [لَكُمْ] فِيهَا ذِكْرَ أَخِي وَ وَصِيِّي، وَ خَلِيفَتِي، وَ خَيْرِ مَنْ أَتْرُكُهُ عَلَى اَلْخَلاَئِقِ مِنْ بَعْدِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَنْزَلَ عَلَيَّ هَذَا اَلْقُرْآنَ اَلْبَاهِرَ لِلْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، اَلْمُعْجِزَ لَهُمْ عَنْ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ وَ أَنْ يَتَكَلَّفُوا شِبْهَهُ. وَ أَمَّا هَذَا اَلَّذِي اِقْتَرَحْتُمُوهُ، فَلَسْتُ أَقْتَرِحُهُ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ، بَلْ أَقُولُ إِنَّمَا أَعْطَانِي رَبِّي تَعَالَى مِنْ (دَلاَلَةٍ هُوَ) حَسْبِي وَ حَسْبُكُمْ، فَإِنْ فَعَلَ عَزَّ وَ جَلَّ مَا اِقْتَرَحْتُمُوهُ فَذَاكَ زَائِدٌ فِي تَطَوُّلِهِ عَلَيْنَا وَ عَلَيْكُمْ، وَ إِنْ مَنَعَنَا ذَلِكَ فَلِعِلْمِهِ بِأَنَّ اَلَّذِي فَعَلَهُ كَافٍ فِيمَا أَرَادَهُ مِنَّا. قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ كَلاَمِهِ هَذَا أَنْطَقَ اَللَّهُ اَلْبِسَاطَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً صَمَداً [حَيّاً] قَيُّوماً أَبَداً لَمْ يَتَّخِذْ« صٰاحِبَةً وَ لاٰ وَلَداً »، وَ لَمْ يُشْرِكْ« فِي حُكْمِهِ أَحَداً » وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ يَا مُحَمَّدُ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَكَ بِالْهُدَى وَ دِينِ اَلْحَقِّ لِيُظْهِرَكَ « عَلَى اَلدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ اَلْمُشْرِكُونَ ». وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أَخُوكَ وَ وَصِيُّكَ، وَ خَلِيفَتُكَ فِي أُمَّتِكَ، وَ خَيْرُ مَنْ تَتْرُكُهُ عَلَى اَلْخَلاَئِقِ بَعْدَكَ، وَ أَنَّ مَنْ وَالاَهُ فَقَدْ وَالاَكَ، وَ مَنْ عَادَاهُ فَقَدْ عَادَاكَ، وَ مَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَكَ، وَ مَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَاكَ. وَ أَنَّ مَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَ اَللَّهَ، وَ اِسْتَحَقَّ اَلسَّعَادَةَ بِرِضْوَانِهِ. وَ أَنَّ مَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَى اَللَّهَ، وَ اِسْتَحَقَّ أَلِيمَ اَلْعَذَابِ بِنِيرَانِهِ. قَالَ: فَعَجِبَ اَلْقَوْمُ، وَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا هَذَا« إِلاّٰ سِحْرٌ مُبِينٌ ». فَاضْطَرَبَ اَلْبِسَاطُ وَ اِرْتَفَعَ، وَ نَكَسَ مَالِكَ بْنَ اَلصَّيْفِ وَ أَصْحَابَهُ عَنْهُ حَتَّى وَقَعُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ وَ وُجُوهِهِمْ. ثُمَّ أَنْطَقَ اَللَّهُ تَعَالَى اَلْبِسَاطَ ثَانِياً فَقَالَ: أَنَا بِسَاطٌ أَنْطَقَنِيَ اَللَّهُ وَ أَكْرَمَنِي بِالنُّطْقِ بِتَوْحِيدِهِ وَ تَمْجِيدِهِ، وَ اَلشَّهَادَةِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَبِيِّهِ بِأَنَّهُ سَيِّدُ أَنْبِيَائِهِ، وَ رَسُولُهُ إِلَى خَلْقِهِ وَ اَلْقَائِمُ بَيْنَ عِبَادِ اَللَّهِ بِحَقِّهِ، وَ بِإِمَامَةِ أَخِيهِ، وَ وَصِيِّهِ وَ وَزِيرِهِ، وَ شَقِيقِهِ وَ خَلِيلِهِ، وَ قَاضِي دُيُونِهِ وَ مُنْجِزِ عِدَاتِهِ، وَ نَاصِرِ أَوْلِيَائِهِ وَ قَامِعِ أَعْدَائِهِ، وَ اَلاِنْقِيَادِ لِمَنْ نَصَبَهُ إِمَاماً وَ وَلِيّاً، وَ اَلْبَرَاءَةِ مِمَّنِ اِتَّخَذَهُ مُنَابِذاً وَ عَدُوّاً. فَمَا يَنْبَغِي لِكَافِرٍ أَنْ يَطَأَنِي، وَ لاَ [أَنْ] يَجْلِسَ عَلَيَّ إِنَّمَا يَجْلِسُ عَلَيَّ اَلْمُؤْمِنُونَ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِسَلْمَانَ وَ اَلْمِقْدَادِ وَ أَبِي ذَرٍّ وَ عَمَّارٍ : قُومُوا فَاجْلِسُوا عَلَيْهِ فَإِنَّكُمْ بِجَمِيعِ مَا شَهِدَ بِهِ هَذَا اَلْبِسَاطُ مُؤْمِنُونَ. فَجَلَسُوا عَلَيْهِ. ثُمَّ أَنْطَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَوْطَ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ اَلْمُنْذِرِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ خَالِقُ اَلْخَلْقِ، وَ بَاسِطُ اَلرِّزْقِ، وَ مُدَبِّرُ اَلْأُمُورِ، وَ اَلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ يَا مُحَمَّدُ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَ صَفِيُّهُ وَ خَلِيلُهُ، وَ حَبِيبُهُ وَ وَلِيُّهُ وَ نَجِيُّهُ جَعَلَكَ اَلسَّفِيرَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عِبَادِهِ، لِيُنْجِيَ بِكَ اَلسُّعَدَاءَ، وَ يَهْلِكَ بِكَ اَلْأَشْقِيَاءَ. وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ اَلْمَذْكُورُ فِي اَلْمَلَإِ اَلْأَعْلَى بِأَنَّهُ سَيِّدُ اَلْخَلْقِ بَعْدَكَ وَ أَنَّهُ اَلْمُقَاتِلُ عَلَى تَنْزِيلِ كِتَابِكَ لِيَسُوقَ مُخَالِفِيهِ إِلَى قَبُولِهِ طَائِعِينَ وَ كَارِهِينَ. ثُمَّ اَلْمُقَاتِلُ بَعْدُ عَلَى تَأْوِيلِهِ اَلْمُحَرِّفِينَ اَلَّذِينَ غَلَبَتْ أَهْوَاؤُهُمْ عُقُولَهُمْ، فَحَرَّفُوا تَأْوِيلَ كِتَابِ اَللَّهِ تَعَالَى وَ غَيَّرُوهُ، وَ اَلسَّابِقُ إِلَى رِضْوَانِ اَللَّهِ أَوْلِيَاءَ اَللَّهِ بِفَضْلِ عَطِيَّتِهِ وَ اَلْقَاذِفُ فِي نِيرَانِ اَللَّهِ أَعْدَاءَ اَللَّهِ بِسَيْفِ نَقِمَتِهِ، وَ اَلْمُؤْثِرِينَ لِمَعْصِيَتِهِ وَ مُخَالَفَتِهِ. قَالَ: ثُمَّ اِنْجَذَبَ اَلسَّوْطُ مِنْ يَدِ أَبِي لُبَابَةَ ، وَ جَذَبَ أَبَا لُبَابَةَ فَخَرَّ لِوَجْهِهِ، ثُمَّ قَامَ بَعْدُ فَجَذَبَهُ اَلسَّوْطُ فَخَرَّ لِوَجْهِهِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ مِرَاراً حَتَّى قَالَ أَبُو لُبَابَةَ : وَيْلِي مَا لِي [قَالَ] فَأَنْطَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلسَّوْطَ فَقَالَ: يَا أَبَا لُبَابَةَ إِنِّي سَوْطٌ قَدْ أَنْطَقَنِي اَللَّهُ بِتَوْحِيدِهِ وَ أَكْرَمَنِي بِتَمْجِيدِهِ، وَ شَرَّفَنِي بِتَصْدِيقِ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ عَبِيدِهِ، وَ جَعَلَنِي مِمَّنْ يُوَالِي خَيْرَ خَلْقِ اَللَّهِ بَعْدَهُ، وَ أَفْضَلَ أَوْلِيَاءِ اَللَّهِ مِنَ اَلْخَلْقِ حَاشَاهُ وَ اَلْمَخْصُوصَ بِابْنَتِهِ سَيِّدَةِ اَلنِّسْوَانِ ، وَ اَلْمُشَرَّفَ بِبَيْتُوتَتِهِ عَلَى فِرَاشِهِ أَفْضَلَ اَلْجِهَادِ، وَ اَلْمُذِلَّ لِأَعْدَائِهِ بِسَيْفِ اَلاِنْتِقَامِ، وَ اَلْبَائِنَ (فِي أُمَّتِهِ بِعُلُومِ) اَلْحَلاَلِ وَ اَلْحَرَامِ، وَ اَلشَّرَائِعِ وَ اَلْأَحْكَامِ، مَا يَنْبَغِي لِكَافِرٍ مُجَاهِرٍ بِالْخِلاَفِ عَلَى مُحَمَّدٍ أَنْ يَبْتَذِلَنِي وَ يَسْتَعْمِلَنِي، لاَ أَزَالُ أَجْذِبُكَ حَتَّى أُثْخِنَكَ، ثُمَّ أَقْتُلُكَ، وَ أَزُولُ عَنْ يَدِكَ، أَوْ تُظْهِرَ اَلْإِيمَانَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ . فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ : فَأَشْهَدُ بِجَمِيعِ مَا شَهِدْتَ بِهِ أَيُّهَا اَلسَّوْطُ وَ أَعْتَقِدُهُ وَ أُومِنُ بِهِ. فَنَطَقَ اَلسَّوْطُ: هَا أَنَا ذَا قَدْ تَقَرَّرْتُ فِي يَدِكَ، لِإِظْهَارِكَ اَلْإِيمَانَ، وَ اَللَّهُ أَوْلَى بِسَرِيرَتِكَ وَ هُوَ اَلْحَاكِمُ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ فِي« يَوْمِ اَلْوَقْتِ اَلْمَعْلُومِ » قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: وَ لَمْ يَحْسُنْ إِسْلاَمُهُ وَ كَانَتْ مِنْهُ هَنَاتٌ وَ هَنَاتٌ. فَلَمَّا قَامَ اَلْقَوْمُ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جَعَلَتِ اَلْيَهُودُ يُسِرُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ بِأَنَّ مُحَمَّداً لَمُؤْتَى لَهُ وَ مَبْخُوتٌ فِي أَمْرِهِ، وَ لَيْسَ بِنَبِيٍّ صَادِقٍ. وَ جَاءَ كَعْبُ بْنُ اَلْأَشْرَفِ يَرْكَبُ حِمَارَهُ فَشَبَّ بِهِ اَلْحِمَارُ، وَ صَرَعَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَأَوْجَعَهُ، ثُمَّ عَادَ يَرْكَبُهُ فَعَادَ عَلَيْهِ اَلْحِمَارُ بِمِثْلِ صَنِيعِهِ، ثُمَّ عَادَ يَرْكَبُهُ، فَعَادَ عَلَيْهِ اَلْحِمَارُ بِمِثْلِ صَنِيعِهِ، فَلَمَّا كَانَ فِي اَلسَّابِعَةِ [أَوِ] وَ اَلثَّامِنَةِ أَنْطَقَ اَللَّهُ تَعَالَى اَلْحِمَارَ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اَللَّهِ بِئْسَ اَلْعَبْدُ أَنْتَ، شَاهَدْتَ آيَاتِ اَللَّهِ وَ كَفَرْتَ بِهَا وَ أَنَا حِمَارٌ قَدْ أَكْرَمَنِيَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِتَوْحِيدِهِ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، خَالِقُ اَلْأَنَامِ« ذُو اَلْجَلاٰلِ وَ اَلْإِكْرٰامِ » وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، سَيِّدُ أَهْلِ دَارِ اَلسَّلاَمِ مَبْعُوثٌ لِإِسْعَادِ مَنْ سَبَقَ فِي عِلْمِ اَللَّهِ سَعَادَتُهُ، وَ إِشْقَاءِ مَنْ سَبَقَ اَلْكِتَابُ عَلَيْهِ بِالشَّقَاءِ لَهُ . وَ أَشْهَدُ أَنَّ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [وَلِيِّهِ وَ وَصِيِّ رَسُولِهِ ] يُسْعِدُ اَللَّهُ مَنْ يُسْعِدُهُ إِذَا وَفَّقَهُ لِقَبُولِ مَوْعِظَتِهِ، وَ اَلتَّأَدُبِ بِآدَابِهِ وَ اَلاِئْتِمَارِ لِأَوَامِرِهِ، وَ اَلاِنْزِجَارِ بِزَوَاجِرِهِ وَ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى بِسُيُوفِ سَطْوَتِهِ وَ صَوْلاَتِ نَقِمَتِهِ يَكُبُّ وَ يُخْزِي أَعْدَاءَ مُحَمَّدٍ حَتَّى يَسُوقَهُمْ بِسَيْفِهِ اَلْبَاتِرِ وَ دَلِيلِهِ اَلْوَاضِحِ اَلْقَاهِرِ إِلَى اَلْإِيمَانِ بِهِ، أَوْ يَقْذِفَهُ [اَللَّهُ] فِي اَلْهَاوِيَةِ إِذَا أَبَى إِلاَّ تَمَادِياً فِي غَيِّهِ وَ اِمْتِدَاداً فِي طُغْيَانِهِ وَ عَمَهِهِ، مَا يَنْبَغِي لِكَافِرٍ أَنْ يَرْكَبَنِي بَلْ لاَ يَرْكَبُنِي إِلاَّ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ، مُصَدِّقٌ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فِي جَمِيعِ أَقْوَالِهِ مُصَوِّبٌ لَهُ فِي جَمِيعِ أَفْعَالِهِ فَاعِلٌ أَشْرَفَ اَلطَّاعَاتِ فِي نَصْبِهِ أَخَاهُ عَلِيّاً وَصِيّاً وَ وَلِيّاً، وَ لِعِلْمِهِ وَارِثاً، وَ بِدِينِهِ قَيِّماً، وَ عَلَى أُمَّتِهِ مُهَيْمِناً، وَ لِدُيُونِهِ قَاضِياً، وَ لِعِدَاتِهِ مُنْجِزاً، وَ لِأَوْلِيَائِهِ مُوَالِياً، وَ لِأَعْدَائِهِ مُعَادِياً. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا كَعْبَ بْنَ اَلْأَشْرَفِ حِمَارُكَ خَيْرٌ مِنْكَ، قَدْ أَبَى أَنْ تَرْكَبَهُ [فَلَنْ تَرْكَبَهُ أَبَداً] فَبِعْهُ مِنْ بَعْضِ إِخْوَانِنَا اَلْمُؤْمِنِينَ. [فَ] قَالَ كَعْبٌ : لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ بَعْدَ أَنْ ضُرِبَ بِسِحْرِكَ. فَنَادَاهُ حِمَارُهُ: يَا عَدُوَّ اَللَّهِ كُفَّ عَنْ تَهَجُّمِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ [وَ اَللَّهِ] لَوْ لاَ كَرَاهَةُ مُخَالَفَةِ رَسُولِ اَللَّهِ لَقَتَلْتُكَ، وَ وَطَيْتُكَ بِحَوَافِرِي، وَ لَقَطَعْتُ رَأْسَكَ بِأَسْنَانِي. فَخَزِيَ وَ سَكَتَ، وَ اِشْتَدَّ جَزَعُهُ مِمَّا سَمِعَ مِنَ اَلْحِمَارِ، وَ مَعَ ذَلِكَ غَلَبَ عَلَيْهِ اَلشَّقَاءُ وَ اِشْتَرَى اَلْحِمَارَ مِنْهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ بِمِائَةِ دِينَارٍ وَ كَانَ يَرْكَبُهُ، وَ يَجِيءُ عَلَيْهِ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ هُوَ تَحْتَهُ هَيِّنٌ لَيِّنٌ، ذَلِيلٌ، كَرِيمٌ، يَقِيهِ اَلْمَتَالِفَ، وَ يَرْفُقُ بِهِ فِي اَلْمَسَالِكِ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا ثَابِتُ هَذَا لَكَ وَ أَنْتَ مُؤْمِنٌ يَرْتَفِقُ بِمُرْتَفِقِينَ . قَالَ: فَلَمَّا اِنْصَرَفَ اَلْقَوْمُ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ لَمْ يُؤْمِنُوا أَنْزَلَ اَللَّهُ: يَا مُحَمَّدُ « إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ » [فِي اَلْعِظَةِ] « أَ أَنْذَرْتَهُمْ » وَعَظْتَهُمْ وَ خَوَّفْتَهُمْ « أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ » لاَ يُصَدِّقُونَ بِنُبُوَّتِكَ، وَ هُمْ قَدْ شَاهَدُوا هَذِهِ اَلْآيَاتِ وَ كَفَرُوا، فَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِكَ عِنْدَ قَوْلِكَ وَ فَعَالِكَ .
14أخرج ابن جريج و ابن أبى حاتم و الطبراني في الكبير في السنة و ابن مردويه و البيهقي في الأسماء و الصفات عن ابن عباس في قوله إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ و نحو هذا من القرآن قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحرص ان يؤمن جميع الناس و يتابعوه على الهدى فأخبره الله انه لا يؤمن الا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول و لا يضل الا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول
1)محمّد بن يعقوب،از على بن ابراهيم،از پدرش از بكر بن صالح،از قاسم بن يزيد،از ابو عمرو زبيرى،روايت كرده است كه وى گفت:به حضرت امام جعفر صادق عليه السّلام عرض كردم:مرا از گونههاى كفر در كتاب خداوند عز و جل آگاه ساز.ايشان فرمود:كفر در كتاب خدا پنج گونه است:يكى كفر جحود كه خود دو گونه است و يكى كفر با ترك دستورات خداوند و يكى كفر برائت و ديگرى كفر نعمت. اما كفر جحود،يكى جحود و انكار ربوبيت خداست و اين سخن كسى است كه مىگويد:نه پروردگارى هست و نه بهشتى و نه جهنمى و اين سخن دو دسته از زنادقه است كه به آنها...
2)محمد بن يعقوب از على بن ابراهيم،از پدرش،از بكر بن صالح،از قاسم بن يزيد،از ابو عمرو زبيرى،از امام صادق عليه السلام روايت كرده است كه:به ايشان عرض كردم:مرا از وجوه كفر در كتاب خداى عزّ و جلّ آگاه نما.فرمود:كفر در كتاب خدا پنج نوع است:يك و دو:كفر جحود است كه خود دو وجه دارد؛سه: كفر به ترك آنچه خدا به انجام دادنش امر فرموده؛چهار:كفر برائت؛پنج:كفر نعمتها. كفر جحود،همان انكار ربوبيّت است و اين متعلّق به كسى است كه بگويد: هيچ پروردگارى نيست،هيچ بهشتى نيست،هيچ آتشى در كار نيست.اين سخن، سخن دو دسته از...
امام صادق عليه السّلام مىفرمايد:كفر در قرآن بر پنج صورت آمده است: اول:كفر انكارى است و آن بر دو وجه است: 1انكار با علم و آگاهى است. 2انكار بدون علم و آگاهى است.آنهايى كه بدون علم انكار مىكنند خداوند حال آنها را اينچنين بيان مىدارد كه وَ قٰالُوا مٰا هِيَ إِلاّٰ حَيٰاتُنَا اَلدُّنْيٰا نَمُوتُ وَ نَحْيٰا وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ وَ مٰا لَهُمْ بِذٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ 1. و باز مىفرمايد: إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ...
6 و في الكافي عن الصادق عليه السلام في حديث وجوه الكفر قال: فامّا كفر الجحود فهو الجحود بالربوبيّة و هو قول من يقول لا ربّ و لا جنّة و لا نار و هو قول صنفين من الزّنادقة يقال لهم الدّهريّة و هم الذين يقولون وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ و هو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبّت منهم و لا تحقيق لشيء ممّا يقولون قال اللّه عزّ و جلّ إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ انّ ذلك كما يقولون.
6 قَالَ وَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِيزٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ : هَذِهِ اَلْآيَةُ نَزَلَتْ فِي اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّصَارَى .
6 حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي عُمَرَ اَلزُّبَيْدِيِّ [اَلزُّبَيْرِيِّ] عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ : اَلْكُفْرُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَلَى خَمْسَةِ وُجُوهٍ، فَمِنْهُ كُفْرٌ بِجُحُودٍ وَ هُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ، جُحُودٌ بِعِلْمٍ وَ جُحُودٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَأَمَّا اَلَّذِينَ جَحَدُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَهُمُ اَلَّذِينَ حَكَاهُ اَللَّهُ عَنْهُمْ فِي قَوْلِهِ وَ قٰالُوا مٰا هِيَ إِلاّٰ حَيٰاتُنَا اَلدُّنْيٰا نَمُوتُ وَ نَحْيٰاوَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُوَ مٰا لَهُمْ بِذٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ وَ قَوْلِهِ« إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْأَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ » فَهَؤُلاَءِ كَفَرُوا وَ جَحَدُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَ أَمَّا اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ جَحَدُوا بِعِلْمٍ، فَهُمُ اَلَّذِينَ قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوافَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَهَؤُلاَءِ كَفَرُوا وَ جَحَدُوا بِعِلْمٍ.
11 و روي عن الامام الحسن العسكري عليه السلام في معنى الاية: انه لما ذكر المؤمنين و مدحهم، ذكر الكافرين المخالفين لهم في كفرهم، فقال: ان الذين كفروا باللّه و بما آمن به هؤلاء المؤمنون، بتوحيد اللّه تعالى و بنبوة محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و بوصية علي أمير المؤمنين ، ولي اللّه و وصي رسوله و بالأئمة الطيبين الطاهرين، خيار عباده الميامين القوامين بمصالح خلق اللّه تعالى، سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ، أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ ، أي: خوفتهم أو لم تخوفهم أخبر عن علم بأنهم لا يؤمنون. انتهى كلامه عليه السلام .
14،5 روي عن محمد بن علي الباقر عليه السلام : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لما قدم المدينة و ظهرت آثار صدقه و آيات حقه و بينات نبوته كادته اليهود، أشد كيد. و قصدوه، أقبح قصد. يقصدون أنواره ليطمسوها و حججه ليبطلوها. فكان ممن قصده للرد عليه و تكذيبه، مالك بن الضيف و كعب بن أشرف وحي بن أخطب وحدي بن أخطب و أبو لبابة بن عبد المنذر و شيعته. فقال مالك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: يا محمد! تزعم أنك رسول اللّه؟ «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:» كذلك قال اللّه خالق الخلق أجمعين. قال: يا محمد! لن نؤمن أنك رسوله ، حتى يؤمن لك هذا البساط الذي تحتي. و لن نشهد لك أنك عن اللّه جئتنا، حتى يشهد لك هذا البساط. و قال أبو لبابه بن عبد المنذر: لن نؤمن لك [يا محمد!] أنك رسول اللّه. و لا نشهد لك به، حتى يؤمن لك و يشهد لك هذا السوط الذي في يدي. و قال كعب بن أشرف : لن نؤمن لك أنك رسول اللّه. و لن نصدقك به، حتى يؤمن لك هذا الحمار الذي أركبه. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: [انه] ليس للعباد الاقتراح على اللّه. بل عليهم التسليم للّه و الانقياد لأمره و الاكتفاء بما جعل كافيا. أما كفاكم أن نطق التوراة و الإنجيل و الزبور و صحف ابراهيم بنبوّتي و دل على صدقي؟ و بيّن فيها ذكر أخي و وصيي و خليفتي في أمتي و خير من أتركه على الخلائق من بعدي، علي بن أبي طالب؟ و أنزل عليّ هذا القرآن الباهر، للخلق أجمعين ، المعجز لهم عن أن يأتوا بمثله، و ان تكلفوا شبهه؟ و أما الذي اقترحتموه، فلست أقترحه على ربي عز و جل بل أقول: ان ما اعطاني ربي عز و جل من دلالة هو حسبي و حسبكم. فان فعل عز و جل ما اقترحتموه، فذاك زائد في تطوّله علينا و عليكم. و ان منعنا ذلك فلعلمه بأن الذي فعله، كاف فيما أراده منا. قال: فلما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم من كلامه هذا، أنطق اللّه البساط. و الحديث طويل، مضمونه: ان كلاّ من البساط و السوط و الحمار شهد بالوحدانية و النبوة و الولاية. و ظهر من كل منها آيات عجيبة. و لم يؤمن أحدهم الا أبو لبابة، فانه أظهر الإسلام و لم يحسن إسلامه. ثم قال عليه السلام: فلما انصرف القوم من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و لم يؤمنوا، أنزل اللّه: يا محمد! إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ» في العظة أَ أَنْذَرْتَهُمْ و وعظتهم و خوفتهم أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ ، لا يصدقون بنبوتك و هم قد شاهدوا هذه الآيات و كفروا فكيف يؤمنون [بك عند قولك و دعائك] .
6 (و في اصول الكافي : علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القسم بن يزيد ، عن أبى عمرو الزبيري ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن وجوه الكفر، في كتاب اللّه عز و جل. قال: الكفر في كتاب اللّه ، على خمسة أوجه: فمنها كفر الجحود، على وجهين. فالكفر بترك ما أمر اللّه، و كفر البراءة، و كفر النعم. فأما كفر الجحود، فهو الجحود بالربوبية. و هو قول من يقول: لا رب و لا جنة و لا نار. و هو قول من صنفين من الزنادقة . يقال لهم: الدهرية . و هم الذين يقولون : وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ. و هو دين وضعوه لأنفسهم، بالاستحسان. فهم على غير تثبت منهم و لا تحقيق لشيء مما يقولون. قال اللّه عز و جل : إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ . ان ذلك كما يقولون. و قال : إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ، لاٰ يُؤْمِنُونَ ، يعنى بتوحيد اللّه [تعالى] . فهذا أحد وجوه الكفر. و الحديث طويل، أخذت منه موضع الحاجة .
6 و في تفسير علي بن ابراهيم : حدثني أبي ، عن بكر بن صالح ، عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: الكفر في كتاب اللّه ، على خمسة أوجه . فمنه كفر الجحود . و هو على وجهين: جحود بعلم، و جحود بغير علم. فأما الذين جحدوا بغير علم، فهم الذين حكى اللّه عنهم في قوله تعالى : وَ قٰالُوا مٰا هِيَ إِلاّٰ حَيٰاتُنَا اَلدُّنْيٰا نَمُوتُ وَ نَحْيٰا وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ وَ مٰا لَهُمْ بِذٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ . و قوله : إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ . فهؤلاء كفروا و جحدوا بغير علم. و الحديث طويل، أخذت منه موضع الحاجة) .
14،6 ما روي في تفسير الحسن العسكري عليه السلام عن الصادق عليه السلام أنه قال: ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لما دعا هؤلاء المعينين في الاية المقدمة ، [في قوله: إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ ] و أظهر لهم تلك الآيات. فقابلوها بالكفر. أخبر اللّه عز و جل [عنهم] بأنه خَتَمَ اَللّٰهُ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ وَ عَلىٰ سَمْعِهِمْ ختما يكون علامة للملائكة المقربين القراء لما في اللوح المحفوظ من أخبار هؤلاء المذكورين فيه أحوالهم. حتى إذا نظروا الى أحوالهم و قلوبهم و أسماعهم و أبصارهم ، شاهدوا ما هنالك «من ختم اللّه عز و جل عليها ازدادوا باللّه معرفة. و علموا بما يكون قبل أن يكون» يقينا. قال : فقالوا: يا رسول اللّه! فهل من عباد اللّه، من يشاهد هذا الختم، كما يشاهده الملائكة؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: بلى، محمد رسول اللّه يشاهده 2 ، باشهاد عز و جل له . و يشاهده من أمته أطوعهم للّه عز و جل و أشدهم جدا في طاعة اللّه و أفضلهم في دين اللّه. فقالوا: من هو، يا رسول اللّه؟ و كل منهم تمنى أن يكون هو. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: دعوه يكن من شاء اللّه. فليس الجلالة في المراتب عند اللّه عز و جل بالتمني و لا بالتظني و لا بالاقتراح. و لكنه فضل من اللّه عز و جل على من يشاء، يوفقه للأعمال الصالحة، تكرمه لها. فيبلغه أفضل الدرجات و أشرف المراتب. ان اللّه سيكرم بذلك من تريكموه في غد. فجدوا في الاعمال الصالحة. فمن وفق اللّه له ما يوجب عظيم كرامته عليه ، فللّه عليه بذلك الفضل العظيم. قال: فلما أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و غص مجلسه بأهله. و قد جد بالأمس، كل من خيارهم، في خير عمله و إحسانه الى ربه، و قدم يرجو أن يكون هو ذلك الخير الأفضل. قالوا: يا رسول اللّه! من هذا؟ عرّفناه بصفته. و ان لم تنص لنا على اسمه. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: هذا، الجامع للمكارم، الحاوي للفضائل، المشتمل على الجميل ثم بعد ذكر كلام طويل، مشتمل على كرامات و مجاهدات، وقعت في تلك الليلة من أمير المؤمنين عليه السلام ذكر أنه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام: انظر! فنظر الى عبد اللّه بن أبيّ و الى سبعة من اليهود. فقال: شاهدت ختم اللّه على قلوبهم و أسماعهم . فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: أنت، يا علي! أفضل شهداء اللّه في الأرض بعد محمد رسول اللّه. قال: فذلك قوله تعالى: خَتَمَ اَللّٰهُ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ وَ عَلىٰ سَمْعِهِمْ وَ عَلىٰ أَبْصٰارِهِمْ غِشٰاوَةٌ ، تبصرها الملائكة. فيعرفونهم بها. و يبصرها رسول اللّه، محمد. و يبصرها خير خلق اللّه بعده علي بن أبي طالب.
6 و في أصول الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن يزيد ، عن أبي عمرو الزّبيريّ ، عن أبي عبد اللّٰه عليه السّلام قال: قلت له: أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب اللّٰه . قال: الكفر في كتاب اللّٰه على خمسة أوجه: فمنها كفر الجحود، و الجحود على وجهين: فالكفر بترك ما أمر اللّٰه، و كفر البراءة و كفر النّعم، فأمّا كفر الجحود فهو الجحود بالرّبوبيّة، و هو قول من يقول: لا ربّ و لا جنّة و لا نار، و هو قول صنفين من الزّنادقة يقال لهم: الدّهرية ، و هم الّذين يقولون: وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ و هو دين و ضعفوه لأنفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبّت منهم و لا تحقيق لشيء ممّا يقولون، قال اللّٰه عزّ و جلّ: إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ إنّ ذلك كما يقولون. و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة .
6 15 فِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: اَلْكُفْرُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَلَى خَمْسَةِ وُجُوهٍ، فَمِنْهُ كُفْرُ اَلْجُحُودِ وَ هُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ جُحُودٍ بِعِلْمٍ، وَ جُحُودٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَأَمَّا اَلَّذِينَ جَحَدُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَهُمُ اَلَّذِينَ حَكَى اَللَّهُ عَنْهُمْ فِي قَوْلِهِ، «وَ قٰالُوا مٰا هِيَ إِلاّٰ حَيٰاتُنَا اَلدُّنْيٰا نَمُوتُ وَ نَحْيٰا وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ وَ مٰا لَهُمْ بِذٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ وَ قَوْلِهِ: «إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ» فَهَؤُلاَءِ كَفَرُوا وَ جَحَدُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَ اَلْحَدِيثُ طَوِيلٌ أَخَذْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ اَلْحَاجَةِ .
6 14 فِي أُصُولِ اَلْكَافِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ، أَخْبِرْنِى عَنْ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟ قَالَ: اَلْكُفْرُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ فَمِنْهَا كُفْرُ اَلْجُحُودِ، وَ اَلْجُحُودُ عَلَى وَجْهَيْنِ: فَالْكُفْرُ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ وَ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ وَ كُفْرُ اَلنِّعَمِ، فَأَمَّا كُفْرُ اَلْجُحُودِ فَهُوَ اَلْجُحُودُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَ هُوَ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: لاَ رَبٌّ وَ لاَ جَنَّةٌ وَ لاَ نَارٌ، وَ هُوَ قَوْلُ صِنْفَيْنِ مِنَ اَلزَّنَادِقَةِ يُقَالُ لَهُمْ اَلدَّهْرِيَّةُ ، وَ هُمُ اَلَّذِينَ يَقُولُونَ «وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ» وَ هُوَ دِينٌ وَضَعُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ بِالاِسْتِحْسَانِ مِنْهُمْ عَلَى غَيْرِ تَثَبُّتٍ مِنْهُمْ وَ لاَ تَحْقِيقٍ لِشَيْءٍ مِمَّا يَقُولُونَ، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ» 2 «3» أَنَّ ذَلِكَ كَمَا يَقُولُونَ وَ قَالَ، إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ يَعْنِى بِتَوْحِيدِ اَللَّهِ فَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ وَ اَلْحَدِيثُ طَوِيلٌ أَخَذْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ اَلْحَاجَةِ .
6 10 فِي أُصُولِ اَلْكَافِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِى عَنْ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟ قَالَ: اَلْكُفْرُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ، فَمِنْهَا كُفْرُ اَلْجُحُودِ عَلَى وَجْهَيْنِ فَالْكُفْرُ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ؛ وَ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ وَ كُفْرُ اَلنِّعَمِ، فَأَمَّا كُفْرُ اَلْجُحُودِ فَهُوَ اَلْجُحُودُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَ هُوَ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ لاَ رَبَّ وَ لاَ جَنَّةَ وَ لاَ نَارَ؛ وَ هُوَ قَوْلُ صِنْفَيْنِ مِنَ اَلزَّنَادِقَةِ يُقَالُ لَهُمُ اَلدَّهْرِيَّةُ ، وَ هُمُ اَلَّذِينَ يَقُولُونَ: وَ مَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ اَلدَّهْرُ وَ هُوَ دِينٌ وَضَعُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ بِالاِسْتِحْسَانِ مِنْهُمْ عَلَى غَيْرِ تَثَبُّتٍ مِنْهُمْ وَ لاَ تَحْقِيقٍ لِشَيْءٍ مِمَّا يَقُولُونَ، يَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ أَنَّ ذَلِكَ كَمَا يَقُولُونَ؛ وَ الْحَدِيثُ طَوِيلٌ أَخَذْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ الْحَاجَةِ .
ان الذین کفروا ای بما انزل الیک من ربک و ان قالوا انا قد امنا بما جاءنا من قبلک
ان صدر سوره البقره الی المایه منها نزل فی رجال سماهم باعیانهم و انسابهم من احبار الیهود و من المنافقین من الاوس و الخزرج
قوله ان الذین کفروا سواء علیهم ا انذرتهم ام لم تنذرهم لا یومنون قال کان رسول الله صلی الله علیه و سلم یحرص علی ان یومن جمیع الناس و یتابعوه علی الهدی فاخبره الله جل ثناوه انه لا یومن الا من سبق من الله السعاده فی الذکر الاول و لا یضل الا من سبق له من الله الشقاء فی الذکر الاول
ایتان فی قاده الاحزاب ان الذین کفروا سواء علیهم ا انذرتهم ام لم تنذرهم لا یومنون الی قوله و لهم عذاب عظیم قال و هم الذین ذکرهم الله فی هذه الایه ا لم تر الی الذین بدلوا نعمت الله کفرا و احلوا قومهم دار البوار جهنم یصلونها و بیس القرار قال فهم الذین قتلوا یوم بدر
سواء علیهم ا انذرتهم ام لم تنذرهم لا یومنون ای انهم قد کفروا بما عندهم من ذکر و جحدوا ما اخذ علیهم من المیثاق لک فقد کفروا بما جاءک و بما عندهم مما جاءهم به غیرک فکیف یسمعون منک انذارا و تحذیرا و قد کفروا بما عندهم من علمک