سوره
نام سوره
کتاب0
قرن0
مذهب0
نوع0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓمٓ1
ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدࣰى لِّلۡمُتَّقِينَ2
ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ3
وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ4
أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدࣰى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ5
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ6
خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةࣱۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمࣱ7
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ8
يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ9
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ10
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ11
أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ12
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُۗ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَٰكِن لَّا يَعۡلَمُونَ13
وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ14
ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ15
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمۡ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ16
مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسۡتَوۡقَدَ نَارࣰا فَلَمَّآ أَضَآءَتۡ مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِي ظُلُمَٰتࣲ لَّا يُبۡصِرُونَ17
صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيࣱ فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ18
أَوۡ كَصَيِّبࣲ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَٰتࣱ وَرَعۡدࣱ وَبَرۡقࣱ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَٰعِقِ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ وَٱللَّهُ مُحِيطُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ19
يَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ يَخۡطَفُ أَبۡصَٰرَهُمۡۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ20
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ21
ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشࣰا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءࣰ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءࣰ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقࣰا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادࣰا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ22
وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبࣲ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةࣲ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ23
فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ24
وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةࣲ رِّزۡقࣰاۙ قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهࣰاۖ وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجࣱ مُّطَهَّرَةࣱۖ وَهُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ25
إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلࣰا مَّا بَعُوضَةࣰ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلࣰاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرࣰا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرࣰاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ26
ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ27
كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتࣰا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ28
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعࣰا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتࣲۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ29
وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلࣱ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةࣰۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ30
وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَـٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ31
قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ32
قَالَ يَـٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ33
وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ34
وَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ35
فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرࣱّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينࣲ36
فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتࣲ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ37
قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعࣰاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدࣰى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ38
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ39
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّـٰيَ فَٱرۡهَبُونِ40
وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنࣰا قَلِيلࣰا وَإِيَّـٰيَ فَٱتَّقُونِ41
وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ42
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّـٰكِعِينَ43
أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ44
وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ45
ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ46
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَنِّي فَضَّلۡتُكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ47
وَٱتَّقُواْ يَوۡمࣰا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسࣲ شَيۡـࣰٔا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةࣱ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلࣱ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ48
وَإِذۡ نَجَّيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمࣱ49
وَإِذۡ فَرَقۡنَا بِكُمُ ٱلۡبَحۡرَ فَأَنجَيۡنَٰكُمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ50
وَإِذۡ وَٰعَدۡنَا مُوسَىٰٓ أَرۡبَعِينَ لَيۡلَةࣰ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ51
ثُمَّ عَفَوۡنَا عَنكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ52
وَإِذۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡفُرۡقَانَ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ53
وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِنَّكُمۡ ظَلَمۡتُمۡ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلۡعِجۡلَ فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمۡ فَٱقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ عِندَ بَارِئِكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ54
وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةࣰ فَأَخَذَتۡكُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ55
ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ56
وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡغَمَامَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ57
وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُواْ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةَ فَكُلُواْ مِنۡهَا حَيۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدࣰا وَٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدࣰا وَقُولُواْ حِطَّةࣱ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَٰيَٰكُمۡۚ وَسَنَزِيدُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ58
فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ59
وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنࣰاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسࣲ مَّشۡرَبَهُمۡۖ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ60
وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامࣲ وَٰحِدࣲ فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَاۖ قَالَ أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيۡرٌۚ ٱهۡبِطُواْ مِصۡرࣰا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلۡتُمۡۗ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبࣲ مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ61
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحࣰا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ62
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱذۡكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ63
ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ64
وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعۡتَدَوۡاْ مِنكُمۡ فِي ٱلسَّبۡتِ فَقُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِـِٔينَ65
فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلࣰا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَةࣰ لِّلۡمُتَّقِينَ66
وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةࣰۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوࣰاۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ67
قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَۚ قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ لَّا فَارِضࣱ وَلَا بِكۡرٌ عَوَانُۢ بَيۡنَ ذَٰلِكَۖ فَٱفۡعَلُواْ مَا تُؤۡمَرُونَ68
قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوۡنُهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ صَفۡرَآءُ فَاقِعࣱ لَّوۡنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّـٰظِرِينَ69
قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيۡنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ70
قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ لَّا ذَلُولࣱ تُثِيرُ ٱلۡأَرۡضَ وَلَا تَسۡقِي ٱلۡحَرۡثَ مُسَلَّمَةࣱ لَّا شِيَةَ فِيهَاۚ قَالُواْ ٱلۡـَٰٔنَ جِئۡتَ بِٱلۡحَقِّۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ71
وَإِذۡ قَتَلۡتُمۡ نَفۡسࣰا فَٱدَّـٰرَٰٔتُمۡ فِيهَاۖ وَٱللَّهُ مُخۡرِجࣱ مَّا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ72
فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ كَذَٰلِكَ يُحۡيِ ٱللَّهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ73
ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةࣰۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ74
أَفَتَطۡمَعُونَ أَن يُؤۡمِنُواْ لَكُمۡ وَقَدۡ كَانَ فَرِيقࣱ مِّنۡهُمۡ يَسۡمَعُونَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُۥ مِنۢ بَعۡدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ75
وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ76
أَوَلَا يَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ77
وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ78
فَوَيۡلࣱ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنࣰا قَلِيلࣰاۖ فَوَيۡلࣱ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلࣱ لَّهُم مِّمَّا يَكۡسِبُونَ79
وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدࣰا فَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥٓۖ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ80
بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةࣰ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ81
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ82
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانࣰا وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنࣰا وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ83
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ لَا تَسۡفِكُونَ دِمَآءَكُمۡ وَلَا تُخۡرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ ثُمَّ أَقۡرَرۡتُمۡ وَأَنتُمۡ تَشۡهَدُونَ84
ثُمَّ أَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقࣰا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضࣲۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيࣱ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ85
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا بِٱلۡأٓخِرَةِۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ86
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَقَفَّيۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ بِٱلرُّسُلِۖ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقࣰا كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقࣰا تَقۡتُلُونَ87
وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِيلࣰا مَّا يُؤۡمِنُونَ88
وَلَمَّا جَآءَهُمۡ كِتَٰبࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ89
بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبࣲۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابࣱ مُّهِينࣱ90
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَهُمۡۗ قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ91
وَلَقَدۡ جَآءَكُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ92
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱسۡمَعُواْۖ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَأُشۡرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ قُلۡ بِئۡسَمَا يَأۡمُرُكُم بِهِۦٓ إِيمَٰنُكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ93
قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةࣰ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ94
وَلَن يَتَمَنَّوۡهُ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ95
وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةࣲ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةࣲ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن يُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ96
قُلۡ مَن كَانَ عَدُوࣰّا لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَهُدࣰى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ97
مَن كَانَ عَدُوࣰّا لِّلَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوࣱّ لِّلۡكَٰفِرِينَ98
وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتࣲۖ وَمَا يَكۡفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقُونَ99
أَوَكُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهۡدࣰا نَّبَذَهُۥ فَرِيقࣱ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ100
وَلَمَّا جَآءَهُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَهُمۡ نَبَذَ فَرِيقࣱ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ كَأَنَّهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ101
وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةࣱ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقࣲۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ102
وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرࣱۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ103
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقُولُواْ رَٰعِنَا وَقُولُواْ ٱنظُرۡنَا وَٱسۡمَعُواْۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمࣱ104
مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرࣲ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ105
مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرࣲ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرٌ106
أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرٍ107
أَمۡ تُرِيدُونَ أَن تَسۡـَٔلُواْ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ108
وَدَّ كَثِيرࣱ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدࣰا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ109
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرࣲ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرࣱ110
وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ111
بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ112
وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ لَيۡسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَيۡءࣲ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيۡسَتِ ٱلۡيَهُودُ عَلَىٰ شَيۡءࣲ وَهُمۡ يَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ فَٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ113
وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيࣱ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمࣱ114
وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ115
وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدࣰاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ بَل لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ كُلࣱّ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ116
بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرࣰا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ117
وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةࣱۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يُوقِنُونَ118
إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرࣰا وَنَذِيرࣰاۖ وَلَا تُسۡـَٔلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ119
وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِۙ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرٍ120
ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ121
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَنِّي فَضَّلۡتُكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ122
وَٱتَّقُواْ يَوۡمࣰا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسࣲ شَيۡـࣰٔا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلࣱ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةࣱ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ123
وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتࣲ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامࣰاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّـٰلِمِينَ124
وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَيۡتَ مَثَابَةࣰ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنࣰا وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِـۧمَ مُصَلࣰّىۖ وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ125
وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنࣰا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ مَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُم بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُۥ قَلِيلࣰا ثُمَّ أَضۡطَرُّهُۥٓ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ126
وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ127
رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةࣰ مُّسۡلِمَةࣰ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ128
رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ129
وَمَن يَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَٰهِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ130
إِذۡ قَالَ لَهُۥ رَبُّهُۥٓ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ131
وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِـۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ132
أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ حَضَرَ يَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِيۖ قَالُواْ نَعۡبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ إِلَٰهࣰا وَٰحِدࣰا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ133
تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ134
وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِـۧمَ حَنِيفࣰاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ135
قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدࣲ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ136
فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقࣲۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ137
صِبۡغَةَ ٱللَّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةࣰۖ وَنَحۡنُ لَهُۥ عَٰبِدُونَ138
قُلۡ أَتُحَآجُّونَنَا فِي ٱللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ وَلَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُخۡلِصُونَ139
أَمۡ تَقُولُونَ إِنَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ قُلۡ ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللَّهُۗ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ140
تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ141
سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ142
وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدࣰاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِيمࣱ143
قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ144
وَلَئِنۡ أَتَيۡتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةࣲ مَّا تَبِعُواْ قِبۡلَتَكَۚ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعࣲ قِبۡلَتَهُمۡۚ وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعࣲ قِبۡلَةَ بَعۡضࣲۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِۙ إِنَّكَ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ145
ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقࣰا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ146
ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ147
وَلِكُلࣲّ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَاۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ148
وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ وَإِنَّهُۥ لَلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ149
وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ150
كَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِيكُمۡ رَسُولࣰا مِّنكُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ151
فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ152
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ153
وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءࣱ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ154
وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ155
ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةࣱ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ156
أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةࣱۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ157
إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرࣰا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ158
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِۙ أُوْلَـٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ159
إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ160
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةُ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ161
خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ162
وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهࣱ وَٰحِدࣱۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ163
إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءࣲ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةࣲ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ يَعۡقِلُونَ164
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادࣰا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبࣰّا لِّلَّهِۗ وَلَوۡ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِذۡ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعࣰا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعَذَابِ165
إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ166
وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةࣰ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ167
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلࣰا طَيِّبࣰا وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِينٌ168
إِنَّمَا يَأۡمُرُكُم بِٱلسُّوٓءِ وَٱلۡفَحۡشَآءِ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ169
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡـࣰٔا وَلَا يَهۡتَدُونَ170
وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنۡعِقُ بِمَا لَا يَسۡمَعُ إِلَّا دُعَآءࣰ وَنِدَآءࣰۚ صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيࣱ فَهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ171
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ172
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغࣲ وَلَا عَادࣲ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمٌ173
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنࣰا قَلِيلًاۙ أُوْلَـٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ174
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَآ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ175
ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدࣲ176
لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّـٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ177
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰۚ فَمَنۡ عُفِيَ لَهُۥ مِنۡ أَخِيهِ شَيۡءࣱ فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيۡهِ بِإِحۡسَٰنࣲۗ ذَٰلِكَ تَخۡفِيفࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَةࣱۗ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِيمࣱ178
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةࣱ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ179
كُتِبَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ إِن تَرَكَ خَيۡرًا ٱلۡوَصِيَّةُ لِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ180
فَمَنۢ بَدَّلَهُۥ بَعۡدَ مَا سَمِعَهُۥ فَإِنَّمَآ إِثۡمُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ181
فَمَنۡ خَافَ مِن مُّوصࣲ جَنَفًا أَوۡ إِثۡمࣰا فَأَصۡلَحَ بَيۡنَهُمۡ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ182
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ183
أَيَّامࣰا مَّعۡدُودَٰتࣲۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةࣱ طَعَامُ مِسۡكِينࣲۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرࣰا فَهُوَ خَيۡرࣱ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ184
شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ185
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ186
أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسࣱ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسࣱ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ187
وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقࣰا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ188
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ189
وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ190
وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَيۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۚ وَلَا تُقَٰتِلُوهُمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِيهِۖ فَإِن قَٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ191
فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ192
وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةࣱ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَلَا عُدۡوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ193
ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصࣱۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ194
وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ195
وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذࣰى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةࣱ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكࣲۚ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامࣲ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةࣱ كَامِلَةࣱۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ196
ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرࣱ مَّعۡلُومَٰتࣱۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ197
لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلࣰا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتࣲ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ198
ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ199
فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرࣰاۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقࣲ200
وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةࣰ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةࣰ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ201
أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ نَصِيبࣱ مِّمَّا كَسَبُواْۚ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ202
وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامࣲ مَّعۡدُودَٰتࣲۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ203
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ204
وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ205
وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ206
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡرِي نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ207
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةࣰ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِينࣱ208
فَإِن زَلَلۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡكُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ209
هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلࣲ مِّنَ ٱلۡغَمَامِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ210
سَلۡ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۭ بَيِّنَةࣲۗ وَمَن يُبَدِّلۡ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ211
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَيَسۡخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۘ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابࣲ212
كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَٰحِدَةࣰ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمٍ213
أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبࣱ214
يَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرࣲ فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمࣱ215
كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـࣰٔا وَهُوَ خَيۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ216
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالࣲ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالࣱ فِيهِ كَبِيرࣱۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرࣱ فَأُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ217
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ218
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمࣱ كَبِيرࣱ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ219
فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡيَتَٰمَىٰۖ قُلۡ إِصۡلَاحࣱ لَّهُمۡ خَيۡرࣱۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعۡنَتَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ220
وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةࣱ مُّؤۡمِنَةٌ خَيۡرࣱ مِّن مُّشۡرِكَةࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ وَلَعَبۡدࣱ مُّؤۡمِنٌ خَيۡرࣱ مِّن مُّشۡرِكࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡۗ أُوْلَـٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ221
وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذࣰى فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّـٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ222
نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثࣱ لَّكُمۡ فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ وَقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُم مُّلَٰقُوهُۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ223
وَلَا تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةࣰ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ224
لَّا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمࣱ225
لِّلَّذِينَ يُؤۡلُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ تَرَبُّصُ أَرۡبَعَةِ أَشۡهُرࣲۖ فَإِن فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ226
وَإِنۡ عَزَمُواْ ٱلطَّلَٰقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ227
وَٱلۡمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَٰثَةَ قُرُوٓءࣲۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكۡتُمۡنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيٓ أَرۡحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤۡمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنۡ أَرَادُوٓاْ إِصۡلَٰحࣰاۚ وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيۡهِنَّ دَرَجَةࣱۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ228
ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِۖ فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنࣲۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمۡ أَن تَأۡخُذُواْ مِمَّآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ شَيۡـًٔا إِلَّآ أَن يَخَافَآ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَا فِيمَا ٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ229
فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوۡجًا غَيۡرَهُۥۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۗ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوۡمࣲ يَعۡلَمُونَ230
وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعۡرُوفࣲۚ وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارࣰا لِّتَعۡتَدُواْۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوࣰاۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡحِكۡمَةِ يَعِظُكُم بِهِۦۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ231
وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحۡنَ أَزۡوَٰجَهُنَّ إِذَا تَرَٰضَوۡاْ بَيۡنَهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ مِنكُمۡ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ ذَٰلِكُمۡ أَزۡكَىٰ لَكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ232
وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ وَعَلَى ٱلۡمَوۡلُودِ لَهُۥ رِزۡقُهُنَّ وَكِسۡوَتُهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ لَا تُكَلَّفُ نَفۡسٌ إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَا تُضَآرَّ وَٰلِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُودࣱ لَّهُۥ بِوَلَدِهِۦۚ وَعَلَى ٱلۡوَارِثِ مِثۡلُ ذَٰلِكَۗ فَإِنۡ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضࣲ مِّنۡهُمَا وَتَشَاوُرࣲ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَاۗ وَإِنۡ أَرَدتُّمۡ أَن تَسۡتَرۡضِعُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا سَلَّمۡتُم مَّآ ءَاتَيۡتُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرࣱ233
وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجࣰا يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرࣲ وَعَشۡرࣰاۖ فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرࣱ234
وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا عَرَّضۡتُم بِهِۦ مِنۡ خِطۡبَةِ ٱلنِّسَآءِ أَوۡ أَكۡنَنتُمۡ فِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ سَتَذۡكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّآ أَن تَقُولُواْ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰاۚ وَلَا تَعۡزِمُواْ عُقۡدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡكِتَٰبُ أَجَلَهُۥۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمࣱ235
لَّا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِن طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ مَا لَمۡ تَمَسُّوهُنَّ أَوۡ تَفۡرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةࣰۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ مَتَٰعَۢا بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ236
وَإِن طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدۡ فَرَضۡتُمۡ لَهُنَّ فَرِيضَةࣰ فَنِصۡفُ مَا فَرَضۡتُمۡ إِلَّآ أَن يَعۡفُونَ أَوۡ يَعۡفُوَاْ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ وَأَن تَعۡفُوٓاْ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۚ وَلَا تَنسَوُاْ ٱلۡفَضۡلَ بَيۡنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ237
حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ238
فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانࣰاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ239
وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجࣰا وَصِيَّةࣰ لِّأَزۡوَٰجِهِم مَّتَٰعًا إِلَى ٱلۡحَوۡلِ غَيۡرَ إِخۡرَاجࣲۚ فَإِنۡ خَرَجۡنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِي مَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعۡرُوفࣲۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ240
وَلِلۡمُطَلَّقَٰتِ مَتَٰعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ241
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ242
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَهُمۡ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحۡيَٰهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ243
وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ244
مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافࣰا كَثِيرَةࣰۚ وَٱللَّهُ يَقۡبِضُ وَيَبۡصُۜطُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ245
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰٓ إِذۡ قَالُواْ لِنَبِيࣲّ لَّهُمُ ٱبۡعَثۡ لَنَا مَلِكࣰا نُّقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ قَالَ هَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ أَلَّا تُقَٰتِلُواْۖ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدۡ أُخۡرِجۡنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبۡنَآئِنَاۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ تَوَلَّوۡاْ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ246
وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكࣰاۚ قَالُوٓاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَيۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَلَمۡ يُؤۡتَ سَعَةࣰ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ وَزَادَهُۥ بَسۡطَةࣰ فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُۥ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ247
وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ءَايَةَ مُلۡكِهِۦٓ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَبَقِيَّةࣱ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ248
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرࣲ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةࣲ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةࣰ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ249
وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرࣰا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ250
فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ251
تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ252
تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتࣲۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ253
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمࣱ لَّا بَيۡعࣱ فِيهِ وَلَا خُلَّةࣱ وَلَا شَفَٰعَةࣱۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ254
ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ255
لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ256
ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّـٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ257
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ فِي رَبِّهِۦٓ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡيِۦ وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ258
أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةࣲ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامࣲ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمࣲۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِاْئَةَ عَامࣲ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَايَةࣰ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَيۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمࣰاۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ259
وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِيۖ قَالَ فَخُذۡ أَرۡبَعَةࣰ مِّنَ ٱلطَّيۡرِ فَصُرۡهُنَّ إِلَيۡكَ ثُمَّ ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلࣲ مِّنۡهُنَّ جُزۡءࣰا ثُمَّ ٱدۡعُهُنَّ يَأۡتِينَكَ سَعۡيࣰاۚ وَٱعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ260
مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةࣲ مِّاْئَةُ حَبَّةࣲۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ261
ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنࣰّا وَلَآ أَذࣰىۙ لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ262
قَوۡلࣱ مَّعۡرُوفࣱ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرࣱ مِّن صَدَقَةࣲ يَتۡبَعُهَآ أَذࣰىۗ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمࣱ263
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابࣱ فَأَصَابَهُۥ وَابِلࣱ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدࣰاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءࣲ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ264
وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثۡبِيتࣰا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ كَمَثَلِ جَنَّةِۭ بِرَبۡوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلࣱ فَـَٔاتَتۡ أُكُلَهَا ضِعۡفَيۡنِ فَإِن لَّمۡ يُصِبۡهَا وَابِلࣱ فَطَلࣱّۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ265
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةࣱ مِّن نَّخِيلࣲ وَأَعۡنَابࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةࣱ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعۡصَارࣱ فِيهِ نَارࣱ فَٱحۡتَرَقَتۡۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ266
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغۡمِضُواْ فِيهِۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ267
ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغۡفِرَةࣰ مِّنۡهُ وَفَضۡلࣰاۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ268
يُؤۡتِي ٱلۡحِكۡمَةَ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرࣰا كَثِيرࣰاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ269
وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ270
إِن تُبۡدُواْ ٱلصَّدَقَٰتِ فَنِعِمَّا هِيَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيۡرࣱ لَّكُمۡۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّـَٔاتِكُمۡۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرࣱ271
لَّيۡسَ عَلَيۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ فَلِأَنفُسِكُمۡۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ ٱللَّهِۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ272
لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبࣰا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافࣰاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ273
ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ سِرࣰّا وَعَلَانِيَةࣰ فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ274
ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡبَيۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰاْۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ275
يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ276
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ277
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ278
فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ279
وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةࣲ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةࣲۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ280
وَٱتَّقُواْ يَوۡمࣰا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ281
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيۡنٍ إِلَىٰٓ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى فَٱكۡتُبُوهُۚ وَلۡيَكۡتُب بَّيۡنَكُمۡ كَاتِبُۢ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَلَا يَأۡبَ كَاتِبٌ أَن يَكۡتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُۚ فَلۡيَكۡتُبۡ وَلۡيُمۡلِلِ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥ وَلَا يَبۡخَسۡ مِنۡهُ شَيۡـࣰٔاۚ فَإِن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ سَفِيهًا أَوۡ ضَعِيفًا أَوۡ لَا يَسۡتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلۡيُمۡلِلۡ وَلِيُّهُۥ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَٱسۡتَشۡهِدُواْ شَهِيدَيۡنِ مِن رِّجَالِكُمۡۖ فَإِن لَّمۡ يَكُونَا رَجُلَيۡنِ فَرَجُلࣱ وَٱمۡرَأَتَانِ مِمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحۡدَىٰهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡدَىٰهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰۚ وَلَا يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْۚ وَلَا تَسۡـَٔمُوٓاْ أَن تَكۡتُبُوهُ صَغِيرًا أَوۡ كَبِيرًا إِلَىٰٓ أَجَلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقۡوَمُ لِلشَّهَٰدَةِ وَأَدۡنَىٰٓ أَلَّا تَرۡتَابُوٓاْ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً حَاضِرَةࣰ تُدِيرُونَهَا بَيۡنَكُمۡ فَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَلَّا تَكۡتُبُوهَاۗ وَأَشۡهِدُوٓاْ إِذَا تَبَايَعۡتُمۡۚ وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبࣱ وَلَا شَهِيدࣱۚ وَإِن تَفۡعَلُواْ فَإِنَّهُۥ فُسُوقُۢ بِكُمۡۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ282
وَإِن كُنتُمۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ وَلَمۡ تَجِدُواْ كَاتِبࣰا فَرِهَٰنࣱ مَّقۡبُوضَةࣱۖ فَإِنۡ أَمِنَ بَعۡضُكُم بَعۡضࣰا فَلۡيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤۡتُمِنَ أَمَٰنَتَهُۥ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥۗ وَلَا تَكۡتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَۚ وَمَن يَكۡتُمۡهَا فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمࣱ قَلۡبُهُۥۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمࣱ283
لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرٌ284
ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدࣲ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ285
لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرࣰا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ286
ترجمه
تفسیر
حدیث
واژه‌نامه
اعلام و اسما
موضوعات
اعراب قرآن
آیات مرتبط
آیات در کتب
فیلتر بر اساس کتاب
کتاب
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور44
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)40
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب19
تفسير نور الثقلين18
البرهان في تفسير القرآن15
ترجمه تفسیر روایی البرهان15
تفسير الصافي7
تفسير العيّاشي7
التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام1
ترجمه تفسیر قمی1
تفسير القمي1
تفسير فرات الكوفي1
قرن
قرن دوازدهم67
47
قرن دهم44
قرن چهارم8
قرن سوم3
مذهب
شيعه85
سني84
نوع حدیث
تفسیری169
169 مورد یافت شد
البرهان في تفسير القرآن

18,13,11368 / _1 قَالَ اَلْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «لَمَّا قِيلَ لَهُمْ‌: هُوَ اَلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مٰا فِي اَلْأَرْضِ‌ جَمِيعاً اَلْآيَةَ‌، قَالُوا: مَتَى كَانَ هَذَا؟ فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حِينَ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ اَلَّذِينَ فِي اَلْأَرْضِ [مَعَ 1إِبْلِيسَ‌ ، وَ قَدْ طَرَدُوا عَنْهَا اَلْجِنَّ بَنِي اَلْجَانِّ‌، وَ خَفَّتِ اَلْعِبَادَةُ‌] إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً‌ بَدَلاً مِنْكُمْ وَ رَافِعُكُمْ مِنْهَا، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ‌، لِأَنَّ اَلْعِبَادَةَ عِنْدَ رُجُوعِهِمْ إِلَى اَلسَّمَاءِ تَكُونُ أَثْقَلَ عَلَيْهِمْ‌. قٰالُوا رَبَّنَا أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ‌ وَ كَمَا فَعَلَتْهُ اَلْجِنُّ بَنُو اَلْجَانِّ‌، اَلَّذِينَ قَدْ طَرَدْنَاهُمْ عَنْ هَذِهِ اَلْأَرْضِ‌ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ‌ نُنَزِّهُكَ عَمَّا لاَ يَلِيقُ بِكَ مِنَ اَلصِّفَاتِ‌ وَ نُقَدِّسُ لَكَ‌ نُطَهِّرُ أَرْضَكَ مِمَّنْ يَعْصِيكَ‌. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ‌ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اَلصَّلاَحِ اَلْكَائِنِ فِيمَنْ أَجْعَلُهُ بَدَلاً مِنْكُمْ مَا لاَ تَعْلَمُونَ‌، وَ أَعْلَمُ أَيْضاً أَنَّ فِيكُمْ مَنْ هُوَ كَافِرٌ فِي بَاطِنِهِ لاَ تَعْلَمُونَهُ‌، وَ هُوَ 1إِبْلِيسُ‌ لَعَنَهُ اَللَّهُ‌. ثُمَّ قَالَ‌: وَ عَلَّمَ 18آدَمَ‌ اَلْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا أَسْمَاءَ أَنْبِيَاءِ اَللَّهِ‌، وَ أَسْمَاءَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، وَ عَلِيٍّ‌ وَ فَاطِمَةَ‌ وَ اَلْحَسَنِ‌ وَ اَلْحُسَيْنِ‌ ، وَ اَلطَّيِّبِينَ مِنْ آلِهِمَا، وَ أَسْمَاءَ رِجَالٍ مِنْ شِيعَتِهِمْ‌ ، وَ عُتَاةِ أَعْدَائِهِمْ‌. ثُمَّ عَرَضَهُمْ‌ عَرَضَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ اَلْأَئِمَّةَ‌ عَلَى اَلْمَلاٰئِكَةِ‌ ، أَيْ عَرَضَ أَشْبَاحَهُمْ وَ هُمْ أَنْوَارٌ فِي اَلْأَظِلَّةِ‌ فَقٰالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمٰاءِ هٰؤُلاٰءِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ‌ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تُسَبِّحُونَ وَ تُقَدِّسُونَ‌، وَ أَنَّ تَرْكَكُمْ هَاهُنَا أَصْلَحُ مِنْ إِيرَادِ مَنْ بَعْدَكُمْ‌، أَيْ فَكَمَا لَمْ تَعْرِفُوا غَيْبَ مَنْ فِي خِلاَلِكُمْ‌، فَالْحَرِيُّ‌ أَنْ لاَ تَعْرِفُوا اَلْغَيْبَ إِذَا لَمْ يَكُنْ‌، كَمَا لاَ تَعْرِفُونَ أَسْمَاءَ أَشْخَاصٍ تَرَوْنَهَا. قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ‌: قٰالُوا سُبْحٰانَكَ لاٰ عِلْمَ لَنٰا إِلاّٰ مٰا عَلَّمْتَنٰا إِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَلِيمُ‌ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ‌ اَلْحَكِيمُ‌ اَلْمُصِيبُ فِي كُلِّ فِعْلٍ‌. قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يَا 18آدَمُ‌ ، أَنْبِئْ هَؤُلاَءِ اَلْمَلاَئِكَةَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ اَلْأَئِمَّةِ‌، فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ فَعَرَفُوهَا، أَخَذَ عَلَيْهِمُ اَلْعَهْدَ وَ اَلْمِيثَاقَ بِالْإِيمَانِ بِهِمْ‌، وَ اَلتَّفْضِيلِ لَهُمْ‌. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى عِنْدَ ذَلِكَ‌: أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ مٰا تُبْدُونَ وَ مٰا كُنْتُمْ‌ تَكْتُمُونَ‌ وَ مَا كَانَ يَعْتَقِدُهُ 1إِبْلِيسُ‌ مِنَ اَلْإِبَاءِ عَلَى آدَمَ إِنْ أُمِرَ بِطَاعَتِهِ‌، وَ إِهْلاَكِهِ إِنْ سُلِّطَ عَلَيْهِ‌، وَ مِنِ اِعْتِقَادِكُمْ أَنَّهُ لاَ أَحَدٌ يَأْتِي بَعْدَكُمْ إِلاَّ وَ أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْهُ‌، بَلْ مُحَمَّدٌ وَ آلُهُ‌ اَلطَّيِّبُونَ أَفْضَلُ مِنْكُمْ‌، اَلَّذِينَ أَنْبَأَكُمْ 18آدَمُ‌ بِأَسْمَائِهِمْ‌».

البرهان في تفسير القرآن

6370 / _3 اَلْعَيَّاشِيُّ‌ ، قَالَ‌: قَالَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ‌ ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «مَا عَلِمَ اَلْمَلاَئِكَةُ بِقَوْلِهِمْ‌: أَ تَجْعَلُ‌ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ‌ لَوْ لاَ أَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا رَأَوْا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمَاءَ‌».

البرهان في تفسير القرآن

18,5,6371 / _4 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ‌ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «إِنِّي لَأَطُوفُ بِالْبَيْتِ‌ مَعَ أَبِي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ طُوَالٌ جُعْشُمٌ‌ مُتَعَمِّمٌ بِعِمَامَةٍ‌، فَقَالَ‌: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ‌ ، قَالَ‌: فَرَدَّ عَلَيْهِ أَبِي . فَقَالَ‌: أَشْيَاءُ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهَا، مَا بَقِيَ أَحَدٌ يَعْلَمُهَا إِلاَّ رَجُلٌ أَوْ رَجُلاَنِ‌. قَالَ‌: فَلَمَّا قَضَى أَبِي اَلطَّوَافَ دَخَلَ اَلْحِجْرَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ‌، ثُمَّ قَالَ‌: هَاهُنَا يَا جَعْفَرُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى اَلرَّجُلِ‌، فَقَالَ لَهُ أَبِي : كَأَنَّكَ غَرِيبٌ؟ فَقَالَ‌: أَجَلْ‌، فَأَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا اَلطَّوَافِ كَيْفَ كَانَ؟ وَ لِمَ كَانَ؟ قَالَ‌: إِنَّ اَللَّهَ لَمَّا قَالَ لِلْمَلاَئِكَةِ‌: إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً قٰالُوا أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ‌، كَانَ ذَلِكَ مَنْ يَعْصِي مِنْهُمْ‌، فَاحْتَجَبَ عَنْهُمْ سَبْعَ سِنِينَ‌، فَلاَذُوا بِالْعَرْشِ يَلُوذُونَ يَقُولُونَ‌: لَبَّيْكَ ذَا اَلْمَعَارِجِ‌ لَبَّيْكَ‌، حَتَّى تَابَ عَلَيْهِمْ‌، فَلَمَّا أَصَابَ 18آدَمَ‌ اَلذَّنْبُ طَافَ بِالْبَيْتِ حَتَّى قَبِلَ اَللَّهُ مِنْهُ‌. قَالَ‌: فَقَالَ‌: صَدَقْتَ‌، فَعَجِبَ أَبِي مِنْ‌ قَوْلِهِ‌: صَدَقْتَ‌. قَالَ‌: فَأَخْبِرْنِي عَنْ‌ ن وَ اَلْقَلَمِ وَ مٰا يَسْطُرُونَ‌ . قَالَ‌: نُونُ نَهَرٌ فِي اَلْجَنَّةِ‌ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اَللَّبَنِ‌، قَالَ‌: فَأَمَرَ اَللَّهُ اَلْقَلَمَ فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ وَ مَا يَكُونُ‌، فَهُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ‌ مَوْضُوعٌ مَا شَاءَ مِنْهُ زَادَ فِيهِ‌، وَ مَا شَاءَ نَقَصَ مِنْهُ‌، وَ مَا شَاءَ كَانَ‌، وَ مَا لاَ يَشَاءُ لاَ يَكُونُ‌. قَالَ‌: صَدَقْتَ‌، فَعَجِبَ أَبِي مِنْ‌ قَوْلِهِ‌: صَدَقْتَ‌. قَالَ‌: فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ‌: فِي أَمْوٰالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ‌ مَا هَذَا اَلْحَقُّ اَلْمَعْلُومُ؟ قَالَ‌: هُوَ اَلشَّيْ‌ءُ يُخْرِجُهُ اَلرَّجُلُ مِنْ مَالِهِ لَيْسَ مِنَ اَلزَّكَاةِ‌، فَيَكُونُ لِلنَّائِبَةِ وَ اَلصِّلَةِ‌. قَالَ‌: صَدَقْتَ‌، قَالَ‌: فَعَجِبَ‌ أَبِي مِنْ قَوْلِهِ‌: صَدَقْتَ‌. قَالَ‌: ثُمَّ قَامَ اَلرَّجُلُ‌، فَقَالَ أَبِي : عَلَيَّ بِالرَّجُلِ‌، قَالَ‌: فَطَلَبْتُهُ فَلَمْ أَجِدْهُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

18,4373 / _6 عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِهِ‌: وَ إِذْ قٰالَ رَبُّكَ لِلْمَلاٰئِكَةِ إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً قٰالُوا أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ‌ : «رَدُّوا عَلَى اَللَّهِ فَقَالُوا: أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ‌ اَلدِّمٰاءَ‌ . وَ إِنَّمَا قَالُوا ذَلِكَ بِخَلْقٍ مَضَى، يَعْنِي اَلْجَانَّ أَبَا اَلْجِنِّ‌ . وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ‌ فَمَنُّوا عَلَى اَللَّهِ بِعِبَادَتِهِمْ إِيَّاهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُمْ‌. ثُمَّ عَلَّمَ 18آدَمَ‌ اَلْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، ثُمَّ قَالَ لِلْمَلاَئِكَةِ‌ أَنْبِئُونِي بِأَسْمٰاءِ هٰؤُلاٰءِ‌ قٰالُوا سُبْحٰانَكَ لاٰ عِلْمَ لَنٰا قَالَ‌ يٰا 18آدَمُ‌ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمٰائِهِمْ‌ فَأَنْبَاَهُمْ‌، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ‌ اُسْجُدُوا 18لِآدَمَ‌ فَسَجَدُوا، وَ قَالُوا فِي سُجُودِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ‌: مَا كُنَّا نَظُنُّ أَنْ يَخْلُقَ اَللَّهُ خَلْقاً أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنَّا، نَحْنُ خُزَّانُ اَللَّهِ وَ جِيرَانُهُ‌، وَ أَقْرَبُ اَلْخَلْقِ إِلَيْهِ‌. فَلَمَّا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ‌، قَالَ‌: اَللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ مِنْ رَدِّكُمْ عَلَيَّ وَ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ‌: ظَنَنَّا أَنْ لاَ يَخْلُقَ اَللَّهُ خَلْقاً أَكْرَمَ‌ عَلَيْهِ مِنَّا . فَلَمَّا عَرَفَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ أَنَّهَا وَقَعَتْ فِي خَطِيئَةٍ لاَذُوا بِالْعَرْشِ‌، وَ إِنَّهَا كَانَتْ عِصَابَةٌ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، وَ هُمُ اَلَّذِينَ كَانُوا حَوْلَ اَلْعَرْشِ‌، لَمْ يَكُنْ جَمِيعُ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلَّذِينَ قَالُوا: مَا ظَنَنَّا أَنْ يَخْلُقَ خَلْقاً أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنَّا، وَ هُمُ اَلَّذِينَ أُمِرُوا بِالسُّجُودِ، فَلاَذُوا بِالْعَرْشِ وَ قَالُوا بِأَيْدِيهِمْ وَ أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ يُدِيرُهَا فَهُمْ يَلُوذُونَ حَوْلَ اَلْعَرْشِ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ‌ . فَلَمَّا أَصَابَ 18آدَمُ‌ اَلْخَطِيئَةَ‌، جَعَلَ اَللَّهُ هَذَا اَلْبَيْتَ‌ لِمَنْ أَصَابَ مِنْ وُلْدِهِ اَلْخَطِيئَةَ [أَتَاهُ‌] فَلاَذَ بِهِ مِنْ وُلْدِ آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) كَمَا لاَذَ أُولَئِكَ بِالْعَرْشِ‌. فَلَمَّا هَبَطَ آدَمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) إِلَى اَلْأَرْضِ طَافَ بِالْبَيْتِ‌ ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ اَلْمُسْتَجَارِ دَنَا مِنَ اَلْبَيْتِ‌ فَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ‌، فَقَالَ‌: يَا رَبِّ‌، اِغْفِرْ لِي. فَنُودِيَ‌: إِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكَ‌، قَالَ‌: يَا رَبِّ‌، وَ لِوُلْدِي، قَالَ‌: فَنُودِيَ‌: يَا 18آدَمُ‌ ، مَنْ جَاءَنِي مِنْ وُلْدِكَ فَبَاءَ‌ بِذَنْبِهِ بِهَذَا اَلْمَكَانِ‌، غَفَرْتُ لَهُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

52,5,6372 / _5 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ‌ ، قَالَ‌: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) يَقُولُ‌: «كُنْتُ مَعَ أَبِي فِي اَلْحِجْرِ ، فَبَيْنَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَجَلَسَ إِلَيْهِ‌، فَلَمَّا اِنْصَرَفَ سَلَّمَ عَلَيْهِ‌؛ ثُمَّ قَالَ‌: إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلاَثَةِ أَشْيَاءَ‌، لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ أَنْتَ‌ وَ رَجُلٌ آخَرُ. قَالَ‌: مَا هِيَ؟ قَالَ‌: أَخْبِرْنِي أَيَّ شَيْ‌ءٍ كَانَ سَبَبُ اَلطَّوَافِ بِهَذَا اَلْبَيْتِ‌ ؟ فَقَالَ‌: إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمَّا أَمَرَ اَلْمَلاَئِكَةَ أَنْ يَسْجُدُوا 18لِآدَمَ‌ ، رَدَّتِ اَلْمَلاَئِكَةُ فَقَالَتْ‌: أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ‌ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قٰالَ إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ‌ فَغَضِبَ عَلَيْهِمْ‌، ثُمَّ‌ سَأَلُوهُ اَلتَّوْبَةَ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَطُوفُوا بِالضُّرَاحِ‌ وَ هُوَ اَلْبَيْتُ اَلْمَعْمُورُ فَمَكَثُوا بِهِ يَطُوفُونَ سَبْعَ سِنِينَ‌، يَسْتَغْفِرُونَ اَللَّهَ مِمَّا قَالُوا، ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَ رَضِيَ عَنْهُمْ‌، فَكَانَ هَذَا أَصْلَ اَلطَّوَافِ‌. ثُمَّ جَعَلَ اَللَّهُ اَلْبَيْتَ اَلْحَرَامَ‌ حِذَاءَ اَلضُّرَاحِ‌، تَوْبَةً لِمَنْ أَذْنَبَ مِنْ بَنِي آدَمَ وَ طَهُوراً لَهُمْ‌، فَقَالَ‌: صَدَقْتَ‌». ثُمَّ ذَكَرَ اَلْمَسْأَلَتَيْنِ نَحْوَ اَلْحَدِيثِ اَلْأَوَّلِ «ثُمَّ قَالَ اَلرَّجُلُ‌: صَدَقْتَ‌، فَقُلْتُ‌: مَنْ هَذَا اَلرَّجُلُ‌، يَا أَبَتِ؟ فَقَالَ‌: يَا بُنَيَّ‌ هَذَا 52اَلْخَضِرُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ».

البرهان في تفسير القرآن

6374 / _7 عَنْ عِيسَى بْنِ حَمْزَةَ‌ ، قَالَ‌: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : جُعِلْتُ فِدَاكَ‌، إِنَّ اَلنَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ‌ اَلدُّنْيَا عُمُرُهَا سَبْعَةُ آلاَفِ سَنَةٍ‌! فَقَالَ‌: «لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ‌، إِنَّ اَللَّهَ خَلَقَ لَهَا خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ‌؛ فَتَرَكَهَا قَاعاً قَفْرَاءَ‌ خَاوِيَةً‌ عَشَرَةَ آلاَفِ عَامٍ‌. ثُمَّ بَدَا لِلَّهِ بَدَاءٌ‌، فَخَلَقَ فِيهَا خَلْقاً لَيْسَ مِنَ اَلْجِنِّ وَ لاَ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ وَ لاَ مِنَ اَلْإِنْسِ‌، وَ قَدَّرَ لَهُمْ عَشَرَةَ آلاَفِ عَامٍ‌، فَلَمَّا قَرُبَتْ آجَالُهُمْ أَفْسَدُوا فِيهَا، فَدَمَّرَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ تَدْمِيراً. ثُمَّ تَرَكَهَا قَاعاً قَفْرَاءَ خَاوِيَةً عَشَرَةَ آلاَفِ عَامٍ‌. ثُمَّ خَلَقَ فِيهَا اَلْجِنَّ‌، وَ قَدَّرَ لَهُمْ عَشَرَةَ آلاَفِ عَامٍ‌، فَلَمَّا قَرُبَتْ آجَالُهُمْ أَفْسَدُوا فِيهَا، وَ سَفَكُوا اَلدِّمَاءَ‌، وَ هُوَ قَوْلُ‌ اَللَّهِ‌ أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ‌ كَمَا سَفَكَتْ بَنُو اَلْجَانِّ‌، فَأَهْلَكَهُمُ اَللَّهُ‌. ثُمَّ بَدَا لِلَّهِ فَخَلَقَ 18آدَمَ‌ ، وَ قَدَّرَ لَهُ عَشَرَةَ آلاَفِ عَامٍ‌، وَ قَدْ مَضَى مِنْ ذَلِكَ سَبْعَةُ آلاَفِ عَامٍ وَ مِائَتَانِ‌، وَ أَنْتُمْ فِي آخِرِ اَلزَّمَانِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

5375 / _8 قَالَ‌: قَالَ زُرَارَةُ‌ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَقَالَ‌: «أَيُّ شَيْ‌ءٍ عِنْدَكَ مِنْ أَحَادِيثِ اَلشِّيعَةِ‌ »؟ فَقُلْتُ‌: إِنَّ عِنْدِي مِنْهَا شَيْئاً كَثِيراً، قَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوقِدَ لَهَا نَاراً، ثُمَّ أُحْرِقَهَا. فَقَالَ‌: «وَارِهَا تَنْسَ مَا أَنْكَرْتَ مِنْهَا». فَخَطَرَ عَلَى بَالِيَ اَلْآدَمِيُّونَ‌، فَقَالَ لِي: «مَا كَانَ عِلْمُ اَلْمَلاَئِكَةِ حَيْثُ قَالُوا: أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

18,6376 / _9 قَالَ‌: وَ كَانَ يَقُولُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا اَلْحَدِيثِ‌: «هُوَ كَسْرٌ عَلَى اَلْقَدَرِيَّةِ‌ ». ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «إِنَّ 18آدَمَ‌ كَانَ لَهُ فِي اَلسَّمَاءِ خَلِيلٌ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، فَلَمَّا هَبَطَ 18آدَمُ‌ مِنَ اَلسَّمَاءِ إِلَى اَلْأَرْضِ اِسْتَوْحَشَ اَلْمَلَكُ‌، وَ شَكَا إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى وَ سَأَلَهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ [فَيَهْبِطَ عَلَيْهِ‌]، فَأَذِنَ لَهُ فَهَبَطَ عَلَيْهِ‌، فَوَجَدَهُ قَاعِداً فِي قَفْرَةٍ مِنَ اَلْأَرْضِ‌، فَلَمَّا رَآهُ 18آدَمُ‌ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَ صَاحَ صَيْحَةً قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : يَرْوُونَ أَنَّهُ أَسْمَعَ‌ عَامَّةَ اَلْخَلْقِ‌. فَقَالَ لَهُ اَلْمَلَكُ‌: يَا 18آدَمُ‌ ، مَا أَرَاكَ إِلاَّ قَدْ عَصَيْتَ رَبَّكَ‌، وَ حَمَلْتَ عَلَى نَفْسِكَ مَا لاَ تُطِيقُ‌، أَ تَدْرِي مَا قَالَ اَللَّهُ لَنَا فِيكَ فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ‌: لاَ. قَالَ‌: قَالَ‌: إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً‌ قُلْنَا: أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ‌ فَهُوَ خَلَقَكَ أَنْ تَكُونَ فِي اَلْأَرْضِ‌، يَسْتَقِيمُ أَنْ تَكُونَ فِي اَلسَّمَاءِ؟!». فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «وَ اَللَّهُ‌، [عَزَّى] بِهَا 18آدَمَ‌ ثَلاَثاً».

البرهان في تفسير القرآن

1,4381 / _14 اِبْنُ شَاذَانَ‌: عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ‌ ، عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) : قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «مَنْ لَمْ يَقُلْ‌ إِنِّي رَابِعُ اَلْخُلَفَاءِ اَلْأَرْبَعَةِ‌، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اَللَّهِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

13,1,5386 / _5 وَ عَنْهُ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ‌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي اَلْمِقْدَامِ‌ ، عَنْ ثَابِتٍ اَلْحَذَّاءِ‌ ، عَنْ‌ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ آبَائِهِ‌ ، عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «إِنَّ‌ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقاً بِيَدِهِ‌، وَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلنَّسْنَاسِ‌ فِي اَلْأَرْضِ سَبْعَةُ آلاَفِ سَنَةٍ‌، وَ كَانَ مِنْ شَأْنِهِ خَلْقُ آدَمَ‌، فَكَشَطَ عَنْ أَطْبَاقِ اَلسَّمَاوَاتِ وَ قَالَ لِلْمَلاَئِكَةِ‌: اُنْظُرُوا إِلَى أَهْلِ اَلْأَرْضِ مِنْ خَلْقِي مِنَ‌ اَلْجِنِّ وَ اَلنَّسْنَاسِ‌، فَلَمَّا رَأَوْا مَا يَعْمَلُونَ فِيهَا مِنَ اَلْمَعَاصِي وَ سَفْكِ اَلدِّمَاءِ وَ اَلْفَسَادِ فِي اَلْأَرْضِ بِغَيْرِ اَلْحَقِّ‌، عَظُمَ ذَلِكَ‌ عَلَيْهِمْ وَ غَضِبُوا وَ تَأَسَّفُوا عَلَى أَهْلِ اَلْأَرْضِ وَ لَمْ يَمْلِكُوا غَضَبَهُمْ‌. قَالُوا: رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَزِيزُ اَلْقَادِرُ اَلْجَبَّارُ اَلْقَاهِرُ اَلْعَظِيمُ اَلشَّأْنِ‌، وَ هَذَا خَلْقُكَ اَلضَّعِيفُ اَلذَّلِيلُ يَتَقَلَّبُونَ فِي قَبْضَتِكَ وَ يَعِيشُونَ بِرِزْقِكَ وَ يَسْتَمْتِعُونَ‌ بِعَافِيَتِكَ‌، وَ هُمْ يَعْصُونَكَ بِمِثْلِ هَذِهِ اَلذُّنُوبِ اَلْعِظَامِ‌، لاَ تَأْسَفُ عَلَيْهِمْ وَ لاَ تَغْضَبُ وَ لاَ تَنْتَقِمُ لِنَفْسِكَ لَمَّا تَسْمَعُ مِنْهُمْ وَ تَرَى، وَ قَدْ عَظُمَ ذَلِكَ عَلَيْنَا وَ أَكْبَرْنَاهُ‌ فِيكَ‌!». قَالَ‌: «فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، قَالَ‌: إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً‌ يَكُونُ حُجَّةً لِي فِي أَرْضِي عَلَى خَلْقِي. فَقَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ‌: سُبْحَانَكَ‌ أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا كَمَا فَسَدَ بَنُو اَلْجَانِّ‌، وَ يَسْفِكُونَ اَلدِّمَاءَ كَمَا سَفَكَ بَنُو اَلْجَانِّ‌، وَ يَتَحَاسَدُونَ وَ يَتَبَاغَضُونَ‌، فَاجْعَلْ ذَلِكَ اَلْخَلِيفَةَ مِنَّا، فَإِنَّا لاَ نَتَحَاسَدُ وَ لاَ نَتَبَاغَضُ وَ لاَ نَسْفِكُ‌ اَلدِّمَاءَ‌، وَ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ‌. قَالَ جَلَّ وَ عَزَّ: إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ‌ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْلُقَ خَلْقاً بِيَدِي، وَ أَجْعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَنْبِيَاءَ‌ وَ مُرْسَلِينَ وَ عِبَاداً صَالِحِينَ وَ أَئِمَّةً مُهْتَدِينَ‌، وَ أَجْعَلَهُمْ خُلَفَاءَ عَلَى خَلْقِي فِي أَرْضِي، يَنْهَوْنَهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِي، وَ يُنْذِرُونَهُمْ مِنْ عَذَابِي، وَ يَهْدُونَهُمْ إِلَى طَاعَتِي، وَ يَسْلُكُونَ بِهِمْ طَرِيقَ سَبِيلِي، وَ أَجْعَلَهُمْ لِي حُجَّةً‌، وَ عَلَيْهِمْ عُذْراً وَ نُذْراً، وَ أُبِينَ اَلنَّسْنَاسَ عَنْ أَرْضِي ، وَ أُطَهِّرَهَا مِنْهُمْ‌، وَ أَنْقُلَ مَرَدَةَ اَلْجِنِّ اَلْعُصَاةَ عَنْ بَرِيَّتِي وَ خَلْقِي وَ خِيَرَتِي، وَ أُسْكِنَهُمْ فِي اَلْهَوَاءِ وَ فِي أَقْطَارِ اَلْأَرْضِ‌، وَ لاَ يُجَاوِرُونَ نَسْلَ خَلْقِي، وَ أَجْعَلَ بَيْنَ اَلْجِنِّ وَ بَيْنَ خَلْقِي حِجَاباً، فَلاَ يَرَى نَسْلُ خَلْقِي اَلْجِنَّ‌، وَ لاَ يُجَالِسُونَهُمْ‌، وَ لاَ يُخَالِطُونَهُمْ‌، فَمَنْ عَصَانِي مِنْ نَسْلِ خَلْقِيَ اَلَّذِينَ اِصْطَفَيْتُهُمْ‌، أَسْكَنْتُهُمْ‌ مَسَاكِنَ اَلْعُصَاةِ‌، وَ أَوْرَدَتْهُمْ مَوَارِدَهُمْ وَ لاَ أُبَالِي». قَالَ‌: «فَقَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ‌: يَا رَبَّنَا، اِفْعَلْ مَا شِئْتَ‌ لاٰ عِلْمَ لَنٰا إِلاّٰ مٰا عَلَّمْتَنٰا إِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَلِيمُ اَلْحَكِيمُ‌ ». قَالَ‌: «فَبَاعَدَهُمُ اَللَّهُ مِنَ اَلْعَرْشِ‌ [مَسِيرَةَ‌] خَمْسِمِائَةِ عَامٍ قَالَ‌: فَلاَذُوا بِالْعَرْشِ‌ وَ أَشَارُوا بِالْأَصَابِعِ‌، فَنَظَرَ اَلرَّبُّ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِمْ وَ نَزَلَتِ اَلرَّحْمَةُ فَوَضَعَ لَهُمُ اَلْبَيْتَ اَلْمَعْمُورَ ، فَقَالَ‌: طُوفُوا بِهِ وَ دَعُوا اَلْعَرْشَ‌ فَإِنَّهُ لِي رِضًا، فَطَافُوا بِهِ وَ هُوَ اَلْبَيْتُ اَلَّذِي يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ أَبَداً فَوَضَعَ اَللَّهُ اَلْبَيْتَ اَلْمَعْمُورَ تَوْبَةً‌ لِأَهْلِ اَلسَّمَاءِ‌، وَ وَضَعَ اَلْكَعْبَةَ‌ تَوْبَةً لِأَهْلِ اَلْأَرْضِ‌. فَقَالَ اَللَّهُ تَبَارَ//ذكَ وَ تَعَالَى: إِنِّي خٰالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصٰالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ‌*`فَإِذٰا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ‌ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سٰاجِدِينَ‌ قَالَ وَ كَانَ ذَلِكَ مِنَ اَللَّهِ تَقْدِمَةً فِي 18آدَمَ‌ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ‌، وَ اِحْتِجَاجاً مِنْهُ عَلَيْهِمْ‌». قَالَ‌: «فَاغْتَرَفَ رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ غُرْفَةً بِيَمِينِهِ مِنَ اَلْمَاءِ اَلْعَذْبِ اَلْفُرَاتِ وَ كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ‌ فَصَلْصَلَهَا فِي كَفِّهِ‌ حَتَّى جَمَدَتْ‌، فَقَالَ لَهَا: مِنْكَ أَخْلُقُ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلْمُرْسَلِينَ‌، وَ عِبَادِيَ اَلصَّالِحِينَ‌، وَ اَلْأَئِمَّةَ اَلْمُهْتَدِينَ‌، وَ اَلدُّعَاةَ إِلَى اَلْجَنَّةِ‌ وَ أَتْبَاعَهُمْ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ‌ وَ لاَ أُبَالِي، وَ لاَ أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ‌. ثُمَّ اِغْتَرَفَ غُرْفَةً أُخْرَى مِنَ اَلْمَاءِ اَلْمَالِحِ اَلْأُجَاجِ‌، فَصَلْصَلَهَا فِي كَفِّهِ فَجَمَدَتْ‌، فَقَالَ لَهَا: مِنْكَ أَخْلُقُ اَلْجَبَّارِينَ‌، وَ اَلْفَرَاعِنَةَ وَ اَلْعُتَاةَ وَ إِخْوَانَ اَلشَّيَاطِينِ‌، وَ اَلدُّعَاةَ إِلَى اَلنَّارِ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ‌ وَ أَشْيَاعَهُمْ وَ لاَ أُبَالِي، وَ لاَ أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَ هُمْ‌ يُسْأَلُونَ‌». قَالَ‌: «وَ شَرَطَ اَلْبَدَاءَ‌ فِيهِمْ‌ ، وَ لَمْ يَشْتَرِطْ فِي أَصْحَابِ اَلْيَمِينِ‌؛ ثُمَّ خَلَطَ اَلْمَاءَيْنِ جَمِيعاً فِي كَفِّهِ‌ فَصَلْصَلَهُمَا، ثُمَّ كَفَأَهُمَا قُدَّامَ عَرْشِهِ وَ هُمَا سُلاَلَةٌ‌ مِنَ اَلطِّينِ‌. ثُمَّ أَمَرَ اَللَّهُ اَلْمَلاَئِكَةَ اَلْأَرْبَعَةَ‌: اَلشَّمَالَ‌ ، وَ اَلْجَنُوبَ‌ ، وَ اَلصَّبَا ، وَ اَلدَّبُورَ أَنْ يَجُولُوا عَلَى هَذِهِ اَلسُّلاَلَةِ اَلطِّينِ‌ فَأَبْرَءُوهَا وَ أَنْشَئُوهَا، ثُمَّ جَزَّءُوهَا وَ فَصَّلُوهَا، وَ أَجْرَوْا فِيهَا اَلطَّبَائِعَ اَلْأَرْبَعَةَ‌: اَلرِّيحَ‌، وَ اَلدَّمَ‌، وَ اَلْمِرَّةَ‌، وَ اَلْبَلْغَمَ‌، فَجَالَتِ‌ اَلْمَلاَئِكَةُ عَلَيْهَا، وَ هِيَ اَلشَّمَالُ‌ ، وَ اَلْجَنُوبُ‌ ، وَ اَلصَّبَا ، وَ اَلدَّبُورُ ، وَ أَجْرَوْا فِيهَا اَلطَّبَائِعَ اَلْأَرْبَعَةَ‌: اَلرِّيحُ فِي اَلطَّبَائِعِ اَلْأَرْبَعَةِ‌ مِنَ اَلْبَدَنِ مِنْ نَاحِيَةِ اَلشَّمَالِ‌ ، وَ اَلْبَلْغَمُ فِي اَلطَّبَائِعِ اَلْأَرْبَعَةِ مِنْ نَاحِيَةِ اَلصَّبَا ، وَ اَلْمِرَّةُ فِي اَلطَّبَائِعِ اَلْأَرْبَعَةِ مِنْ نَاحِيَةِ‌ اَلدَّبُورِ ، وَ اَلدَّمُ فِي اَلطَّبَائِعِ اَلْأَرْبَعَةِ مِنْ نَاحِيَةِ اَلْجَنُوبِ‌ ». قَالَ‌: «فَاسْتَقَلَّتِ‌ اَلنَّسَمَةُ‌ وَ كَمَلَ اَلْبَدَنُ‌، فَلَزِمَهُ مِنْ نَاحِيَةِ اَلرِّيحِ‌: حُبُّ اَلنِّسَاءِ‌، وَ طُولُ اَلْأَمَلِ‌، وَ اَلْحِرْصُ‌؛ وَ لَزِمَهُ مِنْ نَاحِيَةِ اَلْبَلْغَمِ‌: حُبُّ اَلطَّعَامِ‌، وَ اَلشَّرَابِ‌، وَ اَلْبِرِّ وَ اَلْحِلْمِ‌، وَ اَلرِّفْقِ‌؛ وَ لَزِمَهُ مِنْ نَاحِيَةِ اَلْمِرَّةِ‌ : اَلْغَضَبُ‌، وَ اَلسَّفَهُ‌، وَ اَلشَّيْطَنَةُ‌، وَ اَلتَّجَبُّرُ، وَ اَلتَّمَرُّدُ، وَ اَلْعَجَلَةُ‌؛ وَ لَزِمَهُ مِنْ نَاحِيَةِ اَلدَّمِ‌: اَلْفَسَادُ، وَ اَللَّذَّاتُ‌، وَ رُكُوبُ اَلْمَحَارِمِ‌، وَ اَلشَّهَوَاتُ‌». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «وَجَدْنَا هَذَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) .

البرهان في تفسير القرآن

52,32,14,1,84431 / _34 وَ عَنْهُ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ‌ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ اَلنَّسَوِيُّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا اَلْفُضَيْلُ اَلْبَلْخِيُّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا خَالِي يَحْيَى بْنُ‌ سَعِيدٍ اَلْبَلْخِيُّ‌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ آبَائِهِ‌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‌ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌)، قَالَ‌: «بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي بَعْضِ طُرُقَاتِ اَلْمَدِينَةِ‌ إِذْ لَقِيَنَا شَيْخٌ طَوِيلٌ‌، كَثُّ اَللِّحْيَةِ‌، بَعِيدٌ مَا بَيْنَ‌ اَلْمَنْكِبَيْنِ‌، فَسَلَّمَ عَلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ رَحَّبَ بِهِ‌، ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَيَّ‌، فَقَالَ‌: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ‌، يَا رَابِعَ اَلْخُلَفَاءِ وَ رَحْمَةُ اَللَّهِ‌ وَ بَرَكَاتُهُ‌، أَ لَيْسَ كَذَلِكَ هُوَ، يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : بَلَى، ثُمَّ مَضَى. فَقُلْتُ‌: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ، مَا هَذَا اَلَّذِي قَالَ لِي هَذَا اَلشَّيْخُ‌، وَ تَصْدِيقُكَ لَهُ؟ قَالَ‌: أَنْتَ كَذَلِكَ‌، وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ‌، إِنَّ اَللَّهَ‌ تَعَالَى قَالَ فِي كِتَابِهِ‌ : إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً‌ وَ اَلْخَلِيفَةُ اَلْمَجْعُولُ فِيهَا 18آدَمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ هُوَ اَلْأَوَّلُ‌. وَ قَالَ‌: يٰا 36دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي اَلْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ اَلنّٰاسِ بِالْحَقِّ‌ فَهُوَ اَلثَّانِي. وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ حِكَايَةً عَنْ‌ 32مُوسَى حِينَ قَالَ 33لِهَارُونَ‌ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌): اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ‌ فَهُوَ 33هَارُونُ‌ إِذِ اِسْتَخْلَفَهُ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي قَوْمِهِ‌، وَ هُوَ اَلثَّالِثُ‌. وَ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: وَ أَذٰانٌ مِنَ اَللّٰهِ وَ رَسُولِهِ‌ إِلَى اَلنّٰاسِ يَوْمَ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ فَكُنْتَ أَنْتَ اَلْمُؤَذِّنَ‌ عَنِ اَللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ‌ ، وَ أَنْتَ وَصِيِّي وَ وَزِيرِي، وَ قَاضِي دَيْنِي، وَ اَلْمُؤَدِّي عَنِّي، وَ أَنْتَ‌ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ 33هَارُونَ‌ مِنْ 32مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، فَأَنْتَ رَابِعُ اَلْخُلَفَاءِ‌، كَمَا سَلَّمَ عَلَيْكَ اَلشَّيْخُ‌، أَ وَ لاَ تَدْرِي مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ‌: لاَ، قَالَ‌: ذَاكَ أَخُوكَ‌ 52اَلْخَضِرُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَاعْلَمْ‌».

البرهان في تفسير القرآن

65843 / _7 وَ عَنْهُ‌: قَالَ أَبُو بَصِيرٍ: أَخْبِرْنِي كَيْفَ كَانَ خُرُوجُ آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مِنَ اَلْجَنَّةِ؟ فَقَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «لَمَّا تَزَوَّجَ آدَمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) بِحَوَّاءَ أَوْحَى اَللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ‌: يَا آدَمُ‌، أَنِ اُذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ‌، فَإِنِّي جَعَلْتُكَ بَدِيعَ فِطْرَتِي، وَ سَوَّيْتُكَ بَشَراً عَلَى مَشِيئَتِي، وَ نَفَخْتُ فِيكَ مِنْ رُوحِي، وَ أَسْجَدْتُ لَكَ مَلاَئِكَتِي، وَ حَمَلْتُكَ عَلَى أَكْتَافِهِمْ‌، وَ جَعَلْتُكَ خَطِيبَهُمْ‌، وَ أَطْلَقْتُ لِسَانَكَ بِجَمِيعِ اَللُّغَاتِ‌، وَ جَعَلْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ شَرَفاً لَكَ وَ فَخْراً، وَ هَذَا إِبْلِيسُ اَللَّعِينُ قَدْ أَبْلَسْتُهُ وَ لَعَنْتُهُ حِينَ أَبَى أَنْ يَسْجُدَ لَكَ وَ قَدْ خَلَقْتُكَ كَرَامَةً لِأَمَتِي، وَ خَلَقْتُ أَمَتِي نِعْمَةً لَكَ‌، وَ مَا نِعْمَةٌ أَكْرَمَ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ‌، تَسُرُّكَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا، وَ قَدْ بَنَيْتُ لَكُمَا دَارَ اَلْحَيَوَانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَخْلُقَكُمَا بِأَلْفِ‌ عَامٍ‌، عَلَى أَنْ تَدْخُلاَهَا بِعَهْدِي وَ أَمَانَتِي. وَ كَانَ اَللَّهُ تَعَالَى عَرَضَ هَذِهِ اَلْأَمَانَةَ عَلَى اَلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرَضِينَ‌، وَ عَلَى اَلْمَلاَئِكَةِ جَمِيعاً، وَ هِيَ أَنْ تُكَافِئُوا عَلَى اَلْإِحْسَانِ‌، وَ تَعْدِلُوا عَنِ اَلْإِسَاءَةِ‌. فَأَبَوْا عَنْ قَبُولِهَا، فَعَرَضَهَا عَلَى آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، فَتَقَبَّلَهَا، فَتَعَجَّبَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ مِنْ جُرْأَةِ‌ آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي قَبُولِ اَلْأَمَانَةِ‌، يَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى: إِنّٰا عَرَضْنَا اَلْأَمٰانَةَ عَلَى اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اَلْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ‌ يَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا وَ حَمَلَهَا اَلْإِنْسٰانُ إِنَّهُ كٰانَ ظَلُوماً جَهُولاً وَ مَا كَانَ بَيْنَ أَنْ قَبِلَ اَلْأَمَانَةَ آدَمُ وَ بَيْنَ أَنْ عَصَى رَبَّهُ إِلاَّ كَمَا بَيْنَ اَلظُّهْرِ وَ اَلْعَصْرِ، ثُمَّ مَثَّلَ اَللَّهُ تَعَالَى لِآدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ لِحَوَّاءَ‌، اَللَّعِينَ إِبْلِيسَ‌، حَتَّى نَظَرَ إِلَى سَمَاجَتِهِ‌ ، فَقِيلَ لَهُ‌: هٰذٰا عَدُوٌّ لَكَ وَ لِزَوْجِكَ فَلاٰ يُخْرِجَنَّكُمٰا مِنَ اَلْجَنَّةِ فَتَشْقىٰ‌ ثُمَّ نَادَاهُ اَلرَّبُّ‌: إِنَّ مِنْ عَهْدِي إِلَيْكُمَا أَنْ‌ تَدْخُلاَ اَلْجَنَّةَ‌، وَ تَأْكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا، وَ لاَ تَقَرَبَا هَذِهِ اَلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ اَلظَّالِمِينَ‌، فَقَبِلاَ هَذَا اَلْعَهْدَ كُلَّهُ‌، فَقَالَ‌: يَا آدَمُ‌، أَنْتَ عِنْدِي أَكْرَمُ مِنْ مَلاَئِكَتِي إِذَا أَطَعْتَنِي وَ رَعَيْتَ عَهْدِي، وَ لَمْ تَكُنْ جَبَّاراً كَفُوراً. وَ فِي كُلِّ ذَلِكَ يَقْبَلُ اَلْأَمَانَةَ‌ وَ اَلْعَهْدَ، وَ لاَ يَسْأَلُ رَبَّهُ اَلتَّوْفِيقَ وَ اَلْعِصْمَةَ‌، وَ شَهِدَ اَلْمَلاَئِكَةُ عَلَيْهِ‌. ثُمَّ مَكَثَ آدَمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ حَوَّاءُ مُكَلَّلِينَ مُتَوَّجِينَ مُكَرَّمِينَ لَمَّا دَخَلاَ اَلْجَنَّةَ حَتَّى كَانَا فِي وَسَطِ جَنَّاتِ عَدْنٍ‌، نَظَرَ آدَمُ وَ إِذَا هُوَ بِسَرِيرٍ مِنْ جَوْهَرٍ، لَهُ سَبْعُمِائَةِ قَائِمَةٍ مِنْ أَنْوَاعِ اَلْجَوَاهِرِ، وَ لَهُ سُرَادِقَاتٌ‌ كَثِيرَةٌ‌، وَ عَلَى ذَلِكَ اَلسَّرِيرِ فُرُشٌ مِنَ اَلسُّنْدُسِ وَ اَلْإِسْتَبْرَقِ‌، وَ بَيْنَ اَلْفِرَاشَيْنِ كُثْبَانٌ مِنَ اَلْمِسْكِ وَ اَلْكَافُورِ وَ اَلْعَنْبَرِ، وَ عَلَى اَلسَّرِيرِ أَرْبَعُ قِبَابٍ‌: فِيهِ‌ اَلرِّضْوَانُ وَ اَلْغُفْرَانُ وَ اَلْخُلْدُ وَ اَلْكَرَمُ‌، فَنَادَاهُ اَلسَّرِيرُ: إِلَيَّ يَا آدَمُ‌، فَلَكَ خُلِقْتُ‌، وَ لَكَ زُيِّنْتُ‌. فَنَزَلَ آدَمُ عَنْ فَرَسِهِ‌، وَ حَوَّاءُ‌ عَنْ نَاقَتِهَا، وَ جَلَسَا عَلَى اَلسَّرِيرِ بَعْدَ أَنْ طَافَا عَلَى جَمِيعِ نَوَاحِي اَلْجَنَّةِ‌، ثُمَّ قُدِّمَ لَهُمَا مِنْ عِنَبِ اَلْجَنَّةِ وَ فَوَاكِهِهَا فَأَكَلاَ مِنْهَا، ثُمَّ تَحَوَّلاَ إِلَى قُبَّةِ اَلْكَرَمِ‌، وَ هِيَ أَزْيَنُ اَلْقِبَابِ‌، وَ عَنْ يَمِينِ اَلسَّرِيرِ يَوْمَئِذٍ جَبَلٌ مِنْ مِسْكٍ‌، وَ عَنْ يَسَارِهِ جَبَلٌ مِنْ‌ عَنْبَرٍ، وَ شَجَرَةُ طُوبَى قَدْ أَظَلَّتْ عَلَى اَلسَّرِيرِ، فَأَحَبَّ آدَمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) أَنْ يَدْنُوَ مِنْ حَوَّاءَ‌، فَأَسْبَلَتِ اَلْقِبَابُ سُتُورَهَا، وَ اِنْظَمَّتِ اَلْأَبْوَابُ‌، وَ تَغَشَّاهَا وَ كَانَ مَعَهَا كَأَهْلِ اَلْجَنَّةِ فِي اَلْجَنَّةِ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ مِنْ أَعْوَامِ اَلدُّنْيَا فِي أَتَمِّ اَلسُّرُورِ وَ أَنْعَمِ‌ اَلْأَحْوَالِ‌. وَ كَانَ آدَمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) يَنْزِلُ عَنِ اَلسَّرِيرِ، وَ يَمْشِي فِي مَنَابِرِ اَلْجَنَّةِ‌، وَ حَوَّاءُ خَلْفَهُ تَسْحَبُ سُنْدُسَهَا، وَ كُلَّمَا تَقَدَّمَا مِنْ قَصْرٍ نُثِرَتْ عَلَيْهِمَا مِنْ ثِمَارِ اَلْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَا إِلَى اَلسَّرِيرِ، وَ إِبْلِيسُ (لَعَنَهُ اَللَّهُ‌) خَائِفٌ لِمَا جَرَى عَلَيْهِ مِنْ طَعْنِهِمْ لَهُ‌ بِالْحِرَابِ وَ رَجْمِهِمْ إِيَّاهُ‌، وَ صَارَ مُخْتَفِياً عَنْ آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ حَوَّاءَ‌، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ وَ إِذَا هُوَ بِصَوْتٍ عَالٍ‌: يَا أَهْلَ‌ اَلسَّمَاوَاتِ‌، قَدْ سَكَنَ آدَمُ وَ حَوَّاءُ اَلْجَنَّةَ بِالْعَهْدِ وَ اَلْمِيثَاقِ‌، وَ أَبَحْتُ لَهُمَا جَمِيعَ مَا فِي اَلْجَنَّةِ إِلاَّ شَجَرَةَ اَلْخُلْدِ، فَإِنْ‌ قَرِبَاهَا وَ أَكَلاَ مِنْهَا كَانَا مِنَ اَلظَّالِمِينَ‌». قَالَ‌: «فَلَمَّا سَمِعَ إِبْلِيسُ اَللَّعِينُ ذَلِكَ فَرِحَ فَرَحاً شَدِيداً، وَ قَالَ‌: لَأُخْرِجَنَّهُمَا مِنَ اَلْجَنَّةِ‌. ثُمَّ أَتَى مُسْتَخْفِياً فِي طُرُقِ اَلسَّمَاوَاتِ‌. حَتَّى وَقَعَ عَلَى بَابِ اَلْجَنَّةِ‌، وَ إِذَا بِالطَّاوُسِ وَ قَدْ خَرَجَ مِنَ اَلْجَنَّةِ‌، وَ لَهُ جَنَاحَانِ‌، إِذَا نَشَرَ أَحَدَهُمَا غَطَّى بِهِ سِدْرَةَ اَلْمُنْتَهَى، وَ لَهُ ذَنَبٌ مِنْ زُمُرُّدَةٍ صَفْرَاءَ‌، وَ هُوَ مِنَ اَلْجَوَاهِرِ، وَ عَلَى كُلِّ جَوْهَرٍ مِنْهُ رِيشَةٌ بَيْضَاءُ‌، وَ هُوَ أَطْيَبُ طُيُورِ اَلْجَنَّةِ صَوْتاً وَ تَغْرِيداً، وَ أَحْسَنُهَا أَلْحَاناً بِالتَّسْبِيحِ وَ اَلثَّنَاءِ لِلَّهِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‌، وَ كَانَ يَخْرُجُ فِي وَقْتٍ وَ يَمُرُّ صَفْحَ‌ اَلسَّمَاوَاتِ اَلسَّبْعِ‌، يَخْطِرُ فِي مَشْيِهِ‌، وَ يُرَجِّعُ فِي تَسْبِيحِهِ‌، فَيَعْجَبُ جَمِيعُ اَلْمَلاَئِكَةِ مِنْ حُسْنِ صُورَتِهِ‌ وَ تَسْبِيحِهِ‌، فَيَرْجِعُ إِلَى اَلْجَنَّةِ‌. فَلَمَّا رَآهُ إِبْلِيسُ دَعَا بِهِ بِكَلاَمٍ لَيِّنٍ‌، وَ قَالَ‌: أَيُّهَا اَلطَّائِرُ اَلْعَجِيبُ اَلْخِلْقَةِ‌، حَسَنُ اَلْأَلْوَانِ‌، طَيِّبُ اَلصَّوْتِ‌، أَيُّ طَائِرٍ أَنْتَ مِنْ طُيُورِ اَلْجَنَّةِ؟ قَالَ‌: أَنَا طَاوُسُ اَلْجَنَّةِ‌، وَ لَكِنْ مَا لَكَ أَيُّهَا اَلشَّخْصُ مَذْعُورٌ، كَأَنَّكَ‌ تَخَافُ طَالِباً يَطْلُبُكَ؟ فَقَالَ إِبْلِيسُ‌: أَنَا مَلَكٌ مِنْ مَلاَئِكَةِ اَلصَّفِيحِ‌ اَلْأَعْلَى، مَعَ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلْكَرُوبِيِّينَ اَلَّذِينَ لاَ يَفْتُرُونَ‌ عَنِ اَلتَّسْبِيحِ سَاعَةً وَ لاَ طَرْفَةَ عَيْنٍ‌، جِئْتُ أَنْظُرُ إِلَى اَلْجَنَّةِ وَ إِلَى مَا أَعَدَّ اَللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَهَلْ لَكَ أَنْ تُدْخِلَنِي اَلْجَنَّةَ‌ وَ أُعَلِّمَكَ ثَلاَثَ كَلِمَاتٍ‌، مَنْ قَالَهُنَّ لاَ يَهْرَمُ وَ لاَ يَسْقُمُ وَ لاَ يَمُوتُ؟ فَقَالَ اَلطَّاوُسُ‌: وَيْحَكَ أَيُّهَا اَلشَّخْصُ أَهْلُ اَلْجَنَّةِ‌ يَمُوتُونَ؟ قَالَ إِبْلِيسُ‌: نَعَمْ‌، يَمُوتُونَ وَ يَهْرَمُونَ وَ يَسْقُمُونَ إِلاَّ مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ هَذِهِ اَلْكَلِمَاتُ‌. وَ حَلَفَ عَلَى ذَلِكَ‌، فَوَثِقَ‌ بِهِ اَلطَّاوُسُ وَ لَمْ يَظُنَّ أَنَّ أَحَداً يَحْلِفُ بِاللَّهِ كَاذِباً، فَقَالَ‌: أَيُّهَا اَلشَّخْصُ‌، مَا أَحْوَجَنِي إِلَى هَذِهِ اَلْكَلِمَاتِ‌، غَيْرَ أَنِّي أَخَافُ أَنَّ رِضْوَانَ خَازِنَ اَلْجِنَانِ يَسْتَخْبِرُنِي عَنْكَ‌، لَكِنْ أَبْعَثُ إِلَيْكَ بِالْحَيَّةِ‌، فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ دَوَابِّ اَلْجَنَّةِ‌». قَالَ‌: «وَ دَخَلَ اَلطَّاوُسُ اَلْجَنَّةَ‌، وَ ذَكَرَ لِلْحَيَّةِ جَمِيعَ ذَلِكَ فَقَالَتْ‌: وَ مَا أَحْوَجَنِي وَ إِيَّاكَ إِلَى هَذِهِ اَلْكَلِمَاتِ‌. قَالَ‌ اَلطَّاوُسُ‌: قَدْ ضَمِنْتُ لَهُ أَنْ أَبْعَثَ بِكِ إِلَيْهِ‌، فَانْطَلِقِي إِلَيْهِ سَرِيعاً قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَكِ سِوَاكِ‌، فَكَانَتِ اَلْحَيَّةُ يَوْمَئِذٍ عَلَى صُورَةِ اَلْجَمَلِ‌، وَ لَهَا قَوَائِمُ‌، وَ لَهَا زَغَبٌ مِثْلُ اَلْعَبْقَرِيِّ‌ مَا بَيْنَ أَسْوَدَ وَ أَبْيَضَ وَ أَحْمَرَ وَ أَخْضَرَ وَ أَصْفَرَ، وَ لَهَا رَائِحَةٌ‌ كَرَائِحَةِ اَلْمِسْكِ اَلْمُشَابِ بِالْعَنْبَرِ، وَ كَانَ مَسْكَنُهَا فِي جَنَّةِ اَلْمَأْوَى، وَ مَبْرَكُهَا عَلَى سَاحِلِ نَهْرِ اَلْكَوْثَرِ، وَ كَلاَمُهَا اَلتَّسْبِيحَ‌ وَ اَلثَّنَاءَ لِلَّهِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‌، وَ قَدْ خَلَقَهَا اَللَّهُ تَعَالَى قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) بِمِائَةِ عَامٍ‌، وَ كَانَتْ تَأْنَسُ بِحَوَّاءَ‌ وَ آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ تُخْبِرُهُمَا بِكُلِّ شَجَرَةٍ فِي اَلْجَنَّةِ‌. فَخَرَجَتِ اَلْحَيَّةُ مُسْرِعَةً مِنْ بَابِ اَلْجَنَّةِ فَرَأَتْ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اَللَّهُ عَلَى مَا وَصَفَهُ اَلطَّاوُسُ‌، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهَا إِبْلِيسُ‌ بِالْكَلاَمِ اَلطَّيِّبِ‌، وَ قَالَ لَهَا مِثْلَ مَا قَالَ لِلطَّاوُسِ‌، فَقَالَتِ اَلْحَيَّةُ‌: وَ كَيْفَ أُدْخِلُكَ وَ لاَ يَحِلُّ لَكَ رُكُوبِي‌؟ فَقَالَ لَهَا إِبْلِيسُ‌: إِنِّي أَرَى بَيْنَ نَابَيْكِ فُرْجَةً وَاسِعَةً‌، وَ اِعْلَمِي أَنَّهَا تَسَعُنِي، وَ اِجْعَلِينِي فِيهَا وَ أَدْخِلِينِي اَلْجَنَّةَ حَتَّى أُعَلِّمَكِ هَذِهِ‌ اَلْكَلِمَاتِ اَلثَّلاَثَ‌. فَقَالَتِ اَلْحَيَّةُ‌: إِذَا حَمَلْتُكَ فِي فَمِي، فَكَيْفَ أَتَكَلَّمُ إِذَا كَلَّمَنِي رِضْوَانُ؟ فَقَالَ لَهَا اَللَّعِينُ‌: لاَ عَلَيْكِ‌، فَإِنَّ مَعِي أَسْمَاءَ رَبِّي، إِذَا قُلْتُهَا لاَ يَنْطِقُ بِي وَ لاَ بِكِ أَحَدٌ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ‌. فَدَخَلَتْ وَ اَلْمَلاَئِكَةُ سَاهُونَ عَنْ مُحَاوَرَتِهِمَا، غَيْرَ أَنَّ حَوَّاءَ كَانَتْ قَدِ اِفْتَقَدَتِ اَلْحَيَّةَ فَلَمْ تَجِدْهَا، وَ كَانَتْ مُؤْتَلِفَةً بِهَا لِحُسْنِ حَدِيثِهَا، وَ اَلْحَيَّةُ مَعَ إِبْلِيسَ يَحْلِفُ لَهَا وَ يُخَادِعُهَا قَالَ وَ لَمْ يَزَلْ إِبْلِيسُ يَحْلِفُ لَهَا وَ يَخْدَعُهَا، حَتَّى وَثِقَتْ بِهِ وَ فَتَحَتْ فَاهَا، فَوَثَبَ إِبْلِيسُ وَ قَعَدَ بَيْنَ أَنْيَابِهَا، وَ خَرَجَ مِنْهُ رِيحٌ فَصَارَ نَابُهَا سَمّاً إِلَى آخِرِ اَلْأَبَدِ قَالَ فَضَمَّتْهُ اَلْحَيَّةُ وَ دَخَلَتِ اَلْجَنَّةَ‌، وَ لَمْ يُكَلِّمْهَا رِضْوَانُ لِلْقَدَرِ وَ اَلْقَضَاءِ اَلسَّابِقِ بِعِلْمِ اَلرَّحْمَنِ‌، حَتَّى إِذَا تَوَسَّطَتِ اَلْحَيَّةُ اَلْجَنَّةَ‌، قَالَتْ لَهُ‌: اُخْرُجْ مِنْ فَمِي وَ عَجِّلْ قَبْلَ أَنْ يَفْطُنَ بِكَ‌ رِضْوَانُ‌. قَالَ إِبْلِيسُ‌: لاَ تَعْجَلِي، فَإِنَّمَا حَاجَتِي فِي اَلْجَنَّةِ آدَمُ وَ حَوَّاءُ‌، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُكَلِّمَهُمَا مِنْ فِيكِ‌، فَإِنْ فَعَلْتِ ذَلِكِ‌ عَلَّمْتُكِ اَلْكَلِمَاتِ اَلثَّلاَثَ‌. فَقَالَتِ اَلْحَيَّةُ‌: هَاتِيكَ قُبَّةُ حَوَّاءَ فَاخْرُجْ إِلَيْهَا وَ كَلِّمْهَا. قَالَ‌: لاَ أُكَلِّمُهَا إِلاَّ مِنْ فِيكِ‌، فَحَمَلَتْهُ‌ اَلْحَيَّةُ إِلَى قُبَّةِ حَوَّاءَ‌، فَقَالَ إِبْلِيسُ مِنْ فَمِ اَلْحَيَّةِ‌: يَا حَوَّاءُ‌، يَا زِينَةَ اَلْجَنَّةِ‌، أَ لَسْتِ تَعْلَمِينَ أَنِّي مَعَكِ فِي اَلْجَنَّةِ‌، وَ أَنِّي أُحَدِّثُكِ وَ أُخْبِرُكِ بِكُلِّ مَا فِي اَلْجَنَّةِ‌، وَ أَنِّي صَادِقَةٌ فِي كُلِّ مَا أُحَدِّثُكِ بِهِ؟ فَقَالَتْ حَوَّاءُ‌: نَعَمْ‌، وَ مَا عَرَفْتُكِ إِلاَّ بِصِدْقِ‌ اَلْحَدِيثِ‌. قَالَ إِبْلِيسُ‌: يَا حَوَّاءُ‌، أَخْبِرِينِي مَا اَلَّذِي أُحِلَّ لَكُمَا فِي اَلْجَنَّةِ‌، وَ حُرِّمَ عَلَيْكُمَا؟ فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا نَهَاهُمَا عَنْهُ‌. فَقَالَ إِبْلِيسُ‌: وَ لِمَاذَا نَهَاكُمَا رَبَّكُمَا عَنْ شَجَرَةِ اَلْخُلْدِ؟ قَالَتْ‌: لاَ عِلْمَ لِي بِذَلِكَ‌. قَالَ إِبْلِيسُ‌: أَنَا أَعْلَمُ‌، إِنَّمَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا لِأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ بِكُمَا مِثْلَ مَا فَعَلَ بِذَلِكِ اَلْعَبْدِ اَلَّذِي مَأْوَاهُ تَحْتَ اَلشَّجَرَةِ‌، اَلَّذِي أَدْخَلَهُ قَبْلَ دُخُولِكُمَا بِأَلْفِ‌ عَامٍ‌». قَالَ‌: «فَوَثَبَتْ حَوَّاءُ مِنْ سَرِيرِهَا لِتَنْظُرَ ذَلِكَ اَلْعَبْدَ، فَخَرَجَ إِبْلِيسُ مِنْ فَمِ اَلْحَيَّةِ كَالْبَرْقِ اَلْخَاطِفِ‌، حَتَّى قَعَدَ تَحْتَ اَلشَّجَرَةِ‌، فَأَقْبَلَتْ حَوَّاءُ فَرَأَتْهُ‌، فَلَمَّا قَرُبَتْ مِنْهُ‌، نَادَتْهُ‌: أَيُّهَا اَلشَّخْصُ‌، مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ‌: أَنَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اَللَّهِ‌ تَعَالَى، وَ أَنَا فِي هَذِهِ اَلْجَنَّةِ مُنْذُ أَلْفِ عَامٍ‌، خَلَقَنِي كَمَا خَلَقَكُمَا بِيَدِهِ‌، وَ نَفَخَ فِيَّ رُوحَهُ‌، وَ أَسْجَدَ لِي مَلاَئِكَتَهُ وَ أَسْكَنَنِي جَنَّتَهُ‌، وَ نَهَانِي عَنْ أَكْلِ هَذِهِ اَلشَّجَرَةِ‌، فَكُنْتُ لاَ آكُلُ مِنْهَا حَتَّى نَصَحَنِي بَعْضُ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، وَ قَالَ لِي: كُلْ مِنْهَا، فَإِنَّ مَنْ‌ أَكَلَ مِنْهَا كَانَ مُخَلَّداً فِي اَلْجَنَّةِ أَبَداً؛ وَ حَلَفَ لِي أَنَّهُ لَمِنَ اَلنَّاصِحِينَ‌، فَوَثِقْتُ بِيَمِينِهِ وَ أَكَلْتُ مِنْهَا، فَأَنَا فِي اَلْجَنَّةِ إِلَى يَوْمِي هَذَا كَمَا تَرَيْنَ‌، وَ قَدْ أَمِنْتُ مِنَ اَلْهَرَمِ وَ اَلسَّقَمِ وَ اَلْمَوْتِ وَ اَلْخُرُوجِ مِنَ اَلْجَنَّةِ‌. فَقَالَ لَهَا إِبْلِيسُ بَعْدَ مَا حَكَى لَهَا: وَ اَللَّهِ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ اَلشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ اَلْخَالِدِينَ‌. فَنَادَاهَا: يَا حَوَّاءُ‌، كُلِي مِنْهَا، فَإِنَّهَا أَطْيَبُ مَا أَكَلْتِ مِنْ ثِمَارِ اَلْجَنَّةِ‌، فَأَسْرِعِي إِلَيْهَا وَ اِسْبِقِي زَوْجَكِ‌، فَإِنَّ مَنْ سَبَقَ كَانَ لَهُ اَلْفَضْلُ عَلَى صَاحِبِهِ‌، أَ مَا تَنْظُرِينَ‌ إِلَيَّ كَيْفَ آكُلُ مِنْهَا؟ هَذَا وَ اَلْحَيَّةُ وَاقِفَةٌ تَسْمَعُ مَا يَقُولُ إِبْلِيسُ (لَعَنَهُ اَللَّهُ‌) لِحَوَّاءَ‌، فَالْتَفَتَتْ حَوَّاءُ لِلْحَيَّةِ‌، وَ قَالَتْ‌: أَنْتِ مَعِي مُنْذُ أَدْخَلَنِيَ اَللَّهُ اَلْجَنَّةَ‌، وَ لَمْ تُخْبِرِينِي بِهَذَا اَلْكَلاَمِ؟! وَ سَكَتَتِ اَلْحَيَّةُ‌، وَ لَمْ تَدْرِ مَا يَقُولُ إِبْلِيسُ اَللَّعِينُ فِي جَوَابِ‌ حَوَّاءَ‌ ، وَ رَغِبَتْ عَنِ اَلْكَلاَمِ‌، وَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهَا اَلَّذِي قَدْ ضَمِنَ لَهَا إِبْلِيسُ أَنْ يُعَلِّمَهَا اَلثَّلاَثَ كَلِمَاتٍ‌. فَأَقْبَلَتْ حَوَّاءُ إِلَى آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ كَانَتْ مَسْرُورَةً بِقَوْلِ اَلْحَيَّةِ لَهَا، وَ مَقَالَةِ إِبْلِيسَ تَحْتَ اَلشَّجَرَةِ‌، وَ أَخْبَرَتْهُ بِخَبَرِ اَلْحَيَّةِ وَ اَلشَّخْصِ وَ قَدْ حَلَفَ لَهُمَا نُصْحاً، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَ قٰاسَمَهُمٰا إِنِّي لَكُمٰا لَمِنَ اَلنّٰاصِحِينَ‌ وَ قَرُبَ‌ اَلْقَدَرُ اَلْمَقْدُورُ وَ اَلْقَضَاءُ اَلْمُبْرَمُ‌، وَ خُرُوجُهُمْ مِنَ اَلْجَنَّةِ‌، وَ هُوَ اَلْأَمْرُ اَلْمَحْتُومُ‌، فَرَكِنَا جَمِيعاً إِلَى قَوْلِ إِبْلِيسَ اَللَّعِينِ‌ وَ قَسَمِهِ فَتَقَدَّمَتْ حَوَّاءُ إِلَى تِلْكَ اَلشَّجَرَةِ‌، وَ لَهَا أَغْصَانٌ لاَ تُحْصَى، وَ عَلَى اَلْأَغْصَانِ سَنَابِلُ‌، كُلُّ حَبَّةٍ مِنْهَا مِثْلُ اَلْقُلَّةِ‌، وَ لَهَا رَائِحَةٌ كَالْمِسْكِ اَلْأَذْفَرِ، أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اَللَّبَنِ‌، وَ أَحْلَى مِنَ اَلْعَسَلِ‌، فَأَخَذَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ مِنْ سَبْعَةِ أَغْصَانٍ‌، فَقَالَ‌ اَللَّعِينُ‌: كُلِي مِنْهَا يَا حَوَّاءُ‌، يَا زِينَةَ اَلْجَنَّةِ‌. فَأَكَلَتْ وَاحِدَةً‌، وَ اِدَّخَرَتْ لَهَا وَاحِدَةً‌، وَ جَاءَتْ بِخَمْسٍ مِنْهَا إِلَى آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ لَمْ يَكُنْ لِآدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي ذَلِكَ أَمْرٌ وَ لاَ نَهْيٌ‌، بَلْ كَانَ ذَلِكَ فِي سَابِقِ عِلْمِ اَللَّهِ تَعَالَى حِينَ اِفْتَخَرَتِ‌ اَلسَّمَاءُ عَلَى اَلْأَرْضِ‌، وَ شَكَتِ اَلْأَرْضُ إِلَى رَبِّهَا، وَ قَالَ‌: يَا أَرْضُ اُسْكُنِي. وَ قَالَ لِلْمَلاَئِكَةِ‌: إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ‌ خَلِيفَةً‌ . فَتَنَاوَلَ آدَمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مِنَ اَلسَّنَابِلِ سُنْبُلَةً وَاحِدَةً مِنْ يَدِهَا، وَ قَدْ نَسِيَ اَلْعَهْدَ اَلْمَأْخُوذَ عَلَيْهِ‌، فَذَلِكَ قَوْلُهُ‌ تَعَالَى: فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ، أَيْ جَزْماً قَالَ فَذَاقَ آدَمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مِنَ اَلشَّجَرَةِ كَمَا ذَاقَتْ حَوَّاءُ‌، فَذَلِكَ‌ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمّٰا ذٰاقَا اَلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمٰا سَوْآتُهُمٰا .

البرهان في تفسير القرآن

177706 / _13 ابن شهر آشوب: عن تفسيري أبي عبيدة، و عليّ بن حرب الطائي، قال عبد اللّه بن مسعود: الخلفاء أربعة: آدم: إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً‌ و داود: يٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي اَلْأَرْضِ‌ يعني بيت المقدس، و هارون، و قال موسى: اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ، و علي (عليه السلام): وَعَدَ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ‌ يعني عليا (عليه السلام) لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي اَلْأَرْضِ‌ . و قوله: كَمَا اِسْتَخْلَفَ اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‌ آدم و داود و هارون، وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ اَلَّذِي اِرْتَضىٰ‌ لَهُمْ‌ يعني الإسلام، وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يعني أهل مكّة، يَعْبُدُونَنِي لاٰ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ‌ كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ‌ بولاية عليّ بن أبي طالب، فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْفٰاسِقُونَ‌ يعني العاصين لله و لرسوله.

البرهان في تفسير القرآن

1 وَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «مَنْ لَمْ يَقُلْ إِنِّي رَابِعُ اَلْخُلَفَاءِ‌، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اَللَّهِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

89751 / _1 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ : بِإِسْنَادِهِ‌، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ بَشَّارٍ ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: سَأَلْتُهُ‌: أَ يَعْلَمُ اَللَّهُ اَلشَّيْ‌ءَ اَلَّذِي لَمْ يَكُنْ أَنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ؟ فَقَالَ‌: «إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى هُوَ اَلْعَالِمُ بِالْأَشْيَاءِ قَبْلَ كَوْنِ اَلْأَشْيَاءِ‌، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: إِنّٰا كُنّٰا نَسْتَنْسِخُ مٰا كُنْتُمْ‌ تَعْمَلُونَ‌ ، وَ قَالَ لِأَهْلِ اَلنَّارِ : وَ لَوْ رُدُّوا لَعٰادُوا لِمٰا نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ‌ ، فَقَدْ عَلِمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ لَوْ رَدَّهُمْ‌ لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ‌، وَ قَالَ لِلْمَلاَئِكَةِ لَمَّا قَالَتْ‌: أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ‌ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قٰالَ إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ‌ ، فَلَمْ يَزَلِ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِلْمَهُ سَابِقاً لِلْأَشْيَاءِ قَدِيماً قَبْلَ أَنْ‌ يَخْلُقَهَا، تَبَارَكَ اَللَّهُ رَبُّنَا وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ وَ عِلْمُهُ بِهَا سَابِقٌ لَهَا كَمَا شَاءَ‌، كَذَلِكَ اَللَّهُ لَمْ يَزَلْ رَبّاً عَالِماً سَمِيعاً بَصِيراً».

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

18,13,11100 قَالَ‌ اَلْإِمَامُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : لَمَّا قِيلَ لَهُمْ‌« هُوَ اَلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مٰا فِي اَلْأَرْضِ جَمِيعاً » اَلْآيَةَ‌، قَالُوا: مَتَى كَانَ هَذَا فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌ حِينَ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ اَلَّذِينَ كَانُوا فِي اَلْأَرْضِ مَعَ‌ 1إِبْلِيسَ‌ وَ قَدْ طَرَدُوا عَنْهَا اَلْجِنَّ بَنِي اَلْجَانِّ‌ ، وَ خَفَّتِ‌ اَلْعِبَادَةُ‌: « إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً‌ » بَدَلاً مِنْكُمْ وَ رَافِعُكُمْ مِنْهَا فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ لِأَنَّ اَلْعِبَادَةَ عِنْدَ رُجُوعِهِمْ‌ إِلَى اَلسَّمَاءِ تَكُونُ أَثْقَلَ عَلَيْهِمْ‌. فَ‌ « قٰالُوا » رَبَّنَا « أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ‌ » كَمَا فَعَلَتْهُ اَلْجِنُّ‌ بَنُو اَلْجَانِّ‌ اَلَّذِينَ قَدْ طَرَدْنَاهُمْ عَنْ هَذِهِ اَلْأَرْضِ‌ « وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ‌ » نُنَزِّهُكَ‌ عَمَّا لاَ يَلِيقُ بِكَ مِنَ اَلصِّفَاتِ‌ « وَ نُقَدِّسُ لَكَ‌ » نُطَهِّرُ أَرْضَكَ مِمَّنْ يَعْصِيكَ‌. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: « إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ‌ » إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اَلصَّلاَحِ اَلْكَائِنِ فِيمَنْ أَجْعَلُهُ بَدَلاً مِنْكُمْ مَا لاَ تَعْلَمُونَ‌. وَ أَعْلَمُ أَيْضاً أَنَّ فِيكُمْ مَنْ هُوَ كَافِرٌ فِي بَاطِنِهِ [مَا] لاَ تَعْلَمُونَهُ وَ هُوَ 1إِبْلِيسُ‌ لَعَنَهُ اَللَّهُ‌ ثُمَّ قَالَ‌: « وَ عَلَّمَ‌ 18آدَمَ‌ اَلْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا » أَسْمَاءَ أَنْبِيَاءِ اَللَّهِ‌، وَ أَسْمَاءَ‌ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ عَلِيٍّ‌ وَ فَاطِمَةَ‌ وَ اَلْحَسَنِ‌ وَ اَلْحُسَيْنِ‌ ، وَ اَلطَّيِّبِينَ مِنْ آلِهِمَا، وَ أَسْمَاءِ خِيَارِ شِيعَتِهِمْ‌ وَ عُتَاةِ أَعْدَائِهِمْ‌ « ثُمَّ عَرَضَهُمْ‌ » عَرَضَ‌ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ اَلْأَئِمَّةَ‌ « عَلَى اَلْمَلاٰئِكَةِ‌ » أَيْ عَرَضَ أَشْبَاحَهُمْ وَ هُمْ أَنْوَارٌ فِي اَلْأَظِلَّةِ‌. « فَقٰالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمٰاءِ هٰؤُلاٰءِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ‌ » إِنَّ جَمِيعَكُمْ تُسَبِّحُونَ وَ تُقَدِّسُونَ‌ وَ إِنَّ تَرْكَكُمْ هَاهُنَا أَصْلَحُ مِنْ إِيرَادِ مَنْ بَعْدَكُمْ‌ أَيْ فَكَمَا لَمْ تَعْرِفُوا غَيْبَ مَنْ [فِي] خِلاَلِكُمْ فَالْحَرِيُّ‌ أَنْ لاَ تَعْرِفُوا اَلْغَيْبَ اَلَّذِي لَمْ يَكُنْ‌، كَمَا لاَ تَعْرِفُونَ أَسْمَاءَ أَشْخَاصٍ تَرَوْنَهَا. قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ‌: « سُبْحٰانَكَ لاٰ عِلْمَ لَنٰا إِلاّٰ مٰا عَلَّمْتَنٰا إِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَلِيمُ اَلْحَكِيمُ‌ » [اَلْعَلِيمُ‌] بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ‌، اَلْحَكِيمُ اَلْمُصِيبُ فِي كُلِّ فِعْلٍ‌. « قٰالَ‌ » اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: « يٰا 18آدَمُ‌ » أَنْبِئْ هَؤُلاَءِ اَلْمَلاَئِكَةَ بِأَسْمَائِهِمْ‌: أَسْمَاءِ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ اَلْأَئِمَّةِ‌ « فَلَمّٰا أَنْبَأَهُمْ‌ » فَعَرَفُوهَا أَخَذَ عَلَيْهِمُ‌ اَلْعَهْدَ، وَ اَلْمِيثَاقَ بِالْإِيمَانِ بِهِمْ‌، وَ اَلتَّفْضِيلِ لَهُمْ‌. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى عِنْدَ ذَلِكَ‌: « أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ‌ » سِرَّهُمَا « وَ أَعْلَمُ مٰا تُبْدُونَ وَ مٰا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ‌ » [وَ] مَا كَانَ يَعْتَقِدُهُ‌ 1إِبْلِيسُ‌ مِنَ اَلْإِبَاءِ‌ عَلَى 18آدَمَ‌ إِنْ أُمِرَ بِطَاعَتِهِ‌، وَ إِهْلاَكِهِ إِنْ سُلِّطَ عَلَيْهِ‌. وَ مِنِ اِعْتِقَادِكُمْ أَنَّهُ لاَ أَحَدٌ يَأْتِي بَعْدَكُمْ إِلاَّ وَ أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْهُ‌. بَلْ‌ مُحَمَّدٌ وَ آلُهُ‌ اَلطَّيِّبُونَ أَفْضَلُ مِنْكُمُ‌، اَلَّذِينَ أَنْبَأَكُمْ‌ 18آدَمُ‌ بِأَسْمَائِهِمْ‌ .

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

أخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك قال ما كان في القرآن إِذْ فقد كان

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن الحسن في قوله إِنِّي جٰاعِلٌ‌ قال فاعل

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن الضحاك قال كل شي في القرآن جَعَلَ‌ فهو خلق

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج الحاكم و صححه عن ابن عباس قال لقد أخرج الله آدم من الجنة قبل ان يدخلها قال الله إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً قٰالُوا أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ‌ و قد كان فيها قبل ان يخلق بألفي عام الجن بنو الجان ففسدوا في الأرض و سفكوا الدماء فلما أفسدوا في الأرض بعث عليهم جنودا من الملائكة فضربوهم حتى ألحقوهم بجزائر البحور فلما قال الله إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً قٰالُوا أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ‌ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ‌ كما فعل أولئك الجان ف‍ قٰالَ‌ الله إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر مثله

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج وكيع و عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن عساكر عن ابن عباس قال ان الله أخرج آدم من الجنة قبل ان يخلقه ثم قرأ إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ في العظمة عن أبى العالية قال ان الله خلق الملائكة يوم الأربعاء و خلق الجن يوم الخميس و خلق آدم يوم الجمعة فكفر قوم من الجن فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم فكانت الدماء و كان الفساد في الأرض فمن ثم قالوا أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن ابن زيد قال لما خلق الله النار ذعرت منها الملائكة ذعرا شديدا و قالوا ربنا لما خلقت هذه قال لمن عصاني من خلقي و لم يكن لله خلق يومئذ الا الملائكة قالوا يا رب و يأتي علينا دهر نعصيك فيه قال لا انى أريد ان أخلق في الأرض خلقا و اجعل فيها خليفة يسفكون الدماء و يفسدون في الأرض قالوا أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا فاجعلنا نحن فيها ف‍ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ‌ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قٰالَ إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن عساكر عن ابن مسعود و ناس من الصحابة لما فرغ الله من خلق ما أحب استوى على العرش فجعل إبليس على ملك سماء الدنيا و كان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن و انما سموا الجن لأنهم خزائن الجنة و كان إبليس مع ملكه خازنا فوقع في صدره كبر و قال ما أعطاني الله هذا الا لمزيد أو لمزية لي فاطلع الله على ذلك منه فقال للملائكة إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً قٰالُوا ربنا أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ قٰالَ إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج عبد بن حميد و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وَ إِذْ قٰالَ رَبُّكَ لِلْمَلاٰئِكَةِ‌ الآية قال ان الله قال للملائكة إِنِّي خٰالِقٌ بَشَراً و انهم متحاسدون فيقتل بعضهم بعضا و يفسدون في الأرض فلذلك قٰالُوا أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا قال و كان إبليس أميرا على ملائكة سماء الدنيا فاستكبروهم بالمعصية و طغى فعلم الله ذلك منه فذلك قوله إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ‌ و ان في نفس إبليس بغيا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في قوله أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ‌ قال قد علمت الملائكة و علم الله انه لا شي أكره عند الله من سفك الدماء و الفساد في الأرض

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن المنذر و ابن بطة في أماليه عن ابن عباس قال إياكم و الرأى فان الله تعالى رد الرأى على الملائكة و ذلك ان الله تعالى قال إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً‌ قالت الملائكة أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا ... قٰالَ إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن خلقوا مِنْ‌ نٰارِ اَلسَّمُومِ‌ من بين الملائكة و كان اسمه الحارث فكان خازنا من خزان الجنة و خلقت الملائكة كلهم من نور غير هذا الحي و خلقت الجن مِنْ مٰارِجٍ مِنْ نٰارٍ و هو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت فأول من سكن الأرض الجن فأفسدوا فيها و سفكوا الدماء و قتلوا بعضهم بعضا فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة فقتلهم حتى ألحقهم بجزائر البحور و أطراف الجبال فلما فعل إبليس ذلك اغتر بنفسه و قال قد صنعت شيا لم يصنعه أحد فاطلع الله على ذلك من قلبه و لم تطلع عليه الملائكة فقال الله للملائكة إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً‌ فقالت الملائكة أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ‌ كما أفسدت الجن قٰالَ إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ‌ يقول انى قد اطلعت من قلب إبليس على ما لم تطلعوا عليه من كبره و اغتراره ثم أمر بتربة آدم فرفعت فخلق الله آدم عليه السلام مِنْ طِينٍ لاٰزِبٍ‌ و اللازب اللزج الطيب مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ‌ منتن و انما كان حما مسنونا بعد التراب فخلق منه آدم بيده فمكث أربعين ليلة جسدا ملقى فكان إبليس يأتيه يضربه برجله فيصلصل فيصوت ثم يدخل من فيه و يخرج من دبره و يدخل من دبره و يخرج من فيه ثم يقول لست شيأ و لشيء ما خلقت و لئن سلطت عليك لاهلكنك و لئن سلطت على لأعصينك فلما نفخ الله فيه من روحه أتت النفخة من قبل رأسه فجعل لا يجرى شي منها في جسده الا صار لحما و دما فلما انتهت النفخة إلى سرته نظر إلى جسده فأعجبه ما رأى من جسده فذهب لينهض فلم يقدر فهو قول الله خُلِقَ اَلْإِنْسٰانُ مِنْ عَجَلٍ‌ فلما تمت النفخة في جسده عطس فقال اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ‌ بالهام من الله فقال الله له يرحمك الله يا آدم ثم قال للملائكة الذين كانوا مع إبليس خاصة دون الملائكة الذين في السموات اُسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّٰ إِبْلِيسَ أَبىٰ وَ اِسْتَكْبَرَ لما حدث في نفسه من الكبر فقال لا أسجد له و أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ‌ و أكبر سنا و أقوى خلقا فابلسه الله و آيسه من الخير كله و جعله شيطانا رجيما

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج أحمد و عبد بن حميد في مسنده و ابن أبى الدنيا في كتاب العقوبات و ابن حبان في صحيحه و البيهقي في الشعب عن عبد الله بن عمر انه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ان آدم لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة أى رب أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ‌ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قٰالَ إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ‌ قالوا ربنا نحن أطوع لك من بنى آدم قال الله للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان فقالوا ربنا هاروت و ماروت قال فاهبطا إلى الأرض فتمثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت لا و الله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الاشراك قالا و الله لا نشرك بالله أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبى تحمله فسألاها نفسها فقالت لا و الله حتى تقتلا هذا الصبى قالا لا و الله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح من خمر فسألاها نفسها فقالت لا و الله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها و قتلا الصبى فلما أفاقا قالت المرأة و الله ما تركتما شيأ ابيتماه على الا قد فعلتماه حين سكرتما فخيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا و الاخرة فاختارا عذاب الدنيا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن سعد في طبقاته و أحمد و عبد بن حميد و أبو داود و الترمذي و صححه و الحكيم في نوادر الأصول و ابن جرير و ابن المنذر و أبو الشيخ في العظمة و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقي في الأسماء و الصفات عن أبى موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر و الأبيض و الأسود و بين ذلك و السهل و الحزن و الخبيث و الطيب