61552 / _2 اَلشَّيْخُ فِي ( اَلتَّهْذِيبِ ): بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَ أَحْمَدَ اِبْنَيِ اَلْحَسَنِ ، عَنْ أَبِيهِمَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: سَأَلَهُ أَبِي وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: حَتّٰى إِذٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ قَالَ: «اَلاِحْتِلاَمُ». قَالَ: فَقَالَ: «يَحْتَلِمُ فِي سِتَّ عَشْرَةَ وَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ نَحْوِهَا». قَالَ: إِذَا أَتَتْ عَلَيْهِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ نَحْوُهَا؟ فَقَالَ: «لاَ، إِذَا أَتَتْ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً كُتِبَتْ لَهُ اَلْحَسَنَاتُ، وَ كُتِبَتْ عَلَيْهِ اَلسَّيِّئَاتُ، وَ جَازَ أَمْرُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً». فَقَالَ: وَ مَا اَلسَّفِيهُ؟ فَقَالَ: «اَلَّذِي يَشْتَرِي اَلدِّرْهَمَ بِأَضْعَافِهِ». فَقَالَ: وَ مَا اَلضَّعِيفُ؟ قَالَ: «اَلْأَبْلَهُ».
61553 / _3 اَلْعَيَّاشِيُّ : عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مَتَى يُدْفَعُ إِلَى اَلْغُلاَمِ مَالُهُ؟ قَالَ: «إِذَا بَلَغَ وَ أُونِسَ مِنْهُ رُشْدٌ، وَ لَمْ يَكُنْ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً». قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَ لَمْ يَبْلُغْ؟ قَالَ: «إِذَا بَلَغَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً جَازَ أَمْرُهُ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً». قَالَ: قُلْتُ: وَ مَا اَلسَّفِيهُ وَ اَلضَّعِيفُ؟ قَالَ: «اَلسَّفِيهُ: شَارِبُ اَلْخَمْرِ، وَ اَلضَّعِيفُ: اَلَّذِي يَأْخُذُ وَاحِداً بِاثْنَيْنِ».
1,14,61554 / _4 اَلشَّيْخُ فِي (اَلتَّهْذِيبِ) : بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ؛ وَ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلنُّعْمَانِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ اَلْحُصَيْنِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَرَجُلٌ وَ اِمْرَأَتٰانِ . فَقَالَ: «ذَلِكَ فِي اَلدَّيْنِ إِذَا لَمْ يَكُنْ رَجُلاَنِ فَرَجُلٌ وَ اِمْرَأَتَانِ، وَ رَجُلٌ وَاحِدٌ وَ يَمِينُ اَلْمُدَّعِي إِذَا لَمْ يَكُنِ اِمْرَأَتَانِ، قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ».
14,1,111555 / _5 وَ قَالَ اَلْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ اِسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجٰالِكُمْ قَالَ: «قَالَ: أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجٰالِكُمْ قَالَ: مِنْ أَحْرَارِكُمْ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ اَلْعُدُولِ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): اِسْتَشْهِدُوهُمْ لِتَحُوطُوا بِهِمْ أَدْيَانَكُمْ وَ أَمْوَالَكُمْ، وَ لِتَسْتَعْمِلُوا أَدَبَ اَللَّهِ وَ وَصِيَّتَهُ، وَ إِنَّ فِيهَا اَلنَّفْعَ وَ اَلْبَرَكَةَ، وَ لاَ تُخَالِفُوهَا فَيَلْحَقَكُمُ اَلنَّدَمُ حَيْثُ لاَ يَنْفَعُكُمُ اَلنَّدَمُ. ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، يَقُولُ: ثَلاَثَةٌ لاَ يَسْتَجِيبُ اَللَّهُ دُعَاءَهُمْ، بَلْ يَعْذِلُهُمْ وَ يُوَبِّخُهُمْ: أَمَّا أَحَدُهُمْ: فَرَجُلٌ اُبْتُلِيَ بِامْرَأَةِ سَوْءٍ فَهِيَ تُؤْذِيهِ وَ تُضَارُّهُ، وَ تَعِيبُ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ فَتُنَغِّصُهَا وَ تُكَدِّرُهَا ، وَ تُفْسِدُ عَلَيْهِ آخِرَتَهُ، فَهُوَ يَقُولُ: اَللَّهُمَّ يَا رَبِّ خَلِّصْنِي مِنْهَا. يَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا اَلْجَاهِلُ قَدْ خَلَّصْتُكَ مِنْهَا وَ جَعَلْتُ بِيَدِكَ طَلاَقَهَا، وَ اَلتَّخَلُّصُ مِنْهَا طَلاَقُهَا . وَ اَلثَّانِي: رَجُلٌ مُقِيمٌ فِي بَلَدٍ قَدِ اِسْتَوْبَلَهُ وَ لاَ يَحْضُرُ لَهُ فِيهِ كُلُّ مَا يُرِيدُهُ، وَ كُلُّ مَا اِلْتَمَسَهُ حَرَمُهُ، يَقُولُ: اَللَّهُمَّ خَلِّصْنِي مِنْ هَذَا [اَلْبَلَدِ] اَلَّذِي اِسْتَوْبَلْتُهُ. يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: يَا عَبْدِي، قَدْ خَلَّصْتُكَ مِنْ هَذَا اَلْبَلَدِ، وَ قَدْ أَوْضَحْتُ لَكَ طُرُقَ اَلْخُرُوجِ، وَ مَكَّنْتُكَ مِنْ ذَلِكَ، فَاخْرُجْ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ تَجْتَلِبْ عَافِيَتِي وَ تَسْتَرْزِقْنِي. وَ اَلثَّالِثُ: رَجُلٌ أَوْصَاهُ اَللَّهُ تَعَالَى بِأَنْ يَحْتَاطَ لِدَيْنِهِ بِشُهُودٍ، وَ كِتَابٍ، فَلَمْ يَفْعَلْ، وَ دَفَعَ مَالَهُ إِلَى غَيْرِ ثِقَةٍ، بِغَيْرِ وَثِيقَةٍ فَجَحَدَهُ أَوْ بَخَسَهُ، وَ هُوَ يَقُولُ: اَللَّهُمَّ يَا رَبِّ، رُدَّ عَلَيَّ مَالِي. يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: يَا عَبْدِي، قَدْ عَلَّمْتُكَ كَيْفَ تَسْتَوْثِقُ لِمَالِكَ فَيَكُونُ مَحْفُوظاً لِئَلاَّ يَتَعَرَّضَ لِلتَّلَفِ فَأَبَيْتَ، فَأَنْتَ اَلْآنَ تَدْعُونِي، وَ قَدْ ضَيَّعْتَ مَالَكَ وَ أَتْلَفْتَهُ، وَ غَيَّرْتَ وَصِيَّتِي، فَلاَ أَسْتَجِيبُ لَكَ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَلاَ فَاسْتَعْمِلُوا وَصِيَّةَ اَللَّهِ تُفْلِحُوا وَ تَنْجَحُوا ، وَ لاَ تُخَالِفُوهَا فَتَنْدَمُوا».
14,1,111556 / _6 وَ قَالَ اَلْإِمَامُ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: فَإِنْ لَمْ يَكُونٰا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَ اِمْرَأَتٰانِ قَالَ: عَدَلَتِ اِمْرَأَتَانِ فِي اَلشَّهَادَةِ بِرَجُلٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا كَانَ رَجُلاَنِ أَوْ رَجُلٌ وَ اِمْرَأَتَانِ أَقَامُوا اَلشَّهَادَةَ قُضِيَ بِشَهَادَتِهِمْ. قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): وَ بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ هُوَ يُذَاكِرُنَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَ اِسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجٰالِكُمْ قَالَ: أَحْرَارُكُمْ دُونَ عَبِيدِكُمْ، فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ شَغَلَ بِخِدْمَةِ مَوَالِيهِمْ عَنْ تَحَمُّلِ اَلشَّهَادَاتِ، وَ عَنْ أَدَائِهَا، وَ لْيَكُونُوا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ مِنْكُمْ، فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا شَرَّفَ اَلْمُسْلِمِينَ اَلْعُدُولَ بِقَبُولِ شَهَادَتِهِمْ، وَ جَعَلَ ذَلِكَ مِنَ اَلشَّرَفِ اَلْعَاجِلِ لَهُمْ، وَ مِنْ ثَوَابِ دُنْيَاهُمْ قَبْلَ أَنْ يُنْقَلُوا إِلَى اَلْآخِرَةِ. إِذْ جَاءَتِ اِمْرَأَةٌ فَوَقَفَتْ قُبَالَةَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ قَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، يَا رَسُولَ اَللَّهِ، أَنَا وَافِدَةُ اَلنِّسَاءِ إِلَيْكَ، فَمَا مِنِ اِمْرَأَةٍ يَبْلُغُهَا مَسِيرِي هَذَا إِلَيْكَ إِلاَّ سَرَّهَا ذَلِكَ، يَا رَسُولَ اَللَّهِ، إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَبُّ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ، وَ إِنَّكَ رَسُولُ اَللَّهِ. لِلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ، فَمَا بَالُ اَلْمَرْأَتَيْنِ بِرَجُلٍ فِي اَلشَّهَادَةِ وَ فِي اَلْمِيرَاثِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا أَيَّتُهَا اَلْمَرْأَةُ، ذَلِكَ قَضَاءٌ مِنْ عَدْلٍ حَكِيمٍ لاَ يَجُورُ وَ لاَ يَحِيفُ وَ لاَ يَتَحَامَلُ، لاَ يَنْفَعُهُ مَا مَنَعَكُنَّ، وَ لاَ يَنْقُصُهُ مَا بَذَلَهُ لَكُنَّ، يُدَبِّرُ اَلْأَمْرَ بِعِلْمِهِ. يَا أَيَّتُهَا اَلْمَرْأَةُ، لِأَنَّكُنَّ نَاقِصَاتُ اَلدِّينِ وَ اَلْعَقْلِ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ، وَ مَا نُقْصَانُ دِينِنَا؟ قَالَ: إِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَقْعُدُ نِصْفَ دَهْرِهَا لاَ تُصَلِّي بِحَيْضَةٍ عَنِ اَلصَّلاَةِ لِلَّهِ تَعَالَى، وَ إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اَللَّعْنَ وَ تَكْفُرْنَ بِالْعِشْرَةِ، تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ عِنْدَ اَلرَّجُلِ عَشْرَ سِنِينَ فَصَاعِداً، يُحْسِنُ إِلَيْهَا وَ يُنْعِمُ عَلَيْهَا، فَإِذَا ضَاقَتْ يَدُهُ يَوْماً أَوْ خَاصَمَهَا، قَالَتْ لَهُ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ. وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ اَلنِّسَاءِ هَذِهِ خُلُقُهَا فَالَّذِي يُصِيبُهَا مِنْ هَذَا اَلنُّقْصَانِ مِحْنَةٌ عَلَيْهَا، لِتَصْبِرَ فَيُعْظِمُ اَللَّهُ تَعَالَى ثَوَابَهَا، فَأَبْشِرِي. ثُمَّ قَالَ لَهَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): إِنَّهُ مَا مِنْ رَجُلٍ رَدِيءٍ إِلاَّ وَ اَلْمَرْأَةُ اَلرَّدِيئَةُ أَرْدَأُ مِنْهُ، وَ لاَ مِنِ اِمْرَأَةٍ صَالِحَةٍ إِلاَّ وَ اَلرَّجُلُ اَلصَّالِحُ أَفْضَلُ مِنْهَا، وَ مَا سَاوَى اَللَّهُ قَطُّ اِمْرَأَةً بِرَجُلٍ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ تَسْوِيَةِ اَللَّهِ فَاطِمَةَ بِعَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) أَيْ فِي اَلشَّهَادَةِ».
61557 / _7 اَلشَّيْخُ فِي ( اَلتَّهْذِيبِ ): بِإِسْنَادِهِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا ، قَالَ: «قَبْلَ اَلشَّهَادَةِ». وَ قَوْلُهُ: وَ مَنْ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ قَالَ: «بَعْدَ اَلشَّهَادَةِ».
61558 / _8 عَنْهُ : بِإِسْنَادِهِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . قَالَ: «لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ إِذَا دُعِيَ إِلَى شَهَادَةٍ يَشْهَدُ عَلَيْهَا أَنْ يَقُولَ: لاَ أَشْهَدُ لَكُمْ عَلَيْهَا».
61559 / _9 وَ عَنْهُ : بِإِسْنَادِهِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ اَلنَّضْرِ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ اَلْمَدَائِنِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «إِذَا دُعِيتَ إِلَى اَلشَّهَادَةِ فَأَجِبْ».
61560 / _10 وَ عَنْهُ : بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . فَقَالَ: «لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ إِذَا دُعِيَ إِلَى شَهَادَةٍ يَشْهَدُ عَلَيْهَا أَنْ يَقُولَ: لاَ أَشْهَدُ لَكُمْ».
7|81561 / _11 وَ عَنْهُ : بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . فَقَالَ: «إِذَا دَعَاكَ اَلرَّجُلُ لِتَشْهَدَ لَهُ [عَلَى دَيْنٍ، أَوْ حَقٍّ] لَمْ يَنْبَغِ لَكَ أَنْ تَتَقَاعَسَ عَنْهَا» .
61562 / _12 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ اَلْكِنَانِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . قَالَ: «لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ إِذَا دُعِيَ إِلَى اَلشَّهَادَةِ أَنْ يَقُولَ. لاَ أَشْهَدُ لَكُمْ» .
61564 / _14 اَلْعَيَّاشِيُّ : عَنْ زَيْدٍ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . قَالَ: «لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ إِذَا مَا دُعِيَ إِلَى اَلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ عَلَيْهَا، أَنْ يَقُولَ: لاَ أَشْهَدُ لَكُمْ».
61567 / _17 عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . قَالَ: «قَبْلَ اَلشَّهَادَةِ».
71565 / _15 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . قَالَ: «إِذَا دَعَاكَ اَلرَّجُلُ لِتَشْهَدَ عَلَى دَيْنٍ أَوْ حَقٍّ لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَقَاعَسَ عَنْهُ ».
61566 / _16 عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . قَالَ: «قَبْلَ اَلشَّهَادَةِ قَالَ: لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ إِذَا مَا دُعِيَ لِلشَّهَادَةِ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْهَا، أَنْ يَقُولَ: لاَ أَشْهَدُ لَكُمْ. وَ ذَلِكَ قَبْلَ اَلْكِتَابِ».
18,13,55610 / _4 اِبْنُ بَابَوَيْهِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ (رَحِمَهُ اَللَّهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنِ اِبْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ اَلْبَاقِرِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، عَرَضَ عَلَى 18آدَمَ أَسْمَاءَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ أَعْمَارَهُمْ قَالَ فَمَرَّ بِآدَمَ اِسْمُ دَاوُدَ اَلنَّبِيِّ، فَإِذَا عُمُرُهُ فِي اَلْعَالَمِ أَرْبَعُونَ سَنَةً، فَقَالَ 18آدَمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : يَا رَبِّ، مَا أَقَلَّ عُمُرَ 36دَاوُدَ وَ مَا أَكْثَرَ عُمُرِي! يَا رَبِّ، إِنْ أَنَا زِدْتُ 36دَاوُدَ مِنْ عُمُرِي ثَلاَثِينَ سَنَةً، أَثْبَتَّ ذَلِكَ لَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا آدَمُ. قَالَ: فَإِنِّي قَدْ زِدْتُهُ مِنْ عُمُرِي ثَلاَثِينَ سَنَةً، فَأَنْفِذْ ذَلِكَ لَهُ، وَ أَثْبِتْهَا لَهُ عِنْدَكَ وَ اِطْرَحْهَا مِنْ عُمُرِي». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «فَأَثْبَتَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِدَاوُدَ فِي عُمُرِهِ ثَلاَثِينَ سَنَةً، وَ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ اَللَّهِ مُثْبَتَةً، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: يَمْحُوا اَللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ اَلْكِتٰابِ قَالَ فَمَحَا اَللَّهُ مَا كَانَ عِنْدَهُ مُثْبَتاً 18لِآدَمَ ، وَ أَثْبَتَ 36لِدَاوُدَ مَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مُثْبَتاً». قَالَ: «فَمَضَى عُمُرُ 18آدَمَ ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ مَلَكُ اَلْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فَقَالَ لَهُ 18آدَمُ : يَا مَلَكَ اَلْمَوْتِ ، إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي ثَلاَثُونَ سَنَةً. فَقَالَ لَهُ مَلَكُ اَلْمَوْتِ : يَا آدَمُ، أَ لَمْ تَجْعَلْهَا لاِبْنِكَ 36دَاوُدَ اَلنَّبِيِّ، وَ طَرَحْتَهَا مِنْ عُمُرِكَ حِينَ عُرِضَ عَلَيْكَ أَسْمَاءُ اَلْأَنْبِيَاءِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، وَ عُرِضَتْ عَلَيْكَ أَعْمَارُهُمْ، وَ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ بِوَادِي اَلرَّوْحَاءِ؟ قَالَ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: مَا أَذْكُرُ هَذَا قَالَ فَقَالَ لَهُ مَلَكُ اَلْمَوْتِ: يَا 18آدَمُ ، لاَ تَجْحَدْ، أَ لَمْ تَسْأَلِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُثْبِتَهَا 36لِدَاوُدَ ، وَ يَمْحُوَهَا مِنْ عُمُرِكَ، فَأَثْبَتَهَا 36لِدَاوُدَ فِي اَلزَّبُورِ وَ مَحَاهَا مِنْ عُمُرِكَ فِي اَلذِّكْرِ؟ قَالَ 18آدَمُ : حَتَّى أَعْلَمَ ذَلِكَ». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ كَانَ 18آدَمُ صَادِقاً، لَمْ يَذْكُرْ وَ لَمْ يَجْحَدْ، فَمِنْ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ أَمَرَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اَلْعِبَادَ، أَنْ يَكْتُبُوا بَيْنَهُمْ إِذَا تَدَايَنُوا وَ تَعَامَلُوا إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّى، لِنِسْيَانِ 18آدَمَ وَ جُحُودِهِ مَا جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ».
66364 / _2 وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْهُ قَالَ: «سُئِلَ أَبِي وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنِ اَلْيَتِيمِ، مَتَى يَجُوزُ أَمْرُهُ؟ فَقَالَ: حِينَ يَبْلُغُ أَشُدَّهُ. قُلْتُ: وَ مَا أَشُدُّهُ؟ قَالَ: اَلاِحْتِلاَمُ. قُلْتُ: قَدْ يَكُونُ اَلْغُلاَمُ اِبْنَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لاَ يَحْتَلِمُ، أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ؟ قَالَ: إِذَا بَلَغَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً كُتِبَ لَهُ اَلْحَسَنُ وَ كُتِبَ عَلَيْهِ اَلسَّيِّءُ، وَ جَازَ أَمْرُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً».
1369 قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: « أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاٰ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ » قَالَ « ضَعِيفاً » فِي بَدَنِهِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُمِلَّ، أَوْ ضَعِيفاً فِي فَهْمِهِ وَ عِلْمِهِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُمِلَّ وَ يُمَيِّزَ اَلْأَلْفَاظَ اَلَّتِي هِيَ عَدْلٌ عَلَيْهِ وَ لَهُ مِنَ اَلْأَلْفَاظِ اَلَّتِي هِيَ جَوْرٌ عَلَيْهِ أَوْ عَلَى حَمِيمِهِ. « أَوْ لاٰ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ » يَعْنِي بِأَنْ يَكُونَ مَشْغُولاً فِي مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ، أَوْ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ، فَإِنَّ تِلْكَ [هِيَ] اَلْأَشْغَالُ اَلَّتِي لاَ يَنْبَغِي لِعَاقِلٍ أَنْ يَشْرَعَ فِي غَيْرِهَا. قَالَ: « فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ » يَعْنِي اَلنَّائِبَ عَنْهُ، وَ اَلْقَيِّمَ بِأَمْرِهِ بِالْعَدْلِ، بِأَنْ لاَ يَحِيفَ عَلَى اَلْمَكْتُوبِ لَهُ، وَ لاَ عَلَى اَلْمَكْتُوبِ عَلَيْهِ .
14370 قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : مَنْ أَعَانَ ضَعِيفاً فِي بَدَنِهِ عَلَى أَمْرِهِ، أَعَانَهُ اَللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَمْرِهِ، وَ نَصَبَ لَهُ فِي اَلْقِيَامَةِ مَلاَئِكَةً يُعِينُونَهُ عَلَى قَطْعِ تِلْكَ اَلْأَهْوَالِ وَ عُبُورِ تِلْكَ اَلْخَنَادِقِ مِنَ اَلنَّارِ ، حَتَّى لاَ يُصِيبَهُ مِنْ دُخَانِهَا وَ لاَ سُمُومِهَا، وَ عَلَى عُبُورِ اَلصِّرَاطِ إِلَى اَلْجَنَّةِ سَالِماً آمِناً. وَ مَنْ أَعَانَ ضَعِيفاً فِي فَهْمِهِ وَ مَعْرِفَتِهِ فَلَقَّنَهُ حُجَّتَهُ عَلَى خَصْمٍ أَلَدَّ طُلاَّبِ اَلْبَاطِلِ، أَعَانَهُ اَللَّهُ عِنْدَ سَكَرَاتِ اَلْمَوْتِ عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَ اَلْإِقْرَارِ بِمَا يَتَّصِلُ بِهِمَا، وَ اَلاِعْتِقَادِ لَهُ حَتَّى يَكُونَ خُرُوجُهُ مِنَ اَلدُّنْيَا وَ رُجُوعُهُ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَفْضَلِ أَعْمَالِهِ، وَ أَجَلِّ أَحْوَالِهِ فَيَجِيءُ عِنْدَ ذَلِكَ بِرَوْحٍ وَ رَيْحَانٍ، وَ يُبَشَّرُ بِأَنَّ رَبَّهُ عَنْهُ رَاضٍ، وَ عَلَيْهِ غَيْرُ غَضْبَانَ. وَ مَنْ أَعَانَ مَشْغُولاً بِمَصَالِحِ دُنْيَاهُ أَوْ دِينِهِ عَلَى أَمْرِهِ حَتَّى لاَ يَنْتَشِرَ عَلَيْهِ أَعَانَهُ اَللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ تَزَاحُمِ اَلْأَشْغَالِ وَ اِنْتِشَارِ اَلْأَحْوَالِ، يَوْمَ قِيَامِهِ بَيْنَ يَدَيِ اَلْمَلِكِ اَلْجَبَّارِ، فَيُمَيِّزُهُ مِنَ اَلْأَشْرَارِ وَ يَجْعَلُهُ مِنَ اَلْأَخْيَارِ .
1372 قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : « شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجٰالِكُمْ » قَالَ: مِنْ أَحْرَارِكُمْ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ [اَلْعُدُولِ] . قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اِسْتَشْهِدُوهُمْ لِتَحُوطُوا بِهِمْ أَدْيَانَكُمْ وَ أَمْوَالَكُمْ وَ لِتَسْتَعْمِلُوا أَدَبَ اَللَّهِ وَ وَصِيَّتَهُ، فَإِنَّ فِيهِمَا اَلنَّفْعَ وَ اَلْبَرَكَةَ، وَ لاَ تُخَالِفُوهُمَا فَيَلْحَقَكُمُ اَلنَّدَمُ، حَيْثُ لاَ يَنْفَعُكُمُ اَلنَّدَمُ.
14,11 ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ: ثَلاَثَةٌ لاَ يَسْتَجِيبُ اَللَّهُ لَهُمْ بَلْ يُعَذِّبُهُمْ وَ يُوَبِّخُهُمْ: أَمَّا أَحَدُهُمْ فَرَجُلٌ اِبْتُلِيَ بِامْرَأَةِ سَوْءٍ فَهِيَ تُؤْذِيهِ وَ تُضَارُّهُ، وَ تَعِيبُ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَ تُنَغِّصُهَا، وَ تُكَدِّرُهَا، وَ تُفْسِدُ عَلَيْهِ آخِرَتَهُ فَهُوَ يَقُولُ: اَللَّهُمَّ يَا رَبِّ خَلِّصْنِي مِنْهَا يَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا اَلْجَاهِلُ قَدْ خَلَّصْتُكَ مِنْهَا، جَعَلْتُ بِيَدِكَ طَلاَقَهَا، وَ اَلتَّفَصِّيَ مِنْهَا، طَلِّقْهَا وَ اِنْبِذْهَا عَنْكَ نَبْذَ اَلْجَوْرَبِ اَلْخَلَقِ اَلْمُمَزَّقِ. وَ اَلثَّانِي: رَجُلٌ مُقِيمٌ فِي بَلَدٍ قَدِ اِسْتَوْبَلَهُ، وَ لاَ يَحْضُرُهُ، لَهُ فِيهِ [كُلُّ] مَا يُرِيدُهُ وَ كُلُّ مَا اِلْتَمَسَهُ حُرِمَهُ. يَقُولُ: اَللَّهُمَّ [يَا رَبِّ] خَلِّصْنِي مِنْ هَذَا اَلْبَلَدِ اَلَّذِي قَدِ اِسْتَوْبَلْتُهُ. يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: يَا عَبْدِي قَدْ خَلَّصْتُكَ مِنْ هَذَا اَلْبَلَدِ، وَ قَدْ أَوْضَحْتُ لَكَ طَرِيقَ اَلْخُرُوجِ مِنْهُ، وَ مَكَّنْتُكَ مِنْ ذَلِكَ، فَاخْرُجْ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ تَجْتَلِبْ عَافِيَتِي وَ تَسْتَرْزِقْنِي، وَ اَلثَّالِثُ: رَجُلٌ أَوْصَاهُ اَللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَحْتَاطَ لِدَيْنِهِ بِشُهُودٍ، وَ كِتَابٍ، فَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ، وَ دَفَعَ مَالَهُ إِلَى غَيْرِ ثِقَةٍ بِغَيْرِ وَثِيقَةٍ، فَجَحَدَهُ، أَوْ بَخَسَهُ فَهُوَ يَقُولُ: اَللَّهُمَّ [يَا رَبِّ] رُدَّ عَلَيَّ مَالِي. يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ [لَهُ]: يَا عَبْدِي قَدْ عَلَّمْتُكَ كَيْفَ تَسْتَوْثِقُ لِمَالِكَ، لِيَكُونَ مَحْفُوظاً لِئَلاَّ يَتَعَرَّضَ لِلتَّلَفِ، فَأَبَيْتَ، فَأَنْتَ اَلْآنَ تَدْعُونِي، وَ قَدْ ضَيَّعْتَ مَالَكَ وَ أَتْلَفْتَهُ وَ خَالَفْتَ وَصِيَّتِي، فَلاَ أَسْتَجِيبُ لَكَ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : [أَلاَ] فَاسْتَعْمِلُوا وَصِيَّةَ اَللَّهِ تُفْلِحُوا وَ تَنْجُوا، وَ لاَ تُخَالِفُوهَا فَتَنْدَمُوا .
14373 ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : أَمَا إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَمَا (أَمَرَكُمْ) أَنْ تَحْتَاطُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَ أَدْيَانِكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ، بِاسْتِشْهَادِ اَلشُّهُودِ اَلْعُدُولِ عَلَيْكُمْ. فَكَذَلِكَ قَدِ اِحْتَاطَ عَلَى عِبَادِهِ وَ لَهُمْ فِي اِسْتِشْهَادِ اَلشُّهُودِ عَلَيْهِمْ فَلِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ رُقَبَاءُ مِنْ خَلْقِهِ، وَ« مُعَقِّبٰاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ، يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اَللّٰهِ » وَ يَحْفَظُونَ عَلَيْهِ مَا يَكُونُ مِنْهُ: مِنْ أَعْمَالِهِ، وَ أَقْوَالِهِ، وَ أَلْفَاظِهِ، وَ أَلْحَاظِهِ، فَالْبِقَاعُ اَلَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَيْهِ شُهُودُ رَبِّهِ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ، وَ اَللَّيَالِي وَ اَلْأَيَّامُ وَ اَلشُّهُورُ شُهُودٌ عَلَيْهِ أَوْ لَهُ، وَ سَائِرُ عِبَادِ اَللَّهِ اَلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ، وَ حَفَظَتُهُ اَلْكَاتِبُونَ أَعْمَالَهُ شُهُودٌ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ، فَكَمْ يَكُونُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ مِنْ سَعِيدٍ بِشَهَادَتِهَا لَهُ، وَ كَمْ يَكُونُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ مِنْ شَقِيٍّ بِشَهَادَتِهَا عَلَيْهِ. إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَبْعَثُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ عِبَادَهُ أَجْمَعِينَ وَ إِمَاءَهُ، فَيَجْمَعُهُمْ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيَنْفُذُهُمُ اَلْبَصَرُ، وَ يُسْمِعُهُمُ اَلدَّاعِي، وَ يُحْشَرُ اَللَّيَالِي وَ اَلْأَيَّامُ، وَ تُسْتَشْهَدُ اَلْبِقَاعُ وَ اَلشُّهُورُ عَلَى أَعْمَالِ اَلْعِبَادِ، فَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً شَهِدَتْ لَهُ جَوَارِحُهُ وَ بِقَاعُهُ، وَ شُهُورُهُ، وَ أَعْوَامُهُ وَ سَاعَاتُهُ، وَ أَيَّامُهُ. وَ لَيَالِي اَلْجُمَعِ وَ سَاعَاتُهَا وَ أَيَّامُهَا، فَيَسْعَدُ بِذَلِكَ سَعَادَةَ اَلْأَبَدِ وَ مَنْ عَمِلَ سُوءاً شَهِدَتْ عَلَيْهِ جَوَارِحُهُ، وَ بِقَاعُهُ، وَ شُهُورُهُ وَ أَعْوَانُهُ، وَ سَاعَاتُهُ [وَ أَيَّامُهُ] وَ لَيَالِي اَلْجُمَعِ وَ سَاعَاتُهَا وَ أَيَّامُهَا، فَيَشْقَى بِذَلِكَ شَقَاءَ اَلْأَبَدِ. أَلاَ فَاعْمَلُوا [اَلْيَوْمَ] لِيَوْمِ اَلْقِيَامَةِ ، وَ أَعِدُّوا اَلزَّادَ لِيَوْمِ اَلْجَمْعِ يَوْمَ اَلتَّنَادِ، وَ تَجَنَّبُوا اَلْمَعَاصِيَ، فَبِتَقْوَى اَللَّهِ يُرْجَى اَلْخَلاَصُ، فَإِنَّ مَنْ عَرَفَ حُرْمَةَ رَجَبٍ وَ شَعْبَانَ ، وَ وَصَلَهُمَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ اَللَّهِ اَلْأَعْظَمِ، شَهِدَتْ لَهُ هَذِهِ اَلشُّهُورُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ ، وَ كَانَ رَجَبٌ وَ شَعْبَانُ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ شُهُودَهُ بِتَعْظِيمِهِ لَهَا. وَ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا رَجَبُ وَ يَا شَعْبَانُ وَ يَا شَهْرَ رَمَضَانَ كَيْفَ عَمَلُ هَذَا اَلْعَبْدِ فِيكُمْ وَ كَيْفَ كَانَتْ طَاعَتُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيَقُولُ رَجَبٌ وَ شَعْبَانُ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ : يَا رَبَّنَا مَا تَزَوَّدَ مِنَّا إِلاَّ اِسْتِعَانَةً عَلَى طَاعَتِكَ، وَ اِسْتِمْدَاداً [لِمَوَادِّ] فَضْلِكَ، وَ لَقَدْ تَعَرَّضَ بِجُهْدِهِ لِرِضَاكَ، وَ طَلَبَ بِطَاقَتِهِ مَحَبَّتَكَ. فَيَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ اَلْمُوَكَّلِينَ بِهَذِهِ اَلشُّهُورِ: مَا ذَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ اَلشَّهَادَةِ لِهَذَا اَلْعَبْدِ فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا صَدَقَ رَجَبٌ وَ شَعْبَانُ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ ، مَا عَرَفْنَاهُ إِلاَّ مُتَقَبِّلاً فِي طَاعَتِكَ مُجْتَهِداً فِي طَلَبِ رِضَاكَ، صَائِراً فِيهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَ اَلْإِحْسَانِ، وَ لَقَدْ كَانَ بِوُصُولِهِ إِلَى هَذِهِ اَلشُّهُورِ فَرِحاً مُبْتَهِجاً وَ أَمَّلَ فِيهَا رَحْمَتَكَ، وَ رَجَا فِيهَا عَفْوَكَ وَ مَغْفِرَتَكَ، وَ كَانَ عَمَّا مَنَعْتَهُ فِيهَا مُمْتَنِعاً، وَ إِلَى مَا نَدَبْتَهُ إِلَيْهِ فِيهَا مُسْرِعاً، لَقَدْ صَامَ بِبَطْنِهِ، وَ فَرْجِهِ، وَ سَمْعِهِ، وَ بَصَرِهِ، وَ سَائِرِ جَوَارِحِهِ [وَ يَرْجُو دَرَجَةً] وَ لَقَدْ ظَمَأَ فِي نَهَارِهَا، وَ نَصَبَ فِي لَيْلِهَا، وَ كَثُرَتْ نَفَقَاتُهُ فِيهَا عَلَى اَلْفُقَرَاءِ وَ اَلْمَسَاكِينِ، وَ عَظُمَتْ أَيَادِيهِ وَ إِحْسَانُهُ إِلَى عِبَادِكَ، صَحِبَهَا أَكْرَمَ صُحْبَةٍ، وَ وَدَّعَهَا أَحْسَنَ تَوْدِيعٍ، أَقَامَ بَعْدَ اِنْسِلاَخِهَا عَنْهُ عَلَى طَاعَتِكَ، وَ لَمْ يَهْتِكْ عِنْدَ إِدْبَارِهَا سُتُورَ حُرُمَاتِكَ، فَنِعْمَ اَلْعَبْدُ هَذَا. فَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْمُرُ اَللَّهُ تَعَالَى بِهَذَا اَلْعَبْدِ إِلَى اَلْجَنَّةِ ، فَتَلَقَّاهُ اَلْمَلاَئِكَةُ بِالْحِبَاءِ وَ اَلْكَرَامَاتِ وَ يَحْمِلُونَهُ عَلَى نُجُبِ اَلنُّورِ، وَ خُيُولِ اَلْبُرَاقِ وَ يَصِيرُ إِلَى نَعِيمٍ لاَ يَنْفَدُ، وَ دَارٍ لاَ تَبِيدُ وَ لاَ يَخْرُجُ سُكَّانُهَا، وَ لاَ يَهْرَمُ شُبَّانُهَا، وَ لاَ يَشِيبُ وِلْدَانُهَا، وَ لاَ يَنْفَدُ سُرُورُهَا وَ حُبُورُهَا وَ لاَ يَبْلَى جَدِيدُهَا، وَ لاَ يَتَحَوَّلُ إِلَى اَلْغُمُومِ سُرُورُهَا،« لاٰ يَمَسُّهُمْ فِيهٰا نَصَبٌ »، وَ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا لُغُوبٌ، قَدْ أَمِنُوا اَلْعَذَابَ، وَ كُفُّوا سُوءَ اَلْحِسَابِ، كَرُمَ مُنْقَلَبُهُمْ وَ مَثْوَاهُمْ .
42,43,44,14,1,11374 قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: « فَإِنْ لَمْ يَكُونٰا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَ اِمْرَأَتٰانِ » قَالَ: عَدَلَتْ اِمْرَأَتَانِ فِي اَلشَّهَادَةِ بِرَجُلٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا كَانَ رَجُلاَنِ، أَوْ رَجُلٌ وَ اِمْرَأَتَانِ، أَقَامُوا اَلشَّهَادَةَ قُضِيَ بِشَهَادَتِهِمْ. قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : كُنَّا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ هُوَ يُذَاكِرُنَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: « وَ اِسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجٰالِكُمْ » قَالَ: أَحْرَارُكُمْ دُونَ عَبِيدِكُمْ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى قَدْ شَغَلَ اَلْعَبِيدَ بِخِدْمَةِ مَوَالِيهِمْ عَنْ تَحَمُّلِ اَلشَّهَادَاتِ وَ عَنْ أَدَائِهَا، وَ لْيَكُونُوا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ مِنْكُمْ فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ [إِنَّمَا] شَرَّفَ اَلْمُسْلِمِينَ اَلْعُدُولَ بِقَبُولِ شَهَادَاتِهِمْ، وَ جَعَلَ ذَلِكَ مِنَ اَلشَّرَفِ اَلْعَاجِلِ لَهُمْ، وَ مِنْ ثَوَابِ دُنْيَاهُمْ قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى اَلْآخِرَةِ إِذْ جَاءَتِ اِمْرَأَةٌ، فَوَقَفَتْ قُبَالَةَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَنَا وَافِدَةُ اَلنِّسَاءِ إِلَيْكَ، مَا مِنِ اِمْرَأَةٍ يَبْلُغُهَا مَسِيرِي هَذَا إِلَيْكَ إِلاَّ سَرَّهَا ذَلِكَ، يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَبُّ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ، وَ خَالِقُ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ، وَ رَازِقُ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ، وَ إِنَّ 18آدَمَ أَبُو اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ، وَ إِنَّ حَوَّاءَ أُمُّ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ، وَ إِنَّكَ رَسُولُ اَللَّهِ إِلَى اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ فَمَا بَالُ اِمْرَأَتَيْنِ بِرَجُلٍ فِي اَلشَّهَادَةِ وَ اَلْمِيرَاثِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : [يَا] أَيَّتُهَا اَلْمَرْأَةُ إِنَّ ذَلِكَ قَضَاءٌ مِنْ مَلِكٍ [عَدْلٍ، حَكِيمٍ] لاَ يَجُورُ، وَ لاَ يَحِيفُ، وَ لاَ يَتَحَامَلُ، لاَ يَنْفَعُهُ مَا مَنَعَكُنَّ، وَ لاَ يَنْقُصُهُ مَا بَذَلَ لَكُنَّ، يُدَبِّرُ اَلْأَمْرَ بِعِلْمِهِ، يَا أَيَّتُهَا اَلْمَرْأَةُ لِأَنَّكُنَّ نَاقِصَاتُ اَلدِّينِ وَ اَلْعَقْلِ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَا نُقْصَانُ دِينِنَا قَالَ: إِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَقْعُدُ نِصْفَ دَهْرِهَا لاَ تُصَلِّي بِحَيْضَةٍ، وَ إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اَللَّعْنَ، وَ تَكْفُرْنَ اَلنِّعْمَةَ تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ عِنْدَ اَلرَّجُلِ عَشْرَ سِنِينَ فَصَاعِداً يُحْسِنُ إِلَيْهَا، وَ يُنْعِمُ عَلَيْهَا، فَإِذَا ضَاقَتْ يَدُهُ يَوْماً، أَوْ خَاصَمَهَا قَالَتْ لَهُ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ اَلنِّسَاءِ هَذَا خُلُقُهَا فَالَّذِي يُصِيبُهَا مِنْ هَذَا اَلنُّقْصَانِ مِحْنَةٌ عَلَيْهَا لِتَصْبِرَ فَيُعْظِمَ اَللَّهُ ثَوَابَهَا، فَأَبْشِرِي. ثُمَّ قَالَ لَهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : مَا مِنْ رَجُلٍ رَدِيٍّ إِلاَّ وَ اَلْمَرْأَةُ اَلرَّدِيَّةُ أَرْدَى مِنْهُ، وَ لاَ مِنِ اِمْرَأَةٍ صَالِحَةٍ إِلاَّ وَ اَلرَّجُلُ اَلصَّالِحُ أَفْضَلُ مِنْهَا، وَ مَا سَاوَى اَللَّهُ قَطُّ اِمْرَأَةً بِرَجُلٍ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ تَسْوِيَةِ اَللَّهِ فَاطِمَةَ بِعَلِيٍّ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ وَ إِلْحَاقِهَا بِهِ وَ هِيَ اِمْرَأَةٌ تَفْضُلُ نِسَاءَ اَلْعَالَمِينَ، وَ كَذَلِكِ مَا كَانَ مِنَ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ وَ إِلْحَاقِ اَللَّهِ إِيَّاهُمَا بِالْأَفْضَلِينَ اَلْأَكْرَمِينَ لَمَّا أَدْخَلَهُمْ فِي اَلْمُبَاهَلَةِ . قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَأَلْحَقَ اَللَّهُ فَاطِمَةَ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ فِي اَلشَّهَادَةِ، وَ أَلْحَقَ اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَيْنَ بِهِمْ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: « فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَكَ مِنَ اَلْعِلْمِ فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰاذِبِينَ » . فَكَانَ اَلْأَبْنَاءُ اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ جَاءَ بِهِمَا رَسُولُ اَللَّهِ فَأَقْعَدَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ كَجَرْوَيِ اَلْأَسَدِ وَ أَمَّا اَلنِّسَاءُ فَكَانَتْ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ جَاءَ بِهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَقْعَدَهَا خَلْفَهُ كَلَبْوَةِ اَلْأَسَدِ وَ أَمَّا اَلْأَنْفُسُ فَكَانَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جَاءَ بِهِ رَسُولُ اَللَّهِ ، فَأَقْعَدَهُ عَنْ يَمِينِهِ كَالْأَسَدِ، وَ رَبَضَ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَالْأَسَدِ، وَ قَالَ لِأَهْلِ نَجْرَانَ : هَلُمُّوا اَلْآنَ نَبْتَهِلْ، « فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰاذِبِينَ » فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : اَللَّهُمَّ هَذَا نَفْسِي وَ هُوَ عِنْدِي عِدْلُ نَفْسِي، اَللَّهُمَّ هَذِهِ [نِسَائِي] أَفْضَلُ نِسَاءِ اَلْعَالَمِينَ، وَ قَالَ: اَللَّهُمَّ هَذَانِ وَلَدَايَ وَ سِبْطَايَ، فَأَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبُوا، وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمُوا، مَيَّزَ اَللَّهُ بِذَلِكَ اَلصَّادِقِينَ مِنَ اَلْكَاذِبِينَ . فَجَعَلَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ أَصْدَقَ اَلصَّادِقِينَ وَ أَفْضَلَ اَلْمُؤْمِنِينَ، فَأَمَّا مُحَمَّدٌ فَأَفْضَلُ رِجَالِ اَلْعَالَمِينَ، وَ أَمَّا عَلِيٌّ فَهُوَ نَفْسُ مُحَمَّدٍ أَفْضَلُ رِجَالِ اَلْعَالَمِينَ بَعْدَهُ، وَ أَمَّا فَاطِمَةُ فَأَفْضَلُ نِسَاءِ اَلْعَالَمِينَ. وَ أَمَّا اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ فَسَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ إِلاَّ مَا كَانَ مِنِ اِبْنَيِ اَلْخَالَةِ 44عِيسَى وَ 43يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى مَا أَلْحَقَ صِبْيَاناً بِرِجَالٍ كَامِلِي اَلْعُقُولِ إِلاَّ هَؤُلاَءِ اَلْأَرْبَعَةَ: 44عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ ، وَ 43يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا ، وَ اَلْحَسَنَ ، وَ اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ : أَمَّا 44عِيسَى فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى حَكَى قِصَّتَهُ وَ قَالَ« فَأَشٰارَتْ إِلَيْهِ قٰالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كٰانَ فِي اَلْمَهْدِ صَبِيًّا » قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَاكِياً عَنْ 44عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ : « قٰالَ إِنِّي عَبْدُ اَللّٰهِ آتٰانِيَ اَلْكِتٰابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا » اَلْآيَةَ. وَ قَالَ فِي قِصَّةِ 43يَحْيَى « يٰا 42زَكَرِيّٰا إِنّٰا نُبَشِّرُكَ بِغُلاٰمٍ اِسْمُهُ 43يَحْيىٰ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا » . قَالَ: لَمْ نَخْلُقْ أَحَداً قَبْلَهُ اِسْمُهُ 43يَحْيَى ، فَحَكَى اَللَّهُ قِصَّتَهُ إِلَى قَوْلِهِ: « يٰا 43يَحْيىٰ خُذِ اَلْكِتٰابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْنٰاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا » . قَالَ: وَ مِنْ ذَلِكَ اَلْحُكْمِ أَنَّهُ كَانَ صَبِيّاً فَقَالَ لَهُ اَلصِّبْيَانُ: هَلُمَّ نَلْعَبْ. فَقَالَ: أَوَّهْ وَ اَللَّهِ مَا لِلَّعِبٍ خُلِقْنَا، وَ إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْجِدِّ لِأَمْرٍ عَظِيمٍ. ثُمَّ قَالَ« وَ حَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا » يَعْنِي تُحَنُّناً وَ رَحْمَةً عَلَى وَالِدَيْهِ وَ سَائِرِ عِبَادِنَا « وَ زَكٰاةً » يَعْنِي طَهَارَةً لِمَنْ آمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ« وَ كٰانَ تَقِيًّا » يَتَّقِي اَلشُّرُورَ وَ اَلْمَعَاصِيَ « وَ بَرًّا بِوٰالِدَيْهِ » مُحْسِناً إِلَيْهِمَا مُطِيعاً لَهُمَا« وَ لَمْ يَكُنْ جَبّٰاراً عَصِيًّا » يَقْتُلُ عَلَى اَلْغَضَبِ وَ يَضْرِبُ عَلَى اَلْغَضَبِ، لَكِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ، عَبَدَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِلاَّ وَ قَدْ أَخْطَأَ أَوْ هَمَّ بِخَطَإٍ مَا خَلاَ 43يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا ، فَإِنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ، وَ لَمْ يَهُمَّ بِذَنْبٍ، ثُمَّ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: « وَ سَلاٰمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا » . وَ قَالَ فِي قِصَّةِ 43يَحْيَى وَ 42زَكَرِيَّا :« هُنٰالِكَ دَعٰا 42زَكَرِيّٰا رَبَّهُ قٰالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ اَلدُّعٰاءِ » يَعْنِي لَمَّا رَأَى 42زَكَرِيَّا عِنْدَ مَرْيَمَ فَاكِهَةَ اَلشِّتَاءِ فِي اَلصَّيْفِ، وَ فَاكِهَةَ اَلصَّيْفِ فِي اَلشِّتَاءِ، وَ قَالَ لَهَا: « يٰا مَرْيَمُ أَنّٰى لَكِ هٰذٰا قٰالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشٰاءُ بِغَيْرِ حِسٰابٍ » وَ أَيْقَنَ 42زَكَرِيَّا أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ، إِذْ كَانَ لاَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا أَحَدٌ غَيْرُهُ، قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ: إِنَّ اَلَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ مَرْيَمَ بِفَاكِهَةِ اَلشِّتَاءِ فِي اَلصَّيْفِ، وَ فَاكِهَةِ اَلصَّيْفِ فِي اَلشِّتَاءِ، لَقَادِرٌ أَنْ يَهَبَ لِي وَلَداً وَ إِنْ كُنْتُ شَيْخاً،« وَ كٰانَتِ اِمْرَأَتِي عٰاقِراً »، فَ« هُنٰالِكَ دَعٰا 42زَكَرِيّٰا رَبَّهُ » فَقَالَ: « رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ اَلدُّعٰاءِ » قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ:« فَنٰادَتْهُ اَلْمَلاٰئِكَةُ » يَعْنِي نَادَتْ 42زَكَرِيَّا . « وَ هُوَ قٰائِمٌ يُصَلِّي فِي اَلْمِحْرٰابِ: أَنَّ اَللّٰهَ يُبَشِّرُكَ 43بِيَحْيىٰ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ » قَالَ: مُصَدِّقاً يُصَدِّقُ 43يَحْيَى 44بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ :« وَ سَيِّداً » يَعْنِي رَئِيساً فِي طَاعَةِ اَللَّهِ عَلَى أَهْلِ طَاعَتِهِ« وَ حَصُوراً » وَ هُوَ اَلَّذِي لاَ يَأْتِي اَلنِّسَاءَ« وَ نَبِيًّا مِنَ اَلصّٰالِحِينَ » وَ قَالَ: وَ كَانَ أَوَّلُ تَصْدِيقِ 43يَحْيَى 44بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ 42زَكَرِيَّا كَانَ لاَ يَصْعَدُ إِلَى مَرْيَمَ فِي تِلْكَ اَلصَّوْمَعَةِ غَيْرُهُ، يَصْعَدُ إِلَيْهَا يُسَلِّمُ، فَإِذَا نَزَلَ أَقْفَلَ عَلَيْهَا، ثُمَّ فَتَحَ لَهَا مِنْ فَوْقِ اَلْبَابِ كُوَّةً صَغِيرَةً يَدْخُلُ عَلَيْهَا مِنْهَا اَلرِّيحُ. فَلَمَّا وَجَدَ مَرْيَمَ قَدْ حَبِلَتْ سَاءَهُ ذَلِكَ، وَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: مَا كَانَ يَصْعَدُ إِلَى هَذِهِ أَحَدٌ غَيْرِي وَ قَدْ حَبِلَتْ، اَلْآنَ أَفْتَضِحُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لاَ يَشُكُّونَ أَنِّي أَحْبَلْتُهَا. فَجَاءَ إِلَى اِمْرَأَتِهِ، فَقَالَ لَهَا ذَلِكَ، فَقَالَتْ: يَا 42زَكَرِيَّا لاَ تَخَفْ فَإِنَّ اَللَّهَ لاَ يَصْنَعُ بِكَ إِلاَّ خَيْراً، وَ اِئْتِنِي بِمَرْيَمَ أَنْظُرْ إِلَيْهَا، وَ أَسْأَلْهَا عَنْ حَالِهَا. فَجَاءَ بِهَا 42زَكَرِيَّا إِلَى اِمْرَأَتِهِ، فَكَفَى اَللَّهُ مَرْيَمَ مَئُونَةَ اَلْجَوَابِ عَنِ اَلسُّؤَالِ وَ لَمَّا دَخَلَتْ إِلَى أُخْتِهَا وَ هِيَ اَلْكُبْرَى وَ مَرْيَمُ اَلصُّغْرَى لَمْ تَقُمْ إِلَيْهَا اِمْرَأَةُ 42زَكَرِيَّا فَأَذِنَ اَللَّهُ 43لِيَحْيَى وَ هُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فَنَخَسَ بِيَدِهِفِي بَطْنِهَاوَ أَزْعَجَهَا وَ نَادَى أُمَّهُ: تَدْخُلُ إِلَيْكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ اَلْعَالَمِينَ، مُشْتَمِلَةً عَلَى سَيِّدِ رِجَالِ اَلْعَالَمِينَ، فَلاَ تَقُومِينَ إِلَيْهَا! فَانْزَعَجَتْ، وَ قَامَتْ إِلَيْهَا، وَ سَجَدَ 43يَحْيَى وَ هُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ 44لِعِيسَى اِبْنِ مَرْيَمَ . فَذَلِكَ أَوَّلُ تَصْدِيقِهِ لَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي اَلْحَسَنِ وَ فِي اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّهُمَا سَيِّدا شَبَابِ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ إِلاَّ مَا كَانَ مِنِ اِبْنَيِ اَلْخَالَةِ« 44عِيسَى وَ 43يَحْيَى ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : هَؤُلاَءِ اَلْأَرْبَعَةُ 44عِيسَى وَ 43يَحْيَى وَ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ وَهَبَ اَللَّهُ لَهُمُ اَلْحُكْمَ، وَ أَبَانَهُمْ بِالصِّدْقِ مِنَ اَلْكَاذِبِينَ، فَجَعَلَهُمْ مِنْ أَفْضَلِ اَلصَّادِقِينَ فِي زَمَانِهِمْ، وَ أَلْحَقَهُمْ بِالرِّجَالِ اَلْفَاضِلِينَ اَلْبَالِغِينَ. وَ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ جَعَلَهَا مِنْ أَفْضَلِ اَلصَّادِقِينَ لَمَّا مَيَّزَ اَلصَّادِقِينَ مِنَ اَلْكَاذِبِينَ. وَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جَعَلَهُ نَفْسَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ . وَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جَعَلَهُ أَفْضَلَ خَلْقِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خِيَاراً مِنْ كُلِّ مَا خَلَقَهُ، فَلَهُ مِنَ اَلْبِقَاعِ خِيَارٌ، وَ لَهُ مِنَ اَللَّيَالِي [خِيَارٌ]، وَ [مِنَ] اَلْأَيَّامِ خِيَارٌ، وَ لَهُ مِنَ اَلشُّهُورِ خِيَارٌ، وَ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ خِيَارٌ، وَ لَهُ مِنْ خِيَارِهِمْ خِيَارٌ: فَأَمَّا خِيَارُهُ مِنَ اَلْبِقَاعِ فَمَكَّةُ ، وَ اَلْمَدِينَةُ ، وَ بَيْتُ اَلْمَقْدِسِ ، وَ إِنَّ صَلاَةً فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ اَلْمَسْجِدَ اَلْحَرَامَ وَ اَلْمَسْجِدَ اَلْأَقْصَى يَعْنِي مَكَّةَ وَ بَيْتَ اَلْمَقْدِسِ . أَمَّا خِيَارُهُ مِنَ اَللَّيَالِي فَلَيَالِي اَلْجُمَعِ ، وَ لَيْلَةُ اَلنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، وَ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ ، وَ لَيْلَتَا اَلْعِيدِ . وَ أَمَّا خِيَارُهُ مِنَ اَلْأَيَّامِ فَأَيَّامُ اَلْجُمَعِ ، وَ اَلْأَعْيَادِ. وَ أَمَّا خِيَارُهُ مِنَ اَلشُّهُورِ فَرَجَبٌ ، وَ شَعْبَانُ ، وَ شَهْرُ رَمَضَانَ . وَ أَمَّا خِيَارُهُ مِنْ عِبَادِهِ فَوُلْدُ 18آدَمَ ، وَ خِيَارُهُ مِنْ وُلْدِ 18آدَمَ مَنِ اِخْتَارَهُمْ عَلَى عِلْمٍ مِنْهُ بِهِمْ، فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا اِخْتَارَ خَلْقَهُ، اِخْتَارَ وُلْدَ 18آدَمَ ، ثُمَّ اِخْتَارَ مِنْ وُلْدِ 18آدَمَ اَلْعَرَبَ ثُمَّ اِخْتَارَ مِنَ اَلْعَرَبِ مُضَرَ ، ثُمَّ اِخْتَارَ مِنْ مُضَرَ قُرَيْشاً ، ثُمَّ اِخْتَارَ مِنْ قُرَيْشٍ هَاشِماً ثُمَّ اِخْتَارَنِي مِنْ هَاشِمٍ ، وَ أَهْلُ بَيْتِي كَذَلِكَ، فَمَنْ أَحَبَّ اَلْعَرَبَ فَيُحِبُّنِي وَ أَحَبَّهُمْ، وَ مَنْ أَبْغَضَ اَلْعَرَبَ فَيُبْغِضُنِي وَ أَبْغَضَهُمْ .
قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : « مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ اَلشُّهَدٰاءِ » مِمَّنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَ أَمَانَتَهُ، وَ صَلاَحَهُ وَ عِفَّتَهُ، وَ تَيَقُّظَهُ فِيمَا يَشْهَدُ بِهِ، وَ تَحْصِيلَهُ وَ تَمْيِيزَهُ، فَمَا كُلُّ صَالِحٍ مُمَيِّزٌ، وَ لاَ مُحَصِّلٌ، وَ لاَ كُلُّ مُحَصِّلٍ مُمَيِّزٍ صَالِحٌ، وَ إِنَّ مِنْ عِبَادِ اَللَّهِ لَمَنْ هُوَ أَهْلُ [اَلْجَنَّةِ] لِصَلاَحِهِ وَ عِفَّتِهِ لَوْ شَهِدَ لَمْ تُقْبَلْ شَهَادَتُهُ لِقِلَّةِ تَمْيِيزِهِ . فَإِذَا كَانَ صَالِحاً عَفِيفاً، مُمَيِّزاً مُحَصِّلاً، مُجَانِباً لِلْمَعْصِيَةِ وَ اَلْهَوَى وَ اَلْمَيْلِ وَ اَلتَّحَامُلِ فَذَلِكُمُ اَلرَّجُلُ اَلْفَاضِلُ، فَبِهِ فَتَمَسَّكُوا، وَ بِهُدَاهُ فَاقْتَدُوا، وَ إِنِ اِنْقَطَعَ عَنْكُمُ اَلْمَطَرُ فَاسْتَمْطِرُوا بِهِ، وَ إِنِ اِمْتَنَعَ عَلَيْكُمُ اَلنَّبَاتُ فَاسْتَخْرِجُوا بِهِ اَلنَّبَاتَ، وَ إِنْ تَعَذَّرَ عَلَيْكُمُ اَلرِّزْقَ فَاسْتَدِرُّوا بِهِ اَلرِّزْقَ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّنْ لاَ يَخِيبُ طَلَبُهُ، وَ لاَ تُرَدُّ مَسْأَلَتُهُ. وَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَحْكُمُ بَيْنَ اَلنَّاسِ بِالْبَيِّنَاتِ وَ اَلْأَيْمَانِ فِي اَلدَّعَاوِي، فَكَثُرَتِ اَلْمُطَالَبَاتُ وَ اَلْمَظَالِمُ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ« إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ »، وَ أَنْتُمْ تَخْتَصِمُونَ، وَ لَعَلَّ بَعْضَكُمْ يَكُونُ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ [مِنْ بَعْضٍ] وَ إِنَّمَا أَقْضِي عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ بِشَيْءٍ فَلاَ يَأْخُذَنَّهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ اَلنَّارِ .
وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : إِذَا تَخَاصَمَ إِلَيْهِ رَجُلاَنِ فِي حَقٍّ، قَالَ لِلْمُدَّعِي: لَكَ بَيِّنَةٌ فَإِنْ أَقَامَ بَيِّنَةً يَرْضَاهَا وَ يَعْرِفُهَا، أَمْضَى اَلْحُكْمَ عَلَى اَلْمُدَّعَى عَلَيْهِ، وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، حَلَفَ اَلْمُدَّعَى عَلَيْهِ بِاللَّهِ مَا لِهَذَا قِبَلَهُ ذَلِكَ اَلَّذِي اِدَّعَاهُ وَ لاَ شَيْءٌ مِنْهُ، وَ إِذَا جَاءَ بِشُهُودٍ لاَ يَعْرِفُهُمْ بِخَيْرٍ وَ لاَ شَرٍّ، قَالَ لِلشُّهُودِ: أَيْنَ قَبَائِلُكُمَا فَيَصِفَانِ، أَيْنَ سُوقُكُمَا فَيَصِفَانِ، أَيْنَ مَنْزِلُكُمَا فَيَصِفَانِ. ثُمَّ يُقِيمُ اَلْخُصُومَ وَ اَلشُّهُودَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَأْمُرُ فَيُكْتَبُ أَسَامِي اَلْمُدَّعِي وَ اَلْمُدَّعَى عَلَيْهِ وَ اَلشُّهُودِ وَ يَصِفُ مَا شَهِدُوا بِهِ ثُمَّ يَدْفَعُ ذَلِكَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ اَلْخِيَارِ، ثُمَّ مِثْلَ ذَلِكَ إِلَى [رَجُلٍ] آخَرَ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِهِ، فَيَقُولُ: لِيَذْهَبْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُ اَلْآخَرُ إِلَى قَبَائِلِهِمَا وَ أَسْوَاقِهِمَا أَوْ مَحَالِّهِمَا وَ اَلرَّبَضِ اَلَّذِي يَنْزِلاَنِهِ، فَلْيَسْأَلْ عَنْهُمَا. فَيَذْهَبَانِ وَ يَسْأَلاَنِ. فَإِنْ أَتَوْا خَيْراً، أَوْ ذَكَرُوا فَضْلاً، رَجَعَا إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَأَخْبَرَاهُ بِهِ، وَ أَحْضَرَ اَلْقَوْمَ اَلَّذِينَ أَثْنَوْا عَلَيْهِمَا، وَ أَحْضَرَ اَلشُّهُودَ، وَ قَالَ لِلْقَوْمِ اَلْمُثْنِينَ عَلَيْهِمَا: هَذَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ، وَ هَذَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ، أَ تَعْرِفُونَهُمَا فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: إِنَّ فُلاَناً وَ فُلاَناً جَاءَنِي مِنْكُمْ فِيهِمَا بِنَبَإٍ جَمِيلٍ، وَ ذِكْرٍ صَالِحٍ، أَ فَكَمَا قَالاَ فَإِذَا قَالُوا: نَعَمْ. قَضَى حِينَئِذٍ بِشَهَادَتِهِمَا عَلَى اَلْمُدَّعَى عَلَيْهِ. وَ إِنْ رَجَعَا بِخَبَرٍ سَيِّئٍ، وَ نَبَإٍ قَبِيحٍ دَعَا بِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: أَ تَعْرِفُونَ فُلاَناً وَ فُلاَناً فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: اُقْعُدُوا حَتَّى يَحْضُرَا. فَيَقْعُدُونَ، فَيُحْضِرُهُمَا، فَيَقُولُ لِلْقَوْمِ: أَ هُمَا هُمَا فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَإِذَا ثَبَتَ عِنْدَهُ ذَلِكَ، لَمْ يَهْتِكْ سِتْرَ اَلشَّاهِدَيْنِ، وَ لاَ عَابَهُمَا وَ لاَ وَبَّخَهُمَا، وَ لَكِنْ يَدْعُو اَلْخُصُومَ إِلَى اَلصُّلْحِ، فَلاَ يَزَالُ بِهِمْ حَتَّى يَصْطَلِحُوا لِئَلاَّ يَفْتَضِحَ اَلشُّهُودُ، وَ يَسْتُرُ عَلَيْهِمْ، وَ كَانَ رَءُوفاً عَطُوفاً مُتَحَنِّناً عَلَى أُمَّتِهِ. فَإِنْ كَانَ اَلشُّهُودُ مِنْ أَخْلاَطِ اَلنَّاسِ، غُرَبَاءَ لاَ يُعْرَفُونَ، وَ لاَ قَبِيلَةَ لَهُمَا وَ لاَ سُوقَ وَ لاَ دَارَ أَقْبَلَ عَلَى اَلْمُدَّعَى عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِيهِمَا. فَإِنْ قَالَ: مَا عَرَفْتُ إِلاَّ خَيْراً، غَيْرَ أَنَّهُمَا قَدْ غَلِطَا فِيمَا شَهِدَا عَلَيَّ، أَنْفَذَ عَلَيْهِ شَهَادَتَهُمَا. فَإِنْ جَرَحَهُمَا، وَ طَعَنَ عَلَيْهِمَا، أَصْلَحَ بَيْنَ اَلْخَصْمِ وَ خَصْمِهِ، وَ أَحْلَفَ اَلْمُدَّعَى عَلَيْهِ، وَ قَطَعَ اَلْخُصُومَةَ بَيْنَهُمَا .
14,1377 قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : فِي قَوْلِهِ: « أَنْ تَضِلَّ إِحْدٰاهُمٰا فَتُذَكِّرَ إِحْدٰاهُمَا اَلْأُخْرىٰ » قَالَ: إِذَا ضَلَّتْ إِحْدَاهُمَا عَنِ اَلشَّهَادَةِ وَ نَسِيَتْهَا، ذَكَّرَتْ إِحْدَاهُمَا بِهَا اَلْأُخْرَى فَاسْتَقَامَتَا فِي أَدَاءِ اَلشَّهَادَةِ. عَدَلَ اَللَّهُ شَهَادَةَ اِمْرَأَتَيْنِ بِشَهَادَةِ رَجُلٍ، لِنُقْصَانِ عُقُولِهِنَّ وَ دِينِهِنَّ. ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَعَاشِرَ اَلنِّسَاءِ خُلِقْتُنَّ نَاقِصَاتِ اَلْعُقُولِ، فَاحْتَرِزْنَ مِنَ اَلْغَلَطِ فِي اَلشَّهَادَةِ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يُعَظِّمُ ثَوَابَ اَلْمُتَحَفِّظِينَ وَ اَلْمُتَحَفِّظَاتِ فِي اَلشَّهَادَةِ. وَ لَقَدْ سَمِعْتُ مُحَمَّداً رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ: مَا مِنِ اِمْرَأَتَيْنِ اِحْتَرَزَتَا فِي اَلشَّهَادَةِ فَذَكَّرَتْ إِحْدَاهُمَا اَلْأُخْرَى حَتَّى تُقِيمَا اَلْحَقَّ، وَ تَنْفِيَا اَلْبَاطِلَ إِلاَّ إِذَا بَعَثَهُمَا اَللَّهُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ عَظَّمَ ثَوَابَهُمَا، وَ لاَ يَزَالُ يَصُبُّ عَلَيْهِمَا اَلنَّعِيمَ وَ يُذَكِّرُهُمَا اَلْمَلاَئِكَةُ مَا كَانَ مِنْ طَاعَتِهِمَا فِي اَلدُّنْيَا، وَ مَا كَانَتَا فِيهِ مِنْ أَنْوَاعِ اَلْهُمُومِ فِيهَا، وَ [مَا] أَزَالَهُ اَللَّهُ عَنْهُمَا حَتَّى خَلَّدَهُمَا فِي اَلْجِنَانِ . وَ إِنَّ فِيهِنَّ لَمَنْ تُبْعَثُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ ، فَيُؤْتَى بِهَا قَبْلَ أَنْ تُعْطَى كِتَابَهَا، فَتَرَى اَلسَّيِّئَاتِ بِهَا مُحِيطَةً، وَ تَرَى حَسَنَاتِهَا قَلِيلَةً، فَيُقَالُ لَهَا: يَا أَمَةَ اَللَّهِ هَذِهِ سَيِّئَاتُكِ فَأَيْنَ حَسَنَاتُكِ فَتَقُولُ: لاَ أَذْكُرُ حَسَنَاتِي. فَيَقُولُ اَللَّهُ لِحَفَظَتِهَا: يَا مَلاَئِكَتِي تَذَاكَرُوا حَسَنَاتِهَا وَ تَذْكُرُوا خَيْرَاتِهَا. فَيَتَذَاكَرُونَ حَسَنَاتِهَا. يَقُولُ اَلْمَلَكُ اَلَّذِي عَلَى اَلْيَمِينِ لِلْمَلَكِ اَلَّذِي عَلَى اَلشِّمَالِ: أَ مَا تَذْكُرُ مِنْ حَسَنَاتِهَا كَذَا وَ كَذَا. فَيَقُولُ: بَلَى، وَ لَكِنِّي أَذْكُرُ مِنْ سَيِّئَاتِهَا كَذَا وَ كَذَا. فَيُعَدِّدُ. فَيَقُولُ اَلْمَلَكُ اَلَّذِي عَلَى اَلْيَمِينِ لَهُ: أَ فَمَا تَذْكُرُ تَوْبَتَهَا مِنْهَا قَالَ: لاَ أَذْكُرُ. قَالَ: أَ مَا تَذْكُرُ أَنَّهَا وَ صَاحِبَتَهَا تَذَاكَرَتَا اَلشَّهَادَةَ اَلَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمَا حَتَّى اِتَّفَقَتَا وَ شَهِدَتَا [بِهَا] وَ لَمْ يَأْخُذْهُمَا فِي اَللَّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ فَيَقُولُ: بَلَى. فَيَقُولُ اَلْمَلَكُ اَلَّذِي عَلَى اَلْيَمِينِ لِلَّذِي عَلَى اَلشِّمَالِ: أَمَا إِنَّ تِلْكَ اَلشَّهَادَةَ مِنْهُمَا تَوْبَةٌ مَاحِيَةٌ لِسَالِفِ ذُنُوبِهِمَا، ثُمَّ تُعْطَيَانِ كِتَابَهُمَا بِأَيْمَانِهِمَا، فَتَجِدَانِ حَسَنَاتِهِمَا كُلَّهَا مَكْتُوبَةً [فِيهِ] وَ سَيِّئَاتِهِمَا كُلَّهَا. ثُمَّ تَجِدُ فِي آخِرِهِ: يَا أَمَتِي أَقَمْتِ اَلشَّهَادَةَ بِالْحَقِّ لِلضُّعَفَاءِ عَلَى اَلْمُبْطِلِينَ، وَ لَمْ تَأْخُذْكِ فِي اَللَّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ، فَصَيَّرْتُ لَكِ ذَلِكِ كَفَّارَةً لِذُنُوبِكِ اَلْمَاضِيَةِ، وَ مَحَواً لِخَطِيئَاتِكِ اَلسَّالِفَةِ .
1379 وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ: « وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا » . قَالَ: نَزَلَتْ فِيمَنْ إِذَا دُعِيَ لِسَمَاعِ اَلشَّهَادَةِ أَبَى، وَ نَزَلَتْ فِيمَنِ اِمْتَنَعَ عَنْ أَدَاءِ اَلشَّهَادَةِ إِذَا كَانَتْ عِنْدَهُ. « وَ لاٰ تَكْتُمُوا اَلشَّهٰادَةَ، وَ مَنْ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ » يَعْنِي كَافِرٌ قَلْبُهُ .
1378 قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: « وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا » قَالَ: مَنْ كَانَ فِي عُنُقِهِ شَهَادَةٌ، فَلاَ يَأْبَ إِذَا دُعِيَ لِإِقَامَتِهَا، وَ لْيُقِمْهَا وَ لْيَنْصَحْ فِيهَا وَ لاَ يَأْخُذْهُ فِيهَا لَوْمَةُ لاَئِمٍ، وَ لْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَ لْيَنْهَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ .
و أخرج البيهقي عن ابن عباس قال لا سلف إلى العطاء و لا إلى الحصاد و لا إلى الأندر و لا إلى العصير و اضرب له أجلا
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في الآية قال أمر بالشهادة عند المداينة لكيلا يدخل في ذلك جحود و لا نسيان فمن لم يشهد على ذلك فقد عصى وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ يعنى من احتيج اليه من المسلمين يشهد على شهادة أو كانت عنده شهادة فلا يحل له أن يأبى إذا ما دعى ثم قال بعد هذا وَ لاٰ يُضٰارَّ كٰاتِبٌ وَ لاٰ شَهِيدٌ و الضرار أن يقول الرجل للرجل و هو عنه غنى ان الله قد أمرك أن لا تأبى إذا دعيت فيضاره بذلك و هو مكتف بغيره فنهاه الله عن ذلك و قال وَ إِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ يعنى معصية قال و من الكبائر كتمان الشهادة قال لان الله تعالى يقول وَ مَنْ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ