سوره
نام سوره
کتاب0
قرن0
مذهب0
نوع0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓمٓ1
ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدࣰى لِّلۡمُتَّقِينَ2
ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ3
وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ4
أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدࣰى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ5
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ6
خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةࣱۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمࣱ7
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ8
يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ9
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ10
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ11
أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ12
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُۗ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَٰكِن لَّا يَعۡلَمُونَ13
وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ14
ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ15
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمۡ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ16
مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسۡتَوۡقَدَ نَارࣰا فَلَمَّآ أَضَآءَتۡ مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِي ظُلُمَٰتࣲ لَّا يُبۡصِرُونَ17
صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيࣱ فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ18
أَوۡ كَصَيِّبࣲ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَٰتࣱ وَرَعۡدࣱ وَبَرۡقࣱ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَٰعِقِ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ وَٱللَّهُ مُحِيطُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ19
يَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ يَخۡطَفُ أَبۡصَٰرَهُمۡۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ20
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ21
ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشࣰا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءࣰ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءࣰ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقࣰا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادࣰا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ22
وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبࣲ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةࣲ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ23
فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ24
وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةࣲ رِّزۡقࣰاۙ قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهࣰاۖ وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجࣱ مُّطَهَّرَةࣱۖ وَهُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ25
إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلࣰا مَّا بَعُوضَةࣰ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلࣰاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرࣰا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرࣰاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ26
ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ27
كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتࣰا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ28
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعࣰا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتࣲۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ29
وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلࣱ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةࣰۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ30
وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَـٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ31
قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ32
قَالَ يَـٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ33
وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ34
وَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ35
فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرࣱّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينࣲ36
فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتࣲ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ37
قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعࣰاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدࣰى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ38
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ39
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّـٰيَ فَٱرۡهَبُونِ40
وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنࣰا قَلِيلࣰا وَإِيَّـٰيَ فَٱتَّقُونِ41
وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ42
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّـٰكِعِينَ43
أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ44
وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ45
ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ46
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَنِّي فَضَّلۡتُكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ47
وَٱتَّقُواْ يَوۡمࣰا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسࣲ شَيۡـࣰٔا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةࣱ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلࣱ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ48
وَإِذۡ نَجَّيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمࣱ49
وَإِذۡ فَرَقۡنَا بِكُمُ ٱلۡبَحۡرَ فَأَنجَيۡنَٰكُمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ50
وَإِذۡ وَٰعَدۡنَا مُوسَىٰٓ أَرۡبَعِينَ لَيۡلَةࣰ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ51
ثُمَّ عَفَوۡنَا عَنكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ52
وَإِذۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡفُرۡقَانَ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ53
وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِنَّكُمۡ ظَلَمۡتُمۡ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلۡعِجۡلَ فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمۡ فَٱقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ عِندَ بَارِئِكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ54
وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةࣰ فَأَخَذَتۡكُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ55
ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ56
وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡغَمَامَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ57
وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُواْ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةَ فَكُلُواْ مِنۡهَا حَيۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدࣰا وَٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدࣰا وَقُولُواْ حِطَّةࣱ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَٰيَٰكُمۡۚ وَسَنَزِيدُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ58
فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ59
وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنࣰاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسࣲ مَّشۡرَبَهُمۡۖ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ60
وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامࣲ وَٰحِدࣲ فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَاۖ قَالَ أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيۡرٌۚ ٱهۡبِطُواْ مِصۡرࣰا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلۡتُمۡۗ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبࣲ مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ61
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحࣰا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ62
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱذۡكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ63
ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ64
وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعۡتَدَوۡاْ مِنكُمۡ فِي ٱلسَّبۡتِ فَقُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِـِٔينَ65
فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلࣰا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَةࣰ لِّلۡمُتَّقِينَ66
وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةࣰۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوࣰاۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ67
قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَۚ قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ لَّا فَارِضࣱ وَلَا بِكۡرٌ عَوَانُۢ بَيۡنَ ذَٰلِكَۖ فَٱفۡعَلُواْ مَا تُؤۡمَرُونَ68
قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوۡنُهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ صَفۡرَآءُ فَاقِعࣱ لَّوۡنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّـٰظِرِينَ69
قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيۡنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ70
قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ لَّا ذَلُولࣱ تُثِيرُ ٱلۡأَرۡضَ وَلَا تَسۡقِي ٱلۡحَرۡثَ مُسَلَّمَةࣱ لَّا شِيَةَ فِيهَاۚ قَالُواْ ٱلۡـَٰٔنَ جِئۡتَ بِٱلۡحَقِّۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ71
وَإِذۡ قَتَلۡتُمۡ نَفۡسࣰا فَٱدَّـٰرَٰٔتُمۡ فِيهَاۖ وَٱللَّهُ مُخۡرِجࣱ مَّا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ72
فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ كَذَٰلِكَ يُحۡيِ ٱللَّهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ73
ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةࣰۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ74
أَفَتَطۡمَعُونَ أَن يُؤۡمِنُواْ لَكُمۡ وَقَدۡ كَانَ فَرِيقࣱ مِّنۡهُمۡ يَسۡمَعُونَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُۥ مِنۢ بَعۡدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ75
وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ76
أَوَلَا يَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ77
وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ78
فَوَيۡلࣱ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنࣰا قَلِيلࣰاۖ فَوَيۡلࣱ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلࣱ لَّهُم مِّمَّا يَكۡسِبُونَ79
وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدࣰا فَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥٓۖ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ80
بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةࣰ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ81
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ82
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانࣰا وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنࣰا وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ83
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ لَا تَسۡفِكُونَ دِمَآءَكُمۡ وَلَا تُخۡرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ ثُمَّ أَقۡرَرۡتُمۡ وَأَنتُمۡ تَشۡهَدُونَ84
ثُمَّ أَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقࣰا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضࣲۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيࣱ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ85
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا بِٱلۡأٓخِرَةِۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ86
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَقَفَّيۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ بِٱلرُّسُلِۖ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقࣰا كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقࣰا تَقۡتُلُونَ87
وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِيلࣰا مَّا يُؤۡمِنُونَ88
وَلَمَّا جَآءَهُمۡ كِتَٰبࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ89
بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبࣲۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابࣱ مُّهِينࣱ90
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَهُمۡۗ قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ91
وَلَقَدۡ جَآءَكُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ92
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱسۡمَعُواْۖ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَأُشۡرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ قُلۡ بِئۡسَمَا يَأۡمُرُكُم بِهِۦٓ إِيمَٰنُكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ93
قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةࣰ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ94
وَلَن يَتَمَنَّوۡهُ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ95
وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةࣲ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةࣲ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن يُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ96
قُلۡ مَن كَانَ عَدُوࣰّا لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَهُدࣰى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ97
مَن كَانَ عَدُوࣰّا لِّلَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوࣱّ لِّلۡكَٰفِرِينَ98
وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتࣲۖ وَمَا يَكۡفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقُونَ99
أَوَكُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهۡدࣰا نَّبَذَهُۥ فَرِيقࣱ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ100
وَلَمَّا جَآءَهُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَهُمۡ نَبَذَ فَرِيقࣱ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ كَأَنَّهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ101
وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةࣱ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقࣲۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ102
وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرࣱۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ103
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقُولُواْ رَٰعِنَا وَقُولُواْ ٱنظُرۡنَا وَٱسۡمَعُواْۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمࣱ104
مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرࣲ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ105
مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرࣲ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرٌ106
أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرٍ107
أَمۡ تُرِيدُونَ أَن تَسۡـَٔلُواْ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ108
وَدَّ كَثِيرࣱ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدࣰا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ109
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرࣲ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرࣱ110
وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ111
بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ112
وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ لَيۡسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَيۡءࣲ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيۡسَتِ ٱلۡيَهُودُ عَلَىٰ شَيۡءࣲ وَهُمۡ يَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ فَٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ113
وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيࣱ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمࣱ114
وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ115
وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدࣰاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ بَل لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ كُلࣱّ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ116
بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرࣰا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ117
وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةࣱۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يُوقِنُونَ118
إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرࣰا وَنَذِيرࣰاۖ وَلَا تُسۡـَٔلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ119
وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِۙ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرٍ120
ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ121
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَنِّي فَضَّلۡتُكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ122
وَٱتَّقُواْ يَوۡمࣰا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسࣲ شَيۡـࣰٔا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلࣱ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةࣱ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ123
وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتࣲ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامࣰاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّـٰلِمِينَ124
وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَيۡتَ مَثَابَةࣰ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنࣰا وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِـۧمَ مُصَلࣰّىۖ وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ125
وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنࣰا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ مَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُم بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُۥ قَلِيلࣰا ثُمَّ أَضۡطَرُّهُۥٓ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ126
وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ127
رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةࣰ مُّسۡلِمَةࣰ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ128
رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ129
وَمَن يَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَٰهِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ130
إِذۡ قَالَ لَهُۥ رَبُّهُۥٓ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ131
وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِـۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ132
أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ حَضَرَ يَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِيۖ قَالُواْ نَعۡبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ إِلَٰهࣰا وَٰحِدࣰا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ133
تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ134
وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِـۧمَ حَنِيفࣰاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ135
قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدࣲ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ136
فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقࣲۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ137
صِبۡغَةَ ٱللَّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةࣰۖ وَنَحۡنُ لَهُۥ عَٰبِدُونَ138
قُلۡ أَتُحَآجُّونَنَا فِي ٱللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ وَلَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُخۡلِصُونَ139
أَمۡ تَقُولُونَ إِنَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ قُلۡ ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللَّهُۗ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ140
تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ141
سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ142
وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدࣰاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِيمࣱ143
قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ144
وَلَئِنۡ أَتَيۡتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةࣲ مَّا تَبِعُواْ قِبۡلَتَكَۚ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعࣲ قِبۡلَتَهُمۡۚ وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعࣲ قِبۡلَةَ بَعۡضࣲۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِۙ إِنَّكَ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ145
ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقࣰا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ146
ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ147
وَلِكُلࣲّ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَاۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ148
وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ وَإِنَّهُۥ لَلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ149
وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ150
كَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِيكُمۡ رَسُولࣰا مِّنكُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ151
فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ152
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ153
وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءࣱ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ154
وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ155
ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةࣱ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ156
أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةࣱۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ157
إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرࣰا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ158
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِۙ أُوْلَـٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ159
إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ160
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةُ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ161
خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ162
وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهࣱ وَٰحِدࣱۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ163
إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءࣲ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةࣲ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ يَعۡقِلُونَ164
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادࣰا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبࣰّا لِّلَّهِۗ وَلَوۡ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِذۡ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعࣰا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعَذَابِ165
إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ166
وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةࣰ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ167
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلࣰا طَيِّبࣰا وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِينٌ168
إِنَّمَا يَأۡمُرُكُم بِٱلسُّوٓءِ وَٱلۡفَحۡشَآءِ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ169
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡـࣰٔا وَلَا يَهۡتَدُونَ170
وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنۡعِقُ بِمَا لَا يَسۡمَعُ إِلَّا دُعَآءࣰ وَنِدَآءࣰۚ صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيࣱ فَهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ171
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ172
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغࣲ وَلَا عَادࣲ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمٌ173
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنࣰا قَلِيلًاۙ أُوْلَـٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ174
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَآ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ175
ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدࣲ176
لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّـٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ177
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰۚ فَمَنۡ عُفِيَ لَهُۥ مِنۡ أَخِيهِ شَيۡءࣱ فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيۡهِ بِإِحۡسَٰنࣲۗ ذَٰلِكَ تَخۡفِيفࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَةࣱۗ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِيمࣱ178
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةࣱ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ179
كُتِبَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ إِن تَرَكَ خَيۡرًا ٱلۡوَصِيَّةُ لِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ180
فَمَنۢ بَدَّلَهُۥ بَعۡدَ مَا سَمِعَهُۥ فَإِنَّمَآ إِثۡمُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ181
فَمَنۡ خَافَ مِن مُّوصࣲ جَنَفًا أَوۡ إِثۡمࣰا فَأَصۡلَحَ بَيۡنَهُمۡ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ182
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ183
أَيَّامࣰا مَّعۡدُودَٰتࣲۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةࣱ طَعَامُ مِسۡكِينࣲۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرࣰا فَهُوَ خَيۡرࣱ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ184
شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ185
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ186
أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسࣱ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسࣱ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ187
وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقࣰا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ188
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ189
وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ190
وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَيۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۚ وَلَا تُقَٰتِلُوهُمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِيهِۖ فَإِن قَٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ191
فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ192
وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةࣱ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَلَا عُدۡوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ193
ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصࣱۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ194
وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ195
وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذࣰى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةࣱ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكࣲۚ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامࣲ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةࣱ كَامِلَةࣱۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ196
ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرࣱ مَّعۡلُومَٰتࣱۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ197
لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلࣰا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتࣲ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ198
ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ199
فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرࣰاۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقࣲ200
وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةࣰ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةࣰ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ201
أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ نَصِيبࣱ مِّمَّا كَسَبُواْۚ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ202
وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامࣲ مَّعۡدُودَٰتࣲۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ203
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ204
وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ205
وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ206
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡرِي نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ207
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةࣰ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِينࣱ208
فَإِن زَلَلۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡكُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ209
هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلࣲ مِّنَ ٱلۡغَمَامِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ210
سَلۡ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۭ بَيِّنَةࣲۗ وَمَن يُبَدِّلۡ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ211
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَيَسۡخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۘ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابࣲ212
كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَٰحِدَةࣰ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمٍ213
أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبࣱ214
يَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرࣲ فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمࣱ215
كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـࣰٔا وَهُوَ خَيۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ216
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالࣲ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالࣱ فِيهِ كَبِيرࣱۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرࣱ فَأُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ217
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ218
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمࣱ كَبِيرࣱ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ219
فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡيَتَٰمَىٰۖ قُلۡ إِصۡلَاحࣱ لَّهُمۡ خَيۡرࣱۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعۡنَتَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ220
وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةࣱ مُّؤۡمِنَةٌ خَيۡرࣱ مِّن مُّشۡرِكَةࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ وَلَعَبۡدࣱ مُّؤۡمِنٌ خَيۡرࣱ مِّن مُّشۡرِكࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡۗ أُوْلَـٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ221
وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذࣰى فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّـٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ222
نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثࣱ لَّكُمۡ فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ وَقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُم مُّلَٰقُوهُۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ223
وَلَا تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةࣰ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ224
لَّا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمࣱ225
لِّلَّذِينَ يُؤۡلُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ تَرَبُّصُ أَرۡبَعَةِ أَشۡهُرࣲۖ فَإِن فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ226
وَإِنۡ عَزَمُواْ ٱلطَّلَٰقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ227
وَٱلۡمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَٰثَةَ قُرُوٓءࣲۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكۡتُمۡنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيٓ أَرۡحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤۡمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنۡ أَرَادُوٓاْ إِصۡلَٰحࣰاۚ وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيۡهِنَّ دَرَجَةࣱۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ228
ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِۖ فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنࣲۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمۡ أَن تَأۡخُذُواْ مِمَّآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ شَيۡـًٔا إِلَّآ أَن يَخَافَآ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَا فِيمَا ٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ229
فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوۡجًا غَيۡرَهُۥۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۗ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوۡمࣲ يَعۡلَمُونَ230
وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعۡرُوفࣲۚ وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارࣰا لِّتَعۡتَدُواْۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوࣰاۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡحِكۡمَةِ يَعِظُكُم بِهِۦۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ231
وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحۡنَ أَزۡوَٰجَهُنَّ إِذَا تَرَٰضَوۡاْ بَيۡنَهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ مِنكُمۡ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ ذَٰلِكُمۡ أَزۡكَىٰ لَكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ232
وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ وَعَلَى ٱلۡمَوۡلُودِ لَهُۥ رِزۡقُهُنَّ وَكِسۡوَتُهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ لَا تُكَلَّفُ نَفۡسٌ إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَا تُضَآرَّ وَٰلِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُودࣱ لَّهُۥ بِوَلَدِهِۦۚ وَعَلَى ٱلۡوَارِثِ مِثۡلُ ذَٰلِكَۗ فَإِنۡ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضࣲ مِّنۡهُمَا وَتَشَاوُرࣲ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَاۗ وَإِنۡ أَرَدتُّمۡ أَن تَسۡتَرۡضِعُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا سَلَّمۡتُم مَّآ ءَاتَيۡتُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرࣱ233
وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجࣰا يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرࣲ وَعَشۡرࣰاۖ فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرࣱ234
وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا عَرَّضۡتُم بِهِۦ مِنۡ خِطۡبَةِ ٱلنِّسَآءِ أَوۡ أَكۡنَنتُمۡ فِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ سَتَذۡكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّآ أَن تَقُولُواْ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰاۚ وَلَا تَعۡزِمُواْ عُقۡدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡكِتَٰبُ أَجَلَهُۥۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمࣱ235
لَّا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِن طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ مَا لَمۡ تَمَسُّوهُنَّ أَوۡ تَفۡرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةࣰۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ مَتَٰعَۢا بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ236
وَإِن طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدۡ فَرَضۡتُمۡ لَهُنَّ فَرِيضَةࣰ فَنِصۡفُ مَا فَرَضۡتُمۡ إِلَّآ أَن يَعۡفُونَ أَوۡ يَعۡفُوَاْ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ وَأَن تَعۡفُوٓاْ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۚ وَلَا تَنسَوُاْ ٱلۡفَضۡلَ بَيۡنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ237
حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ238
فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانࣰاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ239
وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجࣰا وَصِيَّةࣰ لِّأَزۡوَٰجِهِم مَّتَٰعًا إِلَى ٱلۡحَوۡلِ غَيۡرَ إِخۡرَاجࣲۚ فَإِنۡ خَرَجۡنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِي مَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعۡرُوفࣲۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ240
وَلِلۡمُطَلَّقَٰتِ مَتَٰعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ241
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ242
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَهُمۡ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحۡيَٰهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ243
وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ244
مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافࣰا كَثِيرَةࣰۚ وَٱللَّهُ يَقۡبِضُ وَيَبۡصُۜطُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ245
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰٓ إِذۡ قَالُواْ لِنَبِيࣲّ لَّهُمُ ٱبۡعَثۡ لَنَا مَلِكࣰا نُّقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ قَالَ هَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ أَلَّا تُقَٰتِلُواْۖ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدۡ أُخۡرِجۡنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبۡنَآئِنَاۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ تَوَلَّوۡاْ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ246
وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكࣰاۚ قَالُوٓاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَيۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَلَمۡ يُؤۡتَ سَعَةࣰ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ وَزَادَهُۥ بَسۡطَةࣰ فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُۥ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ247
وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ءَايَةَ مُلۡكِهِۦٓ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَبَقِيَّةࣱ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ248
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرࣲ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةࣲ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةࣰ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ249
وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرࣰا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ250
فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ251
تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ252
تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتࣲۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ253
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمࣱ لَّا بَيۡعࣱ فِيهِ وَلَا خُلَّةࣱ وَلَا شَفَٰعَةࣱۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ254
ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ255
لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ256
ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّـٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ257
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ فِي رَبِّهِۦٓ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡيِۦ وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ258
أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةࣲ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامࣲ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمࣲۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِاْئَةَ عَامࣲ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَايَةࣰ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَيۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمࣰاۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ259
وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِيۖ قَالَ فَخُذۡ أَرۡبَعَةࣰ مِّنَ ٱلطَّيۡرِ فَصُرۡهُنَّ إِلَيۡكَ ثُمَّ ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلࣲ مِّنۡهُنَّ جُزۡءࣰا ثُمَّ ٱدۡعُهُنَّ يَأۡتِينَكَ سَعۡيࣰاۚ وَٱعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ260
مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةࣲ مِّاْئَةُ حَبَّةࣲۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ261
ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنࣰّا وَلَآ أَذࣰىۙ لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ262
قَوۡلࣱ مَّعۡرُوفࣱ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرࣱ مِّن صَدَقَةࣲ يَتۡبَعُهَآ أَذࣰىۗ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمࣱ263
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابࣱ فَأَصَابَهُۥ وَابِلࣱ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدࣰاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءࣲ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ264
وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثۡبِيتࣰا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ كَمَثَلِ جَنَّةِۭ بِرَبۡوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلࣱ فَـَٔاتَتۡ أُكُلَهَا ضِعۡفَيۡنِ فَإِن لَّمۡ يُصِبۡهَا وَابِلࣱ فَطَلࣱّۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ265
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةࣱ مِّن نَّخِيلࣲ وَأَعۡنَابࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةࣱ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعۡصَارࣱ فِيهِ نَارࣱ فَٱحۡتَرَقَتۡۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ266
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغۡمِضُواْ فِيهِۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ267
ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغۡفِرَةࣰ مِّنۡهُ وَفَضۡلࣰاۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ268
يُؤۡتِي ٱلۡحِكۡمَةَ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرࣰا كَثِيرࣰاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ269
وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ270
إِن تُبۡدُواْ ٱلصَّدَقَٰتِ فَنِعِمَّا هِيَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيۡرࣱ لَّكُمۡۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّـَٔاتِكُمۡۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرࣱ271
لَّيۡسَ عَلَيۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ فَلِأَنفُسِكُمۡۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ ٱللَّهِۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ272
لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبࣰا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافࣰاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ273
ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ سِرࣰّا وَعَلَانِيَةࣰ فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ274
ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡبَيۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰاْۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ275
يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ276
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ277
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ278
فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ279
وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةࣲ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةࣲۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ280
وَٱتَّقُواْ يَوۡمࣰا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ281
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيۡنٍ إِلَىٰٓ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى فَٱكۡتُبُوهُۚ وَلۡيَكۡتُب بَّيۡنَكُمۡ كَاتِبُۢ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَلَا يَأۡبَ كَاتِبٌ أَن يَكۡتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُۚ فَلۡيَكۡتُبۡ وَلۡيُمۡلِلِ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥ وَلَا يَبۡخَسۡ مِنۡهُ شَيۡـࣰٔاۚ فَإِن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ سَفِيهًا أَوۡ ضَعِيفًا أَوۡ لَا يَسۡتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلۡيُمۡلِلۡ وَلِيُّهُۥ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَٱسۡتَشۡهِدُواْ شَهِيدَيۡنِ مِن رِّجَالِكُمۡۖ فَإِن لَّمۡ يَكُونَا رَجُلَيۡنِ فَرَجُلࣱ وَٱمۡرَأَتَانِ مِمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحۡدَىٰهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡدَىٰهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰۚ وَلَا يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْۚ وَلَا تَسۡـَٔمُوٓاْ أَن تَكۡتُبُوهُ صَغِيرًا أَوۡ كَبِيرًا إِلَىٰٓ أَجَلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقۡوَمُ لِلشَّهَٰدَةِ وَأَدۡنَىٰٓ أَلَّا تَرۡتَابُوٓاْ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً حَاضِرَةࣰ تُدِيرُونَهَا بَيۡنَكُمۡ فَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَلَّا تَكۡتُبُوهَاۗ وَأَشۡهِدُوٓاْ إِذَا تَبَايَعۡتُمۡۚ وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبࣱ وَلَا شَهِيدࣱۚ وَإِن تَفۡعَلُواْ فَإِنَّهُۥ فُسُوقُۢ بِكُمۡۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ282
وَإِن كُنتُمۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ وَلَمۡ تَجِدُواْ كَاتِبࣰا فَرِهَٰنࣱ مَّقۡبُوضَةࣱۖ فَإِنۡ أَمِنَ بَعۡضُكُم بَعۡضࣰا فَلۡيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤۡتُمِنَ أَمَٰنَتَهُۥ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥۗ وَلَا تَكۡتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَۚ وَمَن يَكۡتُمۡهَا فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمࣱ قَلۡبُهُۥۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمࣱ283
لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرٌ284
ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدࣲ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ285
لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرࣰا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ286
ترجمه
تفسیر
حدیث
واژه‌نامه
اعلام و اسما
موضوعات
اعراب قرآن
آیات مرتبط
آیات در کتب
فیلتر بر اساس کتاب
کتاب
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)115
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور66
البرهان في تفسير القرآن17
ترجمه تفسیر روایی البرهان17
تفسير نور الثقلين16
تفسير الصافي15
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب14
التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام11
تفسير العيّاشي6
قرن
130
قرن دهم66
قرن دوازدهم64
قرن سوم11
قرن چهارم6
مذهب
سني181
شيعه96
نوع حدیث
تفسیری275
اسباب نزول2
277 مورد یافت شد
البرهان في تفسير القرآن

61552 / _2 اَلشَّيْخُ‌ فِي ( اَلتَّهْذِيبِ‌ ): بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ‌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَ أَحْمَدَ اِبْنَيِ اَلْحَسَنِ‌ ، عَنْ أَبِيهِمَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: سَأَلَهُ أَبِي وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنْ قَوْلِ‌ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: حَتّٰى إِذٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ‌ قَالَ‌: «اَلاِحْتِلاَمُ‌». قَالَ‌: فَقَالَ‌: «يَحْتَلِمُ فِي سِتَّ عَشْرَةَ وَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً‌ وَ نَحْوِهَا». قَالَ‌: إِذَا أَتَتْ عَلَيْهِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ نَحْوُهَا؟ فَقَالَ‌: «لاَ، إِذَا أَتَتْ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً كُتِبَتْ لَهُ اَلْحَسَنَاتُ‌، وَ كُتِبَتْ عَلَيْهِ اَلسَّيِّئَاتُ‌، وَ جَازَ أَمْرُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً». فَقَالَ‌: وَ مَا اَلسَّفِيهُ؟ فَقَالَ‌: «اَلَّذِي يَشْتَرِي اَلدِّرْهَمَ بِأَضْعَافِهِ‌». فَقَالَ‌: وَ مَا اَلضَّعِيفُ؟ قَالَ‌: «اَلْأَبْلَهُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

61553 / _3 اَلْعَيَّاشِيُّ‌ : عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ‌ ، قَالَ‌: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مَتَى يُدْفَعُ إِلَى اَلْغُلاَمِ مَالُهُ؟ قَالَ‌: «إِذَا بَلَغَ‌ وَ أُونِسَ مِنْهُ رُشْدٌ، وَ لَمْ يَكُنْ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً». قَالَ‌: قُلْتُ‌: فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً‌، وَ لَمْ يَبْلُغْ؟ قَالَ‌: «إِذَا بَلَغَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً‌ جَازَ أَمْرُهُ‌، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً». قَالَ‌: قُلْتُ‌: وَ مَا اَلسَّفِيهُ وَ اَلضَّعِيفُ؟ قَالَ‌: «اَلسَّفِيهُ‌: شَارِبُ اَلْخَمْرِ، وَ اَلضَّعِيفُ‌: اَلَّذِي يَأْخُذُ وَاحِداً بِاثْنَيْنِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

1,14,61554 / _4 اَلشَّيْخُ‌ فِي (اَلتَّهْذِيبِ‌) : بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ‌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ؛ وَ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلنُّعْمَانِ‌ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ اَلْحُصَيْنِ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَرَجُلٌ‌ وَ اِمْرَأَتٰانِ‌ . فَقَالَ‌: «ذَلِكَ فِي اَلدَّيْنِ إِذَا لَمْ يَكُنْ رَجُلاَنِ فَرَجُلٌ وَ اِمْرَأَتَانِ‌، وَ رَجُلٌ وَاحِدٌ وَ يَمِينُ اَلْمُدَّعِي إِذَا لَمْ يَكُنِ اِمْرَأَتَانِ‌، قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ».

البرهان في تفسير القرآن

14,1,111555 / _5 وَ قَالَ اَلْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ اِسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ‌ رِجٰالِكُمْ‌ قَالَ‌: «قَالَ‌: أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجٰالِكُمْ‌ قَالَ‌: مِنْ أَحْرَارِكُمْ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ اَلْعُدُولِ‌ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): اِسْتَشْهِدُوهُمْ لِتَحُوطُوا بِهِمْ‌ أَدْيَانَكُمْ وَ أَمْوَالَكُمْ‌، وَ لِتَسْتَعْمِلُوا أَدَبَ اَللَّهِ وَ وَصِيَّتَهُ‌، وَ إِنَّ فِيهَا اَلنَّفْعَ‌ وَ اَلْبَرَكَةَ‌، وَ لاَ تُخَالِفُوهَا فَيَلْحَقَكُمُ اَلنَّدَمُ حَيْثُ لاَ يَنْفَعُكُمُ اَلنَّدَمُ‌. ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، يَقُولُ‌: ثَلاَثَةٌ لاَ يَسْتَجِيبُ اَللَّهُ دُعَاءَهُمْ‌، بَلْ‌ يَعْذِلُهُمْ‌ وَ يُوَبِّخُهُمْ‌: أَمَّا أَحَدُهُمْ‌: فَرَجُلٌ اُبْتُلِيَ بِامْرَأَةِ سَوْءٍ فَهِيَ تُؤْذِيهِ وَ تُضَارُّهُ‌، وَ تَعِيبُ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ فَتُنَغِّصُهَا وَ تُكَدِّرُهَا ، وَ تُفْسِدُ عَلَيْهِ آخِرَتَهُ‌، فَهُوَ يَقُولُ‌: اَللَّهُمَّ يَا رَبِّ خَلِّصْنِي مِنْهَا. يَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا اَلْجَاهِلُ قَدْ خَلَّصْتُكَ مِنْهَا وَ جَعَلْتُ بِيَدِكَ‌ طَلاَقَهَا، وَ اَلتَّخَلُّصُ‌ مِنْهَا طَلاَقُهَا . وَ اَلثَّانِي: رَجُلٌ مُقِيمٌ فِي بَلَدٍ قَدِ اِسْتَوْبَلَهُ‌ وَ لاَ يَحْضُرُ لَهُ فِيهِ كُلُّ مَا يُرِيدُهُ‌، وَ كُلُّ مَا اِلْتَمَسَهُ حَرَمُهُ‌، يَقُولُ‌: اَللَّهُمَّ‌ خَلِّصْنِي مِنْ هَذَا [اَلْبَلَدِ] اَلَّذِي اِسْتَوْبَلْتُهُ‌. يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يَا عَبْدِي، قَدْ خَلَّصْتُكَ مِنْ هَذَا اَلْبَلَدِ، وَ قَدْ أَوْضَحْتُ‌ لَكَ طُرُقَ اَلْخُرُوجِ‌، وَ مَكَّنْتُكَ مِنْ ذَلِكَ‌، فَاخْرُجْ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ تَجْتَلِبْ عَافِيَتِي وَ تَسْتَرْزِقْنِي. وَ اَلثَّالِثُ‌: رَجُلٌ أَوْصَاهُ اَللَّهُ تَعَالَى بِأَنْ يَحْتَاطَ لِدَيْنِهِ بِشُهُودٍ، وَ كِتَابٍ‌، فَلَمْ يَفْعَلْ‌، وَ دَفَعَ مَالَهُ إِلَى غَيْرِ ثِقَةٍ‌، بِغَيْرِ وَثِيقَةٍ فَجَحَدَهُ أَوْ بَخَسَهُ‌، وَ هُوَ يَقُولُ‌: اَللَّهُمَّ يَا رَبِّ‌، رُدَّ عَلَيَّ مَالِي. يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يَا عَبْدِي، قَدْ عَلَّمْتُكَ كَيْفَ‌ تَسْتَوْثِقُ لِمَالِكَ فَيَكُونُ مَحْفُوظاً لِئَلاَّ يَتَعَرَّضَ لِلتَّلَفِ فَأَبَيْتَ‌، فَأَنْتَ اَلْآنَ تَدْعُونِي، وَ قَدْ ضَيَّعْتَ مَالَكَ وَ أَتْلَفْتَهُ‌، وَ غَيَّرْتَ‌ وَصِيَّتِي، فَلاَ أَسْتَجِيبُ لَكَ‌. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌): أَلاَ فَاسْتَعْمِلُوا وَصِيَّةَ اَللَّهِ تُفْلِحُوا وَ تَنْجَحُوا ، وَ لاَ تُخَالِفُوهَا فَتَنْدَمُوا».

البرهان في تفسير القرآن

14,1,111556 / _6 وَ قَالَ اَلْإِمَامُ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: فَإِنْ لَمْ يَكُونٰا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَ اِمْرَأَتٰانِ‌ قَالَ‌: عَدَلَتِ اِمْرَأَتَانِ فِي اَلشَّهَادَةِ بِرَجُلٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا كَانَ رَجُلاَنِ أَوْ رَجُلٌ وَ اِمْرَأَتَانِ أَقَامُوا اَلشَّهَادَةَ قُضِيَ بِشَهَادَتِهِمْ‌. قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): وَ بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ هُوَ يُذَاكِرُنَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَ اِسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجٰالِكُمْ‌ قَالَ‌: أَحْرَارُكُمْ دُونَ عَبِيدِكُمْ‌، فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ شَغَلَ بِخِدْمَةِ مَوَالِيهِمْ عَنْ تَحَمُّلِ‌ اَلشَّهَادَاتِ‌، وَ عَنْ أَدَائِهَا، وَ لْيَكُونُوا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ مِنْكُمْ‌، فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا شَرَّفَ اَلْمُسْلِمِينَ اَلْعُدُولَ بِقَبُولِ‌ شَهَادَتِهِمْ‌، وَ جَعَلَ ذَلِكَ مِنَ اَلشَّرَفِ اَلْعَاجِلِ لَهُمْ‌، وَ مِنْ ثَوَابِ دُنْيَاهُمْ قَبْلَ أَنْ يُنْقَلُوا إِلَى اَلْآخِرَةِ‌. إِذْ جَاءَتِ اِمْرَأَةٌ‌ فَوَقَفَتْ قُبَالَةَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ قَالَتْ‌: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌، أَنَا وَافِدَةُ اَلنِّسَاءِ إِلَيْكَ‌، فَمَا مِنِ اِمْرَأَةٍ‌ يَبْلُغُهَا مَسِيرِي هَذَا إِلَيْكَ إِلاَّ سَرَّهَا ذَلِكَ‌، يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌، إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَبُّ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ‌، وَ إِنَّكَ رَسُولُ اَللَّهِ‌. لِلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ‌، فَمَا بَالُ اَلْمَرْأَتَيْنِ بِرَجُلٍ فِي اَلشَّهَادَةِ وَ فِي اَلْمِيرَاثِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌): يَا أَيَّتُهَا اَلْمَرْأَةُ‌، ذَلِكَ قَضَاءٌ مِنْ عَدْلٍ حَكِيمٍ لاَ يَجُورُ وَ لاَ يَحِيفُ وَ لاَ يَتَحَامَلُ‌، لاَ يَنْفَعُهُ مَا مَنَعَكُنَّ‌، وَ لاَ يَنْقُصُهُ مَا بَذَلَهُ لَكُنَّ‌، يُدَبِّرُ اَلْأَمْرَ بِعِلْمِهِ‌. يَا أَيَّتُهَا اَلْمَرْأَةُ‌، لِأَنَّكُنَّ نَاقِصَاتُ اَلدِّينِ وَ اَلْعَقْلِ‌. قَالَتْ‌: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌، وَ مَا نُقْصَانُ دِينِنَا؟ قَالَ‌: إِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَقْعُدُ نِصْفَ دَهْرِهَا لاَ تُصَلِّي بِحَيْضَةٍ عَنِ اَلصَّلاَةِ‌ لِلَّهِ تَعَالَى، وَ إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اَللَّعْنَ وَ تَكْفُرْنَ بِالْعِشْرَةِ‌، تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ عِنْدَ اَلرَّجُلِ عَشْرَ سِنِينَ فَصَاعِداً، يُحْسِنُ إِلَيْهَا وَ يُنْعِمُ عَلَيْهَا، فَإِذَا ضَاقَتْ يَدُهُ يَوْماً أَوْ خَاصَمَهَا، قَالَتْ لَهُ‌: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ. وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ اَلنِّسَاءِ هَذِهِ‌ خُلُقُهَا فَالَّذِي يُصِيبُهَا مِنْ هَذَا اَلنُّقْصَانِ مِحْنَةٌ عَلَيْهَا، لِتَصْبِرَ فَيُعْظِمُ اَللَّهُ تَعَالَى ثَوَابَهَا، فَأَبْشِرِي. ثُمَّ قَالَ لَهَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌): إِنَّهُ مَا مِنْ رَجُلٍ رَدِيءٍ إِلاَّ وَ اَلْمَرْأَةُ اَلرَّدِيئَةُ أَرْدَأُ مِنْهُ‌، وَ لاَ مِنِ اِمْرَأَةٍ صَالِحَةٍ إِلاَّ وَ اَلرَّجُلُ اَلصَّالِحُ أَفْضَلُ مِنْهَا، وَ مَا سَاوَى اَللَّهُ قَطُّ اِمْرَأَةً بِرَجُلٍ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ تَسْوِيَةِ اَللَّهِ فَاطِمَةَ بِعَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) أَيْ فِي اَلشَّهَادَةِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

61557 / _7 اَلشَّيْخُ‌ فِي ( اَلتَّهْذِيبِ‌ ): بِإِسْنَادِهِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ‌ ، عَنْ‌ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا ، قَالَ‌: «قَبْلَ اَلشَّهَادَةِ‌». وَ قَوْلُهُ‌: وَ مَنْ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ‌ قَالَ‌: «بَعْدَ اَلشَّهَادَةِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

61558 / _8 عَنْهُ‌ : بِإِسْنَادِهِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ‌ ، عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . قَالَ‌: «لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ إِذَا دُعِيَ إِلَى شَهَادَةٍ‌ يَشْهَدُ عَلَيْهَا أَنْ يَقُولَ‌: لاَ أَشْهَدُ لَكُمْ عَلَيْهَا».

البرهان في تفسير القرآن

61559 / _9 وَ عَنْهُ‌ : بِإِسْنَادِهِ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ اَلنَّضْرِ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ‌ ، عَنْ جَرَّاحٍ اَلْمَدَائِنِيِّ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «إِذَا دُعِيتَ إِلَى اَلشَّهَادَةِ فَأَجِبْ‌».

البرهان في تفسير القرآن

61560 / _10 وَ عَنْهُ‌ : بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ‌ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى ، عَنْ سَمَاعَةَ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . فَقَالَ‌: «لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ إِذَا دُعِيَ إِلَى شَهَادَةٍ يَشْهَدُ عَلَيْهَا أَنْ يَقُولَ‌: لاَ أَشْهَدُ لَكُمْ‌».

البرهان في تفسير القرآن

7|81561 / _11 وَ عَنْهُ‌ : بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ‌ ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌ وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . فَقَالَ‌: «إِذَا دَعَاكَ اَلرَّجُلُ لِتَشْهَدَ لَهُ [عَلَى دَيْنٍ‌، أَوْ حَقٍّ‌] لَمْ يَنْبَغِ لَكَ أَنْ تَتَقَاعَسَ عَنْهَا» .

البرهان في تفسير القرآن

61562 / _12 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‌ اَلْفُضَيْلِ‌ ، عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ اَلْكِنَانِيِّ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . قَالَ‌: «لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ إِذَا دُعِيَ إِلَى اَلشَّهَادَةِ‌ أَنْ يَقُولَ‌. لاَ أَشْهَدُ لَكُمْ‌» .

البرهان في تفسير القرآن

61564 / _14 اَلْعَيَّاشِيُّ‌ : عَنْ زَيْدٍ أَبِي أُسَامَةَ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ‌: وَ لاٰ يَأْبَ‌ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . قَالَ‌: «لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ إِذَا مَا دُعِيَ إِلَى اَلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ عَلَيْهَا، أَنْ يَقُولَ‌: لاَ أَشْهَدُ لَكُمْ‌».

البرهان في تفسير القرآن

61567 / _17 عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِهِ‌: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . قَالَ‌: «قَبْلَ اَلشَّهَادَةِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

71565 / _15 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ‌ ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ‌: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . قَالَ‌: «إِذَا دَعَاكَ‌ اَلرَّجُلُ لِتَشْهَدَ عَلَى دَيْنٍ أَوْ حَقٍّ لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَقَاعَسَ عَنْهُ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

61566 / _16 عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِهِ‌: وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا . قَالَ‌: «قَبْلَ اَلشَّهَادَةِ قَالَ‌: لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ إِذَا مَا دُعِيَ لِلشَّهَادَةِ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْهَا، أَنْ يَقُولَ‌: لاَ أَشْهَدُ لَكُمْ‌. وَ ذَلِكَ‌ قَبْلَ اَلْكِتَابِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

18,13,55610 / _4 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلْمُتَوَكِّلِ‌ (رَحِمَهُ اَللَّهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ‌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنِ اِبْنِ مَحْبُوبٍ‌ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ‌ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ‌ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ اَلْبَاقِرِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ‌، عَرَضَ عَلَى 18آدَمَ‌ أَسْمَاءَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ أَعْمَارَهُمْ قَالَ فَمَرَّ بِآدَمَ اِسْمُ دَاوُدَ اَلنَّبِيِّ‌، فَإِذَا عُمُرُهُ فِي اَلْعَالَمِ أَرْبَعُونَ سَنَةً‌، فَقَالَ 18آدَمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : يَا رَبِّ‌، مَا أَقَلَّ عُمُرَ 36دَاوُدَ وَ مَا أَكْثَرَ عُمُرِي! يَا رَبِّ‌، إِنْ أَنَا زِدْتُ 36دَاوُدَ مِنْ عُمُرِي ثَلاَثِينَ سَنَةً‌، أَثْبَتَّ ذَلِكَ لَهُ؟ قَالَ‌: نَعَمْ يَا آدَمُ‌. قَالَ‌: فَإِنِّي قَدْ زِدْتُهُ مِنْ عُمُرِي ثَلاَثِينَ سَنَةً‌، فَأَنْفِذْ ذَلِكَ لَهُ‌، وَ أَثْبِتْهَا لَهُ عِنْدَكَ وَ اِطْرَحْهَا مِنْ عُمُرِي». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «فَأَثْبَتَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِدَاوُدَ فِي عُمُرِهِ ثَلاَثِينَ سَنَةً‌، وَ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ اَللَّهِ مُثْبَتَةً‌، وَ ذَلِكَ‌ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يَمْحُوا اَللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ اَلْكِتٰابِ‌ قَالَ فَمَحَا اَللَّهُ مَا كَانَ عِنْدَهُ مُثْبَتاً 18لِآدَمَ‌ ، وَ أَثْبَتَ 36لِدَاوُدَ مَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مُثْبَتاً». قَالَ‌: «فَمَضَى عُمُرُ 18آدَمَ‌ ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ مَلَكُ اَلْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ‌، فَقَالَ لَهُ 18آدَمُ‌ : يَا مَلَكَ اَلْمَوْتِ‌ ، إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ‌ عُمُرِي ثَلاَثُونَ سَنَةً‌. فَقَالَ لَهُ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ : يَا آدَمُ‌، أَ لَمْ تَجْعَلْهَا لاِبْنِكَ 36دَاوُدَ اَلنَّبِيِّ‌، وَ طَرَحْتَهَا مِنْ عُمُرِكَ حِينَ عُرِضَ‌ عَلَيْكَ أَسْمَاءُ اَلْأَنْبِيَاءِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ‌، وَ عُرِضَتْ عَلَيْكَ أَعْمَارُهُمْ‌، وَ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ بِوَادِي اَلرَّوْحَاءِ؟ قَالَ فَقَالَ لَهُ آدَمُ‌: مَا أَذْكُرُ هَذَا قَالَ فَقَالَ لَهُ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌: يَا 18آدَمُ‌ ، لاَ تَجْحَدْ، أَ لَمْ تَسْأَلِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُثْبِتَهَا 36لِدَاوُدَ ، وَ يَمْحُوَهَا مِنْ عُمُرِكَ‌، فَأَثْبَتَهَا 36لِدَاوُدَ فِي اَلزَّبُورِ وَ مَحَاهَا مِنْ عُمُرِكَ فِي اَلذِّكْرِ؟ قَالَ 18آدَمُ‌ : حَتَّى أَعْلَمَ ذَلِكَ‌». قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ كَانَ 18آدَمُ‌ صَادِقاً، لَمْ يَذْكُرْ وَ لَمْ يَجْحَدْ، فَمِنْ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ أَمَرَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اَلْعِبَادَ، أَنْ يَكْتُبُوا بَيْنَهُمْ إِذَا تَدَايَنُوا وَ تَعَامَلُوا إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّى، لِنِسْيَانِ 18آدَمَ‌ وَ جُحُودِهِ مَا جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

66364 / _2 وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ‌ ، عَنْهُ‌ قَالَ‌: «سُئِلَ أَبِي وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنِ اَلْيَتِيمِ‌، مَتَى يَجُوزُ أَمْرُهُ؟ فَقَالَ‌: حِينَ يَبْلُغُ أَشُدَّهُ‌. قُلْتُ‌: وَ مَا أَشُدُّهُ؟ قَالَ‌: اَلاِحْتِلاَمُ‌. قُلْتُ‌: قَدْ يَكُونُ اَلْغُلاَمُ اِبْنَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لاَ يَحْتَلِمُ‌، أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ؟ قَالَ‌: إِذَا بَلَغَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً كُتِبَ لَهُ اَلْحَسَنُ وَ كُتِبَ عَلَيْهِ اَلسَّيِّ‌ءُ‌، وَ جَازَ أَمْرُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً».

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

1369 قَالَ‌ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: « أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاٰ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ‌ » قَالَ‌ « ضَعِيفاً » فِي بَدَنِهِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُمِلَّ‌، أَوْ ضَعِيفاً فِي فَهْمِهِ‌ وَ عِلْمِهِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُمِلَّ وَ يُمَيِّزَ اَلْأَلْفَاظَ اَلَّتِي هِيَ عَدْلٌ عَلَيْهِ وَ لَهُ مِنَ اَلْأَلْفَاظِ اَلَّتِي هِيَ‌ جَوْرٌ عَلَيْهِ أَوْ عَلَى حَمِيمِهِ‌. « أَوْ لاٰ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ » يَعْنِي بِأَنْ يَكُونَ مَشْغُولاً فِي مَرَمَّةٍ‌ لِمَعَاشٍ‌، أَوْ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ‌، فَإِنَّ تِلْكَ [هِيَ‌] اَلْأَشْغَالُ اَلَّتِي لاَ يَنْبَغِي لِعَاقِلٍ أَنْ يَشْرَعَ‌ فِي غَيْرِهَا. قَالَ‌: « فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ‌ » يَعْنِي اَلنَّائِبَ عَنْهُ‌، وَ اَلْقَيِّمَ بِأَمْرِهِ بِالْعَدْلِ‌، بِأَنْ لاَ يَحِيفَ‌ عَلَى اَلْمَكْتُوبِ لَهُ‌، وَ لاَ عَلَى اَلْمَكْتُوبِ عَلَيْهِ‌ .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

14370 قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : مَنْ أَعَانَ ضَعِيفاً فِي بَدَنِهِ عَلَى أَمْرِهِ‌، أَعَانَهُ اَللَّهِ‌ تَعَالَى عَلَى أَمْرِهِ‌، وَ نَصَبَ لَهُ فِي اَلْقِيَامَةِ مَلاَئِكَةً يُعِينُونَهُ عَلَى قَطْعِ تِلْكَ اَلْأَهْوَالِ وَ عُبُورِ تِلْكَ اَلْخَنَادِقِ مِنَ‌ اَلنَّارِ ، حَتَّى لاَ يُصِيبَهُ مِنْ دُخَانِهَا وَ لاَ سُمُومِهَا، وَ عَلَى عُبُورِ اَلصِّرَاطِ إِلَى اَلْجَنَّةِ‌ سَالِماً آمِناً. وَ مَنْ أَعَانَ ضَعِيفاً فِي فَهْمِهِ وَ مَعْرِفَتِهِ فَلَقَّنَهُ حُجَّتَهُ عَلَى خَصْمٍ أَلَدَّ طُلاَّبِ اَلْبَاطِلِ‌، أَعَانَهُ اَللَّهُ عِنْدَ سَكَرَاتِ اَلْمَوْتِ عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ‌، وَ أَنَّ‌ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ‌، وَ اَلْإِقْرَارِ بِمَا يَتَّصِلُ بِهِمَا، وَ اَلاِعْتِقَادِ لَهُ حَتَّى يَكُونَ خُرُوجُهُ مِنَ‌ اَلدُّنْيَا وَ رُجُوعُهُ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَفْضَلِ أَعْمَالِهِ‌، وَ أَجَلِّ أَحْوَالِهِ فَيَجِيءُ‌ عِنْدَ ذَلِكَ‌ بِرَوْحٍ وَ رَيْحَانٍ‌، وَ يُبَشَّرُ بِأَنَّ رَبَّهُ عَنْهُ رَاضٍ‌، وَ عَلَيْهِ غَيْرُ غَضْبَانَ‌. وَ مَنْ أَعَانَ مَشْغُولاً بِمَصَالِحِ دُنْيَاهُ أَوْ دِينِهِ عَلَى أَمْرِهِ حَتَّى لاَ يَنْتَشِرَ عَلَيْهِ أَعَانَهُ اَللَّهُ‌ تَعَالَى يَوْمَ تَزَاحُمِ اَلْأَشْغَالِ وَ اِنْتِشَارِ اَلْأَحْوَالِ‌، يَوْمَ قِيَامِهِ بَيْنَ يَدَيِ اَلْمَلِكِ اَلْجَبَّارِ، فَيُمَيِّزُهُ مِنَ اَلْأَشْرَارِ وَ يَجْعَلُهُ مِنَ اَلْأَخْيَارِ .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

1372 قَالَ‌ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : « شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجٰالِكُمْ‌ » قَالَ‌: مِنْ أَحْرَارِكُمْ‌ مِنَ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ [اَلْعُدُولِ‌] . قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌: اِسْتَشْهِدُوهُمْ لِتَحُوطُوا بِهِمْ أَدْيَانَكُمْ وَ أَمْوَالَكُمْ وَ لِتَسْتَعْمِلُوا أَدَبَ اَللَّهِ‌ وَ وَصِيَّتَهُ‌، فَإِنَّ فِيهِمَا اَلنَّفْعَ وَ اَلْبَرَكَةَ‌، وَ لاَ تُخَالِفُوهُمَا فَيَلْحَقَكُمُ اَلنَّدَمُ‌، حَيْثُ لاَ يَنْفَعُكُمُ اَلنَّدَمُ‌.

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

14,11 ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : سَمِعْتُ‌ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ يَقُولُ‌: ثَلاَثَةٌ لاَ يَسْتَجِيبُ اَللَّهُ‌ لَهُمْ‌ بَلْ يُعَذِّبُهُمْ وَ يُوَبِّخُهُمْ‌: أَمَّا أَحَدُهُمْ فَرَجُلٌ اِبْتُلِيَ بِامْرَأَةِ سَوْءٍ فَهِيَ تُؤْذِيهِ وَ تُضَارُّهُ‌، وَ تَعِيبُ‌ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ‌، وَ تُنَغِّصُهَا، وَ تُكَدِّرُهَا، وَ تُفْسِدُ عَلَيْهِ آخِرَتَهُ فَهُوَ يَقُولُ‌: اَللَّهُمَّ يَا رَبِّ خَلِّصْنِي مِنْهَا يَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا اَلْجَاهِلُ قَدْ خَلَّصْتُكَ مِنْهَا، جَعَلْتُ بِيَدِكَ طَلاَقَهَا، وَ اَلتَّفَصِّيَ‌ مِنْهَا، طَلِّقْهَا وَ اِنْبِذْهَا عَنْكَ نَبْذَ اَلْجَوْرَبِ اَلْخَلَقِ اَلْمُمَزَّقِ‌. وَ اَلثَّانِي: رَجُلٌ مُقِيمٌ فِي بَلَدٍ قَدِ اِسْتَوْبَلَهُ‌، وَ لاَ يَحْضُرُهُ‌، لَهُ فِيهِ [كُلُّ‌] مَا يُرِيدُهُ‌ وَ كُلُّ مَا اِلْتَمَسَهُ حُرِمَهُ‌. يَقُولُ‌: اَللَّهُمَّ [يَا رَبِّ‌] خَلِّصْنِي مِنْ هَذَا اَلْبَلَدِ اَلَّذِي قَدِ اِسْتَوْبَلْتُهُ‌. يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يَا عَبْدِي قَدْ خَلَّصْتُكَ مِنْ هَذَا اَلْبَلَدِ، وَ قَدْ أَوْضَحْتُ لَكَ طَرِيقَ‌ اَلْخُرُوجِ مِنْهُ‌، وَ مَكَّنْتُكَ مِنْ ذَلِكَ‌، فَاخْرُجْ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ تَجْتَلِبْ عَافِيَتِي وَ تَسْتَرْزِقْنِي، وَ اَلثَّالِثُ‌: رَجُلٌ أَوْصَاهُ‌ اَللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَحْتَاطَ لِدَيْنِهِ بِشُهُودٍ، وَ كِتَابٍ‌، فَلَمْ يَفْعَلْ‌ ذَلِكَ‌، وَ دَفَعَ مَالَهُ إِلَى غَيْرِ ثِقَةٍ بِغَيْرِ وَثِيقَةٍ‌، فَجَحَدَهُ‌، أَوْ بَخَسَهُ فَهُوَ يَقُولُ‌: اَللَّهُمَّ‌ [يَا رَبِّ‌] رُدَّ عَلَيَّ مَالِي. يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ [لَهُ‌]: يَا عَبْدِي قَدْ عَلَّمْتُكَ كَيْفَ تَسْتَوْثِقُ لِمَالِكَ‌، لِيَكُونَ‌ مَحْفُوظاً لِئَلاَّ يَتَعَرَّضَ لِلتَّلَفِ‌، فَأَبَيْتَ‌، فَأَنْتَ اَلْآنَ تَدْعُونِي، وَ قَدْ ضَيَّعْتَ مَالَكَ وَ أَتْلَفْتَهُ‌ وَ خَالَفْتَ وَصِيَّتِي، فَلاَ أَسْتَجِيبُ لَكَ‌. ثُمَّ قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : [أَلاَ] فَاسْتَعْمِلُوا وَصِيَّةَ اَللَّهِ تُفْلِحُوا وَ تَنْجُوا، وَ لاَ تُخَالِفُوهَا فَتَنْدَمُوا .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

14373 ثُمَّ قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : أَمَا إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَمَا (أَمَرَكُمْ‌) أَنْ تَحْتَاطُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَ أَدْيَانِكُمْ‌ وَ أَمْوَالِكُمْ‌، بِاسْتِشْهَادِ اَلشُّهُودِ اَلْعُدُولِ عَلَيْكُمْ‌. فَكَذَلِكَ قَدِ اِحْتَاطَ عَلَى عِبَادِهِ وَ لَهُمْ‌ فِي اِسْتِشْهَادِ اَلشُّهُودِ عَلَيْهِمْ فَلِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ رُقَبَاءُ مِنْ خَلْقِهِ‌، وَ« مُعَقِّبٰاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ‌، يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اَللّٰهِ‌ » وَ يَحْفَظُونَ‌ عَلَيْهِ مَا يَكُونُ مِنْهُ‌: مِنْ أَعْمَالِهِ‌، وَ أَقْوَالِهِ‌، وَ أَلْفَاظِهِ‌، وَ أَلْحَاظِهِ‌، فَالْبِقَاعُ اَلَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَيْهِ شُهُودُ رَبِّهِ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ‌، وَ اَللَّيَالِي وَ اَلْأَيَّامُ وَ اَلشُّهُورُ شُهُودٌ عَلَيْهِ أَوْ لَهُ‌، وَ سَائِرُ عِبَادِ اَللَّهِ اَلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ‌، وَ حَفَظَتُهُ اَلْكَاتِبُونَ أَعْمَالَهُ شُهُودٌ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ‌، فَكَمْ يَكُونُ‌ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ مِنْ سَعِيدٍ بِشَهَادَتِهَا لَهُ‌، وَ كَمْ يَكُونُ‌ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ مِنْ شَقِيٍّ بِشَهَادَتِهَا عَلَيْهِ‌. إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَبْعَثُ‌ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ عِبَادَهُ أَجْمَعِينَ وَ إِمَاءَهُ‌، فَيَجْمَعُهُمْ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيَنْفُذُهُمُ‌ اَلْبَصَرُ، وَ يُسْمِعُهُمُ اَلدَّاعِي، وَ يُحْشَرُ اَللَّيَالِي وَ اَلْأَيَّامُ‌، وَ تُسْتَشْهَدُ اَلْبِقَاعُ وَ اَلشُّهُورُ عَلَى أَعْمَالِ اَلْعِبَادِ، فَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً شَهِدَتْ لَهُ جَوَارِحُهُ وَ بِقَاعُهُ‌، وَ شُهُورُهُ‌، وَ أَعْوَامُهُ‌ وَ سَاعَاتُهُ‌، وَ أَيَّامُهُ‌. وَ لَيَالِي اَلْجُمَعِ وَ سَاعَاتُهَا وَ أَيَّامُهَا، فَيَسْعَدُ بِذَلِكَ سَعَادَةَ اَلْأَبَدِ وَ مَنْ عَمِلَ سُوءاً شَهِدَتْ عَلَيْهِ جَوَارِحُهُ‌، وَ بِقَاعُهُ‌، وَ شُهُورُهُ وَ أَعْوَانُهُ‌، وَ سَاعَاتُهُ [وَ أَيَّامُهُ‌] وَ لَيَالِي اَلْجُمَعِ وَ سَاعَاتُهَا وَ أَيَّامُهَا، فَيَشْقَى بِذَلِكَ شَقَاءَ اَلْأَبَدِ. أَلاَ فَاعْمَلُوا [اَلْيَوْمَ‌] لِيَوْمِ اَلْقِيَامَةِ‌ ، وَ أَعِدُّوا اَلزَّادَ لِيَوْمِ اَلْجَمْعِ يَوْمَ اَلتَّنَادِ، وَ تَجَنَّبُوا اَلْمَعَاصِيَ‌، فَبِتَقْوَى اَللَّهِ يُرْجَى اَلْخَلاَصُ‌، فَإِنَّ مَنْ عَرَفَ حُرْمَةَ‌ رَجَبٍ‌ وَ شَعْبَانَ‌ ، وَ وَصَلَهُمَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ‌ شَهْرِ اَللَّهِ اَلْأَعْظَمِ‌، شَهِدَتْ لَهُ هَذِهِ اَلشُّهُورُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ ، وَ كَانَ‌ رَجَبٌ وَ شَعْبَانُ‌ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ‌ شُهُودَهُ بِتَعْظِيمِهِ لَهَا. وَ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا رَجَبُ وَ يَا شَعْبَانُ وَ يَا شَهْرَ رَمَضَانَ‌ كَيْفَ عَمَلُ هَذَا اَلْعَبْدِ فِيكُمْ وَ كَيْفَ‌ كَانَتْ طَاعَتُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌ فَيَقُولُ‌ رَجَبٌ وَ شَعْبَانُ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ‌ : يَا رَبَّنَا مَا تَزَوَّدَ مِنَّا إِلاَّ اِسْتِعَانَةً عَلَى طَاعَتِكَ‌، وَ اِسْتِمْدَاداً [لِمَوَادِّ] فَضْلِكَ‌، وَ لَقَدْ تَعَرَّضَ بِجُهْدِهِ‌ لِرِضَاكَ‌، وَ طَلَبَ بِطَاقَتِهِ مَحَبَّتَكَ‌. فَيَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ اَلْمُوَكَّلِينَ بِهَذِهِ اَلشُّهُورِ: مَا ذَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ اَلشَّهَادَةِ لِهَذَا اَلْعَبْدِ فَيَقُولُونَ‌: يَا رَبَّنَا صَدَقَ‌ رَجَبٌ‌ وَ شَعْبَانُ‌ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ‌ ، مَا عَرَفْنَاهُ إِلاَّ مُتَقَبِّلاً فِي طَاعَتِكَ‌ مُجْتَهِداً فِي طَلَبِ رِضَاكَ‌، صَائِراً فِيهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَ اَلْإِحْسَانِ‌، وَ لَقَدْ كَانَ بِوُصُولِهِ إِلَى هَذِهِ‌ اَلشُّهُورِ فَرِحاً مُبْتَهِجاً وَ أَمَّلَ فِيهَا رَحْمَتَكَ‌، وَ رَجَا فِيهَا عَفْوَكَ وَ مَغْفِرَتَكَ‌، وَ كَانَ عَمَّا مَنَعْتَهُ فِيهَا مُمْتَنِعاً، وَ إِلَى مَا نَدَبْتَهُ إِلَيْهِ فِيهَا مُسْرِعاً، لَقَدْ صَامَ بِبَطْنِهِ‌، وَ فَرْجِهِ‌، وَ سَمْعِهِ‌، وَ بَصَرِهِ‌، وَ سَائِرِ جَوَارِحِهِ [وَ يَرْجُو دَرَجَةً‌] وَ لَقَدْ ظَمَأَ فِي نَهَارِهَا، وَ نَصَبَ فِي لَيْلِهَا، وَ كَثُرَتْ نَفَقَاتُهُ فِيهَا عَلَى اَلْفُقَرَاءِ وَ اَلْمَسَاكِينِ‌، وَ عَظُمَتْ أَيَادِيهِ وَ إِحْسَانُهُ إِلَى عِبَادِكَ‌، صَحِبَهَا أَكْرَمَ صُحْبَةٍ‌، وَ وَدَّعَهَا أَحْسَنَ تَوْدِيعٍ‌، أَقَامَ بَعْدَ اِنْسِلاَخِهَا عَنْهُ عَلَى طَاعَتِكَ‌، وَ لَمْ يَهْتِكْ عِنْدَ إِدْبَارِهَا سُتُورَ حُرُمَاتِكَ‌، فَنِعْمَ اَلْعَبْدُ هَذَا. فَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْمُرُ اَللَّهُ تَعَالَى بِهَذَا اَلْعَبْدِ إِلَى اَلْجَنَّةِ‌ ، فَتَلَقَّاهُ اَلْمَلاَئِكَةُ بِالْحِبَاءِ وَ اَلْكَرَامَاتِ‌ وَ يَحْمِلُونَهُ عَلَى نُجُبِ‌ اَلنُّورِ، وَ خُيُولِ اَلْبُرَاقِ‌ وَ يَصِيرُ إِلَى نَعِيمٍ لاَ يَنْفَدُ، وَ دَارٍ لاَ تَبِيدُ وَ لاَ يَخْرُجُ سُكَّانُهَا، وَ لاَ يَهْرَمُ شُبَّانُهَا، وَ لاَ يَشِيبُ وِلْدَانُهَا، وَ لاَ يَنْفَدُ سُرُورُهَا وَ حُبُورُهَا وَ لاَ يَبْلَى جَدِيدُهَا، وَ لاَ يَتَحَوَّلُ إِلَى اَلْغُمُومِ سُرُورُهَا،« لاٰ يَمَسُّهُمْ فِيهٰا نَصَبٌ‌ »، وَ لاَ يَمَسُّهُمْ‌ فِيهَا لُغُوبٌ‌، قَدْ أَمِنُوا اَلْعَذَابَ‌، وَ كُفُّوا سُوءَ اَلْحِسَابِ‌، كَرُمَ مُنْقَلَبُهُمْ وَ مَثْوَاهُمْ‌ .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

42,43,44,14,1,11374 قَالَ‌ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: « فَإِنْ لَمْ يَكُونٰا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ‌ وَ اِمْرَأَتٰانِ‌ » قَالَ‌: عَدَلَتْ اِمْرَأَتَانِ فِي اَلشَّهَادَةِ بِرَجُلٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا كَانَ رَجُلاَنِ‌، أَوْ رَجُلٌ وَ اِمْرَأَتَانِ‌، أَقَامُوا اَلشَّهَادَةَ قُضِيَ بِشَهَادَتِهِمْ‌. قَالَ‌ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : كُنَّا نَحْنُ مَعَ‌ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ هُوَ يُذَاكِرُنَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: « وَ اِسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجٰالِكُمْ‌ » قَالَ‌: أَحْرَارُكُمْ دُونَ عَبِيدِكُمْ‌ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى قَدْ شَغَلَ اَلْعَبِيدَ بِخِدْمَةِ مَوَالِيهِمْ عَنْ تَحَمُّلِ اَلشَّهَادَاتِ وَ عَنْ أَدَائِهَا، وَ لْيَكُونُوا مِنَ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ مِنْكُمْ فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ [إِنَّمَا] شَرَّفَ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ اَلْعُدُولَ بِقَبُولِ‌ شَهَادَاتِهِمْ‌، وَ جَعَلَ ذَلِكَ مِنَ اَلشَّرَفِ اَلْعَاجِلِ لَهُمْ‌، وَ مِنْ ثَوَابِ دُنْيَاهُمْ قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى اَلْآخِرَةِ‌ إِذْ جَاءَتِ اِمْرَأَةٌ‌، فَوَقَفَتْ قُبَالَةَ‌ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ قَالَتْ‌: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ أَنَا وَافِدَةُ اَلنِّسَاءِ إِلَيْكَ‌، مَا مِنِ اِمْرَأَةٍ يَبْلُغُهَا مَسِيرِي هَذَا إِلَيْكَ إِلاَّ سَرَّهَا ذَلِكَ‌، يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ، إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَبُّ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ‌، وَ خَالِقُ‌ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ‌، وَ رَازِقُ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ‌، وَ إِنَّ‌ 18آدَمَ‌ أَبُو اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ‌، وَ إِنَّ‌ حَوَّاءَ‌ أُمُّ‌ اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ‌، وَ إِنَّكَ رَسُولُ اَللَّهِ إِلَى اَلرِّجَالِ وَ اَلنِّسَاءِ‌ فَمَا بَالُ اِمْرَأَتَيْنِ بِرَجُلٍ فِي اَلشَّهَادَةِ وَ اَلْمِيرَاثِ‌ فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : [يَا] أَيَّتُهَا اَلْمَرْأَةُ إِنَّ ذَلِكَ قَضَاءٌ مِنْ مَلِكٍ [عَدْلٍ‌، حَكِيمٍ‌] لاَ يَجُورُ، وَ لاَ يَحِيفُ‌، وَ لاَ يَتَحَامَلُ‌، لاَ يَنْفَعُهُ مَا مَنَعَكُنَّ‌، وَ لاَ يَنْقُصُهُ مَا بَذَلَ لَكُنَّ‌، يُدَبِّرُ اَلْأَمْرَ بِعِلْمِهِ‌، يَا أَيَّتُهَا اَلْمَرْأَةُ لِأَنَّكُنَّ نَاقِصَاتُ اَلدِّينِ وَ اَلْعَقْلِ‌. قَالَتْ‌: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ وَ مَا نُقْصَانُ دِينِنَا قَالَ‌: إِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَقْعُدُ نِصْفَ دَهْرِهَا لاَ تُصَلِّي بِحَيْضَةٍ‌، وَ إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اَللَّعْنَ‌، وَ تَكْفُرْنَ اَلنِّعْمَةَ‌ تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ عِنْدَ اَلرَّجُلِ عَشْرَ سِنِينَ فَصَاعِداً يُحْسِنُ إِلَيْهَا، وَ يُنْعِمُ‌ عَلَيْهَا، فَإِذَا ضَاقَتْ يَدُهُ يَوْماً، أَوْ خَاصَمَهَا قَالَتْ لَهُ‌: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ اَلنِّسَاءِ هَذَا خُلُقُهَا فَالَّذِي يُصِيبُهَا مِنْ هَذَا اَلنُّقْصَانِ مِحْنَةٌ عَلَيْهَا لِتَصْبِرَ فَيُعْظِمَ اَللَّهُ ثَوَابَهَا، فَأَبْشِرِي. ثُمَّ قَالَ لَهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : مَا مِنْ رَجُلٍ رَدِيٍّ إِلاَّ وَ اَلْمَرْأَةُ اَلرَّدِيَّةُ أَرْدَى مِنْهُ‌، وَ لاَ مِنِ‌ اِمْرَأَةٍ صَالِحَةٍ إِلاَّ وَ اَلرَّجُلُ اَلصَّالِحُ أَفْضَلُ مِنْهَا، وَ مَا سَاوَى اَللَّهُ قَطُّ اِمْرَأَةً بِرَجُلٍ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ تَسْوِيَةِ اَللَّهِ‌ فَاطِمَةَ‌ بِعَلِيٍّ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌ وَ إِلْحَاقِهَا بِهِ وَ هِيَ اِمْرَأَةٌ تَفْضُلُ نِسَاءَ‌ اَلْعَالَمِينَ‌، وَ كَذَلِكِ مَا كَانَ مِنَ‌ اَلْحَسَنِ‌ وَ اَلْحُسَيْنِ‌ وَ إِلْحَاقِ اَللَّهِ إِيَّاهُمَا بِالْأَفْضَلِينَ اَلْأَكْرَمِينَ لَمَّا أَدْخَلَهُمْ فِي اَلْمُبَاهَلَةِ‌ . قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ فَأَلْحَقَ اَللَّهُ‌ فَاطِمَةَ‌ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ‌ فِي اَلشَّهَادَةِ‌، وَ أَلْحَقَ‌ اَلْحَسَنَ‌ وَ اَلْحُسَيْنَ‌ بِهِمْ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: « فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَكَ مِنَ اَلْعِلْمِ فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ‌ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰاذِبِينَ‌ » . فَكَانَ اَلْأَبْنَاءُ اَلْحَسَنَ‌ وَ اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ‌ جَاءَ بِهِمَا رَسُولُ اَللَّهِ‌ فَأَقْعَدَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ كَجَرْوَيِ اَلْأَسَدِ وَ أَمَّا اَلنِّسَاءُ فَكَانَتْ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ‌ جَاءَ بِهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ أَقْعَدَهَا خَلْفَهُ كَلَبْوَةِ اَلْأَسَدِ وَ أَمَّا اَلْأَنْفُسُ فَكَانَ‌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ جَاءَ بِهِ‌ رَسُولُ اَللَّهِ‌ ، فَأَقْعَدَهُ عَنْ يَمِينِهِ‌ كَالْأَسَدِ، وَ رَبَضَ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَالْأَسَدِ، وَ قَالَ‌ لِأَهْلِ‌ نَجْرَانَ‌ : هَلُمُّوا اَلْآنَ نَبْتَهِلْ‌، « فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰاذِبِينَ‌ » فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : اَللَّهُمَّ هَذَا نَفْسِي وَ هُوَ عِنْدِي عِدْلُ نَفْسِي، اَللَّهُمَّ هَذِهِ‌ [نِسَائِي] أَفْضَلُ نِسَاءِ اَلْعَالَمِينَ‌، وَ قَالَ‌: اَللَّهُمَّ هَذَانِ وَلَدَايَ وَ سِبْطَايَ‌، فَأَنَا حَرْبٌ‌ لِمَنْ حَارَبُوا، وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمُوا، مَيَّزَ اَللَّهُ بِذَلِكَ اَلصَّادِقِينَ مِنَ اَلْكَاذِبِينَ‌ . فَجَعَلَ‌ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ‌ وَ اَلْحَسَنَ‌ وَ اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ‌ أَصْدَقَ اَلصَّادِقِينَ وَ أَفْضَلَ‌ اَلْمُؤْمِنِينَ‌، فَأَمَّا مُحَمَّدٌ فَأَفْضَلُ رِجَالِ اَلْعَالَمِينَ‌، وَ أَمَّا عَلِيٌّ‌ فَهُوَ نَفْسُ‌ مُحَمَّدٍ أَفْضَلُ‌ رِجَالِ اَلْعَالَمِينَ بَعْدَهُ‌، وَ أَمَّا فَاطِمَةُ‌ فَأَفْضَلُ نِسَاءِ اَلْعَالَمِينَ‌. وَ أَمَّا اَلْحَسَنُ‌ وَ اَلْحُسَيْنُ‌ فَسَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ‌ اَلْجَنَّةِ‌ إِلاَّ مَا كَانَ مِنِ اِبْنَيِ اَلْخَالَةِ‌ 44عِيسَى وَ 43يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى مَا أَلْحَقَ صِبْيَاناً بِرِجَالٍ كَامِلِي اَلْعُقُولِ إِلاَّ هَؤُلاَءِ اَلْأَرْبَعَةَ‌: 44عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ‌ ، وَ 43يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا ، وَ اَلْحَسَنَ‌ ، وَ اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌ : أَمَّا 44عِيسَى فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى حَكَى قِصَّتَهُ وَ قَالَ‌« فَأَشٰارَتْ إِلَيْهِ قٰالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ‌ كٰانَ فِي اَلْمَهْدِ صَبِيًّا » قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَاكِياً عَنْ‌ 44عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : « قٰالَ إِنِّي عَبْدُ اَللّٰهِ آتٰانِيَ اَلْكِتٰابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا » اَلْآيَةَ‌. وَ قَالَ فِي قِصَّةِ‌ 43يَحْيَى « يٰا 42زَكَرِيّٰا إِنّٰا نُبَشِّرُكَ بِغُلاٰمٍ اِسْمُهُ‌ 43يَحْيىٰ‌ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ‌ قَبْلُ سَمِيًّا » . قَالَ‌: لَمْ نَخْلُقْ أَحَداً قَبْلَهُ اِسْمُهُ‌ 43يَحْيَى ، فَحَكَى اَللَّهُ قِصَّتَهُ إِلَى قَوْلِهِ‌: « يٰا 43يَحْيىٰ‌ خُذِ اَلْكِتٰابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْنٰاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا » . قَالَ‌: وَ مِنْ ذَلِكَ اَلْحُكْمِ أَنَّهُ كَانَ صَبِيّاً فَقَالَ لَهُ اَلصِّبْيَانُ‌: هَلُمَّ نَلْعَبْ‌. فَقَالَ‌: أَوَّهْ وَ اَللَّهِ مَا لِلَّعِبٍ خُلِقْنَا، وَ إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْجِدِّ لِأَمْرٍ عَظِيمٍ‌. ثُمَّ قَالَ‌« وَ حَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا » يَعْنِي تُحَنُّناً وَ رَحْمَةً عَلَى وَالِدَيْهِ وَ سَائِرِ عِبَادِنَا « وَ زَكٰاةً‌ » يَعْنِي طَهَارَةً لِمَنْ آمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ‌« وَ كٰانَ تَقِيًّا » يَتَّقِي اَلشُّرُورَ وَ اَلْمَعَاصِيَ‌ « وَ بَرًّا بِوٰالِدَيْهِ‌ » مُحْسِناً إِلَيْهِمَا مُطِيعاً لَهُمَا« وَ لَمْ يَكُنْ جَبّٰاراً عَصِيًّا » يَقْتُلُ عَلَى اَلْغَضَبِ‌ وَ يَضْرِبُ عَلَى اَلْغَضَبِ‌، لَكِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ، عَبَدَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِلاَّ وَ قَدْ أَخْطَأَ أَوْ هَمَّ بِخَطَإٍ مَا خَلاَ 43يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا ، فَإِنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ‌، وَ لَمْ يَهُمَّ بِذَنْبٍ‌، ثُمَّ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: « وَ سَلاٰمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا » . وَ قَالَ فِي قِصَّةِ‌ 43يَحْيَى وَ 42زَكَرِيَّا :« هُنٰالِكَ دَعٰا 42زَكَرِيّٰا رَبَّهُ قٰالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ‌ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ اَلدُّعٰاءِ‌ » يَعْنِي لَمَّا رَأَى 42زَكَرِيَّا عِنْدَ مَرْيَمَ‌ فَاكِهَةَ‌ اَلشِّتَاءِ فِي اَلصَّيْفِ‌، وَ فَاكِهَةَ اَلصَّيْفِ فِي اَلشِّتَاءِ‌، وَ قَالَ لَهَا: « يٰا مَرْيَمُ‌ أَنّٰى لَكِ هٰذٰا قٰالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشٰاءُ بِغَيْرِ حِسٰابٍ‌ » وَ أَيْقَنَ‌ 42زَكَرِيَّا أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ‌، إِذْ كَانَ لاَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا أَحَدٌ غَيْرُهُ‌، قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ‌: إِنَّ اَلَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ‌ مَرْيَمَ‌ بِفَاكِهَةِ اَلشِّتَاءِ فِي اَلصَّيْفِ‌، وَ فَاكِهَةِ اَلصَّيْفِ‌ فِي اَلشِّتَاءِ‌، لَقَادِرٌ أَنْ يَهَبَ لِي وَلَداً وَ إِنْ كُنْتُ شَيْخاً،« وَ كٰانَتِ اِمْرَأَتِي عٰاقِراً »، فَ‍« هُنٰالِكَ دَعٰا 42زَكَرِيّٰا رَبَّهُ‌ » فَقَالَ‌: « رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ اَلدُّعٰاءِ‌ » قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌:« فَنٰادَتْهُ اَلْمَلاٰئِكَةُ‌ » يَعْنِي نَادَتْ‌ 42زَكَرِيَّا . « وَ هُوَ قٰائِمٌ يُصَلِّي فِي اَلْمِحْرٰابِ‌: أَنَّ اَللّٰهَ يُبَشِّرُكَ‌ 43بِيَحْيىٰ‌ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ‌ اَللّٰهِ‌ » قَالَ‌: مُصَدِّقاً يُصَدِّقُ‌ 43يَحْيَى 44بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ :« وَ سَيِّداً » يَعْنِي رَئِيساً فِي طَاعَةِ اَللَّهِ‌ عَلَى أَهْلِ طَاعَتِهِ‌« وَ حَصُوراً » وَ هُوَ اَلَّذِي لاَ يَأْتِي اَلنِّسَاءَ‌« وَ نَبِيًّا مِنَ اَلصّٰالِحِينَ‌ » وَ قَالَ‌: وَ كَانَ أَوَّلُ تَصْدِيقِ‌ 43يَحْيَى 44بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ أَنَّ‌ 42زَكَرِيَّا كَانَ لاَ يَصْعَدُ إِلَى مَرْيَمَ‌ فِي تِلْكَ اَلصَّوْمَعَةِ غَيْرُهُ‌، يَصْعَدُ إِلَيْهَا يُسَلِّمُ‌، فَإِذَا نَزَلَ أَقْفَلَ عَلَيْهَا، ثُمَّ فَتَحَ لَهَا مِنْ‌ فَوْقِ اَلْبَابِ كُوَّةً صَغِيرَةً يَدْخُلُ عَلَيْهَا مِنْهَا اَلرِّيحُ‌. فَلَمَّا وَجَدَ مَرْيَمَ‌ قَدْ حَبِلَتْ سَاءَهُ ذَلِكَ‌، وَ قَالَ فِي نَفْسِهِ‌: مَا كَانَ يَصْعَدُ إِلَى هَذِهِ‌ أَحَدٌ غَيْرِي وَ قَدْ حَبِلَتْ‌، اَلْآنَ أَفْتَضِحُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ‌ ، لاَ يَشُكُّونَ أَنِّي أَحْبَلْتُهَا. فَجَاءَ إِلَى اِمْرَأَتِهِ‌، فَقَالَ لَهَا ذَلِكَ‌، فَقَالَتْ‌: يَا 42زَكَرِيَّا لاَ تَخَفْ فَإِنَّ اَللَّهَ لاَ يَصْنَعُ بِكَ إِلاَّ خَيْراً، وَ اِئْتِنِي بِمَرْيَمَ‌ أَنْظُرْ إِلَيْهَا، وَ أَسْأَلْهَا عَنْ حَالِهَا. فَجَاءَ بِهَا 42زَكَرِيَّا إِلَى اِمْرَأَتِهِ‌، فَكَفَى اَللَّهُ‌ مَرْيَمَ‌ مَئُونَةَ اَلْجَوَابِ عَنِ اَلسُّؤَالِ‌ وَ لَمَّا دَخَلَتْ إِلَى أُخْتِهَا وَ هِيَ اَلْكُبْرَى وَ مَرْيَمُ‌ اَلصُّغْرَى لَمْ تَقُمْ إِلَيْهَا اِمْرَأَةُ‌ 42زَكَرِيَّا فَأَذِنَ اَللَّهُ‌ 43لِيَحْيَى وَ هُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فَنَخَسَ‌ بِيَدِهِ‌فِي بَطْنِهَاوَ أَزْعَجَهَا وَ نَادَى أُمَّهُ‌: تَدْخُلُ إِلَيْكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ اَلْعَالَمِينَ‌، مُشْتَمِلَةً عَلَى سَيِّدِ رِجَالِ اَلْعَالَمِينَ‌، فَلاَ تَقُومِينَ‌ إِلَيْهَا! فَانْزَعَجَتْ‌، وَ قَامَتْ إِلَيْهَا، وَ سَجَدَ 43يَحْيَى وَ هُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ‌ 44لِعِيسَى اِبْنِ مَرْيَمَ‌ . فَذَلِكَ أَوَّلُ تَصْدِيقِهِ لَهُ‌، فَذَلِكَ قَوْلُ‌ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ فِي اَلْحَسَنِ‌ وَ فِي اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ إِنَّهُمَا سَيِّدا شَبَابِ أَهْلِ‌ اَلْجَنَّةِ‌ إِلاَّ مَا كَانَ مِنِ اِبْنَيِ اَلْخَالَةِ‌« 44عِيسَى وَ 43يَحْيَى ». ثُمَّ قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : هَؤُلاَءِ اَلْأَرْبَعَةُ‌ 44عِيسَى وَ 43يَحْيَى وَ اَلْحَسَنُ‌ وَ اَلْحُسَيْنُ‌ وَهَبَ‌ اَللَّهُ لَهُمُ اَلْحُكْمَ‌، وَ أَبَانَهُمْ بِالصِّدْقِ مِنَ اَلْكَاذِبِينَ‌، فَجَعَلَهُمْ مِنْ أَفْضَلِ اَلصَّادِقِينَ فِي زَمَانِهِمْ‌، وَ أَلْحَقَهُمْ بِالرِّجَالِ اَلْفَاضِلِينَ اَلْبَالِغِينَ‌. وَ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ‌ جَعَلَهَا مِنْ أَفْضَلِ اَلصَّادِقِينَ لَمَّا مَيَّزَ اَلصَّادِقِينَ مِنَ اَلْكَاذِبِينَ‌. وَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ جَعَلَهُ نَفْسَ‌ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ . وَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جَعَلَهُ أَفْضَلَ خَلْقِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌. ثُمَّ قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خِيَاراً مِنْ كُلِّ مَا خَلَقَهُ‌، فَلَهُ مِنَ اَلْبِقَاعِ‌ خِيَارٌ، وَ لَهُ مِنَ اَللَّيَالِي [خِيَارٌ]، وَ [مِنَ‌] اَلْأَيَّامِ خِيَارٌ، وَ لَهُ مِنَ اَلشُّهُورِ خِيَارٌ، وَ لَهُ‌ مِنْ عِبَادِهِ خِيَارٌ، وَ لَهُ مِنْ خِيَارِهِمْ خِيَارٌ: فَأَمَّا خِيَارُهُ مِنَ اَلْبِقَاعِ‌ فَمَكَّةُ‌ ، وَ اَلْمَدِينَةُ‌ ، وَ بَيْتُ اَلْمَقْدِسِ‌ ، وَ إِنَّ صَلاَةً فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ اَلْمَسْجِدَ اَلْحَرَامَ‌ وَ اَلْمَسْجِدَ اَلْأَقْصَى يَعْنِي مَكَّةَ وَ بَيْتَ اَلْمَقْدِسِ‌ . أَمَّا خِيَارُهُ مِنَ اَللَّيَالِي فَلَيَالِي اَلْجُمَعِ‌ ، وَ لَيْلَةُ اَلنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ‌ ، وَ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ ، وَ لَيْلَتَا اَلْعِيدِ . وَ أَمَّا خِيَارُهُ مِنَ اَلْأَيَّامِ‌ فَأَيَّامُ اَلْجُمَعِ‌ ، وَ اَلْأَعْيَادِ. وَ أَمَّا خِيَارُهُ مِنَ اَلشُّهُورِ فَرَجَبٌ‌ ، وَ شَعْبَانُ‌ ، وَ شَهْرُ رَمَضَانَ‌ . وَ أَمَّا خِيَارُهُ مِنْ عِبَادِهِ فَوُلْدُ 18آدَمَ‌ ، وَ خِيَارُهُ مِنْ وُلْدِ 18آدَمَ‌ مَنِ اِخْتَارَهُمْ عَلَى عِلْمٍ مِنْهُ‌ بِهِمْ‌، فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا اِخْتَارَ خَلْقَهُ‌، اِخْتَارَ وُلْدَ 18آدَمَ‌ ، ثُمَّ اِخْتَارَ مِنْ وُلْدِ 18آدَمَ‌ اَلْعَرَبَ‌ ثُمَّ اِخْتَارَ مِنَ‌ اَلْعَرَبِ‌ مُضَرَ ، ثُمَّ اِخْتَارَ مِنْ‌ مُضَرَ قُرَيْشاً ، ثُمَّ اِخْتَارَ مِنْ‌ قُرَيْشٍ‌ هَاشِماً ثُمَّ اِخْتَارَنِي مِنْ‌ هَاشِمٍ‌ ، وَ أَهْلُ بَيْتِي كَذَلِكَ‌، فَمَنْ أَحَبَّ‌ اَلْعَرَبَ‌ فَيُحِبُّنِي وَ أَحَبَّهُمْ‌، وَ مَنْ أَبْغَضَ‌ اَلْعَرَبَ‌ فَيُبْغِضُنِي وَ أَبْغَضَهُمْ‌ .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

قَالَ‌ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : « مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ اَلشُّهَدٰاءِ‌ » مِمَّنْ تَرْضَوْنَ‌ دِينَهُ وَ أَمَانَتَهُ‌، وَ صَلاَحَهُ وَ عِفَّتَهُ‌، وَ تَيَقُّظَهُ‌ فِيمَا يَشْهَدُ بِهِ‌، وَ تَحْصِيلَهُ وَ تَمْيِيزَهُ‌، فَمَا كُلُّ‌ صَالِحٍ مُمَيِّزٌ، وَ لاَ مُحَصِّلٌ‌، وَ لاَ كُلُّ مُحَصِّلٍ مُمَيِّزٍ صَالِحٌ‌، وَ إِنَّ مِنْ عِبَادِ اَللَّهِ لَمَنْ هُوَ أَهْلُ‌ [اَلْجَنَّةِ‌] لِصَلاَحِهِ وَ عِفَّتِهِ لَوْ شَهِدَ لَمْ تُقْبَلْ شَهَادَتُهُ لِقِلَّةِ تَمْيِيزِهِ‌ . فَإِذَا كَانَ صَالِحاً عَفِيفاً، مُمَيِّزاً مُحَصِّلاً، مُجَانِباً لِلْمَعْصِيَةِ وَ اَلْهَوَى وَ اَلْمَيْلِ وَ اَلتَّحَامُلِ‌ فَذَلِكُمُ اَلرَّجُلُ اَلْفَاضِلُ‌، فَبِهِ فَتَمَسَّكُوا، وَ بِهُدَاهُ فَاقْتَدُوا، وَ إِنِ اِنْقَطَعَ عَنْكُمُ اَلْمَطَرُ فَاسْتَمْطِرُوا بِهِ‌، وَ إِنِ اِمْتَنَعَ عَلَيْكُمُ اَلنَّبَاتُ فَاسْتَخْرِجُوا بِهِ اَلنَّبَاتَ‌، وَ إِنْ تَعَذَّرَ عَلَيْكُمُ‌ اَلرِّزْقَ فَاسْتَدِرُّوا بِهِ اَلرِّزْقَ‌، فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّنْ لاَ يَخِيبُ طَلَبُهُ‌، وَ لاَ تُرَدُّ مَسْأَلَتُهُ‌. وَ قَالَ‌: كَانَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ يَحْكُمُ بَيْنَ اَلنَّاسِ بِالْبَيِّنَاتِ وَ اَلْأَيْمَانِ فِي اَلدَّعَاوِي، فَكَثُرَتِ اَلْمُطَالَبَاتُ وَ اَلْمَظَالِمُ‌. فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌« إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ »، وَ أَنْتُمْ تَخْتَصِمُونَ‌، وَ لَعَلَّ بَعْضَكُمْ‌ يَكُونُ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ [مِنْ بَعْضٍ‌] وَ إِنَّمَا أَقْضِي عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ‌، فَمَنْ قَضَيْتُ‌ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ بِشَيْ‌ءٍ فَلاَ يَأْخُذَنَّهُ‌، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ‌ اَلنَّارِ .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

وَ كَانَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : إِذَا تَخَاصَمَ إِلَيْهِ رَجُلاَنِ فِي حَقٍّ‌، قَالَ لِلْمُدَّعِي: لَكَ بَيِّنَةٌ‌ فَإِنْ أَقَامَ بَيِّنَةً يَرْضَاهَا وَ يَعْرِفُهَا، أَمْضَى اَلْحُكْمَ عَلَى اَلْمُدَّعَى عَلَيْهِ‌، وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ‌، حَلَفَ‌ اَلْمُدَّعَى عَلَيْهِ بِاللَّهِ مَا لِهَذَا قِبَلَهُ ذَلِكَ اَلَّذِي اِدَّعَاهُ وَ لاَ شَيْ‌ءٌ‌ مِنْهُ‌، وَ إِذَا جَاءَ بِشُهُودٍ لاَ يَعْرِفُهُمْ بِخَيْرٍ وَ لاَ شَرٍّ، قَالَ لِلشُّهُودِ: أَيْنَ قَبَائِلُكُمَا فَيَصِفَانِ‌، أَيْنَ سُوقُكُمَا فَيَصِفَانِ‌، أَيْنَ مَنْزِلُكُمَا فَيَصِفَانِ‌. ثُمَّ يُقِيمُ اَلْخُصُومَ وَ اَلشُّهُودَ بَيْنَ يَدَيْهِ‌، ثُمَّ يَأْمُرُ فَيُكْتَبُ أَسَامِي اَلْمُدَّعِي وَ اَلْمُدَّعَى عَلَيْهِ‌ وَ اَلشُّهُودِ وَ يَصِفُ مَا شَهِدُوا بِهِ ثُمَّ يَدْفَعُ ذَلِكَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ اَلْخِيَارِ، ثُمَّ‌ مِثْلَ ذَلِكَ إِلَى [رَجُلٍ‌] آخَرَ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِهِ‌، فَيَقُولُ‌: لِيَذْهَبْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُ اَلْآخَرُ إِلَى قَبَائِلِهِمَا وَ أَسْوَاقِهِمَا أَوْ مَحَالِّهِمَا وَ اَلرَّبَضِ‌ اَلَّذِي يَنْزِلاَنِهِ‌، فَلْيَسْأَلْ عَنْهُمَا. فَيَذْهَبَانِ وَ يَسْأَلاَنِ‌. فَإِنْ أَتَوْا خَيْراً، أَوْ ذَكَرُوا فَضْلاً، رَجَعَا إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ فَأَخْبَرَاهُ بِهِ‌، وَ أَحْضَرَ اَلْقَوْمَ اَلَّذِينَ أَثْنَوْا عَلَيْهِمَا، وَ أَحْضَرَ اَلشُّهُودَ، وَ قَالَ لِلْقَوْمِ اَلْمُثْنِينَ عَلَيْهِمَا: هَذَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ‌، وَ هَذَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ‌، أَ تَعْرِفُونَهُمَا فَيَقُولُونَ‌: نَعَمْ‌. فَيَقُولُ‌: إِنَّ فُلاَناً وَ فُلاَناً جَاءَنِي مِنْكُمْ فِيهِمَا بِنَبَإٍ جَمِيلٍ‌، وَ ذِكْرٍ صَالِحٍ‌، أَ فَكَمَا قَالاَ فَإِذَا قَالُوا: نَعَمْ‌. قَضَى حِينَئِذٍ بِشَهَادَتِهِمَا عَلَى اَلْمُدَّعَى عَلَيْهِ‌. وَ إِنْ رَجَعَا بِخَبَرٍ سَيِّئٍ‌، وَ نَبَإٍ قَبِيحٍ دَعَا بِهِمْ‌، فَقَالَ لَهُمْ‌: أَ تَعْرِفُونَ فُلاَناً وَ فُلاَناً فَيَقُولُونَ‌: نَعَمْ‌. فَيَقُولُ‌: اُقْعُدُوا حَتَّى يَحْضُرَا. فَيَقْعُدُونَ‌، فَيُحْضِرُهُمَا، فَيَقُولُ لِلْقَوْمِ‌: أَ هُمَا هُمَا فَيَقُولُونَ‌: نَعَمْ‌. فَإِذَا ثَبَتَ عِنْدَهُ ذَلِكَ‌، لَمْ يَهْتِكْ سِتْرَ اَلشَّاهِدَيْنِ‌، وَ لاَ عَابَهُمَا وَ لاَ وَبَّخَهُمَا، وَ لَكِنْ‌ يَدْعُو اَلْخُصُومَ إِلَى اَلصُّلْحِ‌، فَلاَ يَزَالُ بِهِمْ حَتَّى يَصْطَلِحُوا لِئَلاَّ يَفْتَضِحَ اَلشُّهُودُ، وَ يَسْتُرُ عَلَيْهِمْ‌، وَ كَانَ رَءُوفاً عَطُوفاً مُتَحَنِّناً عَلَى أُمَّتِهِ‌. فَإِنْ كَانَ اَلشُّهُودُ مِنْ أَخْلاَطِ اَلنَّاسِ‌، غُرَبَاءَ لاَ يُعْرَفُونَ‌، وَ لاَ قَبِيلَةَ لَهُمَا وَ لاَ سُوقَ وَ لاَ دَارَ أَقْبَلَ عَلَى اَلْمُدَّعَى عَلَيْهِ فَقَالَ‌: مَا تَقُولُ فِيهِمَا. فَإِنْ قَالَ‌: مَا عَرَفْتُ إِلاَّ خَيْراً، غَيْرَ أَنَّهُمَا قَدْ غَلِطَا فِيمَا شَهِدَا عَلَيَّ‌، أَنْفَذَ عَلَيْهِ شَهَادَتَهُمَا. فَإِنْ جَرَحَهُمَا، وَ طَعَنَ عَلَيْهِمَا، أَصْلَحَ بَيْنَ اَلْخَصْمِ وَ خَصْمِهِ‌، وَ أَحْلَفَ اَلْمُدَّعَى عَلَيْهِ‌، وَ قَطَعَ اَلْخُصُومَةَ بَيْنَهُمَا .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

14,1377 قَالَ‌ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : فِي قَوْلِهِ‌: « أَنْ تَضِلَّ إِحْدٰاهُمٰا فَتُذَكِّرَ إِحْدٰاهُمَا اَلْأُخْرىٰ‌ » قَالَ‌: إِذَا ضَلَّتْ إِحْدَاهُمَا عَنِ اَلشَّهَادَةِ وَ نَسِيَتْهَا، ذَكَّرَتْ إِحْدَاهُمَا بِهَا اَلْأُخْرَى فَاسْتَقَامَتَا فِي أَدَاءِ اَلشَّهَادَةِ‌. عَدَلَ اَللَّهُ شَهَادَةَ اِمْرَأَتَيْنِ بِشَهَادَةِ رَجُلٍ‌، لِنُقْصَانِ عُقُولِهِنَّ وَ دِينِهِنَّ‌. ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌: مَعَاشِرَ اَلنِّسَاءِ خُلِقْتُنَّ نَاقِصَاتِ اَلْعُقُولِ‌، فَاحْتَرِزْنَ مِنَ اَلْغَلَطِ فِي اَلشَّهَادَةِ‌ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يُعَظِّمُ ثَوَابَ اَلْمُتَحَفِّظِينَ‌ وَ اَلْمُتَحَفِّظَاتِ فِي اَلشَّهَادَةِ‌. وَ لَقَدْ سَمِعْتُ‌ مُحَمَّداً رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ‌: مَا مِنِ اِمْرَأَتَيْنِ اِحْتَرَزَتَا فِي اَلشَّهَادَةِ‌ فَذَكَّرَتْ إِحْدَاهُمَا اَلْأُخْرَى حَتَّى تُقِيمَا اَلْحَقَّ‌، وَ تَنْفِيَا اَلْبَاطِلَ إِلاَّ إِذَا بَعَثَهُمَا اَللَّهُ‌ يَوْمَ‌ اَلْقِيَامَةِ‌ عَظَّمَ ثَوَابَهُمَا، وَ لاَ يَزَالُ يَصُبُّ عَلَيْهِمَا اَلنَّعِيمَ وَ يُذَكِّرُهُمَا اَلْمَلاَئِكَةُ مَا كَانَ مِنْ‌ طَاعَتِهِمَا فِي اَلدُّنْيَا، وَ مَا كَانَتَا فِيهِ مِنْ أَنْوَاعِ اَلْهُمُومِ فِيهَا، وَ [مَا] أَزَالَهُ اَللَّهُ عَنْهُمَا حَتَّى خَلَّدَهُمَا فِي اَلْجِنَانِ‌ . وَ إِنَّ فِيهِنَّ لَمَنْ تُبْعَثُ‌ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ ، فَيُؤْتَى بِهَا قَبْلَ أَنْ تُعْطَى كِتَابَهَا، فَتَرَى اَلسَّيِّئَاتِ‌ بِهَا مُحِيطَةً‌، وَ تَرَى حَسَنَاتِهَا قَلِيلَةً‌، فَيُقَالُ لَهَا: يَا أَمَةَ اَللَّهِ هَذِهِ سَيِّئَاتُكِ فَأَيْنَ حَسَنَاتُكِ فَتَقُولُ‌: لاَ أَذْكُرُ حَسَنَاتِي. فَيَقُولُ اَللَّهُ لِحَفَظَتِهَا: يَا مَلاَئِكَتِي تَذَاكَرُوا حَسَنَاتِهَا وَ تَذْكُرُوا خَيْرَاتِهَا. فَيَتَذَاكَرُونَ حَسَنَاتِهَا. يَقُولُ اَلْمَلَكُ اَلَّذِي عَلَى اَلْيَمِينِ لِلْمَلَكِ اَلَّذِي عَلَى اَلشِّمَالِ‌: أَ مَا تَذْكُرُ مِنْ حَسَنَاتِهَا كَذَا وَ كَذَا. فَيَقُولُ‌: بَلَى، وَ لَكِنِّي أَذْكُرُ مِنْ سَيِّئَاتِهَا كَذَا وَ كَذَا. فَيُعَدِّدُ. فَيَقُولُ اَلْمَلَكُ اَلَّذِي عَلَى اَلْيَمِينِ لَهُ‌: أَ فَمَا تَذْكُرُ تَوْبَتَهَا مِنْهَا قَالَ‌: لاَ أَذْكُرُ. قَالَ‌: أَ مَا تَذْكُرُ أَنَّهَا وَ صَاحِبَتَهَا تَذَاكَرَتَا اَلشَّهَادَةَ اَلَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمَا حَتَّى اِتَّفَقَتَا وَ شَهِدَتَا [بِهَا] وَ لَمْ يَأْخُذْهُمَا فِي اَللَّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ فَيَقُولُ‌: بَلَى. فَيَقُولُ اَلْمَلَكُ اَلَّذِي عَلَى اَلْيَمِينِ لِلَّذِي عَلَى اَلشِّمَالِ‌: أَمَا إِنَّ تِلْكَ اَلشَّهَادَةَ مِنْهُمَا تَوْبَةٌ مَاحِيَةٌ لِسَالِفِ ذُنُوبِهِمَا، ثُمَّ تُعْطَيَانِ كِتَابَهُمَا بِأَيْمَانِهِمَا، فَتَجِدَانِ حَسَنَاتِهِمَا كُلَّهَا مَكْتُوبَةً [فِيهِ‌] وَ سَيِّئَاتِهِمَا كُلَّهَا. ثُمَّ تَجِدُ فِي آخِرِهِ‌: يَا أَمَتِي أَقَمْتِ اَلشَّهَادَةَ بِالْحَقِّ لِلضُّعَفَاءِ عَلَى اَلْمُبْطِلِينَ‌، وَ لَمْ تَأْخُذْكِ فِي اَللَّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ‌، فَصَيَّرْتُ لَكِ ذَلِكِ كَفَّارَةً لِذُنُوبِكِ اَلْمَاضِيَةِ‌، وَ مَحَواً لِخَطِيئَاتِكِ اَلسَّالِفَةِ‌ .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

1379 وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ: « وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا » . قَالَ‌: نَزَلَتْ فِيمَنْ إِذَا دُعِيَ لِسَمَاعِ اَلشَّهَادَةِ أَبَى، وَ نَزَلَتْ فِيمَنِ اِمْتَنَعَ عَنْ أَدَاءِ‌ اَلشَّهَادَةِ إِذَا كَانَتْ عِنْدَهُ‌. « وَ لاٰ تَكْتُمُوا اَلشَّهٰادَةَ‌، وَ مَنْ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ‌ » يَعْنِي كَافِرٌ قَلْبُهُ‌ .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

1378 قَالَ‌ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: « وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا » قَالَ‌: مَنْ كَانَ فِي عُنُقِهِ شَهَادَةٌ‌، فَلاَ يَأْبَ إِذَا دُعِيَ لِإِقَامَتِهَا، وَ لْيُقِمْهَا وَ لْيَنْصَحْ فِيهَا وَ لاَ يَأْخُذْهُ فِيهَا لَوْمَةُ لاَئِمٍ‌، وَ لْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ‌، وَ لْيَنْهَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ .

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج البيهقي عن ابن عباس قال لا سلف إلى العطاء و لا إلى الحصاد و لا إلى الأندر و لا إلى العصير و اضرب له أجلا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في الآية قال أمر بالشهادة عند المداينة لكيلا يدخل في ذلك جحود و لا نسيان فمن لم يشهد على ذلك فقد عصى وَ لاٰ يَأْبَ اَلشُّهَدٰاءُ‌ يعنى من احتيج اليه من المسلمين يشهد على شهادة أو كانت عنده شهادة فلا يحل له أن يأبى إذا ما دعى ثم قال بعد هذا وَ لاٰ يُضٰارَّ كٰاتِبٌ وَ لاٰ شَهِيدٌ و الضرار أن يقول الرجل للرجل و هو عنه غنى ان الله قد أمرك أن لا تأبى إذا دعيت فيضاره بذلك و هو مكتف بغيره فنهاه الله عن ذلك و قال وَ إِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ‌ يعنى معصية قال و من الكبائر كتمان الشهادة قال لان الله تعالى يقول وَ مَنْ‌ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ