سوره
نام سوره
کتاب0
قرن0
مذهب0
نوع0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ1
قَيِّمࣰا لِّيُنذِرَ بَأۡسࣰا شَدِيدࣰا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنࣰا2
مَّـٰكِثِينَ فِيهِ أَبَدࣰا3
وَيُنذِرَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدࣰا4
مَّا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمࣲ وَلَا لِأٓبَآئِهِمۡۚ كَبُرَتۡ كَلِمَةࣰ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبࣰا5
فَلَعَلَّكَ بَٰخِعࣱ نَّفۡسَكَ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ إِن لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَسَفًا6
إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةࣰ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰا7
وَإِنَّا لَجَٰعِلُونَ مَا عَلَيۡهَا صَعِيدࣰا جُرُزًا8
أَمۡ حَسِبۡتَ أَنَّ أَصۡحَٰبَ ٱلۡكَهۡفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُواْ مِنۡ ءَايَٰتِنَا عَجَبًا9
إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡيَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةࣰ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدࣰا10
فَضَرَبۡنَا عَلَىٰٓ ءَاذَانِهِمۡ فِي ٱلۡكَهۡفِ سِنِينَ عَدَدࣰا11
ثُمَّ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِنَعۡلَمَ أَيُّ ٱلۡحِزۡبَيۡنِ أَحۡصَىٰ لِمَا لَبِثُوٓاْ أَمَدࣰا12
نَّحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ نَبَأَهُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدࣰى13
وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَاْ مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهࣰاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَآ إِذࣰا شَطَطًا14
هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةࣰۖ لَّوۡلَا يَأۡتُونَ عَلَيۡهِم بِسُلۡطَٰنِۭ بَيِّنࣲۖ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبࣰا15
وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأۡوُۥٓاْ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ يَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَيُهَيِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقࣰا16
وَتَرَى ٱلشَّمۡسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَٰوَرُ عَن كَهۡفِهِمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقۡرِضُهُمۡ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمۡ فِي فَجۡوَةࣲ مِّنۡهُۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِۗ مَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ وَلِيࣰّا مُّرۡشِدࣰا17
وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظࣰا وَهُمۡ رُقُودࣱۚ وَنُقَلِّبُهُمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِۖ وَكَلۡبُهُم بَٰسِطࣱ ذِرَاعَيۡهِ بِٱلۡوَصِيدِۚ لَوِ ٱطَّلَعۡتَ عَلَيۡهِمۡ لَوَلَّيۡتَ مِنۡهُمۡ فِرَارࣰا وَلَمُلِئۡتَ مِنۡهُمۡ رُعۡبࣰا18
وَكَذَٰلِكَ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِيَتَسَآءَلُواْ بَيۡنَهُمۡۚ قَالَ قَآئِلࣱ مِّنۡهُمۡ كَمۡ لَبِثۡتُمۡۖ قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمࣲۚ قَالُواْ رَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثۡتُمۡ فَٱبۡعَثُوٓاْ أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمۡ هَٰذِهِۦٓ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ فَلۡيَنظُرۡ أَيُّهَآ أَزۡكَىٰ طَعَامࣰا فَلۡيَأۡتِكُم بِرِزۡقࣲ مِّنۡهُ وَلۡيَتَلَطَّفۡ وَلَا يُشۡعِرَنَّ بِكُمۡ أَحَدًا19
إِنَّهُمۡ إِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ يَرۡجُمُوكُمۡ أَوۡ يُعِيدُوكُمۡ فِي مِلَّتِهِمۡ وَلَن تُفۡلِحُوٓاْ إِذًا أَبَدࣰا20
وَكَذَٰلِكَ أَعۡثَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ لِيَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لَا رَيۡبَ فِيهَآ إِذۡ يَتَنَٰزَعُونَ بَيۡنَهُمۡ أَمۡرَهُمۡۖ فَقَالُواْ ٱبۡنُواْ عَلَيۡهِم بُنۡيَٰنࣰاۖ رَّبُّهُمۡ أَعۡلَمُ بِهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدࣰا21
سَيَقُولُونَ ثَلَٰثَةࣱ رَّابِعُهُمۡ كَلۡبُهُمۡ وَيَقُولُونَ خَمۡسَةࣱ سَادِسُهُمۡ كَلۡبُهُمۡ رَجۡمَۢا بِٱلۡغَيۡبِۖ وَيَقُولُونَ سَبۡعَةࣱ وَثَامِنُهُمۡ كَلۡبُهُمۡۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا قَلِيلࣱۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمۡ إِلَّا مِرَآءࣰ ظَٰهِرࣰا وَلَا تَسۡتَفۡتِ فِيهِم مِّنۡهُمۡ أَحَدࣰا22
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَاْيۡءٍ إِنِّي فَاعِلࣱ ذَٰلِكَ غَدًا23
إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ وَٱذۡكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَهۡدِيَنِ رَبِّي لِأَقۡرَبَ مِنۡ هَٰذَا رَشَدࣰا24
وَلَبِثُواْ فِي كَهۡفِهِمۡ ثَلَٰثَ مِاْئَةࣲ سِنِينَ وَٱزۡدَادُواْ تِسۡعࣰا25
قُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثُواْۖ لَهُۥ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَبۡصِرۡ بِهِۦ وَأَسۡمِعۡۚ مَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيࣲّ وَلَا يُشۡرِكُ فِي حُكۡمِهِۦٓ أَحَدࣰا26
وَٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدࣰا27
وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطࣰا28
وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّـٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءࣲ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتۡ مُرۡتَفَقًا29
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا30
أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبࣲ وَيَلۡبَسُونَ ثِيَابًا خُضۡرࣰا مِّن سُندُسࣲ وَإِسۡتَبۡرَقࣲ مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۚ نِعۡمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتۡ مُرۡتَفَقࣰا31
وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلࣰا رَّجُلَيۡنِ جَعَلۡنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيۡنِ مِنۡ أَعۡنَٰبࣲ وَحَفَفۡنَٰهُمَا بِنَخۡلࣲ وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُمَا زَرۡعࣰا32
كِلۡتَا ٱلۡجَنَّتَيۡنِ ءَاتَتۡ أُكُلَهَا وَلَمۡ تَظۡلِم مِّنۡهُ شَيۡـࣰٔاۚ وَفَجَّرۡنَا خِلَٰلَهُمَا نَهَرࣰا33
وَكَانَ لَهُۥ ثَمَرࣱ فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَا۠ أَكۡثَرُ مِنكَ مَالࣰا وَأَعَزُّ نَفَرࣰا34
وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمࣱ لِّنَفۡسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدࣰا35
وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةࣰ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيۡرࣰا مِّنۡهَا مُنقَلَبࣰا36
قَالَ لَهُۥ صَاحِبُهُۥ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَكَفَرۡتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابࣲ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةࣲ ثُمَّ سَوَّىٰكَ رَجُلࣰا37
لَّـٰكِنَّا۠ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِرَبِّيٓ أَحَدࣰا38
وَلَوۡلَآ إِذۡ دَخَلۡتَ جَنَّتَكَ قُلۡتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالࣰا وَوَلَدࣰا39
فَعَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يُؤۡتِيَنِ خَيۡرࣰا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرۡسِلَ عَلَيۡهَا حُسۡبَانࣰا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصۡبِحَ صَعِيدࣰا زَلَقًا40
أَوۡ يُصۡبِحَ مَآؤُهَا غَوۡرࣰا فَلَن تَسۡتَطِيعَ لَهُۥ طَلَبࣰا41
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِۦ فَأَصۡبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيۡهِ عَلَىٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُشۡرِكۡ بِرَبِّيٓ أَحَدࣰا42
وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةࣱ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا43
هُنَالِكَ ٱلۡوَلَٰيَةُ لِلَّهِ ٱلۡحَقِّۚ هُوَ خَيۡرࣱ ثَوَابࣰا وَخَيۡرٌ عُقۡبࣰا44
وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِيمࣰا تَذۡرُوهُ ٱلرِّيَٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ مُّقۡتَدِرًا45
ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّـٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابࣰا وَخَيۡرٌ أَمَلࣰا46
وَيَوۡمَ نُسَيِّرُ ٱلۡجِبَالَ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ بَارِزَةࣰ وَحَشَرۡنَٰهُمۡ فَلَمۡ نُغَادِرۡ مِنۡهُمۡ أَحَدࣰا47
وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفࣰّا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۭۚ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدࣰا48
وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةࣰ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرࣰاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدࣰا49
وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥٓ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِينَ بَدَلࣰا50
مَّآ أَشۡهَدتُّهُمۡ خَلۡقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَا خَلۡقَ أَنفُسِهِمۡ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلۡمُضِلِّينَ عَضُدࣰا51
وَيَوۡمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآءِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ فَدَعَوۡهُمۡ فَلَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَهُمۡ وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُم مَّوۡبِقࣰا52
وَرَءَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمۡ يَجِدُواْ عَنۡهَا مَصۡرِفࣰا53
وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلࣲۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ أَكۡثَرَ شَيۡءࣲ جَدَلࣰا54
وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّهُمۡ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ قُبُلࣰا55
وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۚ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّۖ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنذِرُواْ هُزُوࣰا56
وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِۦ فَأَعۡرَضَ عَنۡهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُۚ إِنَّا جَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣰاۖ وَإِن تَدۡعُهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ فَلَن يَهۡتَدُوٓاْ إِذًا أَبَدࣰا57
وَرَبُّكَ ٱلۡغَفُورُ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۖ لَوۡ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلۡعَذَابَۚ بَل لَّهُم مَّوۡعِدࣱ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِۦ مَوۡئِلࣰا58
وَتِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰٓ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلۡنَا لِمَهۡلِكِهِم مَّوۡعِدࣰا59
وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَآ أَبۡرَحُ حَتَّىٰٓ أَبۡلُغَ مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ أَوۡ أَمۡضِيَ حُقُبࣰا60
فَلَمَّا بَلَغَا مَجۡمَعَ بَيۡنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ سَرَبࣰا61
فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَىٰهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدۡ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبࣰا62
قَالَ أَرَءَيۡتَ إِذۡ أَوَيۡنَآ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلۡحُوتَ وَمَآ أَنسَىٰنِيهُ إِلَّا ٱلشَّيۡطَٰنُ أَنۡ أَذۡكُرَهُۥۚ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ عَجَبࣰا63
قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِۚ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصࣰا64
فَوَجَدَا عَبۡدࣰا مِّنۡ عِبَادِنَآ ءَاتَيۡنَٰهُ رَحۡمَةࣰ مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمࣰا65
قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدࣰا66
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرࣰا67
وَكَيۡفَ تَصۡبِرُ عَلَىٰ مَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ خُبۡرࣰا68
قَالَ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِرࣰا وَلَآ أَعۡصِي لَكَ أَمۡرࣰا69
قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعۡتَنِي فَلَا تَسۡـَٔلۡنِي عَن شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ أُحۡدِثَ لَكَ مِنۡهُ ذِكۡرࣰا70
فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَاۖ قَالَ أَخَرَقۡتَهَا لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـًٔا إِمۡرࣰا71
قَالَ أَلَمۡ أَقُلۡ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرࣰا72
قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرۡهِقۡنِي مِنۡ أَمۡرِي عُسۡرࣰا73
فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا لَقِيَا غُلَٰمࣰا فَقَتَلَهُۥ قَالَ أَقَتَلۡتَ نَفۡسࣰا زَكِيَّةَۢ بِغَيۡرِ نَفۡسࣲ لَّقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـࣰٔا نُّكۡرࣰا74
قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرࣰا75
قَالَ إِن سَأَلۡتُكَ عَن شَيۡءِۭ بَعۡدَهَا فَلَا تُصَٰحِبۡنِيۖ قَدۡ بَلَغۡتَ مِن لَّدُنِّي عُذۡرࣰا76
فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَيَآ أَهۡلَ قَرۡيَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَآ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارࣰا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ قَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَيۡهِ أَجۡرࣰا77
قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِيلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرًا78
أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتۡ لِمَسَٰكِينَ يَعۡمَلُونَ فِي ٱلۡبَحۡرِ فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكࣱ يَأۡخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصۡبࣰا79
وَأَمَّا ٱلۡغُلَٰمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤۡمِنَيۡنِ فَخَشِينَآ أَن يُرۡهِقَهُمَا طُغۡيَٰنࣰا وَكُفۡرࣰا80
فَأَرَدۡنَآ أَن يُبۡدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيۡرࣰا مِّنۡهُ زَكَوٰةࣰ وَأَقۡرَبَ رُحۡمࣰا81
وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيۡنِ يَتِيمَيۡنِ فِي ٱلۡمَدِينَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزࣱ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحࣰا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةࣰ مِّن رَّبِّكَۚ وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِيۚ ذَٰلِكَ تَأۡوِيلُ مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرࣰا82
وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَن ذِي ٱلۡقَرۡنَيۡنِۖ قُلۡ سَأَتۡلُواْ عَلَيۡكُم مِّنۡهُ ذِكۡرًا83
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُۥ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِن كُلِّ شَيۡءࣲ سَبَبࣰا84
فَأَتۡبَعَ سَبَبًا85
حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِي عَيۡنٍ حَمِئَةࣲ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوۡمࣰاۖ قُلۡنَا يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمۡ حُسۡنࣰا86
قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوۡفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِۦ فَيُعَذِّبُهُۥ عَذَابࣰا نُّكۡرࣰا87
وَأَمَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحࣰا فَلَهُۥ جَزَآءً ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنۡ أَمۡرِنَا يُسۡرࣰا88
ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا89
حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ قَوۡمࣲ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرࣰا90
كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرࣰا91
ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا92
حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيۡنَ ٱلسَّدَّيۡنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوۡمࣰا لَّا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ قَوۡلࣰا93
قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰٓ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدࣰّا94
قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيۡرࣱ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا95
ءَاتُونِي زُبَرَ ٱلۡحَدِيدِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱلصَّدَفَيۡنِ قَالَ ٱنفُخُواْۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارࣰا قَالَ ءَاتُونِيٓ أُفۡرِغۡ عَلَيۡهِ قِطۡرࣰا96
فَمَا ٱسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقۡبࣰا97
قَالَ هَٰذَا رَحۡمَةࣱ مِّن رَّبِّيۖ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ رَبِّي جَعَلَهُۥ دَكَّآءَۖ وَكَانَ وَعۡدُ رَبِّي حَقࣰّا98
وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ يَوۡمَئِذࣲ يَمُوجُ فِي بَعۡضࣲۖ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعۡنَٰهُمۡ جَمۡعࣰا99
وَعَرَضۡنَا جَهَنَّمَ يَوۡمَئِذࣲ لِّلۡكَٰفِرِينَ عَرۡضًا100
ٱلَّذِينَ كَانَتۡ أَعۡيُنُهُمۡ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكۡرِي وَكَانُواْ لَا يَسۡتَطِيعُونَ سَمۡعًا101
أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيٓ أَوۡلِيَآءَۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ نُزُلࣰا102
قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا103
ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا104
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَلَا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَزۡنࣰا105
ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُمۡ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَرُسُلِي هُزُوًا106
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ نُزُلًا107
خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يَبۡغُونَ عَنۡهَا حِوَلࣰا108
قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادࣰا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَٰتُ رَبِّي وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدࣰا109
قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرࣱ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهࣱ وَٰحِدࣱۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلࣰا صَٰلِحࣰا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا110
ترجمه
تفسیر
حدیث
واژه‌نامه
اعلام و اسما
موضوعات
اعراب قرآن
آیات مرتبط
آیات در کتب
فیلتر بر اساس کتاب
کتاب
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور4
تفسير الصافي3
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)3
البرهان في تفسير القرآن2
ترجمه تفسیر روایی البرهان2
قرن
6
قرن دهم4
قرن دوازدهم4
مذهب
سني7
شيعه7
نوع حدیث
تفسیری14
14 مورد یافت شد
البرهان في تفسير القرآن

176634 / _19 علي بن إبراهيم، قال: في قوله تبارك و تعالى: لَوْ لاٰ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطٰانٍ بَيِّنٍ‌ يعني بحجة بينة أن معه شريكا، و قوله: وَ تَحْسَبُهُمْ أَيْقٰاظاً وَ هُمْ رُقُودٌ يقول: ترى أعينهم مفتوحة وَ هُمْ رُقُودٌ أي نيام وَ نُقَلِّبُهُمْ ذٰاتَ اَلْيَمِينِ وَ ذٰاتَ اَلشِّمٰالِ‌ في كل عام مرتين لئلا تأكلهم الأرض. و قوله تعالى: فَلْيَنْظُرْ أَيُّهٰا أَزْكىٰ طَعٰاماً يقول: أيها أطيب طعاما فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ‌ إلى قوله: وَ كَذٰلِكَ أَعْثَرْنٰا عَلَيْهِمْ‌ يعني أطلعنا على الفتية لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اَللّٰهِ حَقٌّ‌ في البعث وَ أَنَّ اَلسّٰاعَةَ‌ لاٰ رَيْبَ فِيهٰا يعني لا شك فيها بأنها كائنة، و قوله: رَجْماً بِالْغَيْبِ‌ يعني: ظنا بالغيب ما يستفتونهم، و قوله: فَلاٰ تُمٰارِ فِيهِمْ إِلاّٰ مِرٰاءً ظٰاهِراً يقول: حسبك ما قصصنا عليك من أمرهم، وَ لاٰ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً يقول: لا تسأل عن أصحاب الكهف أحدا من أهل الكتاب.

البرهان في تفسير القرآن

44,14,16636 / _21 اَلْحَسَنُ بْنُ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلدَّيْلَمِيُّ‌ : بِحَذْفِ اَلْإِسْنَادِ، مَرْفُوعاً إِلَى اِبْنِ عَبَّاسٍ‌ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ‌)، قَالَ‌: لَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ بْنُ اَلْخَطَّابِ‌ اَلْخِلاَفَةَ أَتَاهُ قَوْمٌ مِنْ أَحْبَارِ اَلْيَهُودِ ، فَقَالُوا: يَا عُمَرُ ، أَنْتَ وَلِيُّ اَلْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ‌: نَعَمْ‌، قَالُوا: إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَكَ عَنْ خِصَالٍ إِنْ أَخْبَرْتَنَا بِهَا دَخَلْنَا فِي اَلْإِسْلاَمِ‌، وَ عَلِمْنَا أَنَّ دِيْنَ اَلْإِسْلاَمِ‌ حَقٌّ‌، وَ أَنَّ مُحَمَّداً كَانَ‌ نَبِيّاً، وَ إِنْ لَمْ تُخْبِرْنَا بِهَا عَلِمْنَا أَنَّ دِيْنَ اَلْإِسْلاَمِ‌ بَاطِلٌ وَ أَنَّ مُحَمَّداً لَمْ يَكُنْ نَبِيّاً. فَقَالَ عُمَرُ : سَلُونَا عَمَّا بَدَا لَكُمْ‌، فَسَأَلُوهُ‌ عَنْ مَسَائِلَ مَذْكُورَةٍ فِي اَلْحَدِيثِ حَذَفْنَاهَا لِلاِخْتِصَارِ قَالَ‌: فَنَكَسَ عُمَرُ رَأْسَهُ فِي اَلْأَرْضِ‌، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى عَلِيِّ‌ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَقَالَ‌: يَا أَبَا اَلْحَسَنِ‌ ، مَا أَرَى جَوَابَهُمْ إِلاَّ عِنْدَكَ‌، فَإِنْ كَانَ لَهَا جَوَابٌ فَأَجِبْ‌. فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «سَلُوا عَمَّا بَدَا لَكُمْ‌، وَ لِي عَلَيْكُمْ شَرِيطَةٌ‌». قَالُوا فَمَا شَرِيطَتُكَ؟ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «إِذَا أَخْبَرْتُكُمْ بِمَا فِي اَلتَّوْرَاةِ‌ دَخَلْتُمْ فِي دِينِنَا». قَالُوا: نَعَمْ‌. قَالَ‌: «سَلُونِي عَنْ خَصْلَةٍ خَصْلَةٍ‌». فَأَجَابَهُمْ عَمَّا سَأَلُوهُ‌، وَ هُوَ مَذْكُورٌ فِي اَلْحَدِيثِ‌. قَالَ‌: وَ كَانَتِ اَلْأَحْبَارُ ثَلاَثَةً فَوَثَبَ اِثْنَانِ فَقَالاَ: نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ‌، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ‌. قَالَ‌: وَ وَقَفَ‌ اَلْحِبْرُ اَلْآخَرُ، فَقَالَ‌: يَا عَلِيُّ‌ لَقَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي مَا وَقَعَ فِي قُلُوبِ أَصْحَابِي، وَ لَكِنْ بَقِيَتْ خَصْلَةٌ‌: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْمٍ كَانُوا فِي أَوَّلِ اَلزَّمَانِ فَمَاتُوا ثَلاَثَ مِائَةِ سَنَةٍ وَ تِسْعَ سِنِينَ ثُمَّ أَحْيَاهُمُ اَللَّهُ‌، مَا كَانَتْ قِصَّتُهُمْ؟ فَابْتَدَأَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَقَالَ‌: بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ `اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي أَنْزَلَ عَلىٰ عَبْدِهِ اَلْكِتٰابَ‌ وَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ 18سُورَةَ اَلْكَهْفِ‌ قَالَ‌ اَلْيَهُودِيُّ‌ : مَا أَكْثَرَ مَا سَمِعْنَا قُرْآنَكُمْ‌ ! إِنْ كُنْتَ فَاعِلاً فَأَخْبِرْنَا عَنْ قِصَّةِ هَؤُلاَءِ وَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ عَدَدِهِمْ‌، وَ اِسْمِ كَلْبِهِمْ‌، وَ اِسْمِ كَهْفِهِمْ‌، وَ اِسْمِ مَلِكِهِمْ‌، وَ اِسْمِ مَدِينَتِهِمْ‌. قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ‌، يَا أَخَا اَلْيَهُودِ ، حَدَّثَنِي حَبِيبِي مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَنَّهُ كَانَ فِي أَرْضِ اَلرُّومِ‌ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا: أَفْسُوسُ‌ ، وَ كَانَ لَهَا مَلِكٌ 23صَالِحٌ‌ ، فَمَاتَ مَلِكُهُمْ وَ تَشَتَّتَ أَمْرُهُمْ وَ اِخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهُمْ‌، فَسَمِعَ‌ بِهِمْ مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ فَارِسَ‌ يُقَالُ لَهُ‌: دَقْيُوسُ‌ ، فَأَقْبَلَ فِي مِائَةِ أَلْفِ رَجُلٍ حَتَّى دَخَلَ مَدِينَةَ أَفْسُوسَ‌ فَاتَّخَذَهَا دَارَ مَمْلَكَتِهِ‌، وَ اِتَّخَذَ فِيهَا قَصْراً طُولُهُ فَرْسَخٌ فِي عَرْضِ فَرْسَخٍ‌، وَ اِتَّخَذَ فِي ذَلِكَ اَلْقَصْرِ مَجْلِساً طُولُهُ أَلْفُ ذِرَاعٍ فِي عَرْضِ‌ ذَلِكَ مِنَ اَلزُّجَاجِ اَلْمُمَرَّدِ، وَ اِتَّخَذَ فِي اَلْمَجْلِسِ أَرْبَعَةَ آلاَفِ أُسْطُوَانَةٍ مِنْ ذَهَبٍ‌، وَ اِتَّخَذَ أَلْفَ قِنْدِيلٍ مِنْ ذَهَبٍ لَهُ‌ سَلاَسِلُ مِنْ لُجَيْنٍ‌ ، تُسْرَجُ بِأَطْيَبِ اَلْأَدْهَانِ‌، وَ اِتَّخَذَ فِي شَرْقِ اَلْمَجْلِسِ ثَمَانِينَ كُوَّةً‌ ، وَ فِي غَرْبِيِّهِ ثَمَانِينَ كُوَّةً‌، وَ كَانَتِ اَلشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ تَدُورُ فِي اَلْمَجْلِسِ كَيْفَ مَا دَارَتْ‌، وَ اِتَّخَذَ لَهُ سَرِيراً مِنْ ذَهَبٍ‌ ، لَهُ قَوَائِمُ مِنْ فِضَّةٍ‌ مُرَصَّعَةٍ بِالْجَوَاهِرِ، وَ عَلاَهُ بِالنَّمَارِقِ‌، وَ اِتَّخَذَ عَنْ يَمِينِ اَلسَّرِيرِ ثَمَانِينَ كُرْسِيّاً مِنَ اَلذَّهَبِ مُرَصَّعَةً بِالزَّبَرْجَدِ اَلْأَخْضَرِ، فَأَجْلَسَ عَلَيْهَا بَطَارِقَتَهُ‌ ، وَ اِتَّخَذَ عَنْ يَسَارِ اَلسَّرِيرِ ثَمَانِينَ كُرْسِيّاً مِنَ اَلْفِضَّةِ مُرَصَّعَةً بِالْيَاقُوتِ اَلْأَحْمَرِ، فَأَجْلَسَ عَلَيْهَا هَرَاقِلَتَهُ‌، ثُمَّ عَلاَ اَلسَّرِيرَ فَوَضَعَ اَلتَّاجَ عَلَى رَأْسِهِ‌». قَالَ‌: فَوَثَبَ اَلْيَهُودِيُّ‌ ، فَقَالَ‌: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، مِمَّ كَانَ تَاجُهُ؟ فَقَالَ‌: (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ‌ اَلْعَظِيمِ‌، كَانَ تَاجُهُ مِنَ اَلذَّهَبِ اَلْمُشَبَّكِ‌، لَهُ سَبْعَةُ أَرْكَانٍ عَلَى كُلِّ رُكْنٍ لُؤْلُؤَةٌ بَيْضَاءُ تُضِيءُ كَضَوْءِ اَلْمِصْبَاحِ فِي اَللَّيْلَةِ‌ اَلظَّلْمَاءِ‌، وَ اِتَّخَذَ خَمْسِينَ غُلاَماً مِنْ أَوْلاَدِ اَلْهَرَاقِلَةِ‌، فَقَرَّطَهُمْ بِقِرَاطِ اَلدِّيبَاجِ اَلْأَحْمَرِ، وَ سَرْوَلَهُمْ بِسَرَاوِيلاَتٍ مِنَ‌ اَلْفِرِنْدِ اَلْأَخْضَرِ، وَ تَوَّجَهُمْ وَ دَمْلَجَهُمْ‌ وَ خَلْخَلَهُمْ‌، وَ أَعْطَاهُمْ أَعْمِدَةً مِنَ اَلذَّهَبِ‌، وَ أَوْقَفَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ‌، وَ اِتَّخَذَ سِتَّةَ أَغْلِمَةٍ مِنْ أَوْلاَدِ اَلْعُلَمَاءِ‌، فَاتَّخَذَهُمْ وُزَرَاءَ‌: فَأَقَامَ ثَلاَثَةً عَنْ يَمِينِهِ‌، وَ ثَلاَثَةً عَنْ يَسَارِهِ‌». قَالَ اَلْيَهُودِيُّ‌ : مَا كَانَ أَسْمَاءُ اَلثَّلاَثَةِ اَلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ‌، وَ اَلثَّلاَثَةِ اَلَّذِينَ عَنْ يَسَارِهِ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «أَمَّا اَلثَّلاَثَةُ اَلَّذِينَ كَانُوا عَنْ يَمِينِهِ فَكَانَتْ أَسْمَاؤُهُمْ تمليخا ، وَ مكسلينا ، وَ محسمينا ، وَ أَمَّا اَلثَّلاَثَةُ اَلَّذِينَ كَانُوا عَنْ‌ يَسَارِهِ فَكَانَتْ أَسْمَاؤُهُمْ‌: مرطوس ، وَ كينظوس ، وَ ساربيوس ، وَ كَانَ يَسْتَشِيرُهُمْ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ‌». قَالَ‌: «وَ كَانَ يَجْلِسُ فِي كُلِّ يَوْمٍ فِي صَحْنِ دَارِهِ‌، اَلْبَطَارِقَةُ عَنْ يَمِينِهِ‌، وَ اَلْهَرَاقِلَةُ‌ عَنْ يَسَارِهِ قَالَ وَ يَدْخُلُ ثَلاَثَةُ‌ أَغْلِمَةٍ فِي يَدِ أَحَدِهِمْ جَامٌ‌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ مِنَ اَلْمِسْكِ اَلْمَسْحُوقِ‌ ، وَ فِي يَدِ اَلْآخَرِ جَامٌ مِنْ فِضَّةٍ مَمْلُوءٍ مِنْ‌ مَاءِ اَلْوَرْدِ، وَ فِي يَدِ اَلْآخَرِ طَائِرٌ أَبْيَضُ لَهُ مِنْقَارٌ أَحْمَرُ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى ذَلِكَ اَلطَّائِرِ صَفَّرَ بِهِ‌، فَيَطِيرُ اَلطَّائِرُ حَتَّى يَقَعَ فِي جَامِ مَاءِ اَلْوَرْدِ فَيَتَمَرَّغُ فِيهِ‌، فَيَحْمِلُ مَا فِي اَلْجَامِ بِرِيشِهِ وَ جَنَاحَيْهِ‌، ثُمَّ يُصَفِّرُ بِهِ اَلثَّانِيَةَ فَيَطِيرُ اَلطَّائِرُ حَتَّى يَقَعَ فِي اَلْمِسْكِ فَيَتَمَرَّغُ فِيهِ‌، فَيَحْمِلُ مَا فِي اَلْجَامِ بِرِيشِهِ وَ جَنَاحَيْهِ‌، ثُمَّ يُصَفِّرُ اَلثَّالِثَةَ فَيَطِيرُ اَلطَّائِرُ عَلَى رَأْسِ اَلْمَلِكِ‌، فَلَمَّا نَظَرَ اَلْمَلِكُ إِلَى ذَلِكَ عَتَا وَ تَجَبَّرَ وَ اِدَّعَى اَلرُّبُوبِيَّةَ مِنْ دُونِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌». قَالَ‌: «فَدَعَا إِلَى ذَلِكَ وُجُوهَ قَوْمِهِ‌، فَكُلُّ مَنْ أَطَاعَهُ عَلَى ذَلِكَ أَعْطَاهُ وَ حَبَاهُ وَ كَسَاهُ‌، وَ كُلُّ مَنْ لَمْ يُتَابِعْهُ قَتَلَهُ‌، فَاسْتَجَابَ لَهُ أُنَاسٌ‌، فَاتَّخَذَ لَهُمْ عِيداً فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً‌، فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي عِيدِهِ‌ ، وَ اَلْبَطَارِقَةُ عَنْ يَمِينِهِ‌ وَ اَلْهَرَاقِلَةُ عَنْ يَسَارِهِ‌، وَ إِذَا بِبِطْرِيقٍ مِنْ بَطَارِقَتِهِ قَدْ أَقْبَلَ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّ‌، عَسَاكِرَ اَلْفُرْسِ قَدْ غَشِيَتْهُ‌، فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً حَتَّى سَقَطَ اَلتَّاجُ عَنْ نَاصِيَتِهِ‌، فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَحَدُ اَلْفِتْيَةِ اَلثَّلاَثَةِ اَلَّذِينَ كَانُوا عَنْ يَمِينِهِ‌، يُقَالُ لَهُ‌: تمليخا ، فَقَالَ فِي نَفْسِهِ‌: لَوْ كَانَ دَقْيُوسُ‌ إِلَهاً كَمَا يَزْعُمُ مَا كَانَ يَغْتَمُّ‌، وَ لاَ كَانَ يَفْرَحُ‌ ، وَ لاَ كَانَ يَبُولُ وَ لاَ كَانَ يَتَغَوَّطُ، وَ لاَ كَانَ يَنَامُ وَ لاَ يَسْتَيْقِظُ، وَ لَيْسَ هَذَا مِنْ فِعْلِ اَلْإِلَهِ‌». قَالَ‌: «وَ كَانَ اَلْفِتْيَةُ اَلسِّتَّةُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ أَحَدِهِمْ يَأْكُلُونَ وَ يَشْرَبُونَ‌، وَ كَانُوا فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمَ عِنْدَ تمليخا فَاتَّخَذَ لَهُمْ‌ مِنْ أَطْيَبِ اَلطَّعَامِ وَ أَعْذَبِ اَلشَّرَابِ فَطَعِمُوا وَ شَرِبُوا، ثُمَّ قَالَ‌: يَا إِخْوَتَاهْ‌، قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْ‌ءٌ قَدْ مَنَعَنِي اَلطَّعَامَ‌ وَ اَلشَّرَابَ وَ اَلْمَنَامَ قَالُوا: وَ مَا ذَلِكَ يَا تمليخا ، فَقَالَ تمليخا : لَقَدْ أَطَلْتُ فِكْرِي فِي هَذِهِ اَلسَّمَاءِ فَقُلْتُ‌: مَنْ رَفَعَ سَقْفَهَا مَحْفُوظَةً بِلاَ عِلاَقَةٍ مِنْ فَوْقِهَا وَ لاَ دِعَامَةٍ مِنْ تَحْتِهَا، وَ مَنْ أَجْرَى فِيهَا شَمْساً وَ قَمَراً نَيِّرَيْنِ مُضِيئَيْنِ‌ ، وَ مَنْ زَيَّنَهَا بِالنُّجُومِ؟ ثُمَّ أَطَلْتُ فِكْرِي فِي هَذِهِ اَلْأَرْضِ‌، فَقُلْتُ‌: مَنْ سَطَحَهَا عَلَى صَمِيمِ اَلْمَاءِ اَلزَّاخِرِ، وَ مَنْ حَبَسَهَا بِالْجِبَالِ أَنْ‌ تَمِيدَ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ؟ وَ أَطَلْتُ فِكْرِي فِي نَفْسِي، فَقُلْتُ‌: مَنْ أَخْرَجَنِي جَنِيناً مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَ مَنْ غَذَّانِي، وَ مَنْ رَبَّانِي فِي بَطْنِهَا؟ إِنَّ لِهَذَا صَانِعاً وَ مُدَبِّراً غَيْرَ دَقْيُوسَ‌ اَلْمَلِكِ‌، وَ مَا هَذَا إِلاَّ مَلِكُ اَلْمُلُوكِ وَ جَبَّارُ اَلسَّمَاوَاتِ‌». قَالَ‌: «فَانْكَبَّ اَلْفِتْيَةُ عَلَى رِجْلَيْهِ فَقَبَّلُوهَا، وَ يَقُولُونَ‌: قَدْ هَدَانَا اَللَّهُ مِنَ اَلضَّلاَلَةِ بِكَ إِلَى اَلْهُدَى فَأَشِرْ عَلَيْنَا قَالَ فَوَثَبَ تمليخا فَبَاعَ تَمْراً مِنْ حَائِطٍ لَهُ ثَلاَثَةَ دَرَاهِمَ‌ ، وَ صَرَّهَا فِي كُمِّهِ‌، وَ رَكِبُوا عَلَى خُيُولِهِمْ وَ خَرَجُوا مِنَ اَلْمَدِينَةِ‌، فَلَمَّا سَارُوا ثَلاَثَةَ أَمْيَالٍ‌، قَالَ تمليخا : يَا إِخْوَتَاهْ جَاءَ مَلِكُ اَلْآخِرَةِ وَ ذَهَبَ مَلِكُ اَلدُّنْيَا وَ زَالَ أَمْرُهَا، اِنْزِلُوا عَنْ خُيُولِكُمْ‌ وَ اِمْشُوا عَلَى أَرْجُلِكُمْ لَعَلَّ اَللَّهَ يَجْعَلُ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً؛ فَنَزَلُوا عَنْ خُيُولِهِمْ فَمَشَوْا سَبْعَ فَرَاسِخَ فِي ذَلِكَ‌ اَلْيَوْمِ فَجَعَلَتْ أَرْجُلُهُمْ تَقْطُرُ دَماً». قَالَ‌: «فَاسْتَقْبَلَهُمْ رَاعٍ‌، فَقَالُوا، أَيُّهَا اَلرَّاعِي، هَلْ مِنْ شَرْبَةِ لَبَنٍ؟ هَلْ مِنْ شَرْبَةِ مَاءٍ؟ فَقَالَ اَلرَّاعِي عِنْدِي مَا تُحِبُّونَ‌، وَ لَكِنْ أَرَى وُجُوهَكُمْ وُجُوهَ اَلْمُلُوكِ‌، وَ مَا أَظُنُّكُمْ إِلاَّ هُرَّاباً مِنْ دَقْيُوسَ‌ اَلْمَلِكِ؟ قَالُوا: أَيُّهَا اَلرَّاعِي، لاَ يَحِلُّ‌ لَنَا اَلْكَذِبُ‌، فَيُنْجِينَا مِنْكَ اَلصِّدْقُ؟ قَالَ‌: نَعَمْ‌، فَأَخْبَرُوهُ بِقِصَّتِهِمْ‌، فَانْكَبَّ عَلَى أَقْدَامِهِمْ يُقَبِّلُهَا، وَ قَالَ‌: يَا قَوْمِ‌، لَقَدْ وَقَعَ‌ فِي قَلْبِي مَا وَقَعَ فِي قُلُوبِكُمْ‌، وَ لَكِنْ أَمْهِلُونِي حَتَّى أَرُدَّ اَلْأَغْنَامَ إِلَى أَرْبَابِهَا وَ أَلْحَقَ بِكُمْ‌، فَوَقَفُوا لَهُ فَرَدَّ اَلْأَغْنَامَ وَ أَقْبَلَ‌ يَسْعَى فَتَبِعَهُ كَلْبُهُ‌.» فَقَالَ اَلْيَهُودِيُّ‌ : يَا عَلِيُّ‌ ، مَا كَانَ لَوْنُ اَلْكَلْبِ‌، وَ مَا اِسْمُهُ؟ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «يَا أَخَا اَلْيَهُودِ ، أَمَّا لَوْنُ اَلْكَلْبِ‌ فَكَانَ أَبْلَقَ بِسَوَادٍ، وَ أَمَّا اِسْمُهُ فَكَانَ قِطْمِيرَ . فَلَمَّا نَظَرَ اَلْفِتْيَةُ إِلَى اَلْكَلْبِ‌، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‌: إِنَّا نَخَافُ أَنْ يَفْضَحَنَا هَذَا اَلْكَلْبُ بِنُبَاحِهِ فَأَلَحُّوا عَلَيْهِ بِالْحِجَارَةِ‌، فَلَمَّا نَظَرَ اَلْكَلْبُ إِلَيْهِمْ قَدْ أَلَحُّوا عَلَيْهِ بِالطَّرْدِ أَقْعَى عَلَى ذَنَبِهِ وَ تَمَطَّى وَ نَطَقَ‌ بِلِسَانٍ ذَلِقٍ‌ ، وَ هُوَ يُنَادِي: يَا قَوْمِ‌، لِمَ تَرُدُّونِّي وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ‌، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ‌، ذَرُونِي أَحْرُسْكُمْ مِنْ‌ عَدُوِّكُمْ‌، قَالَ فَجَعَلُوا يَبْتَدِرُونَهُ‌، فَحَمَلُوهُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ قَالَ فَلَمْ يَزَلِ اَلرَّاعِي يَسِيرُ بِهِمْ حَتَّى عَلاَ بِهِمْ جَبَلاً فَانْحَطَّ بِهِمْ عَلَى كَهْفٍ يُقَالُ لَهُ‌: اَلْوَصِيدُ ، فَإِذَا بِإِزَاءِ اَلْكَهْفِ عَيْنٌ‌، وَ أَشْجَارٌ مُثْمِرَةٌ‌، فَأَكَلُوا مِنَ اَلثَّمَرَةِ وَ شَرِبُوا مِنَ اَلْمَاءِ‌، وَ جَنَّهُمُ‌ اَللَّيْلُ فَأَوَوْا إِلَى اَلْكَهْفِ‌، فَأَوْحَى اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ إِلَى مَلَكِ اَلْمَوْتِ‌ : أَنْ يَقْبِضَ أَرْوَاحَهُمْ‌، وَ وَكَّلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ رَجُلٍ‌ مِنْهُمْ مَلَكَيْنِ يُقَلِّبَانِهِ ذَاتَ اَلْيَمِينِ إِلَى ذَاتِ اَلشِّمَالِ‌، وَ ذَاتَ اَلشِّمَالِ إِلَى ذَاتِ اَلْيَمِينِ‌، وَ أَوْحَى اَللَّهُ إِلَى خَازِنِ‌ اَلشَّمْسِ فَكَانَتْ تَزٰاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذٰاتَ اَلْيَمِينِ‌ ، وَ تَقْرِضُهُمْ ذٰاتَ اَلشِّمٰالِ‌ . فَلَمَّا رَجَعَ دَقْيُوسُ‌ مِنْ عِيدِهِ سَأَلَ عَنِ اَلْفِتْيَةِ‌، فَأُخْبِرَ أَنَّهُمْ ذَهَبُوا هَرَباً، فَرَكِبَ فِي ثَمَانِينَ أَلْفَ حِصَانٍ‌، فَلَمْ يَزَلْ‌ يَقِفُوا أَثَرَهُمْ حَتَّى عَلاَ اَلْجَبَلَ‌، وَ اِنْحَطَّ إِلَى اَلْكَهْفِ‌، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمْ إِذَا هُمْ نِيَامٌ فَقَالَ اَلْمَلِكُ‌: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُعَاقِبَهُمْ بِشَيْ‌ءٍ‌ لَمَا عَاقَبْتُهُمْ بِأَكْثَرَ مِمَّا عَاقَبُوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ‌، وَ لَكِنِ اِئْتُونِي بِالْبَنَّائِينَ‌، وَ سَدَّ بَابَ اَلْكَهْفِ بِالْكِلْسِ وَ اَلْحِجَارَةِ‌، ثُمَّ قَالَ‌ لِأَصْحَابِهِ‌: قُولُوا لَهُمْ يَقُولُونَ لِإِلَهِهِمُ اَلَّذِي فِي اَلسَّمَاءِ لِيُنْجِيَهُمْ مِمَّا بِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ‌، وَ أَنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْ هَذَا اَلْمَوْضِعِ‌». ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «يَا أَخَا اَلْيَهُودِ ، فَمَكَثُوا ثَلاَثَمِائَةٍ وَ تِسْعَ سِنِينَ‌، فَلَمَّا أَرَادَ اَللَّهُ أَنْ يُحْيِيَهُمْ أَمَرَ إِسْرَافِيلَ‌ اَلْمَلَكَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِمُ اَلرُّوحَ قَالَ فَنَفَخَ فَقَامُوا مِنْ رَقْدَتِهِمْ‌، فَلَمَّا بَزَغَتِ اَلشَّمْسُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‌: قَدْ غَفَلْنَا فِي هَذِهِ اَللَّيْلَةِ عَنْ عِبَادَةِ إِلَهِ اَلسَّمَاوَاتِ فَقَامُوا فَإِذَا اَلْعَيْنُ قَدْ غَارَتْ وَ اَلْأَشْجَارُ قَدْ جَفَّتْ‌، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‌: إِنَّ فِي أَمْرِنَا لَعَجَباً، مِثْلُ تِلْكَ اَلْعَيْنِ اَلْغَزِيرَةِ قَدْ غَارَتْ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ‌، وَ مِثْلُ تِلْكَ اَلْأَشْجَارِ قَدْ جَفَّتْ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ‌!». قَالَ‌: «وَ مَسَّهُمُ اَلْجُوعُ فَقَالُوا: اِبْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى اَلْمَدِينَةِ‌، فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ‌ مِنْهُ وَ لْيَتَلَطَّفْ وَ لاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً: فَقَالَ تمليخا : لاَ يَذْهَبُ فِي حَوَائِجِكُمْ غَيْرِي، وَ لَكِنِ اِدْفَعْ إِلَيَّ أَيُّهَا اَلرَّاعِي ثِيَابَكَ‌؛ قَالَ‌: فَدَفَعَ اَلرَّاعِي إِلَيْهِ ثِيَابَهُ وَ مَضَى إِلَى اَلْمَدِينَةِ‌، فَجَعَلَ يَرَى مَوَاضِعَ لاَ يَعْرِفُهَا وَ طُرُقاً يُنْكِرُهَا، حَتَّى أَتَى بَابَ‌ اَلْمَدِينَةِ‌، فَإِذَا عَلَيْهِ عَلَمٌ أَخْضَرُ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ بِالصُّفْرَةِ‌: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ‌، 44عِيسَى رَسُولُ اَللَّهِ وَ رُوحُهُ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَجَعَلَ‌ يَنْظُرُ إِلَى اَلْعَلَمِ وَ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَ يَقُولُ‌: كَأَنِّي نَائِمٌ‌؛ ثُمَّ دَخَلَ اَلْمَدِينَةَ حَتَّى أَتَى اَلسُّوقَ فَإِذَا رَجُلٌ خَبَّازٌ، فَقَالَ‌: أَيُّهَا اَلْخَبَّازُ مَا اِسْمُ مَدِينَتِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ‌: أَفْسُوسُ‌ . قَالَ‌: وَ مَا اِسْمُ مَلِكِكُمْ؟ قَالَ‌: عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ‌ ، قَالَ‌: يَا هَذَا حَرِّكْنِي كَأَنِّي نَائِمٌ‌ فَقَالَ اَلْخَبَّازُ: أَ تَهْزَأُ بِي، تُكَلِّمُنِي وَ أَنْتَ نَائِمٌ؟! فَقَالَ تمليخا لِلْخَبَّازِ: فَادْفَعْ إِلَيَّ بِهَذَا اَلْوَرِقِ طَعَاماً. قَالَ‌: فَتَعَجَّبَ اَلْخَبَّازُ مِنْ نَقْشِ‌ اَلدِّرْهَمِ وَ مِنْ كِبَرِهِ‌». قَالَ‌: فَوَثَبَ اَلْيَهُودِيُّ‌ وَ قَالَ‌: يَا عَلِيُّ‌ وَ مَا كَانَ وَزْنُ كُلِّ دِرْهَمٍ؟ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «يَا أَخَا اَلْيَهُودِ ، كَانَ وَزْنُ كُلِّ‌ دِرْهَمٍ مِنْهَا عَشَرَةَ دَرَاهِمَ وَ ثُلُثَيْ دِرْهَمٍ‌». قَالَ‌: «فَقَالَ لَهُ اَلْخَبَّازُ: يَا هَذَا، إِنَّكَ أَصَبْتَ كَنْزاً؟ فَقَالَ تمليخا : مَا هَذَا إِلاَّ ثَمَنُ تَمْرَةٍ بِعْتُهَا مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَ خَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ اَلْمَدِينَةِ وَ تَرَكْتُ‌، اَلنَّاسَ يَعْبُدُونَ دَقْيُوسَ‌ اَلْمَلِكَ‌؛ فَغَضِبَ اَلْخَبَّازُ وَ قَالَ‌: أَلاَّ تُعْطِينِي بَعْضَهَا وَ تَنْجُوَ، أَ تَذْكُرُ رَجُلاً خَمَّاراً كَانَ يَدَّعِي اَلرُّبُوبِيَّةَ قَدْ مَاتَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِائَةِ سَنَةٍ؟». قَالَ‌: فَثَبَتَ تمليخا حَتَّى أَدْخَلَهُ اَلْخَبَّازُ عَلَى اَلْمَلِكِ‌، فَقَالَ‌: مَا شَأْنُ هَذَا اَلْفَتَى‌؟ فَقَالَ‌: اَلْخَبَّازُ: هَذَا رَجُلٌ أَصَابَ‌ كَنْزاً. فَقَالَ لَهُ اَلْمَلِكُ‌: لاَ تَخَفْ يَا فَتَى فَإِنَّ نَبِيَّنَا 44عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) أَمَرَنَا أَنْ لاَ نَأْخُذَ مِنَ اَلْكُنُوزِ إِلاَّ خُمُسَهَا، فَأَعْطِنِي خُمُسَهَا وَ اِمْضِ سَالِماً. فَقَالَ تمليخا : اُنْظُرْ أَيُّهَا اَلْمَلِكُ فِي أَمْرِي، مَا أَصَبْتُ كَنْزاً، أَنَا مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اَلْمَدِينَةِ‌. قَالَ‌: لَهُ اَلْمَلِكُ‌: أَنْتَ مِنْ أَهْلِهَا؟ قَالَ‌: نَعَمْ‌. قَالَ‌: فَهَلْ تَعْرِفُ مِنْهَا أَحَداً؟ قَالَ‌: نَعَمْ‌، قَالَ‌: فَسَمِّ‌، فَسَمَّى تمليخا نَحْواً مِنْ‌ أَلْفِ رَجُلٍ لاَ يُعْرَفُ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ. قَالَ‌: مَا اِسْمُكَ؟ قَالَ‌: اِسْمِي تمليخا . قَالَ‌: مَا هَذِهِ اَلْأَسْمَاءُ؟ قَالَ‌: أَسْمَاءُ أَهْلِ‌ زَمَانِنَا. قَالَ‌: فَهَلْ لَكَ فِي هَذِهِ اَلْمَدِينَةِ دَارٌ؟ قَالَ‌: نَعَمْ‌، اِرْكَبْ أَيُّهَا اَلْمَلِكُ مَعِي قَالَ‌: فَرَكِبَ اَلنَّاسُ مَعَهُ‌، فَأَتَى بِهِمْ إِلَى أَرْفَعِ بَابِ دَارٍ فِي اَلْمَدِينَةِ‌، فَقَالَ تمليخا : هَذِهِ اَلدَّارُ دَارِي، فَقَرَعَ اَلْبَابَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ شَيْخٌ قَدْ وَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ‌ مِنَ اَلْكِبَرِ، فَقَالَ‌: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالَ‌: لَهُ اَلْمَلِكُ‌: أَتَيْنَا بِالْعَجَبِ‌، هَذَا اَلْغُلاَمُ يَزْعُمُ أَنَّ هَذِهِ اَلدَّارَ دَارُهُ‌. فَقَالَ لَهُ اَلشَّيْخُ‌: مَنْ‌ أَنْتَ؟ قَالَ‌: أَنَا تمليخا بْنُ قسطنطين . قَالَ‌: فَانْكَبَّ اَلشَّيْخُ عَلَى رِجْلَيْهِ يُقَبِّلُهَا وَ يَقُولُ‌: هُوَ جَدِّي وَ رَبِّ اَلْكَعْبَةِ‌ . فَقَالَ‌: أَيُّهَا اَلْمَلِكُ‌، هَؤُلاَءِ اَلسِّتَّةُ اَلَّذِينَ خَرَجُوا هُرَّاباً مِنْ دَقْيُوسَ‌ اَلْمَلِكِ‌». قَالَ‌: «فَنَزَلَ اَلْمَلِكُ عَنْ فَرَسِهِ‌، وَ حَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ‌، وَ جَعَلَ اَلنَّاسُ يُقَبِّلُونَ يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ‌، فَقَالَ‌: يَا تمليخا ، مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ فِي اَلْكَهْفِ‌، فَكَانَ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ مَلِكَانِ‌: مَلِكٌ مُسْلِمٌ‌، وَ مَلِكٌ نَصْرَانِيٌّ‌ ، فَرَكِبَا وَ أَصْحَابُهُمَا، فَلَمَّا صَارُوا قَرِيباً مِنَ اَلْكَهْفِ قَالَ لَهُمْ تمليخا : يَا قَوْمِ‌، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَسْمَعَ أَصْحَابِي أَصْوَاتَ حَوَافِرِ اَلْخُيُولِ فَيَظُنُّونَ أَنَّ دَقْيُوسَ‌ اَلْمَلِكَ قَدْ جَاءَ فِي طَلَبِهِمْ‌، وَ لَكِنْ أَمْهِلُونِي حَتَّى أَتَقَدَّمَ فَأُخْبِرَهُمْ قَالَ فَوَقَفَ اَلنَّاسُ‌ وَ أَقْبَلَ تمليخا حَتَّى دَخَلَ اَلْكَهْفَ‌، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ أَعْتَقُوهُ وَ قَالُوا: اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي نَجَّاكَ مِنَ دَقْيُوسَ‌ . فَقَالَ تمليخا : دَعُونِي عَنْكُمْ وَ عَنْ دَقْيُوسَ‌ ، كَمْ لَبِثْتُمْ؟ قَالُوا: لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ‌. قَالَ تمليخا : بَلْ لَبِثْتُمْ‌ ثَلاَثَمِائَةٍ وَ تِسْعَ سِنِينَ‌، وَ قَدْ مَاتَ دَقْيُوسَ‌ وَ ذَهَبَ قَرْنٌ بَعْدَ قَرْنٍ‌، بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ‌: 44اَلْمَسِيحُ عِيسَى بْنُ‌ مَرْيَمَ‌ وَ رَفَعَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ‌، وَ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْنَا اَلْمَلِكُ وَ اَلنَّاسُ مَعَهُ قَالُوا: يَا تمليخا ، أَ تُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَنَا فِتْنَةً لِلْعَالَمِينَ؟ قَالَ تمليخا : فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: تَدْعُو اَللَّهَ وَ نَدْعُوهُ مَعَكَ أَنْ يَقْبِضَ أَرْوَاحَنَا، وَ يَجْعَلَ عَشَاءَنَا مَعَهُ فِي اَلْجَنَّةِ قَالَ فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَ قَالُوا: إِلَهَنَا، بِحَقِّ مَا آتَيْتَنَا مِنَ اَلدِّينِ فَمُرْ بِقَبْضِ أَرْوَاحِنَا؛ فَأَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ‌، وَ طَمَسَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى بَابِ اَلْكَهْفِ عَنِ اَلنَّاسِ‌، فَأَقْبَلَ اَلْمَلِكَانِ يَطُوفَانِ عَلَى بَابِ اَلْكَهْفِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يَجِدَانِ‌ لِلْكَهْفِ بَاباً فَقَالَ اَلْمَلِكُ اَلْمُسْلِمُ‌: مَاتُوا عَلَى دِينِنَا، أَبْنِي عَلَى بَابِ اَلْكَهْفِ مَسْجِداً. وَ قَالَ اَلنَّصْرَانِيُّ‌ لاَ، بَلْ مَاتُوا عَلَى دِينِنَا أَبْنِيَ عَلَى بَابِ اَلْكَهْفِ دَيْراً. فَاقْتَتَلاَ، فَغَلَبَ اَلْمُسْلِمُ‌ اَلنَّصْرَانِيَّ‌ ، وَ بَنَى عَلَى بَابِ اَلْكَهْفِ مَسْجِداً». ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) «سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ يَا يَهُودِيُّ‌ أَ يُوَافِقُ مَا فِي تَوْرَاتِكُمْ‌ »؟ فَقَالَ اَلْيَهُودِيُّ‌ : وَ اَللَّهِ مَا زِدْتَ حَرْفاً وَ لاَ نَقَصْتَ حَرْفاً، وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ‌، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ‌، وَ أَنَّكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ وَصِيُّ رَسُولِ اَللَّهِ‌ حَقّاً».

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وَ كَذٰلِكَ أَعْثَرْنٰا عَلَيْهِمْ‌ قال اطلعنا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال دعا الملك شيوخا من قومه فسألهم عن أمرهم فقالوا كان ملك يدعى دقيوس و ان فتية فقدوا في زمانه و انه كتب أسماءهم في الصخرة التي كانت على باب المدينة فدعا بالصخرة فقرأها فإذا فيها أسماؤهم ففرح الملك فرحا شديدا و قال هؤلاء قوم كانوا قد ماتوا فبعثوا ففشا فيهم ان الله يبعث الموتى فذلك قوله وَ كَذٰلِكَ أَعْثَرْنٰا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اَللّٰهِ حَقٌّ وَ أَنَّ اَلسّٰاعَةَ‌ لاٰ رَيْبَ فِيهٰا فقال الملك لأتخذن عند هؤلاء القوم الصالحين مسجدا فلأعبدن الله فيه حتى أموت فذلك قوله قٰالَ‌ اَلَّذِينَ غَلَبُوا عَلىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج عبد الرزاق و ابن ابى حاتم عن قتادة في قوله قٰالَ اَلَّذِينَ غَلَبُوا عَلىٰ أَمْرِهِمْ‌ قال هم الأمراء أو قال السلاطين

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير قال بنى عليهم الملك بيعة فكتب في أعلاها أبناء الاراكنة أبناء الدهاقين

ترجمه تفسیر روایی البرهان

19)علىّ بن ابراهيم:در تفسير آيه: «لَوْ لاٰ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطٰانٍ بَيِّنٍ‌» فرمود: سلطان بيّن:يعنى دليلى آشكار كه او را شريكى است.و مراد از: «وَ تَحْسَبُهُمْ أَيْقٰاظاً وَ هُمْ رُقُودٌ» اين است كه مى‌گويد:مى‌بينى كه چشمانشان باز است «وَ هُمْ رُقُودٌ» يعنى در حالى كه خواب هستند «وَ نُقَلِّبُهُمْ ذٰاتَ اَلْيَمِينِ وَ ذٰاتَ اَلشِّمٰالِ‌» و آنها را دو بار در سال به پهلوى راست و چپ مى‌گردانيم تا زمين آنها را نخورد(دچار زخم بستر نشوند) «فَلْيَنْظُرْ أَيُّهٰا أَزْكىٰ طَعٰاماً» كدام‌يك از...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

21)حسن بن ابى حسن ديلمى:با حذف سند در حديثى مرفوع از ابن عباس كه خداوند از او خشنود باد،روايت كرده است:هنگامى كه عمر بن خطاب خلافت را برعهده گرفت،قومى از علماى يهود نزد او آمدند و گفتند:اى عمر!بعد از محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،تو ولى امر هستى‌؟عمر گفت:آرى.گفتند: مى‌خواهيم از تو در مورد مسائلى سؤال كنيم.اگر ما را آگاه كردى،به دين اسلام روى مى‌آوريم و مى‌فهميم كه دين اسلام،حق است و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلم پيامبر است،و اگر ما را از آن آگاه نكنى،مى‌فهميم كه دين اسلام باطل است و...

تفسير الصافي

14 و في الحديث النّبوي: كما تنامون تستيقظون و كما تموتون تبعثون.

تفسير الصافي

14 و في حديث آخر: النّوم أخ الموت.

تفسير الصافي

14 و في الحديث النبويّ‌: كما تنامون تموتون و كما تستيقظون تبعثون.

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

قوله و کذلک اعثرنا علیهم یقول اطلعنا علیهم لیعلم من کذب بهذا الحدیث ان وعد الله حق و ان الساعه اتیه لا ریب فیها

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

قوله قال الذین غلبوا علی امرهم لنتخذن علیهم مسجدا قال یعنی عدوهم

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

عمی الله علی الذین اعثرهم علی اصحاب الکهف مکانهم فلم یهتدوا فقال المشرکون نبنی علیهم بنیانا فانهم ابناء اباینا و نعبد الله فیها و قال المسلمون بل نحن احق بهم هم منا نبنی علیهم مسجدا نصلی فیه و نعبد الله فیه