44,14,16636 / _21 اَلْحَسَنُ بْنُ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلدَّيْلَمِيُّ : بِحَذْفِ اَلْإِسْنَادِ، مَرْفُوعاً إِلَى اِبْنِ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: لَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ بْنُ اَلْخَطَّابِ اَلْخِلاَفَةَ أَتَاهُ قَوْمٌ مِنْ أَحْبَارِ اَلْيَهُودِ ، فَقَالُوا: يَا عُمَرُ ، أَنْتَ وَلِيُّ اَلْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَكَ عَنْ خِصَالٍ إِنْ أَخْبَرْتَنَا بِهَا دَخَلْنَا فِي اَلْإِسْلاَمِ، وَ عَلِمْنَا أَنَّ دِيْنَ اَلْإِسْلاَمِ حَقٌّ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً كَانَ نَبِيّاً، وَ إِنْ لَمْ تُخْبِرْنَا بِهَا عَلِمْنَا أَنَّ دِيْنَ اَلْإِسْلاَمِ بَاطِلٌ وَ أَنَّ مُحَمَّداً لَمْ يَكُنْ نَبِيّاً. فَقَالَ عُمَرُ : سَلُونَا عَمَّا بَدَا لَكُمْ، فَسَأَلُوهُ عَنْ مَسَائِلَ مَذْكُورَةٍ فِي اَلْحَدِيثِ حَذَفْنَاهَا لِلاِخْتِصَارِ قَالَ: فَنَكَسَ عُمَرُ رَأْسَهُ فِي اَلْأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَقَالَ: يَا أَبَا اَلْحَسَنِ ، مَا أَرَى جَوَابَهُمْ إِلاَّ عِنْدَكَ، فَإِنْ كَانَ لَهَا جَوَابٌ فَأَجِبْ. فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «سَلُوا عَمَّا بَدَا لَكُمْ، وَ لِي عَلَيْكُمْ شَرِيطَةٌ». قَالُوا فَمَا شَرِيطَتُكَ؟ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «إِذَا أَخْبَرْتُكُمْ بِمَا فِي اَلتَّوْرَاةِ دَخَلْتُمْ فِي دِينِنَا». قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «سَلُونِي عَنْ خَصْلَةٍ خَصْلَةٍ». فَأَجَابَهُمْ عَمَّا سَأَلُوهُ، وَ هُوَ مَذْكُورٌ فِي اَلْحَدِيثِ. قَالَ: وَ كَانَتِ اَلْأَحْبَارُ ثَلاَثَةً فَوَثَبَ اِثْنَانِ فَقَالاَ: نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ. قَالَ: وَ وَقَفَ اَلْحِبْرُ اَلْآخَرُ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ لَقَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي مَا وَقَعَ فِي قُلُوبِ أَصْحَابِي، وَ لَكِنْ بَقِيَتْ خَصْلَةٌ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْمٍ كَانُوا فِي أَوَّلِ اَلزَّمَانِ فَمَاتُوا ثَلاَثَ مِائَةِ سَنَةٍ وَ تِسْعَ سِنِينَ ثُمَّ أَحْيَاهُمُ اَللَّهُ، مَا كَانَتْ قِصَّتُهُمْ؟ فَابْتَدَأَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَقَالَ: بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ `اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي أَنْزَلَ عَلىٰ عَبْدِهِ اَلْكِتٰابَ وَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ 18سُورَةَ اَلْكَهْفِ قَالَ اَلْيَهُودِيُّ : مَا أَكْثَرَ مَا سَمِعْنَا قُرْآنَكُمْ ! إِنْ كُنْتَ فَاعِلاً فَأَخْبِرْنَا عَنْ قِصَّةِ هَؤُلاَءِ وَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ عَدَدِهِمْ، وَ اِسْمِ كَلْبِهِمْ، وَ اِسْمِ كَهْفِهِمْ، وَ اِسْمِ مَلِكِهِمْ، وَ اِسْمِ مَدِينَتِهِمْ. قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، يَا أَخَا اَلْيَهُودِ ، حَدَّثَنِي حَبِيبِي مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنَّهُ كَانَ فِي أَرْضِ اَلرُّومِ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا: أَفْسُوسُ ، وَ كَانَ لَهَا مَلِكٌ 23صَالِحٌ ، فَمَاتَ مَلِكُهُمْ وَ تَشَتَّتَ أَمْرُهُمْ وَ اِخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهُمْ، فَسَمِعَ بِهِمْ مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ فَارِسَ يُقَالُ لَهُ: دَقْيُوسُ ، فَأَقْبَلَ فِي مِائَةِ أَلْفِ رَجُلٍ حَتَّى دَخَلَ مَدِينَةَ أَفْسُوسَ فَاتَّخَذَهَا دَارَ مَمْلَكَتِهِ، وَ اِتَّخَذَ فِيهَا قَصْراً طُولُهُ فَرْسَخٌ فِي عَرْضِ فَرْسَخٍ، وَ اِتَّخَذَ فِي ذَلِكَ اَلْقَصْرِ مَجْلِساً طُولُهُ أَلْفُ ذِرَاعٍ فِي عَرْضِ ذَلِكَ مِنَ اَلزُّجَاجِ اَلْمُمَرَّدِ، وَ اِتَّخَذَ فِي اَلْمَجْلِسِ أَرْبَعَةَ آلاَفِ أُسْطُوَانَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَ اِتَّخَذَ أَلْفَ قِنْدِيلٍ مِنْ ذَهَبٍ لَهُ سَلاَسِلُ مِنْ لُجَيْنٍ ، تُسْرَجُ بِأَطْيَبِ اَلْأَدْهَانِ، وَ اِتَّخَذَ فِي شَرْقِ اَلْمَجْلِسِ ثَمَانِينَ كُوَّةً ، وَ فِي غَرْبِيِّهِ ثَمَانِينَ كُوَّةً، وَ كَانَتِ اَلشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ تَدُورُ فِي اَلْمَجْلِسِ كَيْفَ مَا دَارَتْ، وَ اِتَّخَذَ لَهُ سَرِيراً مِنْ ذَهَبٍ ، لَهُ قَوَائِمُ مِنْ فِضَّةٍ مُرَصَّعَةٍ بِالْجَوَاهِرِ، وَ عَلاَهُ بِالنَّمَارِقِ، وَ اِتَّخَذَ عَنْ يَمِينِ اَلسَّرِيرِ ثَمَانِينَ كُرْسِيّاً مِنَ اَلذَّهَبِ مُرَصَّعَةً بِالزَّبَرْجَدِ اَلْأَخْضَرِ، فَأَجْلَسَ عَلَيْهَا بَطَارِقَتَهُ ، وَ اِتَّخَذَ عَنْ يَسَارِ اَلسَّرِيرِ ثَمَانِينَ كُرْسِيّاً مِنَ اَلْفِضَّةِ مُرَصَّعَةً بِالْيَاقُوتِ اَلْأَحْمَرِ، فَأَجْلَسَ عَلَيْهَا هَرَاقِلَتَهُ، ثُمَّ عَلاَ اَلسَّرِيرَ فَوَضَعَ اَلتَّاجَ عَلَى رَأْسِهِ». قَالَ: فَوَثَبَ اَلْيَهُودِيُّ ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، مِمَّ كَانَ تَاجُهُ؟ فَقَالَ: (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ، كَانَ تَاجُهُ مِنَ اَلذَّهَبِ اَلْمُشَبَّكِ، لَهُ سَبْعَةُ أَرْكَانٍ عَلَى كُلِّ رُكْنٍ لُؤْلُؤَةٌ بَيْضَاءُ تُضِيءُ كَضَوْءِ اَلْمِصْبَاحِ فِي اَللَّيْلَةِ اَلظَّلْمَاءِ، وَ اِتَّخَذَ خَمْسِينَ غُلاَماً مِنْ أَوْلاَدِ اَلْهَرَاقِلَةِ، فَقَرَّطَهُمْ بِقِرَاطِ اَلدِّيبَاجِ اَلْأَحْمَرِ، وَ سَرْوَلَهُمْ بِسَرَاوِيلاَتٍ مِنَ اَلْفِرِنْدِ اَلْأَخْضَرِ، وَ تَوَّجَهُمْ وَ دَمْلَجَهُمْ وَ خَلْخَلَهُمْ، وَ أَعْطَاهُمْ أَعْمِدَةً مِنَ اَلذَّهَبِ، وَ أَوْقَفَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ، وَ اِتَّخَذَ سِتَّةَ أَغْلِمَةٍ مِنْ أَوْلاَدِ اَلْعُلَمَاءِ، فَاتَّخَذَهُمْ وُزَرَاءَ: فَأَقَامَ ثَلاَثَةً عَنْ يَمِينِهِ، وَ ثَلاَثَةً عَنْ يَسَارِهِ». قَالَ اَلْيَهُودِيُّ : مَا كَانَ أَسْمَاءُ اَلثَّلاَثَةِ اَلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ، وَ اَلثَّلاَثَةِ اَلَّذِينَ عَنْ يَسَارِهِ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «أَمَّا اَلثَّلاَثَةُ اَلَّذِينَ كَانُوا عَنْ يَمِينِهِ فَكَانَتْ أَسْمَاؤُهُمْ تمليخا ، وَ مكسلينا ، وَ محسمينا ، وَ أَمَّا اَلثَّلاَثَةُ اَلَّذِينَ كَانُوا عَنْ يَسَارِهِ فَكَانَتْ أَسْمَاؤُهُمْ: مرطوس ، وَ كينظوس ، وَ ساربيوس ، وَ كَانَ يَسْتَشِيرُهُمْ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ». قَالَ: «وَ كَانَ يَجْلِسُ فِي كُلِّ يَوْمٍ فِي صَحْنِ دَارِهِ، اَلْبَطَارِقَةُ عَنْ يَمِينِهِ، وَ اَلْهَرَاقِلَةُ عَنْ يَسَارِهِ قَالَ وَ يَدْخُلُ ثَلاَثَةُ أَغْلِمَةٍ فِي يَدِ أَحَدِهِمْ جَامٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ مِنَ اَلْمِسْكِ اَلْمَسْحُوقِ ، وَ فِي يَدِ اَلْآخَرِ جَامٌ مِنْ فِضَّةٍ مَمْلُوءٍ مِنْ مَاءِ اَلْوَرْدِ، وَ فِي يَدِ اَلْآخَرِ طَائِرٌ أَبْيَضُ لَهُ مِنْقَارٌ أَحْمَرُ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى ذَلِكَ اَلطَّائِرِ صَفَّرَ بِهِ، فَيَطِيرُ اَلطَّائِرُ حَتَّى يَقَعَ فِي جَامِ مَاءِ اَلْوَرْدِ فَيَتَمَرَّغُ فِيهِ، فَيَحْمِلُ مَا فِي اَلْجَامِ بِرِيشِهِ وَ جَنَاحَيْهِ، ثُمَّ يُصَفِّرُ بِهِ اَلثَّانِيَةَ فَيَطِيرُ اَلطَّائِرُ حَتَّى يَقَعَ فِي اَلْمِسْكِ فَيَتَمَرَّغُ فِيهِ، فَيَحْمِلُ مَا فِي اَلْجَامِ بِرِيشِهِ وَ جَنَاحَيْهِ، ثُمَّ يُصَفِّرُ اَلثَّالِثَةَ فَيَطِيرُ اَلطَّائِرُ عَلَى رَأْسِ اَلْمَلِكِ، فَلَمَّا نَظَرَ اَلْمَلِكُ إِلَى ذَلِكَ عَتَا وَ تَجَبَّرَ وَ اِدَّعَى اَلرُّبُوبِيَّةَ مِنْ دُونِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ». قَالَ: «فَدَعَا إِلَى ذَلِكَ وُجُوهَ قَوْمِهِ، فَكُلُّ مَنْ أَطَاعَهُ عَلَى ذَلِكَ أَعْطَاهُ وَ حَبَاهُ وَ كَسَاهُ، وَ كُلُّ مَنْ لَمْ يُتَابِعْهُ قَتَلَهُ، فَاسْتَجَابَ لَهُ أُنَاسٌ، فَاتَّخَذَ لَهُمْ عِيداً فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي عِيدِهِ ، وَ اَلْبَطَارِقَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَ اَلْهَرَاقِلَةُ عَنْ يَسَارِهِ، وَ إِذَا بِبِطْرِيقٍ مِنْ بَطَارِقَتِهِ قَدْ أَقْبَلَ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّ، عَسَاكِرَ اَلْفُرْسِ قَدْ غَشِيَتْهُ، فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً حَتَّى سَقَطَ اَلتَّاجُ عَنْ نَاصِيَتِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَحَدُ اَلْفِتْيَةِ اَلثَّلاَثَةِ اَلَّذِينَ كَانُوا عَنْ يَمِينِهِ، يُقَالُ لَهُ: تمليخا ، فَقَالَ فِي نَفْسِهِ: لَوْ كَانَ دَقْيُوسُ إِلَهاً كَمَا يَزْعُمُ مَا كَانَ يَغْتَمُّ، وَ لاَ كَانَ يَفْرَحُ ، وَ لاَ كَانَ يَبُولُ وَ لاَ كَانَ يَتَغَوَّطُ، وَ لاَ كَانَ يَنَامُ وَ لاَ يَسْتَيْقِظُ، وَ لَيْسَ هَذَا مِنْ فِعْلِ اَلْإِلَهِ». قَالَ: «وَ كَانَ اَلْفِتْيَةُ اَلسِّتَّةُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ أَحَدِهِمْ يَأْكُلُونَ وَ يَشْرَبُونَ، وَ كَانُوا فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمَ عِنْدَ تمليخا فَاتَّخَذَ لَهُمْ مِنْ أَطْيَبِ اَلطَّعَامِ وَ أَعْذَبِ اَلشَّرَابِ فَطَعِمُوا وَ شَرِبُوا، ثُمَّ قَالَ: يَا إِخْوَتَاهْ، قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ قَدْ مَنَعَنِي اَلطَّعَامَ وَ اَلشَّرَابَ وَ اَلْمَنَامَ قَالُوا: وَ مَا ذَلِكَ يَا تمليخا ، فَقَالَ تمليخا : لَقَدْ أَطَلْتُ فِكْرِي فِي هَذِهِ اَلسَّمَاءِ فَقُلْتُ: مَنْ رَفَعَ سَقْفَهَا مَحْفُوظَةً بِلاَ عِلاَقَةٍ مِنْ فَوْقِهَا وَ لاَ دِعَامَةٍ مِنْ تَحْتِهَا، وَ مَنْ أَجْرَى فِيهَا شَمْساً وَ قَمَراً نَيِّرَيْنِ مُضِيئَيْنِ ، وَ مَنْ زَيَّنَهَا بِالنُّجُومِ؟ ثُمَّ أَطَلْتُ فِكْرِي فِي هَذِهِ اَلْأَرْضِ، فَقُلْتُ: مَنْ سَطَحَهَا عَلَى صَمِيمِ اَلْمَاءِ اَلزَّاخِرِ، وَ مَنْ حَبَسَهَا بِالْجِبَالِ أَنْ تَمِيدَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟ وَ أَطَلْتُ فِكْرِي فِي نَفْسِي، فَقُلْتُ: مَنْ أَخْرَجَنِي جَنِيناً مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَ مَنْ غَذَّانِي، وَ مَنْ رَبَّانِي فِي بَطْنِهَا؟ إِنَّ لِهَذَا صَانِعاً وَ مُدَبِّراً غَيْرَ دَقْيُوسَ اَلْمَلِكِ، وَ مَا هَذَا إِلاَّ مَلِكُ اَلْمُلُوكِ وَ جَبَّارُ اَلسَّمَاوَاتِ». قَالَ: «فَانْكَبَّ اَلْفِتْيَةُ عَلَى رِجْلَيْهِ فَقَبَّلُوهَا، وَ يَقُولُونَ: قَدْ هَدَانَا اَللَّهُ مِنَ اَلضَّلاَلَةِ بِكَ إِلَى اَلْهُدَى فَأَشِرْ عَلَيْنَا قَالَ فَوَثَبَ تمليخا فَبَاعَ تَمْراً مِنْ حَائِطٍ لَهُ ثَلاَثَةَ دَرَاهِمَ ، وَ صَرَّهَا فِي كُمِّهِ، وَ رَكِبُوا عَلَى خُيُولِهِمْ وَ خَرَجُوا مِنَ اَلْمَدِينَةِ، فَلَمَّا سَارُوا ثَلاَثَةَ أَمْيَالٍ، قَالَ تمليخا : يَا إِخْوَتَاهْ جَاءَ مَلِكُ اَلْآخِرَةِ وَ ذَهَبَ مَلِكُ اَلدُّنْيَا وَ زَالَ أَمْرُهَا، اِنْزِلُوا عَنْ خُيُولِكُمْ وَ اِمْشُوا عَلَى أَرْجُلِكُمْ لَعَلَّ اَللَّهَ يَجْعَلُ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً؛ فَنَزَلُوا عَنْ خُيُولِهِمْ فَمَشَوْا سَبْعَ فَرَاسِخَ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ فَجَعَلَتْ أَرْجُلُهُمْ تَقْطُرُ دَماً». قَالَ: «فَاسْتَقْبَلَهُمْ رَاعٍ، فَقَالُوا، أَيُّهَا اَلرَّاعِي، هَلْ مِنْ شَرْبَةِ لَبَنٍ؟ هَلْ مِنْ شَرْبَةِ مَاءٍ؟ فَقَالَ اَلرَّاعِي عِنْدِي مَا تُحِبُّونَ، وَ لَكِنْ أَرَى وُجُوهَكُمْ وُجُوهَ اَلْمُلُوكِ، وَ مَا أَظُنُّكُمْ إِلاَّ هُرَّاباً مِنْ دَقْيُوسَ اَلْمَلِكِ؟ قَالُوا: أَيُّهَا اَلرَّاعِي، لاَ يَحِلُّ لَنَا اَلْكَذِبُ، فَيُنْجِينَا مِنْكَ اَلصِّدْقُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخْبَرُوهُ بِقِصَّتِهِمْ، فَانْكَبَّ عَلَى أَقْدَامِهِمْ يُقَبِّلُهَا، وَ قَالَ: يَا قَوْمِ، لَقَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي مَا وَقَعَ فِي قُلُوبِكُمْ، وَ لَكِنْ أَمْهِلُونِي حَتَّى أَرُدَّ اَلْأَغْنَامَ إِلَى أَرْبَابِهَا وَ أَلْحَقَ بِكُمْ، فَوَقَفُوا لَهُ فَرَدَّ اَلْأَغْنَامَ وَ أَقْبَلَ يَسْعَى فَتَبِعَهُ كَلْبُهُ.» فَقَالَ اَلْيَهُودِيُّ : يَا عَلِيُّ ، مَا كَانَ لَوْنُ اَلْكَلْبِ، وَ مَا اِسْمُهُ؟ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «يَا أَخَا اَلْيَهُودِ ، أَمَّا لَوْنُ اَلْكَلْبِ فَكَانَ أَبْلَقَ بِسَوَادٍ، وَ أَمَّا اِسْمُهُ فَكَانَ قِطْمِيرَ . فَلَمَّا نَظَرَ اَلْفِتْيَةُ إِلَى اَلْكَلْبِ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّا نَخَافُ أَنْ يَفْضَحَنَا هَذَا اَلْكَلْبُ بِنُبَاحِهِ فَأَلَحُّوا عَلَيْهِ بِالْحِجَارَةِ، فَلَمَّا نَظَرَ اَلْكَلْبُ إِلَيْهِمْ قَدْ أَلَحُّوا عَلَيْهِ بِالطَّرْدِ أَقْعَى عَلَى ذَنَبِهِ وَ تَمَطَّى وَ نَطَقَ بِلِسَانٍ ذَلِقٍ ، وَ هُوَ يُنَادِي: يَا قَوْمِ، لِمَ تَرُدُّونِّي وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، ذَرُونِي أَحْرُسْكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، قَالَ فَجَعَلُوا يَبْتَدِرُونَهُ، فَحَمَلُوهُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ قَالَ فَلَمْ يَزَلِ اَلرَّاعِي يَسِيرُ بِهِمْ حَتَّى عَلاَ بِهِمْ جَبَلاً فَانْحَطَّ بِهِمْ عَلَى كَهْفٍ يُقَالُ لَهُ: اَلْوَصِيدُ ، فَإِذَا بِإِزَاءِ اَلْكَهْفِ عَيْنٌ، وَ أَشْجَارٌ مُثْمِرَةٌ، فَأَكَلُوا مِنَ اَلثَّمَرَةِ وَ شَرِبُوا مِنَ اَلْمَاءِ، وَ جَنَّهُمُ اَللَّيْلُ فَأَوَوْا إِلَى اَلْكَهْفِ، فَأَوْحَى اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ إِلَى مَلَكِ اَلْمَوْتِ : أَنْ يَقْبِضَ أَرْوَاحَهُمْ، وَ وَكَّلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَلَكَيْنِ يُقَلِّبَانِهِ ذَاتَ اَلْيَمِينِ إِلَى ذَاتِ اَلشِّمَالِ، وَ ذَاتَ اَلشِّمَالِ إِلَى ذَاتِ اَلْيَمِينِ، وَ أَوْحَى اَللَّهُ إِلَى خَازِنِ اَلشَّمْسِ فَكَانَتْ تَزٰاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذٰاتَ اَلْيَمِينِ ، وَ تَقْرِضُهُمْ ذٰاتَ اَلشِّمٰالِ . فَلَمَّا رَجَعَ دَقْيُوسُ مِنْ عِيدِهِ سَأَلَ عَنِ اَلْفِتْيَةِ، فَأُخْبِرَ أَنَّهُمْ ذَهَبُوا هَرَباً، فَرَكِبَ فِي ثَمَانِينَ أَلْفَ حِصَانٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَقِفُوا أَثَرَهُمْ حَتَّى عَلاَ اَلْجَبَلَ، وَ اِنْحَطَّ إِلَى اَلْكَهْفِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمْ إِذَا هُمْ نِيَامٌ فَقَالَ اَلْمَلِكُ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُعَاقِبَهُمْ بِشَيْءٍ لَمَا عَاقَبْتُهُمْ بِأَكْثَرَ مِمَّا عَاقَبُوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَ لَكِنِ اِئْتُونِي بِالْبَنَّائِينَ، وَ سَدَّ بَابَ اَلْكَهْفِ بِالْكِلْسِ وَ اَلْحِجَارَةِ، ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: قُولُوا لَهُمْ يَقُولُونَ لِإِلَهِهِمُ اَلَّذِي فِي اَلسَّمَاءِ لِيُنْجِيَهُمْ مِمَّا بِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ، وَ أَنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْ هَذَا اَلْمَوْضِعِ». ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «يَا أَخَا اَلْيَهُودِ ، فَمَكَثُوا ثَلاَثَمِائَةٍ وَ تِسْعَ سِنِينَ، فَلَمَّا أَرَادَ اَللَّهُ أَنْ يُحْيِيَهُمْ أَمَرَ إِسْرَافِيلَ اَلْمَلَكَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِمُ اَلرُّوحَ قَالَ فَنَفَخَ فَقَامُوا مِنْ رَقْدَتِهِمْ، فَلَمَّا بَزَغَتِ اَلشَّمْسُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ غَفَلْنَا فِي هَذِهِ اَللَّيْلَةِ عَنْ عِبَادَةِ إِلَهِ اَلسَّمَاوَاتِ فَقَامُوا فَإِذَا اَلْعَيْنُ قَدْ غَارَتْ وَ اَلْأَشْجَارُ قَدْ جَفَّتْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّ فِي أَمْرِنَا لَعَجَباً، مِثْلُ تِلْكَ اَلْعَيْنِ اَلْغَزِيرَةِ قَدْ غَارَتْ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَ مِثْلُ تِلْكَ اَلْأَشْجَارِ قَدْ جَفَّتْ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ!». قَالَ: «وَ مَسَّهُمُ اَلْجُوعُ فَقَالُوا: اِبْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى اَلْمَدِينَةِ، فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَ لْيَتَلَطَّفْ وَ لاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً: فَقَالَ تمليخا : لاَ يَذْهَبُ فِي حَوَائِجِكُمْ غَيْرِي، وَ لَكِنِ اِدْفَعْ إِلَيَّ أَيُّهَا اَلرَّاعِي ثِيَابَكَ؛ قَالَ: فَدَفَعَ اَلرَّاعِي إِلَيْهِ ثِيَابَهُ وَ مَضَى إِلَى اَلْمَدِينَةِ، فَجَعَلَ يَرَى مَوَاضِعَ لاَ يَعْرِفُهَا وَ طُرُقاً يُنْكِرُهَا، حَتَّى أَتَى بَابَ اَلْمَدِينَةِ، فَإِذَا عَلَيْهِ عَلَمٌ أَخْضَرُ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ بِالصُّفْرَةِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، 44عِيسَى رَسُولُ اَللَّهِ وَ رُوحُهُ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى اَلْعَلَمِ وَ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَ يَقُولُ: كَأَنِّي نَائِمٌ؛ ثُمَّ دَخَلَ اَلْمَدِينَةَ حَتَّى أَتَى اَلسُّوقَ فَإِذَا رَجُلٌ خَبَّازٌ، فَقَالَ: أَيُّهَا اَلْخَبَّازُ مَا اِسْمُ مَدِينَتِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: أَفْسُوسُ . قَالَ: وَ مَا اِسْمُ مَلِكِكُمْ؟ قَالَ: عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ ، قَالَ: يَا هَذَا حَرِّكْنِي كَأَنِّي نَائِمٌ فَقَالَ اَلْخَبَّازُ: أَ تَهْزَأُ بِي، تُكَلِّمُنِي وَ أَنْتَ نَائِمٌ؟! فَقَالَ تمليخا لِلْخَبَّازِ: فَادْفَعْ إِلَيَّ بِهَذَا اَلْوَرِقِ طَعَاماً. قَالَ: فَتَعَجَّبَ اَلْخَبَّازُ مِنْ نَقْشِ اَلدِّرْهَمِ وَ مِنْ كِبَرِهِ». قَالَ: فَوَثَبَ اَلْيَهُودِيُّ وَ قَالَ: يَا عَلِيُّ وَ مَا كَانَ وَزْنُ كُلِّ دِرْهَمٍ؟ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «يَا أَخَا اَلْيَهُودِ ، كَانَ وَزْنُ كُلِّ دِرْهَمٍ مِنْهَا عَشَرَةَ دَرَاهِمَ وَ ثُلُثَيْ دِرْهَمٍ». قَالَ: «فَقَالَ لَهُ اَلْخَبَّازُ: يَا هَذَا، إِنَّكَ أَصَبْتَ كَنْزاً؟ فَقَالَ تمليخا : مَا هَذَا إِلاَّ ثَمَنُ تَمْرَةٍ بِعْتُهَا مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَ خَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ اَلْمَدِينَةِ وَ تَرَكْتُ، اَلنَّاسَ يَعْبُدُونَ دَقْيُوسَ اَلْمَلِكَ؛ فَغَضِبَ اَلْخَبَّازُ وَ قَالَ: أَلاَّ تُعْطِينِي بَعْضَهَا وَ تَنْجُوَ، أَ تَذْكُرُ رَجُلاً خَمَّاراً كَانَ يَدَّعِي اَلرُّبُوبِيَّةَ قَدْ مَاتَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِائَةِ سَنَةٍ؟». قَالَ: فَثَبَتَ تمليخا حَتَّى أَدْخَلَهُ اَلْخَبَّازُ عَلَى اَلْمَلِكِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذَا اَلْفَتَى؟ فَقَالَ: اَلْخَبَّازُ: هَذَا رَجُلٌ أَصَابَ كَنْزاً. فَقَالَ لَهُ اَلْمَلِكُ: لاَ تَخَفْ يَا فَتَى فَإِنَّ نَبِيَّنَا 44عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَمَرَنَا أَنْ لاَ نَأْخُذَ مِنَ اَلْكُنُوزِ إِلاَّ خُمُسَهَا، فَأَعْطِنِي خُمُسَهَا وَ اِمْضِ سَالِماً. فَقَالَ تمليخا : اُنْظُرْ أَيُّهَا اَلْمَلِكُ فِي أَمْرِي، مَا أَصَبْتُ كَنْزاً، أَنَا مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اَلْمَدِينَةِ. قَالَ: لَهُ اَلْمَلِكُ: أَنْتَ مِنْ أَهْلِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ تَعْرِفُ مِنْهَا أَحَداً؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَسَمِّ، فَسَمَّى تمليخا نَحْواً مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ لاَ يُعْرَفُ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ. قَالَ: مَا اِسْمُكَ؟ قَالَ: اِسْمِي تمليخا . قَالَ: مَا هَذِهِ اَلْأَسْمَاءُ؟ قَالَ: أَسْمَاءُ أَهْلِ زَمَانِنَا. قَالَ: فَهَلْ لَكَ فِي هَذِهِ اَلْمَدِينَةِ دَارٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، اِرْكَبْ أَيُّهَا اَلْمَلِكُ مَعِي قَالَ: فَرَكِبَ اَلنَّاسُ مَعَهُ، فَأَتَى بِهِمْ إِلَى أَرْفَعِ بَابِ دَارٍ فِي اَلْمَدِينَةِ، فَقَالَ تمليخا : هَذِهِ اَلدَّارُ دَارِي، فَقَرَعَ اَلْبَابَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ شَيْخٌ قَدْ وَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنَ اَلْكِبَرِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالَ: لَهُ اَلْمَلِكُ: أَتَيْنَا بِالْعَجَبِ، هَذَا اَلْغُلاَمُ يَزْعُمُ أَنَّ هَذِهِ اَلدَّارَ دَارُهُ. فَقَالَ لَهُ اَلشَّيْخُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا تمليخا بْنُ قسطنطين . قَالَ: فَانْكَبَّ اَلشَّيْخُ عَلَى رِجْلَيْهِ يُقَبِّلُهَا وَ يَقُولُ: هُوَ جَدِّي وَ رَبِّ اَلْكَعْبَةِ . فَقَالَ: أَيُّهَا اَلْمَلِكُ، هَؤُلاَءِ اَلسِّتَّةُ اَلَّذِينَ خَرَجُوا هُرَّاباً مِنْ دَقْيُوسَ اَلْمَلِكِ». قَالَ: «فَنَزَلَ اَلْمَلِكُ عَنْ فَرَسِهِ، وَ حَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، وَ جَعَلَ اَلنَّاسُ يُقَبِّلُونَ يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ: يَا تمليخا ، مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ فِي اَلْكَهْفِ، فَكَانَ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ مَلِكَانِ: مَلِكٌ مُسْلِمٌ، وَ مَلِكٌ نَصْرَانِيٌّ ، فَرَكِبَا وَ أَصْحَابُهُمَا، فَلَمَّا صَارُوا قَرِيباً مِنَ اَلْكَهْفِ قَالَ لَهُمْ تمليخا : يَا قَوْمِ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَسْمَعَ أَصْحَابِي أَصْوَاتَ حَوَافِرِ اَلْخُيُولِ فَيَظُنُّونَ أَنَّ دَقْيُوسَ اَلْمَلِكَ قَدْ جَاءَ فِي طَلَبِهِمْ، وَ لَكِنْ أَمْهِلُونِي حَتَّى أَتَقَدَّمَ فَأُخْبِرَهُمْ قَالَ فَوَقَفَ اَلنَّاسُ وَ أَقْبَلَ تمليخا حَتَّى دَخَلَ اَلْكَهْفَ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ أَعْتَقُوهُ وَ قَالُوا: اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي نَجَّاكَ مِنَ دَقْيُوسَ . فَقَالَ تمليخا : دَعُونِي عَنْكُمْ وَ عَنْ دَقْيُوسَ ، كَمْ لَبِثْتُمْ؟ قَالُوا: لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ. قَالَ تمليخا : بَلْ لَبِثْتُمْ ثَلاَثَمِائَةٍ وَ تِسْعَ سِنِينَ، وَ قَدْ مَاتَ دَقْيُوسَ وَ ذَهَبَ قَرْنٌ بَعْدَ قَرْنٍ، بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ: 44اَلْمَسِيحُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَ رَفَعَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ، وَ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْنَا اَلْمَلِكُ وَ اَلنَّاسُ مَعَهُ قَالُوا: يَا تمليخا ، أَ تُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَنَا فِتْنَةً لِلْعَالَمِينَ؟ قَالَ تمليخا : فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: تَدْعُو اَللَّهَ وَ نَدْعُوهُ مَعَكَ أَنْ يَقْبِضَ أَرْوَاحَنَا، وَ يَجْعَلَ عَشَاءَنَا مَعَهُ فِي اَلْجَنَّةِ قَالَ فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَ قَالُوا: إِلَهَنَا، بِحَقِّ مَا آتَيْتَنَا مِنَ اَلدِّينِ فَمُرْ بِقَبْضِ أَرْوَاحِنَا؛ فَأَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ، وَ طَمَسَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى بَابِ اَلْكَهْفِ عَنِ اَلنَّاسِ، فَأَقْبَلَ اَلْمَلِكَانِ يَطُوفَانِ عَلَى بَابِ اَلْكَهْفِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يَجِدَانِ لِلْكَهْفِ بَاباً فَقَالَ اَلْمَلِكُ اَلْمُسْلِمُ: مَاتُوا عَلَى دِينِنَا، أَبْنِي عَلَى بَابِ اَلْكَهْفِ مَسْجِداً. وَ قَالَ اَلنَّصْرَانِيُّ لاَ، بَلْ مَاتُوا عَلَى دِينِنَا أَبْنِيَ عَلَى بَابِ اَلْكَهْفِ دَيْراً. فَاقْتَتَلاَ، فَغَلَبَ اَلْمُسْلِمُ اَلنَّصْرَانِيَّ ، وَ بَنَى عَلَى بَابِ اَلْكَهْفِ مَسْجِداً». ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) «سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ يَا يَهُودِيُّ أَ يُوَافِقُ مَا فِي تَوْرَاتِكُمْ »؟ فَقَالَ اَلْيَهُودِيُّ : وَ اَللَّهِ مَا زِدْتَ حَرْفاً وَ لاَ نَقَصْتَ حَرْفاً، وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ، وَ أَنَّكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَصِيُّ رَسُولِ اَللَّهِ حَقّاً».
أخرج سعيد بن منصور و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن عطاء الخراساني في قوله وَ إِذِ اِعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَ مٰا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اَللّٰهَ قال كان قوم الفتية يعبدون الله و يعبدون معه آلهة شي فاعتزلت الفتية عبادة تلك الآلهة و لم تعتزل عبادة الله
و أخرج ابن جرير و ابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه وَ إِذِ اِعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَ مٰا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اَللّٰهَ قال هي في مصحف ابن مسعود و ما يعبدون من دون الله فهذا تفسيرها
21)حسن بن ابى حسن ديلمى:با حذف سند در حديثى مرفوع از ابن عباس كه خداوند از او خشنود باد،روايت كرده است:هنگامى كه عمر بن خطاب خلافت را برعهده گرفت،قومى از علماى يهود نزد او آمدند و گفتند:اى عمر!بعد از محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،تو ولى امر هستى؟عمر گفت:آرى.گفتند: مىخواهيم از تو در مورد مسائلى سؤال كنيم.اگر ما را آگاه كردى،به دين اسلام روى مىآوريم و مىفهميم كه دين اسلام،حق است و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلم پيامبر است،و اگر ما را از آن آگاه نكنى،مىفهميم كه دين اسلام باطل است و...
قوله و اذ اعتزلتموهم و ما یعبدون الا الله و هی فی مصحف عبد الله و ما یعبدون من دون الله هذا تفسیرها