سوره
نام سوره .
کتاب0
قرن0
مذهب0
نوع0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ

سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلࣰا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ1

وَءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدࣰى لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلࣰا2
ذُرِّيَّةَ مَنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٍۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَبۡدࣰا شَكُورࣰا3
وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوࣰّا كَبِيرࣰا4
فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادࣰا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسࣲ شَدِيدࣲ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدࣰا مَّفۡعُولࣰا5
ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلࣲ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا6
إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا7
عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ حَصِيرًا8
إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرࣰا كَبِيرࣰا9
وَأَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمࣰا10
وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولࣰا11
وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبۡصِرَةࣰ لِّتَبۡتَغُواْ فَضۡلࣰا مِّن رَّبِّكُمۡ وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ وَكُلَّ شَيۡءࣲ فَصَّلۡنَٰهُ تَفۡصِيلࣰا12
وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَـٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبࣰا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا13
ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبࣰا14
مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولࣰا15
وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرࣰا16
وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِنۢ بَعۡدِ نُوحࣲۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرࣰا17
مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ يَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومࣰا مَّدۡحُورࣰا18
وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَأُوْلَـٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورࣰا19
كُلࣰّا نُّمِدُّ هَـٰٓؤُلَآءِ وَهَـٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا20
ٱنظُرۡ كَيۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۚ وَلَلۡأٓخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَٰتࣲ وَأَكۡبَرُ تَفۡضِيلࣰا21
لَّا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَقۡعُدَ مَذۡمُومࣰا مَّخۡذُولࣰا22
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفࣲّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلࣰا كَرِيمࣰا23
وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرࣰا24
رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُواْ صَٰلِحِينَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّـٰبِينَ غَفُورࣰا25
وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا26
إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورࣰا27
وَإِمَّا تُعۡرِضَنَّ عَنۡهُمُ ٱبۡتِغَآءَ رَحۡمَةࣲ مِّن رَّبِّكَ تَرۡجُوهَا فَقُل لَّهُمۡ قَوۡلࣰا مَّيۡسُورࣰا28
وَلَا تَجۡعَلۡ يَدَكَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ فَتَقۡعُدَ مَلُومࣰا مَّحۡسُورًا29
إِنَّ رَبَّكَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرࣰا30
وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ خَشۡيَةَ إِمۡلَٰقࣲۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِيَّاكُمۡۚ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ كَانَ خِطۡـࣰٔا كَبِيرࣰا31
وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةࣰ وَسَآءَ سَبِيلࣰا32
وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَمَن قُتِلَ مَظۡلُومࣰا فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِيِّهِۦ سُلۡطَٰنࣰا فَلَا يُسۡرِف فِّي ٱلۡقَتۡلِۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورࣰا33
وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسۡـُٔولࣰا34
وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ إِذَا كِلۡتُمۡ وَزِنُواْ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِيمِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرࣱ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلࣰا35
وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَـٰٓئِكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولࣰا36
وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّكَ لَن تَخۡرِقَ ٱلۡأَرۡضَ وَلَن تَبۡلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولࣰا37
كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهࣰا38
ذَٰلِكَ مِمَّآ أَوۡحَىٰٓ إِلَيۡكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلۡحِكۡمَةِۗ وَلَا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتُلۡقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومࣰا مَّدۡحُورًا39
أَفَأَصۡفَىٰكُمۡ رَبُّكُم بِٱلۡبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنَٰثًاۚ إِنَّكُمۡ لَتَقُولُونَ قَوۡلًا عَظِيمࣰا40
وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا نُفُورࣰا41
قُل لَّوۡ كَانَ مَعَهُۥٓ ءَالِهَةࣱ كَمَا يَقُولُونَ إِذࣰا لَّٱبۡتَغَوۡاْ إِلَىٰ ذِي ٱلۡعَرۡشِ سَبِيلࣰا42
سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوࣰّا كَبِيرࣰا43
تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورࣰا44
وَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ جَعَلۡنَا بَيۡنَكَ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ حِجَابࣰا مَّسۡتُورࣰا45
وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣰاۚ وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُۥ وَلَّوۡاْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِمۡ نُفُورࣰا46
نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَسۡتَمِعُونَ بِهِۦٓ إِذۡ يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَ وَإِذۡ هُمۡ نَجۡوَىٰٓ إِذۡ يَقُولُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلࣰا مَّسۡحُورًا47
ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَالَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلࣰا48
وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمࣰا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقࣰا جَدِيدࣰا49
قُلۡ كُونُواْ حِجَارَةً أَوۡ حَدِيدًا50
أَوۡ خَلۡقࣰا مِّمَّا يَكۡبُرُ فِي صُدُورِكُمۡۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَاۖ قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةࣲۚ فَسَيُنۡغِضُونَ إِلَيۡكَ رُءُوسَهُمۡ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبࣰا51
يَوۡمَ يَدۡعُوكُمۡ فَتَسۡتَجِيبُونَ بِحَمۡدِهِۦ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلࣰا52
وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ يَنزَغُ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوࣰّا مُّبِينࣰا53
رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ إِن يَشَأۡ يَرۡحَمۡكُمۡ أَوۡ إِن يَشَأۡ يُعَذِّبۡكُمۡۚ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلࣰا54
وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِمَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَلَقَدۡ فَضَّلۡنَا بَعۡضَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ عَلَىٰ بَعۡضࣲۖ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورࣰا55
قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا56
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورࣰا57
وَإِن مِّن قَرۡيَةٍ إِلَّا نَحۡنُ مُهۡلِكُوهَا قَبۡلَ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَوۡ مُعَذِّبُوهَا عَذَابࣰا شَدِيدࣰاۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَسۡطُورࣰا58
وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرۡسِلَ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّآ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلۡأَوَّلُونَۚ وَءَاتَيۡنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبۡصِرَةࣰ فَظَلَمُواْ بِهَاۚ وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّا تَخۡوِيفࣰا59
وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِيٓ أَرَيۡنَٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا طُغۡيَٰنࣰا كَبِيرࣰا60
وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ قَالَ ءَأَسۡجُدُ لِمَنۡ خَلَقۡتَ طِينࣰا61
قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلࣰا62
قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمۡ جَزَآءࣰ مَّوۡفُورࣰا63
وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ وَأَجۡلِبۡ عَلَيۡهِم بِخَيۡلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِ وَعِدۡهُمۡۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا64
إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنࣱۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلࣰا65
رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزۡجِي لَكُمُ ٱلۡفُلۡكَ فِي ٱلۡبَحۡرِ لِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمࣰا66
وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ فَلَمَّا نَجَّىٰكُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ أَعۡرَضۡتُمۡۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ كَفُورًا67
أَفَأَمِنتُمۡ أَن يَخۡسِفَ بِكُمۡ جَانِبَ ٱلۡبَرِّ أَوۡ يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبࣰا ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ وَكِيلًا68
أَمۡ أَمِنتُمۡ أَن يُعِيدَكُمۡ فِيهِ تَارَةً أُخۡرَىٰ فَيُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ قَاصِفࣰا مِّنَ ٱلرِّيحِ فَيُغۡرِقَكُم بِمَا كَفَرۡتُمۡۙ ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ عَلَيۡنَا بِهِۦ تَبِيعࣰا69
وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرࣲ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلࣰا70
يَوۡمَ نَدۡعُواْ كُلَّ أُنَاسِۭ بِإِمَٰمِهِمۡۖ فَمَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ يَقۡرَءُونَ كِتَٰبَهُمۡ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلࣰا71
وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِۦٓ أَعۡمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلࣰا72
وَإِن كَادُواْ لَيَفۡتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ لِتَفۡتَرِيَ عَلَيۡنَا غَيۡرَهُۥۖ وَإِذࣰا لَّٱتَّخَذُوكَ خَلِيلࣰا73
وَلَوۡلَآ أَن ثَبَّتۡنَٰكَ لَقَدۡ كِدتَّ تَرۡكَنُ إِلَيۡهِمۡ شَيۡـࣰٔا قَلِيلًا74
إِذࣰا لَّأَذَقۡنَٰكَ ضِعۡفَ ٱلۡحَيَوٰةِ وَضِعۡفَ ٱلۡمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيۡنَا نَصِيرࣰا75
وَإِن كَادُواْ لَيَسۡتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ لِيُخۡرِجُوكَ مِنۡهَاۖ وَإِذࣰا لَّا يَلۡبَثُونَ خِلَٰفَكَ إِلَّا قَلِيلࣰا76
سُنَّةَ مَن قَدۡ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ مِن رُّسُلِنَاۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحۡوِيلًا77
أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودࣰا78
وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةࣰ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامࣰا مَّحۡمُودࣰا79
وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِي مُدۡخَلَ صِدۡقࣲ وَأَخۡرِجۡنِي مُخۡرَجَ صِدۡقࣲ وَٱجۡعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلۡطَٰنࣰا نَّصِيرࣰا80
وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقࣰا81
وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءࣱ وَرَحۡمَةࣱ لِّلۡمُؤۡمِنِينَۙ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارࣰا82
وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ كَانَ يَـُٔوسࣰا83
قُلۡ كُلࣱّ يَعۡمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِۦ فَرَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَنۡ هُوَ أَهۡدَىٰ سَبِيلࣰا84
وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلࣰا85
وَلَئِن شِئۡنَا لَنَذۡهَبَنَّ بِٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِۦ عَلَيۡنَا وَكِيلًا86
إِلَّا رَحۡمَةࣰ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّ فَضۡلَهُۥ كَانَ عَلَيۡكَ كَبِيرࣰا87
قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضࣲ ظَهِيرࣰا88
وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلࣲ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورࣰا89
وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا90
أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةࣱ مِّن نَّخِيلࣲ وَعِنَبࣲ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَٰرَ خِلَٰلَهَا تَفۡجِيرًا91
أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ قَبِيلًا92
أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتࣱ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَٰبࣰا نَّقۡرَؤُهُۥۗ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرࣰا رَّسُولࣰا93
وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَرࣰا رَّسُولࣰا94
قُل لَّوۡ كَانَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَلَـٰٓئِكَةࣱ يَمۡشُونَ مُطۡمَئِنِّينَ لَنَزَّلۡنَا عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكࣰا رَّسُولࣰا95
قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرࣰا96
وَمَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُمۡ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِهِۦۖ وَنَحۡشُرُهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ عُمۡيࣰا وَبُكۡمࣰا وَصُمࣰّاۖ مَّأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَٰهُمۡ سَعِيرࣰا97
ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمࣰا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقࣰا جَدِيدًا98
أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۡ وَجَعَلَ لَهُمۡ أَجَلࣰا لَّا رَيۡبَ فِيهِ فَأَبَى ٱلظَّـٰلِمُونَ إِلَّا كُفُورࣰا99
قُل لَّوۡ أَنتُمۡ تَمۡلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحۡمَةِ رَبِّيٓ إِذࣰا لَّأَمۡسَكۡتُمۡ خَشۡيَةَ ٱلۡإِنفَاقِۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ قَتُورࣰا100
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ تِسۡعَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتࣲۖ فَسۡـَٔلۡ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ إِذۡ جَآءَهُمۡ فَقَالَ لَهُۥ فِرۡعَوۡنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰمُوسَىٰ مَسۡحُورࣰا101
قَالَ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰفِرۡعَوۡنُ مَثۡبُورࣰا102
فَأَرَادَ أَن يَسۡتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ فَأَغۡرَقۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ جَمِيعࣰا103
وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفࣰا104
وَبِٱلۡحَقِّ أَنزَلۡنَٰهُ وَبِٱلۡحَقِّ نَزَلَۗ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا مُبَشِّرࣰا وَنَذِيرࣰا105
وَقُرۡءَانࣰا فَرَقۡنَٰهُ لِتَقۡرَأَهُۥ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكۡثࣲ وَنَزَّلۡنَٰهُ تَنزِيلࣰا106
قُلۡ ءَامِنُواْ بِهِۦٓ أَوۡ لَا تُؤۡمِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مِن قَبۡلِهِۦٓ إِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ يَخِرُّونَۤ لِلۡأَذۡقَانِۤ سُجَّدࣰاۤ107
وَيَقُولُونَ سُبۡحَٰنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعۡدُ رَبِّنَا لَمَفۡعُولࣰا108
وَيَخِرُّونَ لِلۡأَذۡقَانِ يَبۡكُونَ وَيَزِيدُهُمۡ خُشُوعࣰا109
قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيࣰّا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا وَٱبۡتَغِ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلࣰا110
وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدࣰا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكࣱ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيࣱّ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا111
فیلتر بر اساس کتاب
کتاب
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور135
تفسير نور الثقلين86
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب85
ترجمه تفسیر روایی البرهان60
البرهان في تفسير القرآن57
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)28
تفسير الصافي15
تفسير العيّاشي15
ترجمه تفسیر قمی12
تفسير القمي12
قرن
قرن دوازدهم288
قرن دهم135
قرن چهارم43
قرن سوم24
قرن يازدهم15
مذهب
شيعه342
سني163
نوع حدیث
تفسیری505
505 مورد یافت شد
البرهان في تفسير القرآن

8 قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ‌ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‌ مُوسَى اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: قَالَ لِي: «يَا أَحْمَدُ ، مَا اَلْخِلاَفُ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ أَصْحَابِ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ بِالنَّفْيِ لِلْجِسْمِ فِي اَلتَّوْحِيدِ؟» فَقُلْتُ‌: جُعِلْتُ فِدَاكَ‌، قُلْنَا نَحْنُ بِالصُّورَةِ‌، لِلْحَدِيثِ اَلَّذِي رُوِيَ «أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) رَأَى رَبَّهُ فِي صُورَةِ شَابٍّ‌» وَ قَالَ هِشَامُ بْنُ اَلْحَكَمِ‌ بِالنَّفْيِ لِلْجِسْمِ‌. فَقَالَ‌: «يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ‌ ، وَ بَلَغَ عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى ، خُرِقَ لَهُ فِي اَلْحُجُبِ مِثْلُ سَمِّ اَلْإِبْرَةِ‌ ، فَرَأَى مِنْ نُورِ اَلْعَظَمَةِ مَا شَاءَ اَللَّهُ أَنْ يَرَى، وَ أَرَدْتُمْ أَنْتُمُ اَلتَّشْبِيهَ‌، دَعْ هَذَا يَا أَحْمَدُ لاَ يَنْفَتِحْ عَلَيْكَ مِنْهُ أَمْرٌ عَظِيمٌ‌».

البرهان في تفسير القرآن

14,6 قَالَ‌: وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) يُكْثِرُ مِنْ تَقْبِيلِ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ‌) ، فَغَضِبَتْ مِنْ‌ ذَلِكَ عَائِشَةُ‌ ، فَقَالَتْ‌: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ، إِنَّكَ تُكْثِرُ تَقْبِيلَ فَاطِمَةَ‌ ! فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : يَا عَائِشَةُ‌ ، إِنِّي لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ‌ ، وَ دَخَلْتُ اَلْجَنَّةَ‌ ، فَأَدْنَانِي جَبْرَئِيلُ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مِنْ شَجَرَةِ طُوبَى ، نَاوَلَنِي مِنْ ثِمَارِهَا فَأَكَلْتُهُ‌، فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَى اَلْأَرْضِ جَعَلَ‌ اَللَّهُ ذَلِكَ مَاءً فِي ظَهْرِي، فَوَاقَعْتُ خَدِيجَةَ‌ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ‌ ، فَمَا قَبَّلْتُهَا إِلاَّ وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَى مِنْهَا».

البرهان في تفسير القرآن

14 وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ قَالَ‌: «قَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ‌ ، دَخَلْتُ اَلْجَنَّةَ‌ ، فَرَأَيْتُ فِيهَا قِيعَاناً يَقَقاً، وَ رَأَيْتُ فِيهَا اَلْمَلاَئِكَةُ يَبْنُونَ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ‌، وَ رُبَّمَا أَمْسَكُوا. فَقُلْتُ لَهُمْ‌: مَا لَكُمْ رُبَّمَا بَنَيْتُمْ‌، وَ رُبَّمَا أَمْسَكْتُمْ؟ فَقَالُوا: حَتَّى تَأْتِيَنَا اَلنَّفَقَةُ‌. فَقُلْتُ‌: مَا نَفَقَتُكُمْ‌. قَالُوا: قَوْلُ اَلْمُؤْمِنِ فِي اَلدُّنْيَا: (سُبْحَانَ اَللَّهِ وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ‌ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ اَللَّهُ أَكْبَرُ). فَإِذَا قَالَ بَنَيْنَا، وَ إِذَا أَمْسَكَ أَمْسَكْنَا».

البرهان في تفسير القرآن

14 وَ قَالَ‌: «قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : لَمَّا أَسْرَى بِي رَبِّي إِلَى سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ‌، أَخَذَ بِيَدِي جَبْرَئِيلُ‌ ، فَأَدْخَلَنِي اَلْجَنَّةَ‌ ، فَأَجْلَسَنِي عَلَى دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِيكِ‌ اَلْجَنَّةِ‌ ، فَنَاوَلَنِي سَفَرْجَلَةً‌، فَانْفَلَقَتْ نِصْفَيْنِ‌، فَخَرَجَتْ مِنْ بَيْنِهِمَا حَوْرَاءُ‌، فَقَامَتْ بَيْنَ يَدَيَّ‌، فَقَالَتْ‌: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ . فَقُلْتُ‌: وَ عَلَيْكَ اَلسَّلاَمُ‌، مَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ‌: أَنَا اَلرَّاضِيَةُ اَلْمَرْضِيَّةُ‌ ، خَلَقَنِي اَللَّهُ اَلْجَبَّارُ مِنْ ثَلاَثَةِ أَنْوَاعٍ‌: أَسْفَلِي مِنَ اَلْمِسْكِ‌، وَ وَسَطِي مِنَ اَلْعَنْبَرِ، وَ أَعْلاَيَ مِنَ اَلْكَافُورِ، وَ عُجِنْتُ بِمَاءِ اَلْحَيَوَانِ‌، ثُمَّ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ لِي: كُونِي، فَكُنْتُ لِأَخِيكَ وَ اِبْنِ عَمِّكَ وَ وَصِيِّكَ عَلِيِّ‌ اِبْنِ أَبِي طَالِبٍ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

14,53924 / _31 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ : عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ‌ مَحْبُوبٍ‌ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ثَابِتِ بْنِ دِينَارٍ اَلثُّمَالِيِّ‌ ، وَ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي اَلرَّبِيعِ‌ ، قَالَ‌: حَجَجْتُ‌ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي اَلسَّنَةِ اَلَّتِي حَجَّ فِيهَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اَلْمَلِكِ‌ ، وَ كَانَ مَعَهُ نَافِعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ اَلْخَطَّابِ‌ ، فَنَظَرَ نَافِعٌ‌ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي رُكْنِ اَلْبَيْتِ‌ وَ قَدِ اِجْتَمَعَ عَلَيْهِ اَلنَّاسُ‌، فَقَالَ نَافِعٌ‌ : يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌، مَنْ هَذَا اَلَّذِي قَدْ تَدَاكَّ عَلَيْهِ‌ اَلنَّاسُ؟ فَقَالَ هَذَا نَبِيُّ أَهْلِ اَلْكُوفَةِ‌ ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ‌ فَقَالَ‌: اِشْهَدْ لَآتِيَنَّهُ فَلَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ مَسَائِلَ لاَ يُجِيبُنِي فِيهَا إِلاَّ نَبِيٌّ‌، أَوِ اِبْنُ نَبِيٍّ‌، أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ‌. قَالَ‌: فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَاسْأَلْهُ‌، لَعَلَّكَ تُخْجِلُهُ‌. فَجَاءَ نَافِعٌ‌ حَتَّى اِتَّكَأَ عَلَى اَلنَّاسِ‌، ثُمَّ أَشْرَفَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَقَالَ‌: يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ‌ ، إِنِّي قَرَأْتُ‌ اَلتَّوْرَاةَ‌ وَ اَلْإِنْجِيلَ‌ وَ اَلزَّبُورَ وَ اَلْفُرْقَانَ‌ ، وَ قَدْ عَرَفْتُ حَلاَلَهَا وَ حَرَامَهَا، وَ قَدْ جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ مَسَائِلَ‌، لاَ يُجِيبُ فِيهَا إِلاَّ نَبِيٌّ‌، أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ‌، أَوِ اِبْنُ نَبِيٍّ‌. قَالَ‌: فَرَفَعَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) رَأْسَهُ فَقَالَ‌: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ‌». فَقَالَ‌: أَخْبِرْنِي كَمْ بَيْنَ 44عِيسَى وَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) مِنْ سَنَةٍ؟ فَقَالَ‌: «أُخْبِرُكَ بِقَوْلِي أَوْ بِقَوْلِكَ؟» قَالَ‌: أَخْبِرْنِي بِالْقَوْلَيْنِ جَمِيعاً. فَقَالَ‌: «أَمَّا فِي قَوْلِي فَخَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ‌، وَ أَمَّا فِي قَوْلِكَ فَسِتٌّ مِائَةِ سَنَةٍ‌». قَالَ‌: فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ‌ : وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنٰا أَ جَعَلْنٰا مِنْ دُونِ اَلرَّحْمٰنِ‌ آلِهَةً يُعْبَدُونَ‌ مَنِ اَلَّذِي سَأَلَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ 44عِيسَى خَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ؟ قَالَ‌: فَتَلاَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) هَذِهِ اَلْآيَةَ‌:« سُبْحٰانَ اَلَّذِي أَسْرىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ‌ إِلَى اَلْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى اَلَّذِي بٰارَكْنٰا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيٰاتِنٰا فَكَانَ مِنَ اَلْآيَاتِ اَلَّتِي أَرَاهَا اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حَيْثُ أَسْرَى بِهِ إِلَى بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ‌ أَنْ حَشَرَ اَللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلْمُرْسَلِينَ‌، ثُمَّ أَمَرَ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَأَذَّنَ‌ شَفْعاً، وَ أَقَامَ شَفْعاً، وَ قَالَ فِي أَذَانِهِ‌: (حَيَّ عَلَى خَيْرِ اَلْعَمَلِ‌) ثُمَّ تَقَدَّمَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فَصَلَّى بِالْقَوْمِ‌، فَلَمَّا اِنْصَرَفَ‌ قَالَ لَهُمْ‌: عَلَى مَا تَشْهَدُونَ وَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ‌، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ‌، وَ أَنَّكَ رَسُولُ اَللَّهِ‌ ، أَخَذَ عَلَى ذَلِكَ عُهُودَنَا وَ مَوَاثِيقَنَا». فَقَالَ نَافِعٌ‌ : صَدَقْتَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، وَ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: أَ وَ لَمْ يَرَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ اَلسَّمٰاوٰاتِ‌ وَ اَلْأَرْضَ كٰانَتٰا رَتْقاً فَفَتَقْنٰاهُمٰا . قَالَ‌: «إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمَّا أَهْبَطَ 18آدَمَ‌ إِلَى اَلْأَرْضِ‌، وَ كَانَتِ اَلسَّمَاوَاتُ رَتْقاً لاَ تَمْطُرُ شَيْئاً، وَ كَانَتِ اَلْأَرْضُ رَتْقاً لاَ تُنْبِتُ شَيْئاً، فَلَمَّا تَابَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى 18آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) أَمَرَ اَلسَّمَاءَ فَتَفَطَّرَتْ‌ بِالْغَمَامِ‌، ثُمَّ أَمَرَهَا فَأَرْخَتْ عَزَالِيَهَا ، ثُمَّ أَمَرَ اَلْأَرْضَ فَأَنْبَتَتِ اَلْأَشْجَارَ وَ أَثْمَرَتِ اَلثِّمَارَ وَ تَفَهَّقَتْ‌ بِالْأَنْهَارِ، فَكَانَ‌ ذَلِكَ رَتْقُهَا، وَ هَذَا فَتْقُهَا». فَقَالَ نَافِعٌ‌ : صَدَقْتَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ‌ ، فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يَوْمَ تُبَدَّلُ اَلْأَرْضُ غَيْرَ اَلْأَرْضِ وَ اَلسَّمٰاوٰاتُ‌ وَ أَيُّ أَرْضٍ تُبَدَّلُ يَوْمَئِذٍ؟ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «أَرْضٌ تَبْقَى خُبْزَةً يَأْكُلُونَ مِنْهَا حَتَّى يَفْرُغَ‌ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ اَلْحِسَابِ‌». فَقَالَ نَافِعٌ‌ : إِنَّهُمْ عَنِ اَلْأَكْلِ لَمَشْغُولُونَ؟ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «أَ هُمْ يَوْمَئِذٍ أَشْغَلُ أَمْ إِذْ هُمْ فِي اَلنَّارِ ؟» قَالَ‌: بَلْ إِذْ هُمْ فِي اَلنَّارِ. قَالَ‌: «وَ اَللَّهِ مَا شَغَلَهُمْ إِذْ دَعَوْا بِالطَّعَامِ فَأُطْعِمُوا اَلزَّقُّومَ‌، وَ دُعُوا بِالشَّرَابِ فَسُقُوا اَلْحَمِيمَ‌». فَقَالَ‌: صَدَقْتَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ‌ ، وَ لَقَدْ بَقِيَتْ مَسْأَلَةٌ وَاحِدَةٌ‌، قَالَ‌: «مَا هِيَ؟» قَالَ‌: أَخْبِرْنِي عَنِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَتَى كَانَ؟ قَالَ‌: «وَيْلَكَ‌، وَ مَتَى لَمْ يَكُنْ حَتَّى أُخْبِرَكَ مَتَى كَانَ‌، سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَزَلْ وَ لاَ يَزَالُ فَرْداً صَمَداً، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً‌ وَ لاَ وَلَداً». ثُمَّ قَالَ‌: «يَا نَافِعُ‌ ، أَخْبِرْنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ‌» قَالَ‌: وَ مَا هُوَ؟ قَالَ‌: «مَا تَقُولُ فِي أَصْحَابِ اَلنَّهْرَوَانِ‌ ؟ فَإِنْ قُلْتَ‌ إِنَّ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ قَتَلَهُمْ بِحَقٍّ فَقَدِ اِرْتَدَدْتَ‌، وَ إِنْ قُلْتَ إِنَّهُ قَتَلَهُمْ بَاطِلاً فَقَدْ كَفَرْتَ‌». قَالَ‌: فَوَلَّى مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ يَقُولُ‌: أَنْتَ وَ اَللَّهِ أَعْلَمُ اَلنَّاسِ حَقّاً حَقّاً. فَأَتَى هِشَاماً فَقَالَ لَهُ‌: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ‌: دَعْنِي مِنْ كَلاَمِكَ‌، هَذَا وَ اَللَّهِ أَعْلَمُ اَلنَّاسِ حَقّاً حَقّاً، وَ هُوَ اِبْنُ رَسُولِ اَللَّهِ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حَقّاً، وَ يَحِقُّ لِأَصْحَابِهِ أَنْ‌ يَتَّخِذُوهُ نَبِيّاً.

البرهان في تفسير القرآن

14,64968 / _2 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ اَلرَّاشِدِيِّ‌ ، عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: « لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) إِلَى اَلسَّمَاءِ‌ ، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ فِي عَلِيٍّ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ‌) مَا أَوْحَى مِنْ شَرَفِهِ وَ عِظَمِهِ عِنْدَ اَللَّهِ‌، وَ رُدَّ إِلَى اَلْبَيْتِ اَلْمَعْمُورِ ، وَ جَمَعَ لَهُ اَلنَّبِيِّينَ فَصَلَّوْا خَلْفَهُ‌، عَرَضَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) مِنْ عِظَمِ مَا أَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ فِي عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ‌: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمّٰا أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ فَسْئَلِ اَلَّذِينَ يَقْرَؤُنَ اَلْكِتٰابَ مِنْ قَبْلِكَ‌ يَعْنِي اَلْأَنْبِيَاءَ‌، فَقَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ فِي كُتُبِهِمْ مِنْ فَضْلِهِ مَا أَنْزَلْنَا فِي كِتَابِكَ لَقَدْ جٰاءَكَ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ اَلمُمْتَرِينَ‌ ، وَ لاٰ تَكُونَنَّ مِنَ اَلَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيٰاتِ اَللّٰهِ فَتَكُونَ مِنَ اَلْخٰاسِرِينَ‌ ». فَقَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «فَوَ اَللَّهِ مَا شَكَّ وَ مَا سَأَلَ‌».

البرهان في تفسير القرآن

65415 / _12 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌: عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ‌ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ‌، عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ‌، قَالَ‌: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَنْ‌ سُبْحٰانَ اَللّٰهِ‌ قَالَ‌: «أَنَفَةُ‌ اَللَّهِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

65417 / _14 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ‌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ‌ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ‌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ‌ ، قَالَ‌: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَنْ‌ سُبْحٰانَ اَللّٰهِ‌ فَقَالَ‌: (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «أَنَفَةُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌».

البرهان في تفسير القرآن

14,6 وَ قَالَ‌: «كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) يُكْثِرُ تَقْبِيلَ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ‌) ، فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ‌ ، فَقَالَ رَسُولُ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : يَا عَائِشَةُ‌ ، إِنِّي لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ‌ ، دَخَلْتُ اَلْجَنَّةَ‌ ، فَأَدْنَانِي جَبْرَئِيلُ‌ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَى ، وَ نَاوَلَنِي مِنْ ثِمَارِهَا فَأَكَلْتُهُ‌، فَحَوَّلَ اَللَّهُ تَعَالَى ذَلِكِ مَاءً‌، فِي ظَهْرِي، فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَى اَلْأَرْضِ‌، وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ‌ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ‌ ، فَمَا قَبَّلْتُهَا قَطُّ إِلاَّ وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَى مِنْهَا».

البرهان في تفسير القرآن

145569 / _9 عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ‌ ، قَالَ‌: كَانَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : يُكْثِرُ تَقْبِيلَ فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهَا) ، قَالَ‌: فَعَاتَبَتْهُ عَلَى ذَلِكَ عَائِشَةُ‌ ، فَقَالَتْ‌: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ، إِنَّكَ لَتُكْثِرُ تَقْبِيلَ فَاطِمَةَ‌ ؟ فَقَالَ لَهَا: «وَيْلَكِ‌، لَمَّا أَنْ عُرِجَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ‌ ، مَرَّ بِي جَبْرَئِيلُ‌ عَلَى شَجَرَةِ طُوبَى، فَنَاوَلَنِي مِنْ ثَمَرِهَا فَأَكَلْتُهَا، فَحَوَّلَ اَللَّهُ ذَلِكِ إِلَى ظَهْرِي، فَلَمَّا أَنْ هَبَطْتُ إِلَى اَلْأَرْضِ‌، وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ‌ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ‌ ، فَمَا قَبَّلْتُ فَاطِمَةَ‌ إِلاَّ وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَى مِنْهَا».

البرهان في تفسير القرآن

14,66198 / _2 ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ : وَ رَوَى اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، أَنَّهُ قَالَ‌: «بَيْنَا أَنَا رَاقِدٌ فِي اَلْأَبْطَحِ وَ عَلِيٌّ‌ عَنْ يَمِينِي، وَ جَعْفَرٌ عَنْ يَسَارِي، وَ حَمْزَةُ‌ بَيْنَ يَدَيَّ‌، إِذَا أَنَا بِحَفِيفِ‌ أَجْنِحَةِ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، وَ قَائِلٌ‌ يَقُولُ‌: إِلَى أَيِّهِمْ بُعِثْتَ يَا جَبْرَئِيلُ‌ ؟ فَقَالَ‌: إِلَى هَذَا وَ أَشَارَ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ‌: هُوَ سَيِّدُ وُلْدِ 18آدَمَ‌ ، وَ هَذَا وَصِيُّهُ وَ وَزِيرُهُ وَ خَتَنُهُ‌ وَ خَلِيفَتُهُ فِي أُمَّتِهِ‌، وَ هَذَا عَمُّهُ سَيِّدُ اَلشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ‌ ، وَ هَذَا اِبْنُ عَمِّهِ جَعْفَرٌ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِيبَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي اَلْجَنَّةِ‌ مَعَ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، دَعْهُ فَلْتَنَمْ عَيْنَاهُ‌، وَ لْتَسْمَعْ أُذُنَاهُ‌، وَ لْيَعِ قَلْبُهُ‌، وَ اِضْرِبُوا لَهُ مَثَلاً: مَلِكٌ بَنَى دَاراً وَ اِتَّخَذَ مَأْدُبَةً وَ بَعَثَ دَاعِياً. فَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : فَالْمَلِكُ اَللَّهُ‌، وَ اَلدَّارُ اَلدُّنْيَا، وَ اَلْمَأْدُبَةُ اَلْجَنَّةُ‌ ، وَ اَلدَّاعِي أَنَا». قَالَ‌: «ثُمَّ أَدْرَكَهُ جَبْرَئِيلُ‌ بِالْبُرَاقِ‌ وَ أَسْرَى بِهِ‌ إِلَى بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ‌ ، وَ عَرَضَ عَلَيْهِ مَحَارِيبَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ آيَاتِ اَلْأَنْبِيَاءِ‌، فَصَلَّى فِيهَا وَ رَدَّهُ مِنْ لَيْلَتِهِ إِلَى مَكَّةَ‌ ، فَمَرَّ فِي رُجُوعِهِ بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ‌ ، وَ إِذَا لَهُمْ مَاءٌ فِي آنِيَةٍ‌، فَشَرِبَ مِنْهُ وَ صَبَّ بَاقِيَ‌ اَلْمَاءِ‌، وَ قَدْ كَانُوا أَضَلُّوا بَعِيراً لَهُمْ‌، وَ كَانُوا يَطْلُبُونَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ‌، قَالَ لِقُرَيْشٍ‌ : إِنَّ اَللَّهَ قَدْ أَسْرَى بِي فِي هَذِهِ اَللَّيْلَةِ إِلَى بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ‌ ، فَعَرَضَ عَلَيَّ مَحَارِيبَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ آيَاتِ اَلْأَنْبِيَاءِ‌، وَ إِنِّي مَرَرْتُ بِعِيرٍ لَكُمْ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا، وَ إِذَا لَهُمْ‌ مَاءٌ فِي آنِيَةٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ وَ أَهْرَقْتُ بَاقِيَ ذَلِكَ اَلْمَاءِ‌، وَ قَدْ كَانُوا أَضَلُّوا بَعِيراً لَهُمْ‌. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ‌ : قَدْ أَمْكَنَتْكُمُ اَلْفُرْصَةُ مِنْ مُحَمَّدٍ ، سَلُوهُ كَمِ اَلْأَسَاطِينُ فِيهَا وَ اَلْقَنَادِيلُ؟ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ‌ هَاهُنَا مَنْ قَدْ دَخَلَ بَيْتَ اَلْمَقْدِسِ‌ ، فَصِفْ لَنَا كَمْ أَسَاطِينُهُ وَ قَنَادِيلُهُ وَ مَحَارِيبُهُ؟ فَجَاءَ جَبْرَئِيلُ‌ فَعَلَّقَ صُورَةَ بَيْتِ‌ اَلْمَقْدِسِ‌ تُجَاهَ وَجْهِهِ‌، فَجَعَلَ يُخْبِرُهُمْ بِمَا يَسْأَلُونَهُ‌، فَلَمَّا أَخْبَرَهُمْ‌، قَالُوا: حَتَّى تَجِيءَ اَلْعِيرُ، وَ نَسْأَلَهُمْ عَمَّا قُلْتَ‌. فَقَالَ لَهُمْ‌: وَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ أَنَّ اَلْعِيرَ تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مَعَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ‌، يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ. فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَقْبَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى اَلْعَقَبَةِ‌ وَ يَقُولُونَ‌: هَذِهِ اَلشَّمْسُ تَطْلُعُ اَلسَّاعَةَ‌؛ فَبَيْنَاهُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتِ اَلْعِيرُ مَعَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ، فَسَأَلُوهُمْ عَمَّا قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، فَقَالُوا: لَقَدْ كَانَ هَذَا، ضَلَّ جَمَلٌ لَنَا فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا، وَ وَضَعْنَا مَاءً وَ أَصْبَحْنَا وَ قَدْ أُهْرِقَ اَلْمَاءُ‌. فَلَمْ يَزِدْهُمْ ذَلِكَ إِلاَّ عُتُوّاً».

البرهان في تفسير القرآن

66199 / _3 مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ‌ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ‌ مُحَمَّدٍ اَلْيَمَانِيِّ‌ ، عَنْ مَنِيعٍ‌ ، عَنْ يُونُسَ‌ ، عَنْ صَبَّاحٍ اَلْمُزَنِيِّ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «عُرِجَ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) مِائَةً وَ عِشْرِينَ مَرَّةً‌، مَا مِنْ مَرَّةٍ إِلاَّ وَ قَدْ أَوْصَى اَللَّهُ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِوَلاَيَةِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ اَلْأَئِمَّةِ‌ مِنْ بَعْدِهِ‌ ، أَكْثَرَ مِمَّا أَوْصَاهُ بِالْفَرَائِضِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

66200 / _4 اَلْعَيَّاشِيُّ‌ : عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ‌ ، قَالَ‌: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ‌: سُبْحٰانَ‌ ، فَقَالَ‌: «أَنَفَةُ اَللَّهِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

14,66202 / _6 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَبِي (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ ، عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ‌ ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلصَّادِقِ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: « لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) إِلَى بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ‌ حَمَلَهُ جَبْرَئِيلُ‌ عَلَى اَلْبُرَاقِ‌ ، فَأَتَيَا بَيْتَ اَلْمَقْدِسِ‌ ، وَ عَرَضَ عَلَيْهِ مَحَارِيبَ اَلْأَنْبِيَاءِ‌ فَصَلَّى بِهَا وَ رَدَّهُ‌، فَمَرَّ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي رُجُوعِهِ بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ‌ وَ إِذَا لَهُمْ مَاءٌ فِي آنِيَةٍ‌، وَ قَدْ أَضَلُّوا بَعِيراً لَهُمْ‌ وَ كَانُوا يَطْلُبُونَهُ‌، فَشَرِبَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) مِنْ ذَلِكَ اَلْمَاءِ وَ أَهْرَقَ بَاقِيَهُ‌. فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، قَالَ لِقُرَيْشٍ‌ : إِنَّ اَللَّهَ جَلَّ جَلاَلُهُ قَدْ أَسْرَى بِي إِلَى بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ‌ وَ أَرَانِي آثَارَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ مَنَازِلَهُمْ‌، وَ إِنِّي مَرَرْتُ بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ‌ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا، وَ قَدْ أَضَلُّوا بَعِيراً لَهُمْ‌، فَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهِمْ‌ وَ أَهْرَقْتُ بَاقِيَ ذَلِكَ‌. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ‌ : قَدْ أَمْكَنَتْكُمُ اَلْفُرْصَةُ مِنْهُ‌، فَاسْأَلُوهُ كَمِ اَلْأَسَاطِينُ فِيهَا وَ اَلْقَنَادِيلُ؟ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ هَاهُنَا مَنْ قَدْ دَخَلَ بَيْتَ اَلْمَقْدِسِ‌ فَصِفْ لَنَا كَمْ أَسَاطِينُهُ وَ قَنَادِيلُهُ وَ مَحَارِيبُهُ؟ فَجَاءَ‌ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَعَلَّقَ صُورَةَ بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ‌ تُجَاهَ وَجْهِهِ‌، فَجَعَلَ يُخْبِرُهُمْ بِمَا يَسْأَلُونَهُ عَنْهُ‌، فَلَمَّا أَخْبَرَهُمْ قَالُوا: حَتَّى تَجِيءَ اَلْعِيرُ وَ نَسْأَلَهُمْ عَمَّا قُلْتَ‌. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : تَصْدِيقُ ذَلِكَ أَنَّ اَلْعِيرَ تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مَعَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ‌، يَقْدُمُهَا جَمَلٌ‌ أَوْرَقُ‌ . فَلَمَّا كَانَ مِنَ اَلْغَدِ أَقْبَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى اَلْعَقَبَةِ وَ يَقُولُونَ‌: هَذِهِ اَلشَّمْسُ تَطْلُعُ اَلسَّاعَةَ‌، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتْ‌ عَلَيْهِمُ اَلْعِيرُ حِينَ طَلَعَ اَلْقُرْصُ‌، يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ‌، فَسَأَلُوهُمْ عَمَّا قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، فَقَالُوا: لَقَدْ كَانَ‌ هَذَا، ضَلَّ جَمَلٌ لَنَا فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ وَضَعْنَا مَاءً فَأَصْبَحْنَا وَ قَدْ أُهْرِقَ اَلْمَاءُ‌. فَلَمْ يَزِدْهُمْ ذَلِكَ إِلاَّ عُتُوّاً».

البرهان في تفسير القرآن

24,32,18,146203 / _7 وَ عَنْهُ‌ : بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ‌ ، قَالَ‌: جَاءَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِدَابَّةٍ دُونَ اَلْبَغْلِ وَ فَوْقَ اَلْحِمَارِ، رِجْلاَهَا أَطْوَلُ مِنْ يَدَيْهَا، خَطْوُهَا مَدُّ اَلْبَصَرِ، فَلَمَّا أَرَادَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَنْ يَرْكَبَ‌ اِمْتَنَعَتْ‌. فَقَالَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : إِنَّهُ مُحَمَّدٌ ، فَتَوَاضَعَتْ حَتَّى لَصِقَتْ بِالْأَرْضِ‌. قَالَ‌: فَرَكِبَ‌، فَكُلَّمَا هَبَطَتْ اِرْتَفَعَتْ‌ يَدَاهَا وَ قَصُرَتْ رِجْلاَهَا، وَ إِذَا صَعِدَتْ اِرْتَفَعَتْ رِجْلاَهَا وَ قَصُرَتْ يَدَاهَا، فَمَرَّتْ بِهِ فِي ظُلْمَةِ اَللَّيْلِ عَلَى عِيرٍ مُحَمَّلَةٍ‌، فَنَفَرَتِ اَلْعِيرُ مِنْ دَفِيفِ اَلْبُرَاقِ‌، فَنَادَى رَجُلٌ فِي آخِرِ اَلْعِيرِ غُلاَماً لَهُ فِي أَوَّلِ اَلْعِيرِ أَنْ يَا فُلاَنُ‌، إِنَّ اَلْعِيرَ قَدْ نَفَرَتْ‌، وَ إِنَّ‌ فُلاَنَةَ أَلْقَتْ حَمْلَهَا وَ اِنْكَسَرَتْ يَدُهَا. وَ كَانَتِ اَلْعِيرُ لِأَبِي سُفْيَانَ‌ . قَالَ‌: ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَطْنِ اَلْبَلْقَاءِ‌ ، قَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌): «يَا جَبْرَئِيلُ‌ ، قَدْ عَطِشْتُ‌» فَتَنَاوَلَ‌ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَصْعَةً فِيهَا مَاءٌ فَنَاوَلَهُ وَ شَرِبَ‌، ثُمَّ مَضَى فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مُعَلَّقَيْنِ بِعَرَاقِيبِهِمْ بِكَلاَلِيبَ مِنْ نَارٍ، فَقَالَ‌: «مَا هَؤُلاَءِ يَا جَبْرَئِيلُ‌ ؟» قَالَ‌: هَؤُلاَءِ اَلَّذِينَ أَغْنَاهُمُ اَللَّهُ بِالْحَلاَلِ فَيَبْتَغُونَ اَلْحَرَامَ‌. قَالَ‌: ثُمَّ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ تُخَاطُ جُلُودُهُمْ‌ بِمَخَايِطَ مِنْ نَارٍ، فَقَالَ‌: «مَا هَؤُلاَءِ‌، يَا جَبْرَئِيلُ‌ ؟». فَقَالَ‌: هَؤُلاَءِ اَلَّذِينَ يَأْخُذُونَ عُذْرَةَ اَلنِّسَاءِ بِغَيْرِ حِلٍّ‌. ثُمَّ مَضَى وَ مَرَّ بِرَجُلٍ يَرْفَعُ حُزْمَةً مِنْ حَطَبٍ‌، كُلَّمَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرْفَعَهَا زَادَ فِيهَا، فَقَالَ‌: «يَا جَبْرَئِيلُ‌ ، مَنْ هَذَا؟». قَالَ‌: هَذَا صَاحِبُ‌ اَلدَّيْنِ يُرِيدُ أَنْ يَقْضِيَ‌، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ زَادَ عَلَيْهِ‌. ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْجَبَلِ اَلشَّرْقِيِّ مِنْ بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ‌ وَجَدَ رِيحاً حَارَّةً وَ سَمِعَ صَوْتاً، قَالَ‌: «مَا هَذِهِ اَلرِّيحُ يَا جَبْرَئِيلُ‌ اَلَّتِي أَجِدُهَا، وَ هَذَا اَلصَّوْتُ اَلَّذِي أَسْمَعُ؟» قَالَ‌: هَذِهِ جَهَنَّمُ‌ . فَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ‌ جَهَنَّمَ‌». ثُمَّ وَجَدَ رِيحاً عَنْ يَمِينِهِ طَيِّبَةً وَ سَمِعَ صَوْتاً، فَقَالَ‌: «مَا هَذِهِ اَلرِّيحُ اَلَّتِي أَجِدُهَا، وَ هَذَا اَلصَّوْتُ اَلَّذِي أَسْمَعُ؟» قَالَ‌: هَذِهِ اَلْجَنَّةُ‌ . فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌): «أَسْأَلُ اَللَّهَ اَلْجَنَّةَ‌ ». قَالَ‌: ثُمَّ مَضَى حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى بَابِ مَدِينَةِ بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ‌ وَ فِيهَا هِرَقْلُ‌ ، وَ كَانَتْ أَبْوَابُ اَلْمَدِينَةِ تُغْلَقُ كُلَّ لَيْلَةٍ‌ وَ يُؤْتَى بِالْمَفَاتِيحِ وَ تُوضَعُ عِنْدَ رَأْسِهِ‌، فَلَمَّا كَانَتْ تِلْكَ اَللَّيْلَةُ اِمْتَنَعَ اَلْبَابُ أَنْ يَنْغَلِقَ فَأَخْبَرُوهُ‌، فَقَالَ‌: ضَاعِفُوا عَلَيْهَا مِنَ‌ اَلْحَرَسِ‌. قَالَ‌: فَجَاءَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، فَدَخَلَ بَيْتَ اَلْمَقْدِسِ‌ ، فَجَاءَ جَبْرَئِيلُ‌ إِلَى اَلصَّخْرَةِ فَرَفَعَهَا، فَأَخْرَجَ مِنْ‌ تَحْتِهَا ثَلاَثَةَ أَقْدَاحٍ‌: قَدَحاً مِنْ لَبَنٍ‌، وَ قَدَحاً مِنْ عَسَلٍ‌، وَ قَدَحاً مِنْ خَمْرٍ، فَنَاوَلَهُ قَدَحَ اَللَّبَنِ فَشَرِبَهُ‌، ثُمَّ نَاوَلَهُ قَدَحَ‌ اَلْعَسَلِ فَشَرِبَهُ‌، ثُمَّ نَاوَلَهُ قَدَحَ اَلْخَمْرِ، فَقَالَ‌: «قَدْ رَوِيتُ‌، يَا جَبْرَئِيلُ‌ » قَالَ‌: أَمَا إِنَّكَ لَوْ شَرِبْتَهُ‌، ضَلَّتْ أُمَّتُكَ وَ تَفَرَّقَتْ‌ عَنْكَ‌. قَالَ‌: ثُمَّ أَمَّ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ‌ بِسَبْعِينَ نَبِيّاً. قَالَ‌: وَ هَبَطَ مَعَ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مَلَكٌ لَمْ يَطَأِ اَلْأَرْضَ قَطُّ، مَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ اَلْأَرْضِ‌، قَالَ‌: [يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ‌ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ‌، وَ يَقُولُ‌: هَذِهِ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ اَلْأَرْضِ‌] فَإِنْ شِئْتَ فَكُنْ نَبِيّاً عَبْداً، وَ إِنْ شِئْتَ نَبِيّاً مَلِكاً. فَأَشَارَ إِلَيْهِ‌ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : أَنْ تَوَاضَعْ يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ‌: «بَلْ أَكُونُ نَبِيّاً عَبْداً.» ثُمَّ صَعِدَ إِلَى اَلسَّمَاءِ فَلَمَّا اِنْتَهَى إِلَى بَابِ اَلسَّمَاءِ اِسْتَفْتَحَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَقَالُوا: مَنْ هَذَا؟ قَالَ‌: مُحَمَّدٌ . قَالُوا: نِعْمَ اَلْمَجِيءُ جَاءَ‌، فَدَخَلَ‌، فَمَا مَرَّ عَلَى مَلَإٍ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ سَلَّمُوا عَلَيْهِ‌، وَ دَعَوْا لَهُ وَ شَيَّعَهُ مُقَرِّبُوهَا، فَمَرَّ عَلَى شَيْخٍ قَاعِدٍ تَحْتَ شَجَرَةٍ‌، وَ حَوْلَهُ أَطْفَالٌ‌، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : «مَنْ هَذَا اَلشَّيْخُ‌، يَا جَبْرَئِيلُ‌ ؟» قَالَ‌: هَذَا أَبُوكَ‌ 24إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) . قَالَ‌: «فَمَا هَؤُلاَءِ اَلْأَطْفَالُ حَوْلَهُ؟». قَالَ‌: هَؤُلاَءِ أَطْفَالُ اَلْمُؤْمِنِينَ حَوْلَهُ يَغْذُوهُمْ‌. ثُمَّ مَضَى فَمَرَّ عَلَى شَيْخٍ قَاعِدٍ عَلَى كُرْسِيٍّ‌، إِذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَ فَرِحَ‌، وَ إِذَا نَظَرَ عَنْ يَسَارِهِ حَزِنَ وَ بَكَى، فَقَالَ‌: «مَنْ هَذَا يَا جَبْرَئِيلُ‌ ؟» قَالَ‌: هَذَا أَبُوكَ 18آدَمُ‌ ، إِذَا رَأَى مَنْ يَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ‌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ ضَحِكَ وَ فَرِحَ‌، وَ إِذَا رَأَى مَنْ‌ يَدْخُلُ اَلنَّارَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ حَزِنَ وَ بَكَى. قَالَ‌: ثُمَّ مَضَى، فَمَرَّ عَلَى مَلَكٍ قَاعِدٍ عَلَى كُرْسِيٍّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ‌، فَلَمْ يَرَ [مِنْهُ‌] مِنَ اَلْبِشْرِ مَا رَأَى مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، فَقَالَ‌: «يَا جَبْرَئِيلُ‌ ، مَا مَرَرْتُ بِأَحَدٍ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ رَأَيْتُ مِنْهُ مَا أُحِبُّ إِلاَّ هَذَا، فَمَنْ هَذَا اَلمَلَكُ؟» قَالَ‌: هَذَا مَالِكٌ‌ خَازِنُ اَلنَّارِ ، أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ أَحْسَنَ اَلْمَلاَئِكَةِ بِشْراً، وَ أَطْلَقَهُمْ وَجْهاً، فَلَمَّا جُعِلَ خَازِنَ اَلنَّارِ اِطَّلَعَ فِيهَا اِطِّلاَعَةً فَرَأَى مَا أَعَدَّ اَللَّهُ فِيهَا لِأَهْلِهَا فَلَمْ يَضْحَكْ بَعْدَ ذَلِكَ‌. ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا اِنْتَهَى حَيْثُ اِنْتَهَى، فُرِضَتْ عَلَيْهِ خَمْسُونَ صَلاَةً‌، قَالَ‌: فَأَقْبَلَ‌، فَمَرَّ عَلَى 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَقَالَ‌: «يَا مُحَمَّدُ ، كَمْ فُرِضَ عَلَى أُمَّتِكَ‌ ؟» قَالَ‌: «خَمْسُونَ صَلاَةً‌». قَالَ‌: «اِرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ أُمَّتِكَ‌»، قَالَ‌: ثُمَّ مَرَّ عَلَى 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَقَالَ‌: «كَمْ فُرِضَ عَلَى أُمَّتِكَ؟» قَالَ‌: كَذَا وَ كَذَا. فَقَالَ‌: «إِنَّ أُمَّتَكَ‌ أَضْعَفُ اَلْأُمَمِ‌، اِرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ أُمَّتِكَ‌، فَإِنِّي كُنْتُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ‌ فَلَمْ يَكُونُوا يُطِيقُونَ إِلاَّ دُونَ هَذَا» فَلَمْ يَزَلْ‌ يَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّى جَعَلَهَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ‌. قَالَ‌: ثُمَّ مَرَّ عَلَى 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَقَالَ‌: «كَمْ فُرِضَ عَلَى أُمَّتِكَ؟» قَالَ‌: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ‌» قَالَ‌: «اِرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ أُمَّتِكَ‌». قَالَ‌: «قَدِ اِسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا أَرْجِعُ إِلَيْهِ‌». ثُمَّ مَضَى فَمَرَّ عَلَى 24إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اَلرَّحْمَنِ‌ ، فَنَادَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ‌: «يَا مُحَمَّدُ ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي اَلسَّلاَمَ‌، وَ أَخْبِرْهُمْ أَنَّ اَلْجَنَّةَ‌ مَاؤُهَا عَذْبٌ‌، وَ تُرْبَتُهَا طَيِّبَةٌ‌، [فِيهَا] قِيعَانٌ بِيضٌ‌، غَرْسُهَا سُبْحَانَ اَللَّهِ‌، وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ‌، وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ‌، وَ اَللَّهُ أَكْبَرُ، وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ‌؛ فَمُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غَرْسِهَا». ثُمَّ مَضَى حَتَّى مَرَّ بِعِيرٍ يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ‌، ثُمَّ أَتَى إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ‌ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَسِيرِهِ‌، وَ قَدْ كَانَ بِمَكَّةَ‌ قَوْمٌ مِنْ‌ قُرَيْشٍ‌ قَدْ أَتَوْا بَيْتَ اَلْمَقْدِسِ‌ فَأَخْبَرَهُمْ‌. ثُمَّ قَالَ‌: «آيَةُ ذَلِكَ أَنَّهَا تَطْلُعُ عَلَيْكُمُ اَلسَّاعَةَ عِيرٌ مَعَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ‌». قَالَ‌: فَنَظَرُوا فَإِذَا هِيَ قَدْ طَلَعَتْ‌، وَ أَخْبَرَهُمْ [أَنَّهُ‌] قَدْ مَرَّ بِأَبِي سُفْيَانَ‌ ، وَ أَنَّ إِبِلَهُ قَدْ نَفَرَتْ فِي بَعْضِ‌ اَللَّيْلِ‌، وَ أَنَّهُ نَادَى غُلاَماً لَهُ فِي أَوَّلِ اَلْعِيرِ: يَا فُلاَنُ‌، إِنَّ اَلْإِبِلَ قَدْ نَفَرَتْ‌، وَ إِنَّ فُلاَنَةَ قَدْ أَلْقَتْ حَمْلَهَا وَ اِنْكَسَرَتْ يَدُهَا، فَسَأَلُوهُ عَنِ اَلْخَبَرِ فَوَجَدُوهُ كَمَا قَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) .

البرهان في تفسير القرآن

24,32,13,14,46204 / _8 فَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ‌ فِي (مَنْ لاَ يَحْضُرُهُ اَلْفَقِيهُ‌) : عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ‌ ، أَنَّهُ‌ قَالَ‌: سَأَلْتُ أَبِي سَيِّدَ اَلْعَابِدِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَقُلْتُ لَهُ‌: يَا أَبَتِ‌، أَخْبِرْنِي عَنْ جَدِّنَا رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لَمَّا عُرِجَ بِهِ‌ إِلَى اَلسَّمَاءِ‌ ، وَ أَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِخَمْسِينَ صَلاَةً‌، كَيْفَ لَمْ يَسْأَلْهُ اَلتَّخْفِيفَ عَنْ أُمَّتِهِ حَتَّى قَالَ لَهُ 32مُوسَى بْنُ‌ عِمْرَانَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «اِرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ اَلتَّخْفِيفَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ‌»؟ فَقَالَ‌: «يَا بُنَيَّ‌، إِنَّ رَسُولَ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لاَ يَقْتَرِحُ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، وَ لاَ يُرَاجِعُهُ فِي شَيْ‌ءٍ يَأْمُرُهُ بِهِ‌، فَلَمَّا سَأَلَهُ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ذَلِكَ‌، وَ صَارَ شَفِيعاً لِأُمَّتِهِ إِلَيْهِ لَمْ يَجُزْ لَهُ أَنْ يَرُدَّ شَفَاعَةَ أَخِيهِ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَسَأَلَهُ اَلتَّخْفِيفَ‌، إِلَى أَنْ‌ رَدَّهَا إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ‌». قَالَ‌: فَقُلْتُ لَهُ‌: يَا أَبَتِ‌، فَلِمَ لَمْ يَرْجِعْ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، وَ لَمْ يَسْأَلْهُ اَلتَّخْفِيفَ مِنْ خَمْسِ صَلَوَاتٍ‌، وَ قَدْ سَأَلَهُ‌ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) أَنْ يَرْجِعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يَسْأَلَهُ اَلتَّخْفِيفَ؟ فَقَالَ‌: «يَا بُنَيَّ‌، أَرَادَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) أَنَّ يُحَصِّلَ لِأُمَّتِهِ‌ اَلتَّخْفِيفَ مَعَ أَجْرِ خَمْسِينَ صَلاَةً‌، لِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا أَ لاَ تَرَى أَنَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لَمَّا هَبَطَ إِلَى اَلْأَرْضِ نَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَقَالَ‌: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ وَ يَقُولُ‌: إِنَّهَا خَمْسٌ بِخَمْسِينَ‌ مٰا يُبَدَّلُ اَلْقَوْلُ لَدَيَّ وَ مٰا أَنَا بِظَلاّٰمٍ لِلْعَبِيدِ ». قَالَ‌: فَقُلْتُ لَهُ‌: يَا أَبَتِ‌، أَ لَيْسَ اَللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ لاَ يُوصَفُ بِمَكَانٍ؟ فَقَالَ‌: «بَلَى، تَعَالَى اَللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً». قُلْتُ‌: فَمَا مَعْنَى قَوْلِ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) لِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : «اِرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ‌»؟ فَقَالَ‌: «مَعْنَاهُ مَعْنَى قَوْلِ‌ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ‌ وَ مَعْنَى قَوْلِ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ‌ لِتَرْضىٰ‌ وَ مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: فَفِرُّوا إِلَى اَللّٰهِ‌ يَعْنِي: حُجُّوا إِلَى بَيْتِ اَللَّهِ‌ . يَا بُنَيَّ‌، إِنَّ اَلْكَعْبَةَ‌ بَيْتُ اَللَّهِ فَمَنْ‌ حَجَّ بَيْتَ اَللَّهِ‌ فَقَدْ قَصَدَ إِلَى اَللَّهِ‌، وَ اَلْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اَللَّهِ‌، فَمَنْ سَعَى إِلَيْهَا فَقَدْ سَعَى إِلَى اَللَّهِ وَ قَصَدَ إِلَيْهِ‌، وَ اَلْمُصَلِّي مَا دَامَ فِي صَلاَتِهِ فَهُوَ وَاقِفٌ بَيْنَ يَدَيِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، فَإِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِقَاعاً فِي سَمَاوَاتِهِ فَمَنْ عُرِجَ بِهِ إِلَى بُقْعَةٍ‌ مِنْهَا فَقَدْ عُرِجَ بِهِ إِلَى اَللَّهِ‌، أَ لاَ تَسْمَعُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: تَعْرُجُ اَلْمَلاٰئِكَةُ وَ اَلرُّوحُ‌ إِلَيْهِ‌ وَ يَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي قِصَّةِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): بَلْ رَفَعَهُ اَللّٰهُ إِلَيْهِ‌ وَ يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: إِلَيْهِ يَصْعَدُ اَلْكَلِمُ اَلطَّيِّبُ وَ اَلْعَمَلُ‌ اَلصّٰالِحُ يَرْفَعُهُ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

14,46205 / _9 وَ عَنْهُ‌ : بِإِسْنَادِهِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ‌: سَأَلْتُ زَيْنَ اَلْعَابِدِينَ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌) عَنِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ يُوصَفُ بِمَكَانٍ؟ فَقَالَ‌: «لاَ، تَعَالَى اَللَّهُ عَنْ ذَلِكَ‌». قُلْتُ‌: فَلِمَ أَسْرَى بِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) إِلَى اَلسَّمَاءِ؟ قَالَ‌: «لِيُرِيَهُ مَلَكُوتَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ مَا فِيهَا مِنْ عَجَائِبِ صُنْعِهِ‌ وَ بَدَائِعِ خَلْقِهِ‌». قُلْتُ‌: فَقَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى*`فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ‌ ؟ قَالَ‌: «ذَاكَ رَسُولُ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) دَنَا مِنْ حُجُبِ اَلنُّورِ فَرَأَى مَلَكُوتَ اَلسَّمَاوَاتِ‌، ثُمَّ تَدَلَّى (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فَنَظَرَ مِنْ تَحْتِهِ إِلَى مَلَكُوتِ‌ اَلْأَرْضِ حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُ فِي اَلْقُرْبِ مِنَ اَلْأَرْضِ كَقَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى».

البرهان في تفسير القرآن

13,146206 / _10 وَ عَنْهُ‌ : بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ‌ ، قَالَ‌: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : « لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ‌ اَلسَّابِعَةِ‌ ، وَ مِنْهَا إِلَى سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى ، وَ مِنَ اَلسِّدْرَةِ‌ إِلَى حُجُبِ اَلنُّورِ، نَادَانِي رَبِّي جَلَّ جَلاَلُهُ‌: يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ عَبْدِي وَ أَنَا رَبُّكَ فَلِي فَاخْضَعْ‌ وَ إِيَّايَ فَاعْبُدْ وَ عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ وَ بِي فَثِقْ‌، فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ بِكَ عَبْداً وَ حَبِيباً وَ رَسُولاً وَ نَبِيّاً، وَ بِأَخِيكَ‌ عَلِيٍّ‌ خَلِيفَةً وَ بَاباً، فَهُوَ حُجَّتِي عَلَى عِبَادِي وَ إِمَامُ خَلْقِي، وَ بِهِ يُعْرَفُ أَوْلِيَائِي مِنْ أَعْدَائِي، وَ بِهِ يُمَيَّزُ حِزْبُ 1اَلشَّيْطَانِ‌ مِنْ حِزْبِي، وَ بِهِ يُقَامُ دِينِي وَ تُحْفَظُ حُدُودِي وَ تُنْفَذُ أَحْكَامِي، وَ بِكَ وَ بِهِ وَ بِالْأَئِمَّةِ‌ مِنْ وُلْدِهِ أَرْحَمُ عِبَادِي وَ إِمَائِي، وَ بِالْقَائِمِ‌ مِنْكُمْ أَعْمُرُ أَرْضِي بِتَسْبِيحِي وَ تَهْلِيلِي وَ تَقْدِيسِي وَ تَكْبِيرِي وَ تَحْمِيدِي ، وَ بِهِ أُطَهِّرُ اَلْأَرْضَ مِنْ أَعْدَائِي وَ أُورِثُهَا أَوْلِيَائِي، وَ بِهِ أَجْعَلُ كَلِمَةَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا اَلسُّفْلَى وَ كَلِمَتِيَ اَلْعُلْيَا، وَ بِهِ أُحْيِي عِبَادِي وَ بِلاَدِي بِعِلْمِي بِهِ‌، وَ لَهُ أُظْهِرُ اَلْكُنُوزَ وَ اَلذَّخَائِرَ بِمَشِيئَتِي، وَ إِيَّاهُ أُظْهِرُ عَلَى اَلْأَسْرَارِ وَ اَلضَّمَائِرِ بِإِرَادَتِي، وَ أُمِدُّهُ بِمَلاَئِكَتِي، لِتُؤَيِّدَهُ عَلَى إِنْفَاذِ أَمْرِي، وَ إِعْلاَءِ‌ دِينِي، ذَلِكَ وَلِيِّي حَقّاً، وَ مَهْدِيُّ عِبَادِي صِدْقاً».

البرهان في تفسير القرآن

14,66207 / _11 وَ عَنْهُ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْعَلَوِيُّ‌ (رَحِمَهُ اَللَّهُ‌)، قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ‌ ، قَالَ‌: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : لِأَيِّ عِلَّةٍ يُجْهَرُ فِي صَلاَةِ اَلْفَجْرِ وَ صَلاَةِ اَلْمَغْرِبِ وَ صَلاَةِ اَلْعِشَاءِ اَلْآخِرَةِ‌، وَ سَائِرُ اَلصَّلَوَاتِ مِثْلِ‌: اَلظُّهْرِ وَ اَلْعَصْرِ لاَ يُجْهَرُ فِيهَا؟ وَ لِأَيِّ عِلَّةٍ صَارَ اَلتَّسْبِيحُ فِي اَلرَّكْعَتَيْنِ اَلْأَخِيرَتَيْنِ أَفْضَلَ مِنَ اَلْقِرَاءَةِ؟ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «لِأَنَّ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ‌ ، كَانَ أَوَّلُ صَلاَةٍ فَرَضَهَا اَللَّهُ عَلَيْهِ صَلاَةَ اَلظُّهْرِ يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ‌ ، فَأَضَافَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ اَلْمَلاَئِكَةَ تُصَلِّي خَلْفَهُ‌، وَ أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيَّهُ‌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَنْ يَجْهَرَ بِالْقِرَاءَةِ‌، لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَضْلَهُ‌، ثُمَّ اِفْتَرَضَ عَلَيْهِ اَلْعَصْرَ، وَ لَمْ يُضِفْ إِلَيْهِ أَحَداً مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، وَ أَمَرَهُ أَنْ يُخْفِيَ اَلْقِرَاءَةَ‌، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَرَاءَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ اِفْتَرَضَ عَلَيْهِ اَلْمَغْرِبَ‌، ثُمَّ أَضَافَ إِلَيْهِ اَلْمَلاَئِكَةَ‌، فَأَمَرَهُ بِالْإِجْهَارِ وَ كَذَلِكَ اَلْعِشَاءُ اَلْآخِرَةُ‌، فَلَمَّا قَرُبَ اَلْفَجْرُ اِفْتَرَضَ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ اَلْفَجْرَ فَأَمَرَهُ بِالْإِجْهَارِ لِيُبَيِّنَ لِلنَّاسِ فَضْلَهُ كَمَا بَيَّنَ لِلْمَلاَئِكَةِ‌، فَلِهَذِهِ اَلْعِلَّةِ يُجْهَرُ فِيهَا». فَقُلْتُ‌: لِأَيِّ شَيْ‌ءٍ صَارَ اَلتَّسْبِيحُ فِي اَلْأَخِيرَتَيْنِ أَفْضَلَ مِنَ اَلْقِرَاءَةِ؟ قَالَ‌: «لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ فِي اَلْأَخِيرَتَيْنِ ذَكَرَ مَا يَظْهَرُ لَهُ مِنَ عَظَمَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، فَدَهِشَ وَ قَالَ‌: سُبْحَانَ اَللَّهِ وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ اَللَّهُ أَكْبَرُ؛ فَلِتِلْكَ اَلْعِلَّةِ صَارَ اَلتَّسْبِيحُ أَفْضَلَ مِنَ اَلْقِرَاءَةِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

14,76208 / _12 وَ عَنْهُ‌ ، قَالَ‌: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حَاتِمٍ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي اَلْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ‌ اَلْحُسَيْنِ‌ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ اَلْوَلِيدِ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ‌ ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ‌ مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: قُلْتُ لَهُ‌: لِأَيِّ عِلَّةٍ صَارَ اَلتَّكْبِيرُ فِي اَلاِفْتِتَاحِ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ أَفْضَلَ؟ وَ لِأَيِّ عِلَّةٍ يُقَالُ فِي اَلرُّكُوعِ‌: سُبْحَانَ رَبِّيَ اَلْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ‌ ، وَ يُقَالُ فِي اَلسُّجُودِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ اَلْأَعْلَى وَ بِحَمْدِهِ‌ ؟ قَالَ‌: «يَا هِشَامُ‌ ، إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ اَلسَّمَاوَاتِ سَبْعاً وَ اَلْأَرَضِينَ‌، سَبْعاً وَ اَلْحُجُبَ سَبْعاً، فَلَمَّا أُسْرِيَ‌ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ كَانَ مِنْ رَبِّهِ كَقَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى رُفِعَ لَهُ حِجَابٌ مِنْ حُجُبِهِ‌، فَكَبَّرَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ جَعَلَ يَقُولُ اَلْكَلِمَاتِ اَلَّتِي تُقَالُ فِي اَلاِفْتِتَاحِ‌، فَلَمَّا رُفِعَ لَهُ اَلثَّانِي كَبَّرَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَ حُجُبٍ وَ كَبَّرَ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ‌، فَلِتِلْكَ اَلْعِلَّةِ يُكَبَّرُ فِي اَلاِفْتِتَاحِ فِي اَلصَّلاَةِ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ‌، فَلَمَّا ذَكَرَ مَا رَأَى مِنْ عَظَمَةِ اَللَّهِ اِرْتَعَدَتْ‌ فَرَائِصُهُ فَابْتَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَ أَخَذَ يَقُولُ‌: سُبْحَانَ رَبِّيَ اَلْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ‌. فَلَمَّا اِعْتَدَلَ مِنْ رُكُوعِهِ قَائِماً، نَظَرَ إِلَيْهِ فِي مَوْضِعٍ أَعْلَى مِنْ ذَلِكَ اَلْمَوْضِعِ‌، خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَ هُوَ يَقُولُ‌: سُبْحَانَ رَبِّيَ اَلْأَعْلَى وَ بِحَمْدِهِ‌. فَلَمَّا قَالَهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ‌ سَكَنَ ذَلِكَ اَلرُّعْبُ‌، فَلِذَلِكَ جَرَتْ بِهِ اَلسُّنَّةُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

76210 / _14 وَ عَنْهُ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ اَلْمُؤَدِّبُ‌ ، وَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلوَرَّاقُ‌ وَ أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْهَمَدَانِيُّ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ‌) ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ‌ وَ صَالِحِ بْنِ اَلسِّنْدِيِّ‌ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ‌ ، قَالَ‌: قُلْتُ لِأَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) : لِأَيِّ‌ عِلَّةٍ عَرَجَ اَللَّهُ بِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) إِلَى اَلسَّمَاءِ‌، وَ مِنْهَا إِلَى سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى ، وَ مِنْهَا إِلَى حُجُبِ اَلنُّورِ وَ خَاطَبَهُ وَ نَاجَاهُ‌ هُنَاكَ‌، وَ اَللَّهُ لاَ يُوصَفُ بِمَكَانٍ؟ فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «إِنَّ اَللَّهَ لاَ يُوصَفُ بِمَكَانٍ‌، وَ لاَ يَجْرِي عَلَيْهِ زَمَانٌ‌، وَ لَكِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَرَادَ أَنْ يُشَرِّفَ بِهِ مَلاَئِكَتَهُ‌ وَ سُكَّانَ سَمَاوَاتِهِ‌، وَ يُكْرِمَهُمْ بِمُشَاهَدَتِهِ‌، وَ يُرِيَهُ مِنْ عَجَائِبِ عَظَمَتِهِ مَا يُخْبِرُ بِهِ بَعْدَ هُبُوطِهِ‌، وَ لَيْسَ ذَلِكَ عَلَى مَا يَقُولُهُ اَلْمُشَبِّهُونَ‌، سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ‌».

البرهان في تفسير القرآن

56211 / _15 اَلْعَيَّاشِيُّ‌ : عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ‌ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «إِنَّ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) أَتَى بِالْبُرَاقِ‌ إِلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ كَانَ أَصْغَرَ مِنَ اَلْبَغْلِ وَ أَكْبَرَ مِنَ اَلْحِمَارِ، مُضْطَرِبَ اَلْأُذُنَيْنِ‌، عَيْنَاهُ فِي حَوَافِرِهِ‌، خُطْوَتُهُ مَدَّ اَلْبَصَرِ».

البرهان في تفسير القرآن

14,66212 / _16 عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أُتِيَ بِالْبُرَاقِ‌ وَ مَعَهَا جَبْرَئِيلُ‌ وَ مِيكَائِيلُ‌ وَ إِسْرَافِيلُ‌ ، قَالَ‌: فَأَمْسَكَ لَهُ وَاحِدٌ بِالرِّكَابِ‌، وَ أَمْسَكَ اَلْآخَرُ بِاللِّجَامِ‌، وَ سَوَّى عَلَيْهِ اَلْآخَرُ ثِيَابَهُ‌، فَلَمَّا رَكِبَهَا تَضَعْضَعَتْ‌، فَلَطَمَهَا جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ قَالَ لَهَا: قِرِّي يَا بُرَاقُ‌ ، فَمَا رَكِبَكِ أَحَدٌ قَبْلَهُ مِثْلُهُ‌، وَ لاَ يَرْكَبُكِ‌ أَحَدٌ بَعْدَهُ مِثْلُهُ‌، إِلاَّ أَنَّهُ تَضَعْضَعَتْ عَلَيْهِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

14,66213 / _17 وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: عَنْ هِشَامٍ‌ ، عَنْهُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حَضَرَتِ‌ اَلصَّلاَةُ‌، فَأَذَّنَ جَبْرَئِيلُ‌ وَ أَقَامَ لِلصَّلاَةِ‌، فَقَالَ‌: يَا مُحَمَّدُ ، تَقَدَّمْ‌. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : تَقَدَّمْ يَا جَبْرَئِيلُ‌ . فَقَالَ لَهُ‌: إِنَّا لاَ نَتَقَدَّمُ اَلْآدَمِيِّينَ مُنْذُ أُمِرْنَا بِالسُّجُودِ 18لِآدَمَ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

14,66214 / _18 عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ‌ ، قَالَ‌: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «يَا هَارُونُ‌ ، كَمْ بَيْنَ مَنْزِلِكَ وَ بَيْنَ اَلْمَسْجِدِ اَلْأَعْظَمِ؟». قُلْتُ‌: قَرِيبٌ‌. قَالَ‌: «يَكُونُ مِيلاً؟». فَقُلْتُ‌: لَكِنَّهُ أَقْرَبُ فَقَالَ‌: «فَمَا تَشْهَدُ اَلصَّلاَةَ كُلَّهَا فِيهِ؟». فَقُلْتُ‌: لاَ وَ اَللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ رُبَّمَا شُغِلْتُ‌ فَقَالَ لِي: «أَمَا إِنِّي لَوْ كُنْتُ بِحَضْرَتِهِ مَا فَاتَنِي فِيهِ صَلاَةٌ‌». قَالَ‌: ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ‌: «مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لاَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ‌، وَ لاَ عَبْدٍ صَالِحٍ إِلاَّ وَ قَدْ صَلَّى فِي مَسْجِدِ كُوفَانَ‌ ، حَتَّى مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لَيْلَةَ‌ أُسْرِيَ بِهِ‌ أَمَرَهُ بِهِ جَبْرَئِيلُ‌ ، فَقَالَ‌: يَا مُحَمَّدُ ، هَذَا مَسْجِدُ كُوفَانَ‌ ، فَقَالَ‌: اِسْتَأْذِنْ لِي حَتَّى أُصَلِّيَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ‌، فَاسْتَأْذَنَ لَهُ‌ فَهَبَطَ بِهِ وَ صَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ‌. ثُمَّ قَالَ‌: أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ عَنْ يَمِينِهِ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ اَلْجَنَّةِ‌ ، وَ عَنْ يَسَارِهِ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ اَلْجَنَّةِ‌ ، أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ‌ اَلصَّلاَةَ اَلْمَكْتُوبَةَ فِيهِ تَعْدِلُ أَلْفَ صَلاَةٍ فِي غَيْرِهِ‌، وَ اَلنَّافِلَةَ خَمْسَمِائَةِ صَلاَةٍ‌، وَ اَلْجُلُوسَ‌ فِيهِ مِنْ غَيْرِ قِرَاءَةِ اَلْقُرْآنِ‌ عِبَادَةٌ‌». قَالَ‌: ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِإِصْبَعِهِ فَحَرَّكَهَا: «مَا بَعْدَ اَلْمَسْجِدَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ مَسْجِدِ كُوفَانَ‌ » .

البرهان في تفسير القرآن

14,66215 / _19 عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: سَمِعْتُهُ يَقُولُ‌: «إِنَّ جَبْرَئِيلَ‌ اِحْتَمَلَ رَسُولَ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حَتَّى اِنْتَهَى بِهِ إِلَى مَكَانٍ مِنَ اَلسَّمَاءِ‌، ثُمَّ تَرَكَهُ وَ قَالَ لَهُ‌: مَا وَطِئَ شَيْ‌ءٌ قَطُّ مَكَانَكَ‌».

البرهان في تفسير القرآن

14,66216 / _20 عَنِ اِبْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) إِلَى اَلسَّمَاءِ‌ اَلدُّنْيَا لَمْ يَمُرَّ بِأَحَدٍ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ اِسْتَبْشَرَ بِهِ‌، إِلاَّ مَالِكٌ‌ خَازِنُ جَهَنَّمَ‌ ، فَقَالَ لِجَبْرَئِيلَ‌ : يَا جَبْرَئِيلُ‌ ، مَا مَرَرْتُ بِمَلَكٍ مِنَ‌ اَلْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ اِسْتَبْشَرَ بِي إِلاَّ هَذَا اَلْمَلَكَ‌، فَمَنْ هَذَا؟ قَالَ‌: هَذَا مَالِكٌ‌ خَازِنُ جَهَنَّمَ‌ ، وَ هَكَذَا جَعَلَهُ اَللَّهُ‌.» قَالَ‌: «فَقَالَ لَهُ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : يَا جَبْرَئِيلُ‌ ، سَلْهُ أَنْ يُرِيَنِيهَا! فَقَالَ جَبْرَئِيلُ‌ : يَا مَالِكُ‌ ، هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ‌، وَ قَدْ شَكَا إِلَيَّ وَ قَالَ‌: مَا مَرَرْتُ بِأَحَدٍ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ اِسْتَبْشَرَ بِي وَ سَلَّمَ عَلَيَّ إِلاَّ هَذَا. فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى هَكَذَا جَعَلَهُ‌، وَ قَدْ سَأَلَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ أَنْ تُرِيَهُ جَهَنَّمَ‌ ». قَالَ‌: «فَكَشَفَ لَهُ عَنْ طَبَقٍ مِنْ أَطْبَاقِهَا، فَمَا رُؤِيَ رَسُولُ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ضَاحِكاً حَتَّى قُبِضَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)».

البرهان في تفسير القرآن

66217 / _21 عَنْ حَفْصِ بْنِ اَلْبَخْتَرِيِّ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حَضَرَتِ اَلصَّلاَةُ فَأَذَّنَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَلَمَّا قَالَ‌: اَللَّهُ أَكْبَرُ، اَللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ‌: اَللَّهُ أَكْبَرُ، اَللَّهُ أَكْبَرُ. فَلَمَّا قَالَ‌: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ‌؛ قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ‌: خَلَعَ اَلْأَنْدَادَ. فَلَمَّا قَالَ‌: أَشْهَدُ أَنَّ ؛ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ‌ قَالَتْ‌: نَبِيٌّ بُعِثَ‌. فَلَمَّا قَالَ‌: حَيَّ عَلَى اَلصَّلاَةِ‌؛ قَالَتْ‌: حَثَّ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ‌. فَلَمَّا قَالَ‌: حَيَّ عَلَى اَلْفَلاَحِ‌؛ قَالَتْ‌: أَفْلَحَ مَنْ تَبِعَهُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

14,66218 / _22 عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «لَمَّا أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ‌، قَالَ بَعْضُهُمْ‌ لِبَعْضٍ‌: قَدْ ظَفِرْتُمْ بِهِ فَاسْأَلُوهُ عَنْ أَيْلَةَ‌ قَالَ فَسَأَلُوهُ عَنْهَا قَالَ فَأَطْرَقَ وَ مَكَثَ‌ ، فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، فَقَالَ‌: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ، اِرْفَعْ رَأْسَكَ فَإِنَّ اَللَّهَ قَدْ رَفَعَ إِلَيْكَ أَيْلَةَ‌ ، وَ قَدْ أَمَرَ اَللَّهُ كُلَّ مُنْخَفِضٍ مِنَ اَلْأَرْضِ فَارْتَفَعَ‌، وَ كُلَّ مُرْتَفِعٍ‌ فَانْخَفَضَ‌. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا أَيْلَةُ‌ قَدْ رُفِعَتْ لَهُ‌، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ‌، وَ يُخْبِرُهُمْ وَ هُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ‌: إِنَّ عَلاَمَةَ ذَلِكَ عِيرٌ لِأَبِي سُفْيَانَ‌ تَحْمِلُ بُرّاً يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ مُجْمِعٌ‌ ، تَدْخُلُ غَداً مَعَ اَلشَّمْسِ‌، فَأَرْسَلُوا اَلرُّسُلَ‌، وَ قَالُوا لَهُمْ‌: حَيْثُ مَا لَقِيتُمُ اَلْعِيرَ فَاحْبِسُوهَا، لِيُكَذِّبُوا بِذَلِكَ قَوْلَهُ قَالَ فَضَرَبَ اَللَّهُ وُجُوهَ اَلْإِبِلِ فَأَقَرَّتْ‌ عَلَى اَلسَّاحِلِ‌، وَ أَصْبَحَ اَلنَّاسُ‌ فَأَشْرَفُوا». فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ‌ : «فَمَا رُئِيَتْ مَكَّةُ‌ أَكْثَرَ مُشْرِفاً وَ لاَ مُشْرِفَةً مِنْهَا يَوْمَئِذٍ، لِيَنْظُرُوا مَا قَالَ رَسُولُ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، فَأَقْبَلَتِ اَلْإِبِلُ [مِنْ‌] نَاحِيَةِ اَلسَّاحِلِ‌، فَكَانَ يَقُولُ اَلْقَائِلُ‌: اَلْإِبِلُ اَلشَّمْسُ‌، اَلشَّمْسُ اَلْإِبِلُ قَالَ فَطَلَعَتَا جَمِيعاً».

البرهان في تفسير القرآن

14,66219 / _23 عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) صَلَّى اَلْعِشَاءَ‌ اَلْآخِرَةَ وَ صَلَّى اَلْفَجْرَ فِي اَللَّيْلَةِ اَلَّتِي أُسْرِيَ بِهِ فِيهَا بِمَكَّةَ‌ ».