8 قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قَالَ لِي: «يَا أَحْمَدُ ، مَا اَلْخِلاَفُ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ أَصْحَابِ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ بِالنَّفْيِ لِلْجِسْمِ فِي اَلتَّوْحِيدِ؟» فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قُلْنَا نَحْنُ بِالصُّورَةِ، لِلْحَدِيثِ اَلَّذِي رُوِيَ «أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) رَأَى رَبَّهُ فِي صُورَةِ شَابٍّ» وَ قَالَ هِشَامُ بْنُ اَلْحَكَمِ بِالنَّفْيِ لِلْجِسْمِ. فَقَالَ: «يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ ، وَ بَلَغَ عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى ، خُرِقَ لَهُ فِي اَلْحُجُبِ مِثْلُ سَمِّ اَلْإِبْرَةِ ، فَرَأَى مِنْ نُورِ اَلْعَظَمَةِ مَا شَاءَ اَللَّهُ أَنْ يَرَى، وَ أَرَدْتُمْ أَنْتُمُ اَلتَّشْبِيهَ، دَعْ هَذَا يَا أَحْمَدُ لاَ يَنْفَتِحْ عَلَيْكَ مِنْهُ أَمْرٌ عَظِيمٌ».
14,6 قَالَ: وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يُكْثِرُ مِنْ تَقْبِيلِ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ) ، فَغَضِبَتْ مِنْ ذَلِكَ عَائِشَةُ ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، إِنَّكَ تُكْثِرُ تَقْبِيلَ فَاطِمَةَ ! فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : يَا عَائِشَةُ ، إِنِّي لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ ، وَ دَخَلْتُ اَلْجَنَّةَ ، فَأَدْنَانِي جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مِنْ شَجَرَةِ طُوبَى ، نَاوَلَنِي مِنْ ثِمَارِهَا فَأَكَلْتُهُ، فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَى اَلْأَرْضِ جَعَلَ اَللَّهُ ذَلِكَ مَاءً فِي ظَهْرِي، فَوَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ ، فَمَا قَبَّلْتُهَا إِلاَّ وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَى مِنْهَا».
14 وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ قَالَ: «قَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ ، دَخَلْتُ اَلْجَنَّةَ ، فَرَأَيْتُ فِيهَا قِيعَاناً يَقَقاً، وَ رَأَيْتُ فِيهَا اَلْمَلاَئِكَةُ يَبْنُونَ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ، وَ رُبَّمَا أَمْسَكُوا. فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا لَكُمْ رُبَّمَا بَنَيْتُمْ، وَ رُبَّمَا أَمْسَكْتُمْ؟ فَقَالُوا: حَتَّى تَأْتِيَنَا اَلنَّفَقَةُ. فَقُلْتُ: مَا نَفَقَتُكُمْ. قَالُوا: قَوْلُ اَلْمُؤْمِنِ فِي اَلدُّنْيَا: (سُبْحَانَ اَللَّهِ وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ اَللَّهُ أَكْبَرُ). فَإِذَا قَالَ بَنَيْنَا، وَ إِذَا أَمْسَكَ أَمْسَكْنَا».
14 وَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : لَمَّا أَسْرَى بِي رَبِّي إِلَى سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ، أَخَذَ بِيَدِي جَبْرَئِيلُ ، فَأَدْخَلَنِي اَلْجَنَّةَ ، فَأَجْلَسَنِي عَلَى دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِيكِ اَلْجَنَّةِ ، فَنَاوَلَنِي سَفَرْجَلَةً، فَانْفَلَقَتْ نِصْفَيْنِ، فَخَرَجَتْ مِنْ بَيْنِهِمَا حَوْرَاءُ، فَقَامَتْ بَيْنَ يَدَيَّ، فَقَالَتْ: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ . فَقُلْتُ: وَ عَلَيْكَ اَلسَّلاَمُ، مَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا اَلرَّاضِيَةُ اَلْمَرْضِيَّةُ ، خَلَقَنِي اَللَّهُ اَلْجَبَّارُ مِنْ ثَلاَثَةِ أَنْوَاعٍ: أَسْفَلِي مِنَ اَلْمِسْكِ، وَ وَسَطِي مِنَ اَلْعَنْبَرِ، وَ أَعْلاَيَ مِنَ اَلْكَافُورِ، وَ عُجِنْتُ بِمَاءِ اَلْحَيَوَانِ، ثُمَّ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ لِي: كُونِي، فَكُنْتُ لِأَخِيكَ وَ اِبْنِ عَمِّكَ وَ وَصِيِّكَ عَلِيِّ اِبْنِ أَبِي طَالِبٍ ».
14,53924 / _31 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ثَابِتِ بْنِ دِينَارٍ اَلثُّمَالِيِّ ، وَ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي اَلرَّبِيعِ ، قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي اَلسَّنَةِ اَلَّتِي حَجَّ فِيهَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اَلْمَلِكِ ، وَ كَانَ مَعَهُ نَافِعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ اَلْخَطَّابِ ، فَنَظَرَ نَافِعٌ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي رُكْنِ اَلْبَيْتِ وَ قَدِ اِجْتَمَعَ عَلَيْهِ اَلنَّاسُ، فَقَالَ نَافِعٌ : يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ، مَنْ هَذَا اَلَّذِي قَدْ تَدَاكَّ عَلَيْهِ اَلنَّاسُ؟ فَقَالَ هَذَا نَبِيُّ أَهْلِ اَلْكُوفَةِ ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فَقَالَ: اِشْهَدْ لَآتِيَنَّهُ فَلَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ مَسَائِلَ لاَ يُجِيبُنِي فِيهَا إِلاَّ نَبِيٌّ، أَوِ اِبْنُ نَبِيٍّ، أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ. قَالَ: فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَاسْأَلْهُ، لَعَلَّكَ تُخْجِلُهُ. فَجَاءَ نَافِعٌ حَتَّى اِتَّكَأَ عَلَى اَلنَّاسِ، ثُمَّ أَشْرَفَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَقَالَ: يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، إِنِّي قَرَأْتُ اَلتَّوْرَاةَ وَ اَلْإِنْجِيلَ وَ اَلزَّبُورَ وَ اَلْفُرْقَانَ ، وَ قَدْ عَرَفْتُ حَلاَلَهَا وَ حَرَامَهَا، وَ قَدْ جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ مَسَائِلَ، لاَ يُجِيبُ فِيهَا إِلاَّ نَبِيٌّ، أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ، أَوِ اِبْنُ نَبِيٍّ. قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) رَأْسَهُ فَقَالَ: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ». فَقَالَ: أَخْبِرْنِي كَمْ بَيْنَ 44عِيسَى وَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنْ سَنَةٍ؟ فَقَالَ: «أُخْبِرُكَ بِقَوْلِي أَوْ بِقَوْلِكَ؟» قَالَ: أَخْبِرْنِي بِالْقَوْلَيْنِ جَمِيعاً. فَقَالَ: «أَمَّا فِي قَوْلِي فَخَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ، وَ أَمَّا فِي قَوْلِكَ فَسِتٌّ مِائَةِ سَنَةٍ». قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ : وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنٰا أَ جَعَلْنٰا مِنْ دُونِ اَلرَّحْمٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ مَنِ اَلَّذِي سَأَلَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ 44عِيسَى خَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ؟ قَالَ: فَتَلاَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) هَذِهِ اَلْآيَةَ:« سُبْحٰانَ اَلَّذِي أَسْرىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ إِلَى اَلْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى اَلَّذِي بٰارَكْنٰا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيٰاتِنٰا فَكَانَ مِنَ اَلْآيَاتِ اَلَّتِي أَرَاهَا اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَيْثُ أَسْرَى بِهِ إِلَى بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ أَنْ حَشَرَ اَللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلْمُرْسَلِينَ، ثُمَّ أَمَرَ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَأَذَّنَ شَفْعاً، وَ أَقَامَ شَفْعاً، وَ قَالَ فِي أَذَانِهِ: (حَيَّ عَلَى خَيْرِ اَلْعَمَلِ) ثُمَّ تَقَدَّمَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَصَلَّى بِالْقَوْمِ، فَلَمَّا اِنْصَرَفَ قَالَ لَهُمْ: عَلَى مَا تَشْهَدُونَ وَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَ أَنَّكَ رَسُولُ اَللَّهِ ، أَخَذَ عَلَى ذَلِكَ عُهُودَنَا وَ مَوَاثِيقَنَا». فَقَالَ نَافِعٌ : صَدَقْتَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، وَ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: أَ وَ لَمْ يَرَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ كٰانَتٰا رَتْقاً فَفَتَقْنٰاهُمٰا . قَالَ: «إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمَّا أَهْبَطَ 18آدَمَ إِلَى اَلْأَرْضِ، وَ كَانَتِ اَلسَّمَاوَاتُ رَتْقاً لاَ تَمْطُرُ شَيْئاً، وَ كَانَتِ اَلْأَرْضُ رَتْقاً لاَ تُنْبِتُ شَيْئاً، فَلَمَّا تَابَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى 18آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَمَرَ اَلسَّمَاءَ فَتَفَطَّرَتْ بِالْغَمَامِ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَأَرْخَتْ عَزَالِيَهَا ، ثُمَّ أَمَرَ اَلْأَرْضَ فَأَنْبَتَتِ اَلْأَشْجَارَ وَ أَثْمَرَتِ اَلثِّمَارَ وَ تَفَهَّقَتْ بِالْأَنْهَارِ، فَكَانَ ذَلِكَ رَتْقُهَا، وَ هَذَا فَتْقُهَا». فَقَالَ نَافِعٌ : صَدَقْتَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: يَوْمَ تُبَدَّلُ اَلْأَرْضُ غَيْرَ اَلْأَرْضِ وَ اَلسَّمٰاوٰاتُ وَ أَيُّ أَرْضٍ تُبَدَّلُ يَوْمَئِذٍ؟ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «أَرْضٌ تَبْقَى خُبْزَةً يَأْكُلُونَ مِنْهَا حَتَّى يَفْرُغَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ اَلْحِسَابِ». فَقَالَ نَافِعٌ : إِنَّهُمْ عَنِ اَلْأَكْلِ لَمَشْغُولُونَ؟ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «أَ هُمْ يَوْمَئِذٍ أَشْغَلُ أَمْ إِذْ هُمْ فِي اَلنَّارِ ؟» قَالَ: بَلْ إِذْ هُمْ فِي اَلنَّارِ. قَالَ: «وَ اَللَّهِ مَا شَغَلَهُمْ إِذْ دَعَوْا بِالطَّعَامِ فَأُطْعِمُوا اَلزَّقُّومَ، وَ دُعُوا بِالشَّرَابِ فَسُقُوا اَلْحَمِيمَ». فَقَالَ: صَدَقْتَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، وَ لَقَدْ بَقِيَتْ مَسْأَلَةٌ وَاحِدَةٌ، قَالَ: «مَا هِيَ؟» قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَتَى كَانَ؟ قَالَ: «وَيْلَكَ، وَ مَتَى لَمْ يَكُنْ حَتَّى أُخْبِرَكَ مَتَى كَانَ، سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَزَلْ وَ لاَ يَزَالُ فَرْداً صَمَداً، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لاَ وَلَداً». ثُمَّ قَالَ: «يَا نَافِعُ ، أَخْبِرْنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ» قَالَ: وَ مَا هُوَ؟ قَالَ: «مَا تَقُولُ فِي أَصْحَابِ اَلنَّهْرَوَانِ ؟ فَإِنْ قُلْتَ إِنَّ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ قَتَلَهُمْ بِحَقٍّ فَقَدِ اِرْتَدَدْتَ، وَ إِنْ قُلْتَ إِنَّهُ قَتَلَهُمْ بَاطِلاً فَقَدْ كَفَرْتَ». قَالَ: فَوَلَّى مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ يَقُولُ: أَنْتَ وَ اَللَّهِ أَعْلَمُ اَلنَّاسِ حَقّاً حَقّاً. فَأَتَى هِشَاماً فَقَالَ لَهُ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: دَعْنِي مِنْ كَلاَمِكَ، هَذَا وَ اَللَّهِ أَعْلَمُ اَلنَّاسِ حَقّاً حَقّاً، وَ هُوَ اِبْنُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَقّاً، وَ يَحِقُّ لِأَصْحَابِهِ أَنْ يَتَّخِذُوهُ نَبِيّاً.
14,64968 / _2 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ اَلرَّاشِدِيِّ ، عَنِ اِبْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: « لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى اَلسَّمَاءِ ، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ فِي عَلِيٍّ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ) مَا أَوْحَى مِنْ شَرَفِهِ وَ عِظَمِهِ عِنْدَ اَللَّهِ، وَ رُدَّ إِلَى اَلْبَيْتِ اَلْمَعْمُورِ ، وَ جَمَعَ لَهُ اَلنَّبِيِّينَ فَصَلَّوْا خَلْفَهُ، عَرَضَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنْ عِظَمِ مَا أَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ فِي عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمّٰا أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ فَسْئَلِ اَلَّذِينَ يَقْرَؤُنَ اَلْكِتٰابَ مِنْ قَبْلِكَ يَعْنِي اَلْأَنْبِيَاءَ، فَقَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ فِي كُتُبِهِمْ مِنْ فَضْلِهِ مَا أَنْزَلْنَا فِي كِتَابِكَ لَقَدْ جٰاءَكَ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ اَلمُمْتَرِينَ ، وَ لاٰ تَكُونَنَّ مِنَ اَلَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيٰاتِ اَللّٰهِ فَتَكُونَ مِنَ اَلْخٰاسِرِينَ ». فَقَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «فَوَ اَللَّهِ مَا شَكَّ وَ مَا سَأَلَ».
65415 / _12 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ سُبْحٰانَ اَللّٰهِ قَالَ: «أَنَفَةُ اَللَّهِ».
65417 / _14 اِبْنُ بَابَوَيْهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ سُبْحٰانَ اَللّٰهِ فَقَالَ: (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «أَنَفَةُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ».
14,6 وَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يُكْثِرُ تَقْبِيلَ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ) ، فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : يَا عَائِشَةُ ، إِنِّي لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ ، دَخَلْتُ اَلْجَنَّةَ ، فَأَدْنَانِي جَبْرَئِيلُ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَى ، وَ نَاوَلَنِي مِنْ ثِمَارِهَا فَأَكَلْتُهُ، فَحَوَّلَ اَللَّهُ تَعَالَى ذَلِكِ مَاءً، فِي ظَهْرِي، فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَى اَلْأَرْضِ، وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ ، فَمَا قَبَّلْتُهَا قَطُّ إِلاَّ وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَى مِنْهَا».
145569 / _9 عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ: كَانَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : يُكْثِرُ تَقْبِيلَ فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهَا) ، قَالَ: فَعَاتَبَتْهُ عَلَى ذَلِكَ عَائِشَةُ ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، إِنَّكَ لَتُكْثِرُ تَقْبِيلَ فَاطِمَةَ ؟ فَقَالَ لَهَا: «وَيْلَكِ، لَمَّا أَنْ عُرِجَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ ، مَرَّ بِي جَبْرَئِيلُ عَلَى شَجَرَةِ طُوبَى، فَنَاوَلَنِي مِنْ ثَمَرِهَا فَأَكَلْتُهَا، فَحَوَّلَ اَللَّهُ ذَلِكِ إِلَى ظَهْرِي، فَلَمَّا أَنْ هَبَطْتُ إِلَى اَلْأَرْضِ، وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ ، فَمَا قَبَّلْتُ فَاطِمَةَ إِلاَّ وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَى مِنْهَا».
14,66198 / _2 ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : وَ رَوَى اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، أَنَّهُ قَالَ: «بَيْنَا أَنَا رَاقِدٌ فِي اَلْأَبْطَحِ وَ عَلِيٌّ عَنْ يَمِينِي، وَ جَعْفَرٌ عَنْ يَسَارِي، وَ حَمْزَةُ بَيْنَ يَدَيَّ، إِذَا أَنَا بِحَفِيفِ أَجْنِحَةِ اَلْمَلاَئِكَةِ، وَ قَائِلٌ يَقُولُ: إِلَى أَيِّهِمْ بُعِثْتَ يَا جَبْرَئِيلُ ؟ فَقَالَ: إِلَى هَذَا وَ أَشَارَ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ: هُوَ سَيِّدُ وُلْدِ 18آدَمَ ، وَ هَذَا وَصِيُّهُ وَ وَزِيرُهُ وَ خَتَنُهُ وَ خَلِيفَتُهُ فِي أُمَّتِهِ، وَ هَذَا عَمُّهُ سَيِّدُ اَلشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ ، وَ هَذَا اِبْنُ عَمِّهِ جَعْفَرٌ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِيبَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي اَلْجَنَّةِ مَعَ اَلْمَلاَئِكَةِ، دَعْهُ فَلْتَنَمْ عَيْنَاهُ، وَ لْتَسْمَعْ أُذُنَاهُ، وَ لْيَعِ قَلْبُهُ، وَ اِضْرِبُوا لَهُ مَثَلاً: مَلِكٌ بَنَى دَاراً وَ اِتَّخَذَ مَأْدُبَةً وَ بَعَثَ دَاعِياً. فَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : فَالْمَلِكُ اَللَّهُ، وَ اَلدَّارُ اَلدُّنْيَا، وَ اَلْمَأْدُبَةُ اَلْجَنَّةُ ، وَ اَلدَّاعِي أَنَا». قَالَ: «ثُمَّ أَدْرَكَهُ جَبْرَئِيلُ بِالْبُرَاقِ وَ أَسْرَى بِهِ إِلَى بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ ، وَ عَرَضَ عَلَيْهِ مَحَارِيبَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ آيَاتِ اَلْأَنْبِيَاءِ، فَصَلَّى فِيهَا وَ رَدَّهُ مِنْ لَيْلَتِهِ إِلَى مَكَّةَ ، فَمَرَّ فِي رُجُوعِهِ بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ ، وَ إِذَا لَهُمْ مَاءٌ فِي آنِيَةٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ وَ صَبَّ بَاقِيَ اَلْمَاءِ، وَ قَدْ كَانُوا أَضَلُّوا بَعِيراً لَهُمْ، وَ كَانُوا يَطْلُبُونَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ لِقُرَيْشٍ : إِنَّ اَللَّهَ قَدْ أَسْرَى بِي فِي هَذِهِ اَللَّيْلَةِ إِلَى بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ ، فَعَرَضَ عَلَيَّ مَحَارِيبَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ آيَاتِ اَلْأَنْبِيَاءِ، وَ إِنِّي مَرَرْتُ بِعِيرٍ لَكُمْ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا، وَ إِذَا لَهُمْ مَاءٌ فِي آنِيَةٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ وَ أَهْرَقْتُ بَاقِيَ ذَلِكَ اَلْمَاءِ، وَ قَدْ كَانُوا أَضَلُّوا بَعِيراً لَهُمْ. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : قَدْ أَمْكَنَتْكُمُ اَلْفُرْصَةُ مِنْ مُحَمَّدٍ ، سَلُوهُ كَمِ اَلْأَسَاطِينُ فِيهَا وَ اَلْقَنَادِيلُ؟ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ هَاهُنَا مَنْ قَدْ دَخَلَ بَيْتَ اَلْمَقْدِسِ ، فَصِفْ لَنَا كَمْ أَسَاطِينُهُ وَ قَنَادِيلُهُ وَ مَحَارِيبُهُ؟ فَجَاءَ جَبْرَئِيلُ فَعَلَّقَ صُورَةَ بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ تُجَاهَ وَجْهِهِ، فَجَعَلَ يُخْبِرُهُمْ بِمَا يَسْأَلُونَهُ، فَلَمَّا أَخْبَرَهُمْ، قَالُوا: حَتَّى تَجِيءَ اَلْعِيرُ، وَ نَسْأَلَهُمْ عَمَّا قُلْتَ. فَقَالَ لَهُمْ: وَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ أَنَّ اَلْعِيرَ تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مَعَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ، يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ. فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَقْبَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى اَلْعَقَبَةِ وَ يَقُولُونَ: هَذِهِ اَلشَّمْسُ تَطْلُعُ اَلسَّاعَةَ؛ فَبَيْنَاهُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتِ اَلْعِيرُ مَعَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ، فَسَأَلُوهُمْ عَمَّا قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالُوا: لَقَدْ كَانَ هَذَا، ضَلَّ جَمَلٌ لَنَا فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا، وَ وَضَعْنَا مَاءً وَ أَصْبَحْنَا وَ قَدْ أُهْرِقَ اَلْمَاءُ. فَلَمْ يَزِدْهُمْ ذَلِكَ إِلاَّ عُتُوّاً».
66199 / _3 مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْيَمَانِيِّ ، عَنْ مَنِيعٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ صَبَّاحٍ اَلْمُزَنِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «عُرِجَ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِائَةً وَ عِشْرِينَ مَرَّةً، مَا مِنْ مَرَّةٍ إِلاَّ وَ قَدْ أَوْصَى اَللَّهُ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِوَلاَيَةِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ اَلْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ ، أَكْثَرَ مِمَّا أَوْصَاهُ بِالْفَرَائِضِ».
66200 / _4 اَلْعَيَّاشِيُّ : عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ: سُبْحٰانَ ، فَقَالَ: «أَنَفَةُ اَللَّهِ».
14,66202 / _6 اِبْنُ بَابَوَيْهِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلصَّادِقِ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: « لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ حَمَلَهُ جَبْرَئِيلُ عَلَى اَلْبُرَاقِ ، فَأَتَيَا بَيْتَ اَلْمَقْدِسِ ، وَ عَرَضَ عَلَيْهِ مَحَارِيبَ اَلْأَنْبِيَاءِ فَصَلَّى بِهَا وَ رَدَّهُ، فَمَرَّ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي رُجُوعِهِ بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ وَ إِذَا لَهُمْ مَاءٌ فِي آنِيَةٍ، وَ قَدْ أَضَلُّوا بَعِيراً لَهُمْ وَ كَانُوا يَطْلُبُونَهُ، فَشَرِبَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنْ ذَلِكَ اَلْمَاءِ وَ أَهْرَقَ بَاقِيَهُ. فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، قَالَ لِقُرَيْشٍ : إِنَّ اَللَّهَ جَلَّ جَلاَلُهُ قَدْ أَسْرَى بِي إِلَى بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ وَ أَرَانِي آثَارَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ مَنَازِلَهُمْ، وَ إِنِّي مَرَرْتُ بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا، وَ قَدْ أَضَلُّوا بَعِيراً لَهُمْ، فَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهِمْ وَ أَهْرَقْتُ بَاقِيَ ذَلِكَ. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : قَدْ أَمْكَنَتْكُمُ اَلْفُرْصَةُ مِنْهُ، فَاسْأَلُوهُ كَمِ اَلْأَسَاطِينُ فِيهَا وَ اَلْقَنَادِيلُ؟ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ هَاهُنَا مَنْ قَدْ دَخَلَ بَيْتَ اَلْمَقْدِسِ فَصِفْ لَنَا كَمْ أَسَاطِينُهُ وَ قَنَادِيلُهُ وَ مَحَارِيبُهُ؟ فَجَاءَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَعَلَّقَ صُورَةَ بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ تُجَاهَ وَجْهِهِ، فَجَعَلَ يُخْبِرُهُمْ بِمَا يَسْأَلُونَهُ عَنْهُ، فَلَمَّا أَخْبَرَهُمْ قَالُوا: حَتَّى تَجِيءَ اَلْعِيرُ وَ نَسْأَلَهُمْ عَمَّا قُلْتَ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : تَصْدِيقُ ذَلِكَ أَنَّ اَلْعِيرَ تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مَعَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ، يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ . فَلَمَّا كَانَ مِنَ اَلْغَدِ أَقْبَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى اَلْعَقَبَةِ وَ يَقُولُونَ: هَذِهِ اَلشَّمْسُ تَطْلُعُ اَلسَّاعَةَ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ اَلْعِيرُ حِينَ طَلَعَ اَلْقُرْصُ، يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ، فَسَأَلُوهُمْ عَمَّا قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالُوا: لَقَدْ كَانَ هَذَا، ضَلَّ جَمَلٌ لَنَا فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ وَضَعْنَا مَاءً فَأَصْبَحْنَا وَ قَدْ أُهْرِقَ اَلْمَاءُ. فَلَمْ يَزِدْهُمْ ذَلِكَ إِلاَّ عُتُوّاً».
24,32,18,146203 / _7 وَ عَنْهُ : بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِدَابَّةٍ دُونَ اَلْبَغْلِ وَ فَوْقَ اَلْحِمَارِ، رِجْلاَهَا أَطْوَلُ مِنْ يَدَيْهَا، خَطْوُهَا مَدُّ اَلْبَصَرِ، فَلَمَّا أَرَادَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يَرْكَبَ اِمْتَنَعَتْ. فَقَالَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : إِنَّهُ مُحَمَّدٌ ، فَتَوَاضَعَتْ حَتَّى لَصِقَتْ بِالْأَرْضِ. قَالَ: فَرَكِبَ، فَكُلَّمَا هَبَطَتْ اِرْتَفَعَتْ يَدَاهَا وَ قَصُرَتْ رِجْلاَهَا، وَ إِذَا صَعِدَتْ اِرْتَفَعَتْ رِجْلاَهَا وَ قَصُرَتْ يَدَاهَا، فَمَرَّتْ بِهِ فِي ظُلْمَةِ اَللَّيْلِ عَلَى عِيرٍ مُحَمَّلَةٍ، فَنَفَرَتِ اَلْعِيرُ مِنْ دَفِيفِ اَلْبُرَاقِ، فَنَادَى رَجُلٌ فِي آخِرِ اَلْعِيرِ غُلاَماً لَهُ فِي أَوَّلِ اَلْعِيرِ أَنْ يَا فُلاَنُ، إِنَّ اَلْعِيرَ قَدْ نَفَرَتْ، وَ إِنَّ فُلاَنَةَ أَلْقَتْ حَمْلَهَا وَ اِنْكَسَرَتْ يَدُهَا. وَ كَانَتِ اَلْعِيرُ لِأَبِي سُفْيَانَ . قَالَ: ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَطْنِ اَلْبَلْقَاءِ ، قَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): «يَا جَبْرَئِيلُ ، قَدْ عَطِشْتُ» فَتَنَاوَلَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَصْعَةً فِيهَا مَاءٌ فَنَاوَلَهُ وَ شَرِبَ، ثُمَّ مَضَى فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مُعَلَّقَيْنِ بِعَرَاقِيبِهِمْ بِكَلاَلِيبَ مِنْ نَارٍ، فَقَالَ: «مَا هَؤُلاَءِ يَا جَبْرَئِيلُ ؟» قَالَ: هَؤُلاَءِ اَلَّذِينَ أَغْنَاهُمُ اَللَّهُ بِالْحَلاَلِ فَيَبْتَغُونَ اَلْحَرَامَ. قَالَ: ثُمَّ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ تُخَاطُ جُلُودُهُمْ بِمَخَايِطَ مِنْ نَارٍ، فَقَالَ: «مَا هَؤُلاَءِ، يَا جَبْرَئِيلُ ؟». فَقَالَ: هَؤُلاَءِ اَلَّذِينَ يَأْخُذُونَ عُذْرَةَ اَلنِّسَاءِ بِغَيْرِ حِلٍّ. ثُمَّ مَضَى وَ مَرَّ بِرَجُلٍ يَرْفَعُ حُزْمَةً مِنْ حَطَبٍ، كُلَّمَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرْفَعَهَا زَادَ فِيهَا، فَقَالَ: «يَا جَبْرَئِيلُ ، مَنْ هَذَا؟». قَالَ: هَذَا صَاحِبُ اَلدَّيْنِ يُرِيدُ أَنْ يَقْضِيَ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ زَادَ عَلَيْهِ. ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْجَبَلِ اَلشَّرْقِيِّ مِنْ بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ وَجَدَ رِيحاً حَارَّةً وَ سَمِعَ صَوْتاً، قَالَ: «مَا هَذِهِ اَلرِّيحُ يَا جَبْرَئِيلُ اَلَّتِي أَجِدُهَا، وَ هَذَا اَلصَّوْتُ اَلَّذِي أَسْمَعُ؟» قَالَ: هَذِهِ جَهَنَّمُ . فَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ جَهَنَّمَ». ثُمَّ وَجَدَ رِيحاً عَنْ يَمِينِهِ طَيِّبَةً وَ سَمِعَ صَوْتاً، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ اَلرِّيحُ اَلَّتِي أَجِدُهَا، وَ هَذَا اَلصَّوْتُ اَلَّذِي أَسْمَعُ؟» قَالَ: هَذِهِ اَلْجَنَّةُ . فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): «أَسْأَلُ اَللَّهَ اَلْجَنَّةَ ». قَالَ: ثُمَّ مَضَى حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى بَابِ مَدِينَةِ بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ وَ فِيهَا هِرَقْلُ ، وَ كَانَتْ أَبْوَابُ اَلْمَدِينَةِ تُغْلَقُ كُلَّ لَيْلَةٍ وَ يُؤْتَى بِالْمَفَاتِيحِ وَ تُوضَعُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ تِلْكَ اَللَّيْلَةُ اِمْتَنَعَ اَلْبَابُ أَنْ يَنْغَلِقَ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: ضَاعِفُوا عَلَيْهَا مِنَ اَلْحَرَسِ. قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَدَخَلَ بَيْتَ اَلْمَقْدِسِ ، فَجَاءَ جَبْرَئِيلُ إِلَى اَلصَّخْرَةِ فَرَفَعَهَا، فَأَخْرَجَ مِنْ تَحْتِهَا ثَلاَثَةَ أَقْدَاحٍ: قَدَحاً مِنْ لَبَنٍ، وَ قَدَحاً مِنْ عَسَلٍ، وَ قَدَحاً مِنْ خَمْرٍ، فَنَاوَلَهُ قَدَحَ اَللَّبَنِ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ قَدَحَ اَلْعَسَلِ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ قَدَحَ اَلْخَمْرِ، فَقَالَ: «قَدْ رَوِيتُ، يَا جَبْرَئِيلُ » قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ شَرِبْتَهُ، ضَلَّتْ أُمَّتُكَ وَ تَفَرَّقَتْ عَنْكَ. قَالَ: ثُمَّ أَمَّ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ بِسَبْعِينَ نَبِيّاً. قَالَ: وَ هَبَطَ مَعَ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مَلَكٌ لَمْ يَطَأِ اَلْأَرْضَ قَطُّ، مَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ اَلْأَرْضِ، قَالَ: [يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ، وَ يَقُولُ: هَذِهِ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ اَلْأَرْضِ] فَإِنْ شِئْتَ فَكُنْ نَبِيّاً عَبْداً، وَ إِنْ شِئْتَ نَبِيّاً مَلِكاً. فَأَشَارَ إِلَيْهِ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : أَنْ تَوَاضَعْ يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ: «بَلْ أَكُونُ نَبِيّاً عَبْداً.» ثُمَّ صَعِدَ إِلَى اَلسَّمَاءِ فَلَمَّا اِنْتَهَى إِلَى بَابِ اَلسَّمَاءِ اِسْتَفْتَحَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَقَالُوا: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ . قَالُوا: نِعْمَ اَلْمَجِيءُ جَاءَ، فَدَخَلَ، فَمَا مَرَّ عَلَى مَلَإٍ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ سَلَّمُوا عَلَيْهِ، وَ دَعَوْا لَهُ وَ شَيَّعَهُ مُقَرِّبُوهَا، فَمَرَّ عَلَى شَيْخٍ قَاعِدٍ تَحْتَ شَجَرَةٍ، وَ حَوْلَهُ أَطْفَالٌ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : «مَنْ هَذَا اَلشَّيْخُ، يَا جَبْرَئِيلُ ؟» قَالَ: هَذَا أَبُوكَ 24إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) . قَالَ: «فَمَا هَؤُلاَءِ اَلْأَطْفَالُ حَوْلَهُ؟». قَالَ: هَؤُلاَءِ أَطْفَالُ اَلْمُؤْمِنِينَ حَوْلَهُ يَغْذُوهُمْ. ثُمَّ مَضَى فَمَرَّ عَلَى شَيْخٍ قَاعِدٍ عَلَى كُرْسِيٍّ، إِذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَ فَرِحَ، وَ إِذَا نَظَرَ عَنْ يَسَارِهِ حَزِنَ وَ بَكَى، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا يَا جَبْرَئِيلُ ؟» قَالَ: هَذَا أَبُوكَ 18آدَمُ ، إِذَا رَأَى مَنْ يَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ ضَحِكَ وَ فَرِحَ، وَ إِذَا رَأَى مَنْ يَدْخُلُ اَلنَّارَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ حَزِنَ وَ بَكَى. قَالَ: ثُمَّ مَضَى، فَمَرَّ عَلَى مَلَكٍ قَاعِدٍ عَلَى كُرْسِيٍّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرَ [مِنْهُ] مِنَ اَلْبِشْرِ مَا رَأَى مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ، فَقَالَ: «يَا جَبْرَئِيلُ ، مَا مَرَرْتُ بِأَحَدٍ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ رَأَيْتُ مِنْهُ مَا أُحِبُّ إِلاَّ هَذَا، فَمَنْ هَذَا اَلمَلَكُ؟» قَالَ: هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ اَلنَّارِ ، أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ أَحْسَنَ اَلْمَلاَئِكَةِ بِشْراً، وَ أَطْلَقَهُمْ وَجْهاً، فَلَمَّا جُعِلَ خَازِنَ اَلنَّارِ اِطَّلَعَ فِيهَا اِطِّلاَعَةً فَرَأَى مَا أَعَدَّ اَللَّهُ فِيهَا لِأَهْلِهَا فَلَمْ يَضْحَكْ بَعْدَ ذَلِكَ. ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا اِنْتَهَى حَيْثُ اِنْتَهَى، فُرِضَتْ عَلَيْهِ خَمْسُونَ صَلاَةً، قَالَ: فَأَقْبَلَ، فَمَرَّ عَلَى 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ ، كَمْ فُرِضَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟» قَالَ: «خَمْسُونَ صَلاَةً». قَالَ: «اِرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ أُمَّتِكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَرَّ عَلَى 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَقَالَ: «كَمْ فُرِضَ عَلَى أُمَّتِكَ؟» قَالَ: كَذَا وَ كَذَا. فَقَالَ: «إِنَّ أُمَّتَكَ أَضْعَفُ اَلْأُمَمِ، اِرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ أُمَّتِكَ، فَإِنِّي كُنْتُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَكُونُوا يُطِيقُونَ إِلاَّ دُونَ هَذَا» فَلَمْ يَزَلْ يَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّى جَعَلَهَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ. قَالَ: ثُمَّ مَرَّ عَلَى 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَقَالَ: «كَمْ فُرِضَ عَلَى أُمَّتِكَ؟» قَالَ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ» قَالَ: «اِرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ أُمَّتِكَ». قَالَ: «قَدِ اِسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا أَرْجِعُ إِلَيْهِ». ثُمَّ مَضَى فَمَرَّ عَلَى 24إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اَلرَّحْمَنِ ، فَنَادَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي اَلسَّلاَمَ، وَ أَخْبِرْهُمْ أَنَّ اَلْجَنَّةَ مَاؤُهَا عَذْبٌ، وَ تُرْبَتُهَا طَيِّبَةٌ، [فِيهَا] قِيعَانٌ بِيضٌ، غَرْسُهَا سُبْحَانَ اَللَّهِ، وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ، وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، وَ اَللَّهُ أَكْبَرُ، وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ؛ فَمُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غَرْسِهَا». ثُمَّ مَضَى حَتَّى مَرَّ بِعِيرٍ يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ، ثُمَّ أَتَى إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَسِيرِهِ، وَ قَدْ كَانَ بِمَكَّةَ قَوْمٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ أَتَوْا بَيْتَ اَلْمَقْدِسِ فَأَخْبَرَهُمْ. ثُمَّ قَالَ: «آيَةُ ذَلِكَ أَنَّهَا تَطْلُعُ عَلَيْكُمُ اَلسَّاعَةَ عِيرٌ مَعَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ». قَالَ: فَنَظَرُوا فَإِذَا هِيَ قَدْ طَلَعَتْ، وَ أَخْبَرَهُمْ [أَنَّهُ] قَدْ مَرَّ بِأَبِي سُفْيَانَ ، وَ أَنَّ إِبِلَهُ قَدْ نَفَرَتْ فِي بَعْضِ اَللَّيْلِ، وَ أَنَّهُ نَادَى غُلاَماً لَهُ فِي أَوَّلِ اَلْعِيرِ: يَا فُلاَنُ، إِنَّ اَلْإِبِلَ قَدْ نَفَرَتْ، وَ إِنَّ فُلاَنَةَ قَدْ أَلْقَتْ حَمْلَهَا وَ اِنْكَسَرَتْ يَدُهَا، فَسَأَلُوهُ عَنِ اَلْخَبَرِ فَوَجَدُوهُ كَمَا قَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) .
24,32,13,14,46204 / _8 فَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي (مَنْ لاَ يَحْضُرُهُ اَلْفَقِيهُ) : عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ ، أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي سَيِّدَ اَلْعَابِدِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَتِ، أَخْبِرْنِي عَنْ جَدِّنَا رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَمَّا عُرِجَ بِهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ ، وَ أَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِخَمْسِينَ صَلاَةً، كَيْفَ لَمْ يَسْأَلْهُ اَلتَّخْفِيفَ عَنْ أُمَّتِهِ حَتَّى قَالَ لَهُ 32مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «اِرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ اَلتَّخْفِيفَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ»؟ فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لاَ يَقْتَرِحُ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ لاَ يُرَاجِعُهُ فِي شَيْءٍ يَأْمُرُهُ بِهِ، فَلَمَّا سَأَلَهُ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ذَلِكَ، وَ صَارَ شَفِيعاً لِأُمَّتِهِ إِلَيْهِ لَمْ يَجُزْ لَهُ أَنْ يَرُدَّ شَفَاعَةَ أَخِيهِ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَسَأَلَهُ اَلتَّخْفِيفَ، إِلَى أَنْ رَدَّهَا إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ». قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَتِ، فَلِمَ لَمْ يَرْجِعْ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ لَمْ يَسْأَلْهُ اَلتَّخْفِيفَ مِنْ خَمْسِ صَلَوَاتٍ، وَ قَدْ سَأَلَهُ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَنْ يَرْجِعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يَسْأَلَهُ اَلتَّخْفِيفَ؟ فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، أَرَادَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَنَّ يُحَصِّلَ لِأُمَّتِهِ اَلتَّخْفِيفَ مَعَ أَجْرِ خَمْسِينَ صَلاَةً، لِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا أَ لاَ تَرَى أَنَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَمَّا هَبَطَ إِلَى اَلْأَرْضِ نَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ وَ يَقُولُ: إِنَّهَا خَمْسٌ بِخَمْسِينَ مٰا يُبَدَّلُ اَلْقَوْلُ لَدَيَّ وَ مٰا أَنَا بِظَلاّٰمٍ لِلْعَبِيدِ ». قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَتِ، أَ لَيْسَ اَللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ لاَ يُوصَفُ بِمَكَانٍ؟ فَقَالَ: «بَلَى، تَعَالَى اَللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً». قُلْتُ: فَمَا مَعْنَى قَوْلِ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : «اِرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ»؟ فَقَالَ: «مَعْنَاهُ مَعْنَى قَوْلِ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ وَ مَعْنَى قَوْلِ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضىٰ وَ مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: فَفِرُّوا إِلَى اَللّٰهِ يَعْنِي: حُجُّوا إِلَى بَيْتِ اَللَّهِ . يَا بُنَيَّ، إِنَّ اَلْكَعْبَةَ بَيْتُ اَللَّهِ فَمَنْ حَجَّ بَيْتَ اَللَّهِ فَقَدْ قَصَدَ إِلَى اَللَّهِ، وَ اَلْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اَللَّهِ، فَمَنْ سَعَى إِلَيْهَا فَقَدْ سَعَى إِلَى اَللَّهِ وَ قَصَدَ إِلَيْهِ، وَ اَلْمُصَلِّي مَا دَامَ فِي صَلاَتِهِ فَهُوَ وَاقِفٌ بَيْنَ يَدَيِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَإِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِقَاعاً فِي سَمَاوَاتِهِ فَمَنْ عُرِجَ بِهِ إِلَى بُقْعَةٍ مِنْهَا فَقَدْ عُرِجَ بِهِ إِلَى اَللَّهِ، أَ لاَ تَسْمَعُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: تَعْرُجُ اَلْمَلاٰئِكَةُ وَ اَلرُّوحُ إِلَيْهِ وَ يَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي قِصَّةِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): بَلْ رَفَعَهُ اَللّٰهُ إِلَيْهِ وَ يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِلَيْهِ يَصْعَدُ اَلْكَلِمُ اَلطَّيِّبُ وَ اَلْعَمَلُ اَلصّٰالِحُ يَرْفَعُهُ ».
14,46205 / _9 وَ عَنْهُ : بِإِسْنَادِهِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ: سَأَلْتُ زَيْنَ اَلْعَابِدِينَ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) عَنِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ يُوصَفُ بِمَكَانٍ؟ فَقَالَ: «لاَ، تَعَالَى اَللَّهُ عَنْ ذَلِكَ». قُلْتُ: فَلِمَ أَسْرَى بِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى اَلسَّمَاءِ؟ قَالَ: «لِيُرِيَهُ مَلَكُوتَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ مَا فِيهَا مِنْ عَجَائِبِ صُنْعِهِ وَ بَدَائِعِ خَلْقِهِ». قُلْتُ: فَقَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى*`فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ ؟ قَالَ: «ذَاكَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) دَنَا مِنْ حُجُبِ اَلنُّورِ فَرَأَى مَلَكُوتَ اَلسَّمَاوَاتِ، ثُمَّ تَدَلَّى (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَنَظَرَ مِنْ تَحْتِهِ إِلَى مَلَكُوتِ اَلْأَرْضِ حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُ فِي اَلْقُرْبِ مِنَ اَلْأَرْضِ كَقَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى».
13,146206 / _10 وَ عَنْهُ : بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : « لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ اَلسَّابِعَةِ ، وَ مِنْهَا إِلَى سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى ، وَ مِنَ اَلسِّدْرَةِ إِلَى حُجُبِ اَلنُّورِ، نَادَانِي رَبِّي جَلَّ جَلاَلُهُ: يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ عَبْدِي وَ أَنَا رَبُّكَ فَلِي فَاخْضَعْ وَ إِيَّايَ فَاعْبُدْ وَ عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ وَ بِي فَثِقْ، فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ بِكَ عَبْداً وَ حَبِيباً وَ رَسُولاً وَ نَبِيّاً، وَ بِأَخِيكَ عَلِيٍّ خَلِيفَةً وَ بَاباً، فَهُوَ حُجَّتِي عَلَى عِبَادِي وَ إِمَامُ خَلْقِي، وَ بِهِ يُعْرَفُ أَوْلِيَائِي مِنْ أَعْدَائِي، وَ بِهِ يُمَيَّزُ حِزْبُ 1اَلشَّيْطَانِ مِنْ حِزْبِي، وَ بِهِ يُقَامُ دِينِي وَ تُحْفَظُ حُدُودِي وَ تُنْفَذُ أَحْكَامِي، وَ بِكَ وَ بِهِ وَ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ أَرْحَمُ عِبَادِي وَ إِمَائِي، وَ بِالْقَائِمِ مِنْكُمْ أَعْمُرُ أَرْضِي بِتَسْبِيحِي وَ تَهْلِيلِي وَ تَقْدِيسِي وَ تَكْبِيرِي وَ تَحْمِيدِي ، وَ بِهِ أُطَهِّرُ اَلْأَرْضَ مِنْ أَعْدَائِي وَ أُورِثُهَا أَوْلِيَائِي، وَ بِهِ أَجْعَلُ كَلِمَةَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا اَلسُّفْلَى وَ كَلِمَتِيَ اَلْعُلْيَا، وَ بِهِ أُحْيِي عِبَادِي وَ بِلاَدِي بِعِلْمِي بِهِ، وَ لَهُ أُظْهِرُ اَلْكُنُوزَ وَ اَلذَّخَائِرَ بِمَشِيئَتِي، وَ إِيَّاهُ أُظْهِرُ عَلَى اَلْأَسْرَارِ وَ اَلضَّمَائِرِ بِإِرَادَتِي، وَ أُمِدُّهُ بِمَلاَئِكَتِي، لِتُؤَيِّدَهُ عَلَى إِنْفَاذِ أَمْرِي، وَ إِعْلاَءِ دِينِي، ذَلِكَ وَلِيِّي حَقّاً، وَ مَهْدِيُّ عِبَادِي صِدْقاً».
14,66207 / _11 وَ عَنْهُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْعَلَوِيُّ (رَحِمَهُ اَللَّهُ)، قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : لِأَيِّ عِلَّةٍ يُجْهَرُ فِي صَلاَةِ اَلْفَجْرِ وَ صَلاَةِ اَلْمَغْرِبِ وَ صَلاَةِ اَلْعِشَاءِ اَلْآخِرَةِ، وَ سَائِرُ اَلصَّلَوَاتِ مِثْلِ: اَلظُّهْرِ وَ اَلْعَصْرِ لاَ يُجْهَرُ فِيهَا؟ وَ لِأَيِّ عِلَّةٍ صَارَ اَلتَّسْبِيحُ فِي اَلرَّكْعَتَيْنِ اَلْأَخِيرَتَيْنِ أَفْضَلَ مِنَ اَلْقِرَاءَةِ؟ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «لِأَنَّ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ ، كَانَ أَوَّلُ صَلاَةٍ فَرَضَهَا اَللَّهُ عَلَيْهِ صَلاَةَ اَلظُّهْرِ يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ ، فَأَضَافَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ اَلْمَلاَئِكَةَ تُصَلِّي خَلْفَهُ، وَ أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يَجْهَرَ بِالْقِرَاءَةِ، لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَضْلَهُ، ثُمَّ اِفْتَرَضَ عَلَيْهِ اَلْعَصْرَ، وَ لَمْ يُضِفْ إِلَيْهِ أَحَداً مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يُخْفِيَ اَلْقِرَاءَةَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَرَاءَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ اِفْتَرَضَ عَلَيْهِ اَلْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَضَافَ إِلَيْهِ اَلْمَلاَئِكَةَ، فَأَمَرَهُ بِالْإِجْهَارِ وَ كَذَلِكَ اَلْعِشَاءُ اَلْآخِرَةُ، فَلَمَّا قَرُبَ اَلْفَجْرُ اِفْتَرَضَ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ اَلْفَجْرَ فَأَمَرَهُ بِالْإِجْهَارِ لِيُبَيِّنَ لِلنَّاسِ فَضْلَهُ كَمَا بَيَّنَ لِلْمَلاَئِكَةِ، فَلِهَذِهِ اَلْعِلَّةِ يُجْهَرُ فِيهَا». فَقُلْتُ: لِأَيِّ شَيْءٍ صَارَ اَلتَّسْبِيحُ فِي اَلْأَخِيرَتَيْنِ أَفْضَلَ مِنَ اَلْقِرَاءَةِ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ فِي اَلْأَخِيرَتَيْنِ ذَكَرَ مَا يَظْهَرُ لَهُ مِنَ عَظَمَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَدَهِشَ وَ قَالَ: سُبْحَانَ اَللَّهِ وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ اَللَّهُ أَكْبَرُ؛ فَلِتِلْكَ اَلْعِلَّةِ صَارَ اَلتَّسْبِيحُ أَفْضَلَ مِنَ اَلْقِرَاءَةِ».
14,76208 / _12 وَ عَنْهُ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي اَلْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ اَلْوَلِيدِ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: قُلْتُ لَهُ: لِأَيِّ عِلَّةٍ صَارَ اَلتَّكْبِيرُ فِي اَلاِفْتِتَاحِ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ أَفْضَلَ؟ وَ لِأَيِّ عِلَّةٍ يُقَالُ فِي اَلرُّكُوعِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ اَلْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ ، وَ يُقَالُ فِي اَلسُّجُودِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ اَلْأَعْلَى وَ بِحَمْدِهِ ؟ قَالَ: «يَا هِشَامُ ، إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ اَلسَّمَاوَاتِ سَبْعاً وَ اَلْأَرَضِينَ، سَبْعاً وَ اَلْحُجُبَ سَبْعاً، فَلَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ كَانَ مِنْ رَبِّهِ كَقَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى رُفِعَ لَهُ حِجَابٌ مِنْ حُجُبِهِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ جَعَلَ يَقُولُ اَلْكَلِمَاتِ اَلَّتِي تُقَالُ فِي اَلاِفْتِتَاحِ، فَلَمَّا رُفِعَ لَهُ اَلثَّانِي كَبَّرَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَ حُجُبٍ وَ كَبَّرَ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، فَلِتِلْكَ اَلْعِلَّةِ يُكَبَّرُ فِي اَلاِفْتِتَاحِ فِي اَلصَّلاَةِ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، فَلَمَّا ذَكَرَ مَا رَأَى مِنْ عَظَمَةِ اَللَّهِ اِرْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ فَابْتَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَ أَخَذَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ اَلْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ. فَلَمَّا اِعْتَدَلَ مِنْ رُكُوعِهِ قَائِماً، نَظَرَ إِلَيْهِ فِي مَوْضِعٍ أَعْلَى مِنْ ذَلِكَ اَلْمَوْضِعِ، خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَ هُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ اَلْأَعْلَى وَ بِحَمْدِهِ. فَلَمَّا قَالَهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ سَكَنَ ذَلِكَ اَلرُّعْبُ، فَلِذَلِكَ جَرَتْ بِهِ اَلسُّنَّةُ».
76210 / _14 وَ عَنْهُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ اَلْمُؤَدِّبُ ، وَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلوَرَّاقُ وَ أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْهَمَدَانِيُّ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ) ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ وَ صَالِحِ بْنِ اَلسِّنْدِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) : لِأَيِّ عِلَّةٍ عَرَجَ اَللَّهُ بِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى اَلسَّمَاءِ، وَ مِنْهَا إِلَى سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى ، وَ مِنْهَا إِلَى حُجُبِ اَلنُّورِ وَ خَاطَبَهُ وَ نَاجَاهُ هُنَاكَ، وَ اَللَّهُ لاَ يُوصَفُ بِمَكَانٍ؟ فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «إِنَّ اَللَّهَ لاَ يُوصَفُ بِمَكَانٍ، وَ لاَ يَجْرِي عَلَيْهِ زَمَانٌ، وَ لَكِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَرَادَ أَنْ يُشَرِّفَ بِهِ مَلاَئِكَتَهُ وَ سُكَّانَ سَمَاوَاتِهِ، وَ يُكْرِمَهُمْ بِمُشَاهَدَتِهِ، وَ يُرِيَهُ مِنْ عَجَائِبِ عَظَمَتِهِ مَا يُخْبِرُ بِهِ بَعْدَ هُبُوطِهِ، وَ لَيْسَ ذَلِكَ عَلَى مَا يَقُولُهُ اَلْمُشَبِّهُونَ، سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ».
56211 / _15 اَلْعَيَّاشِيُّ : عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «إِنَّ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَتَى بِالْبُرَاقِ إِلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ كَانَ أَصْغَرَ مِنَ اَلْبَغْلِ وَ أَكْبَرَ مِنَ اَلْحِمَارِ، مُضْطَرِبَ اَلْأُذُنَيْنِ، عَيْنَاهُ فِي حَوَافِرِهِ، خُطْوَتُهُ مَدَّ اَلْبَصَرِ».
14,66212 / _16 عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أُتِيَ بِالْبُرَاقِ وَ مَعَهَا جَبْرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسْرَافِيلُ ، قَالَ: فَأَمْسَكَ لَهُ وَاحِدٌ بِالرِّكَابِ، وَ أَمْسَكَ اَلْآخَرُ بِاللِّجَامِ، وَ سَوَّى عَلَيْهِ اَلْآخَرُ ثِيَابَهُ، فَلَمَّا رَكِبَهَا تَضَعْضَعَتْ، فَلَطَمَهَا جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ قَالَ لَهَا: قِرِّي يَا بُرَاقُ ، فَمَا رَكِبَكِ أَحَدٌ قَبْلَهُ مِثْلُهُ، وَ لاَ يَرْكَبُكِ أَحَدٌ بَعْدَهُ مِثْلُهُ، إِلاَّ أَنَّهُ تَضَعْضَعَتْ عَلَيْهِ».
14,66213 / _17 وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: عَنْ هِشَامٍ ، عَنْهُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَضَرَتِ اَلصَّلاَةُ، فَأَذَّنَ جَبْرَئِيلُ وَ أَقَامَ لِلصَّلاَةِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، تَقَدَّمْ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : تَقَدَّمْ يَا جَبْرَئِيلُ . فَقَالَ لَهُ: إِنَّا لاَ نَتَقَدَّمُ اَلْآدَمِيِّينَ مُنْذُ أُمِرْنَا بِالسُّجُودِ 18لِآدَمَ ».
14,66214 / _18 عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «يَا هَارُونُ ، كَمْ بَيْنَ مَنْزِلِكَ وَ بَيْنَ اَلْمَسْجِدِ اَلْأَعْظَمِ؟». قُلْتُ: قَرِيبٌ. قَالَ: «يَكُونُ مِيلاً؟». فَقُلْتُ: لَكِنَّهُ أَقْرَبُ فَقَالَ: «فَمَا تَشْهَدُ اَلصَّلاَةَ كُلَّهَا فِيهِ؟». فَقُلْتُ: لاَ وَ اَللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ رُبَّمَا شُغِلْتُ فَقَالَ لِي: «أَمَا إِنِّي لَوْ كُنْتُ بِحَضْرَتِهِ مَا فَاتَنِي فِيهِ صَلاَةٌ». قَالَ: ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ: «مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لاَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، وَ لاَ عَبْدٍ صَالِحٍ إِلاَّ وَ قَدْ صَلَّى فِي مَسْجِدِ كُوفَانَ ، حَتَّى مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ أَمَرَهُ بِهِ جَبْرَئِيلُ ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، هَذَا مَسْجِدُ كُوفَانَ ، فَقَالَ: اِسْتَأْذِنْ لِي حَتَّى أُصَلِّيَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، فَاسْتَأْذَنَ لَهُ فَهَبَطَ بِهِ وَ صَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ قَالَ: أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ عَنْ يَمِينِهِ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ اَلْجَنَّةِ ، وَ عَنْ يَسَارِهِ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ اَلْجَنَّةِ ، أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اَلصَّلاَةَ اَلْمَكْتُوبَةَ فِيهِ تَعْدِلُ أَلْفَ صَلاَةٍ فِي غَيْرِهِ، وَ اَلنَّافِلَةَ خَمْسَمِائَةِ صَلاَةٍ، وَ اَلْجُلُوسَ فِيهِ مِنْ غَيْرِ قِرَاءَةِ اَلْقُرْآنِ عِبَادَةٌ». قَالَ: ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِإِصْبَعِهِ فَحَرَّكَهَا: «مَا بَعْدَ اَلْمَسْجِدَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ مَسْجِدِ كُوفَانَ » .
14,66215 / _19 عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ جَبْرَئِيلَ اِحْتَمَلَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَتَّى اِنْتَهَى بِهِ إِلَى مَكَانٍ مِنَ اَلسَّمَاءِ، ثُمَّ تَرَكَهُ وَ قَالَ لَهُ: مَا وَطِئَ شَيْءٌ قَطُّ مَكَانَكَ».
14,66216 / _20 عَنِ اِبْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى اَلسَّمَاءِ اَلدُّنْيَا لَمْ يَمُرَّ بِأَحَدٍ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ اِسْتَبْشَرَ بِهِ، إِلاَّ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ ، فَقَالَ لِجَبْرَئِيلَ : يَا جَبْرَئِيلُ ، مَا مَرَرْتُ بِمَلَكٍ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ اِسْتَبْشَرَ بِي إِلاَّ هَذَا اَلْمَلَكَ، فَمَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ ، وَ هَكَذَا جَعَلَهُ اَللَّهُ.» قَالَ: «فَقَالَ لَهُ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : يَا جَبْرَئِيلُ ، سَلْهُ أَنْ يُرِيَنِيهَا! فَقَالَ جَبْرَئِيلُ : يَا مَالِكُ ، هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ، وَ قَدْ شَكَا إِلَيَّ وَ قَالَ: مَا مَرَرْتُ بِأَحَدٍ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ اِسْتَبْشَرَ بِي وَ سَلَّمَ عَلَيَّ إِلاَّ هَذَا. فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى هَكَذَا جَعَلَهُ، وَ قَدْ سَأَلَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ أَنْ تُرِيَهُ جَهَنَّمَ ». قَالَ: «فَكَشَفَ لَهُ عَنْ طَبَقٍ مِنْ أَطْبَاقِهَا، فَمَا رُؤِيَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ضَاحِكاً حَتَّى قُبِضَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)».
66217 / _21 عَنْ حَفْصِ بْنِ اَلْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَضَرَتِ اَلصَّلاَةُ فَأَذَّنَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَلَمَّا قَالَ: اَللَّهُ أَكْبَرُ، اَللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ: اَللَّهُ أَكْبَرُ، اَللَّهُ أَكْبَرُ. فَلَمَّا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ؛ قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ: خَلَعَ اَلْأَنْدَادَ. فَلَمَّا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ ؛ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ قَالَتْ: نَبِيٌّ بُعِثَ. فَلَمَّا قَالَ: حَيَّ عَلَى اَلصَّلاَةِ؛ قَالَتْ: حَثَّ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ. فَلَمَّا قَالَ: حَيَّ عَلَى اَلْفَلاَحِ؛ قَالَتْ: أَفْلَحَ مَنْ تَبِعَهُ».
14,66218 / _22 عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «لَمَّا أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ ظَفِرْتُمْ بِهِ فَاسْأَلُوهُ عَنْ أَيْلَةَ قَالَ فَسَأَلُوهُ عَنْهَا قَالَ فَأَطْرَقَ وَ مَكَثَ ، فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، اِرْفَعْ رَأْسَكَ فَإِنَّ اَللَّهَ قَدْ رَفَعَ إِلَيْكَ أَيْلَةَ ، وَ قَدْ أَمَرَ اَللَّهُ كُلَّ مُنْخَفِضٍ مِنَ اَلْأَرْضِ فَارْتَفَعَ، وَ كُلَّ مُرْتَفِعٍ فَانْخَفَضَ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا أَيْلَةُ قَدْ رُفِعَتْ لَهُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ، وَ يُخْبِرُهُمْ وَ هُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عَلاَمَةَ ذَلِكَ عِيرٌ لِأَبِي سُفْيَانَ تَحْمِلُ بُرّاً يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ مُجْمِعٌ ، تَدْخُلُ غَداً مَعَ اَلشَّمْسِ، فَأَرْسَلُوا اَلرُّسُلَ، وَ قَالُوا لَهُمْ: حَيْثُ مَا لَقِيتُمُ اَلْعِيرَ فَاحْبِسُوهَا، لِيُكَذِّبُوا بِذَلِكَ قَوْلَهُ قَالَ فَضَرَبَ اَللَّهُ وُجُوهَ اَلْإِبِلِ فَأَقَرَّتْ عَلَى اَلسَّاحِلِ، وَ أَصْبَحَ اَلنَّاسُ فَأَشْرَفُوا». فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ : «فَمَا رُئِيَتْ مَكَّةُ أَكْثَرَ مُشْرِفاً وَ لاَ مُشْرِفَةً مِنْهَا يَوْمَئِذٍ، لِيَنْظُرُوا مَا قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَأَقْبَلَتِ اَلْإِبِلُ [مِنْ] نَاحِيَةِ اَلسَّاحِلِ، فَكَانَ يَقُولُ اَلْقَائِلُ: اَلْإِبِلُ اَلشَّمْسُ، اَلشَّمْسُ اَلْإِبِلُ قَالَ فَطَلَعَتَا جَمِيعاً».
14,66219 / _23 عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) صَلَّى اَلْعِشَاءَ اَلْآخِرَةَ وَ صَلَّى اَلْفَجْرَ فِي اَللَّيْلَةِ اَلَّتِي أُسْرِيَ بِهِ فِيهَا بِمَكَّةَ ».