سوره
نام سوره
کتاب0
قرن0
مذهب0
نوع0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ1
إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيࣰّا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ2
نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ بِمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ3
إِذۡ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَـٰٓأَبَتِ إِنِّي رَأَيۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَيۡتُهُمۡ لِي سَٰجِدِينَ4
قَالَ يَٰبُنَيَّ لَا تَقۡصُصۡ رُءۡيَاكَ عَلَىٰٓ إِخۡوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيۡدًاۖ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوࣱّ مُّبِينࣱ5
وَكَذَٰلِكَ يَجۡتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَعَلَىٰٓ ءَالِ يَعۡقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَا عَلَىٰٓ أَبَوَيۡكَ مِن قَبۡلُ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمࣱ6
لَّقَدۡ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخۡوَتِهِۦٓ ءَايَٰتࣱ لِّلسَّآئِلِينَ7
إِذۡ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَٰلࣲ مُّبِينٍ8
ٱقۡتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطۡرَحُوهُ أَرۡضࣰا يَخۡلُ لَكُمۡ وَجۡهُ أَبِيكُمۡ وَتَكُونُواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ قَوۡمࣰا صَٰلِحِينَ9
قَالَ قَآئِلࣱ مِّنۡهُمۡ لَا تَقۡتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلۡقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلۡجُبِّ يَلۡتَقِطۡهُ بَعۡضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ10
قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأۡمَ۬نَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُۥ لَنَٰصِحُونَ11
أَرۡسِلۡهُ مَعَنَا غَدࣰا يَرۡتَعۡ وَيَلۡعَبۡ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ12
قَالَ إِنِّي لَيَحۡزُنُنِيٓ أَن تَذۡهَبُواْ بِهِۦ وَأَخَافُ أَن يَأۡكُلَهُ ٱلذِّئۡبُ وَأَنتُمۡ عَنۡهُ غَٰفِلُونَ13
قَالُواْ لَئِنۡ أَكَلَهُ ٱلذِّئۡبُ وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّآ إِذࣰا لَّخَٰسِرُونَ14
فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِۦ وَأَجۡمَعُوٓاْ أَن يَجۡعَلُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلۡجُبِّۚ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمۡرِهِمۡ هَٰذَا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ15
وَجَآءُوٓ أَبَاهُمۡ عِشَآءࣰ يَبۡكُونَ16
قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبۡنَا نَسۡتَبِقُ وَتَرَكۡنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَٰعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئۡبُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُؤۡمِنࣲ لَّنَا وَلَوۡ كُنَّا صَٰدِقِينَ17
وَجَآءُو عَلَىٰ قَمِيصِهِۦ بِدَمࣲ كَذِبࣲۚ قَالَ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرࣰاۖ فَصَبۡرࣱ جَمِيلࣱۖ وَٱللَّهُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ18
وَجَآءَتۡ سَيَّارَةࣱ فَأَرۡسَلُواْ وَارِدَهُمۡ فَأَدۡلَىٰ دَلۡوَهُۥۖ قَالَ يَٰبُشۡرَىٰ هَٰذَا غُلَٰمࣱۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَٰعَةࣰۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ19
وَشَرَوۡهُ بِثَمَنِۭ بَخۡسࣲ دَرَٰهِمَ مَعۡدُودَةࣲ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ ٱلزَّـٰهِدِينَ20
وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشۡتَرَىٰهُ مِن مِّصۡرَ لِٱمۡرَأَتِهِۦٓ أَكۡرِمِي مَثۡوَىٰهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدࣰاۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِۚ وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِۦ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ21
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥٓ ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمࣰا وَعِلۡمࣰاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ22
وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ23
وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦۚ كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ24
وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ وَقَدَّتۡ قَمِيصَهُۥ مِن دُبُرࣲ وَأَلۡفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلۡبَابِۚ قَالَتۡ مَا جَزَآءُ مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ سُوٓءًا إِلَّآ أَن يُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ أَلِيمࣱ25
قَالَ هِيَ رَٰوَدَتۡنِي عَن نَّفۡسِيۚ وَشَهِدَ شَاهِدࣱ مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلࣲ فَصَدَقَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ26
وَإِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن دُبُرࣲ فَكَذَبَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ27
فَلَمَّا رَءَا قَمِيصَهُۥ قُدَّ مِن دُبُرࣲ قَالَ إِنَّهُۥ مِن كَيۡدِكُنَّۖ إِنَّ كَيۡدَكُنَّ عَظِيمࣱ28
يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ وَٱسۡتَغۡفِرِي لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِـِٔينَ29
وَقَالَ نِسۡوَةࣱ فِي ٱلۡمَدِينَةِ ٱمۡرَأَتُ ٱلۡعَزِيزِ تُرَٰوِدُ فَتَىٰهَا عَن نَّفۡسِهِۦۖ قَدۡ شَغَفَهَا حُبًّاۖ إِنَّا لَنَرَىٰهَا فِي ضَلَٰلࣲ مُّبِينࣲ30
فَلَمَّا سَمِعَتۡ بِمَكۡرِهِنَّ أَرۡسَلَتۡ إِلَيۡهِنَّ وَأَعۡتَدَتۡ لَهُنَّ مُتَّكَـࣰٔا وَءَاتَتۡ كُلَّ وَٰحِدَةࣲ مِّنۡهُنَّ سِكِّينࣰا وَقَالَتِ ٱخۡرُجۡ عَلَيۡهِنَّۖ فَلَمَّا رَأَيۡنَهُۥٓ أَكۡبَرۡنَهُۥ وَقَطَّعۡنَ أَيۡدِيَهُنَّ وَقُلۡنَ حَٰشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا مَلَكࣱ كَرِيمࣱ31
قَالَتۡ فَذَٰلِكُنَّ ٱلَّذِي لُمۡتُنَّنِي فِيهِۖ وَلَقَدۡ رَٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ فَٱسۡتَعۡصَمَۖ وَلَئِن لَّمۡ يَفۡعَلۡ مَآ ءَامُرُهُۥ لَيُسۡجَنَنَّ وَلَيَكُونࣰا مِّنَ ٱلصَّـٰغِرِينَ32
قَالَ رَبِّ ٱلسِّجۡنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِۖ وَإِلَّا تَصۡرِفۡ عَنِّي كَيۡدَهُنَّ أَصۡبُ إِلَيۡهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ33
فَٱسۡتَجَابَ لَهُۥ رَبُّهُۥ فَصَرَفَ عَنۡهُ كَيۡدَهُنَّۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ34
ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا رَأَوُاْ ٱلۡأٓيَٰتِ لَيَسۡجُنُنَّهُۥ حَتَّىٰ حِينࣲ35
وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجۡنَ فَتَيَانِۖ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّيٓ أَرَىٰنِيٓ أَعۡصِرُ خَمۡرࣰاۖ وَقَالَ ٱلۡأٓخَرُ إِنِّيٓ أَرَىٰنِيٓ أَحۡمِلُ فَوۡقَ رَأۡسِي خُبۡزࣰا تَأۡكُلُ ٱلطَّيۡرُ مِنۡهُۖ نَبِّئۡنَا بِتَأۡوِيلِهِۦٓۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ36
قَالَ لَا يَأۡتِيكُمَا طَعَامࣱ تُرۡزَقَانِهِۦٓ إِلَّا نَبَّأۡتُكُمَا بِتَأۡوِيلِهِۦ قَبۡلَ أَن يَأۡتِيَكُمَاۚ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيٓۚ إِنِّي تَرَكۡتُ مِلَّةَ قَوۡمࣲ لَّا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ37
وَٱتَّبَعۡتُ مِلَّةَ ءَابَآءِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشۡرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَيۡءࣲۚ ذَٰلِكَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ عَلَيۡنَا وَعَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ38
يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ ءَأَرۡبَابࣱ مُّتَفَرِّقُونَ خَيۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ39
مَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ أَسۡمَآءࣰ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٍۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ40
يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسۡقِي رَبَّهُۥ خَمۡرࣰاۖ وَأَمَّا ٱلۡأٓخَرُ فَيُصۡلَبُ فَتَأۡكُلُ ٱلطَّيۡرُ مِن رَّأۡسِهِۦۚ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسۡتَفۡتِيَانِ41
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُۥ نَاجࣲ مِّنۡهُمَا ٱذۡكُرۡنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَىٰهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ ذِكۡرَ رَبِّهِۦ فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجۡنِ بِضۡعَ سِنِينَ42
وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ إِنِّيٓ أَرَىٰ سَبۡعَ بَقَرَٰتࣲ سِمَانࣲ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافࣱ وَسَبۡعَ سُنۢبُلَٰتٍ خُضۡرࣲ وَأُخَرَ يَابِسَٰتࣲۖ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ أَفۡتُونِي فِي رُءۡيَٰيَ إِن كُنتُمۡ لِلرُّءۡيَا تَعۡبُرُونَ43
قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمࣲۖ وَمَا نَحۡنُ بِتَأۡوِيلِ ٱلۡأَحۡلَٰمِ بِعَٰلِمِينَ44
وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنۡهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعۡدَ أُمَّةٍ أَنَا۠ أُنَبِّئُكُم بِتَأۡوِيلِهِۦ فَأَرۡسِلُونِ45
يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفۡتِنَا فِي سَبۡعِ بَقَرَٰتࣲ سِمَانࣲ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافࣱ وَسَبۡعِ سُنۢبُلَٰتٍ خُضۡرࣲ وَأُخَرَ يَابِسَٰتࣲ لَّعَلِّيٓ أَرۡجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَعۡلَمُونَ46
قَالَ تَزۡرَعُونَ سَبۡعَ سِنِينَ دَأَبࣰا فَمَا حَصَدتُّمۡ فَذَرُوهُ فِي سُنۢبُلِهِۦٓ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّمَّا تَأۡكُلُونَ47
ثُمَّ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ سَبۡعࣱ شِدَادࣱ يَأۡكُلۡنَ مَا قَدَّمۡتُمۡ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّمَّا تُحۡصِنُونَ48
ثُمَّ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ عَامࣱ فِيهِ يُغَاثُ ٱلنَّاسُ وَفِيهِ يَعۡصِرُونَ49
وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ ٱئۡتُونِي بِهِۦۖ فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرۡجِعۡ إِلَىٰ رَبِّكَ فَسۡـَٔلۡهُ مَا بَالُ ٱلنِّسۡوَةِ ٱلَّـٰتِي قَطَّعۡنَ أَيۡدِيَهُنَّۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيۡدِهِنَّ عَلِيمࣱ50
قَالَ مَا خَطۡبُكُنَّ إِذۡ رَٰوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفۡسِهِۦۚ قُلۡنَ حَٰشَ لِلَّهِ مَا عَلِمۡنَا عَلَيۡهِ مِن سُوٓءࣲۚ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡـَٰٔنَ حَصۡحَصَ ٱلۡحَقُّ أَنَا۠ رَٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ51
ذَٰلِكَ لِيَعۡلَمَ أَنِّي لَمۡ أَخُنۡهُ بِٱلۡغَيۡبِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي كَيۡدَ ٱلۡخَآئِنِينَ52
وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِيٓۚ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ53
وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ ٱئۡتُونِي بِهِۦٓ أَسۡتَخۡلِصۡهُ لِنَفۡسِيۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُۥ قَالَ إِنَّكَ ٱلۡيَوۡمَ لَدَيۡنَا مَكِينٌ أَمِينࣱ54
قَالَ ٱجۡعَلۡنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلۡأَرۡضِۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمࣱ55
وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَتَبَوَّأُ مِنۡهَا حَيۡثُ يَشَآءُۚ نُصِيبُ بِرَحۡمَتِنَا مَن نَّشَآءُۖ وَلَا نُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ56
وَلَأَجۡرُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرࣱ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ57
وَجَآءَ إِخۡوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَعَرَفَهُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ58
وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمۡ قَالَ ٱئۡتُونِي بِأَخࣲ لَّكُم مِّنۡ أَبِيكُمۡۚ أَلَا تَرَوۡنَ أَنِّيٓ أُوفِي ٱلۡكَيۡلَ وَأَنَا۠ خَيۡرُ ٱلۡمُنزِلِينَ59
فَإِن لَّمۡ تَأۡتُونِي بِهِۦ فَلَا كَيۡلَ لَكُمۡ عِندِي وَلَا تَقۡرَبُونِ60
قَالُواْ سَنُرَٰوِدُ عَنۡهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَٰعِلُونَ61
وَقَالَ لِفِتۡيَٰنِهِ ٱجۡعَلُواْ بِضَٰعَتَهُمۡ فِي رِحَالِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَعۡرِفُونَهَآ إِذَا ٱنقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ62
فَلَمَّا رَجَعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَبِيهِمۡ قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلۡكَيۡلُ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَآ أَخَانَا نَكۡتَلۡ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ63
قَالَ هَلۡ ءَامَنُكُمۡ عَلَيۡهِ إِلَّا كَمَآ أَمِنتُكُمۡ عَلَىٰٓ أَخِيهِ مِن قَبۡلُ فَٱللَّهُ خَيۡرٌ حَٰفِظࣰاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّـٰحِمِينَ64
وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَٰعَهُمۡ وَجَدُواْ بِضَٰعَتَهُمۡ رُدَّتۡ إِلَيۡهِمۡۖ قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا مَا نَبۡغِيۖ هَٰذِهِۦ بِضَٰعَتُنَا رُدَّتۡ إِلَيۡنَاۖ وَنَمِيرُ أَهۡلَنَا وَنَحۡفَظُ أَخَانَا وَنَزۡدَادُ كَيۡلَ بَعِيرࣲۖ ذَٰلِكَ كَيۡلࣱ يَسِيرࣱ65
قَالَ لَنۡ أُرۡسِلَهُۥ مَعَكُمۡ حَتَّىٰ تُؤۡتُونِ مَوۡثِقࣰا مِّنَ ٱللَّهِ لَتَأۡتُنَّنِي بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يُحَاطَ بِكُمۡۖ فَلَمَّآ ءَاتَوۡهُ مَوۡثِقَهُمۡ قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلࣱ66
وَقَالَ يَٰبَنِيَّ لَا تَدۡخُلُواْ مِنۢ بَابࣲ وَٰحِدࣲ وَٱدۡخُلُواْ مِنۡ أَبۡوَٰبࣲ مُّتَفَرِّقَةࣲۖ وَمَآ أُغۡنِي عَنكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٍۖ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَعَلَيۡهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ67
وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَهُمۡ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغۡنِي عَنۡهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٍ إِلَّا حَاجَةࣰ فِي نَفۡسِ يَعۡقُوبَ قَضَىٰهَاۚ وَإِنَّهُۥ لَذُو عِلۡمࣲ لِّمَا عَلَّمۡنَٰهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ68
وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ ءَاوَىٰٓ إِلَيۡهِ أَخَاهُۖ قَالَ إِنِّيٓ أَنَا۠ أَخُوكَ فَلَا تَبۡتَئِسۡ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ69
فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمۡ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحۡلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلۡعِيرُ إِنَّكُمۡ لَسَٰرِقُونَ70
قَالُواْ وَأَقۡبَلُواْ عَلَيۡهِم مَّاذَا تَفۡقِدُونَ71
قَالُواْ نَفۡقِدُ صُوَاعَ ٱلۡمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِۦ حِمۡلُ بَعِيرࣲ وَأَنَا۠ بِهِۦ زَعِيمࣱ72
قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ عَلِمۡتُم مَّا جِئۡنَا لِنُفۡسِدَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كُنَّا سَٰرِقِينَ73
قَالُواْ فَمَا جَزَـٰٓؤُهُۥٓ إِن كُنتُمۡ كَٰذِبِينَ74
قَالُواْ جَزَـٰٓؤُهُۥ مَن وُجِدَ فِي رَحۡلِهِۦ فَهُوَ جَزَـٰٓؤُهُۥۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلظَّـٰلِمِينَ75
فَبَدَأَ بِأَوۡعِيَتِهِمۡ قَبۡلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسۡتَخۡرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِۚ كَذَٰلِكَ كِدۡنَا لِيُوسُفَۖ مَا كَانَ لِيَأۡخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلۡمَلِكِ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ نَرۡفَعُ دَرَجَٰتࣲ مَّن نَّشَآءُۗ وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمࣱ76
قَالُوٓاْ إِن يَسۡرِقۡ فَقَدۡ سَرَقَ أَخࣱ لَّهُۥ مِن قَبۡلُۚ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفۡسِهِۦ وَلَمۡ يُبۡدِهَا لَهُمۡۚ قَالَ أَنتُمۡ شَرࣱّ مَّكَانࣰاۖ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا تَصِفُونَ77
قَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡعَزِيزُ إِنَّ لَهُۥٓ أَبࣰا شَيۡخࣰا كَبِيرࣰا فَخُذۡ أَحَدَنَا مَكَانَهُۥٓۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ78
قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأۡخُذَ إِلَّا مَن وَجَدۡنَا مَتَٰعَنَا عِندَهُۥٓ إِنَّآ إِذࣰا لَّظَٰلِمُونَ79
فَلَمَّا ٱسۡتَيۡـَٔسُواْ مِنۡهُ خَلَصُواْ نَجِيࣰّاۖ قَالَ كَبِيرُهُمۡ أَلَمۡ تَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ أَبَاكُمۡ قَدۡ أَخَذَ عَلَيۡكُم مَّوۡثِقࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبۡلُ مَا فَرَّطتُمۡ فِي يُوسُفَۖ فَلَنۡ أَبۡرَحَ ٱلۡأَرۡضَ حَتَّىٰ يَأۡذَنَ لِيٓ أَبِيٓ أَوۡ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ لِيۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ80
ٱرۡجِعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَبِيكُمۡ فَقُولُواْ يَـٰٓأَبَانَآ إِنَّ ٱبۡنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدۡنَآ إِلَّا بِمَا عَلِمۡنَا وَمَا كُنَّا لِلۡغَيۡبِ حَٰفِظِينَ81
وَسۡـَٔلِ ٱلۡقَرۡيَةَ ٱلَّتِي كُنَّا فِيهَا وَٱلۡعِيرَ ٱلَّتِيٓ أَقۡبَلۡنَا فِيهَاۖ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ82
قَالَ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرࣰاۖ فَصَبۡرࣱ جَمِيلٌۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَنِي بِهِمۡ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ83
وَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَـٰٓأَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَٱبۡيَضَّتۡ عَيۡنَاهُ مِنَ ٱلۡحُزۡنِ فَهُوَ كَظِيمࣱ84
قَالُواْ تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُاْ تَذۡكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوۡ تَكُونَ مِنَ ٱلۡهَٰلِكِينَ85
قَالَ إِنَّمَآ أَشۡكُواْ بَثِّي وَحُزۡنِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ86
يَٰبَنِيَّ ٱذۡهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيۡـَٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ87
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيۡهِ قَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهۡلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئۡنَا بِبِضَٰعَةࣲ مُّزۡجَىٰةࣲ فَأَوۡفِ لَنَا ٱلۡكَيۡلَ وَتَصَدَّقۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَجۡزِي ٱلۡمُتَصَدِّقِينَ88
قَالَ هَلۡ عَلِمۡتُم مَّا فَعَلۡتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذۡ أَنتُمۡ جَٰهِلُونَ89
قَالُوٓاْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُۖ قَالَ أَنَا۠ يُوسُفُ وَهَٰذَآ أَخِيۖ قَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَآۖ إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ90
قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِـِٔينَ91
قَالَ لَا تَثۡرِيبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَۖ يَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّـٰحِمِينَ92
ٱذۡهَبُواْ بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلۡقُوهُ عَلَىٰ وَجۡهِ أَبِي يَأۡتِ بَصِيرࣰا وَأۡتُونِي بِأَهۡلِكُمۡ أَجۡمَعِينَ93
وَلَمَّا فَصَلَتِ ٱلۡعِيرُ قَالَ أَبُوهُمۡ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَۖ لَوۡلَآ أَن تُفَنِّدُونِ94
قَالُواْ تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَٰلِكَ ٱلۡقَدِيمِ95
فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلۡبَشِيرُ أَلۡقَىٰهُ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ فَٱرۡتَدَّ بَصِيرࣰاۖ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ96
قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِـِٔينَ97
قَالَ سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ98
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ ءَاوَىٰٓ إِلَيۡهِ أَبَوَيۡهِ وَقَالَ ٱدۡخُلُواْ مِصۡرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ99
وَرَفَعَ أَبَوَيۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّدࣰاۖ وَقَالَ يَـٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَأۡوِيلُ رُءۡيَٰيَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّي حَقࣰّاۖ وَقَدۡ أَحۡسَنَ بِيٓ إِذۡ أَخۡرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجۡنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ ٱلۡبَدۡوِ مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بَيۡنِي وَبَيۡنَ إِخۡوَتِيٓۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفࣱ لِّمَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ100
رَبِّ قَدۡ ءَاتَيۡتَنِي مِنَ ٱلۡمُلۡكِ وَعَلَّمۡتَنِي مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِۚ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ أَنتَ وَلِيِّۦ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ تَوَفَّنِي مُسۡلِمࣰا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّـٰلِحِينَ101
ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهِ إِلَيۡكَۖ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ أَجۡمَعُوٓاْ أَمۡرَهُمۡ وَهُمۡ يَمۡكُرُونَ102
وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ103
وَمَا تَسۡـَٔلُهُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرࣱ لِّلۡعَٰلَمِينَ104
وَكَأَيِّن مِّنۡ ءَايَةࣲ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يَمُرُّونَ عَلَيۡهَا وَهُمۡ عَنۡهَا مُعۡرِضُونَ105
وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ106
أَفَأَمِنُوٓاْ أَن تَأۡتِيَهُمۡ غَٰشِيَةࣱ مِّنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوۡ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةࣰ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ107
قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ108
وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالࣰا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰٓۗ أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۗ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرࣱ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ109
حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسۡتَيۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُۖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ110
لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةࣱ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ حَدِيثࣰا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡءࣲ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ لِّقَوۡمࣲ يُؤۡمِنُونَ111
ترجمه
تفسیر
حدیث
واژه‌نامه
اعلام و اسما
موضوعات
اعراب قرآن
آیات مرتبط
آیات در کتب
فیلتر بر اساس کتاب
کتاب
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب7
تفسير نور الثقلين7
البرهان في تفسير القرآن5
ترجمه تفسیر روایی البرهان5
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)5
تفسير الصافي4
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور3
تفسير العيّاشي2
ترجمه تفسیر قمی1
تفسير القمي1
قرن
قرن دوازدهم24
9
قرن دهم3
قرن سوم2
قرن چهارم2
مذهب
شيعه32
سني8
نوع حدیث
تفسیری40
40 مورد یافت شد
البرهان في تفسير القرآن

28,55335 / _4 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ : بِإِسْنَادِهِ‌، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ‌ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: قُلْتُ لَهُ‌: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ 28يَعْقُوبَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) لِبَنِيهِ‌: اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ‌ أَ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُ‌ حَيٌّ‌، وَ قَدْ فَارَقَهُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً؟ قَالَ‌: «نَعَمْ‌». قَالَ‌: قُلْتُ‌: كَيْفَ عَلِمَ؟ قَالَ‌: «إِنَّهُ دَعَا فِي اَلسَّحَرِ، وَ سَأَلَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَهْبِطَ عَلَيْهِ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ‌ تربالُ‌ وَ هُوَ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ ، فَقَالَ لَهُ تربالُ‌ : مَا حَاجَتُكَ‌، يَا 28يَعْقُوبُ‌ ؟ قَالَ‌: أَخْبِرْنِي عَنِ اَلْأَرْوَاحِ‌، تَقْبِضُهَا مُجْتَمِعَةً أَوْ مُتَفَرِّقَةً؟ قَالَ‌: بَلْ أَقْبِضُهَا مُتَفَرِّقَةً رُوحاً رُوحاً. قَالَ لَهُ‌: فَأَخْبِرْنِي هَلْ مَرَّ بِكَ‌ رُوحُ 29يُوسُفَ‌ فِيمَا مَرَّ بِكَ؟ قَالَ‌: لاَ. فَعَلِمَ‌ 28يَعْقُوبُ‌ أَنَّهُ حَيٌّ‌، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لِوُلْدِهِ‌: اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

29,28,55336 / _5 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ : قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: قُلْتُ لَهُ‌: أَخْبِرْنِي عَنْ 28يَعْقُوبَ‌ حِينَ قَالَ لِوُلْدِهِ‌: اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ‌ ، أَ كَانَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ‌، وَ قَدْ فَارَقَهُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً‌، وَ ذَهَبَتْ عَيْنَاهُ مِنَ اَلْبُكَاءِ عَلَيْهِ؟ قَالَ‌: «نَعَمْ‌، عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ‌، إِنَّهُ دَعَا رَبَّهُ فِي اَلسَّحَرِ أَنْ يَهْبِطَ عَلَيْهِ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ فِي أَطْيَبِ رَائِحَةٍ وَ أَحْسَنِ صُورَةٍ‌، فَقَالَ لَهُ‌: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ‌: أَنَا مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ ، أَ لَيْسَ سَأَلْتَ اَللَّهَ أَنْ يُنْزِلَنِي عَلَيْكَ؟ قَالَ‌: نَعَمْ‌. قَالَ‌: مَا حَاجَتُكَ‌، يَا 28يَعْقُوبُ‌ ؟ قَالَ لَهُ‌: أَخْبِرْنِي عَنِ اَلْأَرْوَاحِ‌، تَقْبِضُهَا جُمْلَةً أَوْ تَفَارِيقاً؟ قَالَ‌: يَقْبِضُهَا أَعْوَانِي مُتَفَرِّقَةً ثُمَّ تُعْرَضُ عَلَيَّ مُجْتَمِعَةً‌. قَالَ 28يَعْقُوبُ‌ : فَأَسْأَلُكَ بِإِلَهِ 24إِبْرَاهِيمَ‌ وَ 27إِسْحَاقَ‌ وَ 28يَعْقُوبَ‌ ، هَلْ عُرِضَ عَلَيْكَ فِي اَلْأَرْوَاحِ رُوحُ 29يُوسُفَ‌ ؟ فَقَالَ‌: لاَ. فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ‌، فَقَالَ لِوُلْدِهِ‌: اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ وَ لاٰ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ إِنَّهُ لاٰ يَيْأَسُ مِنْ‌ رَوْحِ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْكٰافِرُونَ‌ ». وَ كَتَبَ عَزِيزُ مِصْرَ إِلَى 28يَعْقُوبَ‌ : أَمَّا بَعْدُ فَهَذَا اِبْنُكَ قَدِ اِشْتَرَيْتُهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَ هُوَ 29يُوسُفُ‌ وَ اِتَّخَذْتُهُ عَبْداً، وَ هَذَا اِبْنُكَ بِنْيَامِينُ‌ أَخَذْتُهُ وَ قَدْ سَرَقَ‌ وَ اِتَّخَذْتُهُ عَبْداً. فَمَا وَرَدَ عَلَى 28يَعْقُوبَ‌ شَيْ‌ءٌ كَانَ أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ اَلْكِتَابِ‌. فَقَالَ لِلرَّسُولِ‌: «مَكَانَكَ حَتَّى أُجِيبَهُ‌» فَكَتَبَ إِلَيْهِ 28يَعْقُوبُ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ‌: مِنْ 28يَعْقُوبَ إِسْرَائِيلِ اَللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اَللَّهِ‌ . أَمَّا بَعْدُ. فَقَدْ فَهِمْتُ‌ كِتَابَكَ تَذْكُرُ فِيهِ‌: أَنَّكَ اِشْتَرَيْتَ اِبْنِي وَ اِتَّخَذْتَهُ عَبْداً، فَإِنَّ اَلْبَلاَءَ مُوَكَّلٌ بِبَنِي آدَمَ‌، إِنَّ جَدِّي 24إِبْرَاهِيمَ‌ أَلْقَاهُ نُمْرُودُ مَلِكُ‌ اَلدُّنْيَا فِي اَلنَّارِ، فَلَمْ يَحْتَرِقْ‌، وَ جَعَلَهَا اَللَّهُ عَلَيْهِ بَرْداً وَ سَلاَماً، وَ إِنَّ أَبِي 27إِسْحَاقَ‌ أَمَرَ اَللَّهُ تَعَالَى جَدِّي أَنْ يَذْبَحَهُ بِيَدِهِ‌، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَذْبَحَهُ‌، فَدَاهُ اَللَّهُ بِكَبْشٍ عَظِيمٍ‌. وَ إِنَّهُ كَانَ لِي وَلَدٌ لَمْ يَكُنْ فِي اَلدُّنْيَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ‌. وَ كَانَ قُرَّةَ عَيْنِي وَ ثَمَرَةَ فُؤَادِي، فَأَخْرَجَهُ إِخْوَتُهُ ثُمَّ‌ رَجَعُوا إِلَيَّ‌، وَ زَعَمُوا أَنَّ اَلذِّئْبَ أَكَلَهُ‌، فَاحْدَوْدَبَ لِذَلِكَ ظَهْرِي، وَ ذَهَبَ مِنْ كَثْرَةِ اَلْبُكَاءِ عَلَيْهِ بَصَرِي. وَ كَانَ لَهُ أَخٌ مِنْ‌ أُمِّهِ كُنْتُ آنَسُ بِهِ‌، فَخَرَجَ مَعَ إِخْوَتِهِ إِلَى مَا قِبَلَكَ‌ لِيَمْتَارُوا لَنَا طَعَاماً، فَرَجَعُوا وَ ذَكَرُوا أَنَّهُ سَرَقَ صُوَاعَ اَلْمَلِكِ‌، وَ أَنَّكَ حَبَسْتَهُ‌، وَ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لاَ يَلِيقُ بِنَا اَلسَّرَقُ وَ لاَ اَلْفَاحِشَةُ‌، وَ أَنَا أَسْأَلُكَ بِإِلَهِ 24إِبْرَاهِيمَ‌ وَ 27إِسْحَاقَ‌ وَ 28يَعْقُوبَ‌ إِلاَّ مَا مَنَنْتَ‌ عَلَيَّ بِهِ وَ تَقَرَّبْتَ إِلَى اَللَّهِ‌، وَ رَدَدْتَهُ إِلَيَّ‌». فَلَمَّا وَرَدَ اَلْكِتَابُ عَلَى 29يُوسُفَ‌ ، أَخَذَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَى وَجْهِهِ‌، وَ قَبَّلَهُ وَ بَكَى بُكَاءً شَدِيداً، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى إِخْوَتِهِ فَقَالَ‌ لَهُمْ‌: هَلْ عَلِمْتُمْ مٰا فَعَلْتُمْ 29بِيُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جٰاهِلُونَ‌*`قٰالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ 29يُوسُفُ‌ قٰالَ أَنَا 29يُوسُفُ‌ وَ هٰذٰا أَخِي قَدْ مَنَّ اَللّٰهُ عَلَيْنٰا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَ يَصْبِرْ فَإِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يُضِيعُ أَجْرَ اَلْمُحْسِنِينَ‌ فَقَالُوا لَهُ كَمَا حَكَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: لَقَدْ آثَرَكَ اَللّٰهُ عَلَيْنٰا وَ إِنْ كُنّٰا لَخٰاطِئِينَ‌*`قٰالَ لاٰ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اَلْيَوْمَ‌ أَيْ لاَ تَخْلِيطَ يَغْفِرُ اَللّٰهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ‌ اَلرّٰاحِمِينَ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

28,55343 / _12 عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ‌ قَالَ‌: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : أَخْبِرْنِي عَنْ 28يَعْقُوبَ‌ حِينَ قَالَ‌: اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ‌ أَ كَانَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ‌، وَ قَدْ فَارَقَهُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً‌، وَ ذَهَبَتْ عَيْنَاهُ مِنَ‌ اَلْحُزْنِ؟ قَالَ‌: «نَعَمْ‌، عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ‌». قَالَ‌: وَ كَيْفَ عَلِمَ؟ قَالَ‌: «إِنَّهُ دَعَا فِي اَلسَّحَرِ أَنْ يَهْبِطَ عَلَيْهِ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ‌، تربالُ‌ ، وَ هُوَ مَلَكُ‌ اَلْمَوْتِ‌ ، فَقَالَ لَهُ تربالُ‌ : مَا حَاجَتُكَ‌، يَا 28يَعْقُوبُ‌ ؟ قَالَ‌: أَخْبِرْنِي عَنِ اَلْأَرْوَاحِ‌، تَقْبِضُهَا مُجْتَمِعَةً أَوْ مُتَفَرِّقَةً؟ قَالَ‌: بَلْ‌ مُتَفَرِّقَةً‌، رُوحاً رُوحاً. قَالَ‌: فَمَرَّ بِكَ رُوحُ 29يُوسُفَ‌ ؟ قَالَ‌: لاَ. قَالَ‌: فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ‌، فَقَالَ لِوُلْدِهِ‌: اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

29,28,13,55344 / _13 عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَادَ إِلَى اَلْحَدِيثِ اَلْأَوَّلِ‌ قَالَ‌: «وَ اِشْتَدَّ حُزْنُهُ يَعْنِي 28يَعْقُوبَ‌ حَتَّى تَقَوَّسَ ظَهْرُهُ‌، وَ أَدْبَرَتِ اَلدُّنْيَا عَنْ 28يَعْقُوبَ‌ وَ وُلْدِهِ‌، حَتَّى اِحْتَاجُوا حَاجَةً شَدِيدَةً وَ فَنِيَتْ مِيرَتُهُمْ‌، فَعِنْدَ ذَلِكَ‌، قَالَ 28يَعْقُوبُ‌ لِوُلْدِهِ‌: اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ وَ لاٰ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ إِنَّهُ لاٰ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ‌ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْكٰافِرُونَ‌ فَخَرَجَ مِنْهُمْ نَفَرٌ وَ بَعَثَ مَعَهُمْ بِبِضَاعَةٍ يَسِيرَةٍ‌، وَ كَتَبَ مَعَهُمْ كِتَاباً إِلَى عَزِيزِ مِصْرَ يَتَعَطَّفُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَ وُلْدِهِ‌، وَ أَوْصَى وُلْدَهُ أَنْ يَبْدَءُوا بِدَفْعِ كِتَابِهِ قَبْلَ اَلْبِضَاعَةِ‌، فَكَتَبَ‌: بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ‌: إِلَى عَزِيزِ مِصْرَ ، وَ مَظْهَرِ اَلْعَدْلِ وَ مُوفِي اَلْكَيْلِ‌، مِنْ 28يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌ خَلِيلِ اَللَّهِ‌، صَاحِبِ نُمْرُودَ اَلَّذِي جَمَعَ 24لِإِبْرَاهِيمَ‌ اَلْحَطَبَ وَ اَلنَّارَ لِيُحْرِقَهُ بِهَا، فَجَعَلَهَا اَللَّهُ عَلَيْهِ بَرْداً وَ سَلاَماً وَ أَنْجَاهُ‌ مِنْهَا: أُخْبِرُكَ أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدِيمٍ‌، لَمْ يَزَلِ اَلْبَلاَءُ إِلَيْنَا سَرِيعاً مِنَ اَللَّهِ‌، لِيَبْلُوَنَا بِذَلِكَ عِنْدَ اَلسَّرَّاءِ وَ اَلضَّرَّاءِ‌، وَ أَنَّ مَصَائِبَ تَتَابَعتْ عَلَيَّ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً‌؛ أَوَّلُهَا: أَنَّهُ كَانَ لِيَ اِبْنٌ سَمَّيْتُهُ 29يُوسُفَ‌ ، وَ كَانَ سُرُورِي مِنْ بَيْنِ وُلْدِي، وَ قُرَّةَ عَيْنِي وَ ثَمَرَةَ فُؤَادِي، وَ أَنَّ إِخْوَتَهُ مِنْ غَيْرِ أُمِّهِ سَأَلُونِي أَنْ أَبْعَثَهُ مَعَهُمْ يَرْتَعُ وَ يَلْعَبُ‌، فَبَعَثْتُهُ مَعَهُمْ بُكْرَةً‌، وَ أَنَّهُمْ‌ جَاءُونِي عِشَاءً يَبْكُونَ‌، وَ جَاءُونِي عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ‌، فَزَعَمُوا أَنَّ اَلذِّئْبَ أَكَلَهُ فَاشْتَدَّ لِفَقْدِهِ حُزْنِي، وَ كَثُرَ عَلَى فِرَاقِهِ بُكَائِي، حَتَّى اِبْيَضَّتْ عَيْنَايَ مِنَ اَلْحُزْنِ‌. وَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ أَخٌ مِنْ خَالَتِهِ‌ ، وَ كُنْتُ بِهِ مُعْجَباً وَ عَلَيْهِ رَفِيقاً، وَ كَانَ لِي أَنِيساً، وَ كُنْتُ إِذَا ذَكَرْتُ 29يُوسُفَ‌ ضَمَمْتُهُ إِلَى صَدْرِي، فَيَسْكُنُ بَعْضُ مَا أَجِدُ فِي صَدْرِي، وَ أَنَّ إِخْوَتَهُ ذَكَرُوا لِي أَنَّكَ أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ سَأَلْتَهُمْ عَنْهُ وَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَأْتُوكَ بِهِ‌، وَ إِنْ لَمْ يَأْتُوكَ بِهِ مَنَعْتَهُمُ اَلْمِيرَةَ لَنَا مِنَ اَلْقَمْحِ مِنْ مِصْرَ ، فَبَعَثْتُهُ مَعَهُمْ‌ لِيَمْتَارُوا لَنَا قَمْحاً، فَرَجَعُوا إِلَيَّ فَلَيْسَ هُوَ مَعَهُمْ‌، وَ ذَكَرُوا أَنَّهُ سَرَقَ مِكْيَالَ اَلْمَلِكِ‌، وَ نَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ لاَ نَسْرِقُ‌، وَ قَدْ حَبَسْتَهُ وَ فَجَعْتَنِي بِهِ‌، وَ قَدِ اِشْتَدَّ لِفِرَاقِهِ حُزْنِي حَتَّى تَقَوَّسَ لِذَلِكَ ظَهْرِي وَ عَظُمَتْ بِهِ مُصِيبَتِي، مَعَ مَصَائِبَ مُتَتَابِعَاتٍ‌ عَلَيَّ‌. فَمُنَّ عَلَيَّ بِتَخْلِيَةِ سَبِيلِهِ وَ إِطْلاَقِهِ مِنْ حَبْسِكَ‌، وَ طَيِّبْ لَنَا اَلْقَمْحَ‌، وَ اِسْمَحْ لَنَا فِي اَلسِّعْرِ، وَ عَجِّلْ بِسَرَاحِ آلِ‌ يَعْقُوبَ‌ . فَلَمَّا مَضَى وُلْدُ 28يَعْقُوبَ‌ مِنْ عِنْدِهِ نَحْوَ مِصْرَ بِكِتَابِهِ‌، نَزَلَ جَبْرَئِيلُ‌ عَلَى 28يَعْقُوبَ‌ فَقَالَ لَهُ‌: يَا 28يَعْقُوبُ‌ ، إِنَّ رَبَّكَ‌ يَقُولُ لَكَ‌: مَنِ اِبْتَلاَكَ بِمَصَائِبِكَ اَلَّتِي كَتَبْتَ بِهَا إِلَى عَزِيزِ مِصْرَ ؟ قَالَ 28يَعْقُوبُ‌ : أَنْتَ بَلَوْتَنِي بِهَا عُقُوبَةً مِنْكَ وَ أَدَباً لِي، قَالَ اَللَّهُ‌: فَهَلْ كَانَ يَقْدِرُ عَلَى صَرْفِهَا عَنْكَ أَحَدٌ غَيْرِي‌؟ قَالَ 28يَعْقُوبُ‌ : اَللَّهُمَّ لاَ. قَالَ‌: أَ فَمَا اِسْتَحْيَيْتَ مِنِّي حِينَ شَكَوْتَ‌ مَصَائِبَكَ إِلَى غَيْرِي، وَ لَمْ تَسْتَغِثْ بِي وَ تَشْكُو مَا بِكَ إِلَيَّ؟ فَقَالَ 28يَعْقُوبُ‌ : أَسْتَغْفِرُكَ يَا إِلَهِي وَ أَتُوبُ إِلَيْكَ‌. وَ أَشْكُو بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَيْكَ‌. فَقَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: قَدْ بَلَغْتُ بِكَ يَا 28يَعْقُوبُ‌ وَ بِوُلْدِكَ اَلْخَاطِئِينَ اَلْغَايَةَ فِي أَدَبِي، وَ لَوْ كُنْتَ يَا 28يَعْقُوبُ‌ شَكَوْتَ مَصَائِبَكَ إِلَيَّ عِنْدَ نُزُولِهَا بِكَ‌، وَ اِسْتَغْفَرْتَ وَ تُبْتَ إِلَيَّ مِنْ ذَنْبِكَ‌، لَصَرَفْتُهَا عَنْكَ بَعْدَ تَقْدِيرِي إِيَّاهَا عَلَيْكَ‌، وَ لَكِنَّ 1اَلشَّيْطَانَ‌ أَنْسَاكَ ذِكْرِي، فَصِرْتَ إِلَى اَلْقُنُوطِ مِنْ رَحْمَتِي وَ أَنَّ اَللَّهَ اَلْجَوَادُ اَلْكَرِيمُ‌، أُحِبُّ عِبَادِيَ اَلْمُسْتَغْفِرِينَ‌ اَلتَّائِبِينَ اَلرَّاغِبِينَ إِلَيَّ فِيمَا عِنْدِي. يَا 28يَعْقُوبُ‌ ، أَنَا رَادٌّ إِلَيْكَ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخَاهُ‌، وَ مُعِيدٌ إِلَيْكَ مَا ذَهَبَ مِنْ مَالِكَ وَ لَحْمِكَ‌ وَ دَمِكَ‌، وَ رَادٌّ إِلَيْكَ بَصَرَكَ‌، وَ مُقَوِّمٌ لَكَ ظَهْرَكَ‌، وَ طِبْ نَفْساً، وَ قَرَّ عَيْناً، وَ إِنَّ اَلَّذِي فَعَلْتُهُ بِكَ كَانَ أَدَباً مِنِّي لَكَ‌، فَاقْبَلْ‌ أَدَبِي. قَالَ‌: وَ مَضَى وُلْدُ 28يَعْقُوبَ‌ بِكِتَابِهِ نَحْوَ مِصْرَ ، حَتَّى دَخَلُوا عَلَى 29يُوسُفَ‌ فِي دَارِ اَلْمَمْلِكَةِ‌، فَقَالُوا: يٰا أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ مَسَّنٰا وَ أَهْلَنَا اَلضُّرُّ وَ جِئْنٰا بِبِضٰاعَةٍ مُزْجٰاةٍ فَأَوْفِ لَنَا اَلْكَيْلَ وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنٰا بِأَخِينَا بِنْيَامِينَ‌ ، وَ هَذَا كِتَابُ‌ أَبِينَا 28يَعْقُوبَ‌ إِلَيْكَ فِي أَمْرِهِ‌. يَسْأَلُكَ تَخْلِيَةَ سَبِيلِهِ‌، وَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَيْهِ‌، قَالَ فَأَخَذَ 29يُوسُفُ‌ كِتَابَ 28يَعْقُوبَ‌ ، فَقَبَّلَهُ‌، وَ وَضَعَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ‌، وَ بَكَى وَ اِنْتَحَبَ حَتَّى بَلَّتْ دُمُوعُهُ اَلْقَمِيصَ اَلَّذِي عَلَيْهِ‌. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ‌، فَقَالَ‌: هَلْ عَلِمْتُمْ مٰا فَعَلْتُمْ 29بِيُوسُفَ‌ مِنْ قَبْلُ‌ وَ أَخِيهِ‌ مِنْ بَعْدُ؟ قٰالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ 29يُوسُفُ‌ قٰالَ أَنَا 29يُوسُفُ‌ وَ هٰذٰا أَخِي قَدْ مَنَّ اَللّٰهُ‌ عَلَيْنٰا ، قٰالُوا تَاللّٰهِ لَقَدْ آثَرَكَ اَللّٰهُ عَلَيْنٰا فَلاَ تَفْضَحْنَا، وَ لاَ تُعَاقِبْنَا اَلْيَوْمَ‌، وَ اِغْفِرْ لَنَا، قٰالَ لاٰ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ‌ اَلْيَوْمَ يَغْفِرُ اَللّٰهُ لَكُمْ‌ .

البرهان في تفسير القرآن

14,6,910221 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ : عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اَلْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ‌ اَلْحَسَنِيِّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ اَلثَّانِي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، [قَالَ‌: «سَمِعْتُ أَبِي ] يَقُولُ‌: سَمِعْتُ أَبِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) يَقُولُ‌: دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَلَمَّا سَلَّمَ وَ جَلَسَ تَلاَ هَذِهِ اَلْآيَةَ‌ اَلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ اَلْإِثْمِ وَ اَلْفَوٰاحِشَ‌ ثُمَّ أَمْسَكَ‌، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : مَا أَسْكَتَكَ؟ قَالَ‌: أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ اَلْكَبَائِرَ مِنْ كِتَابِ‌ اَللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌. فَقَالَ‌: نَعَمْ يَا عَمْرُو وَ أَكْبَرُ اَلْكَبَائِرِ اَلشِّرْكُ بِاللَّهِ‌، يَقُولُ اَللَّهُ‌: (وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اَللَّهُ عَلَيْهِ اَلْجَنَّةَ‌ ) ، وَ بَعْدَهُ اَلْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اَللَّهِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: إِنَّهُ لاٰ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْكٰافِرُونَ‌ ثُمَّ اَلْأَمْنُ مِنْ‌ مَكْرِ اَللَّهِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: فَلاٰ يَأْمَنُ مَكْرَ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْخٰاسِرُونَ‌ ، وَ مِنْهَا عُقُوقُ اَلْوَالِدَيْنِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ‌ سُبْحَانَهُ جَعَلَ اَلْعَاقَّ جَبَّاراً شَقِيّاً، وَ قَتْلُ اَلنَّفْسِ اَلَّتِي حَرَّمَ اَللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌ فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ‌ خٰالِداً فِيهٰا ، إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ‌، وَ قَذْفُ اَلْمُحْصَنَةِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: لُعِنُوا فِي اَلدُّنْيٰا وَ اَلْآخِرَةِ وَ لَهُمْ‌ عَذٰابٌ عَظِيمٌ‌ ، وَ أَكْلُ مَالِ اَلْيَتِيمِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: إِنَّمٰا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نٰاراً وَ سَيَصْلَوْنَ‌ سَعِيراً ، وَ اَلْفِرَارُ مِنَ اَلزَّحْفِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاّٰ مُتَحَرِّفاً لِقِتٰالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بٰاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اَللّٰهِ وَ مَأْوٰاهُ جَهَنَّمُ‌ وَ بِئْسَ اَلْمَصِيرُ ، وَ أَكْلُ اَلرِّبَا، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: اَلَّذِينَ‌ يَأْكُلُونَ اَلرِّبٰا لاٰ يَقُومُونَ إِلاّٰ كَمٰا يَقُومُ اَلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ 1اَلشَّيْطٰانُ‌ مِنَ اَلْمَسِّ‌ ، وَ اَلسِّحْرُ، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اِشْتَرٰاهُ مٰا لَهُ فِي اَلْآخِرَةِ مِنْ خَلاٰقٍ‌ ، وَ اَلزِّنَا، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ‌ أَثٰاماً*`يُضٰاعَفْ لَهُ اَلْعَذٰابُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهٰاناً ، وَ اَلْيَمِينُ اَلْغَمُوسُ‌ اَلْفَاجِرَةُ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ‌ يَقُولُ‌: اَلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اَللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولٰئِكَ لاٰ خَلاٰقَ لَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ‌ ، وَ اَلْغُلُولُ‌ ، لِأَنَّ‌ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمٰا غَلَّ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ ، وَ مَنْعُ اَلزَّكَاةِ اَلْمَفْرُوضَةِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: فَتُكْوىٰ بِهٰا جِبٰاهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ‌ ، وَ شَهَادَةُ اَلزُّورِ وَ كِتْمَانُ اَلشَّهَادَةِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وَ مَنْ‌ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ‌ ، وَ شُرْبُ اَلْخَمْرِ، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَهَى عَنْهَا، كَمَا نَهَى عَنْ عِبَادَةِ اَلْأَوْثَانِ‌، وَ تَرْكُ اَلصَّلاَةِ‌ مُتَعَمِّداً، أَوْ شَيْئاً مِمَّا فَرَضَ اَللَّهُ‌، لِأَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) قَالَ‌: مَنْ تَرَكَ اَلصَّلاَةَ مُتَعَمِّداً فَقَدْ بَرِىءَ مِنْ ذِمَّةِ اَللَّهِ‌ وَ ذِمَّةِ رَسُولِهِ‌ ، وَ نَقْضُ اَلْعَهْدِ وَ قَطِيعَةُ اَلرَّحِمِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: أُولٰئِكَ لَهُمُ اَللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ اَلدّٰارِ . قَالَ‌: فَخَرَجَ عَمْرٌو وَ لَهُ صُرَاخٌ مِنْ بُكَائِهِ‌، وَ هُوَ يَقُولُ‌: هَلَكَ مَنْ يَقُولُ بِرَأْيِهِ‌، وَ نَازَعَكُمْ فِي اَلْفَضْلِ وَ اَلْعِلْمِ‌».

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى حاتم عن النصر بن عربي رضى الله عنه قال بلغني ان يعقوب عليه السلام مكث أربعة و عشرين عاما لا يدرى أ حي يوسف عليه السلام أم ميت حتى تخلل له ملك الموت فقال له من أنت قال أنا ملك الموت قال فأنشدك باله يعقوب هل قبضت روح يوسف عليه السلام قال لا فعند ذلك قال يٰا بَنِيَّ اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لاٰ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ‌ فخرجوا إلى مصر فلما دخلوا عليه لم يجدوا كلاما أرق من كلام استقبلوه به فقالوا يٰا أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ مَسَّنٰا وَ أَهْلَنَا اَلضُّرُّ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وَ لاٰ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ‌ اَللّٰهِ‌ قال من رحمة الله و أخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه مثله

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و أبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وَ لاٰ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ‌ قال من فرج الله يفرج عنكم الغم الذي أنتم فيه

ترجمه تفسیر روایی البرهان

4)محمد بن يعقوب با سند خود از حسن بن محبوب،از حنان بن سدير،از امام باقر عليه السّلام نقل مى‌كند كه به امام عليه السّلام عرض كردم:آيا ممكن است معناى اين جمله يعقوب به فرزندانش را براى من توضيح بدهيد؟: «اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ‌» آيا يعقوب كه بيست سال پيش از يوسف،دور شده بود مى‌دانست كه او زنده است‌؟فرمود:آرى.من عرض كردم:چطور مى‌دانست‌؟امام فرمود:در سحرگاهان،دست به دعا گشود و از درگاه خداوند متعال درخواست نمود كه فرشته مرگ بر او فرود آيد؛«تربال»فرشته مرگ بر او نازل شد و از...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

5)على بن ابراهيم از پدرش،از حنان بن سدير،از پدرش،از امام باقر عليه السّلام روايت مى‌كند كه خدمت امام عرض كردم:چرا يعقوب اين‌چنين با فرزندانش سخن گفت: «اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ‌» آيا يعقوب مى‌دانست يوسف زنده است،با وجود اينكه بيست سال از او دور بود و به خاطر گريه زياد بر او چشمانش را از دست داده بود؟!امام پاسخ داد:بلى،مى‌دانست كه او زنده است؛يعقوب در سحرگاه،از درگاه خداوند درخواست كرد كه فرشته مرگ بر او نازل شود.پس فرشته مرگ در بهترين شكل و خوشبوترين حالت،بر او نازل شد....

ترجمه تفسیر روایی البرهان

12)حنان بن سدير از پدرش نقل كرده است كه به امام باقر عليه السّلام عرض كردم:وقتى يعقوب چنين مى‌گفت: «اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ‌» مگر مى‌دانست يوسف زنده است،در حالى كه بيست سال از او دور بود و در فراق او بينايى چشمانش را از دست داده بود؟فرمود:آرى،مى‌دانست زنده است.پرسيد: چطور مى‌دانست زنده است‌؟امام فرمود:در نماز صبح از درگاه پروردگار درخواست كرد كه فرشته مرگ را نزد او بفرستد.پس فرشته مرگ كه«تربال»نام داشت بر او نازل شد و به يعقوب گفت:اى يعقوب!چه درخواستى دارى‌؟يعقوب گفت:با من درباره...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

13)ابو بصير از امام باقر عليه السّلامبه حديث اول برگشتهنقل مى‌كند: يعقوب،آن‌چنان ناراحت و غمگين شد كه پشت او خميده گشت. ازسوى‌ديگر ، دنيا چنان به يعقوب و فرزندانش پشت كرد كه در وادى فقر و نياز درغلتيدند و هرآنچه از آذوقه داشتند،به انتها رسيد.در اين هنگام،يعقوب به پسرانش گفت: «اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لاٰ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ إِنَّهُ لاٰ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ‌ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْكٰافِرُونَ‌» برخى از پسران يعقوب همراه با مقدار كمى كالا كه يعقوب...

ترجمه تفسیر روایی البرهان

1)محمد بن يعقوب،از تعدادى از يارانش،از احمد بن محمد،از عبد العظيم بن عبد اللّه حسنى از امام محمد تقى عليه السّلام،از پدرش امام رضا عليه السّلام،از پدرش امام موسى بن جعفر عليه السّلام نقل كرده است كه:عمرو بن عبيد بر امام صادق عليه السّلام وارد شد و هنگامى كه سلام كرد و نشست،اين آيه را تلاوت كرد: اَلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ اَلْإِثْمِ وَ اَلْفَوٰاحِشَ‌ اما ادامه نداد.امام صادق عليه السّلام به او گفت:چه عاملى باعث شد كه سكوت كنى‌؟گفت:دوست دارم بدانم گناهان بزرگ در كتاب خداوند عز و جل كدام...

ترجمه تفسیر قمی

سدير گويد از امام باقر عليه السّلام سؤال كردم يعقوب هنگامى كه به بچه‌هايش گفت: اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ‌ برويد و از يوسف و برادرش جستجو كنيد آيا مى‌دانست كه او زنده است با اينكه بيست سال از او دور بود و بر اثر گريه در فراق يوسف نابينا گشته بود؟

تفسير الصافي

28,5 في الكافي و العلل و العيّاشيّ‌ و القمّيّ‌ عن الباقر عليه السلام : أنّه سئل أن 28يعقوب حين قال لولده اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ أ كان علم أنّه حيّ و قد فارقه منذ عشرين سنة و ذهب عيناه من الحزن قال نعم علم أنّه حيّ قيل و كيف علم قال إنّه دعا في السّحر أن يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه ترابال و هو ملك الموت فقال له ترابال ما حاجتك يا 28يعقوب قال أخبرني عن الأرواح تقبضها مجتمعة أو متفرّقة فقال بل متفرقة روحاً روحاً قال فمرّ بك روح 29يوسف قال لا فعند ذٰلك علم أنّه حيّ فقال لولده اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ‌ .

تفسير الصافي

28,29,6 و في الخرايج عنه عليه السلام : أنّ اعرابيّاً اشترىٰ من 29يوسف طعاماً فقال له إذا مررت بوادي كذا فناد يا 28يعقوب فانه يخرج إليك شيخ فقل له إنّي رأيت رجلاً بمصر يقرؤك السلام و يقول انّ‌ وديعتك عند اللّٰه محفوظة لن تضيع فلما بلغه الأعرابي خرّ يعقوب مغشيّاً عليه فلما أفاق قال هل لك من حاجة قال لي ابنة عمّ و هي زوجتي لم تلد فدعا له فرزق منها أربعة أبطن في كل بطن اثنين.

تفسير الصافي

16 و في الإِكمال مثله بأبسط منه و قال: فانّه سيخرج إليك رجل عظيم جميل وسيمٌ‌ و قال في آخره: فكان يعقوب يعلم أنّ يوسف حيّ لم يمت و انّ اللّٰه سيظهره له بعد غيبته و كان يقول لبنيه إنّي أَعْلَمُ مِنَ اَللّٰهِ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ‌ و كان أبناؤه أهله و أقرباؤه يفنّدونه علىٰ‌ ذكر يوسف.

تفسير الصافي

5 و العيّاشيّ عن الباقر عليه السلام في حديث له قال: و اشتد حزن يعقوب حتّى تقوس ظهره و أدبرت الدنيا عليه و عن ولده حتّى احتاجُوا حاجةً شديدة و فنيت ميرتهم فعند ذٰلك قال يعقوب لولده اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا الآية فخرج منهم نفر و بعث منهم ببضاعة يسيرة و كتب معهم كتاباً إلى عزيز مصر بتعطيفه علىٰ نفسه و ولده و أوصىٰ ولده أن يبدؤا بدفع كتابه قبل البضاعة فكتب و ذكر صفة الكتاب مثل ما ذكر في المجمع إلى قوله: و عجّل سراح آل إبراهيم و أورد آل يعقوب بدل آل إبراهيم ثمّ قال: فلما مضىٰ ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه نزل جبرئيل علىٰ يعقوب فقال له يا يعقوب ان ربّك يقول لك من ابتلاك بمصائبك التي كتبت بها الى عزيز مصر قال يعقوب أنت بلوتني بها عقوبة منك و ادباً لي قال اللّٰه فهل كان يقدر على صرفها عنك أحد غيري قال يعقوب اللّهمّ لا قال فما استحيت منّي حين شكوت مصائبك إلىٰ غيري و لم تستغث بي و تشكو ما بك إليّ فقال يعقوب استغفِرك يا إلٰهي و أتوب إليك و أشكو بثّى و حزني

إليك فقال اللّٰه تعالىٰ قد بلغت بك يا يعقوب و بولدك الخاطئين الغاية في أدبي و لو كنت يا يعقوب شكوت مصائبك إليّ عند نزولها بك و استغفرت و تبت إليّ من ذنبك لصرفتها عنك بعد تقديري إيّاها عليك و لكن الشيطان أنساك ذكري فصرت إلى القنوط من رحمتي و أنا اللّٰه الجواد الكريم أحبّ عبادي المستغفرين التائبين الراغبين إليّ فيما عندي يا يعقوب أنا رادّ إليك يوسف و أخاه و معيد إليك ما ذهب من مالك و لحمك و دمك و رادّ إليك بصرك و مقوّم لك ظهرك و طب نفساً و قرّ عيناً و انّما الذي فعلته بك كان أدباً منّي لك فاقبل أدبي قال و مضىٰ ولد يعقوب بكتابهإلى آخر ما ذكر في المجمع إلاّ أنّه قال: و انه كان له أخ من خالته و كنت به معجباً ثمّ ذكر صفة الكتاب برواية أخرى أخصر منه و قال في آخره: فلما أوتي يوسف عليه السلام بالكتاب فتحه و قرأه فصاح ثمّ قام فدخل منزله فقرأه و بكىٰ‌ ثمّ غسَل وجهه ثمّ خرج إلىٰ إخوته ثمّ عاد فقرأه فصاح و بكىٰ ثمّ قام فدخل منزله فقرأه و بكىٰ ثمّ غَسَل وجهه و عاد إلىٰ إخوته ف‍ قٰالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مٰا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جٰاهِلُونَ‌ و أعطاهم قميصه و هو قميص إبراهيم و كان يعقوب بالرّملة.

تفسير العيّاشي

64 عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ [عَنْ أَبِيهِ‌ ] قَالَ‌: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : أَخْبِرْنِي عَنْ‌ 28يَعْقُوبَ‌ حِينَ قَالَ‌: « اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ‌ » أَ كَانَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ وَ قَدْ فَارَقَهُ‌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً وَ ذَهَبَتْ عَيْنَاهُ مِنَ اَلْحُزْنِ قَالَ‌: نَعَمْ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ‌، قَالَ‌: وَ كَيْفَ عَلِمَ‌ قَالَ‌: إِنَّهُ دَعَا فِي اَلسَّحَرِ أَنْ يَهْبِطَ عَلَيْهِ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ فَهَبَطَ عَلَيْهِ تربال وَ هُوَ مَلَكُ‌ اَلْمَوْتِ‌ ، فَقَالَ لَهُ تربال : مَا حَاجَتُكَ يَا 28يَعْقُوبُ‌ قَالَ‌: أَخْبِرْنِي عَنِ اَلْأَرْوَاحِ تَقْبِضُهَا مُجْتَمِعَةً‌ أَوْ مُتَفَرِّقَةً قَالَ‌: بَلْ مُتَفَرِّقَةً رُوحاً رُوحاً، قَالَ‌: فَمَرَّ بِكَ رُوحُ 29يُوسُفَ‌ قَالَ‌: لاَ قَالَ‌: فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ‌، فَقَالَ لِوَلَدِهِ‌: « اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ‌ » .

تفسير العيّاشي

29,28,13,565 عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : عَادَ إِلَى اَلْحَدِيثِ اَلْأَوَّلِ‌ قَالَ‌: وَ اِشْتَدَّ حُزْنُهُ يَعْنِي 28يَعْقُوبَ‌ حَتَّى تَقَوَّسَ ظَهْرُهُ وَ أَدْبَرَتِ اَلدُّنْيَا عَنْ 28يَعْقُوبَ‌ وَ وُلْدِهِ حَتَّى اِحْتَاجُوا حَاجَةً شَدِيدَةً‌، وَ فَنِيَتْ مِيرَتُهُمْ‌، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ 28يَعْقُوبُ‌ لِوُلْدِهِ‌: « اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ وَ لاٰ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ إِنَّهُ لاٰ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ‌ اَلْكٰافِرُونَ‌ » ، فَخَرَجَ مِنْهُمْ نَفَرٌ وَ بَعَثَ مَعَهُمْ بِبِضَاعَةٍ يَسِيرَةٍ وَ كَتَبَ مَعَهُمْ كِتَاباً إِلَى عَزِيزِ مِصْرَ يَتَعَطَّفُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَ وُلْدِهِ‌، وَ أَوْصَى وُلْدَهُ أَنْ يَبْدُوَ بِدَفْعِ كِتَابِهِ قَبْلَ اَلْبِضَاعَةِ‌ فَكَتَبَ‌: « بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ‌ » إِلَى عَزِيزِ مِصْرَ وَ مَظْهَرِ اَلْعَدْلِ وَ مُوفِي اَلْكَيْلِ مِنْ 28يَعْقُوبَ‌ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌ خَلِيلِ اَللَّهِ صَاحِبِ نُمْرُودَ اَلَّذِي جَمَعَ 24لِإِبْرَاهِيمَ‌ اَلْحَطَبَ وَ اَلنَّارَ لِيُحْرِقَهُ بِهَا، فَجَعَلَهَا اَللَّهُ عَلَيْهِ « بَرْداً وَ سَلاٰماً » وَ أَنْجَاهُ مِنْهَا أُخْبِرُكَ أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ أَنَّا أَهْلُ‌ بَيْتٍ قَدِيمٍ لَمْ يَزَلِ اَلْبَلاَءُ إِلَيْنَا سَرِيعاً مِنَ اَللَّهِ لِيَبْلُوَنَا بِذَلِكَ عِنْدَ اَلسَّرَّاءِ وَ اَلضَّرَّاءِ‌، وَ إِنَّ‌ مَصَائِبَ تَتَابَعتْ عَلَيَّ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً أَوَّلُهَا أَنَّهُ كَانَ لِيَ اِبْنُ سَمَّيْتُهُ 29يُوسُفَ‌ وَ كَانَ سُرُورِي مِنْ‌ بَيْنِ وُلْدِي وَ قُرَّةَ عَيْنِي وَ ثَمَرَةَ فُؤَادِي، وَ إِنَّ إِخْوَتَهُ مِنْ غَيْرِ أُمِّهِ سَأَلُونِي أَنْ أَبْعَثَهُ مَعَهُمْ « يَرْتَعْ وَ يَلْعَبْ‌ »، فَبَعَثْتُهُ مَعَهُمْ بُكْرَةً وَ إِنَّهُمْ جَاءُونِي « عِشٰاءً يَبْكُونَ‌ » وَ جَاءُونِي « عَلىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ‌ » فَزَعَمُوا أَنَّ اَلذِّئْبَ أَكَلَهُ فَاشْتَدَّ لِفَقْدِهِ حُزْنِي وَ كَثُرَ عَلَى فِرَاقِهِ بُكَائِي حَتَّى اِبْيَضَّتِ عَيْنَايَ مِنْ‌ اَلْحُزْنِ وَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ أَخٌ مِنْ خَالَتِهِ‌، وَ كُنْتُ بِهِ مُعْجَباً وَ عَلَيْهِ رَفِيقاً وَ كَانَ لِي أَنِيساً وَ كُنْتُ إِذْ ذَكَرْتُ 29يُوسُفَ‌ ضَمَمْتُهُ إِلَى صَدْرِي فَيَسْكُنُ بَعْضُ مَا أَجِدُ فِي صَدْرِي، وَ إِنَّ‌ إِخْوَتَهُ ذَكَرُوا لِي أَنَّكَ أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ سَأَلْتَهُمْ عَنْهُ وَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَأْتُوكَ بِهِ‌، وَ إِنْ لَمْ يَأْتُوكَ‌ بِهِ مَنَعْتَهُمْ اَلْمِيرَةَ لَنَا مِنَ اَلْقَمْحِ مِنْ مِصْرَ ، فَبَعَثْتُهُ مَعَهُمْ لِيَمْتَارُوا لَنَا قَمْحاً، فَرَجَعُوا إِلَيَّ فَلَيْسَ هُوَ مَعَهُمْ وَ ذَكَرُوا أَنَّهُ سَرَقَ مِكْيَالَ اَلْمَلِكِ‌، وَ نَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ لاَ نَسْرِقُ‌، وَ قَدْ حَبَسْتَهُ وَ فَجَّعْتَنِي بِهِ‌، وَ قَدِ اِشْتَدَّ لِفِرَاقِهِ حُزْنِي حَتَّى تَقَوَّسَ لِذَلِكَ ظَهْرِي، وَ عَظُمَتْ بِهِ‌ مُصِيبَتِي مَعَ مَصَائِبَ مُتَتَابِعَاتٍ عَلَيَّ فَمُنَّ عَلَيَّ بِتَخْلِيَةِ سَبِيلِهِ وَ إِطْلاَقِهِ مِنْ مَحْبَسِهِ‌ وَ طَيِّبْ‌ لَنَا اَلْقَمْحَ وَ اسْمَحْ لَنَا فِي اَلسِّعْرِ وَ عَجِّلْ بِسِرَاحِ آلِ يَعْقُوبَ‌ . فَلَمَّا مَضَى وُلْدُ 28يَعْقُوبَ‌ مِنْ عِنْدِهِ نَحْوَ مِصْرَ بِكِتَابِهِ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ‌ عَلَى 28يَعْقُوبَ‌ فَقَالَ‌ لَهُ يَا 28يَعْقُوبَ‌ إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ لَكَ‌: مَنِ اِبْتَلاَكَ بِمَصَائِبِكَ اَلَّتِي كَتَبْتَ بِهَا إِلَى عَزِيزِ مِصْرَ قَالَ 28يَعْقُوبُ‌ : أَنْتَ بَلَوْتَنِي بِهَا عُقُوبَةً مِنْكَ وَ أَدَباً لِي، قَالَ اَللَّهُ‌: فَهَلْ كَانَ يَقْدِرُ عَلَى صَرْفِهَا عَنْكَ أَحَدٌ غَيْرِي قَالَ 28يَعْقُوبُ‌ : اَللَّهُمَّ لاَ، قَالَ‌: أَ فَمَا اِسْتَحْيَيْتَ مِنِّي حِينَ شَكَوْتَ مَصَائِبِكَ‌ إِلَى غَيْرِي وَ لَمْ تَسْتَغِثْ بِي وَ تَشْكُو مَا بِكَ إِلَيَّ فَقَالَ 28يَعْقُوبُ‌ : أَسْتَغْفِرُكَ يَا إِلَهِي وَ أَتُوبُ‌ إِلَيْكَ‌، وَ أَشْكُوا بَثَّي وَ حُزْنِي إِلَيْكَ‌ ، فَقَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: قَدْ بَلَغْتُ بِكَ يَا 28يَعْقُوبُ‌ وَ بِوُلْدِكَ اَلْخَاطِئِينَ اَلْغَايَةَ فِي أَدَبِي، وَ لَوْ كُنْتَ يَا 28يَعْقُوبُ‌ شَكَوْتَ مَصَائِبَكَ إِلَيَّ عِنْدَ نُزُولِهَا بِكَ وَ اِسْتَغْفَرْتَ وَ تُبْتَ إِلَيَّ مِنْ ذَنْبِكَ لَصَرَفْتُهَا عَنْكَ بَعْدَ تَقْدِيرِي إِيَّاهَا عَلَيْكَ وَ لَكِنَّ‌ 1اَلشَّيْطَانَ‌ أَنْسَاكَ ذِكْرِي فَصِرْتَ إِلَى اَلْقُنُوطِ مِنْ رَحْمَتِي، وَ أَنَا اَللَّهُ اَلْجَوَادُ اَلْكَرِيمُ‌ أُحِبُّ عِبَادِي اَلْمُسْتَغْفِرِينَ اَلتَّائِبِينَ اَلرَّاغِبِينَ إِلَيَّ فِيمَا عِنْدِي، يَا 28يَعْقُوبُ‌ أَنَا رَادٌّ إِلَيْكَ‌ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخَاهُ وَ مُعِيدٌ إِلَيْكَ مَا ذَهَبَ مِنْ مَالِكَ [وَ لَحْمِكَ‌] وَ دَمِكَ وَ رَادٌّ إِلَيْكَ بَصَرَكَ وَ مُقَوِّمٌ لَكَ ظَهْرَكَ‌، وَ طِبْ نَفْساً وَ قَرَّ عَيْناً وَ إِنَّ اَلَّذِي فَعَلْتُهُ بِكَ كَانَ أَدَباً مِنِّي لَكَ فَاقْبَلْ أَدَبِي. قَالَ‌: وَ مَضَى وُلْدُ 28يَعْقُوبَ‌ بِكِتَابِهِ نَحْوَ مِصْرَ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى 29يُوسُفَ‌ فِي دَارِ اَلْمَمْلِكَةِ‌، «فَ « قٰالُوا يٰا أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ مَسَّنٰا وَ أَهْلَنَا اَلضُّرُّ وَ جِئْنٰا بِبِضٰاعَةٍ مُزْجٰاةٍ فَأَوْفِ لَنَا اَلْكَيْلَ وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنٰا » بِأَخِينَا اِبْنِ يَامِينَ‌ وَ هَذَا كِتَابُ أَبِينَا 28يَعْقُوبَ‌ إِلَيْكَ فِي أَمْرِهِ‌ يَسْأَلُكَ تَخْلِيَةَ سَبِيلِهِ‌، وَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَيْهِ‌، قَالَ‌: فَأَخَذَ 29يُوسُفُ‌ كِتَابَ 28يَعْقُوبَ‌ فَقَبَّلَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ وَ بَكَى وَ اِنْتَحَبَ‌ حَتَّى بَلَّتْ دُمُوعُهُ اَلْقَمِيصَ اَلَّذِي عَلَيْهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ‌: « هَلْ عَلِمْتُمْ مٰا فَعَلْتُمْ 29بِيُوسُفَ‌ » مِنْ قَبْلُ « وَ أَخِيهِ‌ » مِنْ بَعْدُ « قٰالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ 29يُوسُفُ‌ قٰالَ أَنَا 29يُوسُفُ‌ وَ هٰذٰا أَخِي قَدْ مَنَّ اَللّٰهُ عَلَيْنٰا » « قٰالُوا تَاللّٰهِ لَقَدْ آثَرَكَ‌ اَللّٰهُ عَلَيْنٰا » فَلاَ تَفْضَحْنَا وَ لاَ تُعَاقِبْنَا اَلْيَوْمَ وَ اِغْفِرْ لَنَا « قٰالَ لاٰ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اَلْيَوْمَ يَغْفِرُ اَللّٰهُ لَكُمْ‌ » .

تفسير القمي

حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ‌ حَسَّانَ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ‌ أَبِيهِ‌ عَنْ‌ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ قَالَ : قُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنْ‌ 28يَعْقُوبَ‌ حِينَ قَالَ لِوُلْدِهِ‌ اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ‌ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ‌ أَ كَانَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ وَ قَدْ فَارَقَهُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً‌، وَ ذَهَبَتْ عَيْنَاهُ مِنَ اَلْبُكَاءِ عَلَيْهِ‌، قَالَ نَعَمْ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ حَتَّى إِنَّهُ دَعَا رَبَّهُ فِي اَلسَّحَرِ، أَنْ يَهْبِطَ عَلَيْهِ‌ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ فَهَبَطَ عَلَيْهِ‌ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ فِي أَطْيَبِ‌ رَائِحَةٍ وَ أَحْسَنِ صُورَةٍ‌، فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ أَ لَيْسَ سَأَلْتَ اَللَّهَ أَنْ‌ يُنْزِلَنِي عَلَيْكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَا حَاجَتُكَ يَا 28يَعْقُوبُ‌ قَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنِ‌ اَلْأَرْوَاحِ تَقْبِضُهَا جُمْلَةً أَوْ تَفَارِيقاً قَالَ يَقْبِضُهَا أَعْوَانِي مُتَفَرِّقَةً‌، ثُمَّ تُعْرَضُ عَلَيَّ‌ مُجْتَمِعَةً قَالَ‌ 28يَعْقُوبُ‌ فَأَسْأَلُكَ بِإِلَهِ‌ 24إِبْرَاهِيمَ‌ وَ 27إِسْحَاقَ‌ وَ 28يَعْقُوبَ‌ هَلْ عُرِضَ عَلَيْكَ‌ فِي اَلْأَرْوَاحِ رُوحُ‌ 29يُوسُفَ‌ فَقَالَ لاَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ فَقَالَ لِوُلْدِهِ‌ اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ‌ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ وَ لاٰ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ إِنَّهُ لاٰ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ‌ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْكٰافِرُونَ‌ فَكَتَبَ عَزِيزُ مِصْرَ إِلَى 28يَعْقُوبَ‌ : أَمَّا بَعْدُ فَهَذَا اِبْنُكَ‌، قَدِ اِشْتَرَيْتُهُ‌ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرٰاهِمَ مَعْدُودَةٍ‌ وَ هُوَ 29يُوسُفُ‌ وَ اِتَّخَذْتُهُ عَبْداً وَ هَذَا اِبْنُكَ‌ بِنْيَامِينُ‌ وَ قَدْ وَجَدْتُ مَتَاعِي عِنْدَهُ وَ اِتَّخَذْتُهُ عَبْداً، فَمَا وَرَدَ عَلَى 28يَعْقُوبَ‌ شَيْ‌ءٌ‌ أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ اَلْكِتَابِ‌، فَقَالَ لِلرَّسُولِ مَكَانَكَ حَتَّى أُجِيبَهُ‌، فَكَتَبَ إِلَيْهِ‌ 28يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ‌ مِنْ‌ 28يَعْقُوبَ إِسْرَائِيلِ اَللَّهِ اِبْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌ خَلِيلِ اَللَّهِ‌ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ فَهِمْتُ كِتَابَكَ تَذْكُرُ فِيهِ‌، أَنَّكَ اِشْتَرَيْتَ اِبْنِي وَ اِتَّخَذْتَهُ عَبْداً وَ إِنَّ اَلْبَلاَءَ مُوَكَّلٌ بِبَنِي آدَمَ‌، إِنَّ جَدِّي 24إِبْرَاهِيمَ‌ أَلْقَاهُ‌ نُمْرُودُ مَلِكُ اَلدُّنْيَا فِي اَلنَّارِ فَلَمْ‌ يَحْتَرِقْ وَ جَعَلَهَا اَللَّهُ عَلَيْهِ‌ بَرْداً وَ سَلاٰماً وَ إِنَّ أَبِي 27إِسْحَاقَ‌ أَمَرَ اَللَّهُ تَعَالَى جَدِّي أَنْ يَذْبَحَهُ بِيَدِهِ‌، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَذْبَحَهُ فَدَاهُ اَللَّهُ بِكَبْشٍ عَظِيمٍ‌، وَ إِنَّهُ كَانَ لِي وَلَدٌ لَمْ‌ يَكُنْ فِي اَلدُّنْيَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ‌، وَ كَانَ قُرَّةَ عَيْنِي وَ ثَمَرَةَ فُؤَادِي، فَأَخْرَجُوهُ إِخْوَتُهُ‌ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيَّ‌، وَ زَعَمُوا أَنَّ اَلذِّئْبَ أَكَلَهُ‌، فَاحْدَوْدَبَ لِذَلِكَ ظَهْرِي، وَ ذَهَبَ مِنْ كَثْرَةِ‌ اَلْبُكَاءِ عَلَيْهِ بَصَرِي، وَ كَانَ لَهُ أَخٌ مِنْ أُمِّهِ كُنْتُ آنَسُ بِهِ‌، فَخَرَجَ مَعَ إِخْوَتِهِ إِلَى مُلْكِكَ‌، لِيَمْتَارُوا لَنَا طَعَاماً، فَرَجَعُوا وَ ذَكَرُوا أَنَّهُ سَرَقَ صُوَاعَ اَلْمَلِكِ‌، وَ أَنَّكَ حَبَسْتَهُ‌ وَ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لاَ يَلِيقُ بِنَا اَلسَّرَقُ‌، وَ لاَ اَلْفَاحِشَةُ‌، وَ أَنَا أَسْأَلُكَ بِإِلَهِ‌ 24إِبْرَاهِيمَ‌ وَ 27إِسْحَاقَ‌ وَ 28يَعْقُوبَ‌ إِلاَّ مَا مَنَنْتَ عَلَيَّ بِهِ‌، وَ تَقَرَّبْتَ إِلَى اَللَّهِ وَ رَدَدْتَهُ إِلَيَّ‌.» فَلَمَّا وَرَدَ اَلْكِتَابُ‌ عَلَى 29يُوسُفَ‌ أَخَذَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَ قَبَّلَهُ‌، وَ بَكَى بُكَاءً شَدِيداً ثُمَّ نَظَرَ إِلَى إِخْوَتِهِ‌ فَقَالَ‌ هَلْ عَلِمْتُمْ مٰا فَعَلْتُمْ‌ 29بِيُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جٰاهِلُونَ `قٰالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ‌ 29يُوسُفُ‌ قٰالَ أَنَا 29يُوسُفُ‌ وَ هٰذٰا أَخِي قَدْ مَنَّ اَللّٰهُ عَلَيْنٰا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَ يَصْبِرْ فَإِنَّ اَللّٰهَ‌ لاٰ يُضِيعُ أَجْرَ اَلْمُحْسِنِينَ‌ فَقَالُوا كَمَا حَكَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌ لَقَدْ آثَرَكَ اَللّٰهُ عَلَيْنٰا وَ إِنْ‌ كُنّٰا لَخٰاطِئِينَ `قٰالَ لاٰ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اَلْيَوْمَ‌ أَيْ لاَ تَعْيِيرَ يَغْفِرُ اَللّٰهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ‌ اَلرّٰاحِمِينَ‌ قَالَ فَلَمَّا وَلَّى اَلرَّسُولُ‌، إِلَى اَلْمَلِكِ بِكِتَابِ‌ 28يَعْقُوبَ‌ رَفَعَ‌ 28يَعْقُوبُ‌ يَدَيْهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ فَقَالَ‌: «يَا حَسَنَ اَلصُّحْبَةِ يَا كَرِيمَ اَلْمَعُونَةِ‌، يَا خَيْراً كُلُّهُ اِئْتِنِي بِرَوْحٍ مِنْكَ‌ وَ فَرَجٍ مِنْ عِنْدِكَ‌» فَهَبَطَ عَلَيْهِ‌ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ فَقَالَ يَا 28يَعْقُوبُ‌ أَ لاَ أُعَلِّمُكَ دَعَوَاتٍ‌ يَرُدُّ اَللَّهُ عَلَيْكَ بَصَرَكَ وَ اِبْنَيْكَ قَالَ نَعَمْ‌، قَالَ قُلْ‌: «يَا مَنْ لاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ كَيْفَ‌ هُوَ إِلاَّ هُوَ، يَا مَنْ شَيَّدَ [سَدَّ] اَلسَّمَاءَ بِالْهَوَاءِ‌، وَ كَبَسَ اَلْأَرْضَ عَلَى اَلْمَاءِ‌، وَ اِخْتَارَ لِنَفْسِهِ‌ أَحْسَنَ اَلْأَسْمَاءِ‌، اِئْتِنِي بِرَوْحٍ مِنْكَ وَ فَرَجٍ مِنْ عِنْدِكَ‌» قَالَ فَمَا اِنْفَجَرَ عَمُودُ اَلصُّبْحِ‌ حَتَّى أُوتِيَ بِالْقَمِيصِ‌، فَطُرِحَ عَلَيْهِ فَرَدَّ اَللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَ وُلْدَهُ‌ .

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

6 في كتاب كمال الدّين و تمام النّعمة : و قال الصّادق عليه السّلام: إنّ يعقوب عليه السّلام قال لملك الموت: أخبرني عن الأرواح تقبضها مجتمعة أو متفرّقة‌؟ قال: بل متفرّقة. قال: فهل قبضت روح يوسف في جملة ما قبضت من الأرواح‌؟ فقال: لا. فعند ذلك قال لبنيه: يٰا بَنِيَّ اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ‌ .

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

28,5 و في كتاب علل الشّرائع ، بإسناده إلى حنان بن سدير : عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام : أخبرني عن 28يعقوب حين قال لولده: اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ‌ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ‌ أ كان علم أنّه حيّ و قد فارقه منذ عشرين سنة و ذهبت عيناه من الحزن‌؟ قال: نعم، علم أنّه حيّ‌. قلت: و كيف علم‌؟ قال: إنّه دعا في السّحر أن يهبط عليه ملك الموت ، فهبط عليه تريال و هو ملك الموت . فقال له تريال : ما حاجتك، يا 28يعقوب ؟ قال: أخبرني عن الأرواح تقبضها مجتمعة أو متفرّقة‌؟ فقال: بل متفرّقة، روحا روحا. قال: فمرّ بك روح 29يوسف ؟ قال: لا. فعند ذلك علم أنّه حيّ فقال لولده: اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ‌ .

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

28,29,6 و في الخرائج و الجرائح : و عن الصّادق عليه السّلام : أنّ أعرابيّا اشترى من 29يوسف طعاما، فقال له: إذا مررت بوادي كذا فناد: يا 28يعقوب ، فإنّه يخرج إليك شيخ وسيم، فقل له: إنّي رأيت بمصر رجلا يقرئك السّلام و يقول: إنّ وديعتك عند اللّٰه محفوظة لن تضيع. فلمّا بلّغه الأعرابيّ خرّ يعقوب مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق قال: هل لك من حاجة‌؟ قال: لي ابنة عمّ‌، و هي زوجتي، لم تلد. فدعا له، فرزق منها أربعة أبطن، في كل بطن اثنان.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

1 و في نهج البلاغة : قال عليه السّلام: و لا تيأسنّ لشرّ هذه الأمّة من روح اللّٰه لقوله تعالى: إِنَّهُ لاٰ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ [إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْكٰافِرُونَ‌ ] [و لا تؤمنّهم مكر اللّٰه] .

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

6 و في من لا يحضره الفقيه ، في باب معرفة الكبائر الّتي وعد اللّٰه عزّ و جلّ عليها النّار: عن أبي عبد اللّٰه عليه السّلام حديث طويل يذكر فيه الكبائر، يقول فيه عليه السّلام: بعد أن ذكر الشّرك باللّه: و بعده اليأس من روح اللّٰه، لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ يقول: إِنَّهُ لاٰ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْكٰافِرُونَ‌ .

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

29,28,13,5 و في تفسير العيّاشيّ‌ : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السّلام عاد إلى الحديث الأوّل قال: و اشتدّ حزنه، يعني: 28يعقوب ، حتّى تقوّس ظهره و أدبرت الدّنيا عن 28يعقوب و ولده حتّى احتاجوا حاجة شديدة و فنيت ميرتهم، فعند ذلك قال 28يعقوب لولده: اِذْهَبُوا (الآية). فخرج منهم نفر، و بعث معهم ببضاعة يسيرة، و كتب معهم كتابا إلى عزيز مصر يتعطّفه على نفسه و ولده، و أوصى لولده أن يبدءوا بدفع كتابه قبل البضاعة، فكتب: «بسم اللّٰه الرّحمن الرّحيم» إلى عزيز مصر و مظهر العدل و موفي الكيل، من 28يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل اللّٰه صاحب النّمرود ، الّذي جمع 24لإبراهيم الحطّب و النّار ليحرقه بها فجعلها اللّٰه عليه بردا و سلاما و أنجاه منها. أخبرك، أيّها العزيز، أنّا أهل بيت قديم لم يزل البلاء إلينا سريعا من اللّٰه ليبلونا بذلك عند السّرّاء و الضّرّاء، و أنّ مصائبي تتابعت عليّ منذ عشرين سنة، أوّلها أنّه كان لي ابن سمّيته: 29يوسف ، و كان سروري من بين ولدي و قرّة عيني و ثمرة فؤادي، و أنّ إخوته من غير أمّه سألوني أن أبعثه معهم يرتع و يلعب، فبعثته معهم بكرة و جاؤوني عشاء يبكون و جاؤوني على قميصه بدم كذب، فزعموا أنّ الذّئب أكله، فاشتدّ لفقده حزني و كثر على فراقه بكائي حتّى ابيضّت عيناي من الحزن، و أنّه كان له أخ من خالته، و كنت له معجبا و عليه رفيقا و كان لي أنيسا، و كنت إذا ذكرت 29يوسف ضممته إلى صدري فيسكن بعض ما أجد في صدري، و أنّ إخوته ذكروا لي أنّك، أيّها العزيز، سألتهم عنه و أمرتهم أن يأتوك به و إن لم يأتوك به منعتهم الميرة لنا من القمح من مصر ، فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا، فرجعوا إليّ و ليس هو معهم، و ذكروا أنّه سرق مكيال الملك و نحن أهل بيت لا نسرق، و قد حبسته عنّي و فجعتني به، و قد اشتدّ لفراقه حزني حتّى تقوّس لذلك ظهري و عظمت به مصيبتي مع مصائب متتابعات عليّ‌، فمنّ عليّ بتخلية سبيله و إطلاقه من محبسك ، و طيّب لنا القمح و اسمح لنا في السّعر [و أوف لنا الكيل] و عجّل بسراح آل يعقوب . فلمّا مضى ولد 28يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه، نزل جبرئيل عليه السّلام على 28يعقوب ، فقال له: يا 28يعقوب ، إنّ ربّك يقول لك: من ابتلاك بمصائبك الّتي كتبت بها إلى عزيز مصر ؟ قال 28يعقوب : أنت بلوتني بها، عقوبة منك و أدبا لي. قال اللّٰه: فهل كان يقدر على صرفها عنك أحد غيري‌؟ قال 28يعقوب : اللّهمّ‌، لا. قال: فما استحييت منّي حين شكوت مصائبك إلى غيري، و لم تستغث بي و تشكو ما بك إليّ؟ فقال 28يعقوب : استغفرك، يا إلهي، و أتوب إليك و أشكو بثّي و حزني إليك. فقال اللّٰه تبارك و تعالى: قد بلغت بك، و بولدك الخاطئين الغاية في أدبي، و لو كنت، يا 28يعقوب ، شكوت مصائبك إليّ عند نزولها بك و استغفرت و تبت إليّ من ذنبك لصرفتها عنك بعد تقديري إيّاها عليك، و لكنّ 1الشّيطان أنساك ذكري فصرت إلى القنوط من رحمتي، و أنا اللّٰه الجواد الكريم أحبّ عبادي المستغفرين التّائبين الرّاغبين إليّ فيما عندي، يا 28يعقوب ، أنا رادّ إليك 29يوسف و أخاه و معيد إليك ما ذهب من مالك و لحمك و دمك و رادّ إليك بصرك و مقوّم لك ظهرك و طب نفسا و قرّ عينا، و أنّ الّذي فعلته بك كان أدبا منّي لك، فاقبل أدبي. قال: و مضى ولد 28يعقوب بكتابه نحو مصر حتّى دخلوا على 29يوسف في دار المملكة، فقالوا: يٰا أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ مَسَّنٰا وَ أَهْلَنَا اَلضُّرُّ وَ جِئْنٰا بِبِضٰاعَةٍ مُزْجٰاةٍ فَأَوْفِ لَنَا اَلْكَيْلَ‌ وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنٰا بأخينا ابن يامين ، و هذا كتاب أبينا 28يعقوب إليك في أمره يسألك تخلية سبيله، و أن تمنّ به عليه. قال: فأخذ 29يوسف كتاب 28يعقوب ، فقبّله و وضعه على عينيه، و بكى و انتحب حتّى بلّت دموعه القميص الّذي عليه، ثمّ أقبل عليهم فقال: هَلْ عَلِمْتُمْ مٰا فَعَلْتُمْ‌ 29بِيُوسُفَ‌ من قبل وَ أَخِيهِ‌ من بعد قٰالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ 29يُوسُفُ‌ ، قٰالَ أَنَا 29يُوسُفُ‌ وَ هٰذٰا أَخِي قَدْ مَنَّ اَللّٰهُ عَلَيْنٰا قٰالُوا تَاللّٰهِ لَقَدْ آثَرَكَ اَللّٰهُ عَلَيْنٰا فلا تفضحنا و لا تعاقبنا اليوم و اغفر لنا قٰالَ لاٰ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اَلْيَوْمَ يَغْفِرُ اَللّٰهُ لَكُمْ‌ .

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

44,6,9 و في من لا يحضره الفقيه : و روى عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسنيّ‌، عن [أبي جعفر محمّد بن عليّ‌] الرّضا عليه السّلام عن أبيه قال: سمعت أبي، موسى بن جعفر عليه السّلام يقول : دخل عمرو بن عبيد البصري على أبي عبد اللّٰه عليه السّلام . فلمّا سلّم و جلس تلا هذه الآية: اَلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ اَلْإِثْمِ‌ ثمّ أمسك. فقال له أبو عبد اللّٰه عليه السّلام : ما أمسك‌؟ فقال: أحبّ أن أعرف الكبائر من كتاب اللّٰه. فقال عليه السّلام: نعم، يا عمرو ، أكبر الكبائر الشّرك باللّٰه، يقول تعالى: إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ‌ ، و يقول : إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّٰهِ فَقَدْ حَرَّمَ اَللّٰهُ‌ عَلَيْهِ اَلْجَنَّةَ‌ وَ مَأْوٰاهُ اَلنّٰارُ وَ مٰا لِلظّٰالِمِينَ مِنْ أَنْصٰارٍ . و بعده اليأس من روح اللّٰه، لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ يقول : إِنَّهُ لاٰ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ‌ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْكٰافِرُونَ‌ . ثمّ الأمن من مكر اللّٰه، لأنّ اللّٰه تعالى يقول : فَلاٰ يَأْمَنُ مَكْرَ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ‌ اَلْخٰاسِرُونَ‌ . و منها عقوق الوالدين، لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ جعل العاق حبّارا شقيّا [في قوله تعالى: وَ بَرًّا بِوٰالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبّٰاراً شَقِيًّا ] . و قتل النفس الّتي حرّم اللّٰه إلاّ بالحقّ‌، [لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ يقول : وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ‌ خٰالِداً فِيهٰا (إلى آخر الآية). و قذف المحصنات] لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ يقول : إِنَّ اَلَّذِينَ يَرْمُونَ اَلْمُحْصَنٰاتِ‌ اَلْغٰافِلاٰتِ اَلْمُؤْمِنٰاتِ لُعِنُوا فِي اَلدُّنْيٰا وَ اَلْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ‌ . و أكل مال اليتيم ظلما لقول اللّٰه عزّ و جلّ‌: إِنَّ اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوٰالَ اَلْيَتٰامىٰ‌ ظُلْماً إِنَّمٰا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نٰاراً [وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ] . و الفرار من الزّحف، لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ يقول : وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاّٰ مُتَحَرِّفاً لِقِتٰالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بٰاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اَللّٰهِ وَ مَأْوٰاهُ جَهَنَّمُ‌ وَ بِئْسَ اَلْمَصِيرُ . و أكل الرّبا، لأنّ اللّٰه تعالى يقول : اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ اَلرِّبٰا لاٰ يَقُومُونَ إِلاّٰ كَمٰا يَقُومُ اَلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ 1اَلشَّيْطٰانُ‌ مِنَ اَلْمَسِّ‌ . و يقول اللّٰه عزّ و جلّ‌: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اَللّٰهَ وَ ذَرُوا مٰا بَقِيَ مِنَ اَلرِّبٰا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‌، `فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اَللّٰهِ‌ وَ رَسُولِهِ‌ . و السّحر، لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ يقول : وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اِشْتَرٰاهُ مٰا لَهُ فِي اَلْآخِرَةِ مِنْ‌ خَلاٰقٍ‌ . و الزّنا، لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ يقول : وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثٰاماً، `يُضٰاعَفْ لَهُ‌ اَلْعَذٰابُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهٰاناً . و اليمين الغموس ، لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ يقول : إِنَّ اَلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اَللّٰهِ‌ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولٰئِكَ لاٰ خَلاٰقَ لَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ‌ الآية. و الغلول ، قال اللّٰه تعالى: وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمٰا غَلَّ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ . و منع الزّكاة المفروضة، لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ يقول : يَوْمَ يُحْمىٰ عَلَيْهٰا فِي نٰارِ جَهَنَّمَ‌ فَتُكْوىٰ بِهٰا جِبٰاهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هٰذٰا مٰا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مٰا كُنْتُمْ‌ تَكْنِزُونَ‌ . و شهادة الزّور و كتمان الشّهادة، لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ يقول : وَ مَنْ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ‌ آثِمٌ قَلْبُهُ‌ . و شرب الخمر، لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ عدل بها عبادة الأوثان. و ترك الصّلاة متعمّدا أو شيئا ممّا فرض اللّٰه عزّ و جلّ‌، لأنّ رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله قال: من ترك الصّلاة متعمّدا، فقد برئ من ذمّة اللّٰه و ذمة رسوله. و نقض العهد و قطيعة الرّحم، لأنّ اللّٰه عزّ و جلّ يقول : أُولٰئِكَ لَهُمُ اَللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ‌ سُوءُ اَلدّٰارِ . قال: فخرج عمرو بن عبيد و له صراخ من بكائه ، و هو يقول: هلك من قال برأيه و نازعكم في الفضل و العلم.

تفسير نور الثقلين

6 166 فِي كِتَابِ كَمَالِ اَلدِّينِ وَ تَمَامِ اَلنِّعْمَةِ وَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌: إِنَّ يَعْقُوبَ‌ قَالَ لِمَلَكِ اَلْمَوْتِ‌: أَخْبِرْنِي عَنِ اَلْأَرْوَاحِ تَقْبِضُهَا مُجْتَمِعَةً أَوْ مُتَفَرِّقَةً؟ قَالَ‌: بَلْ‌ مُتَفَرِّقَةً‌، قَالَ‌: فَهَلْ قَبَضْتَ رُوحَ يُوسُفَ فِي جُمْلَةِ مَا قَبَضْتَ مِنَ اَلْأَرْوَاحِ؟ فَقَالَ‌: لاَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لِبَنِيهِ‌: «يٰا بَنِيَّ اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ‌» .

تفسير نور الثقلين

28,5 167 فِي كِتَابِ عِلَلِ اَلشَّرَائِعِ‌ بِإِسْنَادِهِ إِلَى حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ‌ قَالَ‌: قُلْتُ‌ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : أَخْبِرْنِي عَنْ 28يَعْقُوبَ‌ حِينَ قَالَ لِوُلْدِهِ‌: «اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ‌» أَ كَانَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ وَ قَدْ فَارَقَهُ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً وَ ذَهَبَتْ‌ عَيْنٰاهُ مِنَ اَلْحُزْنِ‌ ؟ قَالَ‌ نَعَمْ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ‌، قُلْتُ‌: وَ كَيْفَ عَلِمَ؟ قَالَ‌، إِنَّهُ دَعَا فِي اَلسَّحَرِ أَنْ يَهْبِطَ عَلَيْهِ مَلَكُ‌ اَلْمَوْتِ‌ فَهَبَطَ عَلَيْهِ تَرْيَالُ‌ وَ هُوَ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ فَقَالَ لَهُ تَرْيَالُ‌ : مَا حَاجَتُكَ يَا 28يَعْقُوبُ‌ ؟ قَالَ‌ أَخْبِرْنِي عَنِ اَلْأَرْوَاحِ تَقْبِضُهَا مُجْتَمِعَةً أَوْ مُتَفَرِّقَةً؟ فَقَالَ‌: بَلْ مُتَفَرِّقَةً رُوحاً رُوحاً قَالَ‌: فَمَرَّ بِكَ رُوحُ 29يُوسُفَ‌ ؟ قَالَ‌: لاَ فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ‌، فَقَالَ لِوُلْدِهِ‌: «اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ 29يُوسُفَ‌ وَ أَخِيهِ‌» .