22,21,14,89499 / _7 اِبْنُ بَابَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ شَاذَوَيْهِ اَلْمُؤَدِّبُ، وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا)، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ اَلرَّيَّانِ بْنِ اَلصَّلْتِ، قَالَ: حَضَرَ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مَجْلِسَ اَلْمَأْمُونِ بِمَرْوَ، وَ قَدِ اِجْتَمَعَ فِي مَجْلِسِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ اَلْعِرَاقِ وَ ذَكَرَ اَلْحَدِيثَ وَ ذَكَرَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) آيَاتِ اَلاِصْطِفَاءِ وَ هِيَ اِثْنَتَا عَشْرَةَ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ اَلسَّادِسَةُ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، وَ هَذِهِ خُصُوصِيَةٌ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) [إِلَى] يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ ، وَ خُصُوصِيَّةٌ لِلْآلِ دُونَ غَيْرِهِمْ، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَى ذِكْرَ 21نُوحٍ فِي كِتَابِهِ : وَ يٰا قَوْمِ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مٰالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ وَ مٰا أَنَا بِطٰارِدِ اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ وَ لٰكِنِّي أَرٰاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ ، وَ حَكَى عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ 22هُودٍ أَنَّهُ قَالَ: يٰا قَوْمِ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَلَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلاٰ تَعْقِلُونَ ، وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : قُلْ يَا مُحَمَّدُ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً ، وَ لَمْ يَفْرِضِ اَللَّهُ تَعَالَى مَوَدَّتَهُمْ إِلاَّ وَ قَدْ عَلِمَ أَنَّهُمْ لاَ يَرْتَدُّونَ عَنِ اَلدِّينِ أَبَداً وَ لاَ يَرْجِعُونَ إِلَى ضَلاَلٍ أَبَداً، وَ أُخْرَى أَنْ يَكُونَ اَلرَّجُلُ وَادّاً لِلرَّجُلِ، فَيَكُونُ بَعْضُ أَهْلِ بَيْتِهِ عَدُوّاً لَهُ، فَلَمْ يُسَلِّمْ قَلْبُ اَلرَّجُلِ لَهُ، فَأَحَبَّ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي قَلْبِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ شَيْءٌ، فَفَرَضَ [اَللَّهُ] عَلَيْهِمْ مَوَدَّةَ ذَوِي اَلْقُرْبَى، فَمَنْ أَخَذَ بِهَا وَ أَحَبَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَحَبَّ أَهْلَ بَيْتِهِ ، لَمْ يَسْتَطِعْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يُبْغِضَهُ، وَ مَنْ تَرَكَهَا وَ لَمْ يَأْخُذْ بِهَا وَ أَبْغَضَ أَهْلَ بَيْتِهِ ، فَعَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يُبْغِضَهُ لِأَنَّهُ قَدْ تَرَكَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اَللَّهِ تَعَالَى، فَأَيُّ فَضِيلَةٍ وَ أَيُّ شَرَفٍ يَتَقَدَّمُ هَذَا أَوْ يُدَانِيهِ؟ فَأَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ اَلْآيَةَ عَلَى نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، فَقَامَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي أَصْحَابِهِ، فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، وَ قَالَ: أَيُّهَا اَلنَّاسُ، إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَرَضَ لِي عَلَيْكُمْ فَرْضاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُؤَدُّوهُ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ، إِنَّهُ لَيْسَ بِذَهَبٍ وَ لاَ فِضَّةٍ [وَ لاَ مَأْكُولٍ] وَ لاَ مَشْرُوبٍ، فَقَالُوا: هَاتِ إِذَنْ، فَتَلاَ عَلَيْهِمْ هَذِهِ اَلْآيَةَ، فَقَالُوا: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ. فَمَا وَفَى بِهَا أَكْثَرُهُمْ. وَ مَا بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيّاً إِلاَّ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَسْأَلَ قَوْمَهُ أَجْراً، لِأَنَّ اَللَّهَ يُوفِي أَجْرَ اَلْأَنْبِيَاءِ، وَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَوَدَّةَ قَرَابَتِهِ عَلَى أُمَّتِهِ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَ أَجْرَهُ فِيهِمْ، لِيَوَدُّوهُ فِي قَرَابَتِهِ، لِمَعْرِفَةِ فَضْلِهِمُ اَلَّذِي أَوْجَبَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ، فَإِنَّ اَلْمَوَدَّةَ إِنَّمَا تَكُونُ عَلَى قَدْرِ مَعْرِفَةِ اَلْفَضْلِ، فَلَمَّا أَوْجَبَ اَللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ ثَقُلَ لِثِقَلِ وُجُوبِ اَلطَّاعَةِ، فَأَخَذَ بِهَا قَوْمٌ أَخَذَ اَللَّهُ مِيثَاقَهُمْ عَلَى اَلْوَفَاءِ، وَ عَانَدَ أَهْلُ اَلشِّقَاقِ وَ اَلنِّفَاقِ، وَ أَلْحَدُوا فِي ذَلِكَ، فَصَرَفُوهُ عَنْ حَدِّهِ اَلَّذِي قَدْ حَدَّهُ اَللَّهُ تَعَالَى، فَقَالُوا: اَلْقَرَابَةُ هُمُ اَلْعَرَبُ كُلُّهَا، وَ أَهْلُ دَعْوَتِهِ، فَعَلَى أَيِّ اَلْحَالَتَيْنِ كَانَ، فَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ اَلْمَوَدَّةَ هِيَ لِلْقَرَابَةِ، فَأَقْرَبُهُمْ مِنَ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَوْلاَهُمْ بِالْمَوَدَّةِ، وَ كُلَّمَا قَرُبَتِ اَلْقَرَابَةُ كَانَتِ اَلْمَوَدَّةُ عَلَى قَدْرِهَا. وَ مَا أَنْصَفُوا نَبِيَّ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي حِيطَتِهِ وَ رَأْفَتِهِ، وَ مَا مَنَّ اَللَّهُ بِهِ عَلَى أُمَّتِهِ، مِمَّا تَعْجِزُ اَلْأَلْسُنُ عَنْ وَصْفِ اَلشُّكْرِ عَلَيْهِ، أَنْ يَوَدُّوهُ فِي قَرَابَتِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَ أَنْ يَجْعَلُوهُمْ فِيهِمْ بِمَنْزِلَةِ اَلْعَيْنِ مِنَ اَلرَّأْسِ، حِفْظاً لِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِيهِمْ، وَ حُبّاً لَهُمْ، وَ كَيْفَ وَ اَلْقُرْآنُ يَنْطِقُ بِهِ وَ يَدْعُو إِلَيْهِ، وَ اَلْأَخْبَارُ ثَابِتَهٌ أَنَّهُمْ أَهْلُ اَلْمَوَدَّةِ وَ اَلَّذِينَ فَرَضَ اَللَّهُ تَعَالَى مَوَدَّتَهُمْ، وَ وَعَدَ اَلْجَزَاءَ عَلَيْهَا! فَمَا وَفَى أَحَدٌ بِهَذِهِ اَلْمَوَدَّةِ مُؤْمِناً مُخْلِصاً إِلاَّ اِسْتَوْجَبَ اَلْجَنَّةَ، لِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ: وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ فِي رَوْضٰاتِ اَلْجَنّٰاتِ لَهُمْ مٰا يَشٰاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ اَلْكَبِيرُ*`ذٰلِكَ اَلَّذِي يُبَشِّرُ اَللّٰهُ عِبٰادَهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ مُفَسَّراً وَ مُبَيَّناً». ثُمَّ قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ آبَائِهِ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: اِجْتَمَعَ اَلْمُهَاجِرُونَ وَ اَلْأَنْصَارُ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، إِنَّ لَكَ مَؤُونَةً فِي نَفَقَتِكَ وَ مَنْ يَأْتِيكَ مِنَ اَلْوُفُودِ، وَ هَذِهِ أَمْوَالُنَا مَعَ دِمَائِنَا، فَاحْكُمْ فِيهَا مَأْجُوراً، أَعْطِ مِنْهَا مَا شِئْتَ [وَ أَمْسِكْ مَا شِئْتَ] مِنْ غَيْرِ حَرَجٍ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ اَلرُّوحَ اَلْأَمِينَ ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ يَعْنِي [أَنْ] تَوَدُّوا قَرَابَتِي مِنْ بَعْدِي، فَخَرَجُوا. فَقَالَ اَلْمُنَافِقُونَ: مَا حَمَلَ رَسُولُ اَللَّهِ عَلَى تَرْكِ مَا عَرَضْنَا عَلَيْهِ إِلاَّ لِيَحُثَّنَا عَلَى قَرَابَتِهِ [مِنْ بَعْدِهِ]، إِنَّ هُوَ إِلاَّ شَيْءٌ اِفْتَرَاهُ فِي مَجْلِسِهِ. فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ عَظِيماً، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرٰاهُ قُلْ إِنِ اِفْتَرَيْتُهُ فَلاٰ تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اَللّٰهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمٰا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفىٰ بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلرَّحِيمُ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمُ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ حَدَثٍ؟ فَقَالُوا: إِي وَ اَللَّهِ ، قَالَ بَعْضُنَا كَلاَماً غَلِيظاً كَرِهْنَاهُ. فَتَلاَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) [اَلْآيَةَ]، فَبَكَوْا وَ اِشْتَدَّ بُكَاؤُهُمْ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: هُوَ اَلَّذِي يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ اَلسَّيِّئٰاتِ وَ يَعْلَمُ مٰا تَفْعَلُونَ ».
9)ابن بابويه از على بن حسين بن شاذويه مؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور كه خداوند از آن دو خشنود باد،از محمد بن عبد اللّه بن جعفر حميرى از پدرش،از ريان بن صلت روايت مىكند كه امام رضا عليه السّلام در مجلس مأمون در مرو حضور يافت كه در آن گروهى از مردم عراق گرد هم آمده بودند.آن حضرت در آن مجلس به ذكر حديث و بيان آيات اصطفا كه دوازده آيه هستند،پرداخت و فرمود:ششمين آيه،اين فرموده پروردگار است: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ اين امر تا روز قيامت،مختص پيامبر...
8 و في عيون الأخبار ، في باب ذكر مجلس الرّضا عليه السّلام في الفرق بين العترة و الأمّة حديث طويل، و فيه قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسّر اللّه تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرّضا عليه السّلام: فسّر الاصطفاء في الظّاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا و موطنا، فأوّل ذلك قوله عزّ و جلّ. ... إلى قوله: و الآية السّادسة قول اللّه عزّ و جلّ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ و هذه خصوصيّة للنّبيّ صلّى اللّه عليه و آله [إلى يوم القيامة، و خصوصيّة] للآل دون غيرهم، و ذلك أنّ اللّه تعالى حكى في ذكر نوح في كتابه : يٰا قَوْمِ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مٰالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ وَ مٰا أَنَا بِطٰارِدِ اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ وَ لٰكِنِّي أَرٰاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ . و حكى عزّ و جلّ عن هود أنّه قال : لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَلَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلاٰ تَعْقِلُونَ . و قال عزّ و جلّ لنبيّه محمّد صلّى اللّه عليه و آله: قُلْ يا محمّد لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ . و لم يفترض اللّه تعالى مودّتهم إلاّ و قد علم أنّهم لا يرتدّون عن الدّين أبدا و لا يرجعون إلى ضلال أبدا. و أخرى أن يكون الرّجل وادّا للرّجل فيكون بعض ولده و أهل بيته عدوّا له، فلا يسلم له قلب الرّجل، فأحبّ اللّه عزّ و جلّ أن لا يكون في قلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على المؤمنين شيء، ففرض اللّه عليهم مودّة ذوي القربى، فمن أخذ بها و أحبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله [و أحبّ أهل بيته لم يستطع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله] أن يبغضه، و من تركها و لم يأخذ بها و أبغض أهل بيته فعلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن يبغضه، لأنّه قد ترك فريضة من فرائض اللّه عزّ و جلّ، فأيّ فضل و أيّ شرف يتقدّم هذا أو يدانيه، فأنزل اللّه عزّ و جلّ هذه الآية على نبيّه صلّى اللّه عليه و آله: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ . فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في أصحابه فحمد اللّه و أثنى عليه، و قال: يا أيّها النّاس، إنّ اللّه قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدّوه؟ فلم يجبه أحد، فقال: أيّها النّاس، إنّه ليس بذهب و لا فضّة و لا مأكول و لا مشروب. فقالوا: هات إذا. فتلا عليهم هذه الآية. فقالوا: أمّا هذه، فنعم. فما وفى بها أكثرهم. و ما بعث اللّه نبيّا إلاّ و أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يوفّيه أجر الأنبياء، و محمّد صلّى اللّه عليه و آله فرض اللّه طاعته و مودّة قرابته على أمّته، و أمره أن يجعل أجره فيه ليودّوه في قرابته بمعرفة فضلهم الّذي أوجب اللّه عزّ و جلّ لهم، فإنّ المودّة إنّما تكون على قدر معرفة الفضل. فلمّا أوجب اللّه ذلك ثقل لثقل وجوب الطّاعة، فتمسّك بها قوم قد أخذ اللّه تعالى ميثاقهم على الوفاء، و عاند أهل الشّقاوة و النّفاق و ألحدوا في ذلك، فصرفوه عن حدّه الّذي حدّه اللّه عزّ و جلّ فقالوا: القرابة هم العرب كلّها و أهل دعوته. فعلى أيّ الحالتين كان فقد علمنا أنّ المودّة هي للقرابة، فأقربهم من النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله أولاهم بالمودّة، و كلّما قربت القرابة كانت المودّة على قدرها. و ما أنصفوا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه و آله في حيطته و رأفته، و ما منّ اللّه به على أمّته ممّا تعجز الألسن عن وصف الشّكر عليه أن لا يؤذوه في ذريّته و أهل بيته، و أن يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرّأس حفظا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيهم [و حبا له، فكيف و القرآن ينطق به و يدعو إليه، و الأخبار ثابتة بأنّهم أهل المودّة] و الّذين فرض اللّه تعالى مودّتهم و وعد الجزاء عليها، فما وفى أحد بها، فهذه المودّة لا يأتي بها أحد مؤمنا مخلصا إلاّ استوجب الجنّة لقول اللّه تعالى في هذه الآية: وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ فِي رَوْضٰاتِ اَلْجَنّٰاتِ لَهُمْ مٰا يَشٰاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ اَلْكَبِيرُ، `ذٰلِكَ اَلَّذِي يُبَشِّرُ اَللّٰهُ عِبٰادَهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ مفسرا و مبيّنا.
8 76 فِي عُيُونِ اَلْأَخْبَارِ فِي بَابِ ذِكْرِ مَجْلِسِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ مَعَ اَلْمَأْمُونِ فِي اَلْفَرْقِ بَيْنَ اَلْعِتْرَةِ وَ اَلْأُمَّةِ حَدِيثٌ طَوِيلٌ وَ فِيهِ: قَالَتِ اَلْعُلَمَاءُ لَهُ: فَأَخْبِرْنَا هَلْ فَسَّرَ اَللَّهُ تَعَالَى اَلاِصْطِفَاءَ فِي اَلْكِتَابِ؟ فَقَالَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: فَسَّرَ اَلاِصْطِفَاءَ فِي اَلظَّاهِرِ سِوَى اَلْبَاطِنِ فِي اِثْنَيْ عَشَرَ مَوْضِعاً وَ مَوْطِناً، فَأَوَّلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ اَلْآيَةُ اَلسَّادِسَةُ: قَوْلُ اَللَّهِ: «قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ» وَ هَذِهِ خُصُوصِيَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ، وَ خُصُوصِيَّةٌ لِلْآلِ دُونَ غَيْرِهِمْ، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى حَكَى ذِكْرَ نُوحٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فِي كِتَابِهِ: «يٰا قَوْمِ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مٰالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ وَ مٰا أَنَا بِطٰارِدِ اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ وَ لٰكِنِّي أَرٰاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ» وَ حَكَى عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ هُودٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: «لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَلَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلاٰ تَعْقِلُونَ» وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «قُلْ يَا مُحَمَّدُ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ» وَ لَمْ يَفْتَرِضِ اَللَّهُ تَعَالَى مَوَدَّتَهُمْ إِلاَّ وَ قَدْ عَلِمَ أَنَّهُمْ لاَ يَرْتَدُّونَ عَنِ اَلدِّينِ أَبَداً، وَ لاَ يَرْجِعُونَ إِلَى ضَلاَلٍ أَبَداً وَ أُخْرَى أَنْ يَكُونَ اَلرَّجُلُ وَادّاً لِلرَّجُلِ فَيَكُونُ بَعْضُ وُلْدِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ عَدُوّاً لَهُ، فَلاَ يَسْلَمُ لَهُ قَلْبُ اَلرَّجُلِ، فَأَحَبَّ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي قَلْبِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ شَيْءٌ فَفَرَضَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ مَوَدَّةَ ذِي اَلْقُرْبَى، فَمَنْ أَخَذَ بِهَا وَ أَحَبَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَحَبَّ أَهْلَ بَيْتِهِ لَمْ يَسْتَطِعْ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ يُبْغِضَهُ، وَ مَنْ تَرَكَهَا وَ لَمْ يَأْخُذْ بِهَا وَ أَبْغَضَ أَهْلَ بَيْتِهِ فَعَلَى رَسُولِ اَللَّهِ أَنْ يُبْغِضَهُ، لِأَنَّهُ قَدْ تَرَكَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَأَيُّ فَضْلٍ وَ أَيُّ شَرَفٍ يَتَقَدَّمُ هَذَا أَوْ يُدَانِيهِ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذِهِ اَلْآيَةَ عَلَى نَبِيِّهِ: «قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ» فَقَامَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي أَصْحَابِهِ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ قَالَ: يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنَّ اَللَّهَ قَدْ فَرَضَ لِي عَلَيْكُمْ فَرْضاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُؤَدُّوهُ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ فَقَالَ: أَيُّهَا اَلنَّاسُ لَيْسَ بِذَهَبٍ وَ لاَ فِضَّةٍ وَ لاَ مَأْكُولٍ وَ لاَ مَشْرُوبٍ، فَقَالُوا: هَاتِ إِذًا، فَتَلاَ عَلَيْهِمْ هَذِهِ اَلْآيَةَ فَقَالُوا: أَمَّا هَذِهِ فَنَعَمْ، فَمَا وَفَى بِهَا أَكْثَرُهُمْ، وَ مَا بَعَثَ اَللَّهُ نَبِيّاً إِلاَّ وَ أَوْحَى إِلَيْهِ: أَنْ لاَ يَسْأَلَ قَوْمَهُ أَجْراً لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُوَفِّيهِ أَجْرَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ طَاعَتَهُ وَ مَوَدَّةَ قَرَابَتِهِ عَلَى أُمَّتِهِ وَ أَمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَ أَمْرَهُمْ فِيهِمْ لِيَوَدُّوهُ فِي قَرَابَتِهِ بِمَعْرِفَةِ فَضْلِهِمُ اَلَّذِي أَوْجَبَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ، فَإِنَّ اَلْمَوَدَّةَ إِنَّمَا تَكُونُ عَلَى قَدْرِ مَعْرِفَةِ اَلْفَضْلِ، فَلَمَّا أَوْجَبَ اَللَّهُ ذَلِكَ ثَقُلَ لِثِقَلِ وُجُوبِ اَلطَّاعَةِ، فَتَمَسَّكَ بِهَا قَوْمٌ قَدْ أَخَذَ اَللَّهُ تَعَالَى مِيثَاقَهُمْ عَلَى اَلْوَفَاءِ، وَ عَانَدَ أَهْلُ اَلشَّقَاوَةِ وَ اَلنِّفَاقِ، وَ أَلْحَدُوا فِي ذَلِكَ فَصَرَفُوهُ عَنْ حَدِّهِ اَلَّذِي حَدَّهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ. فَقَالُوا: اَلْقَرَابَةُ هُمُ اَلْعَرَبُ كُلُّهَا وَ أَهْلُ دَعْوَتِهِ فَعَلَى أَيِّ اَلْحَالَتَيْنِ كَانَ فَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ اَلْمَوَدَّةَ هِيَ لِلْقَرَابَةِ، فَأَقْرَبُهُمْ مِنَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَوْلاَهُمْ بِالْمَوَدَّةِ، فَكُلَّمَا قَرُبَتِ اَلْقَرَابَةُ كَانَتِ اَلْمَوَدَّةُ عَلَى قَدْرِهَا، وَ مَا أَنْصَفُوا نَبِيَّ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي حِيطَتِهِ وَ رَأْفَتِهِ، وَ مَا مَنَّ اَللَّهُ بِهِ عَلَى أُمَّتِهِ مِمَّا تَعْجِزُ اَلْأَلْسُنُ عَنْ وَصْفِ اَلشُّكْرِ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَوَدُّوهُ فِي ذُرِّيَّتِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَ أَنْ يَجْعَلُوهُمْ فِيهِمْ بِمَنْزِلَةِ اَلْعَيْنِ مِنَ اَلرَّأْسِ حِفْظاً لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِيهِمْ وَ حُبّاً لَهُمْ، فَكَيْفَ وَ اَلْقُرْآنُ يَنْطِقُ بِهِ وَ يَدْعُو إِلَيْهِ وَ اَلْأَخْبَارُ ثَابِتَةٌ بِأَنَّهُمْ أَهْلُ اَلْمَوَدَّةِ وَ اَلَّذِينَ فَرَضَ اَللَّهُ تَعَالَى مَوَدَّتَهُمْ وَ وَعَدَ اَلْجَزَاءَ عَلَيْهَا، فَمَا وَفَى أَحَدٌ بِهَا فَهَذِهِ اَلْمَوَدَّةُ لاَ يَأْتِي بِهَا أَحَدٌ مُؤْمِناً مُخْلِصاً إِلاَّ اِسْتَوْجَبَ اَلْجَنَّةَ، لِقَوْلِ اَللَّهِ تَعَالَى فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ: «وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ فِي رَوْضٰاتِ اَلْجَنّٰاتِ لَهُمْ مٰا يَشٰاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ اَلْكَبِيرُ*`ذٰلِكَ اَلَّذِي يُبَشِّرُ اَللّٰهُ عِبٰادَهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ» مُفَسَّراً وَ مُبَيَّناً.
قوله و ما انا بطارد الذین امنوا انهم ملاقوا ربهم قال قالوا له یا نوح ان احببت ان نتبعک فاطردهم و الا فلن نرضی ان نکون نحن و هم فی الامر سواء فقال و ما انا بطارد الذین امنوا انهم ملاقوا ربهم فیسالهم عن اعمالهم
قوله ان اجری الا علی الله قال جزایی