سوره
نام سوره
کتاب0
قرن0
مذهب0
نوع0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓرۚ كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ1
أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرࣱ وَبَشِيرࣱ2
وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلࣲ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمࣲ كَبِيرٍ3
إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرٌ4
أَلَآ إِنَّهُمۡ يَثۡنُونَ صُدُورَهُمۡ لِيَسۡتَخۡفُواْ مِنۡهُۚ أَلَا حِينَ يَسۡتَغۡشُونَ ثِيَابَهُمۡ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ5
وَمَا مِن دَآبَّةࣲ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا وَيَعۡلَمُ مُسۡتَقَرَّهَا وَمُسۡتَوۡدَعَهَاۚ كُلࣱّ فِي كِتَٰبࣲ مُّبِينࣲ6
وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامࣲ وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَآءِ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۗ وَلَئِن قُلۡتَ إِنَّكُم مَّبۡعُوثُونَ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡمَوۡتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرࣱ مُّبِينࣱ7
وَلَئِنۡ أَخَّرۡنَا عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابَ إِلَىٰٓ أُمَّةࣲ مَّعۡدُودَةࣲ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحۡبِسُهُۥٓۗ أَلَا يَوۡمَ يَأۡتِيهِمۡ لَيۡسَ مَصۡرُوفًا عَنۡهُمۡ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ8
وَلَئِنۡ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةࣰ ثُمَّ نَزَعۡنَٰهَا مِنۡهُ إِنَّهُۥ لَيَـُٔوسࣱ كَفُورࣱ9
وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ نَعۡمَآءَ بَعۡدَ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّـَٔاتُ عَنِّيٓۚ إِنَّهُۥ لَفَرِحࣱ فَخُورٌ10
إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُم مَّغۡفِرَةࣱ وَأَجۡرࣱ كَبِيرࣱ11
فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرࣱۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ وَكِيلٌ12
أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرࣲ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتࣲ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ13
فَإِلَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلۡمِ ٱللَّهِ وَأَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ14
مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ15
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلࣱ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ16
أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةࣲ مِّن رَّبِّهِۦ وَيَتۡلُوهُ شَاهِدࣱ مِّنۡهُ وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامࣰا وَرَحۡمَةًۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ مِنَ ٱلۡأَحۡزَابِ فَٱلنَّارُ مَوۡعِدُهُۥۚ فَلَا تَكُ فِي مِرۡيَةࣲ مِّنۡهُۚ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ17
وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يُعۡرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ وَيَقُولُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ هَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ18
ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجࣰا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ19
أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يَكُونُواْ مُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَۘ يُضَٰعَفُ لَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ مَا كَانُواْ يَسۡتَطِيعُونَ ٱلسَّمۡعَ وَمَا كَانُواْ يُبۡصِرُونَ20
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ21
لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ22
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَأَخۡبَتُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ23
مَثَلُ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ كَٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡأَصَمِّ وَٱلۡبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِۚ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ24
وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦٓ إِنِّي لَكُمۡ نَذِيرࣱ مُّبِينٌ25
أَن لَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ أَلِيمࣲ26
فَقَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ مَا نَرَىٰكَ إِلَّا بَشَرࣰا مِّثۡلَنَا وَمَا نَرَىٰكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِينَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلِۭ بَلۡ نَظُنُّكُمۡ كَٰذِبِينَ27
قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةࣲ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي رَحۡمَةࣰ مِّنۡ عِندِهِۦ فَعُمِّيَتۡ عَلَيۡكُمۡ أَنُلۡزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمۡ لَهَا كَٰرِهُونَ28
وَيَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مَالًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۚ وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْۚ إِنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمࣰا تَجۡهَلُونَ29
وَيَٰقَوۡمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمۡۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ30
وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ وَلَآ أَقُولُ إِنِّي مَلَكࣱ وَلَآ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزۡدَرِيٓ أَعۡيُنُكُمۡ لَن يُؤۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيۡرًاۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا فِيٓ أَنفُسِهِمۡ إِنِّيٓ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ31
قَالُواْ يَٰنُوحُ قَدۡ جَٰدَلۡتَنَا فَأَكۡثَرۡتَ جِدَٰلَنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ32
قَالَ إِنَّمَا يَأۡتِيكُم بِهِ ٱللَّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ33
وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ34
أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَعَلَيَّ إِجۡرَامِي وَأَنَا۠ بَرِيٓءࣱ مِّمَّا تُجۡرِمُونَ35
وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُۥ لَن يُؤۡمِنَ مِن قَوۡمِكَ إِلَّا مَن قَدۡ ءَامَنَ فَلَا تَبۡتَئِسۡ بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ36
وَٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا وَوَحۡيِنَا وَلَا تُخَٰطِبۡنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ37
وَيَصۡنَعُ ٱلۡفُلۡكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيۡهِ مَلَأࣱ مِّن قَوۡمِهِۦ سَخِرُواْ مِنۡهُۚ قَالَ إِن تَسۡخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسۡخَرُ مِنكُمۡ كَمَا تَسۡخَرُونَ38
فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن يَأۡتِيهِ عَذَابࣱ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابࣱ مُّقِيمٌ39
حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِيهَا مِن كُلࣲّ زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَآ ءَامَنَ مَعَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلࣱ40
وَقَالَ ٱرۡكَبُواْ فِيهَا بِسۡمِ ٱللَّهِ مَجۡرٜىٰهَا وَمُرۡسَىٰهَآۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورࣱ رَّحِيمࣱ41
وَهِيَ تَجۡرِي بِهِمۡ فِي مَوۡجࣲ كَٱلۡجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُۥ وَكَانَ فِي مَعۡزِلࣲ يَٰبُنَيَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ42
قَالَ سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلࣲ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ43
وَقِيلَ يَـٰٓأَرۡضُ ٱبۡلَعِي مَآءَكِ وَيَٰسَمَآءُ أَقۡلِعِي وَغِيضَ ٱلۡمَآءُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِيِّۖ وَقِيلَ بُعۡدࣰا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ44
وَنَادَىٰ نُوحࣱ رَّبَّهُۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي مِنۡ أَهۡلِي وَإِنَّ وَعۡدَكَ ٱلۡحَقُّ وَأَنتَ أَحۡكَمُ ٱلۡحَٰكِمِينَ45
قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحࣲۖ فَلَا تَسۡـَٔلۡنِ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّيٓ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ46
قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمࣱۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ47
قِيلَ يَٰنُوحُ ٱهۡبِطۡ بِسَلَٰمࣲ مِّنَّا وَبَرَكَٰتٍ عَلَيۡكَ وَعَلَىٰٓ أُمَمࣲ مِّمَّن مَّعَكَۚ وَأُمَمࣱ سَنُمَتِّعُهُمۡ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمࣱ48
تِلۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهَآ إِلَيۡكَۖ مَا كُنتَ تَعۡلَمُهَآ أَنتَ وَلَا قَوۡمُكَ مِن قَبۡلِ هَٰذَاۖ فَٱصۡبِرۡۖ إِنَّ ٱلۡعَٰقِبَةَ لِلۡمُتَّقِينَ49
وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودࣰاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۖ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُفۡتَرُونَ50
يَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ51
وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارࣰا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ مُجۡرِمِينَ52
قَالُواْ يَٰهُودُ مَا جِئۡتَنَا بِبَيِّنَةࣲ وَمَا نَحۡنُ بِتَارِكِيٓ ءَالِهَتِنَا عَن قَوۡلِكَ وَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِينَ53
إِن نَّقُولُ إِلَّا ٱعۡتَرَىٰكَ بَعۡضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءࣲۗ قَالَ إِنِّيٓ أُشۡهِدُ ٱللَّهَ وَٱشۡهَدُوٓاْ أَنِّي بَرِيٓءࣱ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ54
مِن دُونِهِۦۖ فَكِيدُونِي جَمِيعࣰا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ55
إِنِّي تَوَكَّلۡتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمۚ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ56
فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَيَسۡتَخۡلِفُ رَبِّي قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّونَهُۥ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظࣱ57
وَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا هُودࣰا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَنَجَّيۡنَٰهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِيظࣲ58
وَتِلۡكَ عَادࣱۖ جَحَدُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡاْ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدࣲ59
وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةࣰ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ عَادࣰا كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدࣰا لِّعَادࣲ قَوۡمِ هُودࣲ60
وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحࣰاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱسۡتَعۡمَرَكُمۡ فِيهَا فَٱسۡتَغۡفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبࣱ مُّجِيبࣱ61
قَالُواْ يَٰصَٰلِحُ قَدۡ كُنتَ فِينَا مَرۡجُوࣰّا قَبۡلَ هَٰذَآۖ أَتَنۡهَىٰنَآ أَن نَّعۡبُدَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكࣲّ مِّمَّا تَدۡعُونَآ إِلَيۡهِ مُرِيبࣲ62
قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةࣲ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي مِنۡهُ رَحۡمَةࣰ فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنۡ عَصَيۡتُهُۥۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيۡرَ تَخۡسِيرࣲ63
وَيَٰقَوۡمِ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةࣰۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِيٓ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءࣲ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابࣱ قَرِيبࣱ64
فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمۡ ثَلَٰثَةَ أَيَّامࣲۖ ذَٰلِكَ وَعۡدٌ غَيۡرُ مَكۡذُوبࣲ65
فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا صَٰلِحࣰا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَمِنۡ خِزۡيِ يَوۡمِئِذٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ66
وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيۡحَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دِيَٰرِهِمۡ جَٰثِمِينَ67
كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَآ إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدࣰا لِّثَمُودَ68
وَلَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَٰهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُواْ سَلَٰمࣰاۖ قَالَ سَلَٰمࣱۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذࣲ69
فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَهُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَكِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةࣰۚ قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطࣲ70
وَٱمۡرَأَتُهُۥ قَآئِمَةࣱ فَضَحِكَتۡ فَبَشَّرۡنَٰهَا بِإِسۡحَٰقَ وَمِن وَرَآءِ إِسۡحَٰقَ يَعۡقُوبَ71
قَالَتۡ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ ءَأَلِدُ وَأَنَا۠ عَجُوزࣱ وَهَٰذَا بَعۡلِي شَيۡخًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عَجِيبࣱ72
قَالُوٓاْ أَتَعۡجَبِينَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَٰتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِيدࣱ مَّجِيدࣱ73
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنۡ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلرَّوۡعُ وَجَآءَتۡهُ ٱلۡبُشۡرَىٰ يُجَٰدِلُنَا فِي قَوۡمِ لُوطٍ74
إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّـٰهࣱ مُّنِيبࣱ75
يَـٰٓإِبۡرَٰهِيمُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَآۖ إِنَّهُۥ قَدۡ جَآءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَإِنَّهُمۡ ءَاتِيهِمۡ عَذَابٌ غَيۡرُ مَرۡدُودࣲ76
وَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطࣰا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعࣰا وَقَالَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَصِيبࣱ77
وَجَآءَهُۥ قَوۡمُهُۥ يُهۡرَعُونَ إِلَيۡهِ وَمِن قَبۡلُ كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ هَـٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطۡهَرُ لَكُمۡۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُخۡزُونِ فِي ضَيۡفِيٓۖ أَلَيۡسَ مِنكُمۡ رَجُلࣱ رَّشِيدࣱ78
قَالُواْ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنۡ حَقࣲّ وَإِنَّكَ لَتَعۡلَمُ مَا نُرِيدُ79
قَالَ لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنࣲ شَدِيدࣲ80
قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعࣲ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبࣲ81
فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةࣰ مِّن سِجِّيلࣲ مَّنضُودࣲ82
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِبَعِيدࣲ83
وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبࣰاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ وَلَا تَنقُصُواْ ٱلۡمِكۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَۖ إِنِّيٓ أَرَىٰكُم بِخَيۡرࣲ وَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمࣲ مُّحِيطࣲ84
وَيَٰقَوۡمِ أَوۡفُواْ ٱلۡمِكۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ85
بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَۚ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِحَفِيظࣲ86
قَالُواْ يَٰشُعَيۡبُ أَصَلَوٰتُكَ تَأۡمُرُكَ أَن نَّتۡرُكَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَآ أَوۡ أَن نَّفۡعَلَ فِيٓ أَمۡوَٰلِنَا مَا نَشَـٰٓؤُاْۖ إِنَّكَ لَأَنتَ ٱلۡحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ87
قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةࣲ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَنࣰاۚ وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَىٰكُمۡ عَنۡهُۚ إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ88
وَيَٰقَوۡمِ لَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شِقَاقِيٓ أَن يُصِيبَكُم مِّثۡلُ مَآ أَصَابَ قَوۡمَ نُوحٍ أَوۡ قَوۡمَ هُودٍ أَوۡ قَوۡمَ صَٰلِحࣲۚ وَمَا قَوۡمُ لُوطࣲ مِّنكُم بِبَعِيدࣲ89
وَٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمࣱ وَدُودࣱ90
قَالُواْ يَٰشُعَيۡبُ مَا نَفۡقَهُ كَثِيرࣰا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَىٰكَ فِينَا ضَعِيفࣰاۖ وَلَوۡلَا رَهۡطُكَ لَرَجَمۡنَٰكَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡنَا بِعَزِيزࣲ91
قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَهۡطِيٓ أَعَزُّ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذۡتُمُوهُ وَرَآءَكُمۡ ظِهۡرِيًّاۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ مُحِيطࣱ92
وَيَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلࣱۖ سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن يَأۡتِيهِ عَذَابࣱ يُخۡزِيهِ وَمَنۡ هُوَ كَٰذِبࣱۖ وَٱرۡتَقِبُوٓاْ إِنِّي مَعَكُمۡ رَقِيبࣱ93
وَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا شُعَيۡبࣰا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيۡحَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دِيَٰرِهِمۡ جَٰثِمِينَ94
كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَا بُعۡدࣰا لِّمَدۡيَنَ كَمَا بَعِدَتۡ ثَمُودُ95
وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنࣲ مُّبِينٍ96
إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ فَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ فِرۡعَوۡنَۖ وَمَآ أَمۡرُ فِرۡعَوۡنَ بِرَشِيدࣲ97
يَقۡدُمُ قَوۡمَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَأَوۡرَدَهُمُ ٱلنَّارَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡوِرۡدُ ٱلۡمَوۡرُودُ98
وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِۦ لَعۡنَةࣰ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ بِئۡسَ ٱلرِّفۡدُ ٱلۡمَرۡفُودُ99
ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡقُرَىٰ نَقُصُّهُۥ عَلَيۡكَۖ مِنۡهَا قَآئِمࣱ وَحَصِيدࣱ100
وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡۖ فَمَآ أَغۡنَتۡ عَنۡهُمۡ ءَالِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيۡءࣲ لَّمَّا جَآءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَمَا زَادُوهُمۡ غَيۡرَ تَتۡبِيبࣲ101
وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ أَلِيمࣱ شَدِيدٌ102
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰ لِّمَنۡ خَافَ عَذَابَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمࣱ مَّجۡمُوعࣱ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوۡمࣱ مَّشۡهُودࣱ103
وَمَا نُؤَخِّرُهُۥٓ إِلَّا لِأَجَلࣲ مَّعۡدُودࣲ104
يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ فَمِنۡهُمۡ شَقِيࣱّ وَسَعِيدࣱ105
فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرࣱ وَشَهِيقٌ106
خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالࣱ لِّمَا يُرِيدُ107
وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذࣲ108
فَلَا تَكُ فِي مِرۡيَةࣲ مِّمَّا يَعۡبُدُ هَـٰٓؤُلَآءِۚ مَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُهُم مِّن قَبۡلُۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمۡ نَصِيبَهُمۡ غَيۡرَ مَنقُوصࣲ109
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِيهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةࣱ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِي شَكࣲّ مِّنۡهُ مُرِيبࣲ110
وَإِنَّ كُلࣰّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمۡ رَبُّكَ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ إِنَّهُۥ بِمَا يَعۡمَلُونَ خَبِيرࣱ111
فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرࣱ112
وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ113
وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفࣰا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّـٰكِرِينَ114
وَٱصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ115
فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةࣲ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِينَ116
وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمࣲ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ117
وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةࣰ وَٰحِدَةࣰۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ118
إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ119
وَكُلࣰّا نَّقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَۚ وَجَآءَكَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَقُّ وَمَوۡعِظَةࣱ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ120
وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَٰمِلُونَ121
وَٱنتَظِرُوٓاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ122
وَلِلَّهِ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ123
ترجمه
تفسیر
حدیث
واژه‌نامه
اعلام و اسما
موضوعات
اعراب قرآن
آیات مرتبط
آیات در کتب
فیلتر بر اساس کتاب
کتاب
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)2
البرهان في تفسير القرآن1
ترجمه تفسیر روایی البرهان1
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب1
تفسير نور الثقلين1
قرن
قرن دوازدهم4
2
مذهب
شيعه4
سني2
نوع حدیث
تفسیری6
6 مورد یافت شد
البرهان في تفسير القرآن

22,21,14,89499 / _7 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ شَاذَوَيْهِ اَلْمُؤَدِّبُ‌، وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ‌ مَسْرُورٍ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا)، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ‌، عَنْ أَبِيهِ‌، عَنِ اَلرَّيَّانِ بْنِ اَلصَّلْتِ‌، قَالَ‌: حَضَرَ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مَجْلِسَ اَلْمَأْمُونِ‌ بِمَرْوَ، وَ قَدِ اِجْتَمَعَ فِي مَجْلِسِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ اَلْعِرَاقِ‌ وَ ذَكَرَ اَلْحَدِيثَ‌ وَ ذَكَرَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) آيَاتِ اَلاِصْطِفَاءِ وَ هِيَ اِثْنَتَا عَشْرَةَ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ اَلسَّادِسَةُ‌: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ‌ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌ ، وَ هَذِهِ خُصُوصِيَةٌ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) [إِلَى] يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ‌ ، وَ خُصُوصِيَّةٌ لِلْآلِ دُونَ‌ غَيْرِهِمْ‌، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَى ذِكْرَ 21نُوحٍ‌ فِي كِتَابِهِ‌ : وَ يٰا قَوْمِ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مٰالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ وَ مٰا أَنَا بِطٰارِدِ اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ وَ لٰكِنِّي أَرٰاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ‌ ، وَ حَكَى عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ 22هُودٍ أَنَّهُ قَالَ‌: يٰا قَوْمِ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَلَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلاٰ تَعْقِلُونَ‌ ، وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : قُلْ‌ يَا مُحَمَّدُ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً ، وَ لَمْ‌ يَفْرِضِ اَللَّهُ تَعَالَى مَوَدَّتَهُمْ إِلاَّ وَ قَدْ عَلِمَ أَنَّهُمْ لاَ يَرْتَدُّونَ عَنِ اَلدِّينِ أَبَداً وَ لاَ يَرْجِعُونَ إِلَى ضَلاَلٍ أَبَداً، وَ أُخْرَى أَنْ يَكُونَ‌ اَلرَّجُلُ وَادّاً لِلرَّجُلِ‌، فَيَكُونُ بَعْضُ أَهْلِ بَيْتِهِ عَدُوّاً لَهُ‌، فَلَمْ يُسَلِّمْ قَلْبُ اَلرَّجُلِ لَهُ‌، فَأَحَبَّ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي قَلْبِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ شَيْ‌ءٌ‌، فَفَرَضَ [اَللَّهُ‌] عَلَيْهِمْ مَوَدَّةَ ذَوِي اَلْقُرْبَى، فَمَنْ أَخَذَ بِهَا وَ أَحَبَّ‌ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ أَحَبَّ أَهْلَ بَيْتِهِ‌ ، لَمْ يَسْتَطِعْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَنْ يُبْغِضَهُ‌، وَ مَنْ تَرَكَهَا وَ لَمْ يَأْخُذْ بِهَا وَ أَبْغَضَ أَهْلَ بَيْتِهِ‌ ، فَعَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَنْ يُبْغِضَهُ لِأَنَّهُ قَدْ تَرَكَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اَللَّهِ تَعَالَى، فَأَيُّ فَضِيلَةٍ‌ وَ أَيُّ شَرَفٍ يَتَقَدَّمُ هَذَا أَوْ يُدَانِيهِ؟ فَأَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ اَلْآيَةَ عَلَى نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌ ، فَقَامَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي أَصْحَابِهِ‌، فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ‌، وَ قَالَ‌: أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌، إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَرَضَ لِي عَلَيْكُمْ‌ فَرْضاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُؤَدُّوهُ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ‌: يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ‌، إِنَّهُ لَيْسَ بِذَهَبٍ وَ لاَ فِضَّةٍ [وَ لاَ مَأْكُولٍ‌] وَ لاَ مَشْرُوبٍ‌، فَقَالُوا: هَاتِ إِذَنْ‌، فَتَلاَ عَلَيْهِمْ هَذِهِ اَلْآيَةَ‌، فَقَالُوا: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ‌. فَمَا وَفَى بِهَا أَكْثَرُهُمْ‌. وَ مَا بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيّاً إِلاَّ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَسْأَلَ قَوْمَهُ أَجْراً، لِأَنَّ اَللَّهَ يُوفِي أَجْرَ اَلْأَنْبِيَاءِ‌، وَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌ مَوَدَّةَ قَرَابَتِهِ عَلَى أُمَّتِهِ‌، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَ أَجْرَهُ فِيهِمْ‌، لِيَوَدُّوهُ فِي قَرَابَتِهِ‌، لِمَعْرِفَةِ فَضْلِهِمُ اَلَّذِي أَوْجَبَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ‌، فَإِنَّ اَلْمَوَدَّةَ إِنَّمَا تَكُونُ عَلَى قَدْرِ مَعْرِفَةِ اَلْفَضْلِ‌، فَلَمَّا أَوْجَبَ اَللَّهُ‌ تَعَالَى ذَلِكَ ثَقُلَ لِثِقَلِ وُجُوبِ اَلطَّاعَةِ‌، فَأَخَذَ بِهَا قَوْمٌ أَخَذَ اَللَّهُ مِيثَاقَهُمْ عَلَى اَلْوَفَاءِ‌، وَ عَانَدَ أَهْلُ اَلشِّقَاقِ وَ اَلنِّفَاقِ‌، وَ أَلْحَدُوا فِي ذَلِكَ‌، فَصَرَفُوهُ عَنْ حَدِّهِ اَلَّذِي قَدْ حَدَّهُ اَللَّهُ تَعَالَى، فَقَالُوا: اَلْقَرَابَةُ هُمُ اَلْعَرَبُ‌ كُلُّهَا، وَ أَهْلُ دَعْوَتِهِ‌، فَعَلَى أَيِّ اَلْحَالَتَيْنِ كَانَ‌، فَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ اَلْمَوَدَّةَ هِيَ لِلْقَرَابَةِ‌، فَأَقْرَبُهُمْ مِنَ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَوْلاَهُمْ بِالْمَوَدَّةِ‌، وَ كُلَّمَا قَرُبَتِ‌ اَلْقَرَابَةُ كَانَتِ اَلْمَوَدَّةُ عَلَى قَدْرِهَا. وَ مَا أَنْصَفُوا نَبِيَّ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي حِيطَتِهِ وَ رَأْفَتِهِ‌، وَ مَا مَنَّ اَللَّهُ بِهِ عَلَى أُمَّتِهِ‌، مِمَّا تَعْجِزُ اَلْأَلْسُنُ عَنْ وَصْفِ‌ اَلشُّكْرِ عَلَيْهِ‌، أَنْ‌ يَوَدُّوهُ فِي قَرَابَتِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ‌ ، وَ أَنْ يَجْعَلُوهُمْ فِيهِمْ بِمَنْزِلَةِ اَلْعَيْنِ مِنَ اَلرَّأْسِ‌، حِفْظاً لِرَسُولِ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِيهِمْ‌، وَ حُبّاً لَهُمْ‌، وَ كَيْفَ وَ اَلْقُرْآنُ‌ يَنْطِقُ بِهِ وَ يَدْعُو إِلَيْهِ‌، وَ اَلْأَخْبَارُ ثَابِتَهٌ أَنَّهُمْ أَهْلُ اَلْمَوَدَّةِ وَ اَلَّذِينَ‌ فَرَضَ اَللَّهُ تَعَالَى مَوَدَّتَهُمْ‌، وَ وَعَدَ اَلْجَزَاءَ عَلَيْهَا! فَمَا وَفَى أَحَدٌ بِهَذِهِ اَلْمَوَدَّةِ مُؤْمِناً مُخْلِصاً إِلاَّ اِسْتَوْجَبَ اَلْجَنَّةَ‌، لِقَوْلِ‌ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ‌: وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ فِي رَوْضٰاتِ اَلْجَنّٰاتِ لَهُمْ مٰا يَشٰاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ‌ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ اَلْكَبِيرُ*`ذٰلِكَ اَلَّذِي يُبَشِّرُ اَللّٰهُ عِبٰادَهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌ مُفَسَّراً وَ مُبَيَّناً». ثُمَّ قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ آبَائِهِ‌ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: اِجْتَمَعَ‌ اَلْمُهَاجِرُونَ‌ وَ اَلْأَنْصَارُ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ، إِنَّ لَكَ مَؤُونَةً فِي نَفَقَتِكَ وَ مَنْ يَأْتِيكَ مِنَ‌ اَلْوُفُودِ، وَ هَذِهِ أَمْوَالُنَا مَعَ دِمَائِنَا، فَاحْكُمْ فِيهَا مَأْجُوراً، أَعْطِ مِنْهَا مَا شِئْتَ [وَ أَمْسِكْ مَا شِئْتَ‌] مِنْ غَيْرِ حَرَجٍ‌، فَأَنْزَلَ‌ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ اَلرُّوحَ اَلْأَمِينَ‌ ، فَقَالَ‌: يَا مُحَمَّدُ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌ يَعْنِي [أَنْ‌] تَوَدُّوا قَرَابَتِي مِنْ بَعْدِي، فَخَرَجُوا. فَقَالَ اَلْمُنَافِقُونَ‌: مَا حَمَلَ رَسُولُ اَللَّهِ‌ عَلَى تَرْكِ مَا عَرَضْنَا عَلَيْهِ إِلاَّ لِيَحُثَّنَا عَلَى قَرَابَتِهِ [مِنْ بَعْدِهِ‌]، إِنَّ هُوَ إِلاَّ شَيْ‌ءٌ اِفْتَرَاهُ فِي مَجْلِسِهِ‌. فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ عَظِيماً، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرٰاهُ قُلْ إِنِ اِفْتَرَيْتُهُ فَلاٰ تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اَللّٰهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمٰا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفىٰ بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلرَّحِيمُ‌ ، فَبَعَثَ‌ إِلَيْهِمُ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، فَقَالَ‌: هَلْ مِنْ حَدَثٍ؟ فَقَالُوا: إِي وَ اَللَّهِ‌ ، قَالَ بَعْضُنَا كَلاَماً غَلِيظاً كَرِهْنَاهُ‌. فَتَلاَ عَلَيْهِمْ‌ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) [اَلْآيَةَ‌]، فَبَكَوْا وَ اِشْتَدَّ بُكَاؤُهُمْ‌، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: هُوَ اَلَّذِي يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ‌ وَ يَعْفُوا عَنِ اَلسَّيِّئٰاتِ وَ يَعْلَمُ مٰا تَفْعَلُونَ‌ ».

ترجمه تفسیر روایی البرهان

9)ابن بابويه از على بن حسين بن شاذويه مؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور كه خداوند از آن دو خشنود باد،از محمد بن عبد اللّه بن جعفر حميرى از پدرش،از ريان بن صلت روايت مى‌كند كه امام رضا عليه السّلام در مجلس مأمون در مرو حضور يافت كه در آن گروهى از مردم عراق گرد هم آمده بودند.آن حضرت در آن مجلس به ذكر حديث و بيان آيات اصطفا كه دوازده آيه هستند،پرداخت و فرمود:ششمين آيه،اين فرموده پروردگار است: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌ اين امر تا روز قيامت،مختص پيامبر...

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

8 و في عيون الأخبار ، في باب ذكر مجلس الرّضا عليه السّلام في الفرق بين العترة و الأمّة حديث طويل، و فيه قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسّر اللّه تعالى الاصطفاء في الكتاب‌؟ فقال الرّضا عليه السّلام: فسّر الاصطفاء في الظّاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا و موطنا، فأوّل ذلك قوله عزّ و جلّ‌. ... إلى قوله: و الآية السّادسة قول اللّه عزّ و جلّ‌: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌ و هذه خصوصيّة للنّبيّ صلّى اللّه عليه و آله [إلى يوم القيامة، و خصوصيّة] للآل دون غيرهم، و ذلك أنّ اللّه تعالى حكى في ذكر نوح في كتابه : يٰا قَوْمِ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مٰالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ وَ مٰا أَنَا بِطٰارِدِ اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ وَ لٰكِنِّي أَرٰاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ‌ . و حكى عزّ و جلّ عن هود أنّه قال : لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَلَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلاٰ تَعْقِلُونَ‌ . و قال عزّ و جلّ لنبيّه محمّد صلّى اللّه عليه و آله: قُلْ‌ يا محمّد لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌ . و لم يفترض اللّه تعالى مودّتهم إلاّ و قد علم أنّهم لا يرتدّون عن الدّين أبدا و لا يرجعون إلى ضلال أبدا. و أخرى أن يكون الرّجل وادّا للرّجل فيكون بعض ولده و أهل بيته عدوّا له، فلا يسلم له قلب الرّجل، فأحبّ اللّه عزّ و جلّ أن لا يكون في قلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على المؤمنين شيء، ففرض اللّه عليهم مودّة ذوي القربى، فمن أخذ بها و أحبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله [و أحبّ أهل بيته لم يستطع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله] أن يبغضه، و من تركها و لم يأخذ بها و أبغض أهل بيته فعلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن يبغضه، لأنّه قد ترك فريضة من فرائض اللّه عزّ و جلّ‌، فأيّ فضل و أيّ شرف يتقدّم هذا أو يدانيه، فأنزل اللّه عزّ و جلّ هذه الآية على نبيّه صلّى اللّه عليه و آله: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌ . فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في أصحابه فحمد اللّه و أثنى عليه، و قال: يا أيّها النّاس، إنّ اللّه قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدّوه‌؟ فلم يجبه أحد، فقال: أيّها النّاس، إنّه ليس بذهب و لا فضّة و لا مأكول و لا مشروب. فقالوا: هات إذا. فتلا عليهم هذه الآية. فقالوا: أمّا هذه، فنعم. فما وفى بها أكثرهم. و ما بعث اللّه نبيّا إلاّ و أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يوفّيه أجر الأنبياء، و محمّد صلّى اللّه عليه و آله فرض اللّه طاعته و مودّة قرابته على أمّته، و أمره أن يجعل أجره فيه ليودّوه في قرابته بمعرفة فضلهم الّذي أوجب اللّه عزّ و جلّ لهم، فإنّ المودّة إنّما تكون على قدر معرفة الفضل. فلمّا أوجب اللّه ذلك ثقل لثقل وجوب الطّاعة، فتمسّك بها قوم قد أخذ اللّه تعالى ميثاقهم على الوفاء، و عاند أهل الشّقاوة و النّفاق و ألحدوا في ذلك، فصرفوه عن حدّه الّذي حدّه اللّه عزّ و جلّ فقالوا: القرابة هم العرب كلّها و أهل دعوته. فعلى أيّ الحالتين كان فقد علمنا أنّ المودّة هي للقرابة، فأقربهم من النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله أولاهم بالمودّة، و كلّما قربت القرابة كانت المودّة على قدرها. و ما أنصفوا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه و آله في حيطته و رأفته، و ما منّ اللّه به على أمّته ممّا تعجز الألسن عن وصف الشّكر عليه أن لا يؤذوه في ذريّته و أهل بيته، و أن يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرّأس حفظا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيهم [و حبا له، فكيف و القرآن ينطق به و يدعو إليه، و الأخبار ثابتة بأنّهم أهل المودّة] و الّذين فرض اللّه تعالى مودّتهم و وعد الجزاء عليها، فما وفى أحد بها، فهذه المودّة لا يأتي بها أحد مؤمنا مخلصا إلاّ استوجب الجنّة لقول اللّه تعالى في هذه الآية: وَ اَلَّذِينَ‌ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ فِي رَوْضٰاتِ اَلْجَنّٰاتِ لَهُمْ مٰا يَشٰاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ‌ اَلْكَبِيرُ، `ذٰلِكَ اَلَّذِي يُبَشِّرُ اَللّٰهُ عِبٰادَهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ‌ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌ مفسرا و مبيّنا.

تفسير نور الثقلين

8 76 فِي عُيُونِ اَلْأَخْبَارِ فِي بَابِ ذِكْرِ مَجْلِسِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ مَعَ اَلْمَأْمُونِ فِي اَلْفَرْقِ‌ بَيْنَ اَلْعِتْرَةِ وَ اَلْأُمَّةِ حَدِيثٌ طَوِيلٌ وَ فِيهِ‌: قَالَتِ اَلْعُلَمَاءُ لَهُ‌: فَأَخْبِرْنَا هَلْ فَسَّرَ اَللَّهُ تَعَالَى اَلاِصْطِفَاءَ‌ فِي اَلْكِتَابِ؟ فَقَالَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌: فَسَّرَ اَلاِصْطِفَاءَ فِي اَلظَّاهِرِ سِوَى اَلْبَاطِنِ فِي اِثْنَيْ عَشَرَ مَوْضِعاً وَ مَوْطِناً، فَأَوَّلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ اَلْآيَةُ اَلسَّادِسَةُ‌: قَوْلُ اَللَّهِ‌: «قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌» وَ هَذِهِ خُصُوصِيَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى يَوْمِ‌ اَلْقِيَامَةِ‌، وَ خُصُوصِيَّةٌ لِلْآلِ دُونَ غَيْرِهِمْ‌، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى حَكَى ذِكْرَ نُوحٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ فِي كِتَابِهِ‌: «يٰا قَوْمِ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مٰالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ وَ مٰا أَنَا بِطٰارِدِ اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ وَ لٰكِنِّي أَرٰاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ‌» وَ حَكَى عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ هُودٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ‌: «لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَلَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلاٰ تَعْقِلُونَ‌» وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ‌ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌: «قُلْ يَا مُحَمَّدُ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌» وَ لَمْ يَفْتَرِضِ اَللَّهُ‌ تَعَالَى مَوَدَّتَهُمْ إِلاَّ وَ قَدْ عَلِمَ أَنَّهُمْ لاَ يَرْتَدُّونَ عَنِ اَلدِّينِ أَبَداً، وَ لاَ يَرْجِعُونَ إِلَى ضَلاَلٍ أَبَداً وَ أُخْرَى أَنْ يَكُونَ اَلرَّجُلُ وَادّاً لِلرَّجُلِ فَيَكُونُ بَعْضُ وُلْدِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ عَدُوّاً لَهُ‌، فَلاَ يَسْلَمُ‌ لَهُ قَلْبُ اَلرَّجُلِ‌، فَأَحَبَّ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي قَلْبِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ‌ شَيْ‌ءٌ فَفَرَضَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ مَوَدَّةَ ذِي اَلْقُرْبَى، فَمَنْ أَخَذَ بِهَا وَ أَحَبَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَحَبَّ‌ أَهْلَ بَيْتِهِ لَمْ يَسْتَطِعْ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ يُبْغِضَهُ‌، وَ مَنْ تَرَكَهَا وَ لَمْ يَأْخُذْ بِهَا وَ أَبْغَضَ أَهْلَ‌ بَيْتِهِ فَعَلَى رَسُولِ اَللَّهِ أَنْ يُبْغِضَهُ‌، لِأَنَّهُ قَدْ تَرَكَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، فَأَيُّ فَضْلٍ‌ وَ أَيُّ شَرَفٍ يَتَقَدَّمُ هَذَا أَوْ يُدَانِيهِ‌، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذِهِ اَلْآيَةَ عَلَى نَبِيِّهِ‌: «قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ‌ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌» فَقَامَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي أَصْحَابِهِ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ‌ وَ قَالَ‌: يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنَّ اَللَّهَ قَدْ فَرَضَ لِي عَلَيْكُمْ فَرْضاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُؤَدُّوهُ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ فَقَالَ‌: أَيُّهَا اَلنَّاسُ لَيْسَ بِذَهَبٍ وَ لاَ فِضَّةٍ وَ لاَ مَأْكُولٍ وَ لاَ مَشْرُوبٍ‌، فَقَالُوا: هَاتِ إِذًا، فَتَلاَ عَلَيْهِمْ هَذِهِ اَلْآيَةَ فَقَالُوا: أَمَّا هَذِهِ فَنَعَمْ‌، فَمَا وَفَى بِهَا أَكْثَرُهُمْ‌، وَ مَا بَعَثَ اَللَّهُ نَبِيّاً إِلاَّ وَ أَوْحَى إِلَيْهِ‌: أَنْ لاَ يَسْأَلَ قَوْمَهُ أَجْراً لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُوَفِّيهِ أَجْرَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ طَاعَتَهُ وَ مَوَدَّةَ قَرَابَتِهِ عَلَى أُمَّتِهِ وَ أَمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَ أَمْرَهُمْ‌ فِيهِمْ‌ لِيَوَدُّوهُ فِي قَرَابَتِهِ بِمَعْرِفَةِ فَضْلِهِمُ اَلَّذِي أَوْجَبَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ‌، فَإِنَّ اَلْمَوَدَّةَ إِنَّمَا تَكُونُ‌ عَلَى قَدْرِ مَعْرِفَةِ اَلْفَضْلِ‌، فَلَمَّا أَوْجَبَ اَللَّهُ ذَلِكَ ثَقُلَ لِثِقَلِ وُجُوبِ اَلطَّاعَةِ‌، فَتَمَسَّكَ بِهَا قَوْمٌ قَدْ أَخَذَ اَللَّهُ تَعَالَى مِيثَاقَهُمْ عَلَى اَلْوَفَاءِ‌، وَ عَانَدَ أَهْلُ اَلشَّقَاوَةِ وَ اَلنِّفَاقِ‌، وَ أَلْحَدُوا فِي ذَلِكَ‌ فَصَرَفُوهُ عَنْ حَدِّهِ اَلَّذِي حَدَّهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌. فَقَالُوا: اَلْقَرَابَةُ هُمُ اَلْعَرَبُ كُلُّهَا وَ أَهْلُ دَعْوَتِهِ‌ فَعَلَى أَيِّ اَلْحَالَتَيْنِ كَانَ فَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ اَلْمَوَدَّةَ هِيَ لِلْقَرَابَةِ‌، فَأَقْرَبُهُمْ مِنَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ أَوْلاَهُمْ بِالْمَوَدَّةِ‌، فَكُلَّمَا قَرُبَتِ اَلْقَرَابَةُ كَانَتِ اَلْمَوَدَّةُ عَلَى قَدْرِهَا، وَ مَا أَنْصَفُوا نَبِيَّ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي حِيطَتِهِ وَ رَأْفَتِهِ‌، وَ مَا مَنَّ اَللَّهُ بِهِ عَلَى أُمَّتِهِ مِمَّا تَعْجِزُ اَلْأَلْسُنُ عَنْ وَصْفِ‌ اَلشُّكْرِ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَوَدُّوهُ فِي ذُرِّيَّتِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ‌، وَ أَنْ يَجْعَلُوهُمْ فِيهِمْ بِمَنْزِلَةِ اَلْعَيْنِ‌ مِنَ اَلرَّأْسِ حِفْظاً لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِيهِمْ وَ حُبّاً لَهُمْ‌، فَكَيْفَ وَ اَلْقُرْآنُ يَنْطِقُ بِهِ وَ يَدْعُو إِلَيْهِ‌ وَ اَلْأَخْبَارُ ثَابِتَةٌ بِأَنَّهُمْ أَهْلُ اَلْمَوَدَّةِ وَ اَلَّذِينَ فَرَضَ اَللَّهُ تَعَالَى مَوَدَّتَهُمْ وَ وَعَدَ اَلْجَزَاءَ عَلَيْهَا، فَمَا وَفَى أَحَدٌ بِهَا فَهَذِهِ اَلْمَوَدَّةُ لاَ يَأْتِي بِهَا أَحَدٌ مُؤْمِناً مُخْلِصاً إِلاَّ اِسْتَوْجَبَ اَلْجَنَّةَ‌، لِقَوْلِ‌ اَللَّهِ تَعَالَى فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ‌: «وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ فِي رَوْضٰاتِ اَلْجَنّٰاتِ لَهُمْ مٰا يَشٰاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ اَلْكَبِيرُ*`ذٰلِكَ اَلَّذِي يُبَشِّرُ اَللّٰهُ عِبٰادَهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ‌» مُفَسَّراً وَ مُبَيَّناً.

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

قوله و ما انا بطارد الذین امنوا انهم ملاقوا ربهم قال قالوا له یا نوح ان احببت ان نتبعک فاطردهم و الا فلن نرضی ان نکون نحن و هم فی الامر سواء فقال و ما انا بطارد الذین امنوا انهم ملاقوا ربهم فیسالهم عن اعمالهم

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

قوله ان اجری الا علی الله قال جزایی