54976 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ اِبْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رِيَاحَ رَحْمَةٍ وَ رِيَاحَ عَذَابٍ، فَإِنْ شَاءَ اَللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ اَلْعَذَابَ مِنَ اَلرِّيَاحِ رَحْمَةً فَعَلَ قَالَ وَ لَنْ يَجْعَلَ اَلرَّحْمَةَ مِنَ اَلرِّيحِ عَذَاباً قَالَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَرْحَمْ قَوْماً قَطُّ أَطَاعُوهُ، وَ كَانَتْ طَاعَتُهُمْ إِيَّاهُ وَبَالاً عَلَيْهِمْ، إِلاَّ مِنْ بَعْدِ تَحَوُّلِهِمْ عَنْ طَاعَتِهِ ». قَالَ: «وَ كَذَلِكَ فَعَلَ بِقَوْمِ 41يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا رَحِمَهُمُ اَللَّهُ بَعْدَ مَا قَدْ كَانَ قَدَّرَ عَلَيْهِمُ اَلْعَذَابَ وَ قَضَاهُ، ثُمَّ تَدَارَكَهُمْ بِرَحْمَتِهِ، فَجَعَلَ اَلْعَذَابَ اَلْمُقَدَّرَ عَلَيْهِمْ رَحْمَةً، فَصَرَفَهُ عَنْهُمْ ، وَ قَدْ أَنْزَلَهُ عَلَيْهِمْ وَ غَشِيَهُمْ، وَ ذَلِكَ لَمَّا آمَنُوا بِهِ وَ تَضَرَّعُوا إِلَيْهِ».
41,64977 / _3 اِبْنُ بَابَوَيْهِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ اَلْكُوفِيُّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ اَلنَّخَعِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : لِأَيِّ عِلَّةٍ صَرَفَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْعَذَابَ عَنْ قَوْمِ يُونُسَ وَ قَدْ أَظَلَّهُمْ، وَ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ بِغَيْرِهِمْ مِنَ اَلْأُمَمِ؟ فَقَالَ: «لِأَنَّهُ كَانَ فِي عِلْمِ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ سَيَصْرِفُهُ عَنْهُمْ لِتَوْبَتِهِمْ، وَ إِنَّمَا تَرَكَ إِخْبَارَ 41يُونُسَ بِذَلِكَ، لِأَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّغَهُ لِعِبَادَتِهِ فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ، فَيَسْتَوْجِبَ بِذَلِكَ ثَوَابَهُ وَ كَرَامَتَهُ».
164978 / _3 وَ عَنْهُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلصَّفَّارُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي اَلْمَغْرَا حُمَيْدِ بْنِ اَلْمُثَنَّى اَلْعِجْلِيِّ ، عَنْ سَمَاعَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ هُوَ يَقُولُ: «مَا رَدَّ اَللَّهُ اَلْعَذَابَ عَنْ قَوْمٍ قَدْ أَظَلَّهُمْ إِلاَّ قَوْمَ 41يُونُسَ ». فَقُلْتُ: أَ كَانَ قَدْ أَظَلَّهُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ، قَدْ نَالُوهُ بِأَكُفِّهِمْ». فَقُلْتُ: كَيْفَ كَانَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «كَانَ فِي اَلْعِلْمِ اَلْمُثْبَتِ عِنْدَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اَلَّذِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ أَنَّهُ سَيَصْرِفُهُ عَنْهُمْ».
41,13,54980 / _5 ثُمَّ قَالَ: وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي اَلْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «لَبِثَ 41يُونُسُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وَ نَادَى فِي اَلظُّلُمَاتِ اَلثَّلاَثِ ظُلْمَةِ بَطْنِ اَلْحُوتِ، وَ ظُلْمَةِ اَللَّيْلِ، وَ ظُلْمَةِ اَلْبَحْرِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ، فَأَخْرَجَهُ اَلْحُوتُ إِلَى اَلسَّاحِلِ، ثُمَّ قَذَفَهُ فَأَلْقَاهُ بِالسَّاحِلِ، وَ أَنْبَتَ اَللَّهُ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ وَ هُوَ اَلْقَرْعُ فَكَانَ يَمَصُّهُ وَ يَسْتَظِلُّ بِهِ وَ بِوَرَقِهِ، وَ كَانَ تَسَاقَطَ شَعْرُهُ وَ رَقَّ جِلْدُهُ. وَ كَانَ 41يُونُسُ يُسَبِّحُ وَ يَذْكُرُ اَللَّهَ اَللَّيْلَ وَ اَلنَّهَارَ، فَلَمَّا أَنْ قَوِيَ وَ اِشْتَدَّ بَعَثَ اَللَّهُ دُودَةً، فَأَكَلَتْ أَسْفَلَ اَلْقَرْعِ فَذَبَلَتِ اَلْقَرْعَةُ ثُمَّ يَبِسَتْ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى 41يُونُسَ ، فَظَلَّ حَزِيناً، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ: مَا لَكَ حَزِيناً، يَا 41يُونُسُ ، قَالَ: يَا رَبِّ، هَذِهِ اَلشَّجَرَةُ اَلَّتِي كَانَتْ تَنْفَعُنِي سَلَّطْتَ عَلَيْهَا دُودَةً فَيَبِسَتْ، فَقَالَ: يَا 41يُونُسُ ، أَ حَزِنْتَ لِشَجَرَةٍ لَمْ تَزْرَعْهَا وَ لَمْ تَسْقِهَا وَ لَمْ تَعْيَ بِهَا أَنْ يَبِسَتْ حِينَ اِسْتَغْنَيْتَ عَنْهَا وَ لَمْ تَجْزَعْ لِمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ أَرَدْتَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِمُ اَلْعَذَابُ؟! إِنَّ أَهْلَ نَيْنَوَى قَدْ آمَنُوا وَ اِتَّقَوْا فَارْجِعْ إِلَيْهِمْ. فَانْطَلَقَ 41يُونُسُ إِلَى قَوْمِهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ نَيْنَوَى اِسْتَحْيَا أَنْ يَدْخُلَ، فَقَالَ لِرَاعٍ لَقِيَهُ: اِئْتِ أَهْلَ نَيْنَوَى فَقُلْ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا 41يُونُسُ قَدْ جَاءَ. قَالَ اَلرَّاعِي أَ تَكْذِبُ، أَ مَا تَسْتَحْيِي، وَ 41يُونُسُ قَدْ غَرِقَ فِي اَلْبَحْرِ وَ ذَهَبَ. قَالَ لَهُ 41يُونُسُ : إِنْ نَطَقَتِ اَلشَّاةُ بِأَنِّي 41يُونُسُ ، قَبِلْتَ مِنِّي؟ فَقَالَ اَلرَّاعِي: بَلَى. قَالَ 41يُونُسُ : اَللَّهُمَّ أَنْطِقْ هَذِهِ اَلشَّاةَ حَتَّى تَشْهَدَ لَهُ بِأَنِّي 41يُونُسُ فَأُنْطِقَتِ اَلشَّاةُ لَهُ بِأَنَّهُ 41يُونُسُ . فَلَمَّا أَتَى اَلرَّاعِي قَوْمَهُ وَ أَخْبَرَهُمْ، أَخَذُوهُ وَ هَمُّوا بِضَرْبِهِ، فَقَالَ: إِنَّ لِي بَيِّنَةً لِمَا أَقُولُ. قَالُوا: مَنْ يَشْهَدُ؟ قَالَ: هَذِهِ اَلشَّاةُ تَشْهَدُ. فَشَهِدَتْ بِأَنَّهُ صَادِقٌ وَ أَنَّ 41يُونُسَ قَدْ رَدَّهُ اَللَّهُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ، فَوَجَدُوهُ فَجَاءُوا بِهِ، وَ آمَنُوا وَ حَسُنَ إِيمَانُهُمْ، فَمَتَّعَهُمُ اَللَّهُ إِلَى حِينٍ وَ هُوَ اَلْمَوْتُ، وَ أَجَارَهُمْ مِنْ ذَلِكَ اَلْعَذَابِ».
41,13,14,1,54981 / _6 اَلْعَيَّاشِيُّ : عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ اَلْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «وَجَدْنَا فِي بَعْضِ كُتُبِ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنَّ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) حَدَّثَهُ أَنَّ 41يُونُسَ بْنَ مَتَّى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بَعَثَهُ اَللَّهُ إِلَى قَوْمِهِ وَ هُوَ اِبْنُ ثَلاَثِينَ سَنَةً، وَ كَانَ رَجُلاً تَعْتَرِيهِ اَلْحِدَّةُ وَ كَانَ قَلِيلَ اَلصَّبْرِ عَلَى قَوْمِهِ وَ اَلْمُدَارَاةِ لَهُمْ، عَاجِزاً عَمَّا حُمِّلَ مِنْ ثِقَلِ حَمْلِ أَوْقَارِ اَلنُّبُوَّةِ وَ أَعْلاَمِهَا، وَ أَنَّهُ تَفَسَّخَ تَحْتَهَا كَمَا يَتَفَسَّخُ اَلْجَذَعُ تَحْتَ حَمْلِهِ . وَ أَنَّهُ أَقَامَ فِيهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَ اَلتَّصْدِيقِ بِهِ وَ اِتِّبَاعِهِ ثَلاَثاً وَ ثَلاَثِينَ سَنَةً، فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ وَ لَمْ يَتَّبِعْهُ مِنْ قَوْمِهِ إِلاَّ رَجُلاَنِ اِسْمُ أَحَدِهِمَا رُوبِيلُ ، وَ اِسْمُ اَلْآخَرِ تَنُوخَا ، وَ كَانَ رُوبِيلُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اَلْعِلْمِ وَ اَلنُّبُوَّةِ وَ اَلْحِكْمَةِ، وَ كَانَ قَدِيمَ اَلصُّحْبَةِ 41لِيُونُسَ بْنِ مَتَّى مِنْ قَبْلِ أَنْ يَبْعَثَهُ اَللَّهُ بِالنُّبُوَّةِ. وَ كَانَ تَنُوخَا رَجُلاً مُسْتَضْعَفاً عَابِداً زَاهِداً، مُنْهَمِكاً فِي اَلْعِبَادَةِ، وَ لَيْسَ لَهُ عِلْمٌ وَ لاَ حُكْمٌ، وَ كَانَ رُوبِيلُ صَاحِبَ غَنَمٍ يَرْعَاهَا وَ يَتَقَوَّتُ مِنْهَا، وَ كَانَ تَنُوخَا رَجُلاً حَطَّاباً يَحْتَطِبُ عَلَى رَأْسِهِ، وَ يَأْكُلُ مِنْ كَسْبِهِ. وَ كَانَ لِرُوبِيلَ مَنْزِلَةً مِنْ 41يُونُسَ غَيْرَ مَنْزِلَةِ تَنُوخَا ، لِعِلْمِ رُوبِيلَ وَ حِكْمَتِهِ وَ قَدِيمِ صُحْبَتِهِ. فَلَمَّا رَأَى 41يُونُسُ أَنَّ قَوْمَهُ لاَ يُجِيبُونَهُ وَ لاَ يُؤْمِنُونَ ضَجِرَ، وَ عَرَفَ مِنْ نَفْسِهِ قِلَّةَ اَلصَّبْرِ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَبِّهِ، وَ كَانَ فِيمَا شَكَا أَنْ قَالَ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ بَعَثْتَنِي إِلَى قَوْمِي وَ لِي ثَلاَثُونَ سَنَةً، فَلَبِثْتُ فِيهِمْ أَدْعُوهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ بِكَ وَ اَلتَّصْدِيقِ بِرِسَالاَتِي، وَ أُخَوِّفُهُمْ عَذَابَكَ وَ نَقِمَتَكَ ثَلاَثاً وَ ثَلاَثِينَ سَنَةً، فَكَذَّبُونِي وَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِي، وَ جَحَدُوا نُبُوَّتِي وَ اِسْتَخَفُّوا بِرِسَالاَتِي، وَ قَدْ تَوَاعَدُونِي وَ خِفْتُ أَنْ يَقْتُلُونِي، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ عَذَابَكَ، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يُؤْمِنُونَ». قَالَ: «فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَى 41يُونُسَ : أَنَّ فِيهِمُ اَلْحَمْلَ وَ اَلْجَنِينَ وَ اَلطِّفْلَ، وَ اَلشَّيْخَ اَلْكَبِيرَ وَ اَلْمَرْأَةَ اَلضَّعِيفَةَ وَ اَلْمُسْتَضْعَفَ اَلْمَهِينَ، وَ أَنَا اَلْحَكَمُ اَلْعَدْلُ، سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي، لاَ أُعَذِّبُ اَلصِّغَارَ بِذُنُوبِ اَلْكِبَارِ مِنْ قَوْمِكَ، وَ هُمْ يَا 41يُونُسُ عِبَادِي وَ خَلْقِي وَ بَرِيَّتِي فِي بِلاَدِي وَ فِي عَيْلَتِي، أُحِبُّ أَنْ أَتَأَنَّاهُمْ وَ أَرْفُقَ بِهِمْ وَ أَنْتَظِرَ تَوْبَتَهُمْ، وَ إِنَّمَا بَعَثْتُكَ إِلَى قَوْمِكَ لِتَكُونَ حَيِّطاً عَلَيْهِمْ، تَعْطِفَ عَلَيْهِمْ لِسَخَاءِ اَلرَّحِمِ اَلْمَاسَّةِ مِنْهُمْ، وَ تَتَأَنَّاهُمْ بِرَأْفَةٍ اَلنُّبُوَّةِ، وَ تَصْبِرَ مَعَهُمْ بِأَحْلاَمِ اَلرِّسَالَةِ، وَ تَكُونَ لَهُمْ كَهَيْئَةِ اَلطَّبِيبِ اَلْمُدَاوِي اَلْعَالِمِ بِمُدَاوَاةِ اَلدَّاءِ، فَخَرَقْتَ بِهِمْ ، وَ لَمْ تَسْتَعْمِلْ قُلُوبَهُمْ بِالرِّفْقِ، وَ لَمْ تَسُسْهُمْ بِسِيَاسَةِ اَلْمُرْسَلِينَ، ثُمَّ سَأَلْتَنِي عَنْ سُوءِ نَظَرِكَ اَلْعَذَابَ لَهُمْ عِنْدَ قِلَّةِ اَلصَّبْرِ مِنْكَ، وَ عَبْدِي 21نُوحٌ كَانَ أَصْبَرَ مِنْكَ عَلَى قَوْمِهِ، وَ أَحْسَنَ صُحْبَةً، وَ أَشَدَّ تَأَنِّياً فِي اَلصَّبْرِ عِنْدِي، وَ أَبْلَغَ فِي اَلْعُذْرِ، فَغَضِبْتُ لَهُ حِينَ غَضِبَ لِي، وَ أَجَبْتُهُ حِينَ دَعَانِي. فَقَالَ 41يُونُسُ : يَا رَبِّ، إِنَّمَا غَضِبْتُ عَلَيْهِمْ فِيكَ، وَ إِنَّمَا دَعَوْتُ عَلَيْهِمْ حِينَ عَصَوْكَ، فَوَ عِزَّتِكَ لاَ أَتَعَطَّفُ عَلَيْهِمْ بِرَأْفَةٍ أَبَداً، وَ لاَ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ بِنَصِيحَةِ شَفِيقٍ بَعْدَ كُفْرِهِمْ وَ تَكْذِيبِهِمْ إِيَّايَ، وَ جَحْدِهِمْ نُبُوَّتِي، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ عَذَابَكَ، فَإِنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ أَبَداً. فَقَالَ اَللَّهُ: يَا 41يُونُسُ ، إِنَّهُمْ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ مِنَ خَلْقِي، يَعْمُرُونَ بِلاَدِي، وَ يَلِدُونَ عِبَادِي، وَ مَحَبَّتِي أَنْ أَتَأَنَّاهُمْ لِلَّذِي سَبَقَ مِنْ عِلْمِي فِيهِمْ وَ فِيكَ، وَ تَقْدِيرِي وَ تَدْبِيرِي غَيْرُ عِلْمِكَ وَ تَقْدِيرِكَ، وَ أَنْتَ اَلْمُرْسَلُ وَ أَنَا اَلرَّبُّ اَلْحَكِيمُ، وَ عِلْمِي فِيهِمْ يَا 41يُونُسُ بَاطِنٌ فِي اَلْغَيْبِ عِنْدِي لاَ يُعْلَمُ مَا مُنْتَهَاهُ، وَ عِلْمُكَ فِيهِمْ ظَاهِرٌ لاَ بَاطِنَ لَهُ. يَا 41يُونُسُ ، قَدْ أَجَبْتُكَ إِلَى مَا سَأَلْتَ مِنْ إِنْزَالِ اَلْعَذَابِ عَلَيْهِمْ، وَ مَا ذَلِكَ يَا 41يُونُسُ بِأَوْفَرَ لِحَظِّكَ عِنْدِي، وَ لاَ أَحْمَدَ لِشَأْنِكَ، وَ سَيَأْتِيهِمُ اَلْعَذَابُ فِي شَوَّالٍ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ وَسَطَ اَلشَّهْرِ بَعْدَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ ، فَأَعْلِمْهُمْ ذَلِكَ». قَالَ: «فَسَرَّ ذَلِكَ 41يُونُسَ وَ لَمْ يَسُؤْهُ، وَ لَمْ يَدْرِ مَا عَاقِبَتُهُ، فَانْطَلَقَ 41يُونُسُ إِلَى تَنُوخَا اَلْعَابِدِ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا أَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ مِنْ نُزُولِ اَلْعَذَابِ عَلَى قَوْمِهِ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ، وَ قَالَ لَهُ: اِنْطَلِقْ حَتَّى أُعْلِمَهُمْ بِمَا أَوْحَى اَللَّهُ إِلَيَّ مِنْ نُزُولِ اَلْعَذَابِ. فَقَالَ تَنُوخَا : فَدَعْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ وَ مَعْصِيَتِهِمْ حَتَّى يُعَذِّبَهُمُ اَللَّهُ تَعَالَى. فَقَالَ لَهُ 41يُونُسُ : بَلْ نَلْقَى رُوبِيلَ فَنُشَاوِرُهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ عَالِمٌ حَكِيمٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اَلنُّبُوَّةِ، فَانْطَلَقَا إِلَى رُوبِيلَ ، فَأَخْبَرَهُ 41يُونُسُ بِمَا أَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ مِنْ نُزُولِ اَلْعَذَابِ عَلَى قَوْمِهِ فِي شَوَّالٍ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ فِي وَسَطِ اَلشَّهْرِ بَعْدَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ . فَقَالَ لَهُ: مَا تَرَى؟ اِنْطَلِقْ بِنَا حَتَّى أُعْلِمَهُمْ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ رُوبِيلُ : اِرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ رَجْعَةَ نَبِيٍّ حَكِيمٍ وَ رَسُولٍ كَرِيمٍ، وَ سَلْهُ أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُمُ اَلْعَذَابَ فَإِنَّهُ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِهِمْ، وَ هُوَ يُحِبُّ اَلرِّفْقَ بِعِبَادِهِ، وَ مَا ذَلِكَ بِأَضَرَّ لَكَ عِنْدَهُ وَ لاَ أَسْوَأَ لِمَنْزِلَتِكَ لَدَيْهِ، وَ لَعَلَّ قَوْمَكَ بَعْدَ مَا سَمِعْتَ وَ رَأَيْتَ مِنْ كُفْرِهِمْ وَ جُحُودِهِمْ يُؤْمِنُونَ يَوْماً، فَصَابِرْهُمْ وَ تَأَنَّهُمْ. فَقَالَ لَهُ تَنُوخَا : وَيْحَكَ يَا رُوبِيلُ ! مَا أَشَرْتَ عَلَى 41يُونُسَ وَ أَمَرْتَهُ بِهِ بَعْدَ كُفْرِهِمْ بِاللَّهِ، وَ جَحْدِهِمْ لِنَبِيِّهِ، وَ تَكْذِيبِهِمْ إِيَّاهُ، وَ إِخْرَاجِهِمْ إِيَّاهُ مِنْ مَسَاكِنِهِ، وَ مَا هَمُّوا بِهِ مِنْ رَجْمِهِ! فَقَالَ رُوبِيلُ لِتَنُوخَا : اُسْكُتْ، فَإِنَّكَ رَجُلٌ عَابِدٌ، لاَ عِلْمَ لَكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى 41يُونُسَ ، فَقَالَ: أَ رَأَيْتَ يَا 41يُونُسُ إِذَا أَنْزَلَ اَللَّهُ اَلْعَذَابَ عَلَى قَوْمِكَ، أَ يُنْزِلُهُ فَيُهْلِكُهُمْ جَمِيعاً أَوْ يُهْلِكُ بَعْضاً وَ يُبْقِي بَعْضاً؟ فَقَالَ لَهُ 41يُونُسُ : بَلْ يُهْلِكَهُمُ اَللَّهُ جَمِيعاً، وَ كَذَلِكَ سَأَلْتُهُ، مَا دَخَلَتْنِي لَهُمْ رَحْمَةُ تَعَطُّفٍ فَأُرَاجِعَ اَللَّهَ فِيهَا وَ أَسْأَلَهُ أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُمْ. فَقَالَ لَهُ رُوبِيلُ : أَ تَدْرِي يَا 41يُونُسُ لَعَلَّ اَللَّهَ إِذَا أَنْزَلَ عَلَيْهِمُ اَلْعَذَابَ فَأَحَسُّوا بِهِ أَنْ يَتُوبُوا إِلَيْهِ وَ يَسْتَغْفِرُوا فَيَرْحَمَهُمْ، فَإِنَّهُ أَرْحَمُ اَلرَّاحِمِينَ، وَ يَكْشِفَ عَنْهُمُ اَلْعَذَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَخْبَرْتَهُمْ عَنِ اَللَّهِ أَنَّهُ يُنْزِلُ عَلَيْهِمُ اَلْعَذَابَ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ ، فَتَكُونَ بِذَلِكَ عِنْدَهُمْ كَذَّاباً. فَقَالَ لَهُ تَنُوخَا: وَيْحَكَ يَا رُوبِيلُ لَقَدْ قُلْتَ عَظِيماً، يُخْبِرُكَ اَلنَّبِيُّ اَلْمُرْسَلُ أَنَّ اَللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ بِأَنَّ اَلْعَذَابَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ، فَتَرُدُّ قَوْلَ اَللَّهِ وَ تَشُكُّ فِيهِ وَ فِي قَوْلِ رَسُولِهِ؟! اِذْهَبْ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُكَ. فَقَالَ رُوبِيلُ لِتَنُوخَا : لَقَدْ فَشِلَ رَأْيُكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى 41يُونُسَ ، فَقَالَ: إِذَا نَزَلَ اَلْوَحْيُ وَ اَلْأَمْرُ مِنَ اَللَّهِ فِيهِمْ عَلَى مَا أَنْزَلَ عَلَيْكَ فِيهِمْ مِنْ إِنْزَالِ اَلْعَذَابِ عَلَيْهِمْ وَ قَوْلُهُ اَلْحَقُّ، أَ رَأَيْتَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَهَلَكَ قَوْمُكَ كُلُّهُمْ وَ خَرِبَتْ قَرْيَتُهُمْ، أَ لَيْسَ يَمْحُو اَللَّهُ اِسْمَكَ مِنَ اَلنُّبُوَّةِ، وَ تَبْطُلُ رِسَالَتُكَ، وَ تَكُونُ كَبَعْضِ ضُعَفَاءِ اَلنَّاسِ، وَ يَهْلِكُ عَلَى يَدَيْكَ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ مِنَ اَلنَّاسِ؟ فَأَبَى 41يُونُسُ أَنْ يَقْبَلَ وَصِيَّتَهُ، فَانْطَلَقَ وَ مَعَهُ تَنُوخَا إِلَى قَوْمِهِ، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ اَللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ مُنْزِلُ اَلْعَذَابِ عَلَيْكُمْ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ فِي شَوَّالٍ فِي وَسَطِ اَلشَّهْرِ بَعْدَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ . فَرَدُّوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَكَذَّبُوهُ وَ أَخْرَجُوهُ مِنْ قَرْيَتِهِمْ إِخْرَاجاً عَنِيفاً. فَخَرَجَ 41يُونُسُ وَ مَعَهُ تَنُوخَا مِنَ اَلْقَرْيَةِ، وَ تَنَحَّيَا عَنْهُمْ غَيْرَ بَعِيدٍ، وَ أَقَامَا يَنْتَظِرَانِ اَلْعَذَابَ. وَ أَقَامَ رُوبِيلُ مَعَ قَوْمِهِ فِي قَرْيَتِهِمْ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِمْ شَوَّالٌ صَرَخَ رُوبِيلُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ فِي رَأْسِ اَلْجَبَلِ إِلَى اَلْقَوْمِ: أَنَا رُوبِيلُ ، شَفِيقٌ عَلَيْكُمْ، رَحِيمٌ بِكُمْ، هَذَا شَوَّالٌ قَدْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ، وَ قَدْ أَخْبَرَكُمْ 41يُونُسُ نَبِيُّكُمْ وَ رَسُولُ رَبِّكُمْ أَنَّ اَللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّ اَلْعَذَابَ يَنْزِلُ عَلَيْكُمْ فِي شَوَّالٍ فِي وَسَطِ اَلشَّهْرِ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ بَعْدَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ ، وَ لَنْ يُخْلِفَ اَللَّهُ وَعْدَهُ رُسُلَهُ، فَانْظُرُوا مَا أَنْتُمْ صَانِعُونَ؟ فَأَفْزَعَهُمْ كَلاَمُهُ وَ وَقَعَ فِي قُلُوبِهِمْ تَحْقِيقُ نُزُولِ اَلْعَذَابِ، فَأَجْفَلُوا نَحْوَ رُوبِيلَ ، وَ قَالُوا لَهُ: مَاذَا أَنْتَ مُشِيرٌ بِهِ عَلَيْنَا يَا رُوبِيلُ فَإِنَّكَ رَجُلٌ عَالِمٌ حَكِيمٌ، لَمْ نَزَلَ نَعْرِفُكَ بِالرَّأْفَةِ عَلَيْنَا وَ اَلرَّحْمَةِ لَنَا، وَ قَدْ بَلَغَنَا مَا أَشَرْتَ بِهِ عَلَى 41يُونُسَ فِينَا، فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ وَ أَشِرْ عَلَيْنَا بِرَأْيِكَ. فَقَالَ لَهُمْ رُوبِيلُ : فَإِنِّي أَرَى لَكُمْ وَ أُشِيرُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْظُرُوا وَ تَعْمِدُوا إِذَا طَلَعَ اَلْفَجْرُ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ فِي وَسَطِ اَلشَّهْرِ أَنْ تَعْزِلُوا اَلْأَطْفَالَ عَنِ اَلْأُمَّهَاتِ فِي أَسْفَلِ اَلْجَبَلِ فِي طَرِيقِ اَلْأَوْدِيَةِ، وَ تُوقِفُوا اَلنِّسَاءَ وَ كُلَّ اَلْمَوَاشِي جَمِيعاً عَنْ أَطْفَالِهَا فِي سَفْحِ اَلْجَبَلِ، وَ يَكُونُ هَذَا كُلُّهُ قَبْلَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رِيحاً صَفْرَاءَ أَقْبَلَتْ مِنَ اَلْمَشْرِقِ، فَعِجُّوا عَجِيجاً، اَلْكَبِيرُ مِنْكُمْ وَ اَلصَّغِيرُ بِالصُّرَاخِ وَ اَلْبُكَاءِ، وَ اَلتَّضَرُّعِ إِلَى اَللَّهِ، وَ اَلتَّوْبَةِ إِلَيْهِ وَ اَلاِسْتِغْفَارِ لَهُ، وَ اِرْفَعُوا رُءُوسَكُمْ إِلَى اَلسَّمَاءِ، وَ قُولُوا: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَ كَذَّبْنَا نَبِيَّكَ وَ تُبْنَا إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِنَا، وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَ تَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ اَلْخَاسِرِينَ اَلْمُعَذَّبِينَ، فَاقْبَلْ تَوْبَتَنَا وَ اِرْحَمْنَا يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ. ثُمَّ لاَ تَمَلُّوا مِنَ اَلْبُكَاءِ وَ اَلصُّرَاخِ وَ اَلتَّضَرُّعِ إِلَى اَللَّهِ وَ اَلتَّوْبَةِ إِلَيْهِ حَتَّى تَتَوَارَى اَلشَّمْسُ بِالْحِجَابِ، أَوْ يَكْشِفَ اَللَّهُ عَنْكُمُ اَلْعَذَابَ قَبْلَ ذَلِكَ. فَأَجْمَعَ رَأْيُ اَلْقَوْمِ جَمِيعاً عَلَى أَنْ يَفْعَلُوا مَا أَشَارَ بِهِ عَلَيْهِمْ رُوبِيلُ . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ اَلْأَرْبِعَاءِ اَلَّذِي تَوَقَّعُوا فِيهِ اَلْعَذَابَ، تَنَحَّى رُوبِيلُ عَنِ اَلْقَرْيَةِ حَيْثُ يَسْمَعُ صُرَاخَهُمْ وَ يَرَى اَلْعَذَابَ إِذَا نَزَلَ، فَلَمَّا طَلَعَ اَلْفَجْرُ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ فَعَلَ قَوْمُ 41يُونُسَ مَا أَمَرَهُمْ رُوبِيلُ بِهِ، فَلَمَّا بَزَغَتِ اَلشَّمْسُ أَقْبَلَتْ رِيحٌ صَفْرَاءُ مُظْلِمَةٌ مُسْرِعَةٌ، لَهَا صَرِيرٌ وَ حَفِيفٌ وَ هَدِيرٌ، فَلَمَّا رَأَوْهَا عَجُّوا جَمِيعاً بِالصُّرَاخِ وَ اَلْبُكَاءِ وَ اَلتَّضَرُّعِ إِلَى اَللَّهِ، وَ تَابُوا إِلَيْهِ وَ اِسْتَغْفَرُوهُ، وَ صَرَخَتِ اَلْأَطْفَالُ بِأَصْوَاتِهَا تَطْلُبُ أُمَّهَاتِهَا، وَ عَجَّتْ سِخَالُ اَلْبَهَائِمِ تَطْلُبُ اَلثَّدْيَ، وَ عَجَّتْ اَلْأَنْعَامُ تَطْلُبُ اَلرَّعْيَ، فَلَمْ يَزَالُوا بِذَلِكَ وَ 41يُونُسُ وَ تَنُوخَا يَسْمَعَانِ ضَجِيجَهُمْ وَ صُرَاخَهُمْ، وَ يَدْعُوَانِ اَللَّهَ بِتَغْلِيظِ اَلْعَذَابِ عَلَيْهِمْ، وَ رُوبِيلُ فِي مَوْضِعِهِ يَسْمَعُ صُرَاخَهُمْ وَ عَجِيجَهُمْ، وَ يَرَى مَا نَزَلَ، وَ هُوَ يَدْعُو اَللَّهَ بِكَشْفِ اَلْعَذَابِ عَنْهُمْ. فَلَمَّا أَنْ زَالَتِ اَلشَّمْسُ، وَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ اَلسَّمَاءِ، وَ سَكَنَ غَضَبُ اَلرَّبِّ تَعَالَى، رَحِمَهُمُ اَلرَّحْمَنُ فَاسْتَجَابَ دُعَاءَهُمْ، وَ قَبِلَ تَوْبَتَهُمْ، وَ أَقَالَهُمْ عَثْرَتَهُمْ، وَ أَوْحَى اَللَّهُ إِلَى إِسْرَافِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): أَنِ اِهْبِطْ إِلَى قَوْمِ 41يُونُسَ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ عَجُّوا إِلَيَّ بِالْبُكَاءِ وَ اَلتَّضَرُّعِ، وَ تَابُوا إِلَيَّ وَ اِسْتَغْفَرُونِي، فَرَحِمْتُهُمْ وَ تُبْتُ عَلَيْهِمْ، وَ أَنَا اَللَّهُ اَلتَّوَّابُ اَلرَّحِيمُ، أَسْرَعُ إِلَى قَبُولِ تَوْبَةِ عَبْدِيَ اَلتَّائِبِ مِنَ اَلذُّنُوبِ، وَ قَدْ كَانَ عَبْدِي 41يُونُسُ وَ رَسُولِي سَأَلَنِي نُزُولَ اَلْعَذَابِ عَلَى قَوْمِهِ، وَ قَدْ أَنْزَلْتُهُ عَلَيْهِمْ، وَ أَنَا اَللَّهُ أَحَقُّ مَنْ وَفَى بِعَهْدِهِ، وَ قَدْ أَنْزَلْتُهُ عَلَيْهِمْ، وَ لَمْ يَكُنِ اِشْتَرَطَ 41يُونُسُ حِينَ سَأَلَنِي أَنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِمُ اَلْعَذَابَ أَنْ أُهْلِكَهُمْ، فَاهْبِطْ إِلَيْهِمْ فَاصْرِفْ عَنْهُمْ مَا قَدْ نَزَلَ بِهِمْ مِنْ عَذَابِي. فَقَالَ إِسْرَافِيلُ : يَا رَبِّ، إِنَّ عَذَابَكَ قَدْ بَلَغَ أَكْتَافَهُمْ، وَ كَادَ أَنْ يُهْلِكَهُمْ، وَ مَا أَرَاهُ إِلاَّ وَ قَدْ نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ، فَإِلَى أَيْنَ أَصْرِفُهُ؟ فَقَالَ اَللَّهُ: كَلاَّ إِنِّي قَدْ أَمَرْتُ مَلاَئِكَتِي أَنْ يَصْرِفُوهُ، وَ لاَ يُنْزِلُوهُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرِي فِيهِمْ وَ عَزِيمَتِي، فَاهْبِطْ يَا إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِمْ، وَ اِصْرِفْهُ عَنْهُمْ، وَ اِضْرِبْ بِهِ إِلَى اَلْجِبَالِ بِنَاحِيَةِ مَفَائِضَ اَلْعُيُونِ وَ مَجَارِي اَلسُّيُولِ فِي اَلْجِبَالِ اَلْعَاتِيَةِ، اَلْمُسْتَطِيلَةِ عَلَى اَلْجِبَالِ، فَأَذِلَّهَا بِهِ وَ لَيِّنْهَا حَتَّى تَصِيرَ مُلْتَئِمَةً حَدِيداً جَامِداً. فَهَبَطَ إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِمْ فَنَشَرَ أَجْنِحَتَهُ فَاسْتَاقَ بِهَا ذَلِكَ اَلْعَذَابَ، حَتَّى ضَرَبَ بِهَا تِلْكَ اَلْجِبَالَ اَلَّتِي أَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ يَصْرِفَهُ إِلَيْهَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : وَ هِيَ اَلْجِبَالُ اَلَّتِي بِنَاحِيَةِ اَلْمُوصِلِ اَلْيَوْمَ فَصَارَتْ حَدِيداً إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ . فَلَمَّا رَأَى قَوْمُ 41يُونُسَ أَنَّ اَلْعَذَابَ قَدْ صُرِفَ عَنْهُمْ هَبَطُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ مِنَ رُءُوسُ اَلْجِبَالِ، وَ ضَمُّوا إِلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَ أَوْلاَدَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ، وَ حَمِدُوا اَللَّهَ عَلَى مَا صَرَفَ عَنْهُمْ. وَ أَصْبَحَ 41يُونُسُ وَ تَنُوخَا يَوْمَ اَلْخَمِيسِ فِي مَوْضِعِهِمَا اَلَّذِي كَانَا فِيهِ، لاَ يَشُكَّانِ أَنَّ اَلْعَذَابَ قَدْ نَزَلَ بِهِمْ وَ أَهْلَكَهُمْ جَمِيعاً، لَمَّا خَفِيَتْ أَصْوَاتُهُمْ عَنْهُمَا، فَأَقْبَلاَ نَاحِيَةَ اَلْقَرْيَةِ يَوْمَ اَلْخَمِيسِ مَعَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ، يَنْظُرَانِ إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ اَلْقَوْمُ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ اَلْقَوْمِ وَ اِسْتَقْبَلَهُمُ اَلْحَطَّابُونَ وَ اَلْحَمَّارَةُ وَ اَلرُّعَاةُ بِأَغْنَامِهِمْ، وَ نَظَرُوا إِلَى أَهْلِ اَلْقَرْيَةِ مُطْمَئِنِّينَ، قَالَ 41يُونُسُ لِتَنُوخَا : يَا تَنُوخَا ، كَذَبَنِي اَلْوَحْيُ، وَ كَذَبْتُ وَعْدِي لِقَوْمِي، لاَ وَ عِزَّةِ رَبِّي لاَ يَرَوْنَ لِي وَجْهاً أَبَداً بَعْدَ مَا كَذَبَنِي اَلْوَحْيُ فَانْطَلَقَ 41يُونُسُ هَارِباً عَلَى وَجْهِهِ، مُغَاضِباً لِرَبِّهِ ، نَاحِيَةَ بَحْرِ أَيْلَةَ مُتَنَكِّراً، فِرَاراً مِنْ أَنْ يَرَاهُ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَيَقُولَ لَهُ: يَا كَذَّابُ، فَلِذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ: وَ 41ذَا اَلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ اَلْآيَةَ. وَ رَجَعَ تَنُوخَا إِلَى اَلْقَرْيَةِ، فَلَقِيَ رُوبِيلَ ، فَقَالَ لَهُ: يَا تَنُوخَا ، أَيُّ اَلرَّأْيَيْنِ كَانَ أَصْوَبَ وَ أَحَقَّ أَنْ يُتَّبَعَ: رَأْيِي، أَوْ رَأْيُكَ؟ فَقَالَ لَهُ تَنُوخَا : بَلْ رَأْيُكَ كَانَ أَصْوَبَ، وَ لَقَدْ كُنْتَ أَشَرْتَ بِرَأْيِ اَلْحُكَمَاءِ وَ اَلْعُلَمَاءِ. وَ قَالَ لَهُ تَنُوخَا : أَمَا إِنِّي لَمْ أَزَلْ أَرَى أَنِّي أَفْضَلُ مِنْكَ لِزُهْدِي وَ فَضْلِ عِبَادَتِي، حَتَّى اِسْتَبَانَ فَضْلُكَ لِفَضْلِ عِلْمِكَ، وَ مَا أَعْطَاكَ اَللَّهُ رَبُّكَ مِنَ اَلْحِكْمَةِ مَعَ اَلتَّقْوَى أَفْضَلُ مِنَ اَلزُّهْدِ وَ اَلْعِبَادَةِ بِلاَ عِلْمٍ. فَاصْطَحَبَا فَلَمْ يَزَالاَ مُقِيمَيْنِ مَعَ قَوْمِهِمَا، وَ مَضَى 41يُونُسُ عَلَى وَجْهِهِ مُغَاضِباً لِرَبِّهِ، فَكَانَ مِنْ قِصَّتِهِ مَا أَخْبَرَ اَللَّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ إِلَى قَوْلِهِ: فَآمَنُوا فَمَتَّعْنٰاهُمْ إِلىٰ حِينٍ ». قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : كَمْ كَانَ غَابَ 41يُونُسُ عَنْ قَوْمِهِ حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهِمْ بِالنُّبُوَّةِ وَ اَلرِّسَالَةِ فَآمَنُوا بِهِ وَ صَدَّقُوهُ؟ قَالَ: «أَرْبَعَةَ أَسَابِيعَ: سَبْعاً مِنْهَا: فِي ذَهَابِهِ إِلَى اَلْبَحْرِ، وَ سَبْعاً مِنْهَا فِي رُجُوعِهِ إِلَى قَوْمِهِ». فَقُلْتُ لَهُ: وَ مَا هَذِهِ اَلْأَسَابِيعُ شُهُورٌ، أَوْ أَيَّامٌ، أَوْ سَاعَاتٌ؟ فَقَالَ: «يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، إِنَّ اَلْعَذَابَ أَتَاهُمْ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ، فِي اَلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ ، وَ صُرِفَ عَنْهُمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ، فَانْطَلَقَ 41يُونُسُ مُغَاضِباً فَمَضَى يَوْمَ اَلْخَمِيسِ ، سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي مَسِيرِهِ إِلَى اَلْبَحْرِ، وَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ، وَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَحْتَ اَلشَّجَرَةِ بِالْعَرَاءِ، وَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي رُجُوعِهِ إِلَى قَوْمِهِ، فَكَانَ ذَهَابُهُ وَ رُجُوعُهُ مَسِيرَ ثَمَانِيَةٍ وَ عِشْرِينَ يَوْماً، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَآمَنُوا بِهِ وَ صَدَّقُوهُ وَ اِتَّبَعُوهُ، فَلِذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ: فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهٰا إِيمٰانُهٰا إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا كَشَفْنٰا عَنْهُمْ عَذٰابَ اَلْخِزْيِ ».
64982 / _7 عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «لَمَّا أَضَلَّ قَوْمَ 41يُونُسَ اَلْعَذَابُ دَعَوُا اَللَّهَ فَصَرَفَهُ عَنْهُمْ». قُلْتُ: كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «كَانَ فِي اَلْعِلْمِ أَنَّهُ يَصْرِفُهُ عَنْهُمْ».
41,54983 / _8 عَنِ اَلثُّمَالِيِّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «إِنَّ 41يُونُسَ لَمَّا آذَاهُ قَوْمُهُ دَعَا اَللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَأَصْبَحُوا أَوَّلَ يَوْمٍ وَ وُجُوهُهُمْ صُفْرٌ، وَ أَصْبَحُوا اَلْيَوْمَ اَلثَّانِيَ وَ وُجُوهُهُمْ سُودٌ». قَالَ: «وَ كَانَ اَللَّهُ وَاعَدَهُمْ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَلْعَذَابُ، فَأَتَاهُمُ اَلْعَذَابُ حَتَّى نَالُوهُ بِرِمَاحِهِمْ، فَفَرَّقُوا بَيْنَ اَلنِّسَاءِ وَ أَوْلاَدِهِنَّ وَ اَلْبَقَرِ وَ أَوْلاَدِهَا، وَ لَبِسُوا اَلْمُسُوحَ وَ اَلصُّوفَ، وَ وَضَعُوا اَلْحِبَالَ فِي أَعْنَاقِهِمْ، وَ اَلرَّمَادَ عَلَى رُءُوسِهِمْ، وَ صَاحُوا صَيْحَةً وَاحِدَةً إِلَى رَبِّهِمْ، وَ قَالُوا آمَنَّا بِإِلَهِ 41يُونُسَ ». قَالَ: «فَصَرَفَ اَللَّهُ عَنْهُمُ اَلْعَذَابَ إِلَى جِبَالِ آمِدَ قَالَ وَ أَصْبَحَ 41يُونُسُ وَ هُوَ يَظُنُّ أَنَّهُمْ هَلَكُوا، فَوَجَدَهُمْ فِي عَافِيَةٍ، فَغَضِبَ وَ خَرَجَ كَمَا قَالَ اَللَّهُ: مُغٰاضِباً حَتَّى رَكِبَ سَفِينَةً فِيهَا رَجُلاَنِ، فَاضْطَرَبَتِ اَلسَّفِينَةُ، فَقَالَ اَلْمَلاَّحُ: يَا قَوْمِ، فِي سَفِينَتِي مَطْلُوبٌ. فَقَالَ 41يُونُسُ : أَنَا هُوَ، وَ قَامَ لِيُلْقِيَ نَفْسَهُ، فَأَبْصَرَ اَلسَّمَكَةَ وَ قَدْ فَتَحَتْ فَاهَا، فَهَابَهَا، وَ تَعَلَّقَ بِهِ اَلرَّجُلاَنِ، وَ قَالاَ لَهُ: أَنْتَ وَحْدَكَ وَ نَحْنُ رَجُلاَنِ نَتَسَاهَمُ. فَتَسَاهَمُوا فَوَقَعَتِ اَلسِّهَامُ عَلَيْهِ، فَجَرَتِ اَلسُّنَّةُ بِأَنَّ اَلسِّهَامَ إِذَا كَانَتْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهَا لاَ تُخْطِئُ، فَأَلْقَى نَفْسَهُ فَالْتَقَمَهُ اَلْحُوتُ، فَطَافَ بِهِ اَلْبِحَارَ اَلسَّبْعَةَ حَتَّى صَارَ إِلَى اَلْبَحْرِ اَلْمَسْجُورِ، وَ بِهِ يُعَذَّبُ قَارُونُ ، فَسَمِعَ قَارُونُ صَوْتاً ، فَسَأَلَ اَلْمَلَكَ عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ 41يُونُسُ ، وَ أَنَّ اَللَّهَ قَدْ حَبَسَهُ فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ. فَقَالَ لَهُ قَارُونُ : أَ تَأْذَنُ لِي أَنْ أُكَلِّمَهُ؟ فَأَذِنَ لَهُ. فَقَالَ: يَا 41يُونُسُ ، فَمَا فَعَلَ اَلشَّدِيدُ اَلْغَضَبِ لِلَّهِ 32مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ ؟ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ مَاتَ فَبَكَى. قَالَ: فَمَا فَعَلَ اَلرَّءُوفُ اَلْعَطُوفُ عَلَى قَوْمِهِ 33هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ ؟ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ مَاتَ، فَبَكَى وَ جَزِعَ جَزَعاً شَدِيداً، وَ سَأَلَهُ عَنْ أُخْتِهِ كُلْثُمَ ، وَ كَانَتْ سُمِّيَتْ لَهُ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا مَاتَتْ، فَقَالَ: وَا أَسَفاً عَلَى آلِ عِمْرَانَ قَالَ فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَى اَلْمَلَكِ اَلْمُوَكَّلِ بِهِ: أَنِ ارْفَعْ عَنْهُ اَلْعَذَابَ بَقِيَّةَ اَلدُّنْيَا لِرِقَّتِهِ عَلَى قَوْمِهِ» .
41,13,84984 / _9 عَنْ مُعَمَّرٍ ، قَالَ: قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «إِنَّ 41يُونُسَ لَمَّا أَمَرَهُ اَللَّهُ بِمَا أَمَرَهُ، فَأَعْلَمَ قَوْمَهُ فَأَظَلَّهُمُ اَلْعَذَابُ، فَفَرَّقُوا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ أَوْلاَدِهِمْ وَ بَيْنَ اَلْبَهَائِمِ وَ أَوْلاَدِهَا، ثُمَّ عَجُّوا إِلَى اَللَّهِ وَ ضَجُّوا، فَكَفَّ اَللَّهُ اَلْعَذَابَ عَنْهُمْ، فَذَهَبَ 41يُونُسُ مُغَاضِباً فَالْتَقَمَهُ اَلْحُوتُ، فَطَافَ بِهِ سَبْعَةَ أَبْحُرٍ». فَقُلْتُ لَهُ: كَمْ بَقِيَ فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ؟ قَالَ: «ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ لَفَظَهُ اَلْحُوتُ وَ قَدْ ذَهَبَ جِلْدُهُ وَ شَعْرُهُ، فَأَنْبَتَ اَللَّهُ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ فَأَظَلَّتْهُ، فَلَمَّا قَوِيَ أَخَذَتْ فِي اَلْيُبْسِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، شَجَرَةٌ أَظَلَّتْنِي يَبِسَتْ، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ: يَا 41يُونُسُ ، تَجْزَعُ لَشَجَرَةٍ أَظَلَّتْكَ وَ لاَ تَجْزَعُ لِمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ مِنَ اَلْعَذَابِ؟!».
41,1,69044 / _1 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «مَا رَدَّ اَللَّهُ اَلْعَذَابَ إِلاَّ عَنْ قَوْمِ 41يُونُسَ ، وَ كَانَ 41يُونُسُ يَدْعُوهُمْ إِلَى اَلْإِسْلاَمِ فَيَأْبَوْنَ ذَلِكَ فَهَمَّ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِمْ، وَ كَانَ فِيهِمْ رَجُلاَنِ: عَابِدٌ، وَ عَالِمٌ، وَ كَانَ اِسْمُ أَحَدِهِمَا مَلِيخَا ، وَ اِسْمُ اَلْآخَرِ رُوبِيلَ ، فَكَانَ اَلْعَابِدُ يُشِيرُ عَلَى 41يُونُسَ بِالدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ، وَ كَانَ اَلْعَالِمُ يَنْهَاهُ، وَ يَقُولُ: لاَ تَدْعُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ اَللَّهَ يَسْتَجِيبُ لَكَ، وَ لاَ يُحِبُّ هَلاَكَ عِبَادِهِ. فَقَبِلَ قَوْلَ اَلْعَابِدِ، وَ لَمْ يَقْبَلْ مِنَ اَلْعَالِمِ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ، فَأَوْحَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ: يَأْتِيهِمُ اَلْعَذَابُ فِي سَنَةِ كَذَا وَ كَذَا، فِي شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا، وَ فِي يَوْمِ كَذَا وَ كَذَا. فَلَمَّا قَرُبَ اَلْوَقْتُ خَرَجَ 41يُونُسُ مِنْ بَيْنِهِمْ مَعَ اَلْعَابِدِ، وَ بَقِيَ اَلْعَالِمُ فِيهَا، فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ نَزَلَ اَلْعَذَابُ، فَقَالَ لَهُمْ اَلْعَالِمُ: يَا قَوْمِ، اِفْزَعُوا إِلَى اَللَّهِ فَلَعَلَّهُ يَرْحَمُكُمْ، فَيَرُدُّ اَلْعَذَابَ عَنْكُمْ. فَقَالُوا: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: اِجْتَمِعُوا وَ اُخْرُجُوا إِلَى اَلْمَفَازَةِ، وَ فَرِّقُوا بَيْنَ اَلنِّسَاءِ وَ اَلْأَوْلاَدِ، وَ بَيْنَ اَلْإِبِلِ وَ أَوْلاَدِهَا، وَ بَيْنَ اَلْبَقَرِ وَ أَوْلاَدِهَا، وَ بَيْنَ اَلْغَنَمِ وَ أَوْلاَدِهَا، ثُمَّ ابْكُوا، وَ اُدْعُوا. فَذَهَبُوا، وَ فَعَلُوا ذَلِكَ، وَ ضَجُّوا، وَ بَكَوْا، فَرَحِمَهُمُ اَللَّهُ، وَ صَرَفَ عَنْهُمُ اَلْعَذَابَ، وَ فَرَّقَ اَلْعَذَابَ عَلَى اَلْجِبَالِ، وَ قَدْ كَانَ نَزَلَ وَ قَرُبَ مِنْهُمْ. فَأَقْبَلَ 41يُونُسُ لِيَنْظُرَ كَيْفَ أَهْلَكَهُمُ اَللَّهُ تَعَالَى، فَرَأَى اَلزَّارِعِينَ يَزْرَعُونَ فِي أَرْضِهِمْ، قَالَ: لَهُمْ: مَا فَعَلَ قَوْمُ 41يُونُسَ . فَقَالُوا لَهُ، وَ لَمْ يَعْرِفُوهُ: إِنَّ 41يُونُسَ دَعَا عَلَيْهِمْ فَاسْتَجَابَ اَللَّهُ لَهُ، وَ نَزَلَ اَلْعَذَابُ عَلَيْهِمْ، فَاجْتَمَعُوا وَ بَكَوْا، وَ دَعَوْا، فَرَحِمَهُمُ اَللَّهُ، وَ صَرَفَ ذَلِكَ عَنْهُمْ، وَ فَرَّقَ اَلْعَذَابَ عَلَى اَلْجِبَالِ، فَهُمْ إِذَنْ يَطْلُبُونَ 41يُونُسَ لِيُؤْمِنُوا بِهِ. فَغَضِبَ 41يُونُسُ ، وَ مَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مُغَاضِباً كَمَا حَكَى اَللَّهُ حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى سَاحِلِ اَلْبَحْرِ، فَإِذَا سَفِينَةٌ قَدْ شُحِنَتْ، وَ أَرَادُوا أَنْ يَدْفَعُوهَا، فَسَأَلَهُمْ 41يُونُسُ أَنْ يَحْمِلُوهُ فَحَمَلُوهُ، فَلَمَّا تَوَسَّطُوا اَلْبَحْرَ، بَعَثَ اَللَّهُ حُوتاً عَظِيماً، فَحَبَسَ عَلَيْهِمُ اَلسَّفِينَةَ مِنْ قُدَّامِهَا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ 41يُونُسُ فَفَزِعَ مِنْهُ وَ صَارَ إِلَى مُؤَخَّرِ اَلسَّفِينَةِ، فَدَارَ اَلْحُوتُ إِلَيْهِ وَ فَتَحَ فَاهُ، فَخَرَجَ أَهْلُ اَلسَّفِينَةِ، فَقَالُوا: فِينَا عَاصٍ، فَتَسَاهَمُوا، فَخَرَجَ سَهْمُ 41يُونُسَ ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: فَسٰاهَمَ فَكٰانَ مِنَ اَلْمُدْحَضِينَ ، فَأَخْرَجُوهُ، فَأَلْقَوْهُ فِي اَلْبَحْرِ، فَالْتَقَمَهُ اَلْحُوتُ وَ هُوَ مُلِيمٍ، وَ مَرَّ بِهِ فِي اَلْمَاءِ. وَ قَدْ سَأَلَ بَعْضُ اَلْيَهُودِ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ سِجْنٍ طَافَ أَقْطَارَ اَلْأَرْضِ بِصَاحِبِهِ، فَقَالَ: يَا يَهُودِيُّ ، أَمَّا اَلسِّجْنُ اَلَّذِي طَافَ أَقْطَارَ اَلْأَرْضِ بِصَاحِبِهِ فَإِنَّهُ اَلْحُوتُ اَلَّذِي حُبِسَ 41يُونُسُ فِي بَطْنِهِ، وَ دَخَلَ فِي بَحْرِ اَلْقُلْزُمِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى بَحْرِ مِصْرَ ، ثُمَّ دَخَلَ فِي بَحْرِ طَبَرِسْتَانَ ، ثُمَّ دَخَلَ فِي دِجْلَةَ اَلْعَوْرَاءِ ، ثُمَّ مَرَّتْ بِهِ تَحْتَ اَلْأَرْضِ حَتَّى لَحِقَتْ بِقَارُونَ ، وَ كَانَ قَارُونُ هَلَكَ فِي أَيَّامِ 32مُوسَى ، وَ وَكَّلَ اَللَّهُ بِهِ مَلَكاً يُدْخِلُهُ فِي اَلْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ قَامَةَ رَجُلٍ، وَ كَانَ 41يُونُسُ فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ يُسَبِّحُ اَللَّهَ وَ يَسْتَغْفِرُهُ، فَسَمِعَ قَارُونُ صَوْتَهُ، فَقَالَ لِلْمَلَكِ اَلْمُوَكَّلِ بِهِ: أَنْظِرْنِي، فَإِنِّي أَسْمَعُ كَلاَمَ آدَمِيٍّ. فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَى اَلْمَلَكِ اَلْمُوَكَّلِ بِهِ: أَنْظِرْهُ. فَأَنْظَرَهُ. ثُمَّ قَالَ قَارُونُ : مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ 41يُونُسُ : أَنَا اَلْمُذْنِبُ اَلْخَاطِئُ 41يُونُسُ بْنُ مَتَّى . قَالَ: فَمَا فَعَلَ اَلشَّدِيدُ اَلْغَضَبِ لِلَّهِ 32مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ ؟ قَالَ: هَيْهَاتَ، هَلَكَ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ اَلرَّؤُوفُ اَلرَّحِيمُ عَلَى قَوْمِهِ 33هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ ؟ قَالَ: هَلَكَ. قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ كُلْثُمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، اَلَّتِي كَانَتْ سُمِّيَتْ لِي؟ قَالَ: هَيْهَاتَ، مَا بَقِيَ مِنْ آلِ عِمْرَانَ أَحَدٌ. قَالَ قَارُونُ : وَا أَسَفاً عَلَى آلِ عِمْرَانَ . فَشَكَرَ اَللَّهُ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَرَ اَللَّهُ اَلْمَلَكَ اَلْمُوَكَّلَ بِهِ أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُ اَلْعَذَابَ أَيَّامَ اَلدُّنْيَا، فَرَفَعَ عَنْهُ. فَلَمَّا رَأَى 41يُونُسُ ذَلِكَ نَادَى فِي اَلظُّلُمَاتِ: أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَابَ اَللَّهُ لَهُ، وَ أَمَرَ اَلْحُوتَ أَنْ يَلْفِظَهُ، فَلَفَظَهُ عَلَى سَاحِلِ اَلْبَحْرِ، وَ قَدْ ذَهَبَ جِلْدُهُ وَ لَحْمُهُ، وَ أَنْبَتَ اَللَّهُ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ وَ هِيَ اَلدُّبَّاءُ فَأَظَلَّتْهُ عَنِ اَلشَّمْسِ، فَشَكَرَ ، ثُمَّ أَمَرَ اَللَّهُ اَلشَّجَرَةَ فَتَنَحَّتْ عَنْهُ، وَ وَقَعَتِ اَلشَّمْسُ عَلَيْهِ، فَجَزِعَ، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ: يَا 41يُونُسُ ، لِمَ لَمْ تَرْحَمْ مِائَةَ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ وَ أَنْتَ تَجْزَعُ مِنْ أَلَمِ سَاعَةٍ! فَقَالَ: يَا رَبِّ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ. فَرَدَّ اَللَّهُ عَلَيْهِ بَدَنَهُ، وَ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، وَ آمَنُوا بِهِ، وَ هُوَ قَوْلُهُ: فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهٰا إِيمٰانُهٰا إِلاّٰ قَوْمَ 41يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا كَشَفْنٰا عَنْهُمْ عَذٰابَ اَلْخِزْيِ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَ مَتَّعْنٰاهُمْ إِلىٰ حِينٍ » وَ قَالُوا: مَكَثَ 41يُونُسَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ سَبْعَ سَاعَاتٍ.
41,13,59045 / _2 ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي اَلْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «لَبِثَ 41يُونُسُ فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وَ نَادَى فِي اَلظُّلُمَاتِ اَلثَّلاَثِ: ظُلْمَةِ بَطْنِ اَلْحُوتِ، وَ ظُلْمَةِ اَللَّيْلِ، وَ ظُلْمَةِ اَلْبَحْرِ: أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ، فَأَخْرَجَهُ اَلْحُوتُ إِلَى اَلسَّاحِلِ، ثُمَّ قَذَفَهُ فَأَلْقَاهُ بِالسَّاحِلِ، وَ أَنْبَتَ اَللَّهُ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ وَ هُوَ اَلْقَرْعُ فَكَانَ يَمَصُّهُ، وَ يَسْتَظِلُّ بِهِ وَ بِوَرَقِهِ، وَ كَانَ تَسَاقَطَ شَعْرُهُ، وَ رَقَّ جِلْدُهُ، وَ كَانَ 41يُونُسُ يُسَبِّحُ وَ يَذْكُرُ اَللَّهَ فِي اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهَارِ. فَلَمَّا أَنْ قَوِيَ وَ اِشْتَدَّ بَعَثَ اَللَّهُ دُودَةً فَأَكَلَتْ أَسْفَلَ اَلْقَرْعِ، فَذَبَلَتِ اَلْقَرْعَةُ، ثُمَّ يَبِسَتْ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى يُونُسَ، وَ ظَلَّ حَزِيناً، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ: مَا لَكَ حَزِيناً، يَا 41يُونُسُ ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، هَذِهُ اَلشَّجَرَةُ اَلَّتِي كَانَتْ تَنْفَعُنِي سَلَّطْتَ عَلَيْهَا دُودَةً فَيَبِسَتْ. قَالَ: يَا 41يُونُسُ ، أَ حَزِنْتَ لِشَجَرَةٍ لَمْ تَزْرَعْهَا، وَ لَمْ تَسْقِهَا، وَ لَمْ تَعْيَ بِهَا أَنْ يَبِسَتْ حِينَ اِسْتَغْنَيْتَ عَنْهَا، وَ لَمْ تَحْزَنْ لِأَهْلِ نَيْنَوَى ، أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ أَرَدْتَ أَنْ يُنْزَلَ عَلَيْهِمُ اَلْعَذَابُ! إِنَّ أَهْلَ نَيْنَوَى قَدْ آمَنُوا وَ اِتَّقَوْا فَارْجِعْ إِلَيْهِمْ. فَانْطَلَقَ 41يُونُسُ إِلَى قَوْمِهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ نَيْنَوَى اِسْتَحَى أَنْ يَدْخُلَ، فَقَالَ لِرَاعٍ لَقِيَهُ: اِئْتِ أَهْلَ نَيْنَوَى ، فَقُلْ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا 41يُونُسُ قَدْ جَاءَ. قَالَ اَلرَّاعِي: أَ تَكْذِبُ، أَ مَا تَسْتَحْيِ، وَ 41يُونُسُ قَدْ غَرِقَ فِي اَلْبَحْرِ وَ ذَهَبَ؟! قَالَ لَهُ 41يُونُسُ : اَللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ اَلشَّاةَ تَشْهَدُ لَكَ أَنِّي 41يُونُسُ . فَنَطَقَتِ اَلشَّاةُ لَهُ بِأَنَّهُ 41يُونُسُ ، فَلَمَّا أَتَى اَلرَّاعِي قَوْمَهُ وَ أَخْبَرَهُمْ، أَخَذُوهُ وَ هَمُّوا بِضَرْبِهِ، فَقَالَ: إِنَّ لِي بَيِّنَةً بِمَا أَقُولُ. قَالُوا: مَنْ يَشْهَدُ؟ قَالَ: هَذِهِ اَلشَّاةُ تَشْهَدُ، فَشَهِدَتْ بِأَنَّهُ صَادِقٌ، وَ أَنَّ 41يُونُسَ قَدْ رَدَّهُ اَللَّهُ إِلَيْهِمْ. فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ، فَوَجَدُوهُ فَجَاءُوا بِهِ وَ آمَنُوا، وَ أَحْسَنُوا إِيمَانَهُمْ، فَمَتَّعَهُمُ اَللَّهُ إِلَى حِينٍ، وَ هُوَ اَلْمَوْتُ، وَ أَجَارَهُمْ مِنْ ذَلِكَ اَلْعَذَابِ».
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ الآية قال لم تكن قرية آمنت فنفعها الايمان إذا نزل بها باس الله الا قرية يونس
14و أخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال في قوله إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا قال لما دعوا
1و أخرج ابن أبى حاتم و اللالكائي في السنة عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال ان الحذر لا يرد القدر و ان الدعاء يرد القدر و ذلك في كتاب الله إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا كَشَفْنٰا عَنْهُمْ عَذٰابَ اَلْخِزْيِ الآية
و أخرج ابن المنذر و أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان الدعاء ليرد القضاء و قد نزل من السماء اقرؤا ان شئتم إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا كَشَفْنٰا عَنْهُمْ فدعوا صرف عنهم العذاب
14و أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان يونس دعا قومه فلما أبوا أن يجيبوه وعدهم العذاب فقال انه يأتيكم يوم كذا و كذا ثم خرج عنهم و كانت الأنبياء عليهم السلام إذا وعدت قومها العذاب خرجت فلما أظلهم العذاب خرجوا ففرقوا بين المرأة و ولدها و بين السخلة و أولادها و خرجوا يعجون إلى الله علم الله منه الصدق فتاب عليهم و صرف عنهم العذاب و قعد يونس في الطريق يسال عن الخبر فمر به رجل فقال ما فعل قوم يونس فحدثه بما صنعوا فقال لا أرجع إلى قوم قد كذبتهم و انطلق مغاضبا يعنى مراغما
أخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه قال بلغني ان في حرف ابن مسعود رضى الله عنه فهلا كانت قرية آمنت
و أخرج ابن ابى حاتم عن ابى مالك رضى الله عنه قال كل ما في القرآن فَلَوْ لاٰ فهو فهلا الا في حرفين في يونس فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ و الاخر فَلَوْ لاٰ كٰانَ مِنَ اَلْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ
و أخرج ابن المنذر و ابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ قال فلم تكن قرية آمنت
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن ابى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ الآية يقول لم يكن هذا في الأمم قبل قوم يونس لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين عاينت العذاب الا قوم يونس عليه السلام فاستثنى الله قوم يونس و ذكر لنا ان قوم يونس كانوا بنينوى من أرض الموصل فلما فقدوا نبيهم عليه السلام قذف الله تعالى في قلوبهم التوبة فلبسوا المسوح و أخرجوا المواشي و فرقوا بين كل بهيمة و ولدها فعجوا إلى الله أربعين صباحا فلما عرف الله الصدق من قلوبهم و التوبة و الندامة على ما مضى منهم كشف عنهم العذاب بعد ما تدلى عليهم لم يكن بينهم و بين العذاب الا ميل
و أخرج أحمد في الزهد و ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما ان العذاب كان هبط على قوم يونس حتى لم يكن بينهم و بينه الا قدر ثلثي ميل فلما دعوا كشف الله عنهم
و أخرج أحمد في الزهد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال غشى قوم يونس العذاب كما يغشى القبر بالثوب إذا أدخل فيه صاحبه و مطرت السماء دما
و أخرج عبد الرزاق و أحمد في الزهد و ابن جرير عن قتادة في قوله إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا قال بلغنا انهم خرجوا فنزلوا على تل و فرقوا بين كل بهيمة و ولدها فدعوا الله أربعين ليلة حتى تاب عليهم
1و أخرج ابن أبى حاتم عن على رضى الله عنه قال تيب على قوم يونس عليه السلام يوم عاشوراء
و أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال بعث يونس عليه السلام إلى قرية يقال لها نينوى على شاطئ دجلة
و أخرج أحمد في الزهد و ابن جرير و ابن النذر و ابن أبى حاتم عن أبى الخلد رضى الله عنه قال لما غشى قوم يونس عليه السلام العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا له ما ترى قال قولوا يا حي حين لا حي و يا حي محيي الموت و يا حي لا اله الا أنت فقالوا فكشف عنهم العذاب
14و أخرج ابن النجار عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ينجى حذر من قدر و ان الدعاء يدفع من البلاء و قد قال الله في كتابه إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا كَشَفْنٰا عَنْهُمْ عَذٰابَ اَلْخِزْيِ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَ مَتَّعْنٰاهُمْ إِلىٰ حِينٍ
و أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما دعا يونس على قومه أوحى الله اليه ان العذاب مصبحهم فاخرجوا النساء معهن الولدان و أخرجوا الإبل معها فصلانها و أخرجوا البقر معها عجاجيلها و أخرجوا الغنم معها سخالها فجعلوه امامهم و أقبل العذاب فلما أن رأوه جاروا إلى الله ودعوا و بكى النساء و الولدان و رغت الإبل و فصلانها و خارت البقر و عجاجيلها و ثغت الغنم و سخالها فرحمهم الله فصرف عنهم العذاب إلى جبال آمد فهم يعذبون حتى الساعة
1)محمد بن يعقوب از محمد بن يحيى،از احمد بن محمد،از ابن محبوب، از عبد اللّه بن سنان،از معروف بن خرّبوذ،از امام باقر عليه السّلام روايت كرد كه فرمود:خداوند متعال،مالك بادهاى رحمت و بادهاى عذاب است.اگر اراده فرمايد،عذاب را مبدّل به رحمت مىكند؛اما هرگز رحمت را به عذاب مبدّل نخواهد ساخت و نيز فرمود:زيرا اقوامى كه او را اطاعت كردند،هرگز عذاب نكرده است؛در حالى كه اطاعت ايشان از خداوند بر آنان سنگينى مىكرد،فقط وقتى آنان را عذاب نمود كه از طاعت او روى برگردانده و سرپيچى كردند. امام عليه السّلام در...
3)ابن بابويه از محمد بن حسن بن احمد بن وليد،از محمد بن حسن صفّار، از محمد بن حسين بن ابى خطّاب،از حسن بن على بن فضّال،از ابو مغرا حميد بن مثنّى عجلى،از سماعه نقل كرده است كه:از امام صادق عليه السّلام شنيدم كه مىفرمود:خداوند متعال عذاب حتمى را از هيچ قومى برنداشت مگر قوم يونس. پرسيدم:آيا عذاب آنان حتمى شده بود؟فرمود:بلى،آنان با دستان خود به عذاب رسيده بودند.گفتم:چطور چنين چيزى ممكن است؟فرمود:در علم خداوند كه هيچكس به آن دسترسى ندارد،آمده بود كه خداوند،عذاب را از آنان برخواهد داشت.1
2)ابن بابويه از على بن احمد بن محمد،از محمد بن ابى عبد اللّه كوفى،از موسى بن عمران نخعى،از عمويش حسين بن يزيد نوفلى،از على بن سالم،از پدرش،از ابو بصير نقل كرده است كه گفت:به امام صادق عليه السّلام عرض كردم به چه دليلى خداوند متعال عذاب را كه بر قوم يونس مسلّط كرده بود،از آنان برداشت؟چرا چنين كارى را نسبت به ديگر ملتها و اقوام انجام نداد؟فرمود:زيرا در علم خداوند،چنين بود كه به خاطر توبه آنان،عذاب را از ايشان برخواهد داشت. اما اين موضوع را به يونس خبر نداد؛زيرا خداى تعالى اراده فرمود يونس عليه...