سورة البينة
السورة:
98
عدد الآيات :
8
مكان النزول :
مدينة
ترتيب النزول:
100
الأسماء :
سورةالبینة، سورة لم یکن، سورةالقیّمة، سورةالبریة، سورةالمنفکین، سورة اهل الکتاب

البينة

البينة: الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة.[1]

أسماء السورة

سورة لم يكن الذين كفروا، سورة لَمْ يَكُن، سورة القيّمة، سورة البيّنة، سورة أهل الكتاب، سورة البريّة، سورة الانفكاك. [2]

وجه التسمية

«سورة البيّنة»؛ سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ.[3]

«سورة لم يكن الذين كفروا»؛ وردت تسمية هذه السورة في كلام عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: لأبي بن كعب: «إن اللّه أمرني أن أقرأ عليك: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا قال: و سمّاني لك؟ قال: نعم. فبكى».[4]

«سورة لَمْ يَكُن»؛ سميت هذه السورة في معظم كتب التفسير و كتب السنة سورة لَمْ يَكُنِ‌ بالاقتصار على أول كلمة منها.[5]

«سورة أهل الكتاب»؛ ذكر في «الإتقان» أنها سميت في مصحف أبيّ «سورة أهل الكتاب»، أي لقوله تعالى: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتاب.[6]

«سورة القيّمة»؛ سميت السورة بهذا الاسم لذکره في الاية الثالثة منها.

«سورة البريّة»؛ سميت السورة بهذا الاسم لذکره في الاية السادسة و السابعة منها.

«سورة الانفكاك»؛ سميت السورة بهذا الاسم مأخوذا من کلمة «منفکّين» في الاية الاولي منها.

عدد الآيات

هي ثماني آيات.[7]

عدد الکلمات

هي أربع و تسعون كلمة.[8] (الجدير بالذکر ان الاقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي ثلاثمائة و تسعة و تسعون حرفا. [9] (الجدير بالذکر ان الاقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

الغرض من هذه السورة بيان فضل القرآن. و قد كانت السورة السابقة (سورة القدر) في بيان فضل الليلة التي أنزل فيها؛ فجاءت هذه السورة بعدها، لبيان فضله في نفسه.[10]

المحتوي و الموضوعات

هذه السورة تناولت رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ما فيها من دلائل بيّنة، هذه الرسالة التي كان أهل الكتاب ينتظرونها، حين ظهرت أعرض عنها فريق منهم لما وجدوا فيها من خطر على مصالحهم الشخصية.

و السّورة تقرر حقيقة وجود الإيمان و التوحيد و الصلاة و الصيام في كل الأديان و دعوات الأنبياء باعتبارها أصولا ثابتة خالدة.

و في مقطع آخر من السّورة بيان عن مواقف أهل الكتاب و المشركين تجاه الإسلام ... بعضهم آمن و عمل صالحا فهو خير المخلوقات، و بعضهم كفر و أشرك فهو شرّ البريّة.[11]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال‌: و من قرأها كان يوم القيامة مع خير البرية مسافرا و مقيما.

و عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله لو يعلم الناس ما في لم يكن لعطلوا الأهل و المال و تعلموها فقال رجل من خزاعة ما فيها من الأجر يا رسول الله فقال لا يقرأها منافق أبدا و لا عبد في قلبه شك في الله عز و جل و الله إن الملائكة المقربين ليقرءونها منذ خلق الله السماوات و الأرض لا يفترون عن قراءتها و ما من عبد يقرؤها بليل إلا بعث الله ملائكة يحفظونه في دينه و دنياه و يدعون له بالمغفرة و الرحمة فإن قرأها نهارا أعطي عليها من الثواب مثل ما أضاء عليه النهار و أظلم عليه الليل فقال رجل من قيس عيلان زدنا يا رسول الله من هذا الحديث فداك أبي و أمي فقال ص تعلموا عم يتساءلون و تعلموا ق و القرآن المجيد و تعلموا و السماء ذات البروج و تعلموا و السماء و الطارق فإنكم لو تعلمون ما فيهن لعطلتهم ما أنتم فيه و تعلمتموهن و تقربتم إلى الله بهن و إن الله يغفر بهن كل ذنب إلا الشرك بالله و اعلموا أن تبارك الذي بيده الملك تجادل عن صاحبها يوم القيامة و تستغفر له من الذنوب.

أبو بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة لم يكن كان بريئا من الشرك و أدخل في دين محمد ص و بعثه الله مؤمنا و حاسبه الله حسابا يسيرا.[12]

محل النزول

سورة البيّنة مدنية و قيل مكية.[13]

زمان النزول

نزلت سورة البيّنة بعد سورة الطلاق؛ و نزلت سورة الطلاق، فيما بين صلح الحديبية و غزوة تبوك؛ فيكون نزول سورة البيّنة في ذلك التاريخ أيضا.[14]

جوّ النزول

..في أكثر الروايات أنها مدنية. و قد وردت بعض الروايات بمكيتها. و مع رجحان مدنيتها من ناحية الرواية، و من ناحية أسلوب التعبير التقريري، فإن كونها مكية لا يمكن استبعاده. و ذكر الزكاة فيها و ذكر أهل الكتاب لا يعتبر قرينة مانعة. فقد ورد ذكر أهل الكتاب في بعض السور المقطوع بمكيتها. و كان في مكة بعض أهل الكتاب الذين آمنوا، و بعضهم لم يؤمنوا. كما أن نصارى نجران و فدوا على الرسول صلى اللّه عليه و سلم في مكة و آمنوا كما هو معروف. و ورد ذكر الزكاة كذلك في سور مكية. و السورة تعرض عدة حقائق تاريخية و إيمانية في أسلوب تقريري هو الذي يرجح أنها مدنية إلى جانب الروايات القائلة بهذا.

و الحقيقة الأولى هي أن بعثة الرسول صلى اللّه عليه و سلم كانت ضرورية لتحويل الذين كفروا من أهل‌ الكتاب و من المشركين عما كانوا قد انتهوا إليه من الضلال و الاختلاف، و ما كانوا ليتحولوا عنه بغير هذه البعثة: «لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً، فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ» ..

و الحقيقة الثانية: أن أهل الكتاب لم يختلفوا في دينهم عن جهالة و لا عن غموض فيه، إنما اختلفوا من بعد ما جاءهم العلم و جاءتهم البينة: «وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ».

و الحقيقة الثالثة: أن الدين في أصله واحد، و قواعده بسيطة واضحة، لا تدعو إلى التفرق و الاختلاف في ذاتها و طبيعتها البسيطة اليسيرة: «وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ، وَ يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَ يُؤْتُوا الزَّكاةَ، وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ».

و الحقيقة الرابعة: أن الذين كفروا بعد ما جاءتهم البينة هم شر البرية، و أن الذين آمنوا و عملوا الصالحات هم خير البرية. و من ثم يختلف جزاء هؤلاء عن هؤلاء اختلافا بينا: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها. أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ، جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ، ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ» ..

و هذه الحقائق الأربع ذات قيمة في إدراك دور العقيدة الإسلامية و دور الرسالة الأخيرة. و في التصور الإيماني كذلك.[15]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «الثامنة و التسعون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «المائة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الطلاق.[16] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)

العلاقة مع السورة السابقة

بين الله سبحانه في سورة القدر أن القرآن حجة ثم بين في هذه السورة أن الكفار قبله لم يخلو قط من حجة.[17]

الخصوصية

هذه السورة من المفصلات.[18] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني‌ من قصار السّور، و إنما سمّيت‌ مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان‌ التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل‌. [19]

تسجل السورة رسالة محمد صلي الله عليه و آله لعامة أهل الكتاب و المشركين و بعبارة أخرى للمليين و غيرهم و هم عامة البشر فتفيد عموم الرسالة و أنها مما كانت تقتضيه السنة الإلهية- سنة الهداية- التي تشير إليها أمثال قوله تعالى: «إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً» و قوله: «وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ»، و تحتج على عموم دعوته صلي الله عليه و آله بأنها لا تتضمن إلا ما يصلح المجتمع الإنساني من الاعتقاد و العمل.[20]

[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 156

[2]التحرير و التنوير، ج‌30، ص 412

[3]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌12، ص 85

[4]التحرير و التنوير، ج‌30، ص 412

[5]نفس المصدر

[6]نفس المصدر

[7]الكشف و البيان، ج‌10، ص 259

[8]نفس المصدر

[9]نفس المصدر

[10]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌12، ص 85

[11]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌20، ص 355

[12]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌10، ص 791

[13]نفس المصدر

[14]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌12، ص 85

[15]فى ظلال القرآن، ج‌6، ص 3947-3948

[16]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136

[17]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌10، ص 791

[18]التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313

[19]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‌1، ص 34

[20]الميزان في تفسير القرآن، ج‌20، ص 336