المطففين
المطفِّفون: الذين يَنقُصون المكيالَ و الميزان، و إنما قيل للفاعل مُطَفِّف لأنّه لا يكاد يَسرِق في المِكيال و المِيزان إلّا الشيءَ الخفيَ الطفيفَ، و إنما أُخِذ من طَفّ الشيءِ و هو جانِبُه.[1]
وجه التسمية
«سورة المطففين»، «سورة ويل للمطففين»، «سورة التطفيف»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذه الأسماء، لقوله تعالى في أوّلها «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ».
عدد الآيات
هي ست و ثلاثون آية.[4]
عدد الکلمات
مائة و تسع و ستون كلمة.[5] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)
عدد الحروف
سبع مائة و ثلاثون حرفا.[6] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة تحريم التّطفيف في المكيال و الميزان، و إنذار من يفعل ذلك، بأنه مبعوث لحساب لا تساهل فيه بتطفيف أو نحوه. و بهذا سار سياقها في الترهيب كما سارت السورة قبلها(سورة الانفطار).[7]
المحتوي و الموضوعات
بحوث السّورة تدور حول محاور خمس هي:
1- تحذير و إنذار شديد للمطفّفين.
2- الإشارة إلى أنّ منشأ الذنوب الكبيرة إنّما يأتي من عدم رسوخ الإيمان بالبعث و المعاد.
3- عرض لجوانب من عاقبة «الفجّار» في ذلك اليوم العظيم.
4- عرض لجوانب ما ينتظر المحسنين في الجنّة من نعم إلهية و عطاء ربّاني جزيل.
5- الإشارة لآثار استهزاء الكفّار بالمؤمنين في الحياة الدنيا، و انعكاس الحال في يوم القيامة.[8]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب قال: قال النبي صلي الله عليه و آله: و من قرأها سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة.
روى صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كانت قراءته في الفريضة ويل للمطففين أعطاه الله الأمن يوم القيامة من النار و لا تراه و لا يراها و لا يمر على جسر جهنم و لا يحاسب يوم القيامة.[9]
محل النزول
تسمى سورة التطفيف مكية و قال المعدل مدنية عن الحسن و الضحاك و عكرمة قال و قال ابن عباس و قتادة إلا ثماني آيات منها و هي «إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا» إلى آخر السورة.[10]
زمان النزول
نزلت سورة المطفّفين بعد سورة العنكبوت، و هي آخر سورة نزلت بمكّة، فيكون نزولها بعد الإسراء و قبيل الهجرة.[11]
جوّ النزول
قيل هذه السورة هي آخر سورة نزلت بمكّة [12] و قيل نزلت بالمدينة. [13] و بملاحظة أسباب نزول الآيات الاولى من السّورة، و التي تتعلق بالذين يخسرون الميزان، فسيظهر أنّ نزولها كان في المدينة. و لكنّ طبيعة بقية الآيات تأتي تماما مع سياق الآيات المكّية، حيث أنّها تتحدث و بعبارات موجزة و مثيرة عن حوادث يوم القيامة، و على الخصوص الآيات الأخيرة من السّورة و التي تنقل لنا حالة استهزاء الكفّار بالمسلمين، و هو ما ينسجم مع أوضاع مكّة في أوائل الدعوة المباركة، حينها كان المؤمنون عصبة قليلة و الكفّار كثرة من حيث العدد. و لعل ذلك هو الذي دفع بالمفسّرين لاعتبار قسم من الآيات مكّية و القسم الآخر مدنية. [14]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الثالثة و الثمانون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «السادسة و الثمانون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد العنکبوت.[15] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)
العلاقة مع السورة السابقة
ختم الله سبحانه تلك السورة(اي: السورة الانفطار) بذكر القيامة و ما أعد فيها للأبرار و الفجار و بين في هذه السورة أيضا ذكر أحوال الناس في القيامة.[16]
الخصوصية
قيل هذه السورة هي آخر سورة نزلت بمكّة.[17]
و هي من المفصلات.[18] قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: بسم الله الرّحمن الرّحيم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل. [19]
[1]تهذيب اللغة، ج13، ص206
[2]التحرير و التنوير، ج30، ص166
[3]بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز، ج1، ص 126
[4]الکشف و البيان، ج10، ص149
[5]نفس المصدر
[6]نفس المصدر
[7]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج11، ص133
[8]الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج20، ص11
[9]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص685
[10]نفس المصدر
[11]الموسوعة القرآنية خصائص السور، ج11، ص133
[12]نفس المصدر
[13]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص685
[14]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج20، ص11
[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص137
[16]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص685
[17]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج11، ص133
[18]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313
[19]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص34