الروم
الروم جيل من الناس على ساحل البحر الأبيض بالمغرب كانت لهم إمبراطورية وسيعة منبسطة إلى الشامات.[1]
أسماء السورة
سورة الروم.
وجه التسمية
«سورة الروم»؛ سمّيت هذه السورة بسورة الروم لقوله تعالى في أولها: «الم غُلِبَتِ الرُّومُ».[2]
عدد الآيات
هي ستّون آية.[3]
عدد الکلمات
هي ثمانمائة و تسع عشرة كلمة.[4] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الکلمات القرآنيّة مختلفة)
عدد الحروف
هي ثلاثة آلاف و خمسمائة و أربعة و ثلاثون حرفا.[5] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الحروف القرآنيّة مختلفة)
أغراض السورة
الغرض من هذه السورة تسلية المؤمنين فيما يصيبهم من أذى المشركين، كشماتتهم بهم حين انتصر الفرس على الرّوم، و ذلك بوعدهم بنصر الرّوم على الفرس في الدّنيا، و بيان ما يكون من حالهم و حال أعدائهم في الاخرة؛ و قد جاء هذا الغرض فيها على قسمين: أوّلهما في تسلية المؤمنين بوعدهم بنصر الروم على الفرس، و ما إلى هذا ممّا ذكر فيه، و ثانيهما في بيان بعض ما يثبّتهم و يهوّن عليهم ما يلقونه من أعدائهم.[6]
المحتوي و الموضوعات
يمكن تلخيص مضامين هذه السورة في سبعة أقسام:
1- التنبؤ بانتصار الروم على الفرس في معركة تحدث في المستقبل، و ذلك لما جرى من الحديث بين المسلمين و المشركين في هذا الصدد، و سيأتي تفصيل ذلك في الصفحات المقبلة بإذن اللّه.
2- جانب من طريقة التفكير عند غير المؤمنين و كيفية أحوالهم، ثمّ التهديدات لهم بالعذاب و الجزاء الإلهي في يوم القيامة.
3- قسم مهم من آيات «عظمة اللّه» في الأرض و السماء، و في وجود الإنسان، من قبيل خروج الحي من الميت، و خروج الميت من الحيّ .. و خلق الإنسان من تراب، و نظام الزوجية بالنسبة للناس، و علاقة المودة بين كل من الزوجين، خلق السماوات و الأرض و اختلاف الألسن، نعمة النوم في الليل و الحركة في النهار، و ظهور البرق و الرعد و الغيث و حياة الأرض بعد موتها، و تدبير اللّه لأمر السماء و الأرض.
4- الكلام عن التوحيد «الفطري» بعد بيان دلائله في الآفاق و في الأنفس لمعرفة اللّه سبحانه.
5- العودة إلى شرح أحوال غير المؤمنين و المذنبين و تفصيل حالاتهم، و ظهور الفساد في الأرض نتيجة لآثامهم و ذنوبهم.
6- إشارة إلى مسألة التملك، و حق ذوي القربى، و ذم الربا.
7- العودة مرّة أخرى إلى دلائل التوحيد، و آيات اللّه و آثاره، و المسائل المتعلقة بالمعاد.
و بشكل عام فإنّ في هذه السورة كباقي سور القرآن الأخرى مسائل استدلالية و عاطفية و خطابية ممزوجة مزجا .. حتى غدت مزيجا كاملا لهداية النفوس و تربيتها.[7]
الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة
أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال: و من قرأها كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك سبح لله ما بين السماء و الأرض و أدرك ما ضيع في يوم و ليلته.[8]
محل النزول
سورة الروم مكية. قال الحسن إلا قوله «فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ» الآية. [9]
زمان النزول
نزلت سورة الروم بعد سورة الانشقاق، و كان نزول سورة الروم في السنة التي هزمهم الفرس فيها، و كان ذلك قبل الهجرة بسنة، فتكون من السور التي نزلت فيما بين الإسراء و الهجرة إلى المدينة.[10]
جوّ النزول
قال المفسّرون: بعث كسرى جيشا إلى الروم و استعمل عليهم رجلا يسمّى شهريران، فسار إلى الروم بأهل فارس و ظهر عليهم، فقتلهم و خرّب مدائنهم و قطع زيتونهم، و كان قيصر قد بعث رجلا يدعى يحنس، فالتقى مع شهريران بأذرعات و بصرى و هما أدنى الشام إلى أرض العرب. فغلبت فارس الرّوم، و بلغ ذلك النبيّ صلي الله عليه و آله و أصحابه بمكّة فشقّ عليهم. و كان النبي صلي الله عليه و آله يكره أن يظهر الأمّيّون من أهل المجوس على أهل الكتاب من الروم، و فرح كفار مكّة و شمتوا، و قالوا للمسلمين: إنكم أهل كتاب، و النّصارى أهل كتاب و نحن أمّيّون. و قد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم، و إنّكم إن قاتلتمونا لنظهرنّ عليكم. فأنزل اللّه تعالى سورة الروم. و فيها يفيد أنّ أهل فارس قد غلبوا الروم في أرض الأردن و فلسطين و هي أقرب البلاد إلى جزيرة العرب. ثمّ وعد اللّه جلّ جلاله أن ينتصر الروم على الفرس في جولة أخرى خلال بضع سنين.[11]
الترتيب في المصحف
هذه السورة هي السورة «الثلاثون» من القرآن بترتيب المصحف.
الترتيب حسب النزول
هذه السورة هي السورة «الرابعة و الثمانون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الإنشقاق[12] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة).
العلاقة مع السورة السابقة
أجمل في آخر العنكبوت ذكر المجاهدين ثم فصل في هذه السورة.[13]
الخصوصية
افتتحت السورة بالحروف المقطعة و هي من المثاني. قال ابن قتيبة [المثاني] ما ولي المئين من السّور التي دون المائة، كأنّ المئين مباد، و هذه مثان.[14] و تلک السور هي: الأحزاب و الحجّ و القصص و النمل و النور و الأنفال و مريم و العنکبوت و الروم و يس و الفرقان و الحجر و الرعد و سبأ و فاطر و إبراهيم و ص و محمد و لقمان و الزمر.[15]
[1]الميزان في تفسير القرآن، ج16، ص 155
[2]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 3
[3]الكشف و البيان، ج7، ص 291
[4]نفس المصدر
[5]نفس المصدر
[6]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 7
[7]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج12، ص 463 و 464
[8]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج8، ص 459
[9]نفس المصدر
[10]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج7، ص 7
[11]نفس المصدر ص 3
[12]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 137
[13]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج8، ص 459
[14]زاد المسير فى علم التفسير، ج4، ص 141
[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 313
[16]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج1، ص 34