سورة العنكبوت
السورة:
29
عدد الآيات :
69
مكان النزول :
مکة
ترتيب النزول:
85
الأسماء :
سورةالعنکبوت

العنکبوت

العنكبوت: الناسجة، و الغالب عليها التأنيث، و الجمع العناكب.[1]

أسماء السورة

سورة العنکبوت

وجه التسمية

«سورة العنکبوت»؛ سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالي «مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بيْتا..».

عدد الآيات

هي تسع و ستون آية.[2]

عدد الکلمات

هي ألف و تسعمائة و إحدى و ثمانون كلمة.[3] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الکلمات القرآنيّة مختلفة)

عدد الحروف

هي أربعة ألف و مائة و خمسة و تسعون حرفا.[4] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الحروف القرآنيّة مختلفة)

أغراض السورة

الغرض من هذه السورة تهوين ما يلقاه المؤمنون من العذاب في سبيل دينهم؛ و هي في ذلك تنقسم إلى قسمين: أوّلهما، في بيان الحكمة من فتنة المؤمنين في دينهم؛ و ثانيهما، في بيان ما يسلكونه مع من يفتنونهم في دينهم، من المضيّ في دعوتهم، و ردّ شبههم، و من الهجرة عنهم إلى من لا يفتنهم في دينهم؛ و كانت المدينة توشك أن تفتح أبوابها لهجرتهم.[5]

المحتوي و الموضوعات

بصورة إجمالية، يمكن أن يقال: إن أبحاث هذه السورة تتلخص في أربعة أقسام:

1- فالقسم الأوّل من السورة يتحدث عن مسألة «الامتحان»، و موضوع‌ «المنافقين»، و هذان الأمران متلازمان لا يقبلان الانفكاك!! لأنّ معرفة المنافقين غير ممكنة إلّا في طوفان الامتحانات.

2- و القسم الثّاني من هذه السورة في الحقيقة هو لتسلية قلب النّبي صلّى اللّه عليه و آله و المؤمنين القلّة الأوائل، عن طريق بيان جوانب من حياة الأنبياء العظام السابقين، أمثال نوح و إبراهيم و لوط و شعيب عليهم السّلام و عواقبهم!. إذ واجهوا أعداء ألدّاء أمثال نمرود و طواغيت المال البخلاء.

و قد بيّن هذا القسم من السورة كيفية المواجهة، و عدّتها، و عاقبتها للمؤمنين لتطمئن قلوبهم، و لتكون هذه الآيات إنذارا للمشركين و عبدة الأوثان، الذين لهم قلوب كالحجارة أو أشدّ قسوة، و الظالمين الذين عاصروا النّبي صلّى اللّه عليه و آله.

3- و القسم الثّالث من هذه السورة، و هو ما ورد في نهاية السورة بوجه خاص، يتحدث عن التوحيد و دلائل اللّه في عالم خلقه، و المواجهة مع المشركين، و يدعوا الفطرة و الوجدان إلى الاحتكام و القضاء الحق!.

4- أمّا القسم الرّابع من هذه السورة، ففيه مباحث متنوعة عن عجز الأصنام المصنوعة التي تعبد من دون اللّه، و عبادها الذين مثلهم كمثل العنكبوت، و بيان عظمة القرآن، و دلائل حقانية نبيّ الإسلام، و لجاجة المخالفين، كما تتعرض لسلسلة من المسائل التربوية أمثال: الصلاة، و العمل الصالح، و الإحسان إلى الوالدين، و أسلوب مناقشة المخالفين، و ما إلى ذلك.[6]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال:‌ من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل المؤمنين و المنافقين‌

روى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام من قرأ سورة العنكبوت و الروم في شهر رمضان ليلة ثلاث و عشرين فهو و الله يا أبا محمد من أهل الجنة لا أستثني فيه أبدا و لا أخاف أن يكتب الله علي في يميني إثما و أن لهاتين السورتين من الله مكانا.[7]

محل النزول

سورة العنكبوت مكية كلها في قول عكرمة و عطاء و الكلبي و مدنية في أحد القولين عن ابن عباس و قتادة و مكية إلا عشر آيات من أولها فإنها مدنية عن الحسن و في أحد القولين عن ابن عباس و هو عن يحيى بن سلام.[8]

زمان النزول

نزلت سورة العنكبوت بعد سورة الروم، و نزلت سورة الروم في السنة التي انتصر الفرس فيها عليهم، و كان ذلك قبل الهجرة بسنة، فيكون نزول سورة العنكبوت في هذه السنة مثلها، و تكون من السّور التي نزلت فيما بين الإسراء و الهجرة إلى المدينة.[9]

جوّ النزول

المشهور بين جمع من المحققين أنّ جميع آيات هذه السورة نازلة بمكّة، فيكون محتواها منسجما مع محتوى السور المكية. إذ ورد فيها الكلام على المبدأ و المعاد، و قيام الأنبياء السابقين العظام، و وقوفهم بوجه المشركين و عبدة الأصنام و الجبابرة و الظالمين، و انتصارهم و انهزام هذه الجماعة الظالمة. و كذلك تتحدث هذه السورة عن الدعوة الى الحق و الامتحان الالهي للبشر، و ذرائع الكفار في مجالات مختلفة. غير أنّ جماعة من المفسّرين يرون بأن إحدى عشرة آية منها نازلة بالمدينة، و هي الآيات الأولى من السورة، و لعلّ ذلك ناتج عن سبب نزول بعض الآيات التي تتحدث عن الجهاد، و الإشارة إلى موضوع المنافقين، و هذا ما يناسب السور المدنية.

.... طبقا لما نقل بعض المفسّرين، أنّ الآيات الإحدى عشرة الأولى من بداية سورة العنكبوت نزلت في المدينة في شأن المسلمين الذين كانوا في مكّة و غير راغبين بالهجرة إلى المدينة .. و كانوا قد تلقوا رسائل من إخوة لهم في المدينة جاء فيها: «إن اللّه لا يقبل إقراركم بالإيمان حتى تهاجروا إلى المدينة» فصمموا على الهجرة و خرجوا من مكّة، فتبعهم جماعة من المشركين و التحموا بالقتال فقتل منهم جماعة و جرح آخرون «و ربّما سلّم بعضهم نفسه و رجعوا إلى مكّة». و قال بعض: إنّ الآية الثّانية من هذه السورة في شأن «عمار بن ياسر» و جماعة من المسلمين الأوائل، الذين آمنوا برسالة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و لاقوا صنوف التعذيب من الأعداء. كما قال بعضهم: إنّ الآية الثامنة نزلت في إسلام «سعد بن أبي وقاص»! غير أنّ التدقيق في الآيات يكشف عن أنّه لا دليل على ارتباط الآيات مع‌ هجرة أولئك، سوى أنّ الآيات تبيّن الضغوط على المؤمنين في ذلك الوقت من قبل أعدائهم و أحيانا من الآباء المشركين و الأمهات المشركات ضدّ أبنائهم المؤمنين. فهذه الآيات تشجّع المسلمين على الثبات و الرجولة و الاستقامة أمام أمواج الضغوط من قبل الأعداء .. و إذا ورد الحديث فيها على الجهاد فالمراد منه أيضا الجهاد في هذا المجال، لا الجهاد المسلّح الذي تقوم به الجماعة، فذلك شرّع في المدينة. و إذا ورد الحديث عن المنافقين في هذه الآيات، فلعلّه إشارة إلى المسلمين الضعاف في إيمانهم، الذي كان يتفق وجودهم بين المسلمين في مكّة أحيانا ... فتارة هم مع المسلمين و تارة مع المشركين، و كانوا يميلون مع الكفة الراجحة منهما. و على كل حال، فارتباط الآيات بعضها ببعض و انسجامها توجب أن تكون هذه السورة «جميعها» مكية، و ما ذكرناه من الرّوايات المتقدمة المتناقضة في ما بينها، لا يمكن أن تقطع هذا الارتباط![10]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «التاسعة و العشرون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «الخامسة و االثمانون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الروم.[11] (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة).

العلاقة مع السورة السابقة

لما أمر سبحانه في خاتمة تلك السورة بتلاوة القرآن بين في هذه السورة أن القرآن من طسم و أنه يتلو عليهم من نبأ موسى و فرعون‌.[12]

الخصوصية

تبدأ هذه السورة بحروف التهجي.

هذا السورة من المثاني. قال ابن قتيبة [المثاني] ما ولي المئين من السّور التي دون المائة، كأنّ المئين مباد، و هذه مثان.[13] و تلک السور هي: الأحزاب و الحجّ و القصص و النمل و النور و الأنفال و مريم و العنکبوت و الروم و يس و الفرقان و الحجر و الرعد و سبأ و فاطر و إبراهيم و ص و محمد و لقمان و الزمر.[14]

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان‌ التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل‌. [15]

[1]الصحاح، ج1،ص188

[2]الكشف و البيان، ج‌7، ص 269

[3]نفس المصدر

[4]نفس المصدر

[5]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌6، ص 253

[6]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌12، ص 327 و 328

[7]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌8، ص: 425

[8]نفس المصدر

[9]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌6، ص 253

[10]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌12، ص 327 - 330

[11]التمهيد في علوم القرآن، ج‌1، ص 137

[12]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌7، ص 373

[13]زاد المسير فى علم التفسير، ج‌4، ص 141

[14]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 313

[15]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‌1، ص 34