حیی بن أخطب
المجموعات : الأشخاص

حيي بن أخطب

هو حيي بن أخطب النضري، و قيل: النضيري نسبة إلى بني النضير من أسباط هارون بن عمران.

أحد شخصيات و رؤساء اليهود في الجاهلية، و من أبطال و عتاة و أشدّاء عصره، و كان يعرف بسيّد الحاضر و البادي.

أدرك الإسلام و لم يسلم، بل أصرّ على كفره و شركه و إيذاء النبي صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين.

كان يحسد النبي صلّى اللّه عليه و آله و يحيك المؤامرات ضدّه، فكان من جملة بني النضير الّذين أرادوا اغتيال النبي صلّى اللّه عليه و آله، و لكن اللّه نجّى نبيّه، فقذف اللّه الرعب في قلوبهم، و أجلاهم النبي صلّى اللّه عليه و آله عن أراضيهم، فمنهم من رحل إلى الشام، و منهم من خرج إلى خيبر، فكان المترجم له ممّن ذهبوا إلى خيبر.

كان من اليهود الّذين حزّبوا الأحزاب لحرب النبي صلّى اللّه عليه و آله في حرب الخندق في السنة الخامسة من الهجرة.

أسره المسلمون في غزوة بني قريظة سنة 5 ه و جي ء به إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله مكتوفا، فلما شاهد النبي صلّى اللّه عليه و آله قال: و اللّه ما لمت نفسي في عداوتك و لكن من يخذل اللّه فلا ناصر له، ثم قال للناس: إنّه لا بأس بأمر اللّه، كتاب و قدر و ملحمة كتبت على بني إسرائيل. فأمر النبي صلّى اللّه عليه و آله بضرب عنقه، فضربوا عنقه.

و بعد مقتله أسلمت ابنته صفيّة، فتزوجها النبي صلّى اللّه عليه و آله.

القرآن العظيم و «حيي»:

كان المترجم له و أخوه ياسر بن أخطب من أشدّ اليهود حسدا للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و كانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام، فنزلت فيهما الآية 109 من سورة البقرة: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ....

و شملته الآية 174 من نفس السورة: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ ....

كان المترجم له و جماعة من اليهود كتموا ما عهد اللّه إليهم في التوراة من شأن النبي محمّد صلّى اللّه عليه و آله و بدّلوا صفاته و شمائله، و كتبوا بأيديهم غيره، و حلفوا أنّه من عند اللّه؛ لئلّا تفوتهم الرشا و المآكل التي كانت لهم على أتباعهم، فنزلت فيه و فيهم الآية 77 عن سورة آل عمران: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ....

و شملته الآية 78 من نفس السورة: وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَ ما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَ يَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ ما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ....

و الآية 183 من السورة نفسها: الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ....

كان المترجم له و جماعة آخرون على شاكلته يأتون إلى أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و آله فيقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر، و لا تسارعوا في النفقة، فنزلت فيهم الآية 37 من سورة النساء: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَ يَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ....

كان هو و من على شاكلته من اليهود و المشركين يدّعون أنّ دينهم خير من دين النبي صلّى اللّه عليه و آله و أهدى منه، و كانوا يحزبون الأحزاب على النبي صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين فنزلت فيه و فيهم الآية 51 من سورة النساء: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا.

و نزلت فيه و في كعب بن الأشرف اليهودي الآية 52 من سورة النساء: أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً.

و نزلت فيه الآية 67 من سورة الزّمر: وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ ....[1]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 333

 

[1]أعلام القرآن، ص 333