التَرائب
المجموعات : الأعضاء والجوارح

الترائب

الأصل في هذه المادّة التّراب، و هو ما نعم من أديم الأرض، و منه التّرب، أي اللّدة و السّنّ، و الجمع: أتراب، و أكثر ما يستعمل في المؤنّث، يقال: هذه ترب هذه، و قد تاربتها، أي صارت تربها، و سمّي الأتراب بذلك للعبهم بالتّراب؛ إذ هم صبيان أقران. و منه التّرائب ای عظام الصّدر، و هي أربع أضلاع من يمنة الصّدر و أربع من يسرته، و الواحدة: تريبة، و سمّيت بذلك لأنّها متشابهة كالأتراب أو كتشابه التّراب.[1]

قال تعالی: «يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ»[2] أي تخرج النّطفة من بينهما، و فيها اقوال:

قيل: التّرائب مأخوذ من الأتراب، لأنّ عظام الصّدر مستوية غير متحجّنة أي غير منحنية مثل الأتراب.

قيل: إنّ التّرائب مختصّة بالنّساء، لأنّ التّرائب موضع القلاد، تقع بين ثدي المرأة و نحرها. و اختاره الطّبريّ، لأنّه المعروف عند العرب، و جاء ذكرها في أشعارهم، و إليه يرجع تفسيرها بالجيد أو ما بين الجيد و النّحر و نحوهما. و كذا قولهم: إنّ الصّلب للرّجل و التّرائب للمرأة، فيقال: صلب الرّجل و ترائب المرأة.

قيل: إنّهما جميعا للرّجل، أو للرّجل و المرأة معا، ففسّروها بأطراف الرّجل كاليدين و الرّجلين و العينين، أو بأربع أضلاع من كلّ جانب من أسفل الأضلاع الّتي هي أسفل الصّلب، أو أربع أضلاع من يمنة الصّدر، و أربع أضلاع من يسرة الصّدر.

قيل: إنّهما كناية عن جميع البدن، فأريد بالصّلب: الظّهر و العقب، و بالتّرائب: الصّدر و مقاديم البدن. أي أنّ الماء الدّافق يخرج من جميع البدن، و بذلك يرتفع إشكال علماء الطّبّ و الملاحدة الّذي طرحه الفخر الرّازيّ.

قيل: إنّهما كناية عن الرّجل و المرأة، فالصّلب مظهر تصلّب الرّجل، و التّرائب مظهر رقّة المرأة و لطافتها.

و احتمل بعض رجوع الضّمير في «يخرج» إلى الإنسان، دون الماء الدّافق.

و كلّ ذلك محتمل و لا يخلو من لطف، إلّا أنّه لا شاهد لواحد منها بعينه في اللّغة، سوى ما مرّ عن الطّبريّ.[3]

المنبع:

المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 7، ص 712

 

[1]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 7، ص 708

[2]الطارق: 7

[3]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 7، ص 712