الحطب
الحطب هو ما أعدّ من الشّجر شبوبا للنّار.
جاء الحطب مرّتين في آيتين، قال تعالی: «وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً»[1] . و قال تعالی:«و امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ»[2] . ذكر المفسرون لمعنى الحطب وجوها:
الحطب فيها مجاز لا حقيقة، و هو اختيار ابن عبّاس، قال: «حمّالة النّميمة، كانت تمشي بالنّميمة بين النّاس، فتلقي بينهم العداوة، و توقد نارها بالتّهييج، كما توقد النّار الحطب». و قال سعيد ابن جبير: «حمّالة الخطايا».
فيها حقيقة لا مجاز، و هو اختيار الرّبيع، قال: «كانت تنشر السّعدان على رسول اللّه، فكأنّما يطأ به كثيبا».
و قيل: هي حمّالة الحطب في النّار، في الآخرة لا في الدّنيا.
و الأقرب هو الوجه الأوّل فقد شبّهت النّميمة بالحطب، فاستعير في موضعها. و لعلّ ما جاء في كتاب الإمام عليّ عليه السّلام جوابا إلى معاوية يهدي إلى هذا المعنى، و ممّا ورد فيه قوله مفتخرا عليه: «و منّا النّبيّ و منكم المكذّب» يريد به أبا لهب، ثم قال: «و منّا خير نساء العالمين، و منكم حمّالة الحطب ».[3]
المنبع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 12، ص 591
[1]الجنّ: 15
[2]المسد: 4
[3]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 12، ص 591