الأجداث
الجدث هو القبر، و الجمع: أجداث. يقال: اجتدث الرّجل، أي اتّخذ جدثا. و تبدل «الفاء» من «الثّاء» هنا كما هو مطّرد في ألفاظ كثيرة، و لغة «الثّاء» هي المشهورة في قبائل العرب و بها قرئ قوله تعالى: «فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ» [1] .
و قال تعالی:«خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ»[2] و «يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ»[3] . قالوا: و الفرق بينها و بين القبر من منظار القرآن، كما نبّهت عليه الدّكتورة بنت الشّاطئ: أنّها قصرت على مخرج الأموات من القبور يوم القيامة، و أنّه لم يأت منها سوى (الاجداث)، و قد جاءت القبر و القبور و المقابر إضافة إلى (اقبر) من باب «الإفعال»، و هي تعمّ الحالات جميعا، من دون قصر على المخرج منها.[4]
المنبع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 9، ص 103
[1]يس: 51
[2]القمر: 7
[3]المعارج: 43
[4]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 9، ص 103