عرفات
المجموعات : الأمکنة

عَرَفَات

عرفات بالتحريك، و هو واحد في لفظ الجمع، قال الأخفش: إنما صرف لأن التاء صارت بمنزلة الياء و الواو في مسلمين، لا أنه تذكيره، و صار التنوين بمنزلة النون فلما سمي به ترك على حاله، و كذلك القول في أذرعات و عانات، و قال الفراء: عرفات لا واحد لها بصحة، و قول الناس اليوم يوم عرفة مولّد ليس بعربيّ محض، و الذي يدلّ على ما قاله الفراء ان عرفة و عرفات اسم لموضع واحد و لو كان جمعا لم يكن لمسمى واحد، و يحسن أن يقال: إن كل موضع منها اسمه عرفة ثم جمع و لم يتنكّر لما قلنا إنها متقاربة مجتمعة فكأنها مع الجمع شي ء واحد، و قيل: إن الاسم جمع و المسمّى مفرد فلم يتنكر، و الفصيح في عرفات و أذرعات الصرف، قال امرؤ القيس: تنوّرتها من أذرعات و أهلها و إنما صرفت لأن التاء فيها لم تتخصص للتأنيث بل هي أيضا للجمع فأشبهت التاء في بيت، و منهم من جعل التنوين للمقابلة أي مقابلا للنون التي في الجمع المذكر السالم فعلى هذا هي غير مصروفة، و عرفة و عرفات واحد عند أكثر أهل العلم و ليس كما قال بعضهم إن عرفة مولّد، و عرفة حدها من الجبل المشرف على بطن عرنة إلى جبال عرفة، و قرية عرفة: موصل النخل بعد ذلك بميلين، و قيل في سبب تسميتها بعرفة إن جبرائيل عليه السّلام، عرّف إبراهيم عليه السلام المناسك فلما وقفه بعرفة قال له: عرفت؟ قال: نعم، فسميت عرفة، و يقال: بل سميت بذلك لأن آدم و حواء تعارفا بها بعد نزولهما من الجنة، و يقال: إن الناس يعترفون بذنوبهم في ذلك الموقف، و قيل: بل سمي بالصبر على ما يكابدون في الوصول إليها لأن العرف الصبر، قال الشاعر:

قل لابن قيس أخي الرقيات: ما أحسن العرف في المصيبات!

و قال ابن عباس: حدّ عرفة من الجبل المشرف على بطن عرنة إلى جبالها إلى قصر آل مالك و وادي عرفة، و قال البشاري: عرفة قرية فيها مزارع و خضر و مباطخ و بها دور حسنة لأهل مكة ينزلونها يوم عرفة، و الموقف منها على صيحة عند جبل متلاطئ، و بها سقايات و حياض و علم قد بني يقف عنده الإمام.[1]

جاءت هذه اللفظة في القرآن المجید مرة واحدة: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام و اذكروه كما هداكم و إن كنتم من قبله لمن الضالين» (البقرة:198)

المنبع:

معجم البلدان،ج 4،ص104

 

[1]معجم البلدان،ج 4،ص104