الأخنس بن شريق
هو أبو ثعلبة أبيّ، المشهور بالأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي مسلمة بن عبد العزى الثقفي، حليف بني زهرة، أحد أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و آله المؤلفة قلوبهم، و كان حلوا المنطق، منافقا، شريرا، خبيثا. يوم واقعة بدر أشار على حلفائه من بني زهرة بالرجوع إلى مكة و عدم الاشتراك في تلك المعركة، فرجعوا و لم يشهدوها، فسلموا من القتل، فخنس بهم- أي تأخر- فاشتهر بالأخنس. أسلم يوم فتح مكة، و شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و آله واقعة حنين. توفّي سنة 13 ه في أول خلافة عمر بن الخطاب.
أقبل إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله في المدينة و أعلن إسلامه، و قال: إنّما جئت أريد الإسلام و اللّه يعلم أنّي لصادق، ثم خرج من عند النبي صلّى اللّه عليه و آله فمر بزرع و حمر لبعض المسلمين، فأحرق الزرع، و عقر الحمر، فأنزل اللّه تعالى فيه « وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ. وَ إِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ»[1] .
و في أحد الأيام التقى بأبي جهل، فسأله عن النبي صلّى اللّه عليه و آله أ صادق هو أم كاذب؟ فقل أبو جهل: و اللّه إنّ محمدا لصادق و ما كذب قط، و لكن إذا ذهب بنو قصي باللواء و السقاية و الحجابة و الندوة فما ذا يكون لسائر قريش؟ فنزلت فيه و في أبي جهل « قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ»[2] .
كان ينافق النبي صلّى اللّه عليه و آله، و يظهر له بما يحب، و يضمر في قلبه ما يكره، فكان يجالس النبي صلّى اللّه عليه و آله، و يظهر ما يسرّه، و يخفي في قرارة نفسه خلاف ما يظهر، فنزلت فيه « أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ»[3] .
و نزلت فيه و في الوليد بن المغيرة «عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ»[4] . و نزلت فيه «فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ...سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ»[5] . و نزلت فيه الآيات 1 – 4 من الهمزة.[6]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 64
[1]البقرة: 204 و 205
[2]الأنعام: 33
[3]هود: 5
[4]الزخرف: 31
[5]القلم: 8 - 16
[6]أعلام القرآن، ص 64