الحمار
الحمار: الحيوان المعروف، الأهليّ و الوحشيّ؛ و الجمع: أحمرة و حمر و حمير و حمر و حمور، و الحمارة: أنثى الحمار. و لم يؤثر عن العرب أنّهم استعملوا فعلا من لفظ الحمار، رغم أنّه رأس هذه المادّة، كما ذهبنا إليه، و هو كذلك في سائر اللّغات السّاميّة، كالعبريّة و الآراميّة و السّريانيّة و غيرها. و اختار ابن فارس أوّلا أنّها أصل واحد و هو الحمرة، ثمّ قال: «و قد يجوز أن يجعل أصلين: فذكر الحمرة و الحمار. و لمّا لم يأت فعل من «حمار» و جاء من الحمرة، فربّما يرجّح القول بأنّها الأصل دون «الحمار». و اختاره المصطفويّ أيضا؛ و اعتقد أنّ «الحمار» مأخوذ من العبريّة، فلاحظ.
قال تعالی:«مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً»[1] .
قال الزّمخشريّ: «شبّه اليهود في أنّهم حملة التّوراة و قرّاؤها و حفّاظ ما فيها، ثمّ إنّهم غير عاملين بها، و لا منتفعين بآياتها؛ و ذلك أنّ فيها نعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و البشارة به، و لم يؤمنوا به بالحمار حمل أسفارا، أي كتبا كبارا من كتب العلم، فهو يمشي بها و لا يدري منها إلّا ما يمرّ بجنبيه و ظهره من الكدّ و التّعب، و كلّ من علم و لم يعمل بعلمه، فهذا مثله و بئس المثل». و في هذا تنبيه من اللّه تعالى لمن حمل الكتاب أن يتعلّم معانيه و يعلم ما فيه، لئلّا يلحقه من الذّمّ ما لحق هؤلاء. و بهذا المعنى قال الطّوسيّ و الطّبرسيّ: «و على هذا فمن تلا القرآن و لم يفهم معناه، و أعرض عنه إعراض من لا يحتاج إليه، كان هذا المثل لا حقا به، و إن حفظه و هو لطالب لمعناه، فليس من أهل هذا المثل».
و قال:«وَ الْخَيْلَ وَ الْبِغالَ وَ الْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَ زِينَةً»[2] و قال:«كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ»[3] قال الطّوسيّ: «مثلهم في النّفور عمّا تدعوهم إليه من الحقّ و إعراضهم مثل الحمر إذا نفرت و مرّت على وجهها». و يراد بها الوحشيّة منها.[4]
المنبع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 13، ص 893
[1]الجمعة: 5
[2]النّحل: 8
[3]المدّثّر: 50، 51
[4]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 13، ص 893