حاطب بن أبي بلتعة
المجموعات : الأشخاص

حاطب بن أبي بلتعة

هو أبو عبد اللّه، و قيل: أبو محمّد حاطب بن أبي بلتعة، عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل بن العتيك اللخمي، الأسدي، و قيل: الأزدي، و قيل: المذحجي، المكي.

صحابي، شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و آله بدرا و الحديبية و أحدا و بقية المشاهد.

كان من أهل مكّة، و كان في الجاهلية من رماة العرب المشهورين و من فرسانهم و شعرائهم.

أسلم و هاجر إلى المدينة، و كان يتاجر بالطعام و غيره.

آخى النبي صلّى اللّه عليه و آله بينه و بين رخيلة بن خالد.

في السنة السادسة من الهجرة حمّله النبي صلّى اللّه عليه و آله رسالة إلى المقوقس ملك الأقباط و صاحب الإسكندرية يدعوه فيها إلى الإسلام.

توفّي بالمدينة المنوّرة سنة 30، و صلّى عليه عثمان بن عفان، و عمره يوم وفاته كان 65 سنة.

القرآن المجيد و حاطب :

نزلت فيه الآية 65 من سورة النساء: فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ ....

و الآية 23 من سورة التوبة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَ إِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.

و في الأيام التي كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و المسلمون يستعدّون لفتح مكّة، و قيل: عند صلح الحديبية أتت سارة المغنّية، و قيل: كنود المزينيّة، مولاة عمر بن صهيب إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله من مكّة إلى المدينة، فقال لها النبي صلّى اللّه عليه و آله: أ مسلمة جئت؟ قالت: لا، فقال صلّى اللّه عليه و آله: فما جاء بك؟ قالت: أنتم الأهل و العشيرة و الموالي، و قد احتجت حاجة شديدة فقدمت عليكم لتعطوني و تكسوني، فحث النبي صلّى اللّه عليه و آله بني عبد المطلب و غيرهم، فكسوها و حملوها و أعطوها. ثم التقى بها المترجم له فحمّلها كتابا إلى أهل مكّة و أعطاها عشرة دنانير على أن توصل الكتاب إليهم، و كتب في الكتاب: من حاطب إلى أهل مكّة، إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يريدكم فخذوا حذركم. فخرجت سارة، و هبط الأمين جبريل صلّى اللّه عليه و آله على النبي صلّى اللّه عليه و آله و أخبره بمكيدة حاطب، فعند ذاك أرسل النبي صلّى اللّه عليه و آله الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام مع نفر من المسلمين ليتعقّبوا المرأة، و قال عليه السّلام لهم: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ- بين مكّة و المدينة- فإنّ فيها ظعينة، و معها كتاب حاطب إلى المشركين، فخذوه منها، و خلّوا سبيلها، فإن امتنعت اضربوا عنقها.

فخرج الإمام عليه السّلام و صحبه حتى لحقوا بها، فقالوا لها: أين الكتاب؟ فحلفت باللّه ما معها كتاب، ففتشوا متاعها فلم يجدوا كتابا، فهمّوا بالرجوع، فقال الإمام عليه السّلام بعد أن سلّ سيفه: أخرجي الكتاب و إلّا ضربت عنقك، فلما رأت الجدّ من الإمام عليه السّلام أخرجته من ذؤابتها و قيل: من فرجها، فرجعوا بالكتاب إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله، فأرسل النبي صلّى اللّه عليه و آله إلى حاطب و أحضره و قال له: ما حملك على ما صنعت؟ فأخذ يعتذر إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله إلى أن قال: لم يكن أحد من المهاجرين، إلّا و له بمكّة من يمنع عشيرته، و كنت غريبا فيهم، و كان أهلي بين ظهرانيهم، فخشيت على أهلي، فأردت أن اتّخذ عندهم يدا، و قد علمت أنّ اللّه ينزل بهم بأسه، و كتابي لا يغني عنهم شيئا. فلمّا سمعه النبي صلّى اللّه عليه و آله صدّقه و عذره، فنزلت فيه الآية 1 من سورة الممتحنة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ قَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ....[1]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 280

 

[1]أعلام القرآن، ص 280