بنو قینقاع
قبيلة من اليهود كان النبي صلّى الله عليه و سلم قد عاهدهم و أمنهم على أنفسهم و أموالهم و حرية دينهم، فنقضوا عهده.[1]
(غزوة بني قينقاع):
كان بنو قينقاع لما انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم من بدر وقف بسوق بني قينقاع في بعض الأيام فوعظهم و ذكرهم ما يعرفون من أمره في كتابهم، و حذّرهم ما أصاب قريشا من البطشة، فأساءوا الردّ و قالوا: لا يغرنك انك لقيت قوما لا يعرفون الحرب فأصبت منهم و الله لئن جرّبتنا لتعلمنّ أنّا نحن الناس. فأنزل الله تعالى: «وَ إِمَّا تَخافَنَّ من قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ» (الأنفال:58). و قيل بل قتل مسلم يهوديا بسوقهم في حق، فثاروا على المسلمين و نقضوا العهد و نزلت الآية. فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم، و استعمل على المدينة بشير بن عبد المنذر، و قيل أبا لبابة، و كانوا في طرف المدينة في سبعمائة مقاتل منهم ثلاثمائة دارع، و لم يكن لهم زرع و لا نخل إنما كانوا تجار أو صاغة يعملون بأموالهم، و هم قوم عبد الله بن سلام فحصرهم عليه السلام خمس عشرة ليلة لا يكلم أحدا منهم حتى نزلوا على حكمه فكتفهم ليقتلوا، فشفع فيهم عبد الله بن أبي بن سلول و ألح في الرغبة حتى حقن له رسول الله صلى الله عليه و سلم دماءهم، ثم أمر بإجلائهم و أخذ ما كان لهم من سلاح و ضيا، و أمر عبادة بن الصامت فمضى بهم إلى ظاهر ديارهم و لحقوا بخيبر، و أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الخمس من الغنائم و هو أول خمس أخذه، ثم انصرف إلى المدينة و حضر الأضحى فصلى بالناس في الصحراء و ذبح بيده شاتين و يقال أنّهما أوّل أضحيته صلى الله عليه و سلم.[2]
المنابع:
الأعلام(للزرکلي)،ج 6،ص218
تاريخ ابن خلدون،ج 2،ص432
[1]الأعلام(للزرکلي)،ج 6،ص218
[2]تاريخ ابن خلدون،ج 2،ص432