أوس بن الصامت
أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم الأنصاريّ، الخزرجيّ، و أمّه قرّة العين بنت عبادة، و أخوه عبادة بن الصامت، و زوجته خولة بنت ثعلبة الخزرجية. صحابيّ من الأنصار، شاعر، و كان به خفّة و مسّ من الجنون. شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و آله واقعة بدر و المشاهد الأخرى، و آخى النبي صلّى اللّه عليه و آله بينه و بين مرثد بن أبي مرثد الغنوي.
سكن بيت المقدس، و توفّي بالرملة سنة 32 ه؛ و قيل: سنة 34 ه؛ و هو ابن 72 سنة، و كان أوّل من ظاهر في الإسلام.
القرآن المجيد و أوس بن الصامت :
في أحد الأيام رأى زوجته تصلّي و كانت على جانب كبير من الحسن و الجمال، فلما أتمّت صلاتها راودها فأبت، فغضب أوس، فظاهر منها، أي قال لها: أنت عليّ كظهر أمي، فجاءت خولة إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله تشكوه إليه، فنزلت فيه و في زوجته الآية: «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَ تَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ» (المجادلة/1).
و كذلك نزلت فيه الآية: «الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ». (المجادلة/2)[1]
روى أن أوس بن الصامت الأنصارى ترك امرأته أم كحة و ثلاث بنات، فزوى ابنا عمه سويد و عرفطة أو قتادة و عرفجة ميراثه عنهنّ، و كان أهل الجاهلية لا يورّثون النساء و الأطفال، و يقولون: لا يرث إلا من طاعن بالرماح و ذاد عن الحوزة و حاز الغنيمة، فجاءت أم كحة إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم في مسجد الفضيخ فشكت إليه، فقال: ارجعي حتى أنظر ما يحدث اللَّه فنزلت، فبعث إليهما لا تفرّقا من مال أوس شيئا فإنّ اللَّه قد جعل لهنّ نصيبا و لم يبين حتى يبين فنزلت «يُوصيكُمُ اللَّهُ في أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ». (النساء/11)[2]
المنبع:
أعلام القرآن، ص159
الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج 1، ص476
[1]أعلام القرآن، ص159
[2]الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج 1، ص476