أسامة بن زيد
المجموعات : الأشخاص

أسامة بن زید

هو أبو محمّد، و قيل: أبو زيد، و قيل: أبو يزيد و قيل: أبو خارجة أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس الكلبيّ، التنوخيّ، المعروف بحبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ابن حبّه، و الملقّب بذي البطين، و أمّه أمّ أيمن الحبشية حاضنة النبي صلّى اللّه عليه و آله. أحد أصحاب و موالي النبي صلّى اللّه عليه و آله، و كان محاربا شجاعا، و أحد أغنياء و أثرياء وقته. كان أبيض شديد البياض، و أبوه أسود، و كان أفطس.

ولد بمكّة، ثم أسلم و صار من موالي النبي صلّى اللّه عليه و آله، و هاجر معه إلى المدينة، و اشترك في واقعة حنين، و حارب فيها ببسالة و شجاعة.

في السنة الحادية عشرة من الهجرة استعمله النبي صلّى اللّه عليه و آله على الجيش الذي سيّره إلى الشام، و النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يومئذ في مرضه الذي توفّي فيه، و كان عمر أسامة يومئذ أقلّ من عشرين سنة.

تثاقل جماعة من المهاجرين و الأنصار عن تنفيذ أمر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و الالتحاق بجيش أسامة مع تأكيد النبي صلّى اللّه عليه و آله على تنفيذ ذلك البعث، و كان صلّى اللّه عليه و آله يقول و يردّد: لعن اللّه من تخلّف عن جيش أسامة، و مع ذلك تخلّف الكثيرون و لم يشتركوا في جيشه و رجعوا إلى المدينة، و كان ذلك بمشورة أسامة و رضاه.

بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله سكن وادي القرى مدّة، ثم انتقل إلى المدينة، و منها رحل إلى الشام، فأقام بها مدّة، ثم رجع إلى المدينة.

و لمّا تولّى أبو بكر بن أبي قحافة سدّة الحكم سنة 11 ه سيّره على رأس جيش إلى البلقاء في بلاد الشام، فأغار على قرية ابنى و انتصر. و في نفس السنة ولّاه أبو بكر إمرة المدينة المنوّرة.

و بعد مقتل عمر بن الخطاب مال إلى عثمان بن عفّان و ناصره، فمنحه عثمان قطعة من الأرض جزاء لموالاته له.

بعد مقتل عثمان لم يبايع الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، و لم يشهد معه شيئا من حروبه و وقائعه لعناده و بغضه للإمام عليه السّلام.

و لم يلبث طويلا حتى استيقظ ضميره، فرجع إلى الإمام عليه السّلام و والاه و دعا له، و تبرّأ من أعدائه، و شهد بأنّه على الحق، و من خالفه ملعون و على باطل. قال الإمام الباقر عليه السّلام فيه: «إنّه قد رجع، فلا تقولوا فيه إلّا خيرا».

توفّي بالجرف قرب المدينة، و قيل: بالمدينة، و قيل: بوادي القرى سنة 58 ه، و قيل: سنة 59 ه، و قيل: سنة 54 ه، و قيل: سنة 40 ه، و قيل: توفّي بعد مقتل عثمان بالجرف، و حمل إلى المدينة فدفن فيها.

بعثه النبي صلّى اللّه عليه و آله في خيل إلى بعض قرى اليهود ليدعوهم إلى الإسلام، و كان من بين اليهود رجل يدعى المرداس بن نهيك و كان قد أسلم، فلما أحسّ بخيل المسلمين جمع أهله و ماله و صار في ناحية الجبل، فلما قرب منه أسامة أخذ مرداس ينادي: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أن محمّدا صلّى اللّه عليه و آله رسول اللّه، فعلاه أسامة بالسيف و قتله. فلمّا رجع إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال له: قتلت رجلا يشهد الشهادتين؟ فقال أسامة: يا رسول اللّه! قالها اتّقاء القتل، فقال صلّى اللّه عليه و آله: فلا شققت الغطاء عن قلبه، و لا ما قال بلسانه قبلت، و لا ما كان في نفسه علمت، فنزلت في أسامة الآية 94 من سورة النساء: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ...». و من بعد أن أسمعه النبي صلّى اللّه عليه و آله الآية المذكورة أقسم أن لا يقاتل رجلا يشهد الشهادتين.[1]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 78

 

[1]أعلام القرآن، ص 78