الأحقاف
المجموعات : الأمکنة

الأحقاف

الحقف، أي الرّمل المعوجّ؛ و الجمع: أحقاف، و قد احقوقف الرّمل، إذا طال و اعوجّ. و الأحقاف: جمع حقف، ديار عاد، قوم هود، و يبدو من مجيئه جمعا أنّه ذو كثبان كثيرة. و قد خاض المفسّرون و من تكلّم في المواضع و البقاع في تعيين هذا الموضع، و كادوا أن يصفقوا جميعا على كونه في جنوب الجزيرة العربيّة.

و لعلّ مدينة «الشّحر» اليمنيّة تقوم حاليّا على أنقاض الأحقاف، لأنّها تقع وسط صحراء رمليّة، كما تنبئ بعض القرائن اليوم عن وجود آثار لمدينة كانت قائمة في الماضي السّحيق، و منها الحفريّات المكتشفة، فقد أفاد بعض المستشرقين قائلا: «ما زلنا نجد بقايا حضارة قديمة و آثار رفاهيّة، عفا عليها الزّمن، و كثيرا ما نرى في البيوت الّتي لحقها دمار كثير، و بقيت على حالها ككلّ شي ء، لم تمسّها يد التّعمير، حجارة منقوشة نقشا بديعا في الأبواب و النّوافذ».

قال تعالی: «وَ اذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ»[1] يخاطب اللّه في هذه الآية نبيّنا محمّدا صلّى اللّه عليه و آله، و يأمره أن يروي لمشركي مكّة خبر النّبيّ هود عليه السّلام و قومه ليعتبروا بهم؛ إذ بين الشّعبين تشابه و تقارب، و منه: التّشابه القوميّ، فكلاهما من العرب، إلّا أنّ عادا من العرب البائدة، و أهل مكّة من العرب المستعربة. و منه: التّشابه الجغرافيّ، فهما من سكّان الجزيرة العربيّة، إلّا أنّ عادا تسكن في جنوبها، و أهل مكّة يسكنون في شمالها، و منه: التّشابه في طبيعة الأرض، فأرضهما قاحلة تكسوها الرّمال و الكثبان. و منه: التّشابه العقائديّ، فكلاهما كافر باللّه و رسله، جاحد بآلائه و نعمه.[2]

المنبع:

المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 12، ص 868

 

[1]الأحقاف: 21

[2]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 12، ص 868