بنو عامر بن صعصعة

بنو عامر بن صعصعة

بطن من هوازن، من قيس بن عيلان، من العدنانية، و هم: بنو عامر بن صعصعة ابن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور ابن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، و يقال لهم: الاحامس. و ينقسمون الى أربعة أفخاذ: نمير، ربيعة، هلال، و سوأة. و قد وصفهم دغفل النسابة فقال: أعناق ظباء و أعجاز نساء.

أما منازلهم فكانوا كلهم بنجد ثم نزلوا ناحية من الطائف، مجاورين لعدوان أصهارهم، فنزلوا حولهم، و كانوا بذلك زمانا، و وقعت بين عدوان حرب و تشتت أمرهم، فطمعت فيهم بنو عامر، و أخرجتهم من الطائف، و نفوهم عنها، فكانت بنو عامر يتصيفون الطائف لطيبها و ثمارها، و يتشتّون بلادهم من أرض نجد، لسعتها، و كثرة مراعيها، و إمراء كلئها، و يختارونها على الطائف.

لما فرغ النبي صلی الله علیه و آله من تبوك، و أسلمت ثقيف، و بايعت، ضربت اليه وفود العرب في دين الله أفواجا، يضربون اليه من كل وجه، فوفد عليه صلی الله علیه و آله بنو عامر ابن صعصعة فيهم عامر بن الطفيل، و أربد ابن قيس بن جزر بن خالد بن جعفر، و جبار بن سلمى، و كان هؤلاء النفر رؤساء القوم و شياطينهم، فقدم عامر بن الطفيل على رسول الله صلی الله علیه و آله و هو يريد أن يغدر، فقال: لا أريد إذا قدمنا على الرجل، فاني شاغل عنك وجهه، فأعله، فكلم عامر رسول الله صلی الله علیه و آله و قال: و الله لأملأنها (أي المدينة) عليك خيلا و رجالا، فلما ولى قال عليه الصلاة و السلام: اللهم اكفني عامر بن الطفيل. فلما خرجوا من عند رسول الله، قال عامر لأربد:

ويلك أين ما كنت أوصيتك به، و الله ما كان على ظهر الأرض رجل، هو أخوف على نفسي عندي منك، و ايم الله لا أخافك بعد اليوم أبدا. قال لا تعجل علي، لا أبالك، و الله ما هممت بالذي أمرتني به من مرة، الا دخلت بيني و بين الرجل، حتى ما أرى غيرك، أ فأضربك بالسيف.

و خرجوا راجعين الى بلادهم حتى إذا كانوا ببعض الطريق، أصيب عامر بن الطفيل بالطاعون، فمات، ثم خرج أصحابه، حتى قدموا أرض بني عامر، فلما قدموا أتاهم قومهم، فقالوا: ما وراءك يا أربد؟ قال: لا شي ء، و الله لقد دعانا الى عبادة شي ء لوددت أنه عندي الآن، فأرميه بنبلي هذه، حتى أقتله، فخرج بعد مقالته هذه بيوم أو يومين معه جمل له يبيعه، فقتل.[1]

أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله : «قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ » قال نزلت في الخمس من قريش و من كان يأخذها من قبائل العرب الأنصار الأوس و الخزرج و خزاعة و ثقيف و بنى عامر بن صعصعة و بطون كنانة بن بكر كانوا الا يأكلون اللحم و لا يأتون البيوت الا من أدبارها و لا يضطربون وبرا و لا شعرا انما يضطربون الأدم و يلبسون صبيانهم الرهاط و كانوا يطوفون عراة الا قريشا فإذا قدموا طرحوا ثيابهم التي قدموا فيها و قالوا هذه ثيابنا التي تطهرنا إلى ربنا فيها من الذنوب و الخطايا ثم قالوا لقريش من يعيرنا مئزرا فان لم يجدوا طافوا عراة فإذا فرغوا من طوافهم أخذوا ثيابهم التي كانوا وضعوا.[2]

المنابع:

معجم قبائل العرب، ج 2، ص708

الدر المنثور فى التفسير بالماثور، ج 3، ص75

 

[1]معجم قبائل العرب، ج 2، ص708

[2]الدر المنثور فى التفسير بالماثور، ج 3، ص75