الأرائك
المجموعات : الأثاث

الأرائک

الأصل في أرک الثّبات و الدّوام، و سمّي شجر الأراك بهذا الاسم لثباته و استحكامه. و الأرائك جمع، أريكة و اختلفوا أصلها أهو شجر الأراك أم الإقامة من أرك بالمكان، بمعنى أقام فيه؟ ثمّ انتقل إلى كلّ ما يستريح إليها و عليها الإنسان، حتّى سمّيت السّرر أرائك.

و هل الأريكة لا تكون إلّا إذا كان عليها حجلة و هو أشبه و أنسب بشجر (الأراك) الّتي يستريحون تحتها أو هي كلّ ما يتّكأ عليه من سرير و منصّة و فراش، أو مطلق السّرير؟ لا يبعد من كونها في الأصل مطلق ما يتّكأ عليه، و منه السّرير.

و فی القرآن وصف حياة أهل الجنّة بحياة الأثرياء و الملوك كجلوسهم على الأرائك تحت الأظلّة، فلهذا فسّروه بذلك. كما وصفوها بأنّها سرير منجّد مزيّن في قبّة أو بيت، أو سرير مزيّن بحجلة، و هي البيت المزيّن للعروس. فتفسير الآيات بهذه القيود بقرينة السّياق، و ليس فيها دلالة على دخولها في المعنى اللّغويّ. و تفسير الأرائك بالفرش في الحجال، أو الفرش فوق الأسرّة، أو الحجال فيها الأسرّة و نحوها ممّا جاءت في النّصوص مسامحة أو توسّعا في التّعبير، من باب تسمية الشّي ء باسم قرينه و متعلّقه، و الأصل هو السّرير أو مطلق ما يتّكأ عليه أو مطلق ما يستراح عليه تحت ظلّ.

قال تعالی: «عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ»[1] . وصف لأهل الجنّة بأنّهم على الأرائك ينظرون، فإذا كانت (الأرائك) في ظلال من الشّمس فلا وجه لكونها في الحجال إلّا تشريفا لهم و سترا عن غيرهم، و الحال أنّهم ينظرون إلى ما يحبّون. يصف القرآن حياة هؤلاء بصفة الأثرياء ذوي النّعمة و الملوك و أرباب القصور بكلّ ما فيها من السّرر و الحجال و الأواني و ضروب المآكل و المشارب و الملابس. فالأرائك ليست سررا عاديّة، و إنّما هي من قبيل ما يجلس عليه الملوك و المترفون، و هذا جزاء ما صبروا على الرّزايا و المآسي في هذه الحياة الفانية.[2]

المنبع:

المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 2، ص 209

 

[1]المطفّفين: 23 و 35

[2]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 2، ص 209