حبيب النجّار
هو حبيب بن إسرائيل، و قيل: مري النجّار، الأنطاكي، المعروف بمؤمن آل يس.
اسمه بالعبرية: اغابوس، و قيل: تئوفلس، و يعني حبيب اللّه.
كان من أهل أنطاكية، و كان نجّارا، و قيل: قصّارا، و قيل: حبّالا، و قيل: إسكافا، و قيل: كان من رعاة الغنم بأنطاكية، و قيل: كان ينحت الأصنام بها.
كان معاصرا لعيسى بن مريم عليه السّلام في فترة ملوك الطوائف، هداه اللّه فآمن به و وحّده و اعتنق المسيحية سرا، و كان يكتم إيمانه خوفا من أعداء اللّه.
كان يتعبد اللّه في غار بأنطاكية، فكان يقضي أكثر أوقاته فيه، و لمّا علم قومه بإيمانه و اتّباعه شريعة عيسى عليه السّلام قتلوه، و دفن في أنطاكية، و ذلك قبل أن يرفع اللّه عيسى عليه السّلام إليه. و بعد مقتله أنزل اللّه غضبه على قومه فأهلكهم بالصيحة عن بكرة أبيهم.
قال النبي صلّى اللّه عليه و آله: الصدّيقون ثلاثة: علي بن أبي طالب عليه السّلام، و مؤمن آل فرعون، و حبيب النجّار.
القرآن الكريم و حبيب النجار:
قبل أن يستيقظ ضميره و يؤمن باللّه و بالمسيحيّة التقى برسولين من حواريّي عيسى عليه السّلام بأنطاكية، جاءا ليبلّغا للتوحيد و شريعة عيسى عليه السّلام، و كانا بإذن اللّه يشفيان الأكمه و الأبرص، و يحييان الموتى، و بعد أن أخبراه بأمرهما، طلب منهما أن يشفيا ولدا له كان مريضا منذ زمن بعيد، فأشفياه، فآمن بهما و صدّقهما، و بعد أن في شي ء خبرهما في أنطاكية صمّم الملك أنطيخس- ملك أنطاكية- على قتلهما، فبلغ ذلك المترجم له، فهرع إلى الأنطاكيّين يحذّرهم من قتلهما خوفا من غضب اللّه عليهم، فنزلت فيه الآية 20 من سورة يس: وَ جاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. فأجابه قومه: أنت تؤمن بهذين الرسولين و تخالف ديننا، فنزلت الآية 22 من نفس السورة معبّرة عن جوابه لهم: وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.
فلما سمعوا جوابه هجموا عليه و قتلوه، فأوجب اللّه له الجنّة، و بعد استشهاده تحدثت الآية 26 من السورة نفسها عنه: قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ.
و الآية 27 من نفس السورة: بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ.[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 283
[1]أعلام القرآن، ص 283