یوحنا الحواري
هو يوحنا، و قيل: يحيى، و قيل: يحنس بن زبدى، و قيل: زيدى و قيل: زيري، و قيل: زندى، و أمه سلومة، و قيل سالومة، و يعرف بالإنجيلي و الحبيب و الرسول، و أخو يعقوب بن زبدى.
أحد حواري السيد المسيح عليه السلام الاثني عشر، و من رسله و تلاميذه المقربين إليه، و من جملة قديسي المسيحيين. بدأ حياته صيادا للأسماك في بحيرة طبرية، ثم اتصل بالسيد المسيح عليه السلام، و تتلمذ عليه، و أحبه المسيح عليه السلام محبة خاصة، فسمي بالحبيب. تصدر في بيت المقدس التبشير للمسيحية و الدعوة لها، و لما اشتهر بين الناس و ذاع صيته استقدمه إمبراطور الروم أفولونيوس أو ذو مطيانش إلى روما، فلما دخلها أمر بإلقائه في قدر كبير مملوء بالزيت المغلي، و بعد مدة خرج من القدر سالما، فلما رأى الإمبراطور العجب العجاب من يوحنا أمر بإبعاده و نفيه إلى إحدى جزائر بلاد الروم و ذلك سنة 95 م، و جعل عليه حراسا يراقبونه من الهرب. أقام مدة في تلك الجزيرة، و في أثناء تلك المدة قام بكتابة كتاب «رؤيا يوحنا» و ثلاث رسائل. و لم يزل مقيما في الجزيرة حتى هلك الإمبراطور، فخرج من الجزيرة و دخل مدينة أفسوس، و قيل: أفسيس، و قيل: أفسس من مدن آسيا الصغرى، و بها انكب على كتابة الإنجيل المعروف ب «إنجيل يوحنا» و يحتوي على 21 إصحاحا، و يعد من الأناجيل الأربعة التي يعترف بها المسيحيون. و يقال: إن الإنجيل المذكور كان لمتى الحواري، و كان بالعبرية، فنقله المترجم له إلى الرومية، فنسب إليه.
كان المترجم له معروفا بالشجاعة و الحلم و الشفقة، و قبل تتلمذه على السيد المسيح عليه السلام كان من تلاميذ يوحنا المعمدان. بعد صعود السيد المسيح عليه السلام إلى السماء كان من أركان مجلس الشورى المسيحي الذي انعقد في أورشليم. و يقال: إن السيد المسيح عليه السلام عند ما تيقن من أن الله سيرفعه إلى السماء، أوصى المترجم له بأمه مريم بنت عمران عليها السلام بأن يرعاها و يتكفلها. و لم يزل يسكن مدينة أفسوس حتى توفي بها حدود عام 100 م، و قيل: استشهد بمنفاه في جزيرة بطمس 8 و عمره يومئذ 94 سنة، و يعيد له المسيحيون في 27 ديسمبر من كل سنة. وتشمله ايات منها:«فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ...».[1]
قیل هو أحد الرسل الثلاثة الذی بعثهم عیسی علیه السلام إلی انطاکیة. أرسل عیسی علیه السلام رسولین الی قریةٍ (مدینة أنطاکیة) فکذبوهما أصحاب تلک القریة، فأرسل رسولاً آخر لتعزیزهما «وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُون * إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ» (یس:13 و 14)
إختلفوا في أسمائهم؛ قیل إسم الرسولین «شمعون و یوحنا» و قیل إسمهما «صادق و صدوق» و قیل إسمهما «صادق و مصدوق» و قیل إسمهما «سمعان و یحیی» و قیل إسم الثالث «بولس» أو «سلوم».[2]
المنابع:
أعلام القرآن، ص 1069
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 8، ص 654
جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 22، ص 101
[1]أعلام القرآن، ص 1069
[2]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 8، ص 654، جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 22، ص 101، تفسير العز بن عبد السلام، ج 2، ص 126