المرجان
المرجان:صغار اللّؤلؤ.[1] و قيل: عروق حمر تطلع فى البحر كأصابع الكفّ.[2]
جاء المرجان مرتین فی القرآن:
احدهما فی ذکر ما یخرج من البحر، قال تعالی:«يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان»[3] وسيلتان للتجميل و الزينة، و يستفاد منهما أيضا في معالجة بعض الأمراض، كما أنهما ثروة تجارية أيضا و وسيلة جيدة للربح الوفير، و لهذه الموارد أشير إليهما كنعمتين إلهيتين للعباد. أما «اللؤلؤ» فهو حبة شفافة ثمينة تنمو في داخل الصدف في أعماق البحار، و كلما كبر حجمها زاد ثمنها، و لها استعمالات واسعة في الطب، حيث كان الأطباء سابقا يستحضرون منها بعض الأدوية التي تفيد في تقوية القلب و الأعصاب، و علاج أنواع الخفقان و تقوية الكبد و علاج اليرقان، و معالجة الخوف و الوحشة، و رفع الرائحة النتنة من الفم، و كذلك الحصى في الكلية و لمثانة، و يستفاد منهما أيضا في علاج بعض أمراض العين.
و «المرجان»: فسر بأنه اللؤلؤ الصغيرة، إلا أنه في الحقيقة شي ء آخر، فهو كائن حي يشبه الغصن الصغير للشجرة، و ينشأ في أعماق البحار، و كان العلماء يتصورون لفترة زمنية أن هذه الشجرة نوع من أنواع النباتات، إلا أنه اتضح فيما بعد أنه نوع من الحيوانات، بالرغم من أنه يلتصق بالصخور الموجودة في أعماق البحر و يغطي مساحات واسعة أحيانا و ينمو تدريجيا بحيث يشكل جزرا تعرف بالجزر المرجانية، و ينمو المرجان غالبا في المياه الراكدة، و يصطاده الصيادون من سواحل البحر الأحمر و البحر الأبيض المتوسط و في مناطق اخرى.
و أفضل أنواع المرجان الذي يستعمل للزينة هو المرجان ذو اللون الأحمر، و كلما كان احمراره أشد كانت قيمته أغلى و أثمن، و هو مادة خصبة لتشبيهات الشعراء، كما أن أردأ أنواع المرجان هو المرجان الأبيض و يوجد بكثرة، و ما بين النوعين هو المرجان الأسود.
و إضافة إلى استعمال المرجان كحلي و زينة، فإن له استعمالات طبية حيث ذكروا له خواصا كثيرة منها أنه يصنع منه بعض الأدوية الخاصة بتقوية القلب، و كذلك دفع سم الأفعى، و تقوية الأعصاب، و معالجة الإسهال، و نزيف الرحم، و علاج الصرع .[4]
و الاخری فی صفة حور العین فی الجنة، قال سبحانه: «كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَ الْمَرْجانُ »[5] ای كأنهن الياقوت و المرجان حيث تكون بشرتهن باحمرار وصفاء و لمعان الياقوت و بياض و جمال غصون المرجان، و عند ما يختلط هذان الوصفان (الأبيض و الأحمر الشفاف) فإنه يمنحهن روعة الجمال التي لا مثيل لها. فالياقوت: حجر معدني و يكون غالبا أحمر اللون.و المرجان: هو حيوان بحري يشبه أغصان الشجر، يكون أبيض اللون أحيانا و اخرى أحمر و ألوان اخرى، و الظاهر أن المقصود به هنا هو النوع الأبيض .[6]
المنابع:
الإفصاح فى فقه اللغة، ج 1، ص 350
مفردات ألفاظ القرآن، ص 764
الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 17، ص 390
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 764
[2]الإفصاح فى فقه اللغة، ج 1، ص 350
[3]الرحمن: 22
[4]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 17، ص 390
[5]الرحمن: 58
[6]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 17، ص 425