العنكبوت
المجموعات : الحیوانات

العنکبوت

العَنكَبوت : دُوَيّبة واسعة الفم مرتفعة المؤخر. مؤنثة و قد تذكر. الجمع: عَنكَبوتات و عَناكب و العِكاب و العُكب و الأعكب :أسماء الجموع.[1]

قال تعالی: «مَثَلُ الَّذينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُون »[2]

يبين القرآن الكريم مثالا بليغا إن كل حيوان حشرة له بيت أو وكر و ما أشبه ذلك، لكن ليس في هذه البيوت بيت أوهن من بيت العنكبوت! فكل بيت يحتوي على سقف و باب و جدار، و هو يحفظ صاحبه من الحوادث، و يكون مكانا أمينا لإيداع الأطعمة و الأشياء الأخرى و حفظها فبعض البيوت لا سقف لها إلا أنها على الأقل لها جدار، كما أن هناك بيوتا لا جدار لها إلا أن لها سقفا. لكن بيت العنكبوت المنسوج من خيوط دقيقة واهية، ليس له سقف و لا جدار و لا ساحة و لا باحة و لا باب، هذا من جانب و من جانب آخر فإن مواد بنائه واهية جدا و سرعان ما تتلاشى إزاء أية حادثة بسيطة، فهي لا تقدر على المقاومة. فلو هب نسيم عليل لتمزق هذا النسيج. و لو سقطت عليه قطرات المطر لتلاشى و تلف. و لو لامسته شعلة خفيفة لاحرقته. و حتى لو تراكم عليه الغبار لتركه أشلاء ممزقة معلقة.

فآلهة هؤلاء الجماعة و معبوداتهم «الكاذبة» كمثل هذا البيت لا تنفع و لا تضر و لا تحل مشكلة، و لا تكون ملجأ لأحد في المحنة و الشدة.

صحيح إن هذا البيت للعنكبوت هو محل استراحتها، و شرك لاصطياد الحشرات و الحصول على الغذاء إلا أن هذا البيت- بالقياس إلى البيوت الأخرى للحيوانات و الحشرات في منتهى الوهن و الانهيار. فمن يعتمد على غير الله و يتخذ من دونه وليا، فقد اعتمد على بيت العنكبوت.

و الجدير بالذكر، أن بيت العنكبوت و نسيج خيوطه المضروب به المثل، هو نفسه من عجائب الخلق، و التدقيق فيه يعرف الإنسان على عظمة الخالق أكثر.، فخيوط العنكبوت «مصنوعة» و منسوجة من مائع لزج، هذا المائع مستقر في حفر دقيقة و صغيرة كرأس الإبرة تحت بطن العنكبوت، و لهذا المائع خصوصية أو تركيب خاص هو أنه متى ما لامس الهواء جهد و تصلب. و العنكبوت تخرج هذا المائع بواسطة آليات خاصة و تصنع خيوطها منه.

يقال: إن كل عنكبوت يمكن لها أن تصنع من هذا المائع القليل جدا ما مقداره خمسمائة متر من خيطها المفتول.

و قال بعضهم: إن الوهن في هذه الخيوط منشؤه دقتها القصوى، و لولا هذه الدقة فإنها أقوى من الفولاذ «لو قدر أن تفتل بحجم الخيط الفولاذي».

العجيب أن هذه الخيط تنسج أحيانا من أربع جدائل كل جديلة هي أيضا منسوجة أو مصنوعة من ألف جديلة! و كل جديلة تخرج من ثقب صغير جدا في بدن العنكبوت، ففكروا الآن في هذه الخيوط التي تتكون منها هذه الجديلة كم هي ناعمة و دقيقة و ظريفة؟! و إضافة إلى العجائب الكامنة في بناء بيت العنكبوت و نسجه، فإن شكل بنائه و هندسته طريف أيضا، فلو دققنا النظر في بيوت العنكبوت لرأينا منظرا طريفا مثل الشمس و أشعتها مستقرة على قواعد هذا «البناء النسيجي»، و بالطبع فإن هذا البيت مناسب للعنكبوت و كاف، و لكنه في المجموع لا يمكن تصور بيت أوهن منه، و هكذا بالنسبة إلى آلهة الضالين و معبوديهم، إذ تركوا عبادة الله و التجأوا إلى الأصنام و الأحجار و الأوثان.[3]

المنابع:

الإفصاح فى فقه اللغة، ج 1، ص 327

الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 12، ص: 394

 

[1]الإفصاح فى فقه اللغة، ج 1، ص 327

[2]العنکبوت: 41

[3]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 12، ص 394