القرآن
القرآن الکریم خاتم الکتب الإلهیّة المنزل علی خاتم النبیّین محمّد بن عبد الله صلی الله علیه و آله. فهو کلام الله الذی انزل هدی للناس و فیه تبیان کل شیء مما یحتاج الناس الیه. نزل نجوما من عند الله طیلة ثلاث و عشرین سنة، علی لسان ملِک الوحی جبرئیل علی قلب نبیّه محمد صلی الله علیه و اله بلسان عربيّ مبین. و کلّما نزلت منه آیات قرأها النبيّ علی اصحابه فکتبوها وحفظوها الی أن دوّن و صار کتابا مشتملا علی 114 سورة، فخلّفه الرسول فی المسلمین و هو الی الآن باق علی ما کان علیه بلا زیادة و نقصان. قال تعالی: «إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون»[1] .
أسماء القرآن و أوصافه:
القرآن عَلَم للکتاب المنزل علی نبی الإسلام صلی الله عليه و آله و قد جاءت تسميته بهذا الإسم محلّی باللام فی القرآن أکثر من خمسين مرّة. و بلا لام فی خمسة عشر موضعا. و يطلق علی الکل و علی الجزء. و الکلمة ذات أصل عربی عريق، فی أصلها مصدر «قرأ، يقرأ، قراءة و قرآنا» علی وزان غُفران. قال ابن فارس: القاف و الراء و الحرف المعتل أصل صحيح يدل علی جمع و اجتماع. من ذلک القرية، سميت قرية لاجتماع الناس فيها ... قالوا: و منه القرآن کأنّه سمّی بذلک لجمعه ما فيه من الأحکام و القصص و غير ذلک. و قال الراغب: و القرآن فی الأصل مصدر نحو کفران و قد خصّ بالکتاب المنزل علی محمد صلی الله عليه و آله فصار کالعَلَم. قال بعض العلماء: تسمية هذا الکتاب قرآنا من بين کتب الله لکونه جامعا لثمرة کتبه بل لجمعه ثمرة جميع العلوم. و من ثمّ فمن العبث محاولة البعض فيما حسب ان الکلمة من الدخيل و أنها مأخوذة من أصل سرياني.[2]
ثم إنهم اختلفوا فی عدد أسماء القرآن فقيل: إن ليس للقرآن إسم غير القرآن و الباقی من أوصافه.[3] و أنهاها البعض الی نيف و تسعين إسما.[4] و اعتمد هذه الجماعة فی ذلک علی إطلاقات وردت فی القرآن بإعتبارها أوصافا ناعتة للقرآن.[5] و من الأسماء و الأوصاف التی ذکروها للقرآن:
الآيات، أحسن التفسير، أحسن الحديث ، احسن القصص، البشارة، البُشرى ، البشير، البصائر، البلاغ ، البيان ، البيّنات ، البيّنة، التبيان ، التذکرة، التفصيل، تفصيل الکتاب، تفصيل كلّ شى ء، التنزيل، الثقيل ، حبل الله، الحديث، الحق ، حق اليقين، الحكم، الحكمة، الحكيم، الذكر، الذكر الحكيم ، ذكر الرحمن ، الذكر المبارك، الذكرى ، الرحمة، البرهان، الروح ، الزبور، السراج المنير، الشفاء، الصحف، الصدق، الصراط المستقيم، العجب ، العدل، العذر، العربى ، العروة الوثقى، العزيز، العظيم، العلم، العلىّ، الفرقان، الفصل، القرآن، القول، القيّم، الكتاب ، الكريم ، كلام الله ، كلمات الله، الكوثر، المبارك، المبين، المتشابه ، المثانی المجيد، المرفوعة ، المصدّق ، المصحف، المطهّرة، المُفَصِّل، المنادی، المُنزَّل، الموعظة، المهيمن، الميزان ، النبأ العظيم، النجم ، النُذْر، النذير، نعمة الله ، النور، الوحی، الهُدی، اليسر.
سور القرآن:
السورة فی اصطلاح العلماء طائفة من آيات القرآن جمعت و ضم بعضها إلى بعض حتى بلغت فی الطول و المقدار الذی أراده اللّه سبحانه و تعالى لها، و كل سور القرآن بدئت بالبسملة إلّا براءة.[6]
عدد سور القرآن: مائة و أربع عشرة سورة. المكيّة منها علی أحد الأقوال ست و ثمانون سورة. و المدنية ثمان و عشرون سورة.[7]
عدد سجدات التلاوة: سجدة التلاوة فی القرآن فی خمسة عشر موضعا، فی «الأعراف» و «الرعد» و «النمل» و «بنی إسرائيل» و «مريم» و «الحج» فی موضعين و «الفرقان» و «النحل» و «ص» و «الانشقاق» و «السجدة» و «فصلت» و «النجم» و «العلق».[8] و فی أربعة من هذه المواضع (أي: السجدة و فصلت و النجم و العلق) واجبة عندنا يعبّر عنها بسجود العزائم و مستحبّة فی البواقي، و قالت الشافعيّة: بالاستحباب فی الجميع، و الحنفيّة بالوجوب فی الجميع.[9]
و قسموا السور الی المکیّة و المدنیّة. و التقسیم الآخر ما فی الحدیث النبوي: «أعطيت السبع الطول مكان التوراة، و أعطيت المئين مكان الإنجيل، و أعطيت المثانی مكان الزبور، و فضلت بالمفصل ». و هناک تقسيمات أخري کسور الحواميم، الطواسين، الرائيات ، سور ألم ، الممتحنات، المسبِّحات، سور الحمد، السور العتاق، سور قل، الزهراوان، القرينتان، المعوذتان، سور العزائم.
آيات القرآن:
الآية لغة العلامة، الدليل، العبرة، المعجزة، و غير ذلك من المعاني. و فی الاصطلاح: جزء من السورة لها مبدأ و نهاية، و آخرها يسمى فاصلة. و المناسبة بين المعنى اللغوی و الاصطلاحی ظاهرة لأنها علامة على نفسها بانفصالها عما قبلها و ما بعدها؛ أو لأن فيها عبرا و دلائل لمن أراد أن يتذكر، أو لأنها بانضمامها إلى غيرها تكون معجزة دالة على صدق الرسول. و آيات القرآن تختلف طولا و قصرا، و أكثر الآيات الطوال فی السور الطوال، و أكثر الآيات القصار فی السور القصار.
عدد آيات القرآن: قال العلامة الطباطبائي: «و أما عدد الآی فلم يرد فيه نص متواتر يعرف الآی و يميز كل آية من غيرها و لا شي ء من الآحاد يعتمد عليه، و من أوضح الدليل على ذلك اختلاف أهل العدد فيما بينهم و هم المكيون و المدنيون و الشاميون و البصريون و الكوفيون. فقد قال بعضهم: إن مجموع القرآن ستة آلاف آية، و قال بعضهم: ستة آلاف و مائتان و أربع آيات، و قيل: و أربع عشرة، و قيل: و تسع عشرة، و قيل: و خمس و عشرون، و قيل: و ست و ثلاثون (6236).
و بالجملة لما كانت الأعداد لا تنتهی إلى نص متواتر أو واحد يعبأ به و يجوز الركون إليه و يتميز به كل آية عن أختها لا ملزم للأخذ بشي ء منها فما كان منها بينا ظاهر الأمر فهو و إلا فللباحث المتدبر أن يختار ما أدى إليه نظره. و الذی روی عن علی عليه السلام من عدد الكوفيين معارض بأن البسملة غير معدودة فی شي ء من السور ما خلا فاتحة الكتاب من آياتها مع أن المروی عنه عليه السلام و عن غيره من أئمة أهل البيت عليهم السلام أن البسملة آية من القرآن و هی جزء من كل سورة افتتحت بها و لازم ذلك زيادة العدد بعدد البسملات.[10]
حروف القرآن:
عدد حروف القرآن: 323015 حرفا، و فی رواية: 340740 حرفا. و الحروف المقطّعة هی الحروف التی جاءت فی مطلع تسع و عشرين سورة من سورة القرآن الكريم. و عددها بحذف المکرر منها أربعة عشر حرفا، يجمعها قولک: «صراط علی حق نمسکه»، و قولک: «نص حکيم قاطع له سر».[11]
کلمات القرآن:
عدد کلمات القرآن: 77439 کلمة[12] ، أو 77437 کلمة.
ينتصف القرآن على الفاء من کلمة: «وَ لْيَتَلَطَّفْ»(سورة الکهف، الآية19).[13]
و أطول كلمة فيه لفظا و كتابه بلا زيادة فَأَسْقَيْناكُمُوهُ (الحجر: 22) أحد عشر لفظا، ثم اقْتَرَفْتُمُوها (التوبة: 24) عشرة، و كذا أَ نلْزِمُكُمُوها (هود: 28) وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ (النساء: 75) ثم لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ (النور: 55) تسعة لفظا، و عشرة تقديرا. و أقصرها نحو باء الجر.[14]
أثلاث القرآن :
الثلث الأول من الفاتحة و لغاية الآية (99) من سورة التوبة غَفُورٌ رَحِيمٌ .
الثانی من رأس الآية (100) من سورة التوبة و لغاية الآية (100) من سورة الشعراء شافِعِينَ .
الثالث من رأس الآية (101) من سورة الشعراء و لغاية سورة الناس و هی آخر القرآن.[15]
أرباع القرآن:
الربع الأول من القرآن من أول الفاتحة و حتى آخر سورة الأنعام.
الربع الثانی من أول الأعراف و حتى «وَ لْيَتَلَطَّفْ» من الكهف.
الربع الثالث من «وَ لْيَتَلَطَّفْ» و حتى آخر سورة الزمر.
الربع الرابع من أول غافر و حتى آخر القرآن. [16]
أسباع القرآن:
السبع الأول: فی النساء «يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً»،
الثاني: فی الأعراف «إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ »،
الثالث: فی إبراهيم « كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فرْعُها فِی السَّماءِ إلى قوله لَعَلَّهُمْ يتَذَكَّرُونَ »،
الرابع: فی المؤمنين قوله عزّ و جلّ: «نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ »،
الخامس: فی سبأ «فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ »،
السادس: خاتمة الفتح،
السابع: بقية القرآن .[17]
الأجزاء و الأحزاب:
جزّء العلماء القرآن إلى ثلاثين جزءا ثم جزءوا كل واحد من هذه الأجزاء الثلاثين إلى جزءين، و قد أطلقوا على كل واحد منها اسم الحزب، فصارت الأحزاب ستين حزبا، ثم جزءوا الحزب إلى أربعة أرباع.[18]
الرکوعات:
هی خمسمائة و اربعين رکوعا.[19] و هی عبارة عن عدة آيات تستحسن قرائتها فی الرکعة الواحدة. و علامة الرکوع حرف «ع» يوضع علی حاشيتی المصحف اليمنی و اليسري.[20]
نزول القرآن:
بدء نزول القرآن فی 27 من رجب، ثلاث عشر سنة قبل الهجرة [21] من غار حراء.[22] و استمر نزوله نجوما الی ثلاث و عشرین سنة. و قال بعض المفسرین بنزولین التدریجي و الدفعي و هو نزوله فی لیلة القدر.
محتويات القرآن الکلية:
الف: المعارف الإلهية، کالتوحيد و النبوة و المعاد.
ب: الأحکام الشرعية الفقهية.
ج: القصص و الأمثال.
فضائل القرآن:
فضائل القرآن فی الآيات القرآنیّة و فی الروایات کثیرة منها قوله تعالی:«يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ شِفاءٌ لِما فِی الصُّدُورِ، وَ هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ».[23]
و قال النبی صلی الله عليه و آله: «فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه». [24] و قال: «من اعطاه الله القرآن فرأی أنّ أحداً أعطی شيئاً أفضل مما أعطی فقد صغّر عظيماً و عظّم صغيرا». [25] و عن الباقر عن آبائه عليهم السلام عن النبی صلی الله عليه و آله: «أعطيت جوامع الکلم قال عطاء فسألت أبا جعفر عليه السلام قلت ما جوامع الکلم؟ قال القرآن. [26]
ثواب تلاوة القرآن و آثارها:
و الروایات فی ذلک ایضا کثیرة منها قوله صلی الله عليه و اله: «و من قرأ القرآن ابتغاء وجه الله و تفقها فی الدين کان له من الثواب مثل جميع ما يعطی الملائکة و الانبياء و المرسلون».[27] و قال الصادق عليه السلام: «من قرأ فی المصحف نظرا مُتِّع ببصره و خُفِّف بوالديه و إن كانا كافرين». [28]
المنابع:
الإتقان فی علوم القرآن، ج 1، ص 94
البرهان فی علوم القرآن، ج1، ص370
التمهيد فی علوم القرآن، ج 1، ص 364
الميزان فی تفسير القرآن، ج 13، ص 233
القرآن الکريم و روايات المدرستين، ج1، ص274
الکافي،ج2،ص605
الأمالی للطوسي، ص484
مسالك الأفهام الى آيات الأحكام، ج 1، ص 306
المبسوط (للسرخسي)، ج 2، ص 146
ثواب الأعمال، ص293
[1]الحجر: 9
[2]التمهيد فی علوم القران، المقدمة، ص13-14
[3]القرآن الکريم و روايات المدرستين، ج1، ص274
[4]البرهان فی علوم القرآن، ج1، ص370
[5]التمهيد فی علوم القرآن، المقدمة، ص15
[6]المدخل لدراسة القرآن الكريم، ص 317
[7]التمهيد فی علوم القرآن، ج 1، ص 134
[8]مجمع البحرين، ج 3، ص 65، التفسير و المفسرون(للمعرفة)، ج 2، ص 398
[9]مسالك الأفهام الى آيات الأحكام، ج 1، ص 306
[10]الميزان فی تفسير القرآن، ج 13، ص 233
[11]التمهيد فی علوم القرآن، ج5، ص307
[12]التمهيد فی علوم القرآن، ج 1، ص 364
[13]نفس المصدر
[14]نفس المصدر، ج 1، ص 351
[15]البرهان فی علوم القرآن، ج 1، ص 348
[16]نفس المصدر
[17]جمال القراء و كمال الإقراء، ج 1، ص 393
[18]التجديد فی الإتقان و التجويد، ص51
[19]المبسوط (للسرخسي)، ج 2، ص 146
[20]الموقع الإلکترونی لمجمع الملک فهد لطباعة المصحف الشريف
[21]نفس المصدر
[22]الإتقان فی علوم القرآن، ج 1، ص 94
[23]يونس: 57
[24]جامع الأخبار، ص40
[25]الکافي،ج2،ص605
[26]الأمالی للطوسي، ص484
[27]ثواب الأعمال، ص293
[28]الكافي، ج 2، ص 613