عبد اللّه بن رواحة
هو أبو محمد، و قيل: أبو رواحة، و قيل: أبو عمرو عبد اللّه بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة الأنصاريّ، الحارثي،الخزرجي، المدني، أمّه كبشة بنت واقد الخزرجيّة. من مشاهير صحابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و أحد السابقين إلى الإسلام، و نقيب بني الحارث بن الخزرج، و من جملة النقباء الاثني عشر الذين عينهم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله.
شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و آله العقبة و بدرا و بقية المشاهد عدا فتح مكّة؛ لأنّه استشهد قبل الفتح في معركة مؤتة في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة من الهجرة. كان من كتّاب و شعراء الجاهليّة، فلمّا أسلم أصبح من شعراء النبي صلّى اللّه عليه و آله ..
كان النبي صلّى اللّه عليه و آله يستخلفه على المدينة المنورة، و دعا له بأحسن الثبات.
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و آله أحاديث، و حدّث عنه جماعة.
القرآن الكريم و عبد اللّه بن رواحة:
كانت له أمة سوداء فغضب عليها و لطمها، فأتى النبي صلّى اللّه عليه و آله و أخبره بذلك، فسأله النبي صلّى اللّه عليه و آله عنها فقال: يا رسول اللّه! إنها تصوم و تصلّي و تحسن الوضوء، و تشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّك رسوله، فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله: يا عبد اللّه! هذه مؤمنة. فقال عبد اللّه: فو الذي بعثك بالحق! لأعتقنّها، و لأتزوّجنّها، ففعل ذلك، فعابه بعض المسلمين و قالوا: نكح أمة، فنزلت الآية 221 من سورة البقرة: وَ لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ ....
كان قد حلف و أقسم بأن لا يكلّم ختنه- بشر بن النعمان- و لا يدخل عليه، و لا يصلح بينه و بين زوجته؛ قائلا: قد حلفت باللّه أن لا أفعل ذلك، و لا يحل إلّا أن أبرّ في يميني، فنزلت الآية 224 من نفس السورة: وَ لا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَ تَتَّقُوا وَ تُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.
و شملته الآية 87 من سورة المائدة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ ....
في أحد الأيّام كان عنده ضيف، فتأخّرت زوجته في إعداد الطعام، فأقسم أن لا يأكل من ذلك الطعام، و أقسمت زوجته بدورها أن لا تأكل حتى يأكل زوجها، فلما علم الضيف بيمينهما أقسم هو كذلك الامتناع عن الأكل. و أخيرا أكل عبد اللّه و زوجته، فتبعهما الضيف و أكل، فنزلت فيه الآية 89 من السورة السابقة: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَ لكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ ....
سأل يوما من النبي صلّى اللّه عليه و آله عن الشروط و العهود التي يجب على المسلم أن يتعهد بها للّه و لرسوله صلّى اللّه عليه و آله، فنزلت الآية 111 من سورة التوبة: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ....
و شملته الآية 227 من سورة الشعراء: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ ذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً ... و سببها بأن جاء هو و حسان بن ثابت و غيرهما من الشعراء المؤمنين إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و قالوا: يا رسول اللّه! إنّ الآيات 224- 226 من سورة الشعراء: وَ الشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ* أَ لَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ* وَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ. هل هي شاملة لهم؟ فنزلت جوابا لهم الآية 227 من سورة الشعراء.[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 601
[1]أعلام القرآن، ص 601