الجحیم
الأصل في هذه المادّة الجحوم، و هو شدّة تأجّج النّار و توقّدها. و الجاحم: المكان الشّديد الحرّ، و جمر جاحم: شديد الاشتعال. و الجحيم «فعيل» بمعنى «فاعل» يقال: نار جحيم، بدون هاء، أي جاحمة، ثمّ استعمله القرآن اسما للنّار؛ إذ يبدو أنّه لم يكن كذلك قبل الإسلام. و نظير الجحيم «السّعير» وزنا و معنى، إلّا أنّ السّعير بمعنى «مفعول». يقال: نار سعير، بدون هاء، أي مسعورة، و هو من الألفاظ الّتي استعملها القرآن اسما للنّار أيضا.
جاء لفظ الجحيم في نار الآخرة خمسا و عشرین مرة قال تعالی:«انَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ »[1] فإنّه صار علما لها بالغلبة.
و قد جاءت تعبيرا عن نار الدّنيا مرّة في قوله تعالی:«قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ »[2] و تلك هي نار سعّرت للنّبيّ إبراهيم عليه السّلام بأمر نمرود الطّاغية، و قد بالغ في وصفها القصّاصون.[3]
المنبع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 9، ص 96
[1]البقرة: 119
[2]الصّافّات: 97
[3]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 9، ص 96