عقبة بن أبي معيط
المجموعات : الأشخاص

عقبة بن أبي معيط

هو أبو الوليد عقبة بن أبي معيط أبان بن ذكوان بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصيّ القرشيّ، و أمّه سالمة بنت أميّة السلميّة، من رؤساء و مقدّمي قريش في الجاهليّة.

عاصر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله عند بزوغ الدعوة الإسلاميّة، فوقف في وجه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين و قابلهم بأشدّ الأذى و العدوان.

كان من أشدّ عباد اللّه كفرا و عنادا، و أكثرهم بغيا و حسدا و هجاء للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و الإسلام و المسلمين، متجاهرا في ذلك.

تزوّج عثمان بن عفّان ابنته أمّ كلثوم.

شارك الكفّار في واقعة بدر الكبرى سنة 2 ه، و لم يزل يحارب حتّى قتله خبيب و بلال، و قيل: قتله رفاعة بن رافع، و قيل: عاصم بن ثابت بالصفراء، و قيل: بعرق الظبية، و هناك من جزم بأنّ قاتله كان الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، و بعد مقتله صلبوه، فكان أوّل من صلب في الإسلام.

القرآن المجيد و عقبة بن أبي معيط:

في أحد الأيام جاء المترجم له و جماعة من رؤساء قريش إلى أبي طالب عليه السّلام و قالوا له: أنت كبيرنا و سيّدنا، و إنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله قد آذانا و آذى آلهتنا، فنحبّ أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا، و لندعه و إلهه، فدعاه أبو طالب عليه السّلام فجاء صلّى اللّه عليه و آله، فقال له أبو طالب عليه السّلام: هؤلاء قومك و بنو عمّك، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «ما ذا يريدون؟» فقالوا: نريد أن تدعنا و آلهتنا و ندعك و إلهك، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «أ رأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم معطيّ كلمة إن تكلّمتم بها ملكتم العرب و دانت لكم بها العجم؟» فقال أبو جهل: نعم و أبيك لنعطينّكها و عشر أمثالها فما هي؟ قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «قولوا لا إله إلّا اللّه» فأبوا و اشمأزّوا و قالوا: لتكفّنّ عن شتمك آلهتنا أو لنشتمنّك و نشتم من يأمرك؛ فأنزل اللّه سبحانه الآية 108 من سورة الأنعام: وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ....

و شملته الآية 187 من سورة الأعراف: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي ....

و شملته الآية 6 من سورة الكهف: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ....

مرّة صنع المترجم له طعاما و دعا إليه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «لا أحضره حتى تشهد أن لا إله إلّا اللّه» ففعل عقبة، فقام النبيّ صلّى اللّه عليه و آله معه، فقال له أميّة بن خلف: أقلت كذا و كذا؟ فقال: نعم، إنّما قلت ذلك لطعامنا، فنزلت فيه الآية 27 من سورة الفرقان: وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا.

و للمقارنة بينه و بين الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام نزلت الآية 18 من سورة السجدة: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ.

و شملته الآية 1 من سورة محمّد: الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.

قال يوما: إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أبتر و ليس له ولد، فنزلت فيه الآية 3 من سورة الكوثر: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.[1]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 670

 

[1]أعلام القرآن، ص 670