الحریر
الحرير: ثياب من إبريسم؛ واحدها: حريرة، و هو ما رقّ منها و خلّص من الشّوائب، كما خلّص العبد من لوث العبوديّة.
قال تعالی:«يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ»[1] فریق قالوا: الحریر هو إبريسم محض، أو ما رقّ من الثّياب، أو لباس حسن، أو أوراق الجنّة. و فريق كنّوا عنه بلين العيش و اللّذّة و الزّينة. و القول الأخير هو الأظهر، لاستعماله بمعنى السّيادة و العزّة و رفاهة العيش بكثرة.
و قال: «وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً» [2] جاء الحرير من دون ذكر اللّباس و الثّياب، فحمله أكثرهم على اللّباس و عمّه بعضهم للّباس و الفراش، و هو المرويّ عن الإمام الباقر عليه السّلام: «جنّة يسكنونها و حريرا يفترشونه و يلبسونه». و بعضهم احتمل أنّ الحرير كناية عن لين العيش و لذّته و عمّه ابن كثير للجميع، فقال: «منزلا رحبا، و عيشا رغدا، و لباسا حسنا». و الصّواب أنّ حمله على اللّباس موافق لمنطوق القرآن، و على غيره تعميم للغرض منه. [3]
المنبع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 11، ص 402
[1]الحجّ: 23، و فاطر: 33
[2]الدّهر: 12
[3]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 11، ص 402