شيبة بن ربيعة
هو شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشيّ، العبشمي، و أمّه بنت المضرب من بني عامر بن لؤي.
أحد زعماء و شجعان قريش في الجاهليّة، و من رؤساء الشرك و الكفر الذين نصبوا العداء و البغضاء للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين، و كان يتّهم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بالجنون و السحر و الشعر و الكهانة.
وقف بكل ما لديه من قوّة في وجه الإسلام، فاشترك في واقعة بدر سنة 2 ه، و أنفق أمواله بها؛ ليقضي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و من آمن به، و لكنّ اللّه خيّب ظنّه، فقتله الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، و قيل: قتله حمزة بن عبد المطلب عليه السّلام، و عمره المشؤم يومئذ 143 سنة.
كان من الذين دعا عليهم النبي صلّى اللّه عليه و آله و لعنهم؛ لكثرة ما عانى منهم من الأذى و السخريّة و التّهم.
كان من جملة المشتركين الذين اجتمعوا ليلا حول دار النبي صلّى اللّه عليه و آله ليغتالوه، تلك الليلة التي ضحّى الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام بنفسه، حيث بات في فراش النبي صلّى اللّه عليه و آله، و نجا النبي صلّى اللّه عليه و آله من مؤامرتهم، و هاجر إلى المدينة.
القرآن العظيم و شيبة بن ربيعة:
كان الناس أيّام الحج يقفون بعرفة إلّا المترجم له، فنزلت فيه الآية 199 من سورة البقرة: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ....
كان المترجم له و من على شاكلته في الشرك و الكفر يستمعون القرآن و لم يتأثروا به فنزلت فيهم الآية 25 من سورة الأنعام: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ....
و شملته الآية 19 من سورة التوبة: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ ....
و الآية 90 من سورة الإسراء: وَ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ ....
و الآية 6 من سورة الكهف: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ....
و الآية 19 من سورة الحجّ هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ....
و الآية 4 من سورة العنكبوت: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ ....
و الآية 5 من نفس السورة: مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ....
و الآية 28 من سورة ص: كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ.
في أحد الأيّام طلب المترجم له و الوليد بن المغيرة من النبي صلّى اللّه عليه و آله أن يرجع إلى دين آبائه و أجداده و يترك الإسلام مع العلم بأنّ آباء النبي صلّى اللّه عليه و آله و أجداده كانوا على دين و ملّة إبراهيم الخليل عليه السّلام، فنزلت فيه و في الوليد الآية 66 من سورة غافر: قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ....
و شملته الآية 22 من سورة الزخرف: بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ.
و الآية 1 من سورة محمد: الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 495
[1]أعلام القرآن، ص 495