بنو النضير

بنو النضير

من قبائل الیهود کانوا فی المدینة. و فیهم نزلت الآیة 2 من سورة الحشر: «سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا».

ذكر المفسّرون و المحدّثون و المؤرّخون بصورة مفصّلة سبب نزولها، و خلاصة ما ذكروه هي ما يلي: كان في المدينة ثلاث قبائل من اليهود و هم: «بنو النضير»، و «بنو قريظة»، و «بنو قينقاع»، و يذكر أنّهم لم يكونوا من أهل الحجاز أصلا، و إنّما قدموا إليها و استقرّوا فيها، و ذلك لما قرءوه في كتبهم العقائدية من قرب ظهور نبي في أرض المدينة، حيث كانوا بانتظار هذا الظهور العظيم. و عند ما هاجر الرّسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى المدينة عقد معهم حلفا بعدم تعرّض كلّ منهما للآخر، إلّا أنّهم كلّما وجدوا فرصة مناسبة لم يألوا جهدا في نقض العهد. و من جملة ذلك أنّهم نقضوا العهد بعد غزوة احد، التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة. فقد ذهب «كعب بن الأشرف» زعيم قبيلة «بني النضير» مع أربعين فارسا إلى مكّة، و هنالك عقد مع قريش حلفا لقتال محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و جاء أبو سفيان مع أربعين شخصا، و كعب بن الأشرف مع أربعين نفرا من اليهود، و دخلا معا إلى المسجد الحرام و وثقوا العهد في حرم الكعبة، فعلم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بذلك عن طريق الوحي. [1]

المنبع:

الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 18، ص161

 

[1]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 18، ص161