أَنْطاكِيَة
قال الهيثم بن عدي: أول من بنى أنطاكية انطيخس و هو الملك الثالث بعد الإسكندر، و ذكر يحيى بن جرير المتطبب التكريتي: أن أول من بنى أنطاكية انطيغونيا في السنة السادسة من موت الإسكندر و لم يتمها فأتمها بعده سلوقوس، و هو الذي بنى اللاذقية و حلب و الرّها و أفامية، و قال في موضع آخر من كتابه: بنى الملك أنطيغونيا على نهر أورنطس مدينة و سماها أنطيوخيا و هي التي كمّل سلوقوس بناءها و زخرفها و سماها على اسم ولده انطيوخوس و هي أنطاكية، و قال بطليموس: مدينة أنطاكية طولها تسع و ستون درجة و عرضها خمس و ثلاثون درجة و ثلاثون دقيقة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان و ثلاثين دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، لها درجتان و نصف من الحوت، تحكم فيه كفّ الخضيب و هي في الإقليم الرابع، و قيل: إن أول من بناها و سكنها أنطاكية بنت الروم بن اليقن (اليفز) بن سام بن نوح، عليه السلام، أخت أنطالية، باللام، و لم تزل أنطاكية قصبة العواصم من الثغور الشامية، و هي من أعيان البلاد و أمهاتها، موصوفة بالنزاهة و الحسن و طيب الهواء و عذوبة الماء و كثرة الفواكه وسعة الخير. [1]
روی المفسرون عن ابن عباس: القریة فی الآیة الکریمة «واضرِب لَهُم مَثَلًا اصحبَ القَريَةِ اذ جاءَهَا المُرسَلون» أنطاكية و هي مدينة بالشام متاخمة لبلاد اليونان.[2]
و روي أن النبي صلی الله علیه و آله تلا هذه الآية فقال استحيى نبي الله موسى و لو صبر لرأى ألفا من العجائب «فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ» و هي أنطاكية عن ابن عباس .[3]
المنابع:
معجم البلدان، ج1، ص267
التحرير والتنوير، ج22، ص358
مجمع البیان، ج6، ص751
[1]معجم البلدان، ج1، ص267
[2]التحرير والتنوير، ج22، ص358
[3]مجمع البیان، ج6، ص751