أهل أيلة

أهل أيلة

أيلة مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، و قيل: هي آخر الحجاز و أول الشام، و اشتقاقها قد ذكر في اشتقاق إيلياء بعده، قال أبو زيد: أيلة مدينة صغيرة عامرة بها زرع يسير، و هي مدينة لليهود الذين حرّم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا فمسخوا قردة و خنازير، و بها في يد اليهود عهد لرسول الله، صلى الله عليه و سلم، و قال أبو المنذر: سميّت بأيلة بنت مدين بن إبراهيم عليه السلام، و قال أبو عبيدة: أيلة مدينة بين الفسطاط و مكة على شاطئ بحر القلزم تعدّ في بلاد الشام و أيلة: في الإقليم الثالث و عرضها ثلاثون درجة.[1]

جاء في تفسير القمي: أن قوما من أهل أيلة أو أیکة من قوم ثمود و أن الحيتان كانت سيقت إليهم يوم السبت ليختبر الله طاعتهم في ذلك فشرعت إليهم يوم سبتهم في ناديهم و قدام أبوابهم في أنهارهم و سواقيهم فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها و يأكلونها فلبثوا في ذلك ما شاء الله لا ينهاهم الأحبار، و لا يمنعهم العلماء عن صيدها، ثم إن الشيطان أوحى إلى طائفة منهم أنما نهيتم عن أكلها يوم السبت و لم تنهوا عن صيدها فاصطادوها يوم السبت و أكلوها في ما سوى ذلك من الأيام فقالت طائفة منهم الآن نصطادها، فعتت، و انحازت طائفة أخرى منهم ذات اليمين فقالوا ننهاكم عن عقوبة الله أن تتعرضوا لخلاف أمره و اعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسكتت فلم تعظهم، فقالت للطائفة التي وعظتهم «لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا»، فقالت الطائفة التي وعظتهم «معذرة إلى ربكم و لعلهم يتقون » قال فقال الله جل و عز «فلما نسوا ما ذكروا به» يعني لما تركوا ما وعظوا به مضوا على الخطيئة، فقالت الطائفة التي وعظتهم لا و الله لا نجامعكم و لا نبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله فيها مخافة أن ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم، قال فخرجوا عنهم من المدينة مخافة أن يصيبهم البلاء فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء فلما أصبح أولياء الله المطيعون لأمر الله غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية، فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت، فدقوه فلم يجابوا و لم يسمعوا منها خبر واحد فوضعوا سلما على سور المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون، فقال الرجل لأصحابه يا قوم أرى و الله عجبا، قالوا و ما ترى قال أرى القوم قد صاروا قردة يتعاوون و لها أذناب، فكسروا الباب قال فعرفت القردة أنسابها من الإنس و لم تعرف الإنس أنسابها من القردة، فقال القوم للقردة أ لم ننهكم فقال علي علیه السلام و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إني لأعرف أنسابها من هذه الأمة لا ينكرون و لا يغيرون بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا و قد قال الله عز و جل «فبعدا للقوم الظالمين »، فقال الله «أنجينا الذين ينهون عن السوء و أخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون» .[2]

المنابع:

معجم البلدان، ج 1، ص293

تفسیر القمی، ج1، ص244

 

[1]معجم البلدان، ج 1، ص293

[2]تفسیر القمی، ج1، ص244