ذو القربی

ذو القربی

«القُربى» : القرابة في الرحم. و «ذو القربی» أي: ذو القرابة في الرحم.[1]

أمر الله تعالی نبیَهُ صلی الله علیه و آله بإیتاء حق ذوي قربائه في قوله «فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (الروم:38)

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ «فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ » قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله: يَا جَبْرَئِيلُ قَدْ عَرَفْتُ الْمِسْكِينَ فَمَنْ ذَوِي الْقُرْبَى قَالَ: هُمْ أَقَارِبُكَ، فَدَعَا حَسَناً وَ حُسَيْناً وَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعْطِيَكُمْ مِمَّا أَفَاءَ عَلَيَّ، قَالَ: أَعْطَيْتُكُمْ فَدَكَ .

عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَعْطَى فَاطِمَةَ فَدَكاً قَالَ: كَانَ وَقَفَهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: «وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ » فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ حَقَّهَا، قُلْتُ: رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَعْطَاهَا قَالَ: بَلِ اللَّهُ أَعْطَاهَا.

عَنْ ابْنِ تَغْلِبَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَعْطَى فَاطِمَةَ فَدَكاً قَالَ: كَانَ لَهَا مِنَ اللَّهِ .

عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ أَتَتْ فَاطِمَةُ أَبَا بَكْرٍ تُرِيدُ فَدَكَ، قَالَ: هَاتِي أَسْوَدَ أَوْ أَحْمَرَ يَشْهَدُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَأَتَتْ بِأُمِّ أَيْمَنَ، فَقَالَ لَهَا: بِمَ تَشْهَدِينَ قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَى مُحَمَّداً فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: «فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ » فَلَمْ يَدْرِ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله مَنْ هُمْ فَقَالَ: يَا جَبْرَئِيلُ سَلْ رَبَّكَ مَنْ هُمْ فَقَالَ: فَاطِمَةُ ذُو الْقُرْبَى فَأَعْطَاهَا فَدَكاً، فَزَعَمُوا أَنَّ عُمَرَ مَحَا الصَّحِيفَةَ وَ قَدْ كَانَ كَتَبَهَا أَبُو بَكْرٍ.

عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله خَيْبَرَ، وَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَدَكَ وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ «وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ » قَالَ: يَا فَاطِمَةُ لَكِ فَدَكٌ .[2]

و قد جعل المودّة في قرباه أجراً لرسالته، قال تعالی: «ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ»(الشوری:23)

... عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم قال على و فاطمة و ولداها.[3]

..عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ علیه السلام فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» قَالَ وَ إِنَّ الْقَرَابَةَ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِصِلَتِهَا وَ عَظَّمَ مِنْ حَقِّهَا وَ جَعَلَ الْخَيْرَ فِيهَا قَرَابَتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ الَّذِينَ أَوْجَبَ اللَّهُ حَقَّنَا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.[4]

المنابع:

شمس العلوم و دواء كلام العرب من الكلوم، ج 8، ص 5425

تفسير العياشى، ج 2، ص 287

الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج 1، ص 115

الدر المنثور فى التفسير بالماثور، ج 6، ص 7

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص 531

 

[1]الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، ج 1، ص 115، شمس العلوم و دواء كلام العرب من الكلوم، ج 8، ص 5425

[2]تفسير العياشى، ج 2، ص 287

[3]الدر المنثور فى التفسير بالماثور، ج 6، ص 7

[4]تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص 531