خبّاب بن الأرت
هو أبو عبد اللّه، و قيل: أبو محمد، و قيل: أبو يحيى الخباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد التميمي، الخزاعي بالولاء، و أمّه أمّ سباع الخزاعية.
صحابي جليل، و أحد السابقين الأوائل إلى الإسلام، حيث أسلم سادس ستة، و هاجر إلى المدينة. لازم النبي صلّى اللّه عليه و آله، و شهد معه بدرا و ما بعدها من الوقائع، و عذّب كثيرا لإسلامه، و بقيت آثار التعذيب على جسمه.
كان من البكائين المعروفين، و كان في الجاهلية يصنع السيوف، و سبي فيها، فبيع بمكّة، فاشترته أمّ أنمار بنت سباع الخزاعيّة ثم أعتقته، فانتقل إلى الكوفة و سكنها و ابتنى بها دارا، و كان أبوه من كسكر.
بعد إسلامه آخى النبي صلّى اللّه عليه و آله بينه و بين جبر بن عتيك.
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و آله أكثر من ثلاثين حديثا، و روى عنه جماعة.
بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله و الى الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام و ناصره، و يقال: شهد معه واقعتي صفّين و النهروان، و قيل: لم يشهدها.
توفّي بالكوفة سنة 37 ه، و قيل: سنة 36 ه، و قيل: سنة 39 ه في خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، و عمره 73 سنة، و قيل: 63 سنة، و دفن بها، و يقال: إنّه أوّل من دفن من المسلمين بظاهر الكوفة.
يقول بعض المؤرخين: إنه توفّي و الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام يقاتل معاوية بن أبي سفيان في صفّين، فلما رجع إلى الكوفة رأى قبره بظاهرها، فترحّم عليه و قال: «رحم اللّه خبّابا، لقد أسلم راغبا و هاجر طائعا و عاش مجاهدا».
القرآن المجيد و الخباب بن الأرت :
شملته الآية 51 من سورة الأنعام: وَ أَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَ لا شَفِيعٌ ....
و الآية 52 من نفس السورة: وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ ...
و سببها أنّ قريشا طلبت من النبي صلّى اللّه عليه و آله أن يطرد من حوله المستضعفين من المؤمنين، أمثال المترجم له؛ لكي يؤمنوا بالنبي صلّى اللّه عليه و آله.
و لنفس السبب شملته الآية 53 من نفس السورة: وَ كَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَ هؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا ....
و نزلت فيه، و قيل: في سلمان الفارسي الآية 28 من سورة الكهف: وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ ....
تمنى المترجم له و جماعة من المؤمنين سعة الدنيا و الغنى، و طمعوا في أموال بني قريظة و بني النضير، فنزلت فيهم الآية 27 من سورة الشورى: وَ لَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَ لكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ ....[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 343
[1]أعلام القرآن، ص 343