تميم بن أوس الدارى
هو أبو رقيّة، تميم بن أوس بن حارثة أو خارجة الداري، اللّخمي الفلسطيني. و الدار: بطن من لخم، فخد من يعرب بن قحطان. و قد تميم و أخوه نعيم في وفد كانوا عشرة نفر من بني الدار على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعد منصرفه من تبوك سنة فأسلما و كانا نصرانيّين. قال أبو نعيم: كان تميم راهب عصره و عابد فلسطين. يقال: إن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخذ عنه قصّة «الجسّاسة» و الدّجّال، فحدّث عنه بذلك على المنبر، فكان ذلك منقبة له. [1]
قیل نزلت الآیة 106 من سورة المائدة «يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم ..» نزلت في ثلاثة نفر خرجوا تجارا من المدينة إلى الشام، عدي بن فدي، و تميم بن أوس الداري و هما نصرانيان و بديل مولى عمرو بن العاص السهمي و كان مسلما مهاجرا و اختلفوا في كنية أبيه. فقال الكلبي: بديل بن أبي مازنة. و قال قتادة و ابن سيرين و عكرمة: هو ابن أبي مارية، و محمد بن إسحاق بن يسار و ابن أبي مريم، فلما قدموا إلى الشام مرض بديل و كتب كتابا فيه جميع ما معه و طرحها في متاعه و لم يخبر صاحبه بذلك، فلما اشتد وجعه أوصى إلى تميم و عدي و أمرهما أن يدفعا متاعه إذا رجعا إلى أهله، و مات بديل ففتشا متاعه فأخذا منه إناء من فضة منقوشا بالذهب فيه ثلاثمائة مثقال فضة مموهة بالذهب فغيباه ثم قضيا حاجتهما و انصرفا و قدما المدينة فدفعا المتاع إلى أهل الميت ففتشوا [فوجدوا] الصحيفة فيها تسمية ما كان معه و ما فيها الإناء فجاءوا تميما و عديا. فقالوا: هل باع صاحبنا شيئا من متاعه؟ قالا: لا، قالوا: فهل خسر تجارة؟ قالا: لا، قالوا: فهل طال مرضه فأنفق على نفسه؟ قالا: لا. قالوا: فإنا وجدنا في متاعه صحيفة فيها تسمية ما معه و إنا فقدنا فيها إناء من فضة مموهة بالذهب فها ثلاثمائة مثقال فضة. قالا: لا ندري إنما أوصى إلينا بشي ء و أمرنا أن ندفعه إليكم و دفعناه و ما لنا إلا من حكم، فرفعوها إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأنزل الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان » .[2]
المنابع:
التفسير و المفسرون فى ثوبه القشيب، ج 2، ص103
الكشف و البيان، ج 4، ص118
[1]التفسير و المفسرون فى ثوبه القشيب، ج 2، ص103
[2]الكشف و البيان، ج 4، ص118