البُشری
يقال للخبر السارّ: الْبِشَارَة و الْبُشْرَى، قال تعالى: «لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ»[1] . و أَبْشَرْتُ الرجل و بَشَّرْتُهُ و بَشَرْتُهُ: أخبرته بسارّ بسط بشرة وجهه، و ذلك أنّ النفس إذا سرّت انتشر الدم فيها انتشار الماء في الشجر. الْبَشَرَة: ظاهر الجلد، و الْأَدَمَةُ: باطنه، كذا قال عامّة الأدباء.[2]
قال تعالی:«وَ جاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَ أَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ»[3] احتمل فی «يا بُشْرى » وجهين (أحدهما) أن يكون في موضع ضم مثل يا رجل لاختصاصه بالنداء (و الآخر) أن يكون في موضع نصب و ذلك لأنك أشعت النداء و لم تختص به كما فعلت في الوجه الأول فصار كقوله يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ إلا أن التنوين لم يلحق «بُشْرى » لأنها لاتنصرف.
قال الزجاج معنى النداء في «يا بُشْرى » و ما في معناها مما لا يجب و لا يعقل فإنه على تنبيه المخاطبين و توكيد القصة إذا قلت يا عجباه فكأنك قلت أعجبوا يا أيها العجب هذا من حينك و كذلك إذا قلت يا بشرى فكأنك قلت أبشروا يا أيتها البشرى هذا من إبانك.[4]
المنابع:
مفردات ألفاظ القرآن، ص 124
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 5، ص 335
[1]يونس: 64
[2]مفردات ألفاظ القرآن، ص 124
[3]یوسف: 19
[4]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 5، ص 335