عبد الرحمن بن عوف
هو أبو محمد عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشيّ، الزهري، المدني، و أمّه الشفاء بنت عوف.
أحد صحابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، عرف بالشجاعة و الكرم.
ولد قبل الهجرة بأربعة و أربعين سنة، و كان يدعى عبد الكعبة، و لمّا أسلم سمي بعبد الرحمن، و كان أبرص.
كان في الجاهليّة مختصا بأبي بكر بن أبي قحافة.
أسلم و شهد بدرا و أحدا و بقيّة المشاهد مع النبي صلّى اللّه عليه و آله، و هاجر إلى الحبشة و المدينة المنورة.
آخى النبي صلّى اللّه عليه و آله بينه و بين سعد بن الربيع الأنصاري.
كان من تجار و أثرياء زمانه، ترك ثروة طائلة بعد موته.
بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله صار من أركان سقيفة بني ساعدة في بيعة أبي بكر. و في عهد عمر بن الخطاب كان على ميمنة الجيوش الإسلامية التي افتتحت القدس، و كان أحد الستة الذين رشّحهم عمر للخلافة من بعده.
و بعد موت عمر قام بأخذ البيعة لعثمان ابن عفان، و كان من أوائل المبايعين له، فأخذ عثمان يغدق عليه الأموال الكثيرة.
توفّي بالمدينة المنورة سنة 32 ه، و قيل: سنة 31 ه، و صلّى عليه عثمان بن عفان، و قيل: الزبير بن العوّام، و دفن في البقيع.
القرآن الكريم و عبد الرحمن بن عوف :
دعا عبد الرحمن جماعة من الصحابة إلى وليمة أقامها لهم، و بعد أن أكلوا و شربوا الخمر حتّى سكروا، فلما جاء وقت صلاة المغرب تقدّم أحدهم و صلّى بهم المغرب و هم سكارى! فنزلت فيهم الآية 43 من سورة النساء: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَ أَنْتُمْ سُكارى ....
عند ما كان يسكن مكّة طلب من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله الجهاد، و لمّا دعاه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إلى الجهاد في المدينة اعتذر عن ذلك و استصعب الأمر! فنزلت فيه و في أمثاله الآية 77 من نفس السورة: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ ....
و نزلت فيه الآية 102 من نفس السورة؛ لكونه كان مجروحا: وَ لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَ خُذُوا حِذْرَكُمْ ....
لكونه كان من جملة الأشخاص الذين أرادوا دفع النبي صلّى اللّه عليه و آله عن راحلته إلى الوادي بعد منصرفه من تبوك ليقتلوه نزلت فيهم الآية 74 من سورة التوبة: وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ....
أخذ يعيب الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام عند ما جاء ليدفع بعض الصدقات إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله فنزلت فيه الآية 79 من نفس السورة: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ ....
و من ثم نزلت فيه الآية 80 من نفس السورة: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ....
و شملته الآية 47 من سورة الحجر: وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ....
يقال: إن الآية 96 من سورة مريم نزلت فيه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا. بينما الآية المذكورة نزلت في الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام و فاطمة الزهراء عليها السّلام و الحسنين عليهما السّلام لا غير.[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 581
[1]أعلام القرآن، ص 581